منوعات

بقلم هند شريف ج 3

كان ينظر للهاتف بين الفينة والآخري يشعر أنه بإنتظار نتيجة الإمتحان..خائف..متوتر..ماذا إذا لم يستطع مازن إقناع والديه…لا سيموت إذا لم تكن له حتماً سيموت…فهي من إنتشلت روحه من الضياع لا يستطيع حقاً لا يستطيع أن يتركها هكذا…أوقف سيل أفكاره صوت هاتفه
فتحه علي الفور وهو يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول
يوسف:أيوة يامازن..ها عملت إيه..وليه إتأخرت كدا طمني!! ضحك بشدة قائلاً
مازن:حيلك حيلك براحة يابني..إطمن ياسيدي كله تمام..وتعالي إنت وباباك بكرا تمام؟
أفرجت شفتيه عن إبتسامة واسعة وهو يقول
يوسف:الحمد لله الحمد لله….نيجي إمتي طيب؟؟
مازن:مممممم بعد المغرب تمام؟
أومأ برأسه قائلاً وقلبه يخفق بإيذاء نفسي أو جسدي
يوسف:تمام جداً جدً..متشكر أوي أوي يامازن بجد إنت رجعتلي روحي تاني
إبتسم قائلاً بمشاكسة
مازن:بس ممكن أخدها تاني لو زعلت اسيل
ضحك هذه المرة من قلبه قائلاً بصوت أجش
يوسف:أموت قبل ما أزعلها في يوم….(ثُم أردف بتردد) مازن هو أنت قلت لباباك إيه عني؟
مازن:قلتله اللي إحنا متفقين عليه من يوم ما إنت جيت متقلقش كله هيكون تمام إن شاء الله…بص مضطر أقفل معاك دلوقتي بقي علشان آسر بينام خالص ولازم نروح
إبتسم بحنان
يوسف:طيب تمام…بوسهولي بقي لحد ما أشوفه بكرا ….سلام
أغلق الهاتف وهو يشعر أن روحه تعود له رويداً رويداً ولكن سعادته لن تكتمل إلا بوجودها في منزله..تتنفس هواءه..تتناول طعامه..ينعم بأنفاسها بأحضانه
تسكن جسده وروحه..

دخل لوالده والإبتسامة تُزين وجهه قائلاً
يوسف:مازن إتصل بيا وقالي علي معاد نزورهم فيه بكرا بعد المغرب حضرتك موافق ؟
إبتسم وهو يري سعادته التي تنضح بوجهه
إبراهيم:طبعاً موافق ياحبيبي…ربنا يسعدك ويهنيك يارب
قبّل رأسه بحنان
يوسف:ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك أبداً يابابا

………………………………………………… الفصل الاخير
لم تستطع أن تنم ليلتها من كثرة الترقب والتوتر…والسعادة التي تشعر بها..لم تستوعب حتي الآن أنه معها.. فعل كل ما فعل لأجلها ولأجلها فقط… كانت طوال اليوم متوترة وخائفة ولا تعلم ماذا تفعل إلي أن أتي الموعد المنتظر
قامت بإرتداء فستان باللون الكريمي فوقه سترة قصيرة بلون البطيخ..كانت رقيقة كما هي دوماً..جلست معهم بعض الوقت قليل
ولم تفوتها نظرة الإمتنان والحنان الواضحة في عيني إبراهيم لها…..بعد حوالي النصف ساعة من عبارات الترحيب المعتادة والحديث عن عمل يوسف
وحياته بالخارج..عائلته..مرّ كل شئ كما خُطط له من قبل
بدأ ياسر الحديث قائلاً
ياسر:مازن بيشكرلي فيك أوي يا يوسف ومن الواضح إن كلامه حقيقة خصوصاً بعد ما قابلت الأستاذ إبراهيم
رد إبرهيم بهدوء
إبراهيم:متشكر يا أستاذ ياسر..يوسف هو اللي باقيلي بعد موت إسراء وهو راجل ويُعتمد عليه في كل حاجة زي مازن بالظبط ربنا يحميهم
لا يعلم ياسر لما شعُر بالطمأنينة من ناحية هذا الرجل..ربما لأن عينيه تُشع حنان غريب..أم ربما لأنه منذُ أن إبتدأ الحديث دخل القلب دون إستئذان
لا يعلم سوي أن هذا الرجل به هالة ملائكية كما أخبره مازن بالضبط….إبتسم قائلاً
ياسر:اللهم أمين يارب…عموماً أنا موافق موافقة مبدأية مفيش أي حاجة تخليني أرفض تحبوا نعمل الخطوبة إمتي ؟
فاجأه يوسف كما فاجأ والده قائلاً
يوسف:أنا كنت عاوز فرح علي طول
إبتسم مازن بخبث..إبراهيم نظر بدهشة دون الحديث..بينما ياسر رد بصسائل حيوية وعيناه متسعتان
ياسر:فرح علي طوووول!!!!

إستعاد هدوءه المعتاد قائلاً
يوسف:أعتقد إن مازن قال لحضرتك إني شفت أسيل من سنة وكان المفروض أتقسائل حيويلها من وقتها بس حصلتلي ظروف خلتني اسافر
بس من وقتها وأنا بدعي ربنا إنه يحفظها وتكون ليا بس…في المقابل مفيش داعي إني أتأخر وأعمل فترة خطوبة وأنا عارفها كويس
وكمان معنديش أي حاجة تمنع جوازنا علي طول
رد ياسر مقاطعاً
ياسر:أيوة بس إحنا منعرفكش كويس وكمان ده جواز يابني مش سلق بيض…وبعدين إنتوا الإتنين محتاجين تعرفوا بعض أكتر تتعودا علي بعض
ألا نعرف بعض حقاً…أنا أعرفها كراحة يدي هي الهواء الذي أتنفسه
إبتسم قائلاً
يوسف:أنا حاسس إني أعرفها كويس وبعدين ربنا بيألف القلوب ياعمي…وكمان مازن يعرفني كويس وأكيد لو فيا حاجة وحشة كان رفضني من البداية
أسيل أخته قبل ما أكون صاحبه
إبتسم مازن قائلاً
مازن:يوسف عنده حق يابابا لو كان فيه حاجة وحشة مكنتش وافقت عليه خالص
رد ياسر بحزم
ياسر:لأ بردوا مينفعش إنتوا بتتكلموا في إيه..ده قرار
هنا جاء صوت إبراهيم الهادئ
إبراهيم:يا استاذ ياسر…يوسف بيحب أسيل من ساعة ما شافها وزي ما قال ربنا بيألف القلوب وهو ألف بين قلوبهم وخير البر عاجله
لما كلما تحدث هذا الرجل يشعر بالراحة والسكينة لا يعلم حقاً ولكن كيف!!

ياسر:بس… قاطعه مازن قائلاً
مازن:طيب أنا عندي حل يعملوا كتب كتاب وبعدها بشهرين يتجوزوا إيه رأيكم
لحظات من الصمت المسائل حيوير للأعصاب قطعه ياسر بكلمة واحدة أعادت له روحه مرة آخري
ياسر:موافق…علي بركة الله
…………………………………………………. جاء اليوم الموعود كما كانت تسميه منذ أن بدأ الحديث عن عقد القران
أصبحت زوجته..ملكاً له..تنتمي له..للكلمة وقع خاص علي قلبها..تشعر كأنها عصفور يرفرف في السماء بحرية غير مبالي بما حوله
فهو يشعر بالحرية..وهي تشعر بالحرية لكونها له..ولم ولن تكن لغيره حتي الممات
بعد وقت ليس بالقليل ورحيل معظم المدعوين سمحوا له آخيراً أن يراها ويجلس معها..فقد رفضت أن يراها في البداية خوفاً وترقباً
كانت تجلس في غرفة الجلوس تنتظر وصوله…كانت ترتدي فستان فيروزي يصل لركبتيها..مُزين بعصافير صغيرة جداً ضيق فأظهر خصرها النحيل الرقيق
بينما شعرها رفعته لأعلي تاركة بعض الخصلات تتهدل علي رقبتها ووجهها فجعلها كالملاك حقاََ
خفق قلبها بقوة وهو يقترب منها ببطء وإبتسامة عاشقة تزين شفتيه وهو يري إرتعاش جسدها الواضح
ووجنتيها المزينتين بالحمرة القانية…..وصل أمامها آخيراً لا يبعد بينهم شئ أحني رأسه ببطئ ليهديها قبلة علي ذقنها
مازالت مُطرقة رأسها لأسفل..أسند جبينه علي حبينها
كأن الكون تلاشي من حولهما ولم يتبقي سواهما وصوت أنفاسهما اللاهثة…ونبضات قلبيهما معاً تكاد تختـ،ـرق الغرفة بأكملها
قبّل جبينها…ثُم إنحني لوجنتيها…حتي وصل لجانب شفتيها عنسائل حيويا خرجت همسة متحشرجة من شفتيها وهي مازالت مُغمضة العينين
أسيل:يوووووسف…الباب!!

ضحك بخفوت وهو يُقبل جانب شفتيها….ثُم يعتصرها بين ذراعيه حتي تمتزج روحها بروحه
إحتضنها بقوة حتي كادت تسمع طقطقة عظامها تحت ذراعيه ولم تُبالي…آخيراً تركها وهو يتنفس لاهثاً
لثّم باطن كفيها بقبلات متتالية ثُم همس بصوت أبح
يوسف:مبرووووك ياحبيبتي
إرتعشت أناملها بين يديه وهي تُخفض رأسها هامسة
أسيل:الله يبارك فيك… ……………………………………… طوال شهرين كاملين كان يُحاول السيطرة علي تصرفاته بقدر الإمكان حتي يُثبت لياسر أنه جدير بالثقة
ولكن في نفس الوقت عنسائل حيويا ينفرد بها لا يتركها تجلس بعيدة عنه أبداً بل مُلتصقة به كانها ستهرب منه في أي لحظة
أحب سميحة بل عشق حنانها وهي بادلته هذا الحب فعاملته كمازن أما ياسر فعشقه تحول لإبراهيم
بل كان يُنهي عمله ويذهب ليخرج معه….يتحدث في كثير من أمور الحياة
إحترم هذا الرجل وإحترم يوسف لتصرفاته التي تُثبت أنه يستحق إبنته عن جدارة
مازن كان كُلما يراها عادت كما كانت قبل سنوات..فقط سعيدة…هادئة النفس..خالية البال..تنضح بالسعادة..يعلم أن ما فعله كان يستحق العناء
……………………………………

مر شهران ثقيلان عليه كأنهما عامان
اليوم زفافه عليها وقع الكلمة جميل…بل رائع
آخيراً ستصبح ملكة بيته…ستصبح زوجته جملة وتفصيلاً
كان في غرفة الفندق ومعه مازن “صديقه الوحيد”ووالده ينتظره في صالة العرس مع ياسر وسميحة
إبتسم مازن وهو يربت علي كتفه قائلاً
مازن:مبروك يا يوسف…مش محتاج أوصيك علي أسيل
إلتمعت عيناه قائلاً
يوسف:الله يبارك فيك..لولاك مكنش كل ده حصل وقدرت أكون معاها
قاطعه قائلا
مازن:لا لولا إصرارك إنت إنك تتغير ولولا إن فيك حاجة كويسة مكنش ده حصل
رد بصوت أجش
يوسف:أسيل هي السبب في كل ده..وأوعدك إني هعمل كل اللي أقدر عليه في سبيل إني أخليها سعيدة
عدّل له ربطة عنقه قائلاً
مازن:وأنا واثق من ده كفاية اللي عملته…وكفاية إني شايفة بالسعادة دي…يلا بقي ياعرييس
إحتضنه ثُم إنطلقا سوياً ليأخذ عروسه

انت في الصفحة 11 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل