منوعات

انتقام علي انغام الموسيقي بقلم روز امين ج1

واستطردت باعلام:
-وعلي فكرة،النيابة فحصت كاميرات العمارة اللي الباشا كان مقعد فيها مراته التانية واتأكدت إن ماحدش دخل ولا خرج منها في الوقت اللي الحادثة حصلت فيه

واسترسلت بتأكيد بما أخبرها به المحامي:
-ده غير الطب الشرعي اللي أثبت إن عُثمان هو اللي ضرب النار علي نفسه،المحامي بلغني بتقرير الطِب الشرعي اللي طلع النهاردة،ولو مش مصدقني قدامك النيابة إتفضل روح إسألهم

مال حسن علي أبيه وتحدث مؤكداً علي حديثها:
-الكلام ده حصل يا حاج،والمحامي كلمني وبلغني باللي جه في تقرير الطب الشرعي

أردف عمر بنبرة قوية ليُنهي ذاك النقاش الحاد والذي تحول إلي ساحة حرب:
-ملوش لزوم الكلام ده يا ريهام،ولو سمحتي تنهي المسرحية الرخمة دي وتسيبي كل واحد ياخد حقه بالشرع وبالقانون

إبتسمت ساخرة وتحدثت إلي شقيقها بتساؤل:
-أنهي شرع وأنهي قانون اللي بتتكلم عنه يا عُمر؟
واستطردت بتأكيد وثقة:
-بقول لك عُثمان بذات نفسه كتب لي كُل حاجة بيع وشرا

ثم استطردت بإرهاق وهي تتحرك إلي الدرج لتُنهي ذاك السجال الدائر بعد أن فقدت قدرتها علي المجادلة أكثر لطيلة اليوم وصعوبته:
-واللي عاوز يتأكد يقدر يكلم محامي الشركة وهو هيأكد له صِحة كلامي،وده أخر كلام عندي

صعدت الدرج تحت صياح الجميع وجدالهم الذي دار بينهم ما بين مهاجم ومدافع وبالنهاية إضطر الجميع للمغادرة كي يأخذوا إستراحة بعد شقاء اليومان المنصرمان وما حدث بهما من مفاجأت وصِعاب علي الجميع،رحل الجميع عدا عائلتها المكونة من والدتها وشقيقتها وشقيقها لتقديم الدعم لتلك التي نالت أكبر صفعة تلقتها علي مدار سنوات حياتها بأكملها

صعدت والدتها إلي الطابق الأعلي كي تطمئن علي إبنتها وتستدعيها لتناول وجبة العشاء بعد عناء يومٍ طويل،وجدتها تجلس فوق مقعدها الهزاز مرتدية قميصاً قصير باللون الروز الهادئ بعدما تحممت لتُزيل عنها أرقها

تنهدت حين شاهدت جمود ملامحها، تحركت إلي أن جاورتها الوقوف ثم تحدثت وهي تضع كفها فوق كتفها بمؤازرة:
-قومي يا حبيبتي غيري هدومك وإنزلي علشان تتعشي مع إخواتك

كانت تنظر أمامها في نقطة اللاشئ بجمود،أردفت دون أن تُحيل نظرها:
-مليش نفس يا ماما،روحي إتعشي حضرتك وأنا هقعد شوية وهنام علي طول

ترقبت الأم نظرات إبنتها ثم تساءلت بنبرة يشوبها التوجُس:
-ريهام،هو عُثمان كتب لك فعلاً كل أملاكه،ولا أنتِ قولتي كدة علشان تضايقي أهله بعد اللي عملوه فيكِ؟

بنبرة قوية واثقة أردفت بثبات:
-وهي الحاجات دي ينفع يتقال فيها أي كلام بردوا يا ماما

بشرودٍ وتيهة تحدثت الأم:
-يعني فعلاً عُثمان كتب لك كل أملاكه!
وتساءلت بعدم إستيعاب للأمر:
-طب إزاي وليه؟!

بمنتهي البرود وابتسامة ساخرة أجابتها:
-يمكن كان حاسس إن أجله قرب وحب يكفر عن ذنبه في اللي عمله فيا قبل ما يموت

هزت الأم رأسها بارتياب وشك وتحركت مستسلمة إلي الخارج ومنهُ إلي الأسفل

وقف عُمر عندما شاهد نزول والدتهُ ثم تحدث إليها متلهفاً لمعرفة الحقيقة:
-ها يا ماما،ريهام قالت لك حاجة عن موضوع عُثمان ده؟

إرتخي جسدها وألقتهُ فوق الأريكة بإنهاك لتتحدث باستسلام وريبة:
-قالت نفس الكلام اللي قالته قدام أهل جوزها

بنبرة تشكيكية أردفت مروة:
-طب وهو ده كلام يُعقل يا ماما،معقوله عُثمان هيعمل كدة ويسيب إبنه اللي غدر بيها علشان يخلفه كدة من غير حاجة؟!

هتفت الأم بطريقة عنيفة مدافعة عن إبنتها:
-وهي أملاكه دي كلها كان جابها منين يا مروة؟
واستطردت بحِدة:
-مش أصل شركته دي كلها من فلوسها هي وتمن غربتها في الإمارات؟!

تنهدت الفتاة ثم جلست باستسلام وحيرة

✧✧✧✧✧✧

عاد الحاج راجح إلي منزله الكائن بإحدي المناطق الشعبية والمكون من أربعة طوابق متواضعة كان قد ورثهُ عن والدهُ،جلس بصحبة جميع عائلتهُ وزوجة عُثمان الثانية وصغيرها البالغ من العُمر ستة أعوام، والتي حضرت إليهم طيلة السبع سنوات مُنذ زواجها من نجلهم مرات تُعد علي أصابع اليد الواحدة وبمنتهي الحظر كي لا يصل الموضوع إلي زوجة عُثمان الأولي وتبدأ المشاكل

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
18

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل