منوعات

بقلم ميمي عوالي

امام حس من نظرات زينب وولاده انهم متفقين على حاجة من وراه ، بس قرر يصبر التلات ايام دول

امام طول التلات ايام كان كل ما يروح لزينب عشان يتطمن عليها ، ما كانتش بترضى تقابله ، و كانوا ولاده بيقولوا انها نايمة ، و كانوا بيمنعوه انه يدخل عليها بحجة انها واخدة العلاج و الازعاج و القلق غلط عليها ، و لما حاول يعاتبهم انهم خبوا عليه موضوع انهم خرجوها من المستشفى على شقة باباها ، قالوا له ، هتعرف كل حاجة فى وقتها ، و طلبوا منه يأجل اى كلام فى اى حاجة لحد ما مامتهم تسترد صحتها

لحد اما عدوا التلات ايام و امام راح لزينب ، احمد لما فتح له الباب لقى زينب مستنياه و هى فى كامل رونقها و اناقتها ، اتفاجئ بيها و من شكلها ، رغم ان لسه التعب مأثر على حركتها الا ان وشها منور

امام بهزار : عينى عليكى باردة يا زينب ، هو كل اللى بيبقى خارج من المستشفى بيحلو و يصغر زيك كده

زينب شاورت له بايدها على الكرسى اللى قدامها و قالت له : اتفضل استريح

امام حس ان فى حاجة مش مريحاه ، لكن دخل و قعد و هو بيبصلها من غير ما يتكلم

لقى احمد جاب له حاجة ساقعة حطها قدامه و بص لمامته سألها ان كانت عاوزة حاجة تانية فشكرته فدخل اوضة من الاوض و قفل علي نفسه

امام : اومال محمود فين

زينب : موجود جوة مع اخوه

امام : طب ايه ، مش ياللا بينا على بيتك بقى

زينب : انا فى بيتى

امام : طب ما انا عارف انه بيتك برضة ، بس بيتك الاصلى هناك فى بيتنا يا زينب ، لازمته ايه تبقى قاعدة هنا و انا قاعد هناك

زينب : اسمع يا امام ، انا النهاردة عندى واحد و اربعين سنة ، اتجوزتك و انا لسه عيلة ما افهمش من الدنيا دى حاجة ، ابويا من يوم ما المرض مسكه بقى كل همه انه يجوزنى و يتطمن عليا قبل مايم..وت خصوصا بعد جواز فاطمة اختى ، ما شفتش حاجة من الدنيا قبل ما اتجوزك ، … ولا شفتها بعد ما اتجوزتك ، بابا و ماما الله يرحمهم .. كانوا دايما يقولولى رضا جوزك هيوصلك لرضا ربنا ، اسمعى كلامه و اتحمليه عشان يتبنيلك قصر فى الجنة

و اعتقد انك لا يمكن كنت هتلاقى واحدة غيرى تتحمل منك اللى انا اتحملته

حرمت نفسى من كل حاجة ، عشان خاطرك ، كنت لما اتوجع من حاجة ، اصبر لحد ما يفيض بيا و فى الاخر .. اخرى اخد قرص مسكن ، عمرى ما حسستك انى تعبانة و اللا بشتكى

شيلت بيتك و ولادك و والدتك حطيتها فى عينى و اعتبرتها امى ، لا كليت و لا مليت ، كنت دايما تبكتنى و تأنبنى لو طلبت منك رغيف العيش رغم انه بيبقى عشانك انت وولادك و والدتك ، دايما تنتقضنى و متهمنى انى مش عارفة امشى البيت و لا ادبر حالى

عمرك ما سألت نفسك الفلوس اللى ولادك كانوا بياخدوا بيها دروس منين ، و اللا كسوتهم ومصاريف مدارسهم وكلياتهم

عاوزة اقول لك انك ما صرفتش مليم واحد على تعليم ولادك ، من اول مرة محمود طلب فيها درس انجليزى و انت زعقت و اتخانقت زى عادتك ، قررت انى احرم نفسى من المنفس الوحيد اللى كنت بتنفسه عشان خاطر ولادى ، ولادك اتعلموا و اتكسوا السنين اللى فاتت دى كلها بفلوس فاطمة اختى ، اللى رغم كل شئ ما تعرفش حرف واحد من الكلام ده ، كل اللى تعرفه انها بتبعت مصروف لاختها مش اكتر ، لكن بيروح فى ايه و ليه ، ما سألتنيش ، و انا ما قلتلهاش ، ما قلتلهاش ان حتى الفلوس دى مش هقدر اتمتع بيها و لا حتى يوم واحد

بقالك خمستاشر سنة ما اديتنيش جنية واحد فى ايدى ، و قلتلى انا هجيب اللى البيت محتاجة ، و كل ما البيت يحتاج حاجة ، تسمعنى الموشح اياه ، و انت محسسنى انى سبب مرمطتك و تعليقك فى الساقية اللى على طول تقول انك متعلق فيها ، رغم انك عايش حياتك بالطول و بالعرض ، خروج و فسح و قعاد على القهوة مع صحابك ، تقدر بقى تقول لى اخر مرة جبتلى فيها منديل كان امتى ، اخر مرة سألتنى فيها لو محتاجة حاجة كانت امتى ، اخر مرة قلتلى تسلم ايدك على اى حاجة انا عملتها كانت امتى يا امام

على طول مش شايف غير عيوبى والحاجات الغلط اللى بعملها ، دى لو كانت غلط من الاساس

انا و ولادك تعبنا يا امام ، فاض بينا الكيل خلاص ، مابقيناش قادرين نستحمل اكتر من كده

امام كان قاعد بيسمعها ، و هو مستغرب حاجات و معترف بينه و بين نفسه بحاجات ، بس ما بقاش مستوعب هى عاوزة توصل لايه لحد ما قالت اخر جملة ، فقال لها : تقصدى ايه

ينب : اقصد انك اخر مرة قلتلى .. فارقينى بقى وحلى عنى ، و انا قررت افارقك يا امام

امام : ايه اللى انتى بتقوليه ده يازينب ، ايه اللى حصل يعنى لكل ده ، ما انتى عارفة انى ببقى راجع من الشغل تعبان من هدة طول اليوم ، و طول عمرك بتستحملينى .. ايه اللى جد عشان يخليكى عاوزة تهدى البيت انا مش فاهم

زينب : اللى جد ان رصيدك عندى خلص يا امام ، اللى جد انى وقعت ، من كتر الضغط والقهر وقعت ، اللى حصل انى لما كنت بين الموت و الحيا اكتشفت ان لو انت غلطت قيراط فانا غلطت اربعة و عشرين

امام : يا ستى و انا مسامح فى غلطك ، عشان المركب تمشى

زينب بسخرية : لا هو انت فاكر ان غلطى كان فيك

امام : اومال كان فى مين

زينب : غلطى كان فى نفسى ، فى روحى ، روحى اللى بهتت من كتر الكبت ، روحى اللى عجزت و انا لسه فى عزى ، نفسيتى اللى على طول تحت الصفر بسبب تبكيتك ليا ، احساس الفشل اللى دايما زارعه جوايا لف على رقبتى و خنقنى

انت ظلمتنى يا امام ، بس انت ظلمتنى مرة ، و انا ظلمت نفسى الف مرة ، لانى كنت بسكت واكبت جوايا لحد ما حصل اللى حصل لما فقت من الغيبوبة ، سألت نفسى سؤال …. هو انا ليه صبرت كل السنين دى ، و الحقيقة ما لقيتش غير اجابة واحدة بس ….. انى غبية

ماكانش لازم اسمحلك ابدا تخلينى زى المسخ كده سنة ورا التانية ، بس عذرى انى كنت بحاول اكسب رضا ربنا

امام : طب و ليه تعصيه بعد كل ده يا زينب

زينب : اعوذ بالله ، و مين قال لك انى هعصاه

امام : و هو لما تعصينى ، مش هتعصى ربنا

زينب : ما انت عشان كده لازم تطلقنى يا امام

امام رغم انه كان حاسس انها هتطلب الطلب ده الا انه لما سمعه منها حس انه اتخشب فى مكانه ، فضل يبصلها باستغراب اكن الكلام مش ليه

زينب كملت كلامها و فالت : كفاية عليك و عليا لحد كده ، احنا الاتنين تعبنا ، و انت طلبتها كذا مرة ، لو عديناهم يمكن يطلعوا فوق الالف مرة

امام : و كنتى انتى اللى بتخلينى انسى اللى قلته ، و ما انتى عارفة ظروف شغلى و انى ببقى على اعصابى طول اليوم

زينب و لاول مرة من ساعة ما ابتدت تتكلم صوتها يبقى فيه بعض الحدة : ماله شغلك .. يفرق ايه عن شغل باقى الرجالة او حتى الستات ، ما انت موظف زيك زى كتير اوى ، انت عاوز تفهمنى ان كل الموظفين بيعملوا زى ما انت بتعمل ، و حتى لو كان ، عمرك ما فكرت انا بقضى يومى ازاى ، عمرك سألت نفسك انا بخلص شغل البيت امتى او ازاى ، بتعب و اللا ما بتعبش ، يومى بيكفى كل اللى كنت عاوزة اعمله و اللا لا ، اشتغلت و انا واقفة و اللا و انا قاعدة و اللا وانا محنية على ركبى على البلاط

عمرك سالت ان كنت بلحق استريح و اللا لا ، باخد كفايتى فى النوم و اللا لا

انت طول عمرك ما بتفكرش غير فى نفسك و بس ، انت رقم واحد ، و مامتك رقم اتنين و ولادك رقم تلاتة و اصحابك رقم اربعة ، و انا ……. احتمال يكونلى رقم فى الاواخر او حتى ما يبقاليش

انا ساقطة قيد فى اولوياتك يا امام ، و عشان كده لو سمحت كفاية ، انا عاوزة اكمل حياتى اللى ربنا كتبهالى من غير قهر و لا وجع

امام : و هتعيشى ازاى

زينب بابتسامة : زى ما عشت قبل كده

امام : و عيالك موافقين على اللى بتقوليه ده

زينب : ايوة ، انا طلبت منك تلات ايام ، عشان ادى نفسى و اديهم فرصة ، و ولادك قرروا يعيشوا معايا ، و عموما البيت قصاد البيت ، وقت ماتحب تشوفهم هتلاقيهم قدامك

امام : ده اخر كلام عندك

زينب : ايوة

امام وقف و قال لها : طالما دى رغبتك ، انا هروح للمأذون بكرة و اخلص كل حاجة

زينب : شكرا

بعد ما مشى محمود و احمد خرجوا من الاوضة ، لقوا زينب قاعدة و ملامحها مرسوم عليها الحزن ، محمود قرب منها و قال لها : احنا سيبناكى تعملى اللى انتى عاوزاه ، ليه بقى زعلانة دلوقتى ، لو رجعتى فى كلامك احنا لسه فيها

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
32

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل