
امام حس من نظرات زينب وولاده انهم متفقين على حاجة من وراه ، بس قرر يصبر التلات ايام دول
امام طول التلات ايام كان كل ما يروح لزينب عشان يتطمن عليها ، ما كانتش بترضى تقابله ، و كانوا ولاده بيقولوا انها نايمة ، و كانوا بيمنعوه انه يدخل عليها بحجة انها واخدة العلاج و الازعاج و القلق غلط عليها ، و لما حاول يعاتبهم انهم خبوا عليه موضوع انهم خرجوها من المستشفى على شقة باباها ، قالوا له ، هتعرف كل حاجة فى وقتها ، و طلبوا منه يأجل اى كلام فى اى حاجة لحد ما مامتهم تسترد صحتها
لحد اما عدوا التلات ايام و امام راح لزينب ، احمد لما فتح له الباب لقى زينب مستنياه و هى فى كامل رونقها و اناقتها ، اتفاجئ بيها و من شكلها ، رغم ان لسه التعب مأثر على حركتها الا ان وشها منور
امام بهزار : عينى عليكى باردة يا زينب ، هو كل اللى بيبقى خارج من المستشفى بيحلو و يصغر زيك كده
زينب شاورت له بايدها على الكرسى اللى قدامها و قالت له : اتفضل استريح
امام حس ان فى حاجة مش مريحاه ، لكن دخل و قعد و هو بيبصلها من غير ما يتكلم
لقى احمد جاب له حاجة ساقعة حطها قدامه و بص لمامته سألها ان كانت عاوزة حاجة تانية فشكرته فدخل اوضة من الاوض و قفل علي نفسه
امام : اومال محمود فين
زينب : موجود جوة مع اخوه
امام : طب ايه ، مش ياللا بينا على بيتك بقى
زينب : انا فى بيتى
امام : طب ما انا عارف انه بيتك برضة ، بس بيتك الاصلى هناك فى بيتنا يا زينب ، لازمته ايه تبقى قاعدة هنا و انا قاعد هناك
زينب : اسمع يا امام ، انا النهاردة عندى واحد و اربعين سنة ، اتجوزتك و انا لسه عيلة ما افهمش من الدنيا دى حاجة ، ابويا من يوم ما المرض مسكه بقى كل همه انه يجوزنى و يتطمن عليا قبل مايم..وت خصوصا بعد جواز فاطمة اختى ، ما شفتش حاجة من الدنيا قبل ما اتجوزك ، … ولا شفتها بعد ما اتجوزتك ، بابا و ماما الله يرحمهم .. كانوا دايما يقولولى رضا جوزك هيوصلك لرضا ربنا ، اسمعى كلامه و اتحمليه عشان يتبنيلك قصر فى الجنة
و اعتقد انك لا يمكن كنت هتلاقى واحدة غيرى تتحمل منك اللى انا اتحملته
حرمت نفسى من كل حاجة ، عشان خاطرك ، كنت لما اتوجع من حاجة ، اصبر لحد ما يفيض بيا و فى الاخر .. اخرى اخد قرص مسكن ، عمرى ما حسستك انى تعبانة و اللا بشتكى
شيلت بيتك و ولادك و والدتك حطيتها فى عينى و اعتبرتها امى ، لا كليت و لا مليت ، كنت دايما تبكتنى و تأنبنى لو طلبت منك رغيف العيش رغم انه بيبقى عشانك انت وولادك و والدتك ، دايما تنتقضنى و متهمنى انى مش عارفة امشى البيت و لا ادبر حالى
عمرك ما سألت نفسك الفلوس اللى ولادك كانوا بياخدوا بيها دروس منين ، و اللا كسوتهم ومصاريف مدارسهم وكلياتهم
عاوزة اقول لك انك ما صرفتش مليم واحد على تعليم ولادك ، من اول مرة محمود طلب فيها درس انجليزى و انت زعقت و اتخانقت زى عادتك ، قررت انى احرم نفسى من المنفس الوحيد اللى كنت بتنفسه عشان خاطر ولادى ، ولادك اتعلموا و اتكسوا السنين اللى فاتت دى كلها بفلوس فاطمة اختى ، اللى رغم كل شئ ما تعرفش حرف واحد من الكلام ده ، كل اللى تعرفه انها بتبعت مصروف لاختها مش اكتر ، لكن بيروح فى ايه و ليه ، ما سألتنيش ، و انا ما قلتلهاش ، ما قلتلهاش ان حتى الفلوس دى مش هقدر اتمتع بيها و لا حتى يوم واحد
بقالك خمستاشر سنة ما اديتنيش جنية واحد فى ايدى ، و قلتلى انا هجيب اللى البيت محتاجة ، و كل ما البيت يحتاج حاجة ، تسمعنى الموشح اياه ، و انت محسسنى انى سبب مرمطتك و تعليقك فى الساقية اللى على طول تقول انك متعلق فيها ، رغم انك عايش حياتك بالطول و بالعرض ، خروج و فسح و قعاد على القهوة مع صحابك ، تقدر بقى تقول لى اخر مرة جبتلى فيها منديل كان امتى ، اخر مرة سألتنى فيها لو محتاجة حاجة كانت امتى ، اخر مرة قلتلى تسلم ايدك على اى حاجة انا عملتها كانت امتى يا امام
على طول مش شايف غير عيوبى والحاجات الغلط اللى بعملها ، دى لو كانت غلط من الاساس
انا و ولادك تعبنا يا امام ، فاض بينا الكيل خلاص ، مابقيناش قادرين نستحمل اكتر من كده
امام كان قاعد بيسمعها ، و هو مستغرب حاجات و معترف بينه و بين نفسه بحاجات ، بس ما بقاش مستوعب هى عاوزة توصل لايه لحد ما قالت اخر جملة ، فقال لها : تقصدى ايه
ينب : اقصد انك اخر مرة قلتلى .. فارقينى بقى وحلى عنى ، و انا قررت افارقك يا امام
امام : ايه اللى انتى بتقوليه ده يازينب ، ايه اللى حصل يعنى لكل ده ، ما انتى عارفة انى ببقى راجع من الشغل تعبان من هدة طول اليوم ، و طول عمرك بتستحملينى .. ايه اللى جد عشان يخليكى عاوزة تهدى البيت انا مش فاهم
زينب : اللى جد ان رصيدك عندى خلص يا امام ، اللى جد انى وقعت ، من كتر الضغط والقهر وقعت ، اللى حصل انى لما كنت بين الموت و الحيا اكتشفت ان لو انت غلطت قيراط فانا غلطت اربعة و عشرين
امام : يا ستى و انا مسامح فى غلطك ، عشان المركب تمشى
زينب بسخرية : لا هو انت فاكر ان غلطى كان فيك
امام : اومال كان فى مين
زينب : غلطى كان فى نفسى ، فى روحى ، روحى اللى بهتت من كتر الكبت ، روحى اللى عجزت و انا لسه فى عزى ، نفسيتى اللى على طول تحت الصفر بسبب تبكيتك ليا ، احساس الفشل اللى دايما زارعه جوايا لف على رقبتى و خنقنى
انت ظلمتنى يا امام ، بس انت ظلمتنى مرة ، و انا ظلمت نفسى الف مرة ، لانى كنت بسكت واكبت جوايا لحد ما حصل اللى حصل لما فقت من الغيبوبة ، سألت نفسى سؤال …. هو انا ليه صبرت كل السنين دى ، و الحقيقة ما لقيتش غير اجابة واحدة بس ….. انى غبية
ماكانش لازم اسمحلك ابدا تخلينى زى المسخ كده سنة ورا التانية ، بس عذرى انى كنت بحاول اكسب رضا ربنا
امام : طب و ليه تعصيه بعد كل ده يا زينب
زينب : اعوذ بالله ، و مين قال لك انى هعصاه
امام : و هو لما تعصينى ، مش هتعصى ربنا
زينب : ما انت عشان كده لازم تطلقنى يا امام
امام رغم انه كان حاسس انها هتطلب الطلب ده الا انه لما سمعه منها حس انه اتخشب فى مكانه ، فضل يبصلها باستغراب اكن الكلام مش ليه
زينب كملت كلامها و فالت : كفاية عليك و عليا لحد كده ، احنا الاتنين تعبنا ، و انت طلبتها كذا مرة ، لو عديناهم يمكن يطلعوا فوق الالف مرة
امام : و كنتى انتى اللى بتخلينى انسى اللى قلته ، و ما انتى عارفة ظروف شغلى و انى ببقى على اعصابى طول اليوم
زينب و لاول مرة من ساعة ما ابتدت تتكلم صوتها يبقى فيه بعض الحدة : ماله شغلك .. يفرق ايه عن شغل باقى الرجالة او حتى الستات ، ما انت موظف زيك زى كتير اوى ، انت عاوز تفهمنى ان كل الموظفين بيعملوا زى ما انت بتعمل ، و حتى لو كان ، عمرك ما فكرت انا بقضى يومى ازاى ، عمرك سألت نفسك انا بخلص شغل البيت امتى او ازاى ، بتعب و اللا ما بتعبش ، يومى بيكفى كل اللى كنت عاوزة اعمله و اللا لا ، اشتغلت و انا واقفة و اللا و انا قاعدة و اللا وانا محنية على ركبى على البلاط
عمرك سالت ان كنت بلحق استريح و اللا لا ، باخد كفايتى فى النوم و اللا لا
انت طول عمرك ما بتفكرش غير فى نفسك و بس ، انت رقم واحد ، و مامتك رقم اتنين و ولادك رقم تلاتة و اصحابك رقم اربعة ، و انا ……. احتمال يكونلى رقم فى الاواخر او حتى ما يبقاليش
انا ساقطة قيد فى اولوياتك يا امام ، و عشان كده لو سمحت كفاية ، انا عاوزة اكمل حياتى اللى ربنا كتبهالى من غير قهر و لا وجع
امام : و هتعيشى ازاى
زينب بابتسامة : زى ما عشت قبل كده
امام : و عيالك موافقين على اللى بتقوليه ده
زينب : ايوة ، انا طلبت منك تلات ايام ، عشان ادى نفسى و اديهم فرصة ، و ولادك قرروا يعيشوا معايا ، و عموما البيت قصاد البيت ، وقت ماتحب تشوفهم هتلاقيهم قدامك
امام : ده اخر كلام عندك
زينب : ايوة
امام وقف و قال لها : طالما دى رغبتك ، انا هروح للمأذون بكرة و اخلص كل حاجة
زينب : شكرا
بعد ما مشى محمود و احمد خرجوا من الاوضة ، لقوا زينب قاعدة و ملامحها مرسوم عليها الحزن ، محمود قرب منها و قال لها : احنا سيبناكى تعملى اللى انتى عاوزاه ، ليه بقى زعلانة دلوقتى ، لو رجعتى فى كلامك احنا لسه فيها