منوعات

بقلم ميمي عوالي

امام كان فى اوضته غير هدومه ، و قعد يفتح و يقفل فى الدولاب و الادراج بزهق ، و بقى عمال ينفخ و هو عمال يقول فى سره ، اهى دلوقتى تيجى تضحك عليا بكلمتين ناعمين زى كل مرة ، لكن لا ، انا زهقت ، انا متعلق فى ساقية طول النهار و هى قاعدة فى البيت لاشغلة و لا مشغلة ، و مش على بالها حاجة ، ياما ستات غيرها بتبقى قايدة صوابعها العشرة شمع لاجوازهم ، لكن هى ، و لا ليها لازمة .. انا زهقت ، و المرة دى بالذات لازم الاقيلها حل ، ده انا اللى فى سنى لسه ما اتجوزوش ، و انا ماوراييش غير الهم و الشقى ، انا محتاج واحدة تفرفشنى و تدلعنى ، مش واحدة كل ما تشوفنى ما وراهاش غير الطلبات

امام بقى مستغرب انها ما جاتش وراه تحايله عشان يروح يتغدى معاها و مع امه ، امه اللى اخواته رموها عليه من خمس سنين دلوقتى ، و معاشها مابيكفوش تمن علاجها اللى مش موجود فى التأمين الصحى اللى زينب بتروح تصرفه لها كل شهر ، و اخواته فاكرينه بيحوش من وراها

الوقت بيعدى و برضة زينب ما راحتش وراه ، امام اتنرفز زيادة و قال فى نفسه .. ايه يعنى أن ، ناوية تعاقبنى عشان زعقتلها ، و اللا تكونش ما عملتش غدا و ما صدقت و قالت اهو يفضل جعان

خرج من اوضته ، لمحها بجنب عينه قاعدة مكان ماسابها على الكنبة و ساندة راسها لورا ، طنشها و راح لامه فى اوضتها و لقاها زى العادة مستحمية و مغيرة هدومها و قاعدة فى سريرها ، سلم عليها

امام : ازيك يا ماما ، عاملة ايه النهاردة

ام امام : الحمدلله ، انت كنت بتزعق ليه

امام : ماتسغليش بالك ، اتغديتى

ام امام : و من امتى بنتغدى من غيرك ، ده انا حتى جوعت النهاردة بزيادة

امام بصوت عالى : ما هو البيت لو فيه ست بصحيح ، ماكنتيش تبقى جعانة لحد دلوقتى

ام امام بزعل : خف عن مراتك شوية ، دى ما بتقعدش على حيلها طول النهار

امام بزعيق : و هى يعنى بتخترع الذرة ، ما هى بتعمل اللى كل الستات بيعملوه ، و بعدين على صوته بزيادة و قال : ايه يا هانم هتفضلى قاعدة مكانك كده كتير، و اللا ناوية تربينى … هتجوعينا و تصوعينا لحد امتى

لما لقى زينب مارديتش خرج بغضب على الصالة و راح ناحيتها و مد ايده بعنف يشدها من أيدها ، لكن ايده وقفت فى نص السكة لما لقى وشها غرقان دم ، و مناخيرها بتنزف بغزارة و هى مغمى عليها

امام بصريخ : زينب ، زينب ، فى ايه

ام امام من جوة : مالها زينب يا امام فى ايه

امام بخضة : مناخيرها عمالة تجيب دم و مغمى عليها

ام امام اتسندت على الحيطة لحد ما خرجت و فى ايدها ازازة كولونيا بتحاول تمسكها من غير ما تقع منها ، امام خدها منها و حاول يفوقها بعد ما مسح الدم لكن ما فقتش و الدم ما وقفش

ام امام : كلم الاسعاف ، و اللا خدها على المستشفى بسرعة

فى وسط لخبطته ، الباب اتفتح و دخل احمد ، ابنهم الصغير ، اللى اول ما شاف منظر زينب جرى عليها بلهفة و هو بيسأل على اللى حصل ، و فى الاخر شالها و نزل يجرى بيها على السلم و اخدها على اقرب مستسفى

بعد انتظار طويل فى المستشفى و اشعات و فحوصات كانت النتيجة انها اتحجزت فى العناية المركزة بسبب الغيبوبة ، و التشخيص …. نزيف فى المخ نتيجة ارتفاع مفاجئ و شديد فى ضغط الدم و اللى ادى للغيبوبة

امام اترمى على الكرسى و هو مش مصدق اللى سمعه ، و بقى يكلم فى نفسه ، معقول … زينب فى غيبوبة ، طب ازاى دى عمرها ما تعبت قبل كده

احمد قعد جنب ابوه و سأله بحزن : ايه اللى حصل ، فى حاجة زعلتها ، انت زعقتلها تانى ، ضغطها ما بيعلاش غير لما بتزعق لها

امام باستغراب : و هو من امتى امك صغطها بيعلى

احمد : بقالها تلات سنين اهى ، يعنى انت ما تعرفش

امام باستغراب : لا ، ما اعرفش ، ليه ما حدش قاللى

احمد بتأنيب : و هو يعنى يا بابا لازم تبقى ماما تعبانة ، او بتشتكى من حاجة عشان ما تزعقلقهاش

امام بنرفزة : و ايه يعنى لما ازعق و اللا اتنرفز شوية ، ما انا طول النهار متعلق فى الساقية ، ايه المشكلة لما افكةعنةنفسى بكلمتين

احمد : و ما هى كمان متعلقة فى الساقية

امام بعند : بتعمل ايه يعنى اكتر من اللى اى ست بتعمله

احمد بزعل : و حضرتك بتعمل ايه اكتر من اللى اى اب و راجل مسئول عن بيت بيعمله

امام سكت و هو مذهول من كلام ابنه ليه ، ابنه واقف قدامه بيراجعه كلمة بكلمة ، و منحاز لامه ضده

امام فضل انه يسكت و ما حاولش يجادل احمد كتير و قال فى سره انه معذور ، اصل مهما ان كان اللى بين الحيا و الموت دى تبقى امه

امام اخد ابنه و روحوا ، لقى امه قاعدة مكان ما سابوها ، قلقانة على زينب ، و حاملة همها ، لما لقتهم داخلين من غيرها قلقت زيادة و قالتلهم : فين زينب ، ايه اللى حصل

احمد باختصار و هو بيبص لابوه بلوم : ضغطها على اوى عملها نزيف فى المخ و حاليا فى غيبوبة ، و الله اعلم ربنا هينجيها منها و اللا لا

ام امام : يا قلب امك يا زينب ، و سيبتوها لوحدها يا اولاد ، ليه ما حدش منكم فضل جنبها

امام : دخلوها الرعاية يا ماما ، ما ينفعش حد يقعد معاها

احمد : انا هغير هدومى و هرجع المستشفى ، انا جيت بس عشان اغير و اخد فلوس و انزل

امام : جدتك ما اكلتش ، حطلها اكل قبل ما تنزل

احمد بضيق : معلش يا بابا ، حضرتك حطلها ، و اكلها زى ما ماما كانت بتعمل ، لكن انا هنزل لماما

امام دخل المطبخ و راح سخن كل الاكل اللى كان موجود ، و عشان ما اتعودش انه يعمل اى حاجة او حتى يشوف زينب و هى بتعمل ، ولع البوتاجاز على الحلل والصوانى اللى موجودة من غير ما يعرف فيهم ايه ، و ساب كل العيون عالية ، و سابهم و راح عشان يغير هدومه ، و على ما افتكر انه يروح يشوف الاكل ، كان تقريبا معظمه شاط

نفخ بزهق ، بس فى الاخر غرف اكل لامه و راح يأكلها ، ام امام كان عندها مرض فى اعصاب ايدها ، فكان لازم حد ياكلها فى بقها ، و عشان زينب هى اللى كانت بتأكلها ، امام نسى و حط قدامها الاكل و قال لها كلى يا ماما و لما تخلصى اندهى عليا

ام امام اتكسفت تقول له انها مش هتقدر تاكل لوحدها ، فلما حاولت تمد ايدها تمسك المعلقة و الطبق ، كانت النتيجة ان صينية الاكل كلها وقعت على الارض

امام انتبه على صوت الحاجة اللى وقعت ، راح بص على مامته ، شاف المنظر ، و لقى مامته بتعيط ، نفخ بزهق ، و قال لها : خلاص معلش ، فداكى

ام امام : حقك عليا با بنى ، حاولت اكل لوحدى بس ما عرفتش ، كانت زينب هى بتاكلنى فى بقى ، ربنا يشفيكى يا زينب و يخرجك بالسلامة لبيتك و عيالك يا بنتى

الكلام نزل على امام زى الكرباج ، زينب كانت شايلة عنه مسئولية مامته بالكامل ، اكلها و شربها و نضافتها الشخصية ، ما كانش بيشوف الكلام ده قدامه غير وقت الاكل اللى بيجمعهم بس ، و عمره ما قال لها شكرا

حاول ينضف على اد ما قدر لكن ما عرفش ينضفها كما ينبغى ، وراح جاب طبق تانى لمامته و قعد ياكلها ، و لما مامته داقت الاكل رفضت تكمله لان كان طعمه كله شياط

فراح عمل لها سندوتش جبنة و قعد اكلهولها ، و رجع المطبخ و قف يبص حواليه ، مش عارف يعمل ايه ، و بعد وقت طويل لم الاكل كله فضاه فى الزبالة و حط الحلل كلها فى الحوض ، لكن حتى الحلل اتحرقت ، بص لهم بزهق ، و فى الاخر رجع اوضته ، و حاول ينام ما عرفش ، و فضل يتقلب مكانه لحد تانى يوم ، قام لبس عشان يروح شغله ، و قبل ما ينزل افتكر ان مامته هتفضل طول اليوم لوحدها من غير اكل ، كلم واحد من اخواته حكاله على اللى حصل لزينب و ان مامته لوحدها و محتاجة رعاية و طلب منه يبعتلها مراته ، و انه هيسيبلهم المفتاح عند الجيران

امام راح على شغله و بقى بيعد الساعات عشان ييجى معاد زيارة زينب و يروح يتطمن عليها ، كان حاسس بتأنيب ضمير انه كان مزعقلها قبل ما تتعب ، و التأنيب زاد بعد ما ابنه قال له انها كانت دايما صغطها بيعلى لما كان بيعمل كده ، و افتكر انه كان بيعمل كده كتير … كتير اوى

لما راح المستشفى لقى الوضع كما هو عليه ، رجع البيت لقى مراة اخوة قاعدة مع مامته ، سألته عن زينب و عرفت ان حالتها زى ما هى ، شوية و جه اخوه ، فامام اقترح على اخوه انه ياخد معاه مامته كام يوم على ما زينب تخرج من المستشفى فمراة اخوه رفضت بحجة ان ما عندهاش مكان و صحتها مش اد كده ، و مش هتقدر على خدمة مامته طول اليوم ، و فى الاخر قالت … اهى حتى زينب ما استحملتش و حصل لها اللى حصل ، و قالت لهم خلوها مكانها ، و هى و سلايفها كل واحدة تجيلها يوم على ما زينب تخف و ترجع بيتها

يوم و را التانى ، البيت اتبهدل ، و النظام اختلف ، و اللى داخة و اللى خارجة ، و كل واحدة بطلبات شكل ، و امام اكتشف ان طلبات البيوت فيها حاجات كتير جدا كانت زينب بتعتبرها كماليات لمجرد انها ماترهقوش بيها ، رغم ان غيرها كتير بيعتبروها من اساسيات الاساسيات

المصاريف كترت عليه جدا اضعاف مضاعفة ، رغم انه تقريبا ما بقاش ياكل فى البيت ، لكن كل يوم بيصرف على حاجات بيجيبها و بياكلوها اخواته و مراتاتهم اللى بييجوا لمامته

حتى مامته ، ما بقيتش بالنضافة و الهندمة اللى كانت زينب معوداها عليها

البيت بقى كئيب من غير صاحبته ، و امام بينه و بين نفسه، اخد عهد على روحه انها لما ترجع بالسلامة مايزعلهاش تانى ابدا

فى يوم راح لزينب .. الدكتور بشره انها فاقت من الغيبوبة ، و ان الحمدلله ما حصلش مضاعفات حركية عليها بسبب نزيف المخ ، لكن هتفضل تحت الملاحظة كمان يومين عشان يتأكدوا ان النزيف تمت السيطرة عليه و انه اتصرف تماما

طول الوقت ده كانت زينب رافضة تماما تتكلم مع امام ، كانت بتتكلم مع ولادها و جيرانها ، و كانت بترد على تليفونات اختها ، لكن لما كان امام يكلمها ، كانت تبصله و هى ساكتة تماما و فى الاخر تغمض عينها و تدور وشها بعيد عنه

لحد ما جه معاد خروجها من المستشفى ، امام اتفاجئ ان زينب طلبت من احمد انه يشوف حد ينضفلها شقة ابوها اللى فى البيت اللى قصاد امام ، و انها عاوزة تخرج من المستشفى عليها ، و اتفاجئ كمان ان احمد نفذلها رغبتها ، و ان هو و اخوه نقلولها هدومها كلها و حاجتها الشخصية بالكامل اثناء ما هو كان فى شغله من غير ما يعرفوه

امام قرر يسيبها على راحتها يوم او اتنين عشان ما يضايقهاش و هى لسه تعبانة ، و لما طلع معاها عند شقة باباها قال لها : انا سيبتك براحتك يا زينب ، بس مش معنى كده انى موافق على اللى عملتيه ده ، و مش هعديها لعيالك انهم يعملوا كده من ورايا ، انا هسيبك النهاردة بس ، لكن بكرة هجيلك ومش هسيبك هنا ابدا غير لما ترجعى معايا

زينب بهدوء من غير ما تبصله : روح عشان مامتك ، و تعالالى كمان تلات ايام عشان عاوزة اتكلم معاك

امام بفضول : و اشمعنى يعنى تلات ايام

زينب : تلات ايام .. اللى الدكتور طلب منى فيهم المتابعة

امام : طب و انتى هتقعدى لوحدك هنا

محمود اخو احمد الكبير : لا يا بابا انا و احمد هنقعد معاها

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
32

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل