منوعات

بشريه اسرت قلبي الفصل التاسع الجزء الثاني

******
شعرت بالإختـ,ـناق يحاوطها حينما باتت بمفردها بالجناح، تحملت “زمرد” على ذاتها ثم خرجت لـ,ـشرفتها المفتوحة التي تطل على مياه الشلال الغائر، أغلقت عينيها بابتسامةٍ ساحرة ثم أخذت تلوح بيدها في الأفقٍ لتلامس بأطرافها الأمواج التي تداعبها، هتفت باعجابٍ:
_رائع!
أسرعت “زمرد” لتجذب وشاحها الموضوع جانباً لترتديه فوق فستانها الأسود، تاركة العنان لخصلات شعرها الطويل ثم اتجهت للهبوط للأسفل لتستكشف المملكة التي آسرتها بنفسها، تنقلت بكل إنشن بمملكة “السراج الأحمر”، تعجبت كثيراً حينما وجدت أقراص من معزوفة الياسمين النادر، فقطفته لتلامس ورقاته الناعمة وتحررها بيدها فترفرف لخفة حجمها، أتاها صوت من خلفها يتساءل:
_كيف حالك الآن؟
استدارت بفزعٍ، فتدلى شعرها الحريري على رقبتها الناعمة، فالتقطت أنفاسها على مهلٍ وهي تحاول التحكم بشعرها المتناثر، ارتسمت بسمة هادئة على شفتيها الوردية وهي تتأمل من يتساءل عن حالها، فقالت بحمرةٍ خجلة تسـ,ـللت لوجهها:
_بخير.
وبتلعثمٍ قالت:
_كنت أبحث عنك.
رفع ” أركون” حاجبيه مندهشاً:
_عني أنا!
ردت مطرقة الرأس للأسفل في ارتباكٍ جلي وقد نحول وجهها لكتلة ملتهبة من شدة خجلها:
_أردت شكرك على إنقاذك لحياتي أمس.
عشقت نظراته التطلع لوجهها، فقال بثباتٍ رغم عاصفة المشاعر الجامحة التي تهـ,ـاجمه:
_لا عليكِ.
هزت رأسها بإبتسامةٍ صغيرة ثم كادت بتخطيه، فعنف نفسه على بروده في الحديث معها، عله يتمكن من البوح عما بغزو مشاعره، فركض خلفها قائلاً بأنفاسٍ شبه لاهثة:
_نسيت أن أحذرك بالإقتراب من الشلال بهذا الوقت مجدداً.
ابتسمت وهي تخبرها ببشاشةٍ:
_لا أستطيع ذلك.. حينما أشعر بحاجتي للذهاب لن تستطيع أي قوة من إيقافي.
سألها مستنكراً:
_حتى بعد أمس!
توقفت عن الخـ,ـطى ثم استدارت لتكون مقابلة له، فبدأت موضحة له ما تعنيه:
_هناك وقتاً تنتابني رغبة بالجلوس أمام الشلال.. لا أعرف متى وكيف تهاجـ,ـمني؟
ثم رفعت كتفيها بعفويةٍ:
_لا أستطيع مقاومته الا حينما أنعم برحيق الماء وصوت الأمواج.
برقت حدقتاه بوميضٍ متفائل، فرد مؤكداً بنبرة تذيب الجليد:
_أعرف هذا الشعور جيداً لذا صنعت مكاناً في عمق الشلال خصيصاً لي ولأصدقائي.
تدلت شفتيها السفلية وهي تردد بعدم تصديق:
_مكان بعمق الشلال.. كيف ذلك!
ثم تابعت بقولها المرح:
_لماذا لا تعتبرني إذاً من أصدقائك وتريني هذا المكان.
تهللت أساريره غير مصدق ما سمعه تواً، فجاهد لجعل لهـ,ـجته منضبطة:
_حسناً غداً سأصطحبك.
بحماسٍ قالت:
_سأنتظر ذلك.
ثم تركته وغادرت وعينيه متعلقة بها، قلبه يرقص طرباً لهذا اللقاء المنتظر، ود لو كان أخبرها بالذهاب اليوم؛ ولكنه لا يدري لماذا أختار الغد، فمنح ذاته الصبر للغد وهو يهمس:
_سيمضي سريعاً.
ثم ترك الباحة الخارجية للقصر عله لا يراها مجدداً خشية من أن يفقد ثباته ووقار منصبه المرموق!
********
فور عودتها لعالمها أغلقت “إريكا” باب غرفتها عليها، لتحظى ببعض الوحدة علها تفق من غفلتها التي فقدت فيها نفسها ومبادئها، كانت تود الإنتقام من رفض “ديكسون” لها ولكن ماذا فعلت!
خسـ,ـرت نفسها وشخصها في رحلة إنتـ,ـقام زائفـ,ـة، سألت ذاتها سؤالاً هام بتلك اللحظة، لماذا سينكر “ديكسون” حبها لو كان بالفعل كذلك؟ ، ربما تمادت كثيراً بدخولها لمثل تلك الأماكن الوضيعة وبالأخص علاقتها ب”جوردن”، لم تكن يوماً من تلك الفتيات التي تواعدن هذا الشاب والأخر، بل كانت نقية كزهرة الريحان، تنتظر من سيرويها بحبٍ لتنعم بحياةٍ مختلفة عن تلك التي كانت ستخوضها، كلمات “إيمون” كانت بمثابةٍ صـ,ـفعة لم تتلاقها من عائلتها، تدفق الدمع من حدقتيها الحـ,ـزينة على حالها، فجلست بالقرب من المدفأة وهي تردد بإنكـ,ـسارٍ:
_ماذا فعلت!
تركت العنان لتلك الدمـ,ـوع تغسل أوجاعها، عليها الإعتراف بأنه لم يتقبل حبها، عليها تقبـ,ـله كصديق وليس حبيب مطـ,ـلقاً، ستنتظر حينما يخفق قلبها من جديدٍ؛ ولكن تلك المرة ستختار بعنايةٍ.
********
رفضت “ألماندين” اصطحاب “كاديان” برفقتها، فذهبت بمفردها للقائه، جسـ,ـدها القوي كان يرتجف قهـ,ـراً لما ستقدم على فعله، وبالرغم من ذلك تضغط على نفسها بقسوةٍ لتمضي قدماً، تعرقلت قدميها أكثر من مرةٍ وهي تتسلق هذا الإرتفاع الشاق وكأنها تود معـ,ـاقبة نفسها قبل الإقدام على إيـ,ـذائه، توقفت عن التسلق وهي تصـ,ـرخ بنفسها بنـ,ـزقٍ:
_ماذا حل بكٍ “ألماندين”.. أليس هذا نفسه”ديكسون” الذي قتل أمك!
ثم دفعت الهواء العالق برئتيها على مهلٍ، لتستطرد:
_ليس هناك شيئاً سيجمعك به سوى الـ,ـكراهية والإنتقـ,ـام.
واستكملت طريقها حتى وصلت لمدخل الكهف الذي يحفه الأضواء الزرقاء لتمنحه جواً خالد بعيداً عن ذاك العالم الخارجي، دخلت وهي تبحث عنه وحينما لم تجده جلست لتتنظره كالعادة، فتفاجئت بصوته حينما قال:
_انتظرتك طويلاً!
*********
كالتائهة فشلت بتحديد وجهتها، كالتي فقدت هويتها بزمانٍ لا تعلمه، تحارب تارة دموعها وتارة قلبها النـ,ـازف، انفطـ,ـرت “إيرلا” باكية لتصـ,ـرخ بأعلى صوت أمتلكته يوماً:
_لا.. لا أريد قتله إنه أخي بالنهاية.
ثم عادت لتنتحب بقهرٍ:
_لا أريد العرش والسلطة.. لا أريد عرش يملأه الدماء.
ونهضت لتمسح دموـ,ـعها العالقة بأهدابها بقوةٍ ألهبت عينيها البنية، فشحب صوتها المتقطـ,ـع وهي تلفظ:
_أريد أخي فحسب.
لم تجد من يعاـ,ـونها على ما أوقعت نفسها به سواه هو، من تراه نجدتها وأمانها، انتقلت “إيرلا” لقصر “سامول” فبحثت عنه حتى وجدته بجناحه الخاص، كاد الحرس إعتراض طريقها فمن الذي يجرأ بإخـ,ـتراقٍ هذا الجناح دون أي استاذان، أوقفهم “سامول” بحزمٍ:
_اتركوها.
تباعدوا عنها فدنت حتى أصبحت قريبة منه، ثم رفعت عينيها التي تغرقها الدموع لتصيبه بربكةٍ استحوذت على شتى مشاعره، فرفع بيديه ذقن وجهها، ليسألها بلهفةٍ:
_ما بكِ “إيرلا”؟
ارتمت بأحضانه، باكية بصوتٍ مسموع، أغلق عينيه بقوةٍ وهو يحارب مشاعره تجاهها، كان ضعـ,ـيفاً رغم قوته الجسـ,ـمانية، فلف ذراعيه القوي حول خصرها ليقربها منه، أسكرته رائحة شعرها فجعلته كالمخمور، خشى أن ينـ,ـجرف خلف رغباته أكثر من ذلك، فأبعدها عنه وبأنفاسٍ حارقة عاد ليتساءل:
_أخبريني لماذا تبكي؟
بكلماتٍ متقطعة من فرط البكاء قالت:
_أخبرتني بأنها ستقتل أخي ولم أوقفها “سامول”!
جحظت عينيه في صدمةٍ:

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل