
الفصل الرابع عشر (14)
___بعنــــوان “صدمــة”___
وقف “حمدى” بسيارته بقرب الجبل في الليل المظلم وخلفه سيارة أخرى وينظر حوله بقلق من أن يراه أحد وعندما حضرت سيارة أخرى من الأمام ترجل من سيارته ثم أشار لرجاله بأن يحضروه ما بداخلها وترجل رجل من السيارة الموجودة في الأمام وأحضر حقيبة سفر ضخمة وفتحها أمام “حمدى” وكان بداخلها الكثير من المال، أحضر الرجال صندوق خشبية ثم فتحه أحد الرجال وكان يحتوى على الكثير من الأسل..حة وقبل أن يتبادلًا الصفقة هجم عليهما رجال من الشرطة فهلع “حمدى” بصدمة ألجمته وبدأت الشرطة تقبض على الجميع ومن ضمنهم “حمدى” وأتصال أحد الرجال بـ “نوح” يخبره بخبر القبض على عمه فخرج من حفل الزفاف مُسرعًا
-متجلجش يا عمى أنا هجوم لك محامى
قالها “نوح” بضيق شديد وهو يعلم بأن التهمة ثابتة على عمه، تطلع “حمدى” به دقائق بأغتياظ وهو يشعر بأن “نوح” يشتعل فرحًا بما حدث له ويُدرك بأنه يكن له الكره والحقد فقط ليُجيب “حمدى” عليه:-
-معاوزش منك حاجة
تنهد “نوح” بضجر من أن حديث عمه ليقول:-
-يا عمى خلينا نطلعك من أهنا وبعدها نشوف اللى بينا وأكرهنى كيف ما تحب
قهقه “حمدى” ضاحكًا بسخرية من حديثه وبداخله بركان غضب من “نوح” وهو يُشعره بأنه أفضل منه ويكبره مُقامًا رغم انه يصغره سنًا مما أشعل الغضب بداخل “حمدى” أكثر ويجعله يرى بعينيه الخبيث ثم قال:-
-أنا هطلع أجتلك يا نوح
أومأ “نوح” له بهدوء دون معارضة على حديثه ليقول:-
-ماشي أطلع أجتلنى وخليك جار بناتك لأن أنا مهحطهمش في عينى مثلًا
أقترب “حمدى” برأسه قُرب “”نوح” وحد من عينيه بخبث ومكر ثم قال:-
-هجتلك يا نوح كيف ما جتل نادر
أتسعت عيني “نوح” على مصراعيها من وهلة الصدمة التي نزلت على عقله وقلبه الآن بفضل عمه الماكر ورأى في عيني “حمدى” مكر ونظرة أنتصار وكأنه يلعب لعبة ويرغب الأنتصار فقط بغض النظر عن أي شيء حتى إذا كان قتل أحد أفراد عائلته سبيل أنتصاره، أنقض “نوح” عليه بغضب سافر ومسك “حمدى” من ملابسه بحسرة ممزوجة بالغضب ثم قال:-
-أنت اللى عملتها! كيف تجتل ولد أخوك وليه؟
لم يجيبه بل أقترب العساكر وحاول إفلات يد “نوح” عنه لكنه كان مُتشبث بملابس عمه ونجح العساكر في أخذه بعيدًا عنه وأخرجه منها، تبسم “حمدى” بمكر وكأنه حقق الأنتصار في مواجهة “نوح” هذه المرة وأحرق قلبه بكلمات بسيطة جدًا تفوه بها لكنها كالجمر الذي ألتهب في كيان “نوح”…
_____________________
كانت “عهد” واقفة في الشرفة مُنتظرة عودة زوجها من الخارج وقد تأخر الوقت ولم يعود، رنت على هاتفه مرارًا وتكرارًا ولم يُجيب عليها فتنهدت تنهيدة قوية مُعبأة بالكثير من الإنكسارات والقلق المخيم على قلبها وأغرق صدرها بسبب غيابه، دخل “نوح” غرفته مع شروق الشمس ولم يجدها في الغرفة وفراشه ما زال مرتب كما كان بالأمس وباب الشرفة مفتوح فولج إليه ليجد زوجته جالسة على المقعد وتضع يدها على وجنتها وغفوت في نومها أثناء انتظارها له فأقترب إليها ثم حملها على ذراعيه ودخل الغرفة بها وقبل أن يُنزلها على الفراش تحدثت “عهد” بصوت مبحوح وعينيها مُغلقة:-
-أتأخرت ليه يا نوح؟
وضعها بالفراش وجلس بجوارها وهو يمسح على رأسها بحنان مُتطلع بوجهها الملاكي، لم يُجيبها لتفتح عينيها تتطلع بوجه زوجها الوسيم لترى الحزن به والهموم أغرقته، عينيه سكنهما الحزن واليأس وأنفاسه مُعبأة بالإنكسار وكان جبل الهموم وقع عليه، رفعت “عهد” يدها إلى وجنته على لحيته السوداء ثم قالت بهمس:-
-طب أنا كُنت زعلانة منك بس أفضل غضبانة أزاى والحزن دا كله في عينيك
مسح على وجنتها بدلال رغم حزنه ثم قال:-
-متزعليش يا عهد، حجك على رأسى
أنهى جملته ثم وضع قبلة على جبينها بلطف وأبتعد عنها، جلست “عهد” بإعتدال ثم قالت:-
-ما لك يا نوح؟ كل الحزن اللى في عينيك دا عشان عمك أتقبض عليه طب ما دا من أعماله
دهشت بقوة عندما ذرفت دمعة من عينيه تشق طريقها على وجنتها لتستقر على لحيته فأقترب “عهد” نحوه وعينيها على وشك البكاء لتجفف دمعته بأناملها ثم أخذت رأسه بين يديها لتضمه إليه وعانقته فأستقرت يدها على مؤخرة رأسه وهى تُتمتم بحزن على رؤية زوجها حزين هكذا:-
-حصل أيه يا حبيبى، مهما كان اللى حصل فداك
رفع “نوح” يديه إلى ظهرها بضعف ليتشبث بها وهو لا يعلم ماذا يجب أن يفعل مع “حمدى” أيجب عليه قتل عمه والأنتقام منه لأخذ ثأر أخاه أم يخبر والده بأن أخاه قاتل أبنه؟ شعرت “بيديه تتشبث بها بقوة كأنه طفل صغير يختبيء في حضن أمه من قسوة العالم فبدأت “عهد” تربت على ظهره وبيدها الأخرى تتغلغل أصابعها بين خصلات شعره، جهش “نوح” باكيًا لتفزع “عهد” وتُدرك بأن ما حدث ليس القبض على عمه لتجارة السلاح بل أشد وأقوى من ذلك لكى يبكي زوجها هكذا فظلت مُتشبثة به…
___________________
خرجت “ليلى” من المنزل صباحًا فرأت “عطيه” يقف بسيارته أمام المنزل فى أنتظارها وفور رؤيتها كاد أن يترجل لكى يفتح لها الباب لكنها أستوقفته عندما صعدت باكرًا للسيارة، تحدث “عطيه” بلطف باسمًا:-
-صباح الخير
تبسمت وهى تغلق حزام الأمان وقالت:-
-صباح النور، مكنش فى داعى تتعب نفسك
أنطلق “عطيه” بسيارته وهو يقول إليها:-
-لا تعب ولا حاجة
كان يقود وهى تنظر بهاتفها فى صمت فتنحنح بحرج وهو يفكر كيف يبدء الحديث معها فقال:-
-هترجعى النهاردة؟
أجابته “ليلى” ونظرها فى الهاتف بلا مبالاة:-
-امممم بس أخلص الكام مشوار اللى ورايا
-ما هو واضح أنك مشغولة هبابه
قالها وهو ينظر عليها بينما تنشغل “ليلى” بالنظر إلى الهاتف، رفعت “ليلى” نظرها للأمام وهى تتذكر الأحداث التى ربت لفعلها اليوم لتقول:-
-هوصل لشركة الأعلانات وبعدها هطلع على الكلية أستخرج الشهادة لعهد وبعدها هروح استلم شوية اوردرات جاية من سنغافورة لعهد على عنوان الشقة هنا وهروح أسلم النسخة الأولى من الكتاب للدار وبعدها هرجع
نظرت إلى “عطيه” بعد أن انهت حديثها ليقول:-
-دا أنتِ مشغولة جوى النهاردة ويومك زحمة
أومأت له بنعم وقالت:-
-شوية
تبسم بعفوية ثم قال :-
-أنا كنت هرجعك معايا بس مكنش حابب أكون عبء عليكى فى يومك الزحمة
عادت بظهرها للخلف بتعجب وحدقت به من الرأس لأخمص القدم ثم قالت:-
-كدة
نظر إلى ملابسه بتعجب شديد وهو يتساءل هل بيه شيء أم ملابسه ملوثة، تنحنحت “ليلى” بحرج من قولها وقالت:-
-مش قصدى حاجة
أوصلها إلى مبنى شركة الأعلانات ثم رحل…
______________________
أنهت “عليا” تدريبها واخذت قسط من الراحة قبل أن تكمل فذهبت إلى الكافتريا وكانت تنظر إلى الهاتف حتى أتاها صوت “عمر” من جانبها لتقول:-
-بتعملى أيه؟
تبسمت “عليا” وهى ترفع عينيها إليه ثم قالت:-
-بتسلى
وقف جوارها وهو يضع كوب القهوة أمامه على الطاولة ثم قال بحرج:-
-متزعليش عشان شديت عليكى فى التمرين أنا عاوزك تكونى بطلة العرض الجاى
تبسمت “عليا” بسعادة وهى تلتف له بعفوية ثم قالت:-
-بجد
نظر إلى بسمتها ويدها التى تشبثت به بعفوية وتلقائية لتخجل من نظراته وأبعدت يدها سريعًا ثم قالت:-
-أنا أسفة
تبسم بخفوت عليها وقال:-
-ولا يهمك أنا مبسوط أصلا أن مفيش بينا أى حرج وعاجبنى عفويتك يا عليا
تبسمت بخجل شديد وهى تنظر إلى الأسفل باستحياء ثم قالت:-
-عن أذنك
غادرت وهو يتابعها بنظراته …
__________________________
أستيقظت “عهد” من نومها وكانت نائمة بمنتصف الفراش، فركت عينيها بسبابتها وهى تبحث عنه بجوارها لكنها لم تجده لتتماطى بتكاسل شديد فرأته يجلس على المقعد فى الشرفة وحده شاردًا ومهموم، ترجلت من فراشها وهى تسير إلى الشرفة ثم جلست على يد المقعد الذي يجلس عليه ثم قالت:-
-مالك يا نوح
رفع نظره إليها بهدوء ثم أخذ يدها فى يده ليقول:-
-سلامتك يا روح يا نوح
وضعت يدها على وجنته لتدير رأسها إليها بقلق لتتقابل أعينهما ثم قالت:-
-ما لك يا نوح، متفهمنيش أن اللى مشقلب حالك كدة هو حبس عمك
تنهد “نوح” بتعب ثم قال بقلق:-
-مفيش يا عهد
تبسمت بعفوية شديدة ثم قالت بحنان دافيء يطمئن قلبها:-
-ممكن تحكي ليا يا نوح أنا مش هخون سرك ولا هطلعه برا
أخذ “نوح” يدها بحُب وجعلها تقف من مكانها لتجلس على قدمه وعينيها مُتشبثة بعينيه الحزينة ثم قال:-
-أنا مش شاكك فى دا يا عهد، وأنتِ مرتى وسترى وسندى ولو شكت لحظة انك ممكن فى يوم تخونى سري أو تطلعى سر بيتى برا مكنتش حبيتك ولا كملت وياكى
رفعت يدها إلى وجنته بلطف لتداعب شُعرات لحيته القصيرة ثم قالت:-
-طب ما لك؟ أنا فعلا قلقانة عليكطب ما لك؟ أنا فعلا قلقانة عليك يا نوح أنت مبصتش لنفسك فى المرايا ولا أيه؟
تنهد “نوح” بحزن شديد ثم قال:-
-تفتكرى يا عهد هيحصل أيه لو كنت أنا جتلت خالد بعمد ولا كنت أجرت ناس يجتله
تعجبت من سؤاله ثم قالت :-
-لا طبعا مينفعش، مفيش حد بيقتل حد من عائلته وأزاى أصلًا هتخلق الحرب بينك أنت وباباك وعمك
قصي “نوح” لها حديث عمه عن قتل “نادر” لتفزع بخوف أكثر فهى كانت تخشي نساء هذا الرجل لكنه تجرأ على قتل أبن أخاه فقالت بعيني باكية:-
-هو فى قسوة قلب كدة
وقف “نوح” من مقعده ودلف للغرفة لتدخل “عهد” وراءه بخوف لتفزع عندما ترأه يخرج مسدسه من دولابه ولتقول:-
-وأنت ناوى على أيه؟
أستدار لها بحزن شديد وهو يقول:-
-على حج أخويا
أتسعت عيني “عهد” بصدمة قاتلة وقالت بذعر:-
-على القتل، عاوز تحارب عمك ويا ترى هو بقى هيقف ساكت ولا هو يرد الض.رب عليك ويضربك بالنار تانى
نظر “نوح”لها بضيق شديد ليقول:-
-أنتِ بتتريجى عليا
-لا حاشة لله أنا اقدر اتريق على جوزى بس مش دا اللى هو عمله قبل كدة وقدام عينى ولا أنت مش واخد بالك من اللى حصل، وبتقول قتل أخوك يعنى مش هيخاف يعملها
قالتها بانفعال شديد من القلق عليه وخوفًا من أن تفقد زوجها فى هذا الصراع ليصيح هو الأخر يفرغ غضبه بها قائلاً:-
-وحج أخويا أنا مهسبهوش
فقدت “عهد” أعصابها على هذا الرجل الذي يصبو إلى الموت والحياة المليئة بالخوف فمسكت “عهد” تي شيرته من الأمام بيدها وبالأخر يسلب منه ال..مس.دس لتقول:-
-وحجى أنا كمراتك فين؟ عشان اللى راحوا أخسرك أنا ليه يا نوح، أنا مش هسمح لك بدا أبدًا ولو عاوز تمشي فى طريق الثأر والعادات بتاعتكم دى يبقى على موتى يا نوح، موتى يا نوح وأعمل بعدها اللى أنت عايز
دفعها “نوح” بعيدًا عنه ويقول بأنفعال:-
-فضلت أفكر طول الليل وموصلتش لحل غير أنى أجتله وأرمى عيلته برا بيتى
أستدار لكى يرحل فنظرت “عهد” له بتوتر وخوف شديد ثم نظرت للمسدس الموجود فى يدها لترتجف يدها وهى ترفع يدها بالمسدس لتضعه على صدرها وقالت:-
-أنا قولتلك على موتى يا نوح أنك تمشي فى الطريق الخطر والأنتقام
أستدار لها بعناد وهو يصرخ قائلًا:-
-مالكيش صالح بيا يا…
اتسعت عينيه بصدمة قاتلة ألجمته عندما رأها تضع المسدس عليها فأرتجف قلبه خوفًا من يدها الموجودة على الزناد فقال:-
-أنتِ بتعملى أيه؟
جهشت باكية من الخوف وتقول:-
-أنا مش هخسرك عشان أى حاجة يا نوح حتى لو كان عشان نادر مش هغلط غلطتى تانى لما أخترت مصلحة عليا عن مصلحتى
سار نحوها بخطوات بطيء خوفًا من أن يجن جنونها وتفقد عقلها وتضغط على الزناد ويخسرها للأبد، قال يجريها فى الحديث:-
-أنتِ خلاص جررتى أنى هموت
ذرفت دموعها باكية بأنهيار وهى تتذكر كيف أطلق “حمدى” النار عليه فسقطت أرضًا باكية على ركبتيها وهى تقول:-
-أنا شوفته بيضربك بالنار بعينى بدم بارد
جلس على ركبتيه بهدوء ثم جذب المسدس منها بقوة وألقاه بعيدًا ليمسكها من ذراعيها ويجذبها إليه فوقفت على ركبتيها أمامه لتتطلع بعينيه، نظر “نوح” بعينيها بغضب سافر وهو يفكر كيف يعاقبها على فعلتها وهى تفكر بالأن..تحار وتركه وحده هنا لتغلبه عينيها الباكية بخوف وتهدأ من روعة قلبه النابض مُتسارعًا لأجلها، ظلت تحدق به عن قرب وهى تعلم بأنه لن يمرر فعلتها بلطف بل ستنال عقاب كبير منه وربما يتجاوز العقاب هذه المر الخصام لكنها صُدمت عندما قبل دموعها الموجودة على وجنتيها بحنان لتتنفس الصعداء مُستسلمة لهذا الرجل العنيد ابعدها عنه وهو يمسك ذقنها بأنامله وتطلع بها ليقول بهمس شديد:-
-أنا مهملكيش يا عهدى
أومأت له بصمت وعينيها تتطلع به فجذب رأسها وهو يمسك بذقنها إليه وقبل أن يُقبلها سمع صوت صراخ من الأسفل فأبتعد عنها بضيق شديد ووقف لكى يترجل للأسفل وهى تركض خلفه وعندما وصل للأسفل كانت “فاتن” تصرخ هى وبناتها مع والدته ووالده و”فاتن” تقول:-
-محدش عملها غيرك أنت وولدك يا على عاوزين تخلصوا منه عشان خايفين منه
أتاها صوت “نوح” من الخلف وهو يقول بنبرة قوية قائلًا:-
-لا وأنتِ الصادجة رُكبنا بتخبط فى بعض منه
أستدارت “فاتن” له لتراه يصبو غليها بخطوات غاضبة ثم قال:-
-لو فينا حد بيخاف من التانى يبجى جوزك هو اللى خايف
تحدث “سلمى” بنبرة هادئة:-
-ما تهدى يا فاتن وخلينا نعرف نفكر كيف نطلعوا
صُدم الجميع عندما صرخ “نوح” بوالدته قائلًا:-
-إحنا مالناش صالح ومهنطلعش حد
تحدثت “أسماء” بغضب من رده :-
-يعنى ايه هتهمل عمك للس.جن
تبسم وهو يمسك ذراع “أسماء” بمكر شديد ليجذبها إليه وقال بتهديد:-
-لما تروحى تزورى أبوكى جوليله لو متعدمش وطلع أنا اللى هعدمه
دفعها بقوة ثم قال بنبرة عالية سمعها الجميع:-
-حُسنة
أتسعت عيني “أسماء” من رده بصدمة قاتلة، أتت “حُسنة” إليه فقال بضيق:-
-أطلعى فضي الأوض اللى فوج
نظر “نوح” إلى زوجة عمه وبناته وقال بسخرية باردًا:-
-أصلى محتاجهم هحط فيهم شوية كراكيب، ومعاوزش أشوف وش حد فيكم.. بيتى وأنا حرة فيه
جذبت “حورية” ذراع أختها لتبعدها عن طريقها وتقترب أكثر من “نوح” ثم قالت بغيظ شديد من رده:-
-أنتِ بتطردنا بجى من دارنا
قطعها بحدة ونبرة صارمة جدًا قائلًا:-
-دااااارى ولا منتش واخدة بالك يا بت عمى انكم جاعدين فى ملكى وبتأكله من مالى
أشتاطت غضبًا وهى تكز على أسنانها منه ثم قالت:-
-دا أنت بتكدب الكدبة وبتصدجها بجى، دارك ومالك وأنت حرامي أصلًا
كاد أن يرفع يده ليصفعها بقوة لتهرع “عهد” إليه تتشبث بيده بلطف وقالت بلطف:-
-نوح!!
توقف عن غضبه لأجل زوجته المُحبوبة فقط ثم رفع حاجبه ببردو شديد يُثير غضبهم أكثر:-
-أنا بحب أكل مال حرام واللى فى أيدكم أعملوا ولو تعرفوا تثبتوا حاجة أثبتوها.. تعالى يا عهد
تبسمت “حورية” بخبث شديد ومكر وهى تراقبهما عن كثب و”نوح” يغادر بزوجته لتقول بتهديد واضح:-
-خلى المال ينفعك يا نوح بس متنساش يا ولدى عمى أنا بنا تار خالد ودا مبيتأخدش من الفلوس
كاد أن يلتف لها وهذه المرة كان سيصفعها دون تردد لكن “عهد” تشبثت بذراعه وهى تتبأطاه وقالت:-
-عشان خاطرى يا حبيبى
أسرته كلمتها الأخرى وهو يحدق بعينيها الباسمتين لأجله ويتلألأنا بالحب الدافيء الجميل فصعد بها الدرج وهو يهمس فى أذنيها قائلًا:-
-إحنا كنا بنجول أيه جبل العجر دول ما يجطعونا
خجلت “عهد” من حديثها وهى تتذكر كيف أوشك على تقبيل شفتيها لتقول عندما نكزته فى خصره بذراعها:-
-نوح .. عيب
قهقه ضاحكًا عليها وهو يقول:-
-أنتِ أول واحد تجول لجوزها عيب تخيلى
قهقهت ضاحكًا عليه وعندما أنهت الدرج هربت منه وهى تقول:-
-هروح أكلم ليلى ضرورى
ضحك عليها وهى تهرب منه إلى الغرفة وتغلق الباب فى وجهه…
____________________
خرجت “ليلى” من شركة الأعلانات لتُدهش عندما رأته يقف أمام السيارة مُرتدي قميص أسود اللون وبنطلون رمادي ويرفع كم قميصه إلى ساعده ليبرز عروق ذراعه وهذه الخطوط العرضية تأسرها بجماله ويفتح أول ثلاثة ازرار من قميصه ليظهر جزء من صدره العاري لقد تبدل حاله تمامًا وشعره الأسود مرفوع للأعلى تجاه اليسار، أقتربت نحوه وهى تزدرد لعابها الجاف فى حلقها بأرتباك شديد واحمرت وجنتها خجلاً لكنها حاولت أخفاء خجلها بعيدًا لتقول:-
-بتعمل أيه هنا مش قولت هترجع الصعيد
تبسم وهو يفتح باب السيارة ويقول:-
-جولت أكسب فيكى ثواب
صعدت للسيارة وهى تقول بسخرية:-
-جولت!
صعد “عطيه” بجوارها وقال بضيق من سخريتها منه:-
-أيه أغير لهجتى كمان؟
تبسمت “ليلى” وهى تقول:-
-بهزر على فكرة ومش تريقة بس شكلك حلو
نظر لها بخجل من مدحها له وإعجابها بملابسه ثم قال:-
-شكرًا
ضغط على زر التشغيل وأنطلق بسيارته وهى تدخل العنوان فى وجهة جهاز الخريطة فى السيارة لتذهب معه إلى الدار أولًا وعندما دخلت رأت مؤظفة الدار الغليظة ومعها الموظف الأغلظ منها فدومًا ما يغازل “ليلى” ويُفرض نفسه عليها لكى ترتبط به، أختبأت منها خلف أحد الأعمدة وجذبت “عطيه” معها، نظر لها بدهشة من قُربهما من بعض وهو يقف أمامها ويشعر بأنفاسها تضرب صدره العارى وتخفض “ليلى” أنظارها للأسفل خجلًا منه ثم قالت:-
-خمس ثوانى بس خليهما يمشوا
نظر “عطيه” من خلف العمود عليهما لترفع يدها سريعًا إلى وجنته وتجذبه خلف العمود فتتطلع بها بدهشة وضربات قلبه تتسارع من لمسة يدها وقربها منه هكذا وصوت أنفاسها كل شيء بهذه الفتاة يُربكه، قطعهما صوت الموظفة تقول:-
-هتفضلى مستخبية كدة يا ليلى هانم
تنهدت “ليلى” بيأس من فشلها فى محاولة الأختباء ثم خرجت من خلف العمود وقالت:-
-أنا!!
صاحت الموظفة بها بأغتياظ شديد:-
-أنتِ جاية تقوليلى أن الكاتبة المشهورة معملتش التعديلات اللى أنا طلبتها يا حرام أصلها مشغولة فى اليوتيوب والإعلانات بتاعته
رفعت “ليلى” عينيها فى الموظفة ثم قالت:-
-لا خالص هى شاغلة فيه مش مُتجاهلة اللى قولتى
صاحت الموظفة بحدة صارمة تقول:-
-أنا مش هسمع مبررات، عرفى عهد أنى مش هصبر كثير عليها وأن مش هى بس اللى مشهورة ولا هى بس اللى معها قلم تكتب بيه
غادرت الموظفة قبل أن تنتظر جواب “ليلى” فتنهدت “ليلى” بضيق شديد وكادت أن ترحل ليستوقفها صوت هذا الشاب الغليظ يقول:-
-ليلتى عاوزك فى كلمة
كزت على أسنانها بضيق شديد وهى تكاد أن تلكمه فى وجهه وتقول:-
-ليلتك سوداء شبه وشك، قولتلك متنادينيش بالأسم دا .. أسمة أنسة ليلى وياريت منرفعش الألقاب
نظر “عطيه” له بأغتياظ شديد من حديثه وتعابير وجهها توحى بأنها لم تقبل الحديث من هذا الرجل بل تشمئز منه جدًا، كادت أن ترحل ليقف هذا الشاب أمامها وقال:-
-أنا لسه عند موقفى يا ليلى وشاريكى
كاد أن يمسك يدها ليُصدم عندما مسكه “عطيه” بقوة من يده وقال:-
-جالتلك مترفعش الألجاب
أبعده عن طريقهم ثم أخذ يدها وغادر بها مُندهشة من فعلته وعندما خرجوا من الدار توقفت “ليلى” عن السير ثم قالت:-
-عطيه
ألتف لها بعد أن جذبت يدها من قبضته وملامح وجهها الغاضبة تخبره بما يُدور بداخلها وعينيها تسأله بطريقة مباشرة عن سبب فعله لكل ذلك معها فتحدث مُجيب عن كل أسئلتها قائلًا:-
-أنا عاوزك يا ليلى
أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول شديد ليتابع مُسرعًا:-
-فى الحلال طبعًا لأن أنا راجل معرفش اللف والدوران ولا حاجة أسمها أرتباط وحديد نص الليل فى التليفون
صمتت وهى تحدق به ثم سارت للأمام وتعبر الطريق وهو يسير خلفها ويرى شرودها وحيرتها فى صمتها وظلت تسير حتى اقتربت من النيل وتوقفت لتستدير له قاطعة صمتها بنبرة جادة قالت:-
-أنا مقدرش أعيش فى الصعيد، أنا مش هسيب هنا.. أنت تقدر تسيب الصعيد عشانى
تحدث بنبرة جادة قائلًا:-
-أسيب مالى وأرضي وبيتى وعيلتى وأهلى وأعيش هنا كيف
تبسمت بحرج من رده ثم قالت:-
-وأنا كمان أعيش هناك أزاى ؟
حدق بملامحها الجادة وهو يشعر بأنها تكاد ترفضه ثم قال بهدوء:-
-ويايا وجارى دا مش كفاية
تبسمت له بسخرية شديد وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول:-
-وأنك تعيش هنا معايا مش كفاية ليك
تنهد “عطيه” بهدوء قبل أن يخطأ فى الحديث ويُرتب كلماته قبل أن يتفوه بها ثم قال:-
-مجصدش أوجاعك بس أنتِ عايشة أهنا لحالك يا ليلى لكن هناك أنا عايش مع عيلة مسئولة منى، أمى وخيتى كيف أهملهم لحالهم هناك وأجى أهنا، لكن انتِ لحالك وحتى صاحبتك عهد بجيت هناك
قهقهت ضاحكة وهى تنظر جانبًا ثم عادت بنظرها إليه وقالت:-
-هههه يبقى أنا اللى لازم أتنازل مش كدة، أنا مش هسيب هنا يا عطيه حتى لو عشانك وكويس أنك فتحت الموضوع دلوقت عشان أعرف أتحكم فى قلبى ومشاعر من البداية ومفضلش عايشة فى أوهام.. ممكن ترجع يا عطيه لأنى غيرت رأى ومش هرجع النهاردة ويا ريت تنسي أى حاجة ليا جواك، أنا مش عاوزك فى حياتى
غادرت بعد أن حطمت قلبه برفضها له وهو واقفًا كما هو لا يُصدق حديثها وكيف رفضته لأجل لا شيء سوى العيش فى القاهرة….
يتبــــع…..
#هويتُ_رجل_الصعيد
الفصل الخامس عشر (15)
___بعنـوان “مكر رجال”___
كانت “حورية” في غرفتها تجمع ملابسها من الدولاب بعد أن طردهم “نوح” من الطابق العلوى للمنزل وتشتعل غضبًا من قراره فتمتمت بضيق شديد:-
-ماشي يا نوح لسه الأيام جاية بينا
ألقت الملابس في الحقيبة بأنفعال شديد ثم جلست على الفراش تشابك أصابعها في بعضهم البعض ففتح الباب وولجت “أسماء” لتقول بضيق:-
-أخرتها يرمينا في أوضتين
ضحكت “حورية” بسخرية من هذه الفتاة العاشقة ونالت منه مقابل الحب سخرية وإذلال ثم قالت:-
-طبعًا خايف على الهانم بتاعته بس ورحمة أخويا لأجهر جلبه عليها سبونى بس أخطط أنا وأفكر كيف أعملها
كان الغضب يمليء قلوبهما من نفره منهم وكرهه له لكن “نوح” كان الغضب يمليء قلبه أيضًا وهو لا يعلم كيف يخبر والده بما علمه وأن “حمدى” عمه وحاملًا لدمه هو نفسه قاتل أخاه، أتصل “نوح” بـ “عطيه” ليخبره بأنه خارج البلد فتنهد بتعب شديد لأنه أراد أن ينفث عن غضبه بالحديث مع صديقه فعاد أدراجًا إلى المنزل بعد أن ترك الأرض وجلسته تحت الشجرة فوق العشب، صعد إلى غرفته وكانت الساعة الواحدة صباحًا فوقف أمام باب الغرفة وتنهد بهدوء ثم فتح مقبض الباب ودلف وكانت الغرفة مُظلمة ليفتح الضوء ورأى ملابس مُغلفة مُعلقة في مقبض الباب الداخلى ومعها ورقة وعندما فتحها كان محتواها (ألبس وأستن) تعجب “نوح” من رسالتها وإلى أين تريد الذهاب في منتصف الليل لكنه أرضي رغبتها وبدل ملابسه وعندما خرج من غرفة الملابس رأى زوجته الجميلة ترتدي الفستان الأحمر الذي أعجبه كثيرًا منذ يومين عندما كانت في حيرة بين الملابس وترفع شعرها للأعلى بأحد دبابيس الشعر ومساحيق التجميل زادتها جمالًا، تطلعت “عهد” بزوجها وهو يرتدي بدلة رمادية وقميص أسود وشعره مرفوع للأعلى فسارت إليه بخطوات ثابتة وصوت طقطقت كعبها العالى تخترق أذنيه لتصل إليه فتطلع بها بهدوء ثم قال:-
-أنا مُتأكد أنى جولت مفيش خروج بالفستان دا برا الأوضة
تبسمت “عهد” بعفوية وهى تضغط على زر تشغيل الموسيقى في الريموت الألكترونى الخاص بالنجفة ثم وضعت الريموت في جيب سترته وهى تقول:-
-وأنا مُتأكدة أنى سمعتك بتقول ألأبسه براحتى هنا .. ممكن ترقص معايا
قالتها وهى تمد يدها إليه لينظر إلى هذه الزوجة المُدللة ثم أخذ يدها في قبضته لترفع يدها الأخرى وتضعها على صدره وتحدثت وهى ترقص معه:-
-أنا أسفة
نظر إليه ويده تحط خصرها ليقول:-
-أعتجد انك بتعتذرى على جنانك ومسكك للمس..دس
أومأت له بالإيجاب ثم قالت بنبرة هادئة:-
-مش هكررها تانى ومش هقولك تعمل أيه ومتعملش ايه بس ممكن تحطنى في جزء من تفكيرك
كان يتحرك بها بخطوات ثابتة وعينيه تحدق بعينيها بحُب شديد ووجهه يزداد خجلًا وأحمرارًا من لمس يده ظهرها العارى وهو يحيط خصرها ووضعت رأسها على كتفه تستكين بين ذراعيه ثم تمتمت بلطف:-
-أنا ماليش غيرك يا نوح وحتى أختى شبه خدت العزاء فيا ..
توقف عن الرقص فجأة وأبعدها عنه بقوة وحد من نظرت وجهه ليقول بغضب:-
-بعد الشر عنك يا حبيبة قلبى متجوليش أكدة تانى
عانقت عينيه بعينيها وقالت بضعف:-
-متسبنيش يا نوح وكل ما شيطانك يوسوس لك أفتكر طلبى دا
قربها “نوح” إليه ليضع قبلة على جبينها بدلال فأغمضت عينيها مُستسلمة إلى شعور الحُب الذي يغمرها وضربات قلبها التي تتسارع أكثر وأكثر، أبتعد “نوح” عنها ثم أخذ ذقنها بأنامله وقربها إليه ثم وضع قبلة على وجنتها اليُمنى ليدق باب الغرفة يقطعه فأبتعد عنها عندما سمع صرخ “أسماء” من الخارج فكز على أسنانه لتغضب “عهد” هكذا وهو يبتعد عنها ثم فتح الباب وقال بجدية:-
-نعم
حدقت “أسماء” به وبملابسه مُتعجبة فصرخ بها قائلًا:-
-عايز أيه
تحدثت “أسماء” بضيق منه قائلة:-
-عمى تعبان تحت
هرع “نوح” للخارج لتخرج “عهد” إليها فرمقتها “أسماء” بدهشة من ملابسها وزينتها ثم قالت:-
-راحت عليكى الليلة والحفلة اللى عاملاها يا نن عينى
أشتاطت “عهد” غيظًا من هذه الفتاة ثم تبسمت بسمة مُصطنعة لكى تثير غضبها أكثر وقالت:-
-عملتيها يا أسماء
تبسمت “أسماء” بمكر مُنتصرة في تخريب ليلتهما وتجهيزات “عهد” ثم قالت:-
-وحياة شدة ابويا يا عهد ما هتتهنى يوم واحد في الدار دى
قهقهت “عهد” ضاحكة على هذا الحديث ثم دفعتها بعيدًا عن الطريق وتخرج خلف زوجها قائلة:-
-أنا متهنية أربع وعشرين قيراط لأن ربنا مدينى راجل سيد الرجالة كلها
وضعت عبائته على أكتافها فوق فستانها ثم ترجلت خلف “نوح” لتراه قادم من غرفة المكتب ويسند والده فقالت بقلق:-
-سلامتك يا بابا
أجابها “على” بنبرة خافتة:-
-الله يسلمك يا بنتى، دا شوية سكر مفيش داعى للتعب دا
تبسمت بخفوت بينما أخذه “نوح” إلى غرفته وظل معه طيلة الليل وقد نجحت “أسماء” فيما ترغب به ..
____________________
وقفت “ليلى” في شرفة منزلها تفكر فيما حدث وكيف رفضته لتتصل بـ “عهد” وقصت لها ما حدث لتقول “عهد” بأختناق شديد:-
-ممكن يا ليلى تفهمنى سبب رفضك
أجابتها “ليلى” بضيق شديد قائلة:-
-أنا معرفش أعيش في الصعيد ومع رجل صعيدى وعاداتهم وتقاليدهم يا عهد صعبة
أجابها “عهد” بجدية:-
-مش صعبة يا ليلى بل عاداتهم وتقاليدهم بتصون وتحمى وتغلى الواحدة، أيه الصعب هنا مش عاجبك .. أصعب حاجة هنا أنك تعيشي مع راجل مبحترمش الست ولا بيقدرها وميتفاهمش معاكى ومع شغلك يا ليلى لكن عطيه حسب كلامك مش كدة ومش معارض فكرة شغلك ولا بيقلل منك بل بالعكس أول ما قولتى أنا رايحة القاهرة عشان شغل وصلك بنفسه وفى إعجاب بينكم يبقى أيه اللى هيتعب أو هيصعب الموضوع معاك
تحدث “ليلى” بقلق شديد قائلة:-
-وأعيش حياتى كلها هناك لا وأتجوز راجل بيلبس جلابية
تنهدت “عهد” بتذمر من عناد صديقتها لتقول:-
-يا بنتى أنتِ حافظة مش فاهمة مالها الجلابية يا ليلى وهو مقياس الراجل عندك الجلابية ولا البدلة ما تشلنيش معاكى وبعدين يا ليلى ما انتِ غصب عنك هتعيشي هنا عشان شغلك معايا ولا تحبى ادور على مديرة اعمال غيرك
صمتت “ليلى” دون ان تُعقب على حديثها لتتابع “عهد”. قائلة:-
-فكرى كويس يا ليلى قبل ما عطيه يضع من أيدك
أومأت لها بنعم بتذمر وهى لا تقبل فكرة الذهاب إلى الصعيد أو الزواج من رجل يرتدى عباءات وعمة ثم أغلقت الهاتف مُعتقدة بأن “عهد” تتحدث هكذا لأنها مُتزوجة من رجل صعيدى…
__________________
كانت “عليا” تقف في ملاهى الأطفال تراقب “عمر” وهو يلعب مع “يونس” ثم تركه مع المربية وذهب إليها ثم جلس بجوارها وقال:-
-ها قررتى هنأكل فين؟
تبسمت “عليا” وهى تنظر إليه ثم قالت:-
-أي مكان مش هتفرق
ألتف “عمر” إليها وحدق بملامح وجهها ثم قال:-
-أنتِ مش كان عندك اخت ليه على طول لوحدك
نظرت “عليا” للأمام ببرود ووجه عابس بعد ان ذكر أختها لينتبه “عمر” إلى ضيقها من سؤاله لتقول “عليا”:-
-أتجوزت وسافرت!!
تبسم “عمر” بعفوية وهو يأخذ يد “عليا في يده وقال:-
-عقبالنا
نظرت “عليا” على يده المتشابكة بيدها ثم رفعت نظرها إلى “عمر” وقالت:-
-أنت عاوز تتجوزنى يا عمر
أومأ لها بنعم ثم قال بلطف:-
-أمال بتعرف عليكى عشان أمشي معاكى شوية أعتقد كبرنا على الكلام دا
تبسمت “عليا” بلطف ثم قالت بجدية تجمع شجاعتها:-
-طب أنا عاوزة أحكيلك حاجة
-أوعى تقولى انك خايفة من أهل جوزك ليأخده يونس منك
هزت رأسها بلا ثم قصت إليه ما حدث معى “عهد” و”نوح” ليتعجب “عمر” من افعالها ثم سألها بحيرة:-
-أنتِ جوزتيه اختك وهربتى
تمتمت “عليا” بهدوء وهىتتحاشي النظر إليه قائلة:-
-خوفت على مستقبلى وعلى يونس أنا أم يا عمر والأم بتعمل المستحيل عشان عيالها
جذب “عمر” يده من يدها وقال:-
-بس أنتِ قولتى مستقبلك قبل ابنك وابنك عمره ما كان هيتأذي وخصوصًا أنه حفيدهما ومن دمهم لكن أختك وكمان زعلتى عشان جوزها طلب تتبرعى لمراته اللى هي اخته طب كنتي أعتبريه رد جميل ليها بعد ما جوزتيها هناك ورميك ليها لكن تقاطعيها
دمعت عينى “عليا” بضعف ثم قالت:-
-بس فعلًا تعبت من شيل مسئوليتها أنا بنى ادمة برضو وليا طاقة
-مسئوليتها!! بعد ما كبرت وأستقلت في شقة لوحدها وأشتغلت وشالت نفسها دى حجة يا عليا مش أكتر… يلا نروح نأكل
ذهبا معًا إلى مطعم بيتزا وتناولا الطعام معًا و”عليا” تراقبه خلسًا ووجهه عابس وصامتًا لكنها لم تسأله عن شيء ثم أخذها إلى المنزل ورحل
_____________________
كانت “عهد” جالسة على المكتب وتكتب سطور كتابها الجديدبتركيز وبجانبها كوب من مشروب الشيكولاته الساخنة ليدق باب الغرفة وتدخل “حُسنة” ببعض الصناديق الكرتونية فسألت “عهد” بتعجب:-
-أيه دا؟
أجابتها “حُسنة” بتعب وهى تضع الصناديق أرضًا قائلة:-
-وصلوا للبيه وجالى أطلعهم أهنا
أومأت “عهد” لها بنعم ثم غادرت “حُسنة” فظلت “عهد” تنظر إلى الصناديق بفضول لتفتحهم وكان بداخلهم الكثير من الكتب وديكورات للمكتب والمكتبة لتغمرها السعادة بسبب زوجها الذي يسعى دومًا إلى إسعادها فهرعت للخارج كى تنزل للأسفل لتجده كم أخبرتها “حُسنة” أنه بالمنزل لكنها لم تجده فأستدارت لكى تصعد مُجددًا فأصطدمت بـ “حورية” تخرج من المطبخ وأنسكب منها كوب الشاي فتحدثت “عهد” بقلق:-
-أنا أسفة
لكن “حورية” لم تقبل الأعتذار بل أخذت هذا سبب للشجار مع هذه الفتاة وألقت الكوب بعيدًا لينكسر دون أن تكترث له وقالت:-
-أسفة أيه وزفت أيه على دماغك على الصبح
تحدثت “عهد” بضيق شديد قائلة:-
-أنتِ عايزة تتخانقى وخلاص
صاحت “حورية” بانفعال شديد قائلة:-
-أنتِ لسه شوفتى خناج يا مرت الكبير
أنقضت عليها تجذبها من شعرها أرضًا لتسقطها ثم جلست عليها وبدأت تضرب بقوة صفعات متتالية لتدفعها “عهد” بعيدًا وهى تصرخ بألم ثم زحفت على ركبتيها نحو الدرج لكى تقف هاربة من هذا المرأة الشرسة لتجذبها “حورية” من قدمها بقوة ليرتطم وجه “عهد” بالدرجات وهى تزحفها للخلف ليسيل الدم من فمها وجلست “حورية” عليها مُجددًا بغضب وهى تنفث غضبها كاملًا بـ “عهد” وكان ضعفها يساعد “حورية” في إفراغ الغضب بعنف شديد فجاءت “أسماء” لتراها هكذا فأسرعت إلى أختها وأبعدتها عن “عهد” ونظرت إليها لتُصدم عندما وجدتها فاقدة للوعى
غمغمت “أسماء” بهلع تقول:-
-أنتِ جنتى؟ البت شكلها ماتت
أقتربت “أسماء” تضع يدها قرب أنف “عهد” لتتنفس الصعداء بأرتياح ثم قالت:-
-الحمد لله لسه عايشة أنتِ مخك طار منك يا حورية المرة دى هيطردنا برا الدار كلتها دفعتها “حورية” بعيدًا وأقتربت من “عهد” وهى على الأرض ثم بدأت تركلها في بطنها بقوة وهى تمتم قائلة:-
-هملنى في الحالي البت دى مينفعش تحمل وتولد جبل ما نأخد حجنا من نوح ولا عاوزنى اسيبها أكدة لحدة ما تولد وتورث
أبعدتها “أسماء” بخوف شديد من غضب “نوح” وما سيفعله بهماعندما يعةد وقالت بصراخ شديد:-
-حمل أيه وعيال أيه وهم لسه كيف الأخوات بكفايكى ضرب في البت
أبتعدت “حورية” عنها بأغتياظ شديد ثم قالت:-
-أحسن
دلفت “سلمى” بصحبة “”على” وهو يتكأ عليها من الخارج لتقول:-
-سلامتك يا حج، نهتم بالأكل والعلاج بجى كيف ما الدكتور جال
أتسعت أعينهما عندما رأوا “عهد” على الأرض فاقدة للوعى وحدها بعد أن اختبأت “حورية” وأسماء” قبل أن يروهما فهرعت “سلمى” إليها بخوف مُعتقدة بأنها سقطت عن الدرج…
___________________
وصلت “ليلى” للصعيد في سيارة أجرة مأجورة وكانت تنظر في الهاتف بشرود في متابعة تفاعلات القناة والمشاهدات لكن السيارة توقفت فجأة ليسقط الهاتف منها وترتطم رأسها في المقعد الأمامى فنظرت للأمام بغيظ لكنها رأت سيارة سوداء رباعية الدفع تقف بعرض الطريق وهناك ثلاث رجال مسلحين يقفوا أمامها ثم فتح باب السيارة الخلفى وترجل رجل لتُصدم عندما رأت “خالد” يترجل من السيارة مُرتدى عباءة كحلى ويلف عمامته فأتسعت عيني “ليلى” على مصراعيها من رؤية رجل متوفي أمامها حي ويمشي على قدمه يصبو إليها وظلت مصدومة حتى فتح باب السيارة وأخذها من يدها بقوة ووجه عابس غليظ ونظرات ترعبها لكنها صرخت بخوف منه وتضربه على صرده ليتركها لكنه حملها بذراعه على كتفه وسار بعيدًا ليترجل سائق السيارة بخوف على هذه الفتاة التي بعمر أبنته وقال:-
-أنت واخدها على فين
أوقفه “خالد” بالمسدس في وجهه وقال بغضب سافر:-
-مالكش صالح وهم أمشي من أهنا جبل ما تخسر عمرك
أزدرد الرجل لعابه بخوف من هؤلاء الرجال المُسلحين ليلقى “خالد” بها في السيارة وينطلق بعيدًا بعد أن اختطفها وهى تصرخ بهلع وترتجف رعبًا…
____________________
كانت “فاتن” تجلس مع “حمدى” في غرفة الضابط وقالت بهمس:-
-يعنى هتجضي بجية عمرك أهنا؟
أقترب منها ونظر حوله يتأكد بألا يسمع أحد حديثهما وهمس إليها قائلًا:-
-لا أنا هبعتلك مع حد من العساكر حبيبى هجولك على معاد الترحيل وتكلمى خالد على الرجم اللى اديتهولك وهو هيتصرف
نظرت له بقلق ثم قالت:-
-أنا معاوزش ولدى ينزل من الجبل ويتأذي أنا ما صدجت ان ربنا رحمه ومماتش
مسكها من ذراعها بغضب سافر وهى تكاد تضحى به لأجل أبنها ثم قال:-
-ولدك دا أنا اللى انجدته من الموت ولولا اللى عملته مكنش زمانه عايش دلوجت
أومأت له بنعم ثم غادرت القسم لتعود إلى المنزل وعندما دخلت هرعت “أسماء” إليها وأخبرتها بما فعلته “حورية” بزوجة “نوح” وأنه على وشك العودة من العمل لتفزع بهلع شديد وتركض إلى غرفتها وكانت “حورية” تقف ثابتة دون خوف مما فعلته لتُصدم بصفعة قوية من والدتها على وجهها ثم قالت:-
-أنا مش جولتلك متهوبش من عهد ومتخططيش لحالك
تحدثت “حورية” بأنفعال شديد تقول:-
-من غيظى مجدرتش أمسك حالى عليها
صاحت “فاتن” بضيق شديد وهى تقول:-
-تجومى تضربيها وتعلمى على خلجتها بيدك طب وجعيها من على السلم هنجول وجعت لحالها لكن تضربيها ما هو الضرب واضح أنه ضرب
صمتت “حورية” بإغتياظ شديد مما يحدث وضرب أمها لها فغادرت الغرفة وشرارة غضبها تنشب بداخلها…
وصل “نوح” للمنزل وصعد على غرفته لكنه لم يجد زوجته فخرج يبحث عنها ولم يجدها فسأل “سلمى”:-
-عهد فين يا أمى؟
أبتلعت “سلمى”ريقها بخوف من “نوح” عندما يرى زوجته بهذه الحالة وما أصابها ليشعر بالغرابة من صمت والدته وأرتباكها فقال:-
-في أيه، عهد فين؟
نظرت “سلمى” على باب غرفتها بقلق وقبل أن تتحدث هرع “نوح” نحو الغرفة لتسرع “سلمى” وتقف أمام الباب تمنعه من الدخول وقالت:-
-هي نايمة هبابة يا نوح
أبعد والدته عن الطريق وفتح الباب ثم دخل كالعاصفة البركانية عاضبًا والفضول يقتله ليُصدم عندما رأى زوجته فوقفت “عهد” بخوف منه ونزلت عن الفراش لتسير بضعف نحوه فمسك فك وجهها بلطف وهو يشعر بوخزات قلبه ألمًا لرؤية ما حدث بها في منزله، رفع رأسه إليها يتطلع بجرح ذقنها وشفتيها من أرتطامها بالدرج ووجهها مليءبالكدمات غير عينيها اليسرى المغلقة تمامًا من الورم فسأل بغضب كامن:-
-مين اللى عمل فيكى أكدة
تمتمت “عهد” بضعف وخوف مما سيفعله قائلة:-
-نوح..
قطعها “نوح” بأنفعال شديد وهو يصرخ بها قائلًا:-
-بجولك مين اللى عملها
-حورية
قالتها بسرعة مرتعبة من صراخه عليها فتركها وغادر الغرفة لتفزع “سلمى” و “عهد” ويخرجوا خلفه …..
يتبــــع ……
#هويتُ_رجل_الصعيد
الفصل السادس عشر (16)
___بعنـــــوان “عـــرض زواج”___
دفع “نوح” باب الغرفة بغضب سافر تملكه ليُصدم عندما وجد “حورية” على الأرض فاقدة للوعى وقطعت شرايين يدها اليسرى، جاءت “عهد” خلفه وصُدمت عندما رأتها هكذا فهى جاءت خلفه خوفًا مما سيفعله لكن هذه المرأة لم تنتظر فعله، تشبثت “عهد” بذراعه بخوف وهكذا جاءت “سلمى” و”فاتن” بخوف من غضبه لتفزع “فاتن” مما فعلته ابنته وركضت إليها ليتركها “نوح” لأمها تعالجها أو تتركها تموت لا يهتم بما يحدث، أخذ “نوح” يد زوجته وصعد بها للغرفة وتركها ثم ذهب إلى المرحاض وأحضر صندوق عبلة الإسعافات الأولية وجلس أمام “عهد” غاضبًا يعالج جروحها بصمت شديد وهى تتطلع به وتنظر إلى ملامحه والغضب والعجز في وجهه، تعلم انه يشعر بالعجز من رد حقها إليها او الدفاع عنها وحمايتها في منزله لترفع يدها إلى وجنته بلطف فرفع نظره إليها ليُدهش عندما قبلت “عهد” عينيه بلطف ثم قالت:-
-متلومش نفسك يا نوح
لم يُعقب “نوح” لتترجل من المقعد وتجلس على قدميه ليوقف يده عن الحركة بالقطن والمعقم فقال:-
-حجك عليا يا حبيبة قلبى ورحم الغاليين…
قطعته “عهد” قبل أن يُقسم بشيء بقبلة دافئة على شفتيه لتتسارع نبضات قلبه ويشعر بقشعريرة تسير في جسده وهى تحيط وجهه بيديها الأثنين فتشبث “نوح” بها وهو يضع جبين على جبينها ويحدق بعينيها لتُمتم قائلة:-
-متعتذرش يا نوح على حاجة معملتهاش
طوقها بذراعيه بحنان وضعف لتستكين بين ذراعيه وتنتفس عبيره وتشعر بيديه تمسح على مؤخرة رأسها…
_____________________
جلست “فاتن” جوار طفلتها في المستشفى بعد أن أنقاذها الطبيب، نظرت “فاتن” حولها بخوف شديد ثم أقتربت من “حورية” وقالت بهمس:-
-جنتى يا بت عشان تعملى أكدة
أجابتها “حورية” ببرود قاتل تقول:-
-لا كنت أستن لما نوح يجطع خبرى، أكدة نفدت بجلدى من غضبه
أتاها صوت “أسماء” وهى تقول:-
-لا وأكدة بجى نفدتى منه، فكرى تحطى رجلك في الدار ونوح هيجطعهالك يا حبيبتى، الحمد لله ياما بسبب غباء بنتك أنطردنا من البيت الكبير العمر كله
تنهدت “فاتن” بضيق” شديد من “حورية” وبسبب هجومها على زوجته عمدًا أبرحتها ضربًا لن يغفر لها هذا الشيء، وإلا سيشعر “نوح” بالنقص والضعف أمام نفسه فقالت “فاتن” بهدوء:-
-خلينا نحدد اخوكى ونشوف هنعمل أيه في الواجعة المطينة دى
جلست “أسماء” جوارهما مُرتدية عباءتها السوداء وقالت بحزن:-
-منك لله يا حورية أنا كنت ناجصة عمايلك المطينة دى، بسببك هتفرجى بينا من جديد دا أنا ما صدجت أن أخوكى مماتش على يد نوح
نظرت “فاتن” إليها ببرود من هذه الفتاة الهائمة بالحب ولا تكترث لشيء سواه وقالت:-
-ما تهدى يا بنت بطنى دا وجت حب وسهوكة، ما تفوجى أكدة وتشوفى ابوكى جرا له أيه وأخوكى اللى مستغبي في الجبل مع مطاريد الجبل واللى هيجرى لينا بعد أختك حورية واللى عملته
غادرت “أسماء” من المستشفى غاضبة منهما والأمور تزداد تعقد وصُعبة بينها وبين “نوح” وما زالت لا تدرك بأنه عاشق لغيرها ولم يراها أمامه لكن تريد الحبيب حتى إذا كان السبيل الوحيد إليها هو القتال مع زوجته…
____________________
كان “خالد” جالسًا في الجبل وهى مُقيدة بالحبال أمامه على الأرض وتبكى بخوف من وجودها في الجبل وهؤلاء الرجال المسلحين مُحيطين بها، أزدردت “ليلى” لعابها بخوف شديد وتخشي النظر به فنتظر إلى الأرض بهلع لينفث “خالد” دخان الأرجيلة من فمه ثم قال:-
-تفتكرى صاحبتك هتهتم لأمرك ولا لا
رفعت “ليلى” نظرها إليه بصدمة ألجمتها من جملته وقد فهمت سبب إختطافه إليها فقالت بخوف شديد على “عهد”:-
-أنت ناوى علي ايه
تبسم “خالد” بمكر شديد وهو يخرج الهاتف من جيبه قائلًا:-
-هتعرفى دلوجت
رن على هاتف “عهد” وانتظر أن تجيبُ…
_____________________
أستيقظت “عهد” من نومها على صوت رنين الهاتف وكانت نائمة بين ذراعيه وتحيط خصره بيديها وهو يطوقها بذراعه والأخر أسفل رأسها، داعبت خصلات شعره بأناملها بلطف وسعادة تغمر قلبها ولا تهتم إلى الهاتف الذي يدق فى الصباح الباكر، أستيقظ “نوح” من نومه لتخجل “عهد” من نظراته وأختبأت أسفل الغطاء قبل أن يفتح عينيه بخجل شديد فتبسم “نوح” عليها ثم رفع الغطاء عن رأسها وهى تتشبث بالغطاء بأناملها ثم وضع “نوح” قبلة على جبينها فقال:-
-صباحية مباركة يا عروسة
ضمت “عهد” شفتيها بخجل منه وهى تُجيبه قائلة:-
-تليفونى بيرن
كادت أن تسلل من بين ذراعيها ليحاصرها بأحكام وهو يقول:-
-همليه يرن
دفعته “عهد” بعيدًا وهى تضع الروب عليها وتغادر الفراش كى تلتقط الهاتف الموجود على الطاولة وفتحت الخط بينما “نوح” يقف خلفها مُرتدي تي شيرت وبنطلون قطنى ويحيط خصرها بيده فتبسمت “عهد” عليه وهى تقول:-
-ألو
-أتوحشتك !!
أتاها صوته عبر الهاتف لتُصدم بهلع وكأنها رأت جثة تخرج من القبر أمام أعينها فقالت بتلعثم سافر وهى تبعد “نوح” عنها:-
-خالد
قهقه ضاحكًا عليها بسعادة وهذه الضحكات تكاد تقتلها رعبًا بعد أن تذكرت ما فعله بها وخطفه إليها بينما نظر “نوح” إليها بدهشة من محادثتها إلى رجل غريب تعرفه أمامه ولن يخطر على باله بأن المتوفى حي، تحدث “خالد” بسخرية قائلًا:-
-بعت لك هدية أتفرجى عليها زين
أنزلت الهاتف عن أذنها لترى الرسالة التي وصلتها وهى عبارة عن فيديو مُصور لـ “ليلى” وهى مُقيدة وخلفها رجلين مسلحين لتفزع بهلع وتشهق مما أدهش “نوح” ليقترب أكثر ويرى الفيديو وقبل أن يسأل وضعت “عهد” الهاتف على أذنها ثم قالت بهلع وخوف على صديقتها:-
-أنت عاوز أيه؟
أتاها صراخ “ليلى” عبر الهاتف تقول:-
-متجيش يا عهد ..متسمعيش كلامه
ليصرخ “خالد” بها بانفعال شديد قائلًا:-
-أخرسي بدل ما أخرسك أنا للأبد..أسمعى يا عهد
أخذ “نوح” الهاتف من يدها بغضب ليسمع صوته ويُدرك جيدًا هوية المُتصل وسمع بقية جملته يقول:-
-لو عايزة صاحبتك ممتأذيش تنفيذي اللى هجولك عليه يا عهد
تبسم “نوح” بغضب سافر ثم قال بنبرة مُرعبة ولهجة قوية:-
-طب يا أسمعنى انت زين يا مرحوم، ومن غير ما أسمع طلبك ما دام أنت عيل أوى أكدة ودخلت الحريم في حساباتك متنساش الله يخليك أن الست الوالدة وأخواتك البنات في دارى والمثل بيجول العين بالعين والسن بالسن فهمتنى!!
أشتاط “خالد” غضبًا فور سماعه صوت “نوح” وقال:-
-هي لحجت تجرى عليك
-مرتى.. وأنا ضهرها وراجلها وحادنا في الصعيد اللى انت منه مفيش مرة بتتحدد وياه راجل ولا راجل بتحدد مع مرة غيره إلا لو كان كيفك اكدة مرة لا مؤاخذة
كز “خالد” على أسنانه بضيق شديد ثم قال بتهديد:-
-دلوجت تشوف المرة دا هيطلع مرة ولا….
قطعه “نوح” بتهديد واضح وصريح بنبرة مُخيفة:-
-أسمعنى زين يا ولد عمى لو ليلى مكنتش عندى لحد العشاء متسألنيش على الست الوالدة وأخواتك البنات وأولهم حورية
أغلق “نوح” الهاتف فور أنهاءه لجملته بينما نبرته أرعبت “خالد” وجعلت القشعريرة تسير في جسده من الخوف من “نوح” وغضبه..
نظر “نوح” على زوجته التي جهشت في البكاء بحزن وخوف ليضع الهاتف على الطاولة ثم أقترب منها يطوقها بذراعيه ثم قال:-
-متجلجيش يا عهد وغلاوتك عندى لأرجعها
رفعت “عهد” يدها على صدره تتشبث بملابسه ثم قالت:-
-هو في غل وكره كدة، عملت له أيه عشان يفكر في أذيتى وليلى عملت أيه؟ ليه الكره وسواد القلب دا إيه الذنب اللى عملته
مسح “نوح” على رأسها بلطف يطمئنها ثم قال بحنان:-
-أهدى يا عهد والله لأرجعها
أبتعد “عهد” عنه ثم قالت بذعر شديد وسط بكاءها:-
-روح دور عليها يا نوح خد رجالتك وكلم عطيه وأقلب البلد على ليلى، لو جرالها حاجة عمرى ما هسامح نفسي أبدًا
أومأ لها بنعم ثم وضع قبلة على جبينها وقال:-
-حاضر يا حبيبة قلبى والله هدور عليها أهدى بس
سمع صوت ضجيج في الأسفل…
_____________________
تحدث “خلف” بضيق شديد ورجاله يقفون على البوابة كحاجز يمنع احد من الدخول:-
-نوح بيه جال مهتدخلوش الدار أبدًا
صرخت “فاتن” به قائلة:-
-والله وجدرت تجف في وشي يا خلف وتمنعى من دخول دارى أنا هدخل يعنى هدخل أتاه صوت “نوح” من الخلف يقول بجدية:-
-هملهم يدخلوا يا خلف
تبسمت “فاتن” بخبث وكأنها أنتصرت فيما تريده ثم دلفت مع “أسماء” و”حورية” ليقترب “نوح” من “خلف” ووضع يده على كتفه ثم همس إليه بشيء غامض فتبسم “خلف” وهو يسير للداخل مُترصدهم فتبسم “نوح” بسمة مكر وخبث بعد أن أوقعهم في فخه ثم أتاه صوت “عطيه” يقول:-
-خير يا نوح جايبنى على الصبح ليه؟
أخذه “نوح” للحديقة بهدوء ثم قال:-
-تعال يا عطيه ما هو ما العائلة دى اكدة مهنرتاحش يا صاحبى
جلسوا في الحديقة ليخبره “نوح” بما حدث ليفزع “عطيه” مما يسمعه وما حدث إلى هذه الفتاة التي تقدم إليها ورفضته ليقف من مكانه بغضب سافر ويضرب الأرض بقدمه بضيق ثم قال:-
-هجتل ورب الكعبة لأجتله يا نوح ومتلومنيش يا صاحبى على اللى هعمله في ولد عمك
وقف “نوح” من مكانه بدهشة من رد فعل “عطيه” على خبر إختطاف “ليلى” ووغضبه غضب عاشق لا محال فقال بهدوء:-
-أهدى يا عطيه أنا لو أعرف أنك هتعمل أكدة مكنتش كلمتك واصل
لم يستطيع “عطيه” تمالك غضبه أكثر ومحبوبته في خطر وليس بالخطر فقط بل الأكثر رعبًا هو “خالد” ذلك الرجل الفاسق والفاسد فأغلق قبضته على نبوته بأحكام مُحاولًا السيطرة على قلقه وفزعه الممزوجين بالغضب، أعطاه “نوح” الهاتف لينظر إلى الفيديو فعقد حاجبيه بغضب ويده تكاد تعتصر الهاتف بين راحة يده وأنتبه لشيء مألوف إليه ثم هرع من المنزل ولم ينتظر “نوح”، دخل “نوح” إلى غرفة المكتب ليجلب مفتاح سيارته وخرج خلفه لكنه لم يجد اثر لسيارة “عطيه” فحاول الأتصال به مرارًا وتكرارًا لكن لا جدوى من ذلك فهو لا يجيب…
____________________
كانت “عليا” تتصل مرارًا وتكرارًا بـ “عمر” لكنه لم يُجيب عليها وكأن حاله أنقلب رأسًا على عقب عندما أخبرته عن أختها وكيف تركتها في الصعيد لتحسم أمرها بالذهاب إليه وتركت “يونس” مع جارتها وذهبت إليه في النادى الذي يتدرب به الملاكمة وأنتظرته امام قاعة التدريب وعندما خرج هرعت إليه فنظر إليها ببرود شديد ثم سار إلى مكانسيارته لتسير خلفه ثم مسكت يده تستوقفه عن السير وتديره إليه لتقول:-
-أنت بتعمل كدة ليه؟ لما انت مش عاوز تكمل بتقرب منى ليه وتعلقنى بيك ليه ولا أنت من البداية كنت بتتسلى بيا بقى
نفض ذراعه بقوة من قبضتها وقال بجدية صارمة:-
-حاشاه لله لو بتسلى بيكى ولو كانت دى نيتى تترد ليا في أختى أو بنتى لكن ممكن تقولى أنى مبقتش مأمن ليكى، أنتِ ضحيتى بأختك مش هضحى بيا في يوم، لومتى جوزها عشان عايز ينقذ مرته من الم.وت وقطعتى صلتك بأختك عشان سندتيها في المرض هتسندينى أنا ولا لما أتعب هترمينى عشان المسئولية، لما يجرالى حاجة هتقولى طلقنى أصل مستقبلى لسه قدامى وأنا لسه صغيرة زى ما فكرتى في مستقبلك كدة قصاد حياة أختك .. أنا مبتسلاش يا عليا أنا بس.. أنا مبتسلاش يا عليا أنا بس راجعت حساباتى في شريكة حياتى اللى هكمل معها عمرى
كانت تسمتع إليه بصمت ودهشة من تفكيره ونظرته إليها ثم قالت بسخرية بعد أن ضحكت من سخرية الموقف:-
-يعنى برضو حياتى بت.دمر بسبب عهد حتى بعد ما بعدت عنها
نظر “عمر” إليها وقال:-
-أنا فعلًا بحبك يا عليا وعاوزك بس مش حاسس بالأمان معاكى حتى لو كُنت أنا الراجل، الراجل كمان بحتاج للأمان والسند بيحتاج لما يتعب يلاقى اللى تضحى بنفسها عشانه مع انه مش هيقبل بدا بس على الأقل تحاول عشانه
تنهدت “عليا” بضعف وهى تشعر بأن قلبها ينكسر أمامها وتعانى من الفراق مرة أخرى ثم قالت بضعف:-
-مكنتش تخلينى أحبك يا عمر، أنا عايشة لوحدى وراضية ومطمعتش في أكتر من وحدتى لكن ليه توجعنى وتكسرنى ما أنا عانيت الوجع والفراق مرة مع نادر، أتقهرت مرة في بُعد وأتذليت ووقعت لكن وقفت وعنادت الدنيا ليه تخلينى أقع تانى حرام عليك وعمرى ما هسامحك
كادت أن تغادر باكيًا ليمسك “عمر” يدها بلطف وضعف من رؤية دموعها وبكائها هكذا فرفعت نظرها إليه ثم قال:-
-أرجعى لأختك يا عليا، رجعى المياه لمجاريها وأوعدك عمرى ما أسيبك لحظة واحدة ودا عشانك قبل ما يكن عشانى، أنتِ نضيفة من جوا حتى لو خانك شيطانك مرة لكن متمكليش في الغلط دا، صححيه وأغلبى شيطانك وأنا معاكي وفى ضهرك حتى لو عايزانى معاكى نروح الصعيد وأترجاها أنا تسامحك مش همانع…
نظرت إليه بدهشة مما يقول وألتزمت الصمت التام….
____________________
أوقف “عطيه” السيارة بقرب الجبل وترك نبوته بالداخل ثم أخرج مسدس من صندوق السيارة وترجل من السيارة ليرى أحد الرجال يأتي إليه ثم قال:-
-أتاخرت ليه؟
سأله “عطيه” بقلق على محبوبته:-
-هي فين؟
أجابه الرجل بضيق شديد وخوف من “عطيه” وغضبه فهو ليس بقليل بل من كبار أعيان الصعيد:-
-والله يا عطيه بيه ما كُنت أعرف أنها تبعك ولا الرجالة، خالد طلب مننا معروف و…
قطعه “عطيه” بغضب سافر قائلًا:-
-هو فين؟
تحدث الرجل وهو يسير معه في وعورة الجبل وطرقه الذي لا يعرفها سوى مطاريد الجبل:-
-خرج ومعرفش فين؟ خد اللى ليك وهملنا الله لا يسيج
تنهد “عطيه” بأختناق فهو أراد رؤية “خالد” وقتله على ما فعله وترك جثته في الجبل للذئاب دون أن يُدفنه لكن ربما ما زال في عمره بقية، دخل إلى وكرهما ليراها على وشك فقد الوعى من المخدر الذي أعطاه لها “خالد” فأسرع إليها لكنها كانت تقاوم هذا المخدر بخوف من أن تفقد وعيها في هذا المكان وهؤلاء الرجال معظمهم مجرمين وتجار سلاح، مسكها من اكتافها ثم قال:-
-أنتِ زينة؟
أومأت إليه بنعم ليقف بها ويقف قيودها ثم خلع عباءة كتفه المفتوحة ووضعها على أكتافها، أخذها للخارج وهى تتكأ عليه وعندما خرج من الجبل رأى “خالد” يأتي من الأسفل فتركها جانبًا وأنقض عليه يضربه بقوة لكمات في وجهه وعندما أخرج المسدس هرع “خالد” إليه ويدفعه في صدره بقوة ليسقط المسدس من فوق الجبل ليدفعه “عطيه” بقدميه في صدره ليسقط “خالد” بعيدًا ويفقد الوعى فأخذها “عطيه” وهى تهتز بقوة بضعف منه ثم قال
-جادرة تمشي؟!
أومأت له بنعم بضعف وقدميها ترتجف خوفًا مما حدث ورأته وأتكأت على يده بخجل شديد لكن جسدها الهزيل أوشك على السقوط فلم تجد سبيل للبقاء واقفة على قدميها، تقدمت خطوة أخرى لتسقط منه فاقدة للوعى وتسقط عباءته عنها فتشبث بها بخوف تملكه لرؤيتها ضعيفة هكذا ومريضة، حملها على ذراعيه بخجل من لمسها وهى أجنبية عنه لكن لا محال إذا أراد إنقاذ حبيبته وفتاته من هذا الجبل المهجور والوصول للمستشفى فعليه فعل ذلك، نزل الجبل بها حتى وصل إلى سيارته، وضعها “عطيه” فى المقعد المجاور وأنطلق مُسرعًا إلى المستشفى وبعد الفحص دخل الغرفة ليراها نائمة فى الفراش المحلول الملحى مُعلق فى الكانولا الطبية بيدها، جلس جوارها وتتطلع بملامحها رغم أنها رفضت الزواج منه إلا أنه ما زال يكن المشاعر الصادقة لها بقلبه، دلف الممرض إلى الغرفة ليضع حقنة فى المحلول وأنتبه “عطيه” لخصلة شعرها التى تسللت من حجابها خارجًا بعد أن ما مرت به ليشعر بنيران الغيرة تنشب شرارتها فى قلبه، قرب “عطيه” يده من وجنتها وبسبابته أدخل الخصلة السوداء إلى الحجاب بغيرة من أن يرى رجل غريب شعرها، غادر الممرض وأبعد “عطيه” يده عن “ليلى” وظل بأنتظارها تفتح عيونها وعندما فتحت عينيها بتعب شديد رأته جالسًا على المقعد جوارها ويتكأ بيديه على نبوته مُنتظر يقظتها، أتاه صوتها المبحوح تقول:-
-شكراً
رفع عينيه بها بخجل وهو ما زال لا يحق له النظر بها لكن غلبه العشق والقلق عليها عندما سمع صوتها الواهن، تطلع بها بلطف ثم قال:-
-لو كان جرالك حاجة على أرضي مكنتش سامحتنى أبدًا
تبسمت “ليلى” بلطف رغم تعبها وهى ترى القلق بعينيه ووجهه ما زال شاحبًا خوفًا عليها فقالت بلهجة واهنة:-
-ولو برا أرضك عادى؟!
همس إليها بخفوت شديد قائلًا:-
-طول ما أنتِ تحت عيني هحميكى حتى لو على موتي لذا خليكى تحت عيني دايمًا ومتغبيش عنهم
وضعت “ليلى” يدها فى جيب ملابسها وفتحت السحاب ثم اخرجت يدها ومدتها له، نظر “عطيه” لها بأستغراب ثم فتح يدها وكان بداخلها خاتم زفاف فرفع عينيه إليها بتعجب لا يفهم شيء مما تفعله فقالت بخجل شديد:-
-عشان أكون تحت عينيك خلينى نتجوز
أتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة أصابته فتابعت الحديث بقلق من أن يرفضها كما فعلت:-
-أنت قولت على موتك مش قادر تتجوزنى، يعنى الموت أهون من جوازك منى…..
أخذ خاتم الزفاف ووضعه في بنصره ثم رفع كفه إلى وجهه وقال:-
-هتجوزك وأربطك في السرير عشان تبطلى تخلعى قلبى عليكى وأنزل أدور في الشوارع كيف المجنون
تبسمت بعفوية عليه ثم أخرجت الخاتم الأخرى وقالت:-
-موافقة
نظر إلى يدها الممدودة ثم أخذ الخاتم من يدها ولف يدها برفق من الكانولا ووضع الخاتم في بنصرها الأيمن وقال:-
-معندكيش خيار على فكرة بعد اللى حصل برضاكى او غصب عنك هتجوزك
فتح باب الغرفة ودلفت “عهد” بفزع على صديقتها ووقف “نوح” بالخارج وكيف له أن يدخل غرفة لامرأة أخرى ليخرج “عطيه” إليه، عانقتها “عهد” ببكاء شديد وقالت:-
-أنا أسفة والله
تبسمت “ليلى” بعفوية وهى تضحك بهستيرية على ما حدث وكيف تقدمت لطلب الزواج منه بدلاً من أن يفعل هو وقالت:-
-أسفة ايه بس أنا عاوزة أشكرك يا بنتى
أبتعدت “عهد” عنها باستغراب شديد ونظرت لها لترفع “ليلى” يدها إلى “عهد” كى ترى الخاتم وقصت لها ما حدث فضربتها “عهد” بقوة على كتفها وهى تقول:-
-أنتِ قاعدة هنا تحبى وتتبسطى وأنا كنت هموت من الرعب عليكى
ضحكت “ليلى” بسعادة ثم قالت بهيام:-
-تفتكرى هعجب مامته وأخته
ضربتها “عهد” مرة أخرى لتضحك “ليلى” على غضب صديقتها وتذمر “عهد”، جاءت الممرضة ونزعت الكانولا لكى تغادر “ليلى” معهم فغادروا بسيارة “نوح” وعطيه” ما زال لا يُصدق بأنها أصبحت خطيبته الآن وقلبه يتسارع بسرعة جنونية، دخل “نوح” في الأمام وترك “عهد” في الخلف تساند صديقتها ليُصدم الجميع عندما رأوا “عليا” تجلس مع “أسماء” ترتشف العصير وركض “يونس” إلى “عهد” بسعادة وتشبث بقدميها ببراءة لكى تحمله فنظرت “عهد” إلى أختها بغضب كامن ولم ترفع “يونس” على ذراعيها بل نظرت الحزن والغضب تلألأت في عينيها لتقف “عليا” بهدوء تنظر إلى “عهد” ثمقالت:-
-…….
….يتبــــع
#هويتُ_رجل_الصعيد
الفصل السابع عشر (17)
___بعنــــــوان “أحرز نقطـــة”___
كانت “عهد” تقف بالشرفة الموجودة بغرفتها غاضبة وتتكأ بذراعها على الباب وتعقدهما أمام صدرها، أقترب “نوح” منها بلطف ومسك كتفيها من الخلف ثم قال:-
-عهد
لم ترك له المجال ليتحدث فأستدارت إليه غاضبة ومُفعلة وتصيح بضيق شديد:-
-هتقولى أختك وجت لحد عندك يبقى جابت الحق عليكى ما هو الغريب مهما كان عامل وجالك البيت يبقى جاب الحق عليك بس يا نوح
أخذ “نوح” وجهها فى يديه بحنان وحدق بعينيها ثم قال:-
-لا يا عهد أنا مهجولكيش أكدة، أنا هجولك متعمليش حاجة غصب عنك وعن طاجتك صمتت “عهد” وهى تتطلع بيه ثم تبسم فى وجهها وقال:-
-بس هجولك أنت عهد حبيبة قلبك أجمل وأرق من أنها ترد حد جالها معترف بغلطه وندمان
رفعت حاجبها إليه ثم قالت بتذمر:-
-ما أنت قولتلى اهو أغفر بس بطريقة مش مباشرة
تبسم “نوح” على هذه المرأة التى تزوجها وسكنت قلبه ببراءتها ثم قال بخبث:-
-لا عادى اعملى كيف ما تحبى بس البنت اللى خطفت قلبى وهواها غلبنى دونً عن ستات العالم كله أطيب وأجمل بكتير من انها تشيل نجطة واحدة سودة فى قلبها إلا ماكنش قلبى حبها وأنا بحبك يا عهدى ومهناجشكيش فى اللى هتعملي
تبسمت “عهد” بسعادة لأجلها وظلت تتطلع به وهى لا تعلم كيف أمتص غضبها وحوله إلى سعادة بأحتوائه إليها وكيف كلمات هذا الرجل أخمدت نيران بركان غضبها المشتعل بداخلها فقالت بعفوية:-
-وأنا الراجل اللى غلبنى هواه ووقعنى فى حبه أجمل بكتير يا نوح بكلمة منه بيقدر يحول الغضب للفرح وعلى أستعداد أعمل أى حاجةعشان بس نظرة واحدة منك يا نوح وأنا سامحت عليا من زمان أوى من يوم ما حبيتك وقلبى دق ليك لأن لولا اللى عملته مكنتش هحبك كدة ولا كنت هبقى مراتك
قرب “نوح”رأسها إليه ثم وضع قبلة على جبينها وقال بحب:-
-مش بجولك أجمل بكتير من سواد القلب والكره
ترجلت “عهد” بصحبته إلى أختها مُجددًا لتراها ما زالت تجلس على الأريكة ولم تخطو خطوة واحدة بعيدًا عنها لتقترب أكثر لتُدهش بوجود “عمر” معها هذا الرجل الذي لا تعرفه ولن تراه من قبل فقالت “عهد” بحرج:-
-أرتاحى يا عليا
جلست “عهد” على الاريكة المجاورة وبجوارها جلس “نوح” بعد أن رأى رجل غريب فى منزله وهو يحاول كبح غيرته قدر الإمكان كيف لراجل ان يجلس مع حرمة بيته هكذا وهو اجنبي عنهم، ركض “يونس” إلى “عهد” وتشبث بقدميها مرة أخرى وقال:-
-يونس زعل منك يا خالتو .. أنت مش بتيجى تلعبى معايا بالألعاب والمسدسات وبطلتى تركبى المكعبات معايا
تبسمت “عهد” ببراءة لهذا الطفل ثم حملته لتجلسه على قدميها وقالت بعفوية:-
-متزعلش، عارف خالتو هتجبلك ألعاب جديدة كتير أوى عشان متزعلش
عانقها “يونس” بدلال ثم سكن بين ذراعيها لترفع “عهد” نظرها إلى أختها و”عمر” بهدوء فى صمت منتظرة ان تتحدث أختها لتقول “عليا” بحرج شديد من بدء الحديث:-
-عهد أنا جاية عشان ..
قطعتها “عهد” بعد أن رأت حرجها أمام “نوح” وهذا الرجل الذي لا تعرف صفته لكى يوجد هنا :-
-خلاص يا عليا اللى فات انا نسيته
أقتربت “عليا” للأمام بجدية ونظرت إلى “عمر” ثم قالت:-
-لا يا عهد انا جاية أعتذر منك
تنهدت “عهد” بهدوء ثم قالت:-
-متعتذريش يا عليا أنا فعلا مش فاكرلك غير كل خير واللى حصل ربنا عوضنى عنه بقلب نوح وحبه ليا ودا كفاية، لأن كل ما أفكر أنا عمرى ما كنت هدخل الصعيد ولا البيت دا لولاك فأنتِ سبب عشان أقابل أحسن وأعظم راجل فى العالم وأنا مش شايفة اللى حصل غير أنك سبب فى أحلى حاجة حصلت ليا عشان كدة بقولك متعتذريش بالعكس أنا المفروض أشكرك
أنهت حديثها ثم نظرت إلى “نوح” وأخذت يده فى يدها وتشابك الأصابع بدفء ثم قالت:-
-يمكن نوح مبقوليش كلام حلو قدام حد عشان الحياء بس أنا غيره بقى وفعلًا أنا بحب نوح وكُنت هندم لأخر عمرى لو مكنتش وافقتك يومها أو سبتك تتجوزيه أنتِ
شد “نوح” بيده على يدها بسعادة من أعترافها بحبها الشديد له أمام أخته دون خجل ،دمعت عيني “عليا بحرج شديد مما فعلته ومسامحة “عهد” لها كانت أشد عقاب لها لتخفض رأسها حرجًا من الجميع فقال “عمر”:-
-وأنا جاي فى الطريق عليا قالتلى أنها عارفة أنك هتغفرى عشان قلب طيب يا مدام عهد
نظر “عمر” إلى “نوح” بحرج من مُحادثته لزوجته أمامه والغيرة التى نشبت نيرانها فى عيني هذا الرجل الصعيدى وقال:-
-متأخذنيش يا أستاذ نوح وأسف لو أتخطيت حدودى
كاد “نوح” أن يتحدث لتقول “عهد” بجدية:-
-أنا مسامحتش يا حضرة عشان قلبى طيب أنا سامحت عشان حبت نوح يعنى حُب نوح هو سبب الغفران
تنهد “عمر” بخفوت ثم وضع يديه على ركبتيه بخجل شديد وقال:-
-أحمم أنا مش عارف بصراحة اجبهالكم ازاى بس بصراحة أنا طالب أيد عليا منك يا أستاذ نوح أنت ومداد عهد لأنكم عائلة عليا الوحيدة
نظرت “عهد”إلى زوجها بدهشة ولم تقل دهشتهم شيء عن دهشة “عليا” حينما نظرت غليه بعد ما سمعته وتقدمه لخطبتها من أختها وزوجها دون ان يخبرها بشيء من قبل فتابع “عمر” الحديث بجدية بكذب مُصطنع:-
-أنا لما كلمت عليا فى الموضوع قالت ليا أن أختها الوحيدة فى الصعيد وبصراحة أنا مقدرش أفرط فى عليا ولا أتجوز غيرها عشان كدة جيت لحد هنا وعندى أستعداد أسافر لأخر العالم عشانها وأعمل المستحيل كمان
كانت “عليا” فى ذهولها من حديثه وهى تعلم بأنه يكذب بهذا الحديث ليأخذ يدها فى يده ويربت عليها بلطف وكأنه يطمئنها بأنه سيصلح ما أفسدته فى علاقتها بأختها، تنحنحت “عهد” بتردد وأرتباك وهى لا تعلم ماذا تقول؟ أو ماذا ستفعل؟، حدق “نوح” بهذا الثنائي وقد علم جيدًا بأن “عليا” لم تخبره بذلك لكنه يضع نقطة رضا فى قلب “عهد” تجاه أختها فتبسم “نوح” ليضع النقطة الأخرى فى قلب “عليا” وكأنه دخل تحدى مع هذا الرجل على من يجمع نقطات أكثر:-
-والله يا أستاذ إحنا منجدرش نديك كلمة ولا نديك يد بنتنا إلا لما نسأل ونطمن للراجل اللى هيأخد بنتنا
وقف “نوح” من مكانه بجدية ووجه صارم ثم قال:-
-حُسنة ..
أتته “حُسنة” سريعًا من الداخل ليتابع بحزم شديد:-
-جهزى أوضة الضيوف للأستاذ وعليا هان عارفة طريج أوضتها، خلينا نستضيفهم حدينا ثلاثة ليالى لو نال الرضا نوافج ولو مجدرش يبجى الجواز جسمة ونصيب
غادر “نوح” لتنظر “عليا” إليه وهو يتحكم بها فوقفت من مكانها بدهشة من فعلته وكادت ان تتحدث بأقتضاب شديد لكن “عمر” مسك يدها ليهدأ من روعتها وقال:-
-أهدي
خجلت “عهد” من فعلت زوجها فوضعت “يونس” نائمًا على الأريكة وركضت خلف زوجها ثم قالت:-
-نوح أستن هنا بكلمك…
تبسم وهو يسير بجدية وهى تناديه فى الخلف وتركض لكنه يصطنع الحزم…
_____________________
سارت “ليلى” معه بتوتر شديد ثم قالت:-
-أنت متأكد يا عطيه أن هعجب مامتك كدة، كنت قولى قبل ما أنزل على الأقل كنت غيرت هدومى
نظر “عطيه” ملابسها وكانت ترتدي بنطلون فضفاض ذات اللون الأزرق وهكذا السترة كانت طويلة تصل لركبتها مفتوحة باللون الأسود وتي شيرت أبيض بالأسفل وتضع حزام أبيض رفيع حول خصرها وتلف حجاب أبيض عليه ورود زرقاء فقال:-
-كنتِ عاوزة تلبسي أيه؟
تنحنحت بحرج شديد وخوف من مقابلة والدته فقالت:-
-أى حاجة يا عطيه عباية أو فستان، مامتك هتفكرنى مصرية من القاهرة مُنفلتة بقى وممكن معجبهاش
قهقه “عطيه” بسعادة ثم قال:-
-لا أمى مش ست جديمة جوى أكدة وبعدين نفرض لبستى عباية هتفضلى العمر كله تلبسي عباية جدامها مهتجيش تجولى أنت خدتنى ببنطلون ولبس الموضة
صمتت بخجل وهو يفتح باب المنزل ليقول بعفوية:-
-متجلجش أمى مش جديمة يا ليلى وعندها بنت فى عمرك وبتحب الموضة ومتعلمة وداكتورة تحاليل كمان متفكريش أن الصعيد لسه زى أيام زمان مفيش بنات بتتعلم ولا بتطلع من الدار وبنجتل أحلامهم وطموحاتهم إحنا كيفكم تمام بس إحنا بخاف ونغير على حرمة بيتنا هبابة
تبسمت “ليلى” بعفوية لأجله ثم قالت:-
-طمنتنى
ناد “عطيه” على والدته بصوت عالى قائلًا:-
-يا أمى
مسكت “ليلى”طرف كم عباءته وقالت بتوتر هامسة إليه:-
-تفتكر هعجبها بجد
ضحك بصوت مرتفع ليأتيه صوت والدته تقول:-
-ضحكنى معاك يا ولدى
دلف للصالون حيث تجلس والدته وكانت امرأة فى منتصف الستينات وتجلس على مقعد متحرك، دخل أولًا ثم قبل يدها بلطف وبعدها رأسها ثم قال:-
-ليلى اللى حكيت لك عنها يا ست الحبايب
رمقتها والدته “سما” بنظرة حادة وتتطلع بها من الرأس حتى أخمص القدم لترتبك “ليلى” من نظرتها الحادة وقالت بهلع وتلعثم:-
-أنا أسفة والله نسيت أقلع الجزمة بس عطيه دخل بيها
أستدارت لكى تخرج بخوف من أن تُثير غضب والدته وترفض زواجهما لتستوقفها “سما” بصوت حاد:-
-تعالى يا بت أهنا
ألتفت “ليلى” لها بهدوء رغم خوفها من نبرة “سما” الحاد وصراخها ثم سارت إليها وهى تزدرد لعابها الجاف فى حلقها ونظرت إلى “عطيه” بتوتو فأومأ إليها بنعم وأن تقترب دون خوف، وصلت أمام والدته وجلست على ركبتيها لتكن بمستوى “سما” فصُدمت “ليلى” عندما مسكتها “سما” من اذنها بقوة من فوق حجابها وقالت بغيظ شديد:-
-فين البسبوسة بتاعتى يا بت، محدش كلها من الثلاجة غيرك
أتسعت عيني “ليلى” بصدمة من حديثها ثم قالت:-
-والله يا طنط ما أكلت حاجة
تركتها “سما” ونظرت إلى “عطيه” ثم قالت بغضب:-
-شايف مرتك الحرباية بنت الحرباية بتجولى أيه .. بتجولى يا طنط مستكترة تجولى ياما، طبعا ما أمها الحرباية موسوسة لها جولتلك يا ولدى تعالى اجوزك بنت أخويا أنما أنت يا واد
ضرب قدمه بضيق شديد وهى تتابع حديثها:-
-جافش فى عائلة ابوك المعفنين معرفش على أيه
كانت “ليلى” مذهولة مما تسمعه وهى لا تفهم شيء لتقف من مكانها جواره ليهمس إليها بأن والدته مريضة بالخرف لتضربها “سما” فى قدمها بقوة وهى تقول:-
-كمان بتجومى من جدامى أكدة من غير ما أجولك صحيح عديمة الرباية كيف أمك السموية
جلست “ليلى” بلطف وهى تبتسم فى وجه هذه المرآة وقالت بعفوية:-
-طب أيه رأيك أعملك بسبوسة بالمكسرات
أقتربت “سما” منها بخفوت وأبعدت “عطيه” عنهما وقالت بلهفة وحماس:-
-بالجشطة يا بت
أومأت “ليلى” إليها بنعم مُبتسمة فعادت “سما” للخلف وقالت بزمجرة:-
-لا برضو هخليه يتجوز عليكى بنت أخويا وأجهرك أكدة
ضربت يديها على بعضهم فقوست “ليلى” شفتيها بحزن ثم قالت:-
-وأهون عليكى أكدة يا ماما
تبسمت “سما” إليها بغيظ شديد وقالت:-
-ما أنتِ اللى خايبة ومعرفاش تجيب له الواد عاملة تجيبى فى بنات لحد ما زهجتينا معاك
نظرت “ليلى” إلى “عطيه” فتبسم إليها بعفوية وهذه الفتاة ترغب بأرضاء والدته المريضة لكنها لن تخضع أبدًا فأتاهما صوت من الخلف:-
-أزيك يا عروسة
وقفت “ليلى” وهى تلتف إليها لترى فتاة فى نفس عمرها وترتدي بنطلون جينز وقميص نسائي طويل يصل لبعد الركبة وتحمل حقيبة على كتفها وتلف حجابها لتقول:-
-أنا مريم اخت عطيه معرفش كلمك عنى ولا لا بس هو كلمنى عنك كتير
نظرت “لأيلى” إليها بدهشة من لهجتها المصرية القوية مثلها فتبسمت “مريم” عليها ثم قالت:-
-متستغربيش كدة أنا جامعتى كانت فى القاهرة، ها بقى كلمنى عنى ولا نسي نفسه قدام القمر دا كله
نكزها “عطيه” بخجل من حديثها لتضحك “مريم” بعفوية وهى تمد يدها إلى “ليلى” وقالت:-
-يبقى نسي والصراحة له حق مش هقدر ألومه عشان أنتِ زى القمر وأنا عن نفسي مبسوطة أن عروسة أخويا قمر كدة
تبسمت “ليلى” بعفوية وهى تصافحها ثم نظرت بحزن مُحاولة أخفاءه إلى والدته التى لم ترحب بها فقالت “مريم” برحب:-
-متقلقيش هى كدة رضيت عنك، ماما لو مقبلتكيش هتلاقى ساكتة وبتكلم حد تانى هى بس اللى شايفاه
نظرت “ليلى” لها بأستغراب فقالت “مريم”:-
-هههه متقلقش أوى كدة هى مش ملبوسة ولا حاجة هى بس ذاكرتها واقفة على وقت جوازها من بابا وبنت أخوها اللى عاوزة تجوزها لعطيه دى بنت أخو حماتها واللى هى بتعمله فيكى اللى حماتها عملته فيها بمعنى أصح هى شايفاكى نفسها وعطيه بابا فعلى طول هتلاقيها قاعدة بتكلم بابا
أومأ “ليلى” لها بلطف حتى لا تشعرهم بالحرج فأستاّذنت “مريم” للذهاب إلى العمل وغادرت “ليلى” مع “عطيه” …
_______________________
كانت “فاتن” محبوسة فى الغرفة مع بناتها حتى فتح الباب ودلف “نوح” وخلفه “خلف” ليضع صنية الطعام أمامهم وقال:-
-كلوا عشان أنا محتاجكم عشان بس أمسك ابنك الفاسد مش أكتر
تحدثت “حورية” بانفعال شديد قائلة:-
-أنت حابسنا أهنا كاننا مواشيى فى الزريبة عندك
أومأ لها بنعم ثم مسكها من شعرها بقوة وقال:-
-أبلعى لسانك يا بنت عمى عشان اللى عملتيه أنا لسه مدفعتكيش تمنه لتكونى فاكرة أنه عدى أكدة
دفعها بقوة إلى والدتها لتمسكها “فاتن” قبل أن تسقط وتابع حديثه بنبرة مُخيفة قائلًا:-
-واااه أنتوا مواشي وحتى المواشي والبهايم أحسن منكم مبيغدوروش ولا بيمكروا لأهلهم، ورب العزة لو سمحت حسك تانى يا حورية لأدفنك حية وأنتِ واجفة كمان متستفزنيش عليكى أكتر من أكدة
طوقتها “فاتن” بخوف شديد منه ثم قالت بضعف:-
-هى حصلت يا نوح بتستجوى على حريم عمك
صاح بها بانفعال شديد وهو يقترب منهم قائلًا:-
-وهى مرتى اللى بنتك ضربتها أيه مش حريم وبعدين رجالتكم هم اللى جُبان وأستخبوا كيف الفئران وابنك هو اللى دخل الحريم فى الموضوع ولا مرتى اللى خطفها كانت راجل، أنا رد فعل لست فاتن وأنا لسه مبدأتش
تحدثت “أسماء” بغضب وهى تحتضن أختها قائلة:-
خلاص خلى مرتك تواجههنا وإحنا حريم فى بعض مالكش صالح أنت
تبسم “نوح” بمكر ساخرًا من هؤلاء النسوة ثم قال:-
-متجلجيش يا بنت عمى هخليها تنزل عليكم بجزمتها وفى وسط الخلج واللى هترفع عينيها فى عهد هطخها بالنار بس بعد ما أبوكى يتعدم وأجتل أخوكى بيدي جدام عيونك عشان تعرفوا أنى هعملها ومهصونش دم وقرابة
غادر المكان بعد أن ترك مؤقت قنبلته يبدأ فى العد التنازلى فى قلوبهم مما سيفعله بهم لتجلس “فاتن” على الأرض ببكاء شديد وترتجف خوفًا ثم قالت:-
-أنا لازم أنبه خالد وأعرفه اللى بيعمله نوح عشان يتصرف زين.. بس كيف لازم أجيب التليفون من أوضتى لكن كيف…
____________________
وقفت “عليا” مع “عمر” فى الحديقة فسألته:-
-عملت كدة ليه يا عمر؟
تبسم “عمر” بلطف وقال:-
-متقلقيش يا عليا وسيبيها عليا أنا هخلى نوح يرضي حتى لو أتشقلبت
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور مُصطنع وقال:-
-هتعمل المستحيل عشانى.. هتعمل أيه؟
أخذ يدها فى يده وقال:-
-أنا مش هفرط فيكى يا عليا زى ما قولت لنوح
أبتسمت “عليا” بخجل إليه لكن صُدما الأثنين عندما جذبت “عهد” يد اختها من يد “عمر” وقال “نوح” بجدية صارمة:-
-وأنا جولت مفيش جواز إلا لما أوافج وعندينا أهنا مفيش رجل بيمسك يد حرمة أكدة ويجف يحب فيها، خديها يا عهد على أوضتها وأجفلى عليها زين
أتسعت عيني “عليا” وهكذا “عمر” لتبتسم “عهد” بخبث شديد وتأخذ أختها بالقوة للغرفة وتغلق عليها فنظر “نوح” إلى “عمر” وقال:-
-عن أذنك يا أستاذ
ذهب “نوح” للمنزل وهو يبتسم ثم صعد إلى غرفته ورأى زوجته تقف بغرفتها فتبسم “نوح” قائلًا:-
-عهدى
أستدارت “عهد” إليه بسعادة ليفتح ذراعيه إليها فركضت إليه تعانقه بحب فهمس بأذنيها بعفوية قائلًا:-
-أنا بس اللى أحضن أهنا ما دام حلالى انما هم لا
تبسمت “عهد”إليه وهى ترفع نظرها إليه ويديها تلف حول خصره فقالت:-
-هتعمل أيه؟ هتوافق
ضحك “نوح” بقوة وهو ينظر إليها ثم قال:-
-لتكونى فاكرة أنهم مستنيين رأيكى بجد أنا بس بشد عليهم لكن بموافجتى أو لا هيتجوزوا يا روح قلبى
ضحكت “عهد” بسعادة ثم قالت:-
-عارف يا نوح أنا مبسوطة أوى لأن عليا رجعت حتى لو عشان هتتجوز بس على الأقل الزعل راح بعيد عننا
مسح “نوح” على رأسها ثم قال بحنان:-
-ربنا يسعدك كمان وكمان يا حبيبة قلبى ويجدرنى يا عهد وأسعدك العمر كله وأشوف دايمًا ضحكتك منورة وشك أكدة
أستدارت تقف خلفه لتنزع عباءته عن أكتافه وهى تقول:-
-طول ما أنت معايا وجانبى أنا أسعد واحدة فى الكون كله يا نوح
ألتف “نوح” إليها ببسمة مُبهجة ومُشرق فنزعت عمامته عن رأسه ثم جلست على الأرض وجلبت أناء كبير ووضعت به الماء ثم وضعت قدمه لتضعها بالماء فأندهش “نوح” من فعلتها فقالت:-
-بتبص لي كدة ليه؟
لم يُجيبها وتركها تفعل ما تريد ثم وقفت “عهد” لكى تجلب له ملابس ليغير عباءته فمسكها من يدها وجعلها تجلس جواره على الفراش فنظرت إليه بحُب يفيض من عينيها ليرفع يديه يبعد خصلات شعرها الأسود ويضعه خلف أذنيها فقالت:-
-نوح أتلم
قالتها بخجل وهى تدفع يده بعيدًا عنها ليضحك “نوح” عليها وقال:-
-مش عيب أكون الكبير ورجالة بشنابات بتجف لي وتيجى أنتِ تجوليلى أتلم
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور من مكانتها فهولاء الرجال ليس إلا أغراب أم هى فليس أحد بقربها إليه وقالت بكبرياء:-
-هم الرجالة اللى بشنابات دول هيبقوا أم ولادك يعنى
حدق بها بسعادة هائمًا بجملتها ثم قال بخفوت:-
-والله نفسي يا عهد فى عيل واحد منك وتكونى أنتِ أمه مهيفرجش عندى ولد ولا بنت جد ما هيفرج أنك تكونى أمه ويكون منك
تبسمت “عهد” بخجل ثم قالت:-
-خلاص أدعيلى وأنت بتصلى الفجر كل يوم أطلع حامل
نظر للأعلى وهو يدعو بأن تتحقق أمنيته وأن يكن أب لطفل منها فقط…
______________________
توتر “خالد” بعد أن هدده “نوح” بوالدته وأخواته البنات بأن ينتقم منهم وزاد قلقه بعد أن تغيبت والدته عن الاتصال به على غير عادتها كانت تُحدثه يوميا فى المساء فأرسل أحد الرجال إلى المنزل ليعود ويخبره بأن “نوح” سجنهم فى المنزل فأشتغل الغضب بداخله وجمع الرجال بالأسلحة ثم قال بغضب سافر قبل أن يصعد لسيارته:-
-إحنا مهنرجعش إلا بأمى وأخواتى وأى حد يجف فى طريجكم أجتلوا مش مهم واللى يصادف نوح ويجتله له الحلاوة منى
صعد الرجال بحماس إلى سيارتهم وصعد “خالد” إلى أحد السيارات وتحركات سبعة سيارات مُتجهين إلى منزل عائلة الصياد….
يتبــــــــــــــــع….
#هويتُ_رجل_الصعيد
الفصل الثامن عشر (18)
___بعنـــــوان “رصاصــة انتقام”___
كانت “عليا” سجينة غرفتها بغضب سافر من هذا الرجل زوج اختها الذي يمارس قوته عليها وهى ما زالت لا تقبل بوجوده في حياتها..
حمل “عمر” سلم خشبى ويسير نحو شرفة الغرفة ويقول بأغتياظ شديد:-
-هو فاكر أنه هيمنعنى ولا أيه يبقى ميعرفش أنا مين
وضع السلم على الحائط وصعد عليه حتى وصل أمام الدرج ودق الشرفة، تعجبت “عليا” من الطرق على الشرفة ثم فتحت الباب لتُدهش برؤيته وأنف.جرت ضاحكة وهى تنظر على السلم بالأسفل وقالت:-
-هههه أيه اللى بتعمله دا؟
تشبث “عمر” بسور الشرفة بذراعيه وهو ينظر إلى عينيها بسعادة ثم قال:-
-هو جوز اختك فاكر أن هو هيقدر يمنعنى ولا أيه، أنا قولت أنى هعمل المستحيل عشانك
ضحكت “عليا” بخجل شديد رغم ترقص قلبها فرحًا بما فعله “نوح” فولا فعلته ما كانت أدركت بجنون “عمر” وحبه إليها فتبسمت وهى تتكأ بذراعها على السور وقالت بلطف:-
-ودا بقى المستحيل اللى هتعمله
رفع “عمر” يده ليقربها إليها فأعتدلت في وقفتها وصاحت به وهى تقول:-
-عمر أتلم
أنزل يده إلى السور من جديد وقال بزمجرة :-
-أتلمت اهو لما أشوف أخرتها معها
___________________
جلست “عهد” جواره على الأريكة وهو يحيط بذراعه واليد الأخر تمسك يدها بلطف فهتفت “عهد” بنبرة دافئة ناعمة:-
-عاوز أقولك حاجة يا نوح بما أنك رايق وهادى بس وحياتى متتعصبش
ترك يدها ليبعد سيجارته عن فمه بأنامله ثم نفث دخانها بالجهة الأخرى وقال:-
-الحاجة دى بخصوص مرت عمى وبناتها
نظرت “عهد” إليه بدهشة ثم قالت:-
-أنت عرفت منين؟
أطفأ سيجارته ثم عاد إليها يداعب خصلات شعرها وعينيه تحدق بوجه حبيبته ثم قال:-
-أنا بجيت حافظك يا عهد وخابر زين أن قلبك الطيب مبيرضاش بأذيتى حد حتى لو الحد دا أذاكى ووجعك هتغفرى، بس مرت عمى ما هتطلعش من هنا يا عهد
ألتفت “عهد” إليه بلطف مُتحكمة بغضبها وعِندها ثم قالت بلطف:-
-أنا عايزة أعيش معاك بسلام يا نوح من غير خوف وقلق
أومأ لها بنعم وعينيه تحتضن عينيها بحُب يحترق بداخله ثم قال:-
-لأجل عيونك يا عهدى أبيع العالم كله
تبسمت إليه بلطف ثم وضعت رأسها على صدره ليطوقها بذراعيه وهو يستنشق رائحتها ويديه تمسح على شعرها والدفء الذي يشعر به كأنه أمتلاك سلام العالم كله بين ذراعيه بوجودها، عبيرها وعطرها بمثابة الإدمان الذي غرق به ولا ينوى الأقتلاع عن إدمانها أبدًا، همست “عهد” وهى تستكين بين ذراعيه قائلة:-
-أنا لأجل عيونك ولحظة واحدة من عمرى بكون فيها معاك أبيع حياتى كلها، كل مرة بتمنى الوقت يقف هنا فلحظتنا دى
أجابها “نوح” وهو يمسح على شعرها بلطف:-
-من غير ما يوجف يا عهدى أنا جارك العمر كله
تبسمت “عهد” عليه بسعادة ثم تسللت من حضنه لترفع رأسها إليه وتتقابل أعينهما وهى تضع يديها على وجنته تداعب لحيته وهو يغمض عينيه مُستسلمًا إليها بهيام وغارقًا في بئر عشقها إلى النهاية ولا سبيل له بالصعود والخروج من بئرها، كانت “عهد” تحدق بها بشغف وحُب ثم تحدثت إليه وأناملها تتداعب لحيته:-
-عارف يا نوح أنا نفسي نخلص من الصراعات دى ..
فتح عينيه لكى ينظر إليها عندما بدأت بالحديث وتطلع بها بلطف مُستمعًا وهى تتابع الحديث بنبرة دافئة:-
-وأخدك ونسافر بعيد حتى لو يومين أتنين ننسي كل القلق فيهم، نفسي ألبس لك فستان أبيض بجد ونعمل فرح تانى بس فرح بجد أكون عروستك مش مجبورة عليك، نفسي أجيب بيبى جميل منك وشبهك، وأعيش معاك لحد ما أكبر وأبقى عجوزة وسنانى تقع وبعدين أنام بين أيدك نوم طويل وروحى متطلعش غير بين أيدك وتكون أخر واحد عينى تشوفه و..
وضعت سبابته على شفتيها ويده الأخر تتشبث بيدها الموجودة على وجنته ثم قال بلهفة وذعر:-
-ألف بعد الشر عنك يا حبيبة قلبى وعمرى كله
تبسمت “عهد” بحُب شديد وهى تحدق بعينيه وهم يتلألأ ذعر من تخيله للحظة رحيلها وقالت:-
-الشر بالنسبة ليا يا نوح أن روحى تفارقنى وأنت بعيد عنى، وبعدين متخافش يا حبيبى أنا مش همشي وهسيبك ورايا لأن دا هيكون وجعى الأكبر وكل ما ال.موت يجي ليا هحاربه عشانك أنت وبس
رفعت جسدها برفق لتضع قبلة على جبينه بحب ثم تبسمت بعفوية وقالت بمرح:-
-متخافيش أنا هجبلك فريق كورة يلعبوا حواليك وتكبرهم وتجوزهم
عانقها بقوة وكاد أن يعتصر جسدها بين ذراعيه وهى تشعر من قوته أن جسدها على وشك أختراق صدره من قوته فضحكت عليه ثم نفث بلطف أنفاسها في أذنيه ليترك أسرها واضعًا يده على أذنها لترك من أمامه فنظر إليها وهو يقف:-
-مش هتعجلى يا عهد
قهقهت ضاحكًا عليه ثم قالت:-
-نتفق إتفاق لو مسكتنى هعملك أي حاجة تطلبها
تبسم بمكر وهو يمسك طرف عباءته ويذهب خلفها ثم قال:-
-أي حاجة يا ريت مترجعيش في حديدك ويايا
ضحكت بسعادة وهى ترفع أطراف فستانها الأصفر الطويل رغم فضفاضته وبكم واسع يأخذ شكل رقم سبع، تطلع بها وهى تركض هنا وهناك كفراشة تتطاير بدلالية وسعادة وشعرها المسدول بحرية دون أي قيود يتطاير معها ثم قالت بسعادة وهى تلهث من الركض:-
-أستسلم يا نوح لأنى مش هخسر
كان يركض خلفها حتى وقفت في زواية الغرفة خلف الأريكة مُحاصرة ليصعد “نوح” بركبته على الأريكة وقال:-
-أنا مهستسلمش واصل
نظرت حولها على طريقة للهرب ثم قالت:-
-مش جنتلة على فكرة أنك تخسر مراتك
جذبها “نوح” من خصرها بقوة لتلتصق بالأريكة فخرجت منها شهقة قوية من قوته ثم قالت بأرتباك وتوتر خجلًا من فعلته لتقول:-
-نوح.. أنت مش هتعمل حاجة
رفع يده الأخر ليضعها على وجنتها يرجع خصلات شعرها للخلف على ظهرها ثم تسللت إلى عنقها لتشعر بقشعريرة في جسدها وتنفست بأرتباك أنفاس تداعب وجهه فقالت بتلعثم ربكتًا منه وخجلًا:-
-عيب يا نوح
تبسم بعفوية على هذه الزوجة فنظر إلى عنقها وتسللت يده إليه ليشعر بنفضة جسدها ربكتًا منه ثم رفع نظر إليه وقال:-
-أنتِ اللى جولتى هتعملى أي حاجة
كانت تحدق به وهى تعلم بأنه ينتصر عليها بألقاه سحر عشقه عليها فتبسمت إليه بخبث وهى تفكر كيف تنتصر وتهرب منه فرفعت يديها إلى وجنتها تلك اللمسة التي عشقها عندما تداعب لحيته بأناملها فقالت بلطف:-
-ومقدرش أعمل حاجة غير كدة
أرخى يده عن خصرها ونظر بها هائمًا بها العشق ورقتها التي تأسره، رأها تقترب إليه ليغمض عينيه بأستسلام إليها لتبتسم بسعادة عارمة وفرت هاربة منه بعد أن دفعته بخفة ليسقط على الأريكة وفتح عينيه غاضبًا من فعلتها وهى وقفت فوق السرير وتضحك بقوة وهى تمسك بطنها وقلبها من كثرة الضحك وكادت أن تسقط من قهقهتها، قبل أن يقف “نوح” دق باب الغرفة بهلع وطرقات قوية لتتوقف “عهد” عن الضحك ويقف “نوح” بأعتدال ووقار ليفتح الباب فرأى والدته تقف بذعر وخوف…
_____________________
رأت “عليا” السيارات تقتحم المنزل وتكسر البواب وصدمت بعض الغفر لتفرغ ثم ساعدت “عمر” في تسلق السور والدخول للغرفة ليكسر لها باب الغرفة وخرج وهى خلفه تحمل ابنها بين ذراعيها فقابل “نوح” يخرج من غرفته بغضب سافر بعد ان أخبرته والدته بحضور “خالد” وهجومه على المنزل، كان يرفع عباءته قليلًا بيده ويترجل الدرج ثم قال:-
-خليكى أهنا يا أمى وخلى عهد وياكى
ترجل الدرج ليركض “عمر” خلفه ففزعت “عليا”، نزل “نوح” للأسفل ليرى “خلف” يدخل بهلع شديد وهو يقول:-
-يا نوح بيه..
قطعه “نوح” بغضب وهو يمر من أمامه للخارج دون خوف أو ان ترجف له عين بل كان غضبه كالبركان الذي وصل إلى درجة غليانه وعلى وشك الأنفجار، خرج للخارج ووقف أمام باب منزله ليرى السيارات تقف جوار بعضها مُحاصرين منزله ترجلوا من سياراتهم ووقفوا مصوبين أسلحتهم على المنزل، وقف “نوح” دون خوف وحدق بوجه “خالد” بأشمئزاز وغضب ليقول:-
-أمى وأخواتى فين يا نوح
وضع “نوح” يديه خلف ظهره ببرود شديد ثم قال بأستفزاز:-
-وأنت بجى جاى تأخد عائلتك الكريمة بالمطاريد.. جر أيه يا همام مخايفش على حالك أنت ورجالتك، هملت الجبل ونزلت اكدة
تحدت “همام” رئيس المطاريد بنبرة قوية غليظة:-
-مالكش صالح يا ولد الصياد، أنت دلوجت من باب أولى تجلج على حالك وحالى أنا أدرى به
تبسم “نوح” بسخرية وهو يمسح لحيته بيده بغضب كامن ثم قال:-
-عندك حج أنا أكدة خوفت وركبى سابت، هجبلك حريمك يا ولد عمى
دخل للمنزل لينظر “خالد” إلى “همام” ورجال بأنتصار، دلف “نوح” للمنزل ورأى “سلمى” تقف بصحبة زوجته و”ليلى” أم “عليا” كانت تقف في الأعلى تنظر بخوف، تحدث “عمر” بجدية وهو يدخل مع الجميع إلى غرفة المكتب يقول:-
-أدي له عائلته يا نوح دول حريم برضو
لم يُجيبه “نوح” بل وصل أمام خزينة المكتب وفتحها ليخرج سلاحه من الخزينة ويقف يضع به الرصاصات لتفزع “عهد” وهى تلتف حول المكتب إليه وقالت بذعر:-
-أنت بتعمل أيه؟
وضع خزينة الر…صاصات في الس…لاح وهو يصيح بها بغضب سافر :-
-هم دول يا عهد اللى عاوزنى أسامحهم وأغفر لهم، جايب مطاريد ومجرمين على بيتى دفعها بعيدًا عنه وخرج لتصرخ “سلمى” وهى تقول:-
-أستن يا ولدى
خرج إليهم وهى يتطلق الرصاصات في الهواء ثم قال:-
-ورب العزة لو مطلعتوا من دارى حالًا لأطلعكم من الدنيا كلتها
قبل أن يرفع أحد أس..لحتهم في مواجهته سمعوا طلق الرصاصات من الخلف وسيارات تقتحم المنزل ليترجل “عطيه” منها هو ورجاله ويقول بغضب سافر:-
-جرا أيه يا شيخ همام المرة اللى فاتت جولت مكنتش تعرف طب النهاردة حجتك أيه
كان يتحدث وهو يعبر من بين السيارات ورجاله يفصحوا الطريق إليه حتى وصل إلى “همام” ولف ذراعه حول رقبة ابنه وجذبه وهو يسير إليهم وقال:-
-أبوك شكل كبر وخرف يا واد عشان ينزل من الجبل ويدخل على بيت الكبير
شد على رقبة هذا الشاب وقال:-
-مش تعجل أبوك يا ولد همام وتفهمه أن من خرج من داره أتجل مجدره وأبوك كيف البهيمة مسحوبة وراء خالد
صاح “همام” بأغتياظ شديد وهو يقول:-
-أبلع لسانك يا عطيه جبل ما أفجر نفخه
أخرج “عطيه” مسد..سه من جيبه وصوبه في رأس ابن “همام” بانفعال، تحدث “نوح” بأختناق شديد وهو يقول:-
-لستكم واجفين
دفع “عطيه” الشاب إلى والده بقوة ليتابع “نوح” حديثه قائلًا:-
-أنا خابر زين اللى هيفوجكم
كاد ان يطلق النار عليهم هذه المرة ليهرب الرجال ولم يبجى سوى “خالد” فتبسم “نوح” بسخرية وهو يقول:-
-خلف هات له حريمه .. ودا كرم منى يا ولد عمى مش خوف لأن اللى اتحميت فيهم كيف الحريم اللى هجبهملك دلوجت هربوا وهملوك لحالك
دلف للداخل ومعه “عطيه” ووضع ال..سلاح على الطاولة وسار للداخل فرأى “أسماء” و”حورية” يغادرون مع “فاتن” خلف “خلف” حدقت “حورية” به بأغتياظ ليمسكها من شعرها بقوة وقال:-
-مش جولتلك مهتطلعيش من اهنا إلا لما مرتى تأخد حجها منك
تحدثت “عهد” بضيق شديد وذعر بعد أن سمعت طلقاتك النار قائلة:-
-سيبها يا نوح أنا مش عاوزة منها حاجة
جذبها بقوة لتقف أمام “عهد” وقال:-
-أعتذرى منها لأن كسر كبريائك يا حورية هو اللى هيكسرك
تشنجت “حورية” بغرور شديد أمامها وهى تتحاشي النظر بـ “عهد” ليدفع “نوح” رأسها للأسفل لتنحنى امام “عهد” مما أثار غضب “حورية بشدة وقال:-
-هتعيش عمرك كله يا حورية تفتكرى أنك ركعتى جدام مرتى من أعمالك
دفعها بقوة بعيدًا لكى تغادر فأستدار يعطي الجميع ظهره لتسير “حورية” للأمام والجميع يتطلع بها بحزن وسارت “سلمى” إلى ابنها وقالت:-
-ميصحش اللى عملته يا نوح …
قطع حديثها صوت طلقة نارية خرجت من سلاحه فألتف “نوح” بغضب من أط.لاق الن..ار ليُصدم عندما ألتفت “عهد” إليه بضعف وكان فستانها الأصفر تحول بأكمله إلى اللون الأحمر بعد أن تلقت الرصاصة من “حورية”، رصا..صة مليئة بالغضب والكره أفزعت الجميع وأتسعت عيني “عليا” على مصراعيها من الأعلى بعد رؤية أختها تقابلت مع الم..وت وهكذا “ليلى” التي ذعرت من رؤية صديقتها، نظرت “عهد” إليه بذعر خائفة وتتألم لتسقط أرضًا غارقة في بركة دمائها بينما هرع “نوح” إليها بفزع وسقطت أرضًا جوارها وهو يحمل رأسها عن الأرض ووضع يده على صدرها محاولًا كتم شلل الدماء ودمعت عينيه بهلع وهو يقول:-
-لا .. عهد
مسك “خلف” يدها وأنتزع ال..سلاح منها هو ورجاله وهى تصرخ بهلع شديد:-
-وأنا كمان جولتلك أنى هحرج قلبك عليها يا نوح وهأخد حجى.. دا حجى
كانت تنتفض بين ذراعيه بضعف وترتعش فتشبثت “عهد” بيده بخوف شديد من الفراق رغم الألم التي تشعر به في صدرها يُشعرها بأن روحها تفارق جسدها فتحدثت والدماء تسيل من عينيها:-
-أنا لسه محققتش حاجة من أحلامى معاك يا نوح..
أزدردت لعابها بضعف لينتفض صدرها للأعلى بقوة بين يديه فتحدث “نوح” بخوف:-
-متحدديش يا عهد
أغمضت عينيها بقوة وضعف ثم تابعت حديثها ببكاء مُتألمة:-
-أنا كنت عاوزك تشوفنى بالفستان الأبيض مش الكفن
أجابها ببكاء شديد قائلًا:-
-لا يا عهد لا أنتِ جولتى ما هتهملنيش لحالى وراكى
أتصل “عطيه” بالإسعاف والجميع يبكون بحزن شديد وخوف بينما تركض “عليا” على الدرج بأنهيار لتُتمتم “عهد” وهى ترفع يدها إلى وجنته بضعف:-
-بس على الأقل ربنا حقق لى أمنية واحدة.. أنى أموت بين أيدك …وتكون أخر واحد تشوفه عينى
ضغط بيده على جرحها والدماء تسيل بغزراة من بين أنامله والدماء تتساقط من عينيه بخوف من فراقها ثم قال:-
-لا يا عهد ما تهملنيش لحالى يا حبيبة قلبى وعمرى، الله يخليكى يا عهدى خليكى جارى
تبسمت بألم وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة وقالت:-
-أوعى تنسانى يا حبيبى ماشى
وصلت “عليا” إليهما وهى تترك طفلها وتحتضن أختها بخوف من فراقها وخسارتها لتقول:-
-عهد لا والنبى أوعى تمشي وتسيبنى
ضحكت “عهد” رغم ألمها وقالت:-
-وأخيرًا شوفت الحُب في عينيك يا عليا
بكت “عليا” بأنهيار شديد وهى تقول:-
-والله بحبك حتى لو قسيت عليكى أنتِ بنتى اللى مخلفتهاش يا عهد
شعرت “عهد” بضعف أكبر وكان قد حان الوقت للرحيل فقالت بصوت مبحوح مُتقطع:-
-وانا ..بحبك..
نظرت إلى “نوح” الباكى وهو مُتشبث بها بأنهيار وقالت بضعف:-
-وبحبك يا نوح لأخر نفس فيا يا حبيب قلبى …
رفعت يدها ببطيء شديد لكى تتشبث به فنظر “نوح” إلى يدها ورفع يده عن جرحها رغم أنها غارقة بدمائها لكن قبل أن يلمس يدها سقطت فوق صدرها ومالت رأسها إلى صدره بعد أن أغلقت عينيها مُعلنة عن وقت الرحيل والفراق لتصرخ “عليا” و”ليلى” بذعر وهو يحدق برأسها مُصدومًا وغير مُصدق ما حدث وشعر بأن يده شلت مكانها فلفظ أسمها بصوت مبحوح قائلًا:-
-عهد…..
يتبــــــــــــــــع….
#هويتُ_رجل_الصعيد
الفصل التاسع عشر (19)
___بعنـــوان “أمــل “___
حالة من الذعر والخوف أصابت الجميع والدموع لم تجف وهلةً واحدةً في عيون أحد، كان واقفًا أمام غرفة العمليات ينتظر خروجها على قيد الحياة وينظر على يديه الملوثة بدمائها وهو لا يصدق بأن هذا حدث لزوجته، جاء “عطيه” مُسرعًا بعد أن ألقى بـ “حورية” في السجن ووقف جوار “نوح” لكنه في عالم غير العالم لا ينتبه لأحد وغارقًا في ذكرياته معها وقبل قليل كانت تلهو وتركض بسعادة والآن على فراش الموت تصارعه كما غريب القدر يُمزق السعادة بالحزن في أقل من دقيقة، وقف “عطيه” جوار “ليلى” الباكية ثم همس إليها بخفوت:-
-الدكاترة جالت أيه؟
رفعت عينيها إليه ليرأى الدموع لوثت عينيها الخضراء وهى على وشك السقوط من الأنهيار والخوف فصمت، جاء “على” مُصدومًا مما سمعوا عندما عاد للمنزل فنظر إلى حال ابنه المُنهار رغم صمته وهدوئه، فتح الباب وخرج الطبيب فهرع “نوح” و”عليا” أولاً لينظر الطبيب بأسف شديد لهما وقال:-
-أدعولها لأن حالتها حرجة جدًا وإحنا هندخلها الأنعاش
تركهم ورحل ولم يفهم ”نوح” شيء، فور حضورها أخبره الطبيب بأن الرصاصة أخترقت القلب والآن في وضع حرجة، لم يراها إلا من خلف الزجاج لمدة أسبوع وبعدها ما زالت لا تستجيب للوعى لمدة أكثر من شهر، حدثها وهو يجلس جوارها والأجهزة تحيط بها وأصواتها فقط تمليء الغرفة تمتم بلطف وهو يمسح على رأسها:-
-أنتِ جولتى ما هتهملنيش واصل، جولتى هتحاربى المو..ت عشانى يا عهد، أتنفسي نفس واحد بس يجلب كل الموازين
جفف دموعه سريعًا عندما فتح الباب فدلفت الممرضة تحقنها في الوريد بحقنة ثم قالت بنبرة خافتة:-
-الدكتور عاوز حضرتك
رفع نظره إليها بقلق ثم أومأ بنعم لتغادر الممرضة فهندم ملابسه وذهب إلى الطبيب فأعطاه الطبيب ورقة positive،نظر “نوح” للورقة ثم قال:-
-أيه دا
لا يعلم الطبيب أيحق له أن يبتسم أم يؤاسي هذا الرجل فقال:-
-مدام عهد حامل
أتسعت عينى “نوح” على مصراعيها بصدمة الجمته ورفع رأسه للطبيب مُصدومًا وكأنه صُعق بضربة كهربائية فقال:-
-أيه؟!!
تنهد الطبيب بخفة وهو يعلم كما يصعب عليه الموقف، زوجة لم تتنفس بنفسها دون الأجهزة وتحمل طفل لم يتكون بعدًا مجرد نطفة من الدم، سار “نوح” بعيدًا حاملًا لورقة الأختبار مُصدومًا والطبيب يتابعه بعينى ثاقبة يشفق على حاله….
__________________
كنت “حورية” تجلس مع والدتها في السجن وتبكى بهلع بجسد مُرتجف وهى تقول:-
-أنا مكنش جصدى يا أمى، نوح هو اللى أستفزنى مكنش جصدى أجتل وأدخل هنا، أنا مكنتش في وعي
أردفت “فاتن” بأختناق شديد قائلة:-
-مكنتش تجصدى ولا تجصدى في الحالتين أنتِ جتلت البنية وأنتهى الموضوع ربنا يستر على اليوم اللى هيشيل عنها الأجهزة، نوح هجتلك قبل ما يوصلها للجبر حتى لو كنتِ في السجن، لتكونى فاكرة يا خبيتى أن السور والعساكر دول هيمنعوا نوح من تأره
وضعت “حورية “ يديها على وجهها وهى تجهش في البكاء بخوف شديد من الس.جن و”نوح” وتُمتم بضعف قائلة:-
-مكنش جصدى والله مكنش جصدى
أربتت “فات” على قدم ابنتها بشفقة وحزن على حال أبنتها التي سُتعدم وإذا رحمها القضاة ستكون اشغال شاقة مؤبدة فهى تعمدت القتل ولم تقترفه بدون قصد، دمعت عيني “فاتن” وقالت:-
-أنا هتحدد ويا أخوكى وربك يسهلها والمحامى مهسبكيش
غادرت “فاتن” تاركة ابنتها في حبسها باكية نادمة على فعلتها…