منوعات

هويه رجل صعيدي بقلم الكاتبه نور زيزو الجزء الثاني

أنزلت “عهد” الهاتف عن أذنيها بحزن شديد ثم نظرت إلى “ليلى” وقالت:-

-برضو مبتردش يا ليلى

تحدثت “ليلى” وهى ترفع الفيديو الجديدة على القناة بلا مبالاة:-

-سيبك منها يا عهد وأنسيها، هو أنتِ محتاجها في حاجة

تنهدت “عهد” وهى تجلس جوار “ليلى” على الأريكة في ردهة المنزل بحزن ثم قالت:-

-مش محتاجة منها مصلحة بس وحشتنى هي ويونس

أنهت “ليلى” ما تفعله وهى تتجاهل الحديث مع “عهد” عن أختها، جاءت “سلمى” لهما ثم قالت وهى تجلس على المقعد:-

-خلصتى شغلك يا عهد

أومأ “عهد” لها بنعم لتتحمس “سلمى” في بدء الحديث:-

-بصي يا عهد، إحنا عندينا فرح بنت العمدة وهنروح كلنا عاوزاكى على الساعة 6 تكونى جاهزة وأنتِ كمان يا ليلى

هزت “عهد” رأسها بالموافقة ثم قالت:-

-حاضر يا ماما

تبسمت “سلمى” بسعادة لأجل هذه الفتاة ثم وضعت علبة صغيرة من المعدن أمامها وقالت:-

-خدى يا عهد ألبسي دا كمان

فتحت “عهد” العلبة وكان بداخل عقد من الذهب كبير لم ترى بحجمه من قبل فرفعت نظرها إلى “سلمى” بدهشة لتقول:-

-دا عجد العائلة حماتى أديتهولى يوم جوازى وأنا ندرتها أن أديه لمرت نوح

نظرت “عهد” للعقد بتردد من أخذه منها ثم رفعت نظرها إلى “سلمى” بضيق قائلة:-

-خلى مع حضرتك دلوقت يا ماما

أربتت “سلمى” على يدها بلطف ثم غادرت تاركة العقد لها وصعدت “عهد” بصحبة “ليلى” وهى تقول:-

-أقعدى هنا بقى وقوليلى ألبس أيه؟

أخرجت كل ما بداخل الخزينة وحقائبها التي لم تفتحها بسبب كثرة الملابس والأغراض وبدأت ترتدى الفساتين واحد تلو الأخر و”ليلى” تسخر منها مع كل واحد ترتديه فقالت:-

-عهد يا حبيبتى أنتِ في الصعيد تفتكرى جوزك الصعيدى هيطلعك من البيت بالفستان دا

نظرت “عهد” إلى المرآة وهى تقول:-

-دا جاى من لبنان يا ليلى

تفحصت صورتها وهى ترتدى فستان أسود اللون بكم واحد والأخر عارى وضيق يظهر مفاتن جسدها وطويل لكنه مفتوح من قدمها اليسرى للأسفل، وقفت “ليلى” خلفها وهى تتشبث بذراعيها ثم قالت:-

-أتحدكى يا عهد تلبسي الفستان دا في الحياة بعد كدة، يا حبيبتى أنتِ بقيت زوجة لرجل صعيدى شرقى

فتح باب الغرفة ودلف “نوح” دون أذن حاملًا باقة زهور بنفسجية اللون من أجل أرضاءها ليراها تقف أمام المرآة وصديقتها معها وترتدي فستان جميل يظهر مفاتنها وأنوثتها، أنبهر بجمالها ورقتها عل عكسها هي التي ذهبت بنظرها إلى المرآة غاضبة منه ولم تهتم لمحاولته في مصالحتها، تحدثت “ليلى” بحرج من دخوله ووجودها في غرفة نومه:-

-طيب أسيبكم أنا

مسكت “عهد” يدها بقوة وقالت بنبرة غاضبة :-

-أستنى هنا، هو أنا مش بدفع لك مرتب عشان تشتغلى أقعدى هنا وأنا هغير وأجيلك

دلفت للغرفة الأخرى فجلست “ليلى” بحرج منه وجوده بينما جلس “نوح” على الفراش بعيدًا عنهما، خرجت بعد دقائق مُرتدية تنورة قصيرة تصل إلى ركبتيها وعليها سترة نسائي بدون أزرار طويلة من الجانب الأيسر تصل لحافة التنورة وقصيرة إلى الخصر من الجانب الأيمن وشعرها مسدول على ظهرها والجانب الأيسر وتضعه خلف أذنها اليمنى لتقول:-

-أيه رأيك

كان يحدق بها بحُب ونبضات قلبه مُتسارعة بدلال لها لكن سريعًا ما تحول إعجابه للغضب عندما سمع صوت “ليلى” تقول:-

-هو مقفول من فوق بس مفتوح أوى من تحت مينفعش فرح في الصعيد

وقف “نوح” من مكانه بغضب سافر وقال:-

-فرح أيه، دا متتطلعش به من باب الأوضة مش فرح

رمقته بضيق شديد ثم قالت غاضبة:-

-أنا بأخد رأى ليلى

حد من عينيه بغضب لتزدرد لعابها الجاف بخوف منه ثم دلفت للداخل هاربة من نظراته المُرعوبة ليرتجف قلبها رعبًا من غيرة هذا الرجل، بدلت ملابسها إلى فستان أحمر أسرت عينيه وقلبه سريعًا عندما رأها به، لم يتحمل تلك النبضات التي تضرب صدره الصلب وطلالتها سرقت غضبه بعيدًا، رأت “عهد” إعجابه الشديد برؤيتها هكذا لتخجل من نظراته المُسلطة عليها وتوردت وجنتيها حياءًا منه، كان فستانها باللون الأحمر اللامعة وطويل يزحف حول قدميها الحافيتين لتقطع شروده بجمالها صوت “ليلى” تقول:-

-لا يا عهد

نظر “نوح” لها بتعجب من سبب رفضها فتبسمت “عهد” بمكر شديد وهتفت ببراءة تترجى “ليلى”:-

-ليه بس ما هلبس كمان البلطو فوقه

سأل “نوح” بضيق من جمال زوجته:-

-ليه لا

تبسمت “ليلى” بخبث وهى تسير نحو “عهد” ثم مسكت يدها لتجذبها معها وتلف ليُصدم “نوح” عندما رأى ظهرها نصفه عارى فقط سلاسل على ظهرها، أغمضت “عهد” عينيها بضيق شديد من فعلت صديقتها فتبسمت “ليلى” لها وقالت:-

-أنا عملت الخير ورمته لنوح .. عن اذنكم

خرجت من الغرفة لتهرب “عهد” من أمامه إلى الداخل فركض خلفها بغضب وأتسعت عينيه عندما رأى غرفة المعيشة مليئة بالملابس على الأرض والأريكة وهناك فستان قصير على شاشة التلفاز، مسك أحد الفساتين الموجودة على الأريكة وكان قصير وبدون أكمام ليقول بغضب سافر:-

-ودا بتلبسي فين أن شاء الله؟

أختبأت “عهد” خلف شاشة التلفاز الموجودة على الطاولة الزجاجية من غضبه وقالت:-

-في أيه يا نوح انا مخرجتش أنا بس لسه بأختار

أقترب نحوها وهى يرمي الفستان من يده بعيدًا بأغتياظ ثم قال:-

-فكرة أنك بتختارى من الجرف دا معناه أنه عندك نية تخرجى به

تبسمت بعفوية وهى تقول:-

-وفيها أيه بس دى ماركات عالمية والله وغالية

وقف أمامها ولم يفصل بينهما إلا شاشة التلفاز ليقول:-

-فيها ايه؟ دا أنا اللى هو جوزك عمرى ما شوفتك أكدة عاوزة تخرجى للناس أكدة، أنا هجطع رجبتك يا عهد وأكسر رجلك جبل ما تعمليها

هربت من امامه وهى تأخذ الفستان الموجود على شاشة التلفاز وقالت بحماس:-

-أجرب بس أخر واحد وبعدين أكسر براحتك

هربت إلى غرفة النوم وأغلقت الباب الجرار خلفها، وقف غاضبًا يتطلع بالملابس ليمسك فستان سهرة يتلألأ لمعًا وكان طويل لكنه مفتوح من الأسفل جانبًا وبحمالة فتمتم بأغتياظ شديد:-

-ودا بتخرج بيه أكدة جدام الخلج، نهارك طين يا عهد

ألقاه بعيدًا ثم ذهب خلفها وفتح الباب وهو يصرخ بها قائلة:-

-عهد…

أبتلع حديثه عندما رأها تقف أمام المرآة وتضع أحمر شفايف مُرتدية فستان أزرق اللون بأكمام فضفاض من الدانتيل ويصل إلى أسفل الركبة وحول خصرها رابطة تظهر نحافة خصرها وواسع من الأسفل ومفتوح من العنق قليلًا، ألتفت له ليتطلع بها بوضوح أكثر من المرآة ووضعت أحمر شفايف وشعرها مُسدول على الجانبين حتى خصرها، سار نحوها بخفة مسحورًا بجمالها لتقول بعفوية:-

-دا ينفع!!

رفع يده إلى عنقها وداعبه ليقول بلطف دون شجار:-

-ودا؟!!

تنهدت “عهد” بضيق وحيرة ثم قالت:-

-كدة مفيش فساتين تانى وكله مش عاجبك

تحدث بغيرة تلتهم قلبه وعقله من أن يرى رجل غيره جمالها ويُسحر بطلالتها قائلًا:-

-كلهم عاجبينى لكن تلبسيهم أهنا ليا مش للخلج

أعطتها باقة الزهور ثم قال:-

-غيرى خلجاتك بسرعة عشان هنتأخر ولا أمشي وأسيبك تيجى مع الحريم

تبسمت بسعادة وحماسة وهى تركض للداخل:-

-لا أستنانى على طول أهو

أحضرت “ليلى” فستان من ملابسها لأجل “عهد” بالتأكيد لن يعترض “نوح” على هذا الفستان و”ليلى” محجبة…

____________________

كان “عطيه” واقفًا أمام المنزل بأنتظار صديقه ورأى سيارته تأتى من بعيد فأقترب له لكنه دُهش عندما ترجل “عهد” فعاد خطوة بعيدًا عن الطريق ثم ترجل “نوح” ليُدهش “عطيه” عند نزلت “ليلى” من السيارة مُرتدية فستان أسود اللون طويل وبأكمام وتلف حجابها الفضية، تشبثت بيدى “عهد” وهى تنظر إليه بخجل من نظراته، تطلع بها وهى هادئة وجميلة على عكس عاصفتها الدائمة وفى كامل أنوثتها لكنه تحشي النظر بها بأستحياء وأحترامًا إلى “نوح”، دخلا مع الرجال ودلفت” عهد” بصحبة صديقتها إلى المنزل حيث تجلس النساء وكانت “فاتن” بالداخل مع بناتها، حدقوا بها بغضب شديد فجلست “عهد” جوار “سلمى” بغرور لا تبالى بهما

__________________

أربت “على” على قدم “عطيه” بلطف وقال:-

-عجبالك يا عطيه لما نفرح بيك

نظر “نوح” على صديقه الذي تبسم بحرج شديد وهو يعرف أن “عطيه” معجب بصديقة زوجته لكنه على عكسه لن يملك الجراءة فى الاعتراف والأقتراب منها، هتف “على” بجدية وحماس قائلًا:-

-ليك عليا يا عطيه يوم ما أفرح بيك وترضي على عروسة من اللى بتجبهم لك خالتك أم نوح لأعملك ليلة محصلتش اعوض بيك ليلة نوح اللى متعملتش

هتف “نوح” هامسًا فى اذن صديقه:-

-خالتك أم نوح مهتجبلكش العروسة اللى مستنيها

نظر “عطيه” له بتعجب فقهقه “نوح” ضاحكًا بعفوية ثم قال:-

-ما أنت مف,ضوح جوى يا عطيه بس خد بالك بنات مصر متعبين جوي جوي يا صاحبى اسألنى أنا

أومأ “عطيه” له بنعم ثم وقف لكى يخرج وحده من هذه الضجة وعندما خرج رأها تقف فى الخارج وتتحدث فى الهاتف، تنهد بهدوء وذهب نحوها وكانت “ليلى” تتحدث فى الهاتف مع أحد الشركات وتقول:-

-بس أستاذة عهد مبتستقبلش أى إعلانات دلوقت لكن لو حضرتك تحب ترفع إعلان على القناة بتاعتها مفيش مانع

شعرت بأحد خلفها فأستدارت والهاتف على أذنها لتراه يقف صامتًا مُرتدي عباءته السوداء ويلف عمته البيضاء، تابعت حديثها على الهاتف قائلًا:-

-مفيش مشكلة بكرة أكون عندك… مع السلامة

أغلقت الهاتف لتنظر إليه فدهشت عندما رأته يخرج شيكولاتة من جيب عباءته فنظرت بعيني مُندهشة وصامتة فقال بحرج:-

-أنا أسف عشان زعجتلك المرة اللى فاتت

ازدردت لعابها بإرتباك شديد ثم أخذت الحلوى منه وقالت بهمس:-

-حصل خير!!

أستدارت لكى تدخل فأوقفها “عطيه” يسأل:-

-أنتِ راجعة القاهرة؟!

نظرت له بهدوء ثم قالت:-

-اه بكرة..

تبسمت بخبث شديد ثم قالت بحرج:-

-بالمناسبة تعرف عربية توصلنى بصراحة اتمرمط أوى فى القطار

ضحك عليها وهو يعلم بأنها تطلب أن يوصلها بطريقة غير مباشرة وبخبث شديد ماكرة مكر النساء، أومأ لها بنعم ثم قال:-

-هوصلك أنا

تبسمت بعفوية إليه ليبادلها البسمة فلأول مرة تبتسم من اجل دومًا تصارعه وتشاجره لكنها أهدته اليوم أجمل ما قد تراه عينيه.. بسمتها البريئة الجاذبة، دلفت “ليلى” للداخل لترى “عهد” تقف فى الردهة تتشاجر مع “حورية” و “أسماء” قائلة:-

-مش بقولك متخلفة، أنا مش هرد عليكى وهسيبك كدة تموتى بغيظك

صاحت “حورية” بضيق والبنات يمسكوا يديها قائلة:-

-أنتِ فاكرة نفسك ست ولا أيه يا بت دى أنتِ عرة الستات

ضحكت “عهد” بسخرية تثير غضبها اكثر ثم قالت بثقة وغرور:-

-دا أنا ست الستات يا حورية… ما تيجى تبصي ليا كويس كدة، أنا لو مش ست مكنتش اتجوزت كبيرك يا حلوة وكل القهرة والغل دا من غيظك

اخذتها “سلمى” و”ليلى”يدها وخرجوا من المنزل فهمست “سلمى” فى اذنيها قائلة:-

-جدعة يا مرت ولدى

ضحكت “عهد” بعفوية وكأنها لم تفعل شيء، وقفوا ينتظروا “نوح” لكنهم رأوه يركض إلى سيارته وأنطلق بعيدًا دون أن ينظر إلى زوجته فنظرت “سلمى” إلى زوجها الذي احضر سيارته لكى يأخذهم للمنزل وعلى وجهه القلق والذعر فسألت “سلمى” بقلق:-

-فى ايه يا على، نوح راح فين؟

صُدم الجميع مما قاله “على” لتنظر “عهد” إلى الخلف بقلق والرعب يداعب قلبها على زوجها…..

يتبــــع…..

#

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
20

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل