منوعات

هويه رجل صعيدي بقلم الكاتبه نور زيزو الجزء الثاني

خرج “عطيه” بصحبة “نوح” من المحجر وهو يقول:-

-متأكد أن هو

أجابه “عطيه” بثقة وهو يفتح باب السيارة:-

-متأكد أن هو الموتسكل اللى كان راكبه الولد اللى ضرب نار على نادر

صعد “نوح” معه فأنطلق “عطيه” بسيارته إلى حيث المرأب الذي يوجد به الدراجة النارية وسأل غفير المرآب ليخبره بأنه لا يعرف صاحب الدراجة النارية ومُنذ أن وجدها هنا من سنة ونصف ولم يأتى أحد لها ليرحل “نوح” غاصبًا وعاد للمنزل فى المساء ودلف إلى غرفته فتعجب بشدة منها عندما رأى مكتبة خشبية أحتلت أحد زوايا الغرفة وبجوارها مكتب ذات اللون الأبيض والكثير من الكتب هناك على الأرض وزوجته تقف هناك مُرتدية بيجامة قطنى عبارة عن شورت فضفاض يصل لركبتها وتي شيرت بكتف واحد نصف كم والأخرى عارى وشعرها مرفوع للأعلى على هيئة دائرية حول قلم خشبي وترتب الكتب فى المكتب، نزع عمته ووشاحه وهو يقول:-

– بتعملى أيه يا عهد

أجابته دون أن تلف له وهى تفف فوق المقعد قائلة:-

-زى ما أنت شايف أشتريت كُتب وبرتبها

سار نحوها ثم وقف خلفها يعطيها الكتب مُساعدها فأخذت منه الكتب ووضعتها فى الأرفف بترتيب لتنتهى بعد ساعة فحملها من خصرها لينزلها عن المقعد، وقفت أمامه تحدق به وعينيها تتابع يده وهو يبعد خصلات شعرها الفوضوية عن وجهها بسبابته ثم رفع يده للأعلى ليسحب القلم عن شعرها لينسدل بحرية على ظهرها ووجهها فقال بدلال:-

-بتبجى كيف البدر فى تمامه وشعرك مفرود أكدة

تبسمت بلطف وهى ترفع غرة شعرها للأعلى وتقول بغيرة:-

-كل دا كنت مع عطيه

تبسم وهو يضع يده فى جيب عباءته ويقول:-

-ربنا يعلم أن من ساعة ما هملتك وأنا مع عطيه بس روحت الأول جبل ما جابل عطيه اجيب لك دا

أخرج يده من جيبه لتراه بضع فى يده خاتم زواج لتندهش بسعادة ويرفرف قلبها فرحًا ويتراقص بمرونة عشقًا لهذا الرجل الحنون، رفعت نظرها إليه وهو يأخذ يدها إلى يده ووضع الخاتم فى بنصرها الأيسر ليعلن للجميع بأن هذه الفتاة ملك لرجل واحد فقط لتقول:-

-أنا كدة بقيت متجوزة

ضحك وهو يضع قبلة فى قلب كفها ثم قال بعفوية:-

-الخاتم يعنى اللى هيخليكى متجوزة مش أنا

رفعت يدها إلى عنقه ثم وضعت قبلة على وجنته لتقول:-

-أنت أعظم رجل فى الدنيا وأنا أكتر بنت محظوظة عشان متجوزك أنت يا نوح

وضعت رأسها على صدره وادخلت ذراعيها أسفل ذراعيه تطوق خصره بهيام ثم قالت بتعب وأرهاق:-

-النوم بيغلبنى من بدرى يا نوح بس كنت مستنياك

تمتم بعبوس شديد قائلًا:-

-نوم أيه يا عهد أنا عاوزك نجعد هبابه نتحدد سوا ونلعب

تنهدت بتعب ثم قالت بصوت مبحوح:-

-تعبانة يا نوح عشان خاطرى

حملها على ذراعيه وهو يقول بأستسلام لها:-

-نامى وأمرى لله

سار بيها إلى الفراش ثم وضعها به ووضع الغطاء عليها تاركًا قبلة على جبينها، ذهب إلى المكتبة ينظف المكان من فوضتها ثم مسح سطح المكتب ووضع اللاب على سطحه وجلس على الأريكة ينظر فى هاتفه وبدأ يشترى لها كل ما يمكن يزين المكتب وركنها المفضل فقط من أجل أسعادها وحتى لا تمل أو تشعر بالنقص بعد أن تركت عملها وحياتها فى القاهرة وجاءت إلى الصعيد زوجة له…

شعر بشيء يُثقل على كتفه فنظر ليراها تجلس جواره وتضع رأسها على كتفه، وتتشبث بذراعيه فسألها وهو يترك الهاتف جانبًا:-

-منمتيش ليه؟

تمتمت “عهد” بخفوت قائلة:-

-قلقانة شوية

نظر إليها بقلق شديد يقول:-

-من أيه يا عهدى

رفعت نظرها به ثم قالت بتوتر:-

-هو مينفعش نروح نقعد فى بيت تانى، أنا خايفة أعيش هنا وكمان حورية بنت عمك أطلقت النهاردة وجت تقعد هنا، أنا بقيت بدخل وأقفل على نفسي بالمفتاح وبخاف أخرج من أوضتى وأكلى بطلبه من برا

أخذ وجهها بين راحتى يده بهدوء ثم قال بجدية:-

-ليه يا حبيبتى كل دا، أخرجى وأطلعى كيف ما تحبى ومحدش يجدر يرفع عينيه فيكى والأكل اللى تحبيه أطلبيه من حُسنة، متخافيش يا عهد أنت ست الدار دى والبيت دا كله ملكى أنا وأنتِ مرتى واللى يرفع عينيه فيكى أرمي برا ومهيفرجش كتير ويايا

تحدث “عهد” بضيق شديد قائلة:-

-مش بالقوة والقسوة يا نوح، هترمى أهلك برا وتعمل زى ما عليا عملت فيا ،أنت عارف شعور أنك تكون مطرودة من أهلك عامل أزاى، أنتوا جايبين القسوة والجبروت دا منين وأنا هنا بموت على أهل يحبونى ويخافوا عليا مش يفرقونى ويوجعونى

أنهمرت دمعتها بحزن شديد وهى تتحدث باكية عن قسوة الأهل ووحدتها وهى لا تملك غيره فى الحياة، تنهد “نوح” بضيق ثم قال:-

-بس عمى مش الأهل اللى تحبي تعشريهم يا عهد، عمى أنا لو أتنازلت عن حذري هحصل نادر على يده، هو اللى بيكره ويقسي مش أنا

وقفت “عهد” صارخة بيه بانفعال شديد:-

-أنت أيه يا نوح مبتعرفش تغفر وتصالح، مبتعرفش تحل المشاكل ،عمك كدة عشان أنت واكل حقه فى ورثه اللى أنت أصلا مالكش فيه ولا أنت مش واخد بالك أن أملاك جد لوالدك وعمك مش ليك أنت

وقف “نوح”من مكانه بغضب سافر وهى تتحدث عنه بهذه الطريقة ورفع يده فى وجهها كى يصفعها لتُصدم بهلع من فعلته وأتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وهو على وشك صفعها فى حين أنه أغلق قبضته بغضب شديد يتحكم فى غضبه قبل أن يفعل ثم أنزل يده بعيدًا وهو يقول:-

-أطلعى فى فرشتك يا عهد

تحدثت “عهد”بعناد وغضب سافر بعد أن كان على وشك ضربها:-

-أنت عاوز تضربنى يا نوح عشان خايف عليك من عمك، هو لو اذاك هعيش أزاى من غيرك ها هستفاد أيه بالمال والأملاك وأنت مش معايا

أغمض عينيه بضيق شديد يتحكم بأعصابه ثم ألتف لها وقال:-

-تنجطع يدى جبل ما توجعك يا عهد

كاد أن يقترب منها لتعود خطوة للخلف بإستياء ثم قالت بانفعال:-

-متفكرش تلمسنى يا نوح قبل ما ترجع الحقوق لأصحاب وتخلينى أعيش معاك فى أمان من غير خوف وقلق

ليشتاط غضبًا ثم يترك الغرفة لها ويخرج بانفعال، جلست “عهد”على فراشها تبكى بأنهيار بعد أن دخل الحزن والغضب بينهما فرفعت يدها لكى تجفف دموعها لتشعر بخاتم زواجها فنظرت له بحزن فاليوم ألبسها خاتم زواجهما وهى بدأت الشجار معه وجعلته يهجرها، خرجت للشرفة تبحث عنه فى الحديقة بنظرها لتُصدم عندما رأت “أسماء” تحتضن زوجها من الخلف وهو واقف هناك ساكن لم يبعدها عنه أو يغضب بل كان مرحبًا بعناقها له …….

يتبــــع ……

#هويتُ_رجل_الصعيد

الفصل الثالث عشر (13)

___بعنــــوان “عنـــــاد”___

غادر الغرفة غاضبًا من هذا الشجار الذي تحول يومهما الجميل لشجار وغضب، ننزل للحديقة يقف بها ثم أخرج علبة السجائر وأشعل سيجارة بين أنامله وهو ينفث الدخان من فمه شاردًا بأفكاره فهل هو من صنع هذه العداوة والكره لعمه أم جده الذي كتب هذه الوصية، هل هو من قتل “خالد” أم أفعاله الخبيثة الشنيعة؟ لما يلومه الجميع على أفعال لم يرتكبها هو؟، شعر بيدي تلف حول خصره وتحتضنه من الخلف فتنهد “نوح” بهدوء وهو يغمض عينيه ويفكر بها للحظات أثور عليه؟ أم يضع نهاية لهذه الشجار وكأنه لم يحدث فتحدث بنبرة جادة هادئة:-

-مش جولتلى مش هتلمسنيش

تبسمت “أسماء” بخبث شديد وهى تعلم بأن علاقته مع هذه الزوجة تكاد تكون معدومة فهمست له بلطف ودلال:-

-سيبك من اللى مغضبك يا نوح، هي متستاهلكش

أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته ثم ألقى السيجارة من فمه سريعًا وأبعدها عنه وهو يستدير لها بوجه عابس ويقول:-

-أنتِ جنتي يا أسماء

رفع نظره للشرفة بخوف من أن تكن “عهد” رأتهما ويزيد الخلاف والشجار بينهم وكان ما يخشاه حدث عندما رأى “عهد” واقفة بالأعلى تحدق بيهما وعندما تقابلت أعينهما فرت هاربة للداخل فركض مسرعًا للداخل تاركًا “أسماء” وهو لم يبالى بها، صعد للأعلى ركضًا وعندما ولج من باب الغرفة رأها تجلس على الفراش باكية بضعف وخذلان، تنحنح بهدوء وهو يسير نحوها ثم قال:-

-عهد!!

قطعته بصراخ شديد مُنفعلة هاتفة:-

-طلعت ليه ما كنت تخليك تحت مع الهانم شوية

أخذ “نوح” يدها بلطف في يده وقال بلهجة دافئة:-

-متفهميش غلط يا عهد

دفعته بقوة بعيدًا عنها وهى تصيح به قائلة:-

-أفهم غلط أيه؟ أنا فهمت اللى شوفته بعينى ولا المفروض أعمل نفسي عامية عشان بحبك.. لا يا نوح مش هتضحك عليا بكلمتين وهنسي بيهم خيانتك

أتسعت عينيه على مصراعيها بذهول من حديثها وكيف حولت موقف لخيانة ثم قال:-

-خيانة!! بجولك سوء فهم وأنتِ بتجولى خيانة

تحدثت “عهد” بعناد شديد وعينيها لا تكفى عن البكاء:-

-ما هو كل حاجة عندكم سوء فهم حتى الخيانة سوء فهم، مروحتش على أوضتها ليه بدل ما تيجى هنا ولا كنت أرجع ليا وابنك على أيدك

مسكها من ذراعها بقوة وهو يجذبها نحوه بغضب سافر يتطاير من عينيه حادقًا بعينيها ثم تحدث بنبرة مُخيفة قوية:-

-أنا لو عايز أسماء كنت أتجوزتها وأنتِ هربانة ولا جبل ما تيجى أصلًا فأهدى كدة وأعجلى كلامك جبل ما تجولى وابنى دا ميكونش له أم غيرك يا عهد

رمقته بعناد شديد ثم قالت بتحدى:-

-بعينيك يا نوح تقرب منى

كز على أسنانه بضيق شديد منها ثم جذبها له بقوة لتلتصق بجسده وكأنها دمية في قبضته وقال بغضب:-

-أنا مهملك بمزاجى يا عهد والمفروض تفرحى أنى محترمة رغبتك لكن دا مش ضعف منى وخوف منك مثلا فأتمنى متختبرش صبرى كتير وياكى

أرتجف قلبها خوفًا من نبرته لكنها تشبثت بعنادها وهى تعلم بأنه لم يفعل شيء يأذيها فقالت بعناد:-

-أنت متقدرش تعمل حاجة يا نوح، أنت أضعف من كدة بكتير

تركها وهو يرفع يده ليصفعها بعد أن لعنته بالضعف، نظرت له بدهشة من فعلته وأرتجفت خوفًا فهل سيثبت لها قوته بصفعها وضربها لكنه تمالك غضبه قبل أن يفعل وندم لاحقًا على ضربه لها فأنزل قبضته لتثير غضبه أكثر بحديثها عندما قالت:-

-هى وصلت لأنك تفكر تض,,ربنى مش كفاية اللى شوفته بعينى.. لا كمان لك عين تزعق ليا وتعمل راجل عليا ما كنت تعمل راجل فى حقوقى وواجباتك ولا الرجولة قالتلك تخلى أى واحدة تحضن فيك

اشتاط غضبًا من حديثها وطريقتها البغيضة التى تتحدث بها، جذبها من ذراعها بقوة نحوه ورمقها بعيني نارية ثم قال بلهجة غليظة:-

-أتحددى زين يا عهد وخدى بالك من حديدك ويايا، أنا مهصبرش عليكى كتير

دفعته بقوة بعيدًا عنها ثم قالت بأغتياظ شديد:-

-لا والله خوفت منك وهعيط، أستن هعيط يا نوح والنبى

صر على أسنانه من برودها ثم قال بلهجة قوية:-

-أنا طالع قبل ما أعمل حاجة نندم عليها إحنا الأثنين بعدين

أستدار لكى يخرج فهرعت مُسرعة أمامه وتقف على الباب تمنعه من الخروج وتقول:-

-طبعًا لازم تخرج وتروح للهانم اللى مستنياك تخرج من عندى عشان تقهرنى وتحرق ليا قلبى

دفعها بقوة بعيدًا عن الباب ثم فتح الباب لتتحدث باكية بحزن شديد قائلة:-

-هو دا العهد اللى عهدتهولى، دا العهد اللى عمرك ما هتخلفه يا نوح، عهدتنى أن عمرك ما هتبكينى ولا هتزعلنى لكن دلوقت سابنى مقهورة وماشى هو دا اللى العهد دين

استوقفه حديثها قبل أن تخرج فتنهد بهدوء ثم أغلق الباب وألتف لها يحدق بها، كانت تقف بمنتصف غرفتها باكية ووجهها أحمر من البكاء والغضب معًا، ترمقه بنظرات عتاب وحزن شديد يمليء قلبها العاشق ومشاعرها الحزينة تضارب عقلها وقلبها، أستسلم مهزوم أمام عهده لها فلن يتحمل مخالفة العهد وعقوبتها، فتح أذراعه لها لتركض مسرعة إليه وبالرغم من حزنها وغضبها منه إلا أنها لا تملك سبيل إلا إليه وكل طرقها تؤدي إليه وحده، حتى فى غضبها منه تذهب إليه فطوقها “نوح” بذراعيه وهمس فى أذنيها قائلًا:-

-أنا عارف أن حتى حضنى مش هيكفى غضبك وحزنك يا عهد بس معلش تسامحنى المرة دى

تمتمت بضعف باكية:-

-أنا غضبانة منك وقلبى والع نار بس ماليش حد أشتكيك له يا نوح غيرك، أنت واجعنى بجد

مسح على رأسها بحنان ثم قال:-

-وأنا هجبلك حقك يا عهد حتى لو منى، أشتكينى ليا ولو مجبتلكيش حقك أبجى أختارى العقاب اللى يعجبك وأنا هعمله من غير جدال وياكى، لكن أنا مهخلفش عهدى ليكى يا عهدى، بحق حُبك وكل المشاعر الحلوة اللى جوايا ليكى وبحق كل نبضة حُب أتعلمتها على يدك لأعمل الممكن والمستحيل عشان تسامحى بس وأمحى الوجع دا منك….

كان يعلم بأن ما فعلته “أسماء” يجب أن يدفع ثمنه هو لأجل محبوبته وسعادتها فإذا كان هو من رأها هكذا ورجل أخرى يمسك يدها وليس يعانقها فكان سيحرقهما معًا، تفهم أوجاعها وحزنها الممزوج بالغضب…

_____________________

أستيقظت “عليا” صباحًا من نومها على صوت الهاتف وكان المتصل “عمر” تجاهلت أتصله ليرسل لها رسالة فتنهدت وهى تفتح الرسالة وكان محتواها (كنت حابب أصبح عليكى .. صباح الخير وأتمنى لك يوم سعيد) تركت الهاتف على الفر اش وخرجت من غرفتها بوجه ناعس ذاهبة إلى غرفة طفلها الصغير لتراه مُستيقظ في فراشه ويقف به متشبث به بسعادة ويضحك ضحكات حماسية عندما رأى وجه والدته لتحمله على ذراعيها مُتبسمة وبدأت تنزل عليه قبلاتها الناعمة المليئة بالحنان، سمعت صوت الهاتف يدق فعادت إلى غرفتها وهى تحمل “يونس” على ذراعيها مُبتسمة لتتلاشي بسمتها سريعًا عندما رأت أسم “عهد” يضيء الهاتف وخرجت تاركة الهاتف يدق كما هو …

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
20

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل