منوعات

بقلم شيماء سعيد الجزء الثاني

الفصل الرابع عشر
#الفراشة_شيماء_سعيد_عبداللطيف
#سند_الكبير
بغرفة حمد بحديقة منزل الكبير، بدأ يفتح عيناه رويدا رويدا على صوت قوي يهمس بإسمه لأكثر من مرة، شعر بالقلق بنومه والخروج من حلمه المميز ليستسقظ رغماً عنه، انتفض جسده على رؤيته لسند يجلس على المقعد المقابل للفراش يضع ساق على الآخر بكل أريحية مردفا :
+
_ صحي النوم يا حضرت الظابط كل ده نوم، على حد عملي الظباط بيصحوا من حركة النملة والا أنت مطمن لأنك في حماية سند الكبير؟!.
اعتدل حمد بعدما قدر على السيطرة على ردود أفعاله مردفا ببرود :
_ خير يا سند سايب عروستك في ليلة الدخلة وجاي عندي تعمل إيه؟!.. معقول مش قادر على بعدي عنك..
قهقه سند بنبرة لا تقترب للمرح من قريب أو بعيد ثم رد عليه ببساطة :
_ وأنا عندي أغلى منك يا حضرت الظابط..
مسح حمد على وجهه عدة مرات متوترا من هذا الهدوء المريب للاعصاب قائلا :
_ اه قولتلي يا حضرت الظابط يبقى كفاية لف ودوران بقى ونلعب على المكشوف يا كبير..
اوما إليه سند مرددا :
_ أنا بلعب على المكشوف من زمان لكن أنت اللي دخلت من سكة الحريم يا حضرت الظابط ونسيت أنت بتلعب مع مين وإزاي..
انتفض حمد وقام من على الفراش وهو يقول بقوة مدافعا عن نفسه :
_ لو تقصد همت فأنا حبيتها فعلا وكنت ناوي اتجوزها، لكن أنت اللي غبي..
صرخ فجأة وسقط جسده بعدها على الأرض بعدما تلقى أول لكمة من قبضة سند الحديدة الذي اردف بعدها بجمود :
_ كدة أزعل منك بدأت الكذب وده غلط عليك، هربت يوم الفرح ورسمت إنك فاقد الذاكرة وجاي دلوقتي تقول بتحبها؟!..
قطعه حمد بوجع :
_ أنا مهربتش أنا فعلا عملت حادثة وفقدت الذاكرة وأظن مراتك أكتر واحدة عارفة ده..
أخذ لكمة أخرى عندما أدخل سيرة وعد بالموضوع بكل حماقة، كان يحاول بشتى الطرق ان ينسى أن زوجته عاشت عامين تحت سقف واحد مع هذا الحيوان دون أن يعرف كيف كان ينظر لها أو ما فعلوا مع بعضهما..
لم يشعر بنفسه الا بعدما رأي الدماء تسقط من جميع جهات وجه حمد ليقوم من فوقه قائلا بقوة :
_ أول ما تطلع عليك الشمس تكون غورت من هنا ده لو عايز تخرج حي مش في كفن..
________ شيماء سعيد ______
بأحد المنازل العريقة بالقاهرة وبالتحديد في التجمع الخامس، كان يجلس رجل يظهر عليه معالم الوقار رغم الغضب المرسوم على ملامحه وهو يضع ساق على الآخر ويمسك بيده سلاحه الناري يلعب به بين أصابعه..
همس بنبرة مميتة للحارس الواقف بجواره :
_ مين سمح له يخرج من باب الفيلا؟!…
STORY CONTINUES BELOW

بلع الحارس ريقه بتوتر من هذا الموقف الذي لا يحسد عليه ثم اردف :
_ يا باشا مستر هادي خرج من غير ما إحنا نشوفه..
يا ليته لم يتحدث أو على الأقل كذب وقال إنه من اخرجه، قام من مكانه بنيران تكاد تحرق الأخضر واليابس ثم همس بنبرة صوته الخشنة :
_ يعني هادي خرج من باب الفيلا وأنتوا وافقين برة وجودكم زي عدمه؟!..
حاول الاخر الدفاع عن نفسه إلا أن صوت رب عمله جعله يعلم إنها النهاية :
_ من غير حرف واحد تاخدوا أي مستحقات ليكم هنا ومش عايز اشوف وشكم..
خرج الحارس وهو يلعن في هادي الذي قطع عيشه ويدعى عليه من أعماق قلبه، بنفس اللحظة دخل هادي بسيارته للفيلا ودلف للداخل بكل برود، اتصدم عندما وجد خاله يقف بانتظاره مردفا بنبرة ساخرة :
_ أهلا يا هادي بيه نورت..
بلع هادي ريقه مردفا :
_ فايز اسمعني الأول قبل أي حاجة..
قطعه فايز باشارة من يده ثم قال :
_ مش عايز اسمع حاجة، من بكرا هننزل كفر الكبير أبن عمتك يتعامل معاك لأني بعترف لأول مرة بفشلي في تربيتك..
لم يتوقع هادي بأسوأ كوابيسه إن يتخلى عنه فايز ويسلمه لسند يدا بيد، أسرع بالاقتراب منه يمنعه من الصعود لغرفته قائلا برجاء :
_ أرجوك يا خالو سند لأ أنا مستعد أفضل في البيت الباقي من عمري بس أرجوك سند وكفر الكبير لأ، ده مش بيعرف يتفاهم والعنف عنه مزاج..
رد عليه فايز ساخرا وهو يتركه ويصعد الدرج :
_ هناك هتبطل القرف اللي أنت بتشربه وتبقى راجل، أنا مش مستعد أقابل أختي وأقولها إبنك ضاع مني..
______ شيماء سعيد ______
بجناح سند..
فتحت وعد عينيها بكسل كبير بعدما شعرت ببعض البرودة تسير بالقرب من جسدها، رفعت كفيها وأخذت تمر بهما على عينيها لتستعيد القليل من نشاطها، نظرت للفراش أمامها لتجده خالي، بلعت لعوبها وذكريات ليلتهم الأولى تتسرب لعقلها رويدا رويدا، نفذ ما كان يرغب به وحصل عليها دون أدنى مجهود منه..
لم تحاول على الأقل الدافع عن نفسها ليبتعد، حركت رأسها سريعا تحاول إخراج تلك الأفكار مردفة بتردد :
_ اللي حصل هو الصح والحلال، سند جوزك وكان عايزك لو رفضتي ربنا هيزعل منك..
عادت لتنهر نفسها من جديد وكأن بداخلها شخصين :
_ بس مكنش ينفع وأنتِ متأكدة انك مجرد لعبه بين ايده قرر أمتا يرجعها وبكرا يقرر أمتا يخرجها برة حياته..
قطع أفكارها عندما دخل للجناح وهنا كانت الصدمة الأكبر لها، هل تركها بليلة مثل ليلة الزفاف وخرج من الجناح، ابتسم إليها ثم اقترب منها مقبلا أعلى رأسها يحاول نسيان ما قاله هذا الحيوان عن حياتها معه ثم أردف :
تستمر القصة أدناه

_ صاحية بالليل ليه؟!.. لسة بدري نامي وارتاحي..
قلق عندما لم يجد منها رد فقط تنظر إليه ليقول وعيناه تحاول فهم ما بها :
_ مالك يا وعد أنتِ حاسة بأي تعب أطلب ليكي دكتورة..
بعدت كفه عنها بنفور واضح ثم ردت عليه أخيراً :
_ كنت فين؟!..
أستغرب السؤال وليكن أكثر صدقاً رفض فكرة السؤال نفسها، استقام بوقفته ثم رد عليها بحاجب مرفوع :
_ وأنتِ مالك؟!..
لا تعرف كيف تتعامل معه وجدت نفسها تضحك فجأة بلا أي سبب ثم رددت من بين ضحكتها :
_ أنا مالي؟!.. يمكن مثلا عشان حضرتك جوزى ويمكن أكتر عشان الليلة ليلة فرحنا ومينفعش تسيبني وتخرج في يوم زي ده..
معها حق ولكن يجب أن تعتاد على طريقته من البدايه، رد عليها بهدوء :
_ ملكيش دعوة..
ها هو يكشف الستار عن شخصيته الحقيقة بعد ساعات قليلة بعد حصوله على مراده، أزالت الغطاء عنها ثم ارتدت روب من الستان الأسود، اقتربت منه بخطوات مرتجفة قائلة :
_ يعني ايه ماليش دعوة آمال مين له؟!.. أنا بسأل سؤال وعايزه عليه إجابة كنت فين يا سند في يوم زي ده؟!..
تنهد بتعب، لا يرغب بالشجار خصوصاً اليوم، ضم وجهها بين كفيه قائلا بنبرة حنون بها القليل من التهديد:
_ ممنوع تسألي كنت فين ورايح فين، اهتمي بيا وبس يا وعد فكري إزاي تخلي حياتنا حلوة وسيبي أي حاجة تانية عليا انا هتصرف فيها..
ابتسمت إليه بسخرية وهي تضع يدها على يده لتبعده عنها ثم اردفت بتعب وهي تعود للفراش مرة أخرى :
_ عندك حق كفاية عليا أهتم بيك أي حاجة تانية تروح في داهية حتى لو كانت الحاجة دي مشاعري، تصبح على خير..
تمنت لو يأخذها بين احضانه ليطمئن قلبها بقربه، تمنت لو يقول أي كلمة ولو بسيطة يثبت لها أن ذات قيمة عالية بقلبه، إلا أنه جلس بجوارها على الفراش ثم مسح على خصلاتها عدة مرات مردفا بثقة :
_ مشاعرك سبيها عليا انا هعرف أتعامل معاها كويس، أما دلوقتي بقي افتحي عيونك الحلوة دي وقومي حضري ليا الحمام..
اعتدلت بجلستها كان بداخلها ألف كلمة تريد أن تقولها الا ان لسانها رفض الخوض معه بأي حديث، اخذت نفس عميق ثم قالت وهي تقوم من على الفراش :
_ دقايق والحمام هيكون جاهز تؤمر بحاجة تانية..
حرك رأسه برفض قائلا :
_ لأ بس بسرعة عندي مشوار مهم…
_____ شيماء سعيد _____
بعد ساعات طويلة بعد رحيل سند قررت وعد الهروب بالنوم من أي شيء يعكر مزاجها، تحركت بضجر وهو تضع الوسادة فوق رأسها لتمنع صوت الباب الذي يجبرها على الاستيقاظ، ومع اصرار الطارق فتحت عينيها وقامت من مكانها مردفة :
تستمر القصة أدناه

_ مين؟!..
ردت عليها سمارة من خلف الباب قائلة :
_ أنا سمارة ومعايا همت ممكن ندخل يا عروسة..
فتحت لهما الباب ثم ردت بسخرية :
_ ادخلوا عادي ما هو العريس نفسه خرج هعيش أنا دور العروسة مع مين؟!…
خفضت همت عينيها بخجل من تصرفات شقيقها اما سمارة فقالت وهي تجذب وعد من ذراعيها وتجلس بها على الاريكة :
_ بقولك إيه انا عارفة الأشكال دي كويس اذا كان هو وإلا صاحبه الاتنين اوطى من بعض، فركزي معايا كدة عشان تعرفي تعيشي يا بنت الناس..
ابتسمت إليها وعد بتلقائية قائلة :
_ قولي يا ستي وأنا ايدي على كتفك..
ضربتها همت بمرح قائلة :
_ الله أنتِ عايزة تمشي ورا كلام سمارة ناويين تعملوا إيه في أخويا الغلبان..
سمارة :
_ اخوكي من غلبان انا من أول ما شوفته بقول عليه تعبان..
قهقهت وعد بمرح ثم استوعبت أن همت تتحدث معها مثل الماضي فاردفت بسعادة :
_ همت أنتِ بقيتي كويسة؟!..
أومات لها همت مردفة بغرور مرح :
_ كويسة مين ده انا أكتر واحدة خبيثة في البيت ده..
حركت وعد رأسها مردفة بقلة حيلة :
_ لأ إذا كدة فأنتي عندك حق تقولي على اخوكى غلبان…
ضربت همت على رأسها ثم قالت وهي تجذب وعد معها للحمام قائلة :
_ معاكي ربع ساعة وتكوني جاهزة عشان ننزل للناس اللي تحت بدل ما الحاجة حكمت تعلم عليا…
بعد نصف ساعة كانت ترتدي عباية استقبال مميزة من اللون الأبيض وتضع على وجهها القليل من مساحيق التجميل التي أعطت لها الكثير من الجمال والدلال وتركت لشعرها الحرية خلف ظهرها..
نزلت للاسفل لتشير إليها حكمت قائلة :
_ تعالي يا غالية يا مرات الغالي سلمي على حريم أكبر رجالة في كفر الكبير..
ابتسمت لها وعد بتوتر وجلست على المقعد المجاور لها بدأت تستقل التهاني حتى اردفت سماح ببرود :
_ الله العريس خرج من الصبح لحق يزهق يا دكتورة والا ايه؟!
قبل أن تجيب عليها وعد أكملت الأخرى بقوة لتزيد من الأمر سوء :
_ وبعدين انا مش شايفة ليكي أهل لا إمبارح في الفرح ولا حتى الليلة إيه أنتِ هربانة من أهلك والا ايه..
بماذا تجيب أمام هذا الكم الكبير من النساء ومن المفترض أنها زوجة كبيرهم؟!.. ابتلعت تلك الغصة المريرة بحلقها ثم اردفت بنبرة هادئة :
تستمر القصة أدناه

_ أنا أهلي توفوا من زمان وفعلاً ماليش حد في الدنيا دي بعد ربنا الا سند، واظن هو سند الكل حتى اللي ليهم أهل يبقى يا بختي ويعوضي بيه..
لم تتحمل أن تكمل أي حديث وبعد عشر دقائق طلبت من السيدة حمكت الصعود لتقول لها :
_ طبعا يا روحي ارتاحي والاكل هيكون عندك أول ما سند يوصل…
ابتسمت لها وعد قائلة بتعب :
_ شكراً جدا…
______ شيماء سعيد _______
بعد منتصف الليل بسيارة سند، كان يضع رأسه على المقعد وينظر للفارغ حوله بلا هدف، ها هو قدر على الحصول عليها، تزوجها ونفذ ما كان يركض إليه منذ أول مرة ضمها لصدره وهي تختبئ من الكلاب..
لأول مرة يشعر إنه يريد الفرار من هذا النعيم، يعترف وبكل قوة إنه يريد التخلي عنها اليوم قبل غد لا يتشوق لرؤية المزيد مستكفي بتلك الليلة بما فيها من ذكريات..
1
يشعر وكأنه كلما اقترب كلما زاد الأمر سوء، رن هاتفه ليتنهد بتعب ثم فتحته قائلا بهدوء :
_ فايز بيه افتكر ان له إبن اخ المفروض يتصل يطمن عليه، طيب على الأقل عشان شكلي قصاد الناس كنت احضر فرحي إمبارح..
قهقه فايز ثم رد عليه بسخرية :
_ فرح ايه يا سند ده أنت بتتجوز كل يومين، عموماً يا سيدي ملحوقة احضر الطلاق عادي..
إجابه بسخرية :
_ خليك محضر خير يا فايز..
تعصب فايز جدا واردف :
_ ما تحترم نفسك وتعمل حساب إني عمك وأكبر منك..
_ عمي ماشي لكن أكبر مني دي فيها كلام تاني دول كلهم 3 سنين اللي بيني وبينك..
تنهد فايز ورد :
_ سند أنا جاي البلد بكرا وهيكون معايا هادي هنقعد عندك فترة، بجد انا مش قادر اتحمل تصرفات هادي رجع يشرب تاني وبيهرب من الحرس…
مسح سند على وجهه ثم قال بقوة :
_ خلاص يا عمي هستناك الصبح بس لو أتدخل في طريقتي في التعامل معاه انا وقتها هبعد..
أغلق الخط مع فايز، ليقع نظره بالصدفة على على ساعة الهاتف ليردف بصدمة :
_ الساعة واحدة كل ده مش حاسس بالوقت يا كبير…
بجناحه ظلت من التاسعة مساءا تنتظره بالشرفة غير مصدقة ما يحدث معها بيوم مثل هذا، كانت على يقين إنه سيمل بعدما يحصل عليها ولكن بتلك السرعة الأمر مخيف، بدأت تشعر ان ساقيها تتخلى عنها ولم تقدر على الوقوف عليهما أكثر من ذلك، بنفس اللحظة دلفت سيارة الكبير للحديقة..
لمحته ينزل منها بجلبابه الأسود ويسند على العصا الخاصة به، لتغلق الشرفة وتركض للفراش ثم وضعت الشرشف عليها وأغلقت عينيها تمثل النوم..
بعد خمس دقائق دلف وأغلق الباب خلفه بقوة ثم أردف بنبرة صوت عالية :
_ اصحي يا واكلة ناسك أنتِ..
تجمد جسدها من هول الكلمة، توقعت انها نامت بالفعل وتلك الجملة بأحد كوابيسها لا أكثر، الا انها انتفضت عندما ازاح عنها الشرشف مكملا بنفس الطريقة :
_ أنا مش بكلمك يا بت أنتِ قومى يلا..
اعتدلت على الفراش قائلة بحالة من الذهول :
_ هي ايه طريقة كلامك دي؟!.. وبعدين في عريس يفضل لنص الليل برة البيت وساعة ما يرجع يعمل كدة…
جلس على الفراش وضعا ساق على الآخر قائلا ببرود :
_ قومي قلعيني الجزمة واغسلي رجلي..
هل بين يوم وليلة يتحول الشخص بتلك السرعة أما إنها تتوهم، قامت من على الفراش ووقفت أمامه مردفة :
_ أنت بتقول إيه ما تفوق يا كبير أنا الدكتورة وعد والا نسيت فجأة أنا أبقى مين؟!..
_ أنتِ مراتي يا دكتورة ومن النهاردة انسى موضوع الدكتورة ده خالص، شغلتك الوحيدة راحتي وسعادتي وبس…
ضحكت بسخرية قائلة :
_ يعني إيه الكلام ده؟!..
_ قلعيني الجزمة واغسلي رجلي..
_ ولو رفضت؟!..
رد عليها بمنتهى القسوة :
_ هتبقى طالق..
3
_____ شيماء سعيد _____

 

فصل الخامس عشر
#الفراشة_شيماء_سعيد
#سند_الكبير
ظلت نظراته جامدة لا تعبر عن ما بداخلها، أخذت لحظات تحاول استيعاب ما قاله وتحاول بشتى الطرق تكذيبه، بلعت ريقها ثم أردفت :
_ سند أنت سامع نفسك قولت ايه؟!..
اشاح بعينه بعيداً عن نظراتها التي تجعله يضعف وهذا ما يكرهه، أشار إليها ثم إلى حذائه ورد عليها بقوة :
_ هفضل مستني كتير، شوفي ناوية تبقى مرات الكبير والا طليقته..
نظرت لأرض الغرفة وكأنها ترى كرامتها مبعثرة بالمكان، يبدو أن الكبير بدأ يظهر على حقيقته بعد ساعات قليلة من حصوله عليها، حركت رأسها بخيبة أمل قبل أن تختفي من أمامه لعدة دقائق ثم عادت وهي تحمل وعاء كبير من الماء الساخن..
جلست أرضا تحت ذهوله، يعلمها جيدا وتخيل رفضها، تخيل أن اللحظات القادمة ستكون آخر لحظات لهما معا، ها هي تضع قدميه على فخذها وتزيح عنهما الحذاء ليسقط يمينه في عرض الحائط ثم همست بدلال :
_ أنت تؤمر يا سيد الناس وأنا عليا التنفيذ بس، ده أنا أحط رجلك على دماغي مش بس اغسلها..
أغمض عينه من أثر لمسة كفها الناعم على قدمه، حاول كتم غيظه عندما سقطت قدميه بالماء التي أقل ما يقال عنها مثل ماء النار فصرخ بها قائلا :
_ إيه ده يا غبية هو أنتِ بتسلقي فرخة..
شهقت فجأة وهي تضع كفيها على صدرها بطريقة سوقية ثم ردت عليه :
_ يقطعني يا سيد الناس حق عليا لو عايزني ادلق المية دي على رأسي هعملها المهم رضاك..
أخرج قدميه من الماء وهب واقفا، مقربا منها وهو متوقع ثورتها، نفورها من لمسته، إلا إنها احاطت عنقه بذراعيه مردفة :
_ قومت ليه بس خليك مكانك هزود المية وارجع لك على طول..
أبعدها عنه قائلا :
_ أنتِ بتعملي إيه بالظبط يا وعد..
حركت كتفها مردفة ببراءة :
_ أنا ماليش أعمل غير اللي أنت تؤمر بيه، شوف نفسك في ايه وأنا تحت رجليك..
لا هذا كثيراً عليه، فوق طاقته، نبرتها وطريقتها واحساسها كل هذا يجذبه لأشياء لا يريدها، أردف بقسوة :
_ شاطرة بدأتي تفهمي حياتك معايا هتبقى عاملة إزاي..
ابتسمت وهي تقول :
_ بحاول اتأقلم على حياة الخدم اللي أنت عايزني أعيش فيها..
هذا ما أرده دقائق معدودة وسيلقي عليها يمين الطلاق وتنتهي تلك اللعنة، استغل كلماتها ضدها صارخا :
_ خدم، طوعك لجوزك إسمه حياة خدم..
وضعت كفها الناعم على شفتيها تمنعه من أكمال حديثه مثل همست :
STORY CONTINUES BELOW

_ حتى لو…. أنا راضية طالما هعيش معاك وجانبك يا سند، أنت متعرفش أنا بعشقك إزاي؟!..
بنظرة واحدة علم لعبتها، هي ذكية وهو عبقري، تود تطويل فترة زواجهما، الا إنه أصبح لا يريد، أقترب منها أكثر ثم همس :
_ مش عايزة تطلقي دلوقتي يا وعد مش دي لعبتك..
سقطت دموعها فجأة من أثر الجملة على قلبها، رفعت عينيها إليه بعتاب جعل قلبه يضربه بكل قوته لعله يفوق قبل فوات الأوان، خانته أصابعه ومرت على وجهها تزيل تلك الدمعة التي قررت العناد به، فتح فمه ليتحدث الا إنها قالت :
_ عايزة أفضل مراتك لآخر يوم في عمري، لو مش عايزني سبني على ذمتك واتجوز مش هقولك لأ..
هل هو أحمق ليرفض هذا النعيم المقدم له على طبق من ذهب، لما يطلقها؟!.. نزلت شفتيه على شفتيها مقبلا إياه بمشاعر هو نفسه لا يفهمها، ردت له قبلته بلهفة أكبر ليحملها بين ذراعيه ثم وضعها على الفراش مردفا من بين أنفاس المسلوبة :
_ بتحبيني يا وعد؟!..
اؤمات اليه قائلة :
_ اممم
_ يبقى كفاية حبك،، يكفينا إحنا الاتنين يا وعد..
_____ شيماء سعيد _______
بنفس الوقت..
كانت تقف حبيبة بالحديقة تضم نفسها لتأخذ القليل من الأمان والدفء بعد ذهاب صالح وشعيب، أخذت نفس عميق تثبت لنفسها كم هي حرة مع نسمات الهواء الليلية، حياتها تسير أمام عينيها لتجد نفسها تبتسم بسخرية على قلبها اللعين مردفة :
_ كنتي فاكرة إيه؟!.. هيحبك مع العشرة ويقول ماليش غيرها في الدنيا، غبية يا حبيبة مهو لو كان ده هيحصل كان حصل طول السنين اللي عيشتي فيها جوا بيته، طلعتي خسرانة كتير أوي حتى حبيبة القديمة خسرتيها، بس أنا مش زعلانة ربنا يفرحه مع مراته الجديدة ويفرحني انا كمان..
قالت أشياء كثيرة لنفسها وهي على يقين إن كل هذا مجرد هراء تحاول به الطبطبة على جروح قلبها، تظهر قوية بشكل مخيف وكأن الموضوع لا يعنيها ولكنها بالفعل إنتهت بنفس اللحظه التي أعلن بها حبه لأخرى..
فاقت من تلك الدوامة على صوت سيارة تدلف للحديقة، دارت بوجهها لتتجمد عندما رأت رجل في قمة الوسامة والوقار يرتدي بذلة سمراء تليق جدا ببشرته الخمرية وخصلات شعره المزينة ببعض الخصلات البيضاء..
وضعت يدها على فمها بصدمة وهو يفتح الباب الآخر من السيارة ويجذب شاب ببداية العشرينات من عنقه قائلا :
_ بطل شغل عيال يا هادي وأنزل من العربية فوراً..
حرك الآخر رأسه بكل الاتجاهات نافيا وهو يقول بصوت لهث :
_ لأ يا فايز يعني لأ انا مش هدخل البيت الكبير ولا هبقي تحت رحمة سند، كفاية بقى خلاص كبرت ومن حقي أعيش بالطريقة اللي أنا شايفها صح..
تستمر القصة أدناه

رد عليه فايز بحنق :
_ تعرف تخرس طريقة ايه اللي أنت شايفها صح يا غبي، أنت بتغرق وعايز تغرق الكل معاك لكن أنا مش هسمح بده يا شادي..
أبتعد شادي عنه ثم قال وعينه تبحث بالمكان عن مخرج قبل أن يراه الكبير :
_ وأنتوا بقى فاكرين ان الأسلوب ده هو اللي هينفع معايا، أنا مش هبقي تحت رحمة حد وهمشي من هنا مش بس كدة أنت شخصياً مش عايز أعرفك تاني..
إلى هذا الحد أكتفي فايز منه لتسقط يده بكل قوتها على وجه الآخر بصفعة حادة قائلا :
_ أخرس يا حيوان، عايز تبقى فاشل وتموت براحتك بس انسى إنك تبوظ إسم العيلة..
لا تعلم لما أدخلت نفسها بالمنتصف دون أن تعرف معايير الموضوع، وقبل أن يسقط القلم الثاني على هادي كانت ترفع كفها وتمنع فايز من الاقتراب مردفة بقوة :
_ إيه الأسلوب الهمجي اللي أنت بتتعامل بيه معاه ده، هو مش صغير عشان تمد ايدك عليه وحتى لو صغير مش من حقك تقرب منه..
اتسعت عين فايز من ظهورها فجأة، فتاة لا يعرفها اقتحمت خصوصية وأسرار العائلة بكل وقاحة وتحاول فرض قرارتها، أشار إليها بقوة قائلا :
_ أبعدي..
حركت رأسها بنفي ثم نظرت لهادي قائلة :
_ أنا مش عايزك تخاف محدش يقدر بجبرك على حاجة أنت مش عايزها ولا مقتنع بيها..
مسح فايز على وجهه بعصبية من تلك الحمقاء قائلا بنبرة قاسية لأول مرة يتعامل بها مع الجنس الناعم :
_ غوري يا بنت من هنا مش فاضل غير الخدم كمان يتكلموا…
قبل أن ترد عليه كانت الصدمة الأكبر له ولها عندما جذبها شادي من عنقها واضعا سلاح حاد عليه مردفا بجنون :
_ خرجني من هنا يا فايز أنا مستحيل ابقي مع سند في بيت واحد..
_ أنت اتجننت يا شادي؟!…
_ مش فارق معايا أي حاجة غير إني أبعد عن سند، لو خايف فعلا على اسم العيلة زي ما بتقول خليني اخرج بيها، بدل ما اخلص عليها ووقتها الكل هيضيع مش أنا بس…
_____ شيماء سعيد ______

 

بغرفة همت كانت تضع كل تركيزها على شاشة الهاتف تتابع فيديو يجمعها بحمد بحفلة خطوبتهما، أخذت نفس عميق واصابعها تسير على ملامحه بلهفة ثم همست :
_ وحشتني يا حمد، من يوم فرح سند وأنت بعيد..
_ مش هفضل بعيد كتير يا حياتي..
انتفض جسدها بفزع مع وصول صوته إليها، دارت بوجهها لتراه يقف بجوار الشرفة التي جاء منها، بلعت ريقها وهي تقترب منه برعب قائلة :
_ حمد يا لهوي أنت بتعمل إيه هنا؟!.. سند لو شافك مش هيطلع عليك نهار..
جذبها لتبقى بين ذراعيه، أغلق عيناه لعدة ثوانى يأخذ أكبر قدر من رائحة عطرها المشتاق إليها لحد الجنون، لم تقدر هي الأخرى على الصمود لتضم نفسها إليه أكثر، ارتفعت دقات قلبها مع شعورها بلمسته الخشنة على ظهرها..
تستمر القصة أدناه

انحرف بعد سكونها أخذته سكرة اللذة وحاول أزالت الجزء العلوي من ملابسها البيتية، هنا فاقت وابتعدت عنه سريعا مردفة بتوتر :
_ أبعد يا حمد ايه اللي بتعمله ده..
حرك رأسه نافيا:
_ مش قادر أبعد أكتر من كدة يا همت، تعبت سنين وأنا بحلم باللحظة اللي هتبقى فيها مراتي وجوا بيتي، خلاص بقى جبت أخرى من اخوكي اللي مصمم يضيع عمرنا وهو عايش حياته عادي..
زادت من مقاومتها إليه ليبتعد عنها أخيراً قائلا بحزن :
_ بتبعدي عني ليه يا همت، أنا حمد حبيبك ولولا اللي اخوكي عمله يوم الفرح كان هيبقى معانا أولاد دلوقتي..
صدمت من هيئته الجنونية وكانت صدمتها الأكبر عندما سألته بتوتر :
_ سند ماله ومال الحادثة اللي حصلت يوم الفرح يا حمد؟!..
هذا هي النقطة الذي كان يبحث عنها من أول دخوله لتلك الغرفة، ثواني قليلة وسقطت دموعه وهو يلقى بجسده على الفراش قبل أن يقول بانهيار :
_ عايزة تعرفي الحقيقة ماشي يا همت أنا هقولك الحقيقة، اخوكي تجار سلاح وأنا ظابط شرطة، جيت هنا عشان امسك عليه طرف خيط بس في وسط الزحمة حبيتك وقررت اتجوزك حتى لو قبضت على سند، لكن لما الكبير عرف قرر يخلص مني وامتا في يوم الفرح عشان محدش ياخد باله، فكر في نفسه بس وفي إنه يطلع من قضية، لكن فرحتك اللي كسرها كانت ولا أي حاجة بالنسبة له..
يكذب هي على يقين من حب سند الشديد لها، أخيها يستحيل أن يكون هكذا هو أفضل رجل بالدنيا، حركت رأسها بكل الاتجاهات برفض والدموع تأبى السقوط، عاد للاقتراب منها وهو يهمس لها بحنان :
_ اهدي يا روحي اهدي أنا جنبك ومستحيل أبعد عنك ابدا، مهما حاول سند يبعدنا عن بعض أنا مش هسمح له بده..
دقيقه واحدة من الانهيار تكفى جدا، تركته يقول ما يريد ثم ابتعدت وقالت بكل هدوء :
_ ويا ترا بقى يا حضرت الظابط عايز ايه مقابل إنك تقفل القضية وتبعد عن طريق سند…
_ عايزك أنتِ..
_____ شيماء سعيد ______
بالجناح الخاص بسند..
أبتعد عنها وهي تضم نفسها لصدره، مشاعر كثير غير مفهومة تدور بداخله، أخذ نفس عميق من رائحتها المميزة لترفع نفسها قليلاً عنه ثم نظرت داخل عينه قائلة :
_ مرتاح صح؟!..
فهم معنى السؤال دون أدنى مجهود ولكنه قال :
_ يعني إيه؟!..
_ إيه الصعب في السؤال أنت جوزي وأنا مش مهم أي حاجة بالنسبة ليا الا راحتك..
قام من على الفراش وبدأ يتردي ملابسه بعجلة، لتشاهد ما يفعله بابتسامة هادئة جدا، ثم قامت هي الآخر من مكانها عندما جلس على الفراش لترفع قدمه فجأة فقال بدهشة :
تستمر القصة أدناه

_ أنتِ بتعملي إيه؟!..
غمزت له مرددة :
_ بتعلم بسرعة يا سيد الناس، هلبسك الجزمة بنفسي..
تركها تفعل ما تريده وقبل أن يرد عليها وصل إليه صريخ مرتفع من حديقه منزله، ليقوم من على الفراش مردفا بقلق :
_ لو حصل ايه تحت أياكي تنزلي يا وعد سامعة..
حركت رأسها بخوف وقالت :
_ أنت رايح فين أنا خايفة عليك..
هل من البداية تحاول فرض حديثها عليه، مهما كانت درجة خوفها لن يسمح لها بذلك، اجلسها على الفراش مردفا بقسوة :
_ أياكي تخرجي، واعرفي إنك مرات الكبير وأمره بس اللي تتنفذ..
حركت رأسها بمعنى لا فائدة وجلست على الفراش ثم وضعت عليها الشرشف الخفيف قائلة :
_ براحتك أعمل اللي أنت شايفه صح..
تركها وخرج يركض للخارج وهنا كانت الصدمة، عندما وجد عمه يضم حبيبة لصدره وكف يده غارق بالدماء، أما فخر فكان يمسك هادي الذي يصرخ بكل قوته مرددا :
_ خرجوني من هنا أنا مش هبقي تحت رحمة سند ولا هقعد معاه تحت سقف واحد…
أقترب سند من فايز مردفا بلهفة :
_ عمي أنت بخير حصل ايه؟!..
أوما اليه فايز بهدوء مردفا :
_ أنا كويس ايدي بس جرحها بسيط، أطلب الدكتور للبنت اللي فقدت الوعي دي وقولي اوضتها فين..
نظر سند لفخر الذي قال :
_ هادي بيه كان عايز يهرب من القصر وحاول يخرج بحبيبة هانم بس لما فايز بيه ادخل حاول يضربها الضربة جات في فايز بيه..
سند :
_ خلي سامي يودي الكلب ده المخزن وأطلب الدكتور لحبيبة هانم..
انصرفوا كل رجاله مع هادي لتنفيذ أوامره، أما هو أقترب من فايز محاولا لحمل حبيبة قائلا :
_ هاتها عنك يا عمي أيدك تعبانة..
ضمها فايز لصدرها أكثر وقال برفض غريب :
_ لأ إياك تقرب، قولي اوضتها بس واطلب لها الدكتور، كانت خايفة جدا..
رفع سند حاجبه ثم أبتسم بخبث وهو يفسح له الطريق قائلا :
_ أدخل يا فايز أول أوضة جنب جناحك بالظبط على ما الدكتور يوصل يشوفكم أنتوا الاتنين..
______ شيماء سعيد _____
بعد منتصف الليل..
دلف سند لجناحه بعدما ظل هاربا حتى بتأكد من نومها، كان اليوم مرهق أكثر من اللازم، حدث به الكثير من الهرج والمرج خصوصاً بوقت وجود الطبيب، أغلق الباب خلفه وبحث عنها على الفراش الا إنه وجده فارغ ليقول :
_ لسة صاحية تعمل إيه دي؟!.. مش عايز أشوفك يا وعد مش عايز…
ألقى بجسده على الفراش مقررا النوم قبل أن تخرج من المرحاض، حاول بشتى الطرق الذهاب للنوم الا إنه لم يقدر، قام من مكانه واقترب من باب المرحاض قائلا :
_ وعد أنتِ بتعملي إيه كل ده في الحمام اخلصي عايز أدخل..
بدأ يقلق مع تأخيرها في الوقت لأكثر من دقيقة ليفتح الباب بلهفة، ابتلع ريقه وهو يضع يده خلف عنقه ثم خرج من المرحاض، فتح غرفة الملابس ليجد القسم الخاص بها خالي الا من ورقة صغيرة، أخذها بكف مرتجف وقرأها بذهول :
_ كنت ناوي ترمي عليا يمين الطلاق تاني يوم الفرح يا كبير، كنت عايز تفضل الراجل اللي بيغير الحريم زي الجزم ومش فارق معاك، شوفت نفسك ضعيف قدامي عشان كدة حاولت تستقوي عليا وتبين إني بالنسبة لك ولا أي حاجة، أنت بتحبني يا سند وأنا كمان بحبك، بس أحب اقولك إنك ضعيف كنت عايز تقول للناس رميت الدكتورة زي ما رميت الباقي بس للأسف دلوقتي البلد كلها هتقول مرات الكبير هربت يوم الصباحية بالليل،، هتوحشني وخليك فاكر ان أنت اللي اختارت النهاية دي…
2
_____ شيماء سعيد ____

الفصل السادس عشر
#الفراشة_شيماء_سعيد
#سند_الكبير
+
بغرفة حبيبة رغم رحيل الطبيبة الا إنه ظل كما هو يراقبها وهي نائمة، جميلة تلك المرأة لدرجة عالية، بسيطة، هادئة، أبتسم بسخرية من أين أتي لها الهدوء وهي كانت تقف أمامه منذ قليل ند بند..
بدأت تتقلب على الفراش بعدم راحة ويدها تقترب من يدها الأخرى المعلق بها المحلول، انتبه أخيرا ليجلس بجوارها ويأخذ كفها الصغير بين كفيه هامسا بحنان :
_ براحة هتجرحي نفسك شوية والوجع يروح..
ابتسمت بنومها على تلك النبرة الحنونة وعقلها الباطل خيل لها أن هذا حسن، لتضغط على كفه مردفة :
_ خدني في حضنك يا حسن واوعدني إنك مش هتسبني ابدا..
من هذا حسن الذي تتمسك به بتلك الطريقة؟!. ولما هو غاضب من وجود رجل أخر بحياتها وربما يكون مستحوذ على قلبها كما يتخيله عقلها، ضرب بكل المبادئ بعرض الحائط وتمدد بجوارها على الفراش مردفا :
1
_ أنا جانبك ومستحيل أسيبك.
______ شيماء سعيد ______
على الصعيد الآخر بمنزل الكبير، بداخل جناح سند الذي تحول بعد قرأته لخطاب وعد لبقايا حريق مشتعل وأثره القليل من الرماد، جلس على الفراش المهشم وبيده الورقة يعيد قرأتها من جديد، تركته؟!. رحلت؟!.. رغما عنه؟!.. كاذب يا سند كاذب هذه كانت رغبتك أنت من البداية حتى لا تضعف أمامها..
ضغط على الورقة لتنكمش ثم همس :
_ مش دي النهاية يا وعد، مش من حقك تكتبي نهاية زي دي.. انا اللي أختار أمتا أبعد عنك وإزاي ترجعي لحضني تاني..
ثار أكثر مع فكرة هروبها منه، هي من تركته وليس العكس، وقعت عيناه على صورة لوالده معلقة على الحائط ليقوم بثقل كبير مقتربا منها ثم همس :
_ مشيت زي ما أمها عملت فيك زمان واتجوزت أنت امي غصب عنك، فضلت امي تدفع الباقي من عمرها في حاجة هي مالهاش علاقة بيها، كنت عايز أضمن وجودها معايا بأني اسيطر عليها زي ما علمتني يا حاج عتمان وكانت برضو النهاية واحدة مشيت، بس انا مش هسمح بده وعد حلمي وهحققه، انا بس اللي من حقي أبعد لكن هي لأ أنا اللي أقرر النهاية مش العكس..
1
أخذ يتحدث كثيرا مع صورة والده بلا توقف، هو موجوع، يتذكر جيدا عندما قص عليه والده كم نال من الوجع مع هروب حبيبته التي لم تتحمل طباعه القاسية، كان يحاول إثبات أن وعد تعشقه وسوف تتحمله باي شكل غير والدتها.. وها هي تثبت إليه عكس النظرية..
عاد لغرفة الملابس ليجد قميص نومها الخاص بأول ليلة، أخذه واردف :
_ اشمعنا اخدت كل حاجة وسابت ده عايزه تثبت ان الموضوع مش فارق معاها ، فضلت سنتين مستني فيكي يا وعد والمرة دي هترجعي ليا بنفسك..
STORY CONTINUES BELOW

_____ شيماء سعيد ______
بمنزل سناء الممرضة المساعدة الخاصة بوعد، أغلقت باب غرفتها خلفها ثم جلست على الاريكة المقابلة للفراش الذى تجلس عليه وعد الباكية، تنهدت بقلة حيلة قائلة :
_ وبعدين معاكي يا دكتورة، من ساعة ما جيتي وانتِ بتعيطي طيب حتى قوليلي حصل ايه بيك وبين سي سند، الليلة تاني يوم ليكم..
أزالت تلك الدمعة المستفزة التي تحاول اظهار ضعفها دون أخذ الأذن منها ثم ابتسمت بتعب قائلة :
_ أنا عارفة إن وجودي هنا خطر عليكي وعلى والدتك يا سناء، اوعدك أول ما النهار يطلع همشي متخافيش..
ضربت سناء على صدرها مردفة بهلع :
_ أخص عليكي يا دكتورة، دي لو ما شالتكيش الأرض اشيلك فوق دماغي، أنتِ مش هتمشي من هنا ده بيتك، بس أنا خايفة عليكي من الكبير وعايز اعرف مالك..
وضعت وعد يدها على يد سناء قائلة :
_ كتر خيرك يا سناء، من أول ما شوفتك قولت عليكي بنت أصول، بس صدقيني مفيش حاجة تتقال أكتر من إن سند الكبير مينفعش يتجوز، اللي زيه بيشوف الست زي العبدة عنه، ولا حتى ينفع يبقى كبير بلد، عارفة المقولة بتاعت لو سالوك عن العدل قل مات عمر هي دي الحقيقة..
ردت عليها سناء بشفقة :
_ والله هو سيد الناس بس متربي على ان عشان تبقى كبير لأزم الست تبقى تحت طوعه، كنت فاكرة إنك هتقدرى تغيري ده..
ابتسمت وعد بسخرية قبل أن تتمدد على الفراش وتضع الغطاء عليها قائلة :
_ مش لما يكون اتربي الأول المفتري ده، معلش يا سناء حاسة ان جسمي كله بيوجعني ومحتاجة أنام شوية..
حركت سناء وجهها بقلة حيلة ثم قامت من على الاريكة مغلقة نور الغرفة قائلة وهي تخرج :
_ تصبحي على خير يا ست الستات..
ردت عليها قبل أن تهرب مثل عادتها بالنوم من أي شيء يؤلمها :
_ وأنتِ من أهل الخير…
______ شيماء سعيد ______
بغرفة همت..
_ عايزني إزاي يعني؟!..
ضم كفها إليه بلفهة مردفا :
_ نتجوز يا همت ووقتها أكيد مش هدخل أخو مراتي وخال عيالي السجن..
لماذا تشعر وكأنها تراه لأول مرة؟!.. لماذا نبرة الحنان بصوت مختفية يحاول بث سمه بداخلها؟!.. ابتلعت ريقها لمحاولة أخفاء ما بدأ يظهر على ملامحها ثم حركت كتفها مردفة بهدوء :
_ طيب ما احنا فعلا هنتجوز، روح حدد مع سند معاد الفرح وأكيد هيقبل زي ما قبل أول مرة..
انتفض وتغيرت معالم وجهه بطريقة اخافتها وهو يقول :
تستمر القصة أدناه

_ أنتِ غبية أنا وسند كشفنا ورقنا قصاد بعض، مستحيل يبقبل إنه يجوزك ليا..
ابتسمت إليه ببراءة وقالت :
_ وهو هيرفض ليه الجواز مهو قبل أول مرة مع إنه كان عارف إنك ظابط..
رد عليها بسخرية رغم ما به من غليان بسبب غبائها :
_ أول مرة كان بيرسم يخلص عليا يوم الفرح، ودلوقتي أكيد هيقول إني عايز اتجوزك عشان اكسره بيكي واعرف ألعب معاه كويس..
صدمت من حديثه لتضرب على صدرها وهي تعود خطوة للخلف مبتعدة عنه وهمست بتردد خائف :
_ هو أنت ممكن تكون عايز تعمل فيا كدة فعلاً يا حمد؟!..
لماذا إصابته تلك الرجفة لا يعلم ولماذا لأول مرة ينظر بداخل عينيها ولا يفهم ما بهما حقا لا يعلم، رد عليها سريعاً عندما سقطت من مقلتها دمعة تعلن إنها بالفعل خائفة :
_ أنتِ مجنونة يا همت، اللي بيني وبين سند شغل مش أكتر أنتِ برة منه، حبي ليكي ده حياتي كلها أما شغلي في ركن تاني بعيد عنك ادخلك فيه ليه؟!..
تعبت ولا تعلم لما تضيق بها الدنيا لتلك الدرجة، ولماذا حياتها معقدة لتلك الدرجة؟!.. جلست على الفراش بجسد متعب، محبط، خائف، ثم رفعت بصرها اليه مردفة بتشتت :
_ تعبت يا حمد والله العظيم تعبت، اشمعنا أنا يعني اللي يحصل فيا كل ده ما الناس كلها عايشة عادي وبتتجوز عادي، اشمعنا جوزنا هو اللي واقف هو إحنا خطر على الكوكب؟!..
اشفق عليها ولعن نفسه وسند معه، هي أرق من أن تأخذ كبش فدا بلعبة لا تعرف عنها شيء، جلس بجوارها ثم اردف بمرح :
_ ايه يا بنتي النكد ده، وبعدين لأزم يبقى في شوية اكشن جوا حياتنا امال هنعرف قيمة حبا إزاي..
رفعت وجهها له ببراءة قائلة :
_ هو لما نتجوز هيحصل ايه بعد كدة؟!.
_ مش هيحصل حاجة يا روحي هنيجي هنا نقول لسند وبكدة هنضمن إنه يوافق ونعمل فرح كبير..
_ موافقه..
______ شيماء سعيد _____
بغرفة حبيبة.
بدأت تفتح عينيها بثقل وقلبها الرقيـ,ـق لا يتحمل ذكريات الساعات الماضية، لحظة واحدة مرات عليها تحاول بها استيعاب وجود رجل ينام بجوارها بكـ,ـل أريحية ويعطي لها ظهره.
انتفضت صارخة ليستيقظ فايز بضـ,ـجر ثم رد وهو مازال متسطح :
_ جرا ايه يا بت أنتِ. بطلي صـ,ـداع مـ,ـش عارف انـ,ـام مـ,ـنك..
أصابتها حاله من الذهول لم ترى بحياتها شخص بهذا الكم من الفـ,ـجور، اعتـ,ـدلت ثم حاولت القيـ,ـام من مكانها الا ان جسدها لم يسعفها على ذلك، لتسقط على الفراش مره أخرى فوضعت كفيها على راسـ,ـها مردفة بتعب.
تستمر القصة أدناه

_ أنت مين يا جدع أنت وبتعمل ايه هنا..
اعتدل هو الاخر ثم نظر اليها بطرف عيناه قائلاً:
_ انا اللي حشرت نفسك في حياته من غير اي 30 لازمه وسببتي لنفسك في اذى..
أخيراً تذكرت أين رأته من قبل، فهو الشجاع الذي أنقذها ليله أمس، أخذت نفس عميق ثم أردفت بهدوء:
_ أنا عارفه اني دخلت نفسي في الموقف وانا مش فاهمه حاجه خالص، سوري وشكرا جدا انك وقفت جنبي، بس ده ما يمنعش ان ماكانش ينفع تقعد معايا في أوضة واحده دي إسمها قله أدب..
ربما هي أنقى بكثير من أن تفهم نظراته لها، لم يصل إليه جملة واحدة من حديثها كان كل تركيزه على حجابها الذي سقط وهنا ظهرت خصلاتها السوداء الرائعه، عنقها الابيض الجميل وهذا العرق البسيط الظاهر بجانبه، ابتلع ريقه بصعوبه وفاق على صريخها:
_ لا اله الا الله يا أستاذ اللي أنت بتعمله ده ما ينفعش لو سمحت أخرج بره، انا لحد دلوقتي مش عايزة أعمل فضايح لأننا في ريف ولاني ضيفة، لكن قدامي ثانيه كمان وهمسح بيك الارض..
وقور فايز يعرف متى يتحدث ومتى يصمت ومع من يتحدث وبأي طريقة، ولكن أمامها ذهب كل هذا بعيدا وعاد لسن المراهقه ليقول بمشاكسه وهو يغمز لها:
_ لو صوتي هتبقي أنتِ الخسرانة الناس هنا كلامها كتير وممكن تتدبسي في جوازه، وقتها أنا بقى هخلع أصلي عصفور وما اكرهش في حياتي قد القفص..
رفعت حاجبها بسخرية قبل أن ترد عليه:
_ أنت ليه محسسني ان الستات واقفه طوابير عشان تتـ,ـجوزك؟!.. أنـ,ـت شكـ,ـلك اصلا داخـ,ـل عـ,ـلى 40 سنه ومعنس..
ضحك بكل صوته ، ضحكة قدرت على إصـ,ـابتـ,ـها برجفة لذيذه، لماذا نبرته دافئه لتلك الدرجـ,ـه التـ,ـي تأثـ,ـر من يسمعها؟!..
قام من على الفراش ثم رد عليها بابتسـ,ـامة هادئة:
_ لأ يا ستي أنا مش عانس، أنا أرمل هسـ,ـيبك بقى ترتاحي في اوضتك، لكن احذري مني لأني لما بعرف مكان مش بسيبه ابدا..
إلى هنا ويكفي، من الواضح إنه أخذ عليها بطريقـ,ـة مستـ,ـفزة لذلك ردت بجمود:
_ يا ريت يا أستاذ تلزم حدودك معايا لأني مش هقبل أنك تتخـ,ـطى الحدود دي..
شقت الإبتسامة وجهه من جديد وهو يشير لها على مقدمه عنقها قائلا:
: إسمي فايز تقدري تقوليلي فايز عادي، وبالنسبة لموضوع الحدود أنا وأنتِ بالذات مش هيـ,ـنفع يبـ,ـقى في بينا حدود بعد كده، خصوصا ورقبتك الحلوه دي باينه قدامي بتقولي أعمل حاجات ممـ,ـكن تخـ,ـدش حيـ,ـائك، وأحنا عندنا اللي يشوف شعر الست يبقى مبروك عليه البضاعة..
بالمعنى الحرفي للكلمة من أي داهية سقطت عليها تلك الكارثه؟!.. انتـ,ـبهت أخيرا إنها بدون حجابها لـ,ـتدور عينيها بلهفه تبحث عنه، انحنت سريعاً لتلتقطه من على الارض ثم وضـ,ـعت اياه على خصلاتها قائلة بخـ,ـجل :
تستمر القصة أدناه

_ أخرج برة لو سمحت ، اللي حضرتك بتعمله ده غلط المفروض تراعـ,ـي إني ضيـ,ـفة هـ,ـنا ولياـ,ـ حـ,ـرمـ,ـه وأنت مـ,ـش عامل حساب كده خالص..
شعره بنفسه وبما يفعله، منذ متى وفايز الكبير يفعل تلك المشاكسات الوقحة؟!.. وضع يده خلف عنقه ببعض الحرج قائلا وهو يلتقط رابطة عنقه من على الفراش:
_ بعد كده مدخليش نفسك في حاجات عائليه ممكن لا قدر الله المره الجاية ما حدش يلحقك يا حبيبة..
قال إسمها بمنتهى الحلاوه ثم رحل سريعا، لتبقى صامتة لعدة لحظات قبل ان تعود للفراش وتهمس لنفسها:
_ نامي يا حبيبة نامي ده أكيد حلم من أحلامـ,ـك العبيطة..
_____ شيماء سعيد ____
بغرفة المكتب الخاص بسند، كان يضع ساق على الآخر ويقف أمامه فخر المندهش من الحالة الواصل إليها رب عمله قائلا بتردد :
_ سند بيه هو جنابك كويس..
أوما إليه بهدوء مريب ثم قال :
_ إلا قولي يا فخر إيه هي الحالة الوحيدة اللي ممـ,ـكن حـ,ـد يخـ,ـرج بيهـ,ـا من البيـ,ـت ده وأنـ,ـت رجالتـ,ـك واقفين..
لم يفهم ما قاله لذلك رد بتعجب :
_ أنا مش فاهمة حاجة يا كبير..
_ أعيد السؤال تاني بطريقة أبسط، في حد ممكن يخرج من بيت الكبير من غـ,ـر أذنه وأنـ,ـت واقف علـ,ـى الباب..
حرك فخر رأسه بلهفة نافيا وهو يقول :
_ لأ طبعاً مستحيل حد يدخل ويخرج الا لما أكون راضـ,ـي عن دخوله وخروجه..
هنا وصل الكبير على حافة الهاوية، قام من مجلسه ضاربا المقـ,ـعد الذـ,ـي كان تحته بسـ,ـاقه ثم صرخ :
_ يبقى وعد لما خرجت، خرجت قصاد عينك وبمزاجك يا فخر..
_ الست وعد هتخرج تروح فين يا كبير في يوم زي ده؟!.. أقسم لك بالله مـ,ـا شـ,ـوفتها..
قبل أن يكمل حديثه أشار له الآخر بصمت مردفا بقوة:
_ أنا عارف إن الغدر والخيانة مش في طبعك، أنت الراجل الوحيد في رجالتي اللي مـ,ـمكن اتسند عليه يا فخر…
وضع فخر كفه على عنقه قائلا :
_ رقبتي فداك يا باشا..
أخذ سند نفس متعب ثم قال :
_ تقلب الدنيا وترجع بوعد يا فخر الليلة قبل بكرا، من غير ما مخلوق على وجه الأرضـ,ـ يعـ,ـرف انها مش هنا اللي يسأل عليها هي في الجناح فاهم؟!..
_ أمرك يا كبير…
____ شيماء سعيد _____
مر على هذا اليوم شهرين كاملين، ظل بهم سند يبحث مثل المجنون عن وعد، وهي تمـ,ـكث بمنـ,ـزل سناء ترفض الخروج من الغرفة، دلفت لها والدة سناء قائلة :
_ وبعدين معاكي يا وعد يا بنتي كفاية عياط بقى هو أنتِ أول واحدة تحمل يعني..
سقطت دموعها أكثر حركتها رأسها بطريقة هستيرية برفض مرددة :
_ لأ أنا مش عايزة الطفل ده مش عايزة أي حاجة تربطني بسند الكبير، مش هكمل معاه ولو الواد ده هيخـ,ـليني جارية عنده هنزله، مش عايزاه..
_____ شيماء سعيد _____
بنفس اليوم مساءا دلف فخر لمكتـ,ـب سنـ,ـد الذي كـ,ـان يدخـ,ـن في السـ,ـيجارة رقـ,ـم ألف، لا يعلـ,ـم كيف سيلقي عليه هذا الخبر ولكنه سيقول :
_ سند بيه.
_ قول اللي عندك يا فخر، لسة مالهاش أثر معاك لآخر اليوم عشان تسلم عهدتك..
حرك رأسه سريعاً ثم اردف:
_ لأ الحمد لله جبتها بس حضرتك لازم تتـ,ـصرف قبل فوات الأوان..
انتفض سند من موضعه وهو يقول بلهفة:
_ هي فين؟!..
أبتعد فخر قليلا ليكن بموضع أمان ثم قال بسرعة:
_ في الوحدة الصحية بتسقط نفسها..
_ أنت بتقول ايه يا مخبول أنت. وعد حامل وبتنزل ابني بتنـ,ـزل ابـ,ـن الكبـ,ـير؟!…
_____ شيماء سعيد _____

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل