اعتراض مرفوض
محامي شهاب قعد و نفخ بضيق و بص لـ شهاب و قال بهمس :-
خسرنا القضية
شهاب بإصرار:-
لا مخسرنهاش البنت هبله أصلا و مش بتفهم حاجة التقارير دي مزورة أنا متأكد أنا عاوزك تتكلم معاها و تخليها تتكلم قدام المحكمه متأكد أنها هتتكشف
– إنت متأكد ولا هننكسف و خلاص إحنا دلوقتي كدا كدا خسارنين القضية بشرفنا لو عملنا اللي قولت عليه و طلع كذب هنخسر القضية و هنخسر سمعتنا
شهاب بحده:-
أعمل اللي بقولك عليه يا متر ، إنت هتخسر اية يعني ما إنت واخد فلوسك تالت و متلت
المتر هز رأسه و وقف و قال:-
الورق اللي مع حضرتك دا مزور يا فندم أنا بطالب الحديث و استجواب المدعوة شمس للتأكد من سلامه قواها العقلية
القاضي بصله باستهزاء و قال:-
اتفضل استجوب
و بص لـ شمس و قال:-
اتفضلي يا آنسة
شمس وقفت و اتقدمت لمكانها بثقة و وقفت تهز رجليها بخفه و تبص للمحامي اللي بصلها بثقة و قال:-
اسمك بالكامل
شمس بصتله باستهزاء و قالت بصوت طفولي:-
اسمي شمس يا عمو و شاورت على جدها و قالت و دا بابا جدو بتاعي عشان بابا التاني دا وحش وحش خالث و مش بيحب شمس
اندهش الكل من أسلوب شمس اللي غيرته ١٨٠ درجة لدرجة إن المحامي و القاضي صدقوا طريقة شمس و المحامي فرح و بص لـ شهاب اللي الفرحة كانت هتخرج من عينه و ثريا اللي ضحكت بثقة و قالت في نفسها:-
دي ضربت معلم دا كدا خلاص مش ملك و القضية بقت في أيد شهاب ، كل الورث هيبقي ملكي أنا و بس أنا اللي هتحكم في مملكة الدغيدي
و طنط دي كمان يا عمو الظابط احبسها عشان كانت بتضرب شمس جامد جامد
– من الواضح سيادة القاضي إن التقرير اللي قدام حضرتك مزور عشان كدا أنا بطالب إن
قبل ما يكمل كلامه شمس اتكلمت بصوتها الطبيعي و قالت:-
بتطالب باية يا متر إن الواصي عليا يبقي المجرم شهاب الدغيدي ؟!!
المحامي وقف مزهول و كل اللي في القاعة بقوا مركزين مع شمس و فيه اللي افتكر منهم إنها مجنونة بالفعل
– اية اتصدمت من إني طبيعية و بتكلم طبيعي ؟! اية كنت مفكرني عبيطة زي ما اللي اسمه شهاب دا مفهمك !!
ولا اية
تصدق يا متر إنك غبي أوي ؟؟ عارف لية عشان متاكدتش إن كنت متجوزة ولا لسة سينجل يعني حتي لو مجنونة زي ما بتقول فـ كدا جوزي هو الواصي عليا و على املاكي ولا اية !!!
المحامي يصلها بزهول و مش عارف يتكلم خالص و شمس خرجت ورقة من جيبها و اتقدمت للقاضي و قالت:-
دي قسيمة جوازي يا حضرت القاضي أنا متجوزة بقالي سنتين بحضور أمي و بعض الأقارب و كان وكيلي في الجواز هو عم جميل جارنا و اللي اعتبرني زي بنته و رباني مع عياله و لا عمره في يوم فرق في المعاملة بيني و بين عياله
و دا كله عشان اية يا سيادة القاضي ؟!!
عشان أبويا مكنش معترف بيا و لا راضي أنه يظهرني قدام الناس
عشان لما أمي بدأت تدور على حقي و حقها و إني لازم يكون لي أب قدام الناس و ثريا هانم حست بالخطر قررت بالاتفاق مع شهاب الدغيدي بقتل أمي و دفنها حية
أمي اللي مكنش ليا غيرها في الدنيا ، اللي ربتي بعد ما طلقها عشان ميشرفوش إن واحدة فقيرة زيها تبقي على ذمته
تقدمت من شهاب و ثريا و وقفت قدامهم و بدأت تتكلم :-
عملت اية أمي ليكم عشان تستاهل منكم كدا ؟!! ذنبها الوحيد اية أنها حبتك أو إنك ضحكت عليها و فهمتها إنك بتحبها و وهمتها بحبك ليها ؟!!
كانت مستعده تعيش معاك فـ المر ضحت بكل حاجة عشانك و استحملت اهانه و زل و فـ الآخر يكون دا جزاها
فضلت عليها واحدة جربوعة زي دي ؟! قالتلك اقتلها فـ قتلتها صح كدا
ثريا اتعصبت و لغت عقلها و نسيت إنهم واقفين في محكمة وقالت:-
أيوة صح وأنا اللي قتلها بإيدي دي ؟؟ عارفة ليه عشان حسيته مال ليها و هددته إني اخلي عياله يكرهوه فـ هو كره تهديدي وإني مسيطرة عليه و كرهك إنتي كمان ، أنا اللي كرهته فيكي و في أمك وأنا اللي قتلها
أخدت نفس و بص للقاضي و قالت:-
و دا اعتراف صريح منها يا سيادة القاضي إنها قتلت أمي ، و شكراً لسعت صدر حضرتك إنك سمحتلي أكشف ليك الحقيقة
دا أول دليل أما تاني دليل فـ هو الفيديو دا و الفيديو دا بيجمع بين شهاب الدغيدي و حرمه المصلون ثريا و هما بيدفنوا روح بريئه حيه
نزلت دموعها و كملت:-
قلوبهم اتحجرت لدرجة أنها اترجتهم يرحموها و يسبوها في حالها و هي هتاخدني و تبعد عنهم خالص لكن نقول اية يا سيادة القاضي زمن بقي فين القاتل برئ و بيطالب بحقه كمان و المجرم المظلوم المدفون حي إبن كلـ ـب وسخ ينداس عليه و ميفتحش بوقة و لو قال حقي الدنيا كلها تنقلب ضده
مسحت دموعها باديها و قربت من القاضي و حطت الموبايل قدامه و قالت:-
أنا عاوزة حقي يا سيادة القاطي حقي و حق أمي اللي راحت بسبب نفوس مريضة زي دي
و شكراً لتفهمك و قبولك لطلبي يا سيادة القاضي
لفت وشها و بصت لـ شهاب بنظرة خبيثة و افتكرت الورقة اللي قدمتها للقضي و اللي كان مكتوب فيها
فلاش باك
دي قسيمة جوازي يا سيادة القاضي
القاضي فتح القسيمة و لقي مكتوب فيها
” أرجوك سبني اكشفلك حقيقة موت أمي”
القاضي بصلها و هي بتصلته بنظرة رجاء و فهز راسه هزه خفيفه
القاضي بصلهم و شهاب بقي متوتر و خايف جدا حس إن اللعبة انقلبت عليه وأنه اتورط في جرائم كتير و إن خلاص مصيره الحبس فجاه قام وقف و قال بصوت عالي:-
يتبع…
الحلقة الثانية والعشرون
– مش أنا مش أنا اللي قتلت داليا
ثريا هي اللي قتلتها مش أنا
أنا كل اللي عملته إني ساعدتها تدفنها بس لمن هي اللي خططت و نفذت أنا مليش دخل بيها
احبسوها اقتلوها اعملوا اللي انتوا عاوزينه فيها لكن أنا مليش دخل فيها أنا معملتش حاجة معملتش حاجة
قال آخر كلامه و دموعه بدأت تنزل و الوضع أصبح مش تمام
ثريا مستحملتش اتهام شهاب ليها فصرخت في القاضي و قالت:-
كداب والله كداب هو كان عارف إن عنده بنت و سابها مرمية عند أمها ، أنا اه غلط إني كنت بأثر عليه عشان ميروحش ليها و لا يشوف البنت و أثرت عليه أكتر من مرة ميعترفش بيها و هو كان بيمشي ورا كلامي
لكن أنا مقتلتهاش أنا مليش دخل هو اللي قتلها
ضحكت بصوت مرتفع و قالت:-
لا مش هو اللي قاتلها ، أنا اللي قتلتها بايديدي ، دفنتها حية عشان ميبقاش ليها فرصة أنها تعيش من تاني
هو ساعدني في دفنها بس أنا أنا بايدي خبطها على رأسها و مش بس كدا كنت عاوزة اخنقها عشان أتأكد أنها ماتت لكن هو هو اللي مانعني عنها الغبي كان بيحبها بس أنا اللي كنت بكرهه فيها
شهاب بصحكة مهزوزة:-
شوفت شوفت سيادك أهي اعترفت بكل حاجة وإني مليش دخل بقتل داليا ﴿ والدة شمس ﴾
القاضي بقي قاعد تايه مش عارف اية اللي بيحصل بص في الورق و قرر أنه أحسن حاجة ياخد دقيقة تفكير
خبط بالخشبة على المكتب و قال:-
الحكم بعد المداولة
القاضي انسحب بهدوء بره القاعة و بقي الكل قاعد في صمت لحد ما كسر حمزة الصمت دا و قال لشمس:-
إنتي جبتي الفيديو دا منين و لية معنديش علم بيه
أخدت نفس و قالت بعد ما بصتله :-
ولا أنا كان عندي علم بيه يا حمزة ، كل الحكاية إن قبل المحكمه بساعات جالي إتصال من عم جميل فاكره ولا نسيت
أيا كان الإتصال دا كان عبارة عن تفاصيل الفيديو دا و صدقني إني لما شوفت الفيديو انهارت الموضوع صعب و مقدرتش اتحمله و انت كنت بعيد في الوقت دا يا حمزة
حمزة اخدها في حضنه و باس على رأسها و بقي يعتذر ليها عن أنه مكانش معاها وقت ما شافت الفيديو و مقدرش يهون عليها
– كنت محتجاك أوي يا حمزة معايا في الوقت دا ، كان صعب أوي و في نفس الوقت كنت عذراك لأنك كنت في موقف أصعب من دا
– أنا آسف والله العظيم آسف حقك علي قلبي يا روح قلبي
الكل كان قاعد بيبص عليهم و مش فاهمين حاجه و شهاب بيبص على ثريا اللي بقت تتصرف تصرفات غربية و كان عقلها طار
لحظات و دخل الحاجب و هو بيقول :-
محكمة
الكل وقف لحد ما القاضي و المستشارين دخلوا القاعة من تاني و قعدوا
القاضي شاور للكل يقعد و قعدوا في أماكنهم فعلاً
أخد نفس و الكل مستعد تماما لللي هيقوله بصلهم لحظة و رجع بص في الورق قدامهم
– بعد الاطلاع على الأوراق و سماع المرافعات قررت هيئة المحكمة حضويا برفض دعوة الحجر التي قدمها شهاب الدغيدي على والده نشأت الدغيدي
كما قررت هيئة المحكمة أن شمس شهاب الدغيدي عاقلة تماما و مسؤولية عن جميع شئونها
و أيضا قررت المحكمة التحفظ على المتهمة ثريا حلمي و عرضها على الطب النفسي للتأكد من سلامه قواها العقلية
و أيضا إلزام شهاب الدغيدي بتكاليف المحاماة و حبسه ثلاثة أعوام لاشتراكه في قضيه قتل دليا الصاوي
الكل اتفاجي بشمس بترفع اديها للقاضي اللي سمحلها تتكلم و قالت بنبرة ثقة :-
أنا دلوقتي اللي عاوزة ارفع قضية حجر على السيد شهاب الدغيدي هيكون في الحسب و مش هيقدر يدير أملاكه
القاضي ابتسم لدهاء شمس بس مبينش و قال بجدية:-
تقدري تقدمي طلب للمحكمة و هما هيفدوكي هناك
شهاب لما سمع كلام شمس اتوجع أوي و حس بوجع أبوه لما حطه في نفس الموقف أما مروان و مازن فـ هما بقوا يبصوا لبعض و بصوا لشمس اللي كانت بتبص لـ شهاب بثقة و فرحة في عيونها مقدرتش تخبيها
فاقوا كلهم على كلمه رفعت الجلسة
القاضي و المستشارين خرجوا من القاعة و حمزة سحب شمس لحضنه و باس على رأسها جامد و قال:-
حقك رجعلك أهو و من غير دم وعدتك هتبقي جنبك للنهاية و وفيت بوعدي ليكي
شمس اتعدلت من حضنه و حضنته هي و قالت:-
كنت راجل في كلمتك يا حمزة أنا لو عشت حياه تاني غير حياتي دي هتمني إني اعشها في حضنك إنت و مبعدتش عنك ثانية واحدة
مروان راح ناحية شمس و قال بسخرية:-
برافوا عليكم قدرتوا تخدعونا كلنا و جننتوي أمي و حبستوا أبويا كل دا لية هي خلاص ماتت باللي عملتيه دا هترجعك تاني يعني
حمزة كان هيرد عليه لكن شمس منعته بإديها و وقفت في وش مروان و قالت بثقة :-
لا مش هترجع يا مروان ، للأسف أمي مش هترجع تاني لكن باللي عملته دا قدرت أبرد على الأقل جزء من نار تربتها
و نار قلبي وعيوني اللي كل ما بتشوف أمك قدامي ببقي عاوزة ادفنها حيه زي ما عملت في أمي
أما أبوك اللي فرحانلي بيه دا فهو لا شئ بالنسبالي ، واحد كان مش معترف بيا آذاني و اذي أمي قبل مني كتير اينعم أمك اللي كانت بتسخنه بس برضو فين عقله ، بيتجوزها ليها طلما هيظلمها ؟! بيجبني على الدنيا لية طلما مش هيعترف بيا
و مش بس كدا ؟!! لا دا راح رفع قضية على جدك اللي تعب في ربايته بس للأسف جدك معرفش يربيهم كويس
و من أول مطب خسعوا و كلهم باعوه دا تسميه أب والله لو كنت انت معتبره أبوك فهو أبوك لوحدك لكن أنا مليش أب غير نشأت الدغيدي
زينب كانت مراقبه الموقف و بابتسامة خبيثة قالت:-
كدا عرفت أنا هتحالف مع مين ضدك يا شمس الكلب والله ما هتشوفي يوم عدل في حياتك كلها
الكل كان مشغول من اللي بيحصل بين شمس و مروان اللي مصر على موقفه و مخدوش بالهم من اللي دخل القاعة و خافي وشه عشان محدش يشوفه و قعد في الصفوف الأخيرة بحيث محدش يشوفه
محكمه…..
يتبع…
الحلقة الثالثة والعشرون
محكمه
همس ليهم المحامي و قال:-
معاد القضية التانية من فضلكم اهدوا و اقعدوا اماكنكم
الخلافات دي تحلوها في البيت مش في المحكمة
لو حد صوركم صورة أو فيديو و اتسرب للصحافة هتبقي مصيبة فوق المصيبة
شمس و مروان بصوا لبعض و كل واحد منهم مشي تجاه مكانه و وقف فيه
دقيقتين و القاضي و المستشارين دخلوا و قعدوا و الباقي قعد
المحامي وقف قدام في مكانه المخصص و بدأ يتكلم و نشأت باصص على معتز و زيزي اللي في القفص
سرح لأول مرة اكتشف فيها أنهم على علاقة ببعض و بص لنظرت الخوف اللي في عيون معتز و إزاي شمس قدرت تكشفهم بسهولة
و دا بينله إن في حاجات كتير بتحصل من ورا ظهره مع أنه كان معتقد أنه مسيطر على كل حاجة
فاق على كلام المحامي و هو بيقول :-
اللي قدام حضرتك دا يا ريس قسيمة زواج بين المتهم معتز نشأت الدغيدي و زوجته مدام زيزي من خمسة عشر يوما و مع نفس القسيمة في قسيمة طلاق بين محمود الدغيدي و طليقته زيزي
يعني بالبلدي كدا يا ريس معتز الدغيدي اتجوز طليقة اخوه و بقالهم بالظبط خمستاشر يوم متجوزين
يعني مفيش قضية و البلاغ كاذب و الكلام اللي حصل دا عشان هما ناس معروفة مش أكتر
الأستاذ معتز كان مستني الأمور تهدي بين شهاب بيه و والده نشأت بيه و يعمل حفلة عشاء يعلن جوازه من مدام زيزي
زيزي كان واقفة في القفص و هي رافعة رأسها لفوق و مكنش هاممها حد
و الشخص اللي دخل القاعة كان بيضغك على ايده جامد
و فجأة وقف و ظهر وشه و اتقدم تجاه القاضي و قال:-
الكلام دا كذب يا سيادة القاضي أنا محمود الدغيدي و اللي في القفص دي مراتي و اللي واقف جنبها أخويا إبن أمي و أبويا و اللي خاني و طعني في ظهري و التعدي على حرمة بيتي و عمل علا قة مع مراتي
كل اللى فى القاعة وقف و حمزة بقي واقف بيبص عليهم
و مش عارف يعمل اية هو مش في ايده حاجة أصلا يعملها
معتز و زيزي و ملامح الصدمة اللي باينه أوي على وشهم و الهلع و الزعر اللي هما فية بعد ما كان هيتحكم ليهم بالبراءة خلاص و هيخرجوا من القضية مظلومين جه محمود و ثبت كل حاجة عليهم
محمود كمل كلامه و قال:-
القسائم اللي قدام حضرتك دي يا ريس مش حقيقة مزورة أنا مطلقتهاش مطلقتهاش
من كتر العصبية اللي هو فيها غضبه عماه زي ما بيقولوا و طلع سلا ح من جيبه و صوبه تجاه زيزي الاول و قال قبل ما يضرب :-
دا مصير كل واحدة خاينه
ضر بها بالنار و الرصاصة اخترقت قلبها وقعت ميته
– أما إنت فعشان تتعلم تخون أخوك صح
صوب عليه و هو عارف هو بيعمل اية ضربه رصاصة و كان قاصد أنه يخليه عايش بس يشوف الموت بعيونه وقع معتز على الأرض و هو بيجاهد عشان ميغبش عن الوعي
العساكر اتجمعت على محمود و اخدوا منه السلاح بصعوبة و سيطروا عليه و بقي متكتف من جميع الاتجاهات
و القاضي خرج من القاعة لحد ما يسيطروا على الوضع
الكل واقف مزهول من اللي حصل و اللي بيحصل و حمزة بقي مش واعي خالص
شمس بصت على حمزة و مسكت ايده و هو انتبه ليها و قال بحسرة :-
كل حاجة ضاعت يا شمس ، أنا مش عارف هقدر اكمل إزاي بعد اللي شوفته دا ، أمي ماتت حتي لو فيها اية بس هي أمي و أبويا اللي قتلها قدام عيوني و هيتحبس باقي عمره
شمس حضنته و قالت بصوت هامس لسة مستوعبش الصدمة و المصايب اللي بتحصل:-
أنا معاك صدقني مش هسيبك و لا هفلت ايدك من ايدي و دايما هتلاقيني في ظهري والله ما هسيبك
نشأت بقي كل خلية في جسمه سايبة شاف ابنه قـ ـتل ابنه التاني قدام عيونه و هو واقف عاجز و مش قادر يعمل حاجة
قال بصوت متقطع:-
لا لا لا مهما يعمل ميستاهلش يموت كدا ، كنت سيبه و القانون هيجيب ليك حقك استفدت اية لما قتلتهم أهم راحوا وإنت هتتحبس استفدت ايه قولي لما قتلتهم
محمود بصوت عالي ملئ المكان :-
استفدت اية إنت يا بابا اللي بتقول استفدت اية ، نار قلبي بردت العار اللي جابوه أخدت حق شرفي اللي انداس عليه بالجزم ، دا حتي مراعوش ان عيالهم ولاد عم و اخوات و عملوا جريمة في حقنا إحنا قبل نفسهم
زينب اللي مش عارفه أصلا تقوم من على الكرسي بقت و شافت باباها بيتقـ ـتل قدام عيونها و مبقتش عارفه تعمل أية بقت تبص لاخواتها المزهولين و واقفين بيتفرجوا على اللي بيحصل
بصت ليهم و غمضت عنيها مبقتش قادرة تستحمل أو تشوف حاجة تانية بتحصل قدامها ، بقت تتمني إن اللي حصل دا كله يبقي حلم ، لا كابوس كابوس بشع تتمني تصحي منه على حياتهم الهادية الجميلة اللي من وقت ما دخلت شمس فيها بقت جحيم على الكل و كانت هي أولهم من وجهة نظرها
زين انتبه ليها و عدلها على الدكه و وقف من تاني بس المره دي الحقد اتكون في عيونه و لأول مره في حياته يكره و يحقد على عمه اللي طول عمرة بيعتبره أبوه
بصله بغل و قال:-
إنت إزاي كدا ؟! إزاي تقتل أبويا كدا ؟!!
حتي لو كان عمل اية مين اعطاك الأذن إنك تقـ ـتله ، إنت مش لازم تعيش و لازم تموت و تحصله
نشأت بقي واقف مزهول من اللي بيحصل و لازم نفسه كتير على اللي عمله في العيلة كلها
زياد بص لاخوه و قال بعصبية :-
عنده حق يعمل كدا و أكتر كمان ، إنت اية هيكون موقفك لو مراتك خانتك مع اخوك لا و بكل بحاجة واقفة و بتقول اه خنتك ، اية هيكون شعورك لو أنا اللي مكان ابوك و مراتك خانتك معايا ؟!!
إنت مش بس هتقتـ ـلنا دا انت هتاخد من دمـ ـنا في كأس و تشربه يا زين
– و لو بس برضو ابوك حلو اللي حصل فيه و أختك اللي مرمية دي
خرج سلاحه و صوبه تجاه محمود و أطلق رصاصة لكن استقرت في جسد زياد اللي وقف قدام محمود فجأة
زين عيونه وسعت و بقي يهز رأسه بجنون و حمزة جري على زياد اللي لا حول له و لا قوة
زياد بص في عيون حمزة و قال بصوت متهدرج:-
أنا مش زعلان منه يا حمزة و إنت كمان متزعلش منه و مني أنا بحبك والله سامحوني و غاب عن الوعي
مجموعة من العساكر كتفت زين اللي بقي يناطح فيهم و عاوز يوصل لـ زياد باي طريقة لكن مفيش فايده
صوت حمزة اللي ملئ المكان و هو بيقول :-
إسعاف هيروح مني
شمس اللي صرخت بإسم زياد و الجد اللي مسك قلبه و وقع على الأرض
شمس بصوت عالي:-
جدو لا
الصوت بدأ يقل و المشهد بيتنهي و فجأة جهاز ضربات القلب أعلن عن توقف قلب حد
يتبع…
الحلقة الرابعة والعشرون
– كدا يا سيادة القاضي مفيش قضية أصلا!!
واحد و مراته فين المشكلة
محمود فاق على كلام المحامي و بص بلهفة على الجد و حمزة و زياد و زين
أخد نفس عميق و انسحب من المحكمة و هو بيقول :-
لا مش هسمح لكل دا يحصل و حقي هعرف اجيبه تالت و متلت
زينب اللي دموعها نازلة و مش مبطلة عياط و هو بتقول لنفسها:-
لية يا بابا عملت فينا كدا ؟! فرجت علينا الناس و سمعتنا بقت في الأرض مش هعرف أوري وشي لحد تاني ابدا إنت قضيت علينا و خصوصاً أنا…
القاضي كان مركز في الأوراق قدامه و قال:-
حابب إني أسمع الكلام دا من طليق المتهمه لو موجود يتفضل و لو مش موجود هناجل الجلسة لحين استدعائه
حمزة اتصدم و برق من كلام القاضي و شمس نتحت كأنها اتلقت رصاصة و مش حاسة بيها و الجد حط ايده على راسة و قال:-
لله الأمر من قبل و من بعد
زين اللي بص لـ زياد و قال:-
عمك مش هيستمر في المهزلة دي كلنا عارفينه ميعجبوش الحال المايل و مش بعيد يفضح كل حاجة كمان
محمود كان خلاص وصل لباب القاعه و كان هيخرج لكن لما سمع كلام القاضي رجع خطوه لورا و لف وشه ناحيتهم
لقي الكل بيبص على الأرض بخزي و لقي معتز و زيزي الارتباك ظهر على وشوشهم
اتقدم ناحية القاضي بخطوات ثابته و واثقة و هو بيراجع شريط تخيلاته و اللي هيحصل لو قال الحقيقة
السكون عم المكان إلا من خطواط محمود اللي صوتها بقي واصل للكل
حمزة لف وشه و بمجرد ما عينه وقعت على محمود بلع رقيه بصعوبه و عيونه بقت متبعاه
شمس اللي مسكت ايد حمزة عشان تهديه و الجد اللي خلاص قلبه مش مستحمل كل اللي بيحصل لكنه بيعافر عشان ميقعش
معتز اللي عيونه مبرقة من الصدمة و الخوف بياكله من جواه
بلع ريقة اللي جف بصعوبه جدا و قال بفقدان أمل:-
روحنا في داهية محمود مش بس هيكفيه اللي هيعمله فينا لا دا هيـ ـقتلنا بايده
زيزي اللي بصت لـ محمود و ملامح وشها بهتت خالص لدرجة إن لون بشرتها ابقي أصفر أكتر من صفار الليمون
محمود وقف بثقة و بصلهم بنظره محدش عرف يفسر معناها
ابتسم يتهكم و بص للقاضي و قال:-
أنا محمود نشأت الدغيدي أخو المتهم و طليق المتهمه كل اللي المحامي قاله حقيقة و هي طريقتي و مطلقها من فترة فعلاً لكن حقيقي اتفاجيئت إن أخويا اتجوزها
بس دا مش موضوع كبير يعني يستاهل إننا نقف عليه في عندنا أمور تانية لازم تتحل زي مشاكل الشركة و الشغل
شكراً سيادة القاضي
محمود لف وشه و نظره وقع على زيزي اللي الماية ردت في وشها و بقي منور و مورد تاني بعد ما كانت هيغمي عليها من الخوف
رفع حاجبه لما لقاها بتبتسم بثقة و مش هاممها حاجة و قال في نفسه :-
اضحكي براحتك عشان اللي جاي خراب على دماغك و دماغه