
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
الفصل ال17 و الأخير..
جبر السلسبيل2..
✍️نسمة مالك✍️..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
اللهم يا سامع كل شكوى، يا شاهد كل نجوى، يا عالم كل خفية، يا كـ,ـاشف كل كرب وبلية، يا منجي نوح و إبراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام نجي “سلسبيل” و ولادها بعينك التي لا تغفل و لا تنام، أجبر قلبها و أشفي “عبد الجبار” شفاءًا لا يغادر سقماً يارب العالمين..
تردد “عفاف” هذا الدعاء بلا توقف منذ دخول “سلسبيل” غرفة العمليات المجاورة لغرفة زوجها مباشرةً، بقي الجميع في حالة مزرية حقًا ينتظرون و لو بريق أمل يُزيح هذه الغمة عنهم..
“ماما عفاف.. سلسبيل بتولد إزاي و هي في السابع؟!”..
قالتها “صفا” التي وصلت للتو حاملة حقيبة كبيرة بها كل أغراض “سلسبيل” الخاصة بالولادة..
استقبالتها “عفاف” بضمة حنـ,ـونة، و أخذت منها الحقيبة و بدأت تجهز ثياب الصغار و هي تقول بصوتٍ متحشرج بالبكاء..
“الحمد لله إني جهزت لها كل حاجة هتحتاجها بدري.. قلبي كان حاسس أنها ممكن تعملها و تولد في أي وقت بسبب الضغط الكبير اللي بتمر بيه.. أدعيلها يا صفا تقوم بالسلامة” ..
ربتت “صفا” على كتفها مغمغمة بيقين..
” إن شاء الله هتقوم بالسلامة هي و النونو يا ماما عفاف اطمني يا حبيبتي”..
” لا متخليهاش تولد يا دادة عفاف.. خليها حامل لو ولدت أمي هتمـ,ـوتها و تمـ,ـوت أخوي و لا أختي اللي هتيچي كيف ما عملت في أبوي “.. صرخـ,ـت بها” فاطمة” الواقفة بإحدى الأركان محتـ,ـضنة شقيقاتها و يبكيان بنحيب بصوتٍ مكتوم..
جملتها جعلت الجميع يتطلع ل” خضرا” بأسف ، لتهرول مسرعة تجاه البنتين فاتحة ذراعيها و قد تذكرت وجودهما الآن ..
” فاطمة.. حياة.. متخـ,ـفوش يا ضناي.. تعالوا في حضـ,ـني”..
ظهر الذعر على ملامحهما، و فروا مبتعدين عنها اختـ,ـبؤا خلف ظهر “جابر”، فعلتهما هذه كانت أقـ,ـسى عـ,ـقاب بالنسبة لها، أبنتيها خائفتان منها ! تسمرت محلها تطلع لهما بأعين تنهمر منها العبرات حين قالت “حياة” أبنتها الصغيرة..
“عمو چابر متهملناش وياها.. أبوي وصاك على أني و خيتي قبل ما يمـ,ـوت “..
جثي “جابر” على ركبـ,ـتيه أمامها، و رفع يديه زال دموعهم برفق مردفًا بابتسامة مطمئنة..
“أبوكم مماتش.. أبوكم بإذن الله هيعيش و أنا معاكم أهو مش عايزكم تخافوا و تبطلوا عـ,ـياط و أدعوا ل بابا و ل سلسبيل كمان يقوموا بالسلامة “..
أتت إحدي الممرضات و تحدثت بعملية قائلة..
“جهزنا جناح لمدام سلسبيل تقدروا تنتظروها فيه على ما تولد”..
نهضت” صفاء” حاملة الحقيبة، اقتربت من الصغيرتان ضـ,ـمتهما بحنو، و سارت بهما و هي تقول..
“أيه رأيكم تيجوا معايا نستنى النونو سوا في الأوضـ,ـة “..
تابعتهم” خضرا” بحـ,ـسرة شـ,ـديدة على حالها، لتنـ,ـتفض بهـ,ـلع حين وجدت باب غرفة العمليات يُفتخ و خرج منه إحدي الأطباء يتحدث بأنفاس لاهثة قائلاً..
“المريض محتاج نقل دـ,ـم فورًا”..
“أنا معاه قولي أتبرع فين”.. قالها “جابر” بلهفة و هو يفك زرار القميص من حول معصمة، و يرفعه يظهر ذراعه له..
“اتفضل معايا هناخد منك عينة و نحللها الأول”..
أسرعت “صفا” خلفه و هي تقول بستحياء..
“أنا هاجي معاك يا جابر”..
نظر لها” جابر” نظرة جعلت وجنتيها تتورد بحـ,ـمرة الخجل، ليزيد من خجلها أكثر حين مد يده أمـ,ـسك كف يدها الصغير بين راحة يده الضخمة ضـ,ـاغطًا عليها بخvفة..
” تعالي “..
سارت بجواره تحاول سـ,ـحب يدها من يده، لكنه رفـ,ـض تركها هامسًا بأذنها..
” مش هسيبك.. فاهمة.. أنا مش هسيبك.. ده أنتي وصية أمي يا صفا”..
خفضت رأسها حتى لا يرى ابتسامتها و الدمـ,ـوع التي تجمعت بعينيها تدل على فرحتها بتمسكه بها..
………………….لا إله إلا الله وحده لا شريك له……
“خضرا”..
لم يبق أحدًا غيرها أمام غـ,ـرفة العمليات، عينيها تذرف الدمـ,ـع بغزارة، دمـ,ـوع نـ,ـدم، حسرة، خوف من القادم ..
ضـ,ـربت بيدها على رأسها مرددة ببـ,ـكاء كاد أن يقطع أنفاسها..
“اااه يا أخوي.. يارب لاچل حبيبك النبي تقلبه مقلب سلامة لخاطر البنته الصغار”..
كفت عن البكاء حين رأت الطبيب المشرف على حالة “بخيتة” يقترب منها بوجهه لا يُبشر بالخير..
“خير يا دكتور.. أمه حُصلها حاچة..
أجابها الطبيب بأسف قائلاً..
” واضح إن المريضة اتعرضت لصـ,ـدمة شديدة جدًا أدت لشلل رباعي و حالتها للأسف مش مسـ,ـتقرة.. أدعيلها “..
لطمت” خضرا “وجنتيها بعنف مرددة بنواح..
” يا مرك يا خضرا.. يا وچع الجلب اللي ملوش علاچ و لا دوا”..
…………………………………. سبحان الله وبحمده ….
.. داخل غرفة العمليات..
صدمة شلت الجميع حين توقف قلب “عبد الجبار” عن النبض رغم النجاح الكبير للعملية التي قام بها “أيوب” ببراعة و إتقان شديد،
هرول مسرعًا نحو الجهاز الخاص بإنعاش القلب، و صعقه به مرات متتالية، يكرر المحاولة مرارًا و تكرارًا دون يأس و هو يقول بغضب عارم..
“رافض الحيااااة لييييييييييييه”..
على الجانب الأخر بالغرفة التي تلد بها “سلسبيل” كانت الفرحة تعم المكان حين قالت الطبيبة التي تولدها بسعادة بالغة..
“ولدين.. جالك ولدين زي القمر يا سلسبيل”..