منوعات

بقلم نسمه مالك الخامس والاخير

“أيوب.. يا دكتور أيوب يا نن عين أمك.. تعالي يا ضنايا “..

“اؤمريني يا أمه “..
هكذا لبى ندائها على الفور كعادته معاها، و أتى إليها مهرولاً بهيبته و هيئته التي تخطف القلب،
وقف بجوارها و حاوط كتفيها بذراعه لتُشير له “زينب” على” جابر” الواقف بعيدًا عن وجهة الباب..
“وفي واحد عايزك ضروري يا حبيبي”..

نظر” أيوب ” تجاهه و تحدث بترحاب قائلاً..
” أهلاً و سهلاً.. اتفضل”..

“دكتور أيوب أنا آسف إني جاي لحضرتك من غير ميعاد بس في واحد واخد رصاصة في صدره و حالته خطيرة أوي و كل الدكاترة اللي كشفوا عليه رافـ,ـضين يجازفوا و يعملوه العملية و قالوا محدش غيرك بعد ربنا اللي يقدر ينقذه “..
أردف بها” جابر “مرة واحدة دون أن يدع فرصة ليلتقط بها نفسه..

” أنا جاي معاك”.. قالها” أيوب ” دون تفكير، فهو لن يغلق بابه أبدًا بوجهه أحد لجأ إليه، قبل يد و رأس” زينب” مغمغمًا ..
” ادعيلي يا أمي “..

ربتت” زينب” على صدره بكف يدها بحنان بالغ و هي تقول..
” دعيالك يا قلب أمك.. تربح و تكسب و يجعلك في كل خطوة خير وسلامة يا أيوب يا ابن زينب”..

كل ما يحدث كانت تتابعه “حبيبة” زوجته التي تحدثت بلهفة قائلة..
“هتنزل من غير ما تاكل و لا حتى تغير هدومك يا أيوب؟!”..

ارتدي “أيوب” حذاءه الرياضي على عجل، أقترب منها و نظر لها نظرته العاشقة التي يخصها هي وحدها بها مدمدمًا..
” لما الأكل يجهز كلميني هبعتلك عربية تجيبك عندي”..
طبع قبلة عميقة على رأسها، و هرول للخارج مسرعًا، انطلق برفقة” جابر” نحو المستشفى..

لم يمر سوي عدة دقائق حتى وصلوا إلى المستشفى بفضل سرعة “جابر” العالية، انقلبت المستشفى رأسًا على عقب فور علمهم بوصول الجراح الشهير” أيوب زيدان” تأهب الجميع لاستقباله، مجهزين له كافة شيء، ليتوجهه “أيوب” نحو غرفة التعقيم مباشرةً ..

كانوا الجميع بانتظاره أمام غرفة العمليات، خرج هو عليهم و تطلع حوله، ينظرون له و كأنه طوق النجاة الوحيد الذي سينقذهم بانقاذه لرجلهم، فابتسم لهم ابتسامته الجـ,ـذابة التي تطمئن القلب و هو يقول بكل ما يملك من رحمة و رأفة بحالته..
” اطمنوا يا جماعة..خير بإذن الله”..

سارت نحوه “سلسبيل” بخطوات متعثرة، فحالتها إذدادت سوء بسبب ألالام مبرحة تدهمها تحاول هي قدر الإمكان تحملها، و قد بهت لونها و تناثرت حبيبات العرق على جبينها، و الهالات السوداء ظهرت فجأة أسفل عينيها التي يملؤها الحزن، و أردفت بنبرة جادة لا تقبل الجدال قائلة..
“همضي إقرار على نفسي أني هتبرعلوا بقلبي و تاخد قلبي تدهوله يا دكتور بس يعيش”..

رباااه.. جملتها هذه زلزلت قلوبهم جميعًا، تطلع لها “أيوب” بنظرة متفحصة، و من ثم وجه نظره لإحدى الأطباء المساعدين و تحدث بأمر قائلاً..
“ابعت لأخصائي نساء و توليد خليه يجي حالاً “..
سار نحو غـ,ـرفة العمليات و أشار بعينه على” سلسبيل ” قبل أن يدلف للداخل مكملاً ..
” المدام بتولد…”..

يتبع..

انت في الصفحة 3 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
10

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل