منوعات

بقلم نسمه مالك الخامس والاخير

تسمرت “سلسبيل” محلها لبرهةً، و من ثم بادلتها عنـ,ـاقها هذا، يدها تربت على ظهرها و ها قد أجتمعوا أخيرًا على حب رجل واحد، مدمدمة بثقة عمياء..
“أهدي يا أبلة خضرا و بطلي عـ,ـياط.. عبد الجبار هيقوم منها و هيبقي كويس”..

هدوئها الغير لائق بالمرة على هيئتها المـ,ـتألمة جعل الجميع ينظرون لها بترقب ينتظرون إنهـ,ـيارها بأي لحظة،
لكنها خلفت ظنونهم و بقت هادئة، مسالمة عكس ما بداخلها من صخب و ألالام تفوق التحمل تكاد أن تزهـ,ـق روحها..

كانت هناك حالة من الهرج و المرج داخل المستشفى المتواجد بها “عبد الجبار” جميع العاملين بها بلا استثناء يعملون على قدم وساق ليتمكنوا من إنقاذه، لتلجمهم جميعًا الصدمة حين حددو مكان الرصاصة التي تقع بجوار القلب مباشرةً و إذا تحركت أنش واحد ستُسبب جرح بعضلة القلب نفسها..

“إحنا بنعتذر محدش هيقدر يجازف و يعمل العملية ل عبد الجبار باشا لأن فيها خطورة كبيرة على حياته”..
قالها مدير المستشفى بنفسه صـ,ـدم بها “سلسبيل” التي سقطت على ركبتيها أرضًا، و إثار غضب “جابر” الذي قبض على عنقه بقبضته الفولاذية مغمغمًا.
“يعني ايييه محدش هيجازف.. يعني هتسبوه لغاية ما يمـ,ـوت يا ولاد ال***؟!”..

” مافيش غير جراح واحد في مصر هو اللي هيقدر يعمله العملية دي”.. قالها المدير بأنفاس مقطوعة، ليخفف “جابر” قبضته قليلاً حول عنقه، و صـ,ـرخ في وجهه بنفاذ صبر قائلاً..
“ميييين هو أنطق؟”..

“جراح القلب الدكتور أيوب زيدان…إحنا حاولنا نتصل بيه بس تليفونه مقفول، كلمنا المستشفى اللي هو مديرها بلغونا إن انهارده أجازته، هكتبلك عنوان بيته و روح هاته بنفسك لأن مافيش قدامنا وقت”..

بالفعل تركه “جابر” على مضض، فأخرج ورقة و قلم من جيب البالطو الخاص به و دون بها عناوين دكتور” أيوب ” خطفها منه” جابر ” و استدار يستعد للذهاب، ليجد”سلسبيل ” جالسة أرضًا بجوارها” عفاف” و” خضرا” يحاولان مساعدتها على النهوض، لكنها أبت و ظلت على وضعها محتـ,ـضنة بطنها بذراعيها في حالة ذعر شديد و مع ذلك لا تبـ,ـكي متـ,ـماسكة لأقصى حد،

هرول نحوها وجثي أمامها على ركبتيه، و جذبها بمنتهي الرفق من معصميها أرغمها على الوقوف، و دفعها بخفه لأقرب مقعد أجلسها عليه مغمغمًا..
“متخفيش يا سلسبيل إن شاء الله عبد الجبار هيقوم منها .. ادعيلوا أنتي بس و فوضي أمرك لله “..
أنهى جملته و أختفي من أمامها كالزئبق، ركض بكل ما يملك من سرعة حتى يحضر الطبيب لينقذ حياة الشخص الذي أصبح أعز صديق بالنسبة له..

…………………………….. يا حي يا قيوم برحمتك استغيث….

حالة من الذهول أصابت” جابر ” حين وصل بسيارته لعنوان الطبيب “أيوب”، تطلع حوله للمنطقة الشـ,ـعبية شـ,ـديدة البساطة التي لا تتماشى مع كونه مدير أشهر المستشفيات في مصر!!

صف سيارته و هبط منها يدور بعينيه يبحث عن منزله، ليلمح يافته كبيرة مدون عليها إسمه بالطابق الأخير لمنزل قديم تم ترميمه حديثًا، اندفع نحو الداخل راكضًا على الدرج حتى وصل لتلك الشـ,ـقة التي يخرج منها صوت ضحكات لتجمع عائلي تسر القلوب..

أخذ نفس عميق يلتقط به أنفاسه اللاهـ,ـثه، و ضغط على الجرس عدة مرات حتى فُتح الباب و خرجت منه امراءة بشـ,ـوشة الوجهه، أبتسمت له بوداعة و هي تقول..
“خير يا ابني!” ..هم “جابر” بفتح فمه لتستطرد “زينب” بفخر و فرحة دون أن تمنحه فرصة للرد..
“عايز ابني الدكتور أيوب مش كده؟ “..

أجابها “جابر” بلهفة قائلاً..
“أيوه يا أمي.. عايزه ضروري جداً في مسألة حياة أو موت”..

تطلعت له “زينب” بشفقة و من ثم لفت وجهها و نادت بصوتها الحنون المليء بالحب..

انت في الصفحة 2 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
10

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل