
” فوق لنفسك و ألزم حدودك وياي أحسنلك.. أنت خابر زين إني أقدر أقطع لسانك و أخلص عليك كمان و اعمل حسابك تغور من أهنه و تعاود على البلد معوزاش أشوف خلقتك مرة تانية قبالي.. لو لمحت طيفك حتى هطوخك بالنار”..
أنهت حديثها و أغلقت الهاتف بوجهه دون عناء لإنتظار رده، و قامت بعدها بتحطيم الهاتف بأكمله و قامت بالتخلص منه بألقاءه في صندوق القمامة..
……………………….. لا إله إلا الله وحده لا شريك له..
” جابر”..
خانته عبراته و لم يتمكن من كبحها، و هو يميل على النعش الراقده بداخله والدته و هم بحمله على كتفه، ليتفاجيء بيد أخر شخص توقع وجوده الآن يميل معه و يمسك الجانب الأخر من النعش حملوه سويًا على أكتافهما، و سار برفقته بجانب بعضهما كلاً منهما ينظر للأخر نظرة اختفت منها الشررٍ المتطاير..
“البقاء لله وحده.. شد حيلك يا چاير”..
كان هذا صوت “عبد الجبار” الذي عاد له مسرعًا بعدما قام بتوصيل “سلسبيل” بنفسه لمنزلها بالإسكندرية…
يتبع…………
واستغفروا لعلها ساعة استجابة..
الفصل التاسع..
جبر السلسبيل2..
✍️نسمة مالك✍️..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
لا تخون أحدًا و لكن كن دومًا حريص، لا تعطي ثقتك العمياء لأي مخلوق حتى لا يأتي اليوم و يُصدمك بفعل كارثي يُندمك على ثقتك فيه..
مّرت ثلاثة أيام العزاء لم يترك “عبد الجبار” خلالهم “جابر” من كان يعتبره غريمه، ظل معه كتفًا بكتف في كل شيء، أظهر معدنه الأصيل له و شد من أزره خاصةً أنه كان في أشد لحظات ضعفه بعد موت والدته و مرض جده الشديد..
و أخيرًا عاد من المنصورة لمنزله بالقاهرة، عاد شخص آخر لم يتصور بيومٍ أن يكون هو بعدما علم بتجاوز “حسان” من يعتبره ذراعه اليمين ملقي بإحدى مخازنه الآن يصارع الموت أثر الإساءة المبرح الذي تلقاه منه كاد أن يزهق روحه لكنه تراجع بأخر لحظة ،
و الأدهي من ذلك ما راءه على هاتفه من رسائل و مكالمات بينه و بين زوجته “خضرا”، قام هذا الخائن بتسجيل كل اتفاقه معها، كان ينوي تهديدها و أجبارها على تنفيذ مطالبه فيما بعد، لكن “عبد الجبار” لم يترك له تلك الفرصة..
طيلة الأيام الماضية لم يتوقف عقله لحظة واحدة عن التفكير فيما فعلته “خضرا”، ببادئ الأمر كان غاضب منها لدرجة غير مريحة، و أقسم لو رأها أمامه في تلك اللحظة لن يكتفي بانفصالها فقط بل سيصل به الأمر إلى إيذاءها!..
و لكن حين هدأت زروة انفعاله، و فكر في الأمر من جميع الجوانب، تردد بعقله سؤال كانت إجابته هي التي أطفأت نيران انفعاله المُدمرة..
من المخطيء الأساسي في كل ما حدث، و دفع خضرا إلى فعلتها الحمقاء هذه؟
الإجابة كانت هو! ، هو الذي سكب الزيت على النيران حين وضع زوجاته تحت سقف منزل واحد غير عابئ لغيرة أم ابنتيه التي كادت أن تحرق الأخضر واليابس و وصل بها الأمر إلى التفكير في إيذاءه!