منوعات

بقلم نسمه مالك الجزء الثالث

” الله !! أمال فين هختار سلسبيل وبس اللي لسه قايلها؟! “..
قالتها “عفاف” بجدية مصطنعة، و هي ترمقها بنظرة عابثة، عضت “سلسبيل” على شفتيها بخجل، و تنهدت بصوتٍ عال و هي تقول..
“أنا مديونة ل عبد الجبار بحاجات كتير أوي يا دادة.. و مدام هو طلقني و اختار أبلة خضرا فخليني أصلح اللي عملته في حقها لأني مديونة ليها هي كمان و حاسة إني غلطت لما قولتله على كلامها و تهددها ليا.. بصراحة كنت قاصدة أوقعها في شر أعمالها لأني غيرت عليه أنا كمان منها.. بس ربنا عاقبني و خلي عبد الجبار يطلقني أنا “..

أنهت حديثها، أخذت نفس عميق، و جذبت” عفاف” معاها تجاه طليقها، الذي قرر أن يوصلها بنفسه ليكون مطمئن عليها، كان يجلس داخل سيارته ممسك بيده هاتفها يتصفح فيه لحين خروجها، ليتفاجيء بكم هائل من الصور لهما سويًا كانت قد التقطتهم سلسبيل أثناء نومه وقتما كانوا بمنزلها الذي ابتاعه لها في الإسكندرية..

كانت الصور بأوضاع كثير مختلفة، تقبله، و تضمه بقوة، تختبيء داخل ضلوعه، تعالت وتيرة أنفاسه و خفق قلبه بعدم اتزان و هو يتأمل ملامحها بافتنان، و يستعيد لحظاتهما الحميمية معًا،

لينتبه على قدومها نحوه، فأسرع بإخفاء هاتفها بعدما قام بغلقه، و فتح باب سيارته، و نزل منها سار نحوها هو الأخر، رسمًا على وجهه الجمود قبل أن يصل إليها فهو بارع إلى حد كبير في إخفاء مشاعره،

رغم أن قلبه يتراقص فرحًا كلما تذكر بشارة الطبيبة له بحمل معشوقته، خبر حملها كان بريق النور الذي أضاء عتمة حياته و أعطاه القوة على تحمل كل ما يحدث معه..

و أخيرًا قطع المسافة التي تفصله عنها، يقف بطوله المُهيب أمامها مظهره ثابت و لكن كل ما بداخله يندفع إليها بشراهة،أما هي فقد فشلت فشل ذريع في إخفاء لهفتها، و شوقها إليه و نظرات العتاب التي ترمقه بها..

كور قبضة يده من نظرتها هذه التي تُزيد من لهيب قلبه المُتيم بها عشقًا،ساد الصمت بينهم طويلاً لم يستطيع أحدًا منهما قطعه، لتتنحنح “عفاف” و هي تبتعد بحذر عن “سلسبيل” مردفة بإحراج..
“اححم.. طيب يا سلسبيل يا بنتي أنا هروح أجيب عربيتي و أرجعلك”..

“هتروحي إسكندرية مع عفاف؟”..نطق بها “عبد الجبار”بصوته الأجش بعدما أبتعد بنظره عنها ليتمكن من إيجاد صوته..

أستجمعت “سلسبيل” قوتها، و هي تجيبه قائلة..
“أيوه هسافر معاها”..

سار من أمامها، و لف حول سيارته فتح باب المقعد المجاور له و هو يقول بلهجته الحادة..
” حصلينا بعربيتك يا عفاف.. أني رايد أتحدت مع سلسبيل هبابه”..
كان يتحدث و عينيه ثابته على “سلسبيل” يحثها على السير نحوه..

أنصاعت “عفاف” لحديثه على الفور خاصةً حين استمعت ل”سلسبيل” تقول..
“وأنا كمان عايزة أتكلم معاك يا عبد الجبار “..
قالتها و هي تخضع لرغبته، و تسير نحوه بخطي مُتعبة مستنده على سيارته بأناملها المرتعشة..

أصطك على أسنانه بقوة كاد أن يهشمها حين نطقت اسمه من بين شفتيها التي يدمنها، مرت من جواره قبل أن تميل قليلاً و تجلس على المقعد المجاور لمقعد السائق، كانت المسافة بينهما لا تُذكر لكنهما لا يتلامسان، أخذت “سلسبيل” نفس عميق تملأ رئتيها بأكبر قدر ممكن من رائحته التي تشعل جميع حواسها..

أستجمع شتات نفسه، تفنن في رسم الصلابه على قسمات وجهه بهيئة يُحسد عليها، و اتجه لمقعد السائق جلس عليه بجوارها مغمغمًا..
“ألبسي الحزام عشان هنخرج على الطريق السريع”..

سحبت “سلسبيل” الحزام حولها، لكنها لم تتمكن من أغلاقه لشدة توترها،بينما أشعل هو محرك السيارة و قاد بها متجه للطريق الحر مباشرةً خلفه سيارات الحراسة التي خصصها لها هي تحديدًا، و التي لم تنتبه لهم “سلسبيل” على الإانفصال، بل كانت منشغلة بأختلاس النظر إليه ..

“اتحددي أني سامعك”.. أردف بها بهدوء دون النظر لها مما أحزنها كثيرًا، و جعل العبرات تلتمع بعينيها، لكنها سيطرت على مشاعرها سريعًا، و تحدثت بامتنان قائلة..
“عايزه أشكرك”..

جملتها هذه أجبارته على النظر لها، رمقها بنظرة متعجبة و هو يقول بتساؤل..

انت في الصفحة 2 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
8

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل