
” سلسبيل “..
تهللت أسريرها حين رأت باب الغرفة يُفتح و دلفت منه “عفاف” مإيماءة ودية عليها بخطي شبه راكضة و هي تقول بلهفة..
“سلسبيل.. يا حبيبتي يا بنتي”..
“دادة عفاف”.. نطقت بها “سلسبيل” و هي ترتمي داخل عناقها و تبكي بضعف و عينيها عالقة على الباب الذي لم يقفل بعد..
كان بالخارج يقف “عبد الجبار” مقابل “جابر” بينهما جميع العاملين بأمن المستشفى الذين قاموا بأبعادهما عن بعض بشق الأنفس بعدما دارت بينهما خلاف قوي كانت ستنتهي بموت واحد منهما لولا تدخل أفراد الأمن..
أغلقت المرافقة ل “سلسبيل” الباب على الفور و وقفت أمامه من الخارج تنجنبًا لدخول أحدًا منهما..
ضمتها” عفاف” بحب صادق، و ربتت على شعرها نزولاً لظهرها بحنان و هي تقول بتساؤل ..
” أيه اللي بيحصل برة ده؟!.. هو عبد الجبار بيه كان بيتخانق مع جابر أبن خالتك ولا أيه؟!”..
حركت “سلسبيل” رأسها بالايجاب و تحدث بأسف قائلة..
“كانوا هيموتوا بعض يا دادة عشان جابر عايز يدخل يطمن عليا و عبد الجبار منعه و مش راضي يدخله أبدًا”..
ضحكت “عفاف” و هي تحرك رأسها بياس مردفة..
“عبد الجبار بيه بيغير عليكي من ابن خالتك ده و ليه حق بصراحة.. الواد نظرته ليكي و لهفته عليكي كلها حب.. عايزة يكون رد فعله أيه و هو شايف واحد بياكل مراته أكل بعينيه قدامه؟! “..
” بس أنا خلاص مبقتش مراته يا دادة”..
همست بها “سلسبيل” بغصة يملؤها الآسي، و صمتت لوهلة ثت تابعت بحزن..
” رغم أنه قال لي أنه ردني على ذمته تاني.. لكن أنا مش موافقة و مش هوافق”..
جلست” عفاف ” بجوارها على الفراش، و أخذت نفس عميق و تحدثت بتعقل قائلة..
“لو عايزه ناصحتي يا بنتي.. خليكي صريحة مع جوزك و قوليله على كل حاجة أنتي حكتهالي.. قوليله على تنبيه قوي ضرتك و عرفيه أنها السبب في القضية اللي وكلتي جدك يرفعها عليه.. عرفيه إن اللي عملتيه ده من قلقك عليه لتنفذ تنبيه قويها و تأذيه زي ما قالتلك.. خليكي صريحة معاه و متخفيش من حاجة خصوصًا على عبد الجبار بيه لأنه ميتخفش عليه يا سلسبيل.. جمدي قلبك وصرحيه.. الصراحة راحة يابنتي”..
نظرت لها” سلسبيل ” بحيرة ظاهرة في عينيها التي تغرقها الدموع، لترفع” عفاف” يدها و تزيل دموعها بحنو..
” يعني أنتي رأيك أني أقوله يا دادة”..
أجابتها “عفاف” قائلة..”ده مش رأيي.. ده العقل بيقول كده.. عشان لو لفت الأيام و عرف هو اللي حصل و اللي قالته ليكي خضرا في يوم ميعتبش عليكي و يغلطك و يقولك معرفتنيش ليه”..
ساد الصمت بينهما طويلاً قطعته “سلسبيل” قائلة..
” نادي عليه من فضلك يا دادة قوليله سلسبيل عايزاك و لما يدخل قولي ل جابر أني كويسة و هخرج له أنا “..
قبلتها “عفاف “من جبهتها قبل أن تنتصب واقفة، و أبتسمت لها ابتسامتها الدافئة مرددة..
” أنا هخرج و هبعتهولك و هفضل مستنياكي برة.. اطمني أنا معاكي”..