منوعات

ال داوود

صرخ أدهم بألم:
” داليـــا…..
دلفـت داليا لغرفة أخيها و وجدته يتلوي ألما حتي قدمه الساكنه كل تلك المده كانت تضـرب الفراش بقوة فصرخت داليا بأسم آفرين لتأتي للمساعدة و هي لم تستطـيع سوي الإمسـاك بيد أخيها المتألم..
دلفت أفرين لتـري حالة أدهم فركضت تجـاه خائفه تجـهل سبب معاناته تلك و حتي لا تعرف كيف تداويـه، بكت عينيها بإستمـرار و هي تنظـر له و تألم قلبها بشده لرؤيتـه و بداخـ,ـل نظراتهـ,ــا علم بأنها لن تقدر علي مساعدته فأشار لهـا بيده لتقتـرب فأقتـربت و جلـ,ـست بجواره وهو أكتـ,ـف بجـلوسـ,ـها بجواره ولم يتحدث و شعر كأنه ينـازع الموت فأخذ يردد الشهاده حتي رأي الإثنين هاله سوداء تخـ,ـرج من قـ,ـدميه تتبخر في الهواء ومعها استكـان جسد أدهم و فقد وعيه..
ارتجفت داليا تصرخ به:
“أدهم!! أدهم قوم يا حبيبي متخوفنيش عليك.. أدهم متسبنيش لوحدي علشان خاطـ,ـري أنا مقدرش أعيش من غيرك، أنا مليش غيرك أصلا، بالله عليك يا حبيبي متسيبنيش”..
بكت داليا ترمي بنفسها علي جسده أما آفرين فكـانت بالقـ,ــوة الكافيه التي تجعلها تمد يدها علي رقبته تتفحص نبضه لتكتشف بأنه فاقدا للوعي فقط فجــ,ـذبت زجـ,ــاجه من العطر ثم نثرت منها علي يدها و وضعتها أمام وجهه و هي تبكيه خوفا من ان تكون مخطـ,ـئه ثم واخيرا انزعج ادهم من الرائحـ,ـه وفتح عينـ,ـيه بتعـ,ــب فقالت آفرين بصوت مرتجف:
” رسلان أكيـد اتخلص من السحـر، أنت بقـ,ـت كويـ,ـس يا أدهم “..
ابتسم بوهن:
” حبيت اسمي أكتر دلـوقتي “..
ابتسمت بحزن ثم تحركـ,ـت تجاه الأدويـة و ضـ,ـعت منها بفمـ,ـه ثم ساعدته ليـ,ـشـرب الماء وقال بهدوء:
” الدواء دا هيساعدك تنـام كويس للصبح، أكيد اللي مريت بيه مكـانش سهـل “..
تحـركت آفـرين للخـارج بينمـا نظرت داليـا لأخيها بحزن كبيـر ف فتح ذراعيـه لها لترتمـ,ـي بين أحضانه وتفضي بما في داخـلها ببكـاءها فقط، ربت علي ظهرها بحنان حتي استلسم لمـ,ـفعـول الدواء وغـ,ـفا و غـ,ـفت هي أيـ,ـضـا بجـواره…

” سنـدس هتقعد معـاكي و تفهمك كل حاجه “..
اقترب منهـا يهمس بهدوء:
” ولو احتاجـتي حاجه متتردديش أنا موجـود “..
ابتسمت بهدوء و هي تتجنب النـظر له فهي تشعـر بالسوء لما فعـله فجـر اليـوم، تحركت مع سنـدس و عاد هو لمكـتبه ليتابع أعمـاله وظل بـه يعمل بكـل طاقـته و بكل تركيـز حتي يعـود صديقه ليجـد اعماله في ازدهـار وتقـدم..
بالتأكيد أخبرته داليا بأنه ستذهب لدارو و ستعود بأخيها من جديد و لكـنه لا يعـرف اي تفاصـيل جديـده، في استراحـة الغداء خرج ليجد مريم تجـلس بمفردهـا وقد ذهب الجميـع لتناول الطـعام فسألها:
” مروحتيش تتغـدي ليه يا مـريم؟!
“هما.. بصراحه… هو سندس و زمـايلاها رايحين يتغدوا في مطـعم قريب من هنا”..
” ومروحتيش معاهم ليـه!! “..
” بصراحه المطعم غالي أوي عليا “..
” طب تعـالي يلا نروح نتغدي أنا وأنتـي هعزمك النهاردة بمناسبة أول يوم شغل ليكي، و أهو.. يبقي اعتذار عن سخافة الصبح “..
” عادي يا كريم بقي، الاخوات يبلعوا لبعض الزلط “..
” بس أنا بجـد آسف “..
” لا اعزمني و متقوليش أسف، يلا بقي قبل ما الإستراحه تخلص “..
” ولا يهمك بقي أخوكي المدير، خلينا نستمتع بالصلاحيات دي قبل ما داليا ترجع وتحسبها علينا بالدقيقه “..
ضحكـت مريم ولكن ارتفعت صوت ضحكـاتها دون إرادة منها فنـظر لها غاضبا وقال بحده:
” صوتك بدل ما أديكي علي وشك.. امشي قدامي عدل “..

ابتسمت مريم تهزر رأسها بيأس علي غيرة هذا الأخ المـ,ـبالغ بهـا و ذهـ,ـبت خـلـ,ـفه حيث مطـعم صغيـر بجوار الشركه:
” المطعم دا صغير علي قد حاله بس أكله حـلو ونضيف، اطلبي اللي أنتي عـاوزاه و اعملي حسابك ساعتين بعد الاستراحه و هخلي السواق يرجـعك البيت علشان تلحقي تجهزي “..
سألته بتعجب:
” اجهز علي اي!! “..
قال بهدوء:
” علشان صالح جـاي نتفق علي كـل حاجه ونقرا الفاتحـه ونحدد معـاد الخطـوبة “..
نـظرت له مريم بصدمه فتعالت ضحكـاته عليهـا، ضحك بشده و هو يحـاول تغاضي ذلك الشعور بالضيق الذي يثقـل قلبـه، قال بهدوء:
” اتخضيتي ليه!؟ انتي وافقتي ولازم يجي علشان يبقي في بينكم شيئ رسمـي، عامة هخلي الخطوبة بعد اسبوعين لو حابة علشان تلحقي تجيبي الفستان اللي تحبيه، صالح عليه الفستان وأنا عليا احجزلك أحلي قاعه في القاهرة كلها “..
” لا لا أنا مش عـاوزة قاعه يا كريم، أنا عاوزاها في البيت “..
” اللي تحبيـه، هجيب حد يعمل ديكور في الـ,ـبيت يناسـ,ـب الخـ,ـطوبـة و هنعمـل أكل كتير علشان يتعشي معانا هو و عيلته، اعتقد بيعمـلوا كدا “..
اومأت له برأسهـا وشرعت في تنـاول طـعامهـا بينمـا هو لم يعد يشـ,ـعـر بالرغبـه في تنـاول الطـعام فقط تابعها شاردا في كـل ما يمر بــه…
وفي المسـاء وقفت مريم أمام المرآه تنظر لنفسهـا برـ,ـضي بعـ,ـدمـا ارتـ,ـدت ثيابها الجـديده و رتبت حجـابهـا و ظلت بالغرفة تنتـظر انتهاء الجميـع من اتفاقيـات الزواج والتي أعلنت عنها زغروده لم تعلم مـريم مصدرهـا و آتت والدة كريم لتأخذها للخـارج فألقت السلام و صافحت النسـاء ثم ارشدها كريم للجلوس علي المقعد المجـاور لصالح الذي اكتفي بالإبتسام لها ثم أعطـاها الورود التي ابتاعها لأجـل اسعادهـا فأخذتها بهدوء وخجـل…
و لكن ذلك الهـدوء لم يستمر اذ احتل جلسـ,ـتهم رجـل يبدو عليه الثـراء والهيبـه وبرغم ذلك كان بسيطـا و نظرته صافيـه يهمس بإبتسامة:
” مريم… أنا أبوكي يا مريم”..
في الصبـاح التـالي فتحت داليا عينيها المرهقه اثـر البكـاء لتجد نفسها علي فراش أخيهـا ولكن كان أخيها وللمرة الأولي مفقود، فشعـرت بالخوف وهي تعتدل لتصطدم به يقف أمام النافذه يوليهـا ظهره و هو ينظر حـوله يستكشف تلك الجزيرة الغريبـة فنادته بسعـادة:
“أدهم!!”..
ألتفت لهـا أدهم و ابتسـم براحه فتحركت تجـاه تقول بحماس اختلطت به دموعها:
” أنا مش مصدقه نفسي، اخيـرا الكابـوس دا خلصنا منه!!؟ أخيـرا رجعتـلي يـا أدهـم؟ “..
قال بهدوء:
” الحمد لله.. ايوان جـه من شوية وقـالي ان بعد زواج رسلان و بنته هنرجع النهـاردة.. فاضل ساعة جهزي نفسك “..
انقبض قلبهـا وسري الحزن بداخـلها من جديد ولكنها تماسكـت و أظهرت قوتهـا وأومأت بهدوء:
” ماشي يا حبيبي هروح ألبس هدومي اللي كنت جاية بيها، هصلي بس الأول “..
اومأ لها بهدوء فرحـلت لغـرفتهـا وبدلت ثيابهـا و هي تسير جسد بـلا روح حتي وجدت نفسهـا بجوار أخيهـا وأمام الجميـع أعلن الرجل آفـرين زوجـة ل رسـلان..
و نفذ ايـوان وعده لرسـلان و الجميـع وها هو يتحـرك بهـم لنفس المكـان حيث ظهر رسلان وداليا للمره الأولي فودعـت آفرين أبيهـا بدمـوعها ثم سحبـها رسلان يمسك بيدها و هي أمسكت بيد داليا التي امسكت بيد أخيهـا و مرر ايوان يده علي الصخـرة ليظهر بـدلا منهـا بابا كبيـرا و من بعـده شعـروا بإهتزاز الأرض تحتهـم و انجذابها لداخـل الباب ثم شعـورهم بجسدهم علي ارضيه نفس الغرفة التي آتوا منهـا.. بمنـزل أدهم و داليا…

نظـر أدهم حـوله بتعجب مما مر به للتو وكأنه بأحد الأفـلام الخياليه، وسلان الذي لم يصدق بأنه وأخيـرا أنتهت تلك الرحـلة فقـال بهدوء:
” الحمـد لله علي السلامة يا استاذ أدهم.. مستني خبر رجوعك اللي هيهز الدنيا كلهـا، ان شاء الله نتقابل قريب في الشـركة.. يلا يا آفرين “..
تحـرك رسلان وآفـرين بجـواره وأدهم ينـ,ـظر لها بعجز يرعب في منـاداتها أو سحبها لأحضانه ولكن بأي حق و داليا خلفه لم تشعر بالغضب سوي من قلبها الذي قرر الإستسلام ليقع في ذلك الشخص الذي بدد كل أحلامهاو كل ما تبقي منه مغازلـة أو اثنتين ظنته يعبر بهم عن مشاعره تجاهها ولكنها كانت حمـقاء غبيـة…
تحـرك أدهم ليجـلس علي الأريكـة و سحب الهاتف الأرضي يحـاول تذكر رقم المنزل الخاص بكـريم ولكنه لم يستطيـع فجـلست داليا بجـواره وسحبت الهاتف تقول بإبتسامة هادئه:
” كريم دلوقتي في الشركة، زمانه قاعد في مكتبك و عمال يزعق و يشخط في الموظفيـن،هتصل علي التليفون الأرضي الخاص كنت برد عليه بنفسي ف أكيد هيرد “..
طـلبته داليا وآتاهم صوت كريـم بعد دقائق:
” الو؟! “..
” في حد مستنيك… أعـ,ـتقد انك عاوز تشوفه “..
قال كريم بصوت مرتجف:
” داليا!!! أنتي رجـعتي!!.. أدهـ,ـم بقـ,ـي كويس؟ “..
قالت بإبتسـامة:
” تعالا شوف بنفسك “..
قال بلهفه:
” مسافة الطريق “..
أغلقـت داليا الهاتف و جـلست تنتظر ثم نـ,ـظرت لأدهم وقالت بإقتراح:
” ما تقـوم تغير هدومك بدل ما أنت هتقابله بلبس ايوان دا… قـوم يا حبيبي خد شاور كدا، حاجتك في أوضتك زي ما هي و كمـان كنت بنضفها كل اسبوع متقلقش “..
” ربنـا يخليكي ليا يا داليا “..
” هتصـل بالطباخه تيجي علشان تحضـرلنا الغداء و دلـوقتي هطلب اي فطـار من برا.. يلا قوم متكسلش “..
” حـاضـر”..
تحـرك أدهم للأعلي وأخذ حماما باردا لعـ,ــله يهدئ من نيـ,ـران قلبـ,ــه، ارتـ,ـدي ثيـ,ـابـا منـ,ـزليـه مريحـ,ــه و رتب شعـره بعنايـة ثم تحرك للأسفل وجـد داليا تستقبل كريم:
“هـو فيـن يا داليا!؟ قوليلي انه بقي كويس!!”..
” أنا هنا يـا كيمو.. “..
تطـلع أدهم ينظـر له بدهشه و تعجب وسعـادة صاخبه ملأت قلبه الحزين وركض لصديقه يأخذه بأحـ,ـضـانه يضـ,ـمه لصدره بكـل حب صادق يقول بأعين دامعه:
” الحمد لله يا صاحبي،الحمد لله… وحشتني يا أدهم أنا من غيرك كنت وحيد وضعيف ومليش حد.. “..
قال أدهم بحب:
” عارف انك مش مستني مني شكـر، بس شكرا يا كريم، شكرا علشان خليت بالك من أختي ومن شـركتي، شكرا علشان وقفت جمبي في كل يوم، شكرا علشان خبيت ضعفي دا و كنت عارف ان اعلان الموت أهون بكتير عندي من ان الناس كانت تشوفني بالمنـ,ـظر دا، شكرا علشان كنت فاهمني وانا مش قادر لا اتكلم ولا اتحرك، كنت سندي و لا زلت يا صاحبي “..
” بس ياض أنت شكرا اي وهبل اي.. مفيش الكـلام دا انا عمـ,ـلت واجبـ,ـي، مكنتـ,ـش بتفـ,ـضل عليـ,ـك عشان تشكرني، المهم احكـولي عملتوا اي هناك و وصلتي ازاي للمكـان دا اصلا يا داليا!!؟ “..
قـالت داليا بتعـب:
” لا أنا تعبانه أوي بجد و مش قادرة أحكي حاجه، أنا هطلع أنام و عندك صاحبك تقوله أوضاع الشغل، أنا أجازة، يا ريت لما الأكل يوصل تبعتولي سندوتش مع حد من الخدم… يلا تصبحوا علي خير “..
نظـر لها أدهم بآسي وهو يعلم بأنها لن تستطيـع الصمود أكثر من ذلك و ستصعد لغرفتها لتبكي فهو ليس أحمق ليغفل عن حقيقـة مشاعرها لأرسلان..
و عنـد رسـلان نفسـه.. دق باب منـزله بهدوء و بعد ثـواني و جدها تـ,ـف أمـ,ـامـ,ـه تهتف بسـ,ـعادة و اشتياق:
” رسـلان!! “..
و برغم غضبه منها إلا أنه اشتاق لهـا فضمهـا بحب ثم تحرك بها للداخـل وخلفه آفريـن، جلسـوا ثلاثتهم في غرفـة الصالـون وسألته فيروز:
” مين دي يا رسلان!! “..
قـال بسخرية:
” دي آفرين.. بنت أخوكي و مـراتي “..
شهقت فيروز و هي تنظر لتلك الفتاة فتمعنت في وجهها وملامحـها وسألته مجددا:
” يعني اي مراتك؟! وجيبتها هنا ازاي و ايوان وافق ازاي أصلا!! “..

” اتجوزتها عشان أخوكي أجبرنا احنا الإتنيـن علشان كان عاوز يقعــ,ـدني احكم في الفدانين اللي حيلته، علشان معندوش الوريث اللي يحكم من بعده “..
سألتها فيروز بتعجب:
” ليس لكِ اخوه؟! “..
هزت آفرين رأسهـا نفيـا فربت رسلان علي يدها وقال بجديه:
” البيت بيتك بس أنتي هتفضـلي هنا كبنت خـالي مـ,ـش مراتي أبـ,ـدا.. “..
نظرت له بتعجب فقـال بجدية:
” أنتي طـالق.. “.

يتبع…………

انت في الصفحة 10 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل