
الحلقة الثالثة عشر
” البيت بيتك بس أنتي هتفضـلي هنا كبنت خـالي مش مراتي أبدا.. “..
نظرت له بتعجب فقـال بجدية:
” أنتي طـالق.. “.
فتحـت آفرين عيناها بصدمـه فقـال رسلان بهدوء:
” مكـانش عندي حل تاني يا آفرين، وأنا عارف انك مش عاوزة الجـوازة دي و أسف لـو دا هيضايقك، بس أنا مش عاوز اسيبك علي ذمتي لو لليـلة واحـده “..
تنهدت بتعب وهو ينظر لوالدته بحرج:
” علشان مسيبش اي مجـال ان يحصل اي تطور بيني وبينك والإسم انك مراتي… انت هنا في بيتك و مسئولة مني.. لكن بالطريقه اللي هتريحني وتريحك، ولا انا قلبي معاكي و لا أنتي قلبك معايا.. و أظن انك فاهماني كويس “..
سألت بصوت خافت:
” لما سأبقي!! “..
قـال بإبتسامة:
” يا بنتي أنتي في عـالم تـاني و حياة عمرك ما شوفتـ,ـيهـا.. اعتبريهـا فسحه طويـلة شوية و بعدين نبقي نشوف حجه نقولها لأبوكي “..
ابتسمت تتنهد براحه فهي كانت بدأت في التفكير في طريقـ,ـه لرفضـ,ـه ورفـ,ـض علاقتـ,ـها بـه، والآن يمنحـها الفرصه للعيش بحـريه بعـالمه، نفس العالم الذي يضم الشخص الذي تحب و تعشق…
قال بهدوء:
” ماما آفـرين هتشاركك الأوضة معلشي بقي.. أنا هغيـر هدومي و انزل اشتري أكـ,ـل مـ,ـن بـرا.. ولا أقولكم يلا ننزل نتغدي برا “..
قالت فيروز بحمـاس:
” طيب أنـا هاخد آفرين أجيبلها حاجه تلبسهـا وانت ادخل غير هدومك، تعـالي يا حبـ,ـيبتي “..
تحـركت آفرين معها و قد بـدأت غيمة الحزن في السير بعيدا عنها و تسرب الحماس لداخـ,ـلها لرؤية عالمه و حياته، بالتأكيد ستلتقي بـه مجددا..
ارتدت ثيـاب فيـروز المحتشمـة ثم تحركـت لتجـد رسلان بإنتظـارهم لتسأله بجـدية:
” سنأخذ تلك العربة المتحـركه مجددا!!؟ كنت علي وشك التقيأ بداخلها رسلان! “..
هز رأسه بيأس وقال بهدوء:
” لازم تتعودي عليها، وسائل المواصلات اساسيـه لأن مدينة القـاهرة مساحتهـا واسعه وكبيرة، فلازم نستعين بالمواصلات “..
أومأت برأسها وقد تفهمت حديثه و قد رأت بنفسها حجم تلك المدينـه و ازدحـامهـا و قد اعتادت هي علي المساحات الواسعه و أمامحهـا المحيـط الواسـع..
أخذهم رسـلان لمطعـم علي النيـل لتبتسـم و هي تنظر للماء الجـاري أمامها أما رسـلان فقد انشغل بهاتفـه الذي تلقي عليه الكثير من الرسائل من أصدقائه وزملائه بالعمل و غيرهـم و انشغلت هي بالحديث مع فيروز التي لم تتوقف في السؤال عن اخيها و أرضـ,ـهـا دارو، طـ,ـلب لهـ,ـم رسـ,ـلان الطعـام و جلـ,ـسوا في صمت لبعض الوقت وظلت شارده بالماء الجـاري حتي استمعت لصـوت تعرفه، بل تحفظه و تشتاق له، تعالت دقات قلبهـا وهي تري أدهم يقف بجـوارهم ويرتدي ثيـابه المكونه من بنطـال اسود وقميص بنفس اللون و صفف شعره بعنايـة و وضع عطـره المميز فزاد كـل ذلك من جاذبيته الغير معهوده بالنسبة له حينما كان مريضا لها تعـالجه…
طـالت نظراتها له فحمحم رسـلان ودعا أدهم للجـلوس:
” اتفضـل يا استاذ أدهم.. ”
غمـزه أدهم و جـلس ليكتم رسلان ضحكـاته و هـو يتذكر اتفاقه معـه…
F. B…
” الراجـل دا مش هيسكت وهيصـ,ـمم ننفـذ اللي في دماغـ,ـه، رسلان انـ,ـت هتعـ,ـمله اللي هو عـ,ـاوزه، بس قوله انك هتاخد آفرين و ترجع مصر تتـ,ـجوزها هناك علشـان والدتك او اي حجه من عندك، و النهـاردة تاخـ,ـد المجرفه و تخلص موضوع السحـر.. و رسلان متنساش تعرف منه مين اللي عمل فيا كدا… تمـام!! “…
” يعني عـاوزني اعملك دا كله كدا لله.. بدون مقابل!! “..
رفع أدهم حاجبـه وسأله بضيق:
” عـاوز اي مقابل يا استاذ رسلان!!’..
قال بإبتسامة واسعه:
“لما نرجع مصر هبقي اقولك يا أدهم بيـه”..
B…
قالت آفرين بتلعثـم:
” أدهم!! “..
وضع رسلان يده علي خده ينظر لهم بإبتسـامة و هو يري عصافير الحب أمامه، نظـر لها أدهم بحب وسألها بجدية:
” تتجـوزيني!! “..
ارتبكـت وتراجـعت وعلت دقات قلبهـا وباتت تفرك يديها بتردد فأكمل أدهم بجديـة:
” رسلان عرفني انه نـاوي يعمل كدا، آفرين انا بحبك و عاوزك معايا، صدقينـي مفيش حل غير اننا نتجـوز قبل ما والدك يشك في اي حاجه، فكري في نفسك دلـوقتي وهنحلها معاه بعـدين “..
نظرت بتـوتر تجـاه رسلان و فيـروز، فأومأ لها رسلان برأسه يشجعها علي الموافقـه فقالت بصوت خافت:
” موافقه “..
ابتسم أدهم بسعاد وكاد يقترب منها حتي وجد رسلان يقول بحده:
” عندك.. اي يا حبيبي رايح فين، اسمعني أنتم هتتخطـبوا دلـوقتي، لأن لازم آفرين يكـون ليها اوراق شخصيه وبطاقه وأسم ليها.. أول ما تحل كل دا هتتجـوزوا ان شاء الله “..
أومـأ أدهم برأسه بإبتسامة واسعـه وقال بجـدية:
” خلاص هجيلكم بكرا بليـل و ننزل نشتري الدهب ونعمل حفلة خطـوبة علي قدنا، متنساش اني ميت بالنسبة لكل الناس “..
قال رسلان بهدوء:
” بكرا صعب، خليها بعد اسبوع يا أدهم ”
نظر كـلا من أدهم وآفريـن له بضيق فتعـالت ضحكـات رسلان يقول بسخرية:
” لسه يا آنسة آفرين في ترتيبـات لازم أعملها و الأستاذ لازم ياخدك يجيبلك فستـان و كمـان مش لازم تعلن انك عايش ولا اي!!؟ “..
قال أدهم بجدية:
” بكرا في مؤتمـر و هعلن فيه الموضوع و هوضح جزء من اللي حصل، طبعا الجزء اللي ميتصدقش دا مش هتكـلم فيه.. أنا أصلا من بكرا هبقي في الشركة ان شاء الله “..
سأله رسلان بتـردد:
” والأنسة داليا!!؟’..
قال أدهم بخبث:
” داليا خلاص مهمتها انتهـت، هترتاح بقي و أجوزهـا لواحـ,ـد يسـ,ـتاهلها و أنا اللي هشيل الشغل من تاني “..
تمتم رسلان بضيق:
” كان لازم افكر في كل دا وأنا بضحي بحـ,ـياتي علشانك “..
قال أدهم بجديه وهو يعتدل في وقفته:
” بكـرا الصبح تبقي في الشـركة.. الشغل مفيهوش صحـوبية “..
سأله رسلان بدهشه:
” وأنا صاحبك!؟ “..
قال أدهم بإمتنان:
” وأكتر كمـان “..
اتجـه بنظـراته لآفـرين وقال بحـب:
” أنا هجـهز كل الأوراق علشان كتب الكتـاب، ورسلان أنا مش عاوز حاجه غير آفـرين، أنا اللي هتكفل بكـل حاجـه “..
قال رسلان بضحك:
” ليـه يا عم فاكرني كحيـان اوي كدا؟! آفرين زي أختي وجهـازها عليـا “..
قال أدهم بهدوء:
” أنا الفيـلا عنده كاملة من كل حاجه، مش عاوزها غير بشنطـة هدومها “..
ابتسم رسـلان وقال بهدوء:
” ماشي.. يا صاحبي “..
ابتسم أدهم له ثـم ودعهم عائدا لمنـزله و شعــ,ـرت آفربن وأخيـ,ــرا بالسعادة تأخذ مكـ,ـانها بقلبهـا من جـديد، فتنـاولت طعامها بشهيـه كبيـرة وأصرت بأن تسيـر علي قدميها قلـ,ـيلا بالمديـنه لتكتـ,ـشف الحيـ,ـاة و تكـ,ـتشف الناس من حـولها…
” أنتي كويسـه دلوقتي؟! “..
سألها صالح علي الهاتف بهدوء فسـ,ـألته بصـ,ـوت خافت:
” أنت رأيك اي في كل اللي حصل؟! “..
قال بهدوء:
” أنا حاسس انه شخص صادق، نظـ,ـراته ليك امبارح يا مريم بتدل ان فعلا كل اللـ,ـي حكاه كـ,ـان حقـ,ـيقـه، وأنت يا مريم حتي لو مش متقبلاه فلازم تكـ,ـون رسـ,ـمي اسـ,ـمك علـ,ـي اسـ,ـمه و تثبـ,ــتي لكل اللي طـعن في نسبك و طعن في شرف والدتك انها كانت عفيفه “..
ابتسمـت بهدوء وأومـأت بـرأسها وكأنه يـراها فقالت بهدوء:
” شكرا يا صالح ان كل دا مش فارق معاك “..
” ميفرقش معايا غيرك يا مريم.. ارجـعي شغلك من بكـرا انتي لسه مبتدأه معقوله تاخدي اجازة من تاني يوم!! خليك قوية “..
” حاضـر.. مع السلامة “..
جـلست علي فراشها بغرفتها التي لم تفـارقها منذ الأمس تتذكر اليوم الماضـي..
F. B…
سأل والد كريم بتعجب:
” أنت!! أنت يا عبد الرحمن تبقي ابو مريم؟! “..
قال عبد الرحمن بلهفه:
” أيوا أنا… أنا حبيت شيرين واتجـوزتها، اتجوزتها علي سنة الله ورسوله، الخلاف اللي بيني وبينك مخلانيش أتجرأ واطلبها ولا هي قدرت تقولك، مكانش قدامنا حل تاني، و بعد جـوازنا بكام شهر ابويا أجبرني اسافر السعودية و انقطت اخباري عنهـا… والله يا مريم يا بنتي كنت راجع وناوي اعلن جـوازنا ولا كنت اعرف انها حامل غير اما رجعت.. معرفتش حاجه عنها غير انها ماتت وهي بتـولدك و معرفتش اوصلك ولا بأي طريقه.. بس كريم قدر يوصلك، أنا ابوكي يا مريم “..
تحـركت تجـاهه بأعيـن غائرة و هي تشعـر بإنقطاعها عن العالم حـولها، اقتربت منه وهي تبكـي بشده، تبكي الأيـام التي اضطهدهـا بها الجميـع، تمسكت بثيـابه وهي تجاهد لإخراج صوتها لمعاتبته ولكنها لم تشعر سوي بغيمـة سوداء تسحبها حتي سقطت بجسدها علي الأرض فـاقدة للوعـي، ولم تعاتبه ولم تراه من حينها ولم تسأل حتي عنه…
B…
سمعت دقـات خفيفه علي باب غرفتهـا وصـوت كريم بالخارج وقد عاد من عمله للتو، لا تعلم بأنه ترك أعماله و عاد ليطمأن عليهـا، قال بصوت هادئ:
” أنا كريم يا مريـم، ممكن تنـزلي نتكـلم أنا وأنتي شوية “..
قالت بهدوء:
” حاضـر “..
بعد دقائق كـانت تجـلس أمامه علي المقعد بحديقـه منزلـه فقـال بهدوء:
” أنا عـارف اني اللي حصل إمبارح كان صعب عليـ,ـكي، بس محـ,ـتاج اسمـع ناوية تعملي اي!! “..
قالت بهدوء:
” صالح قالي انـو لازم رسمي أكون بنتـه، عـاوزة أتكلم معاه و اتأكد من صدقه يا كريم “..
جز علي أسنانه بضـيق فقال بصوت حاد:
” أولا ياريت نخف كلام مع صالح لحد ما تبقي خطوبة، دي يدوب قراية فاتحه… ثانيا هـ,ـو كـدا كدا همشي في الإجراءات دي دا بديهـي يعني… عامة انا اللي طلبت منه ميجيش لحد ما أعرف منك ناويـة علي اي بس خلاص هتواصل معاه يجي النهـاردة بليل و تتكلمي معاه “..
” هو بس كان بيطمـن عليا يعني “..
” قومي يا مريم اطلعي أوضتك.. يلا قبل ما ألغبطلك ملامحك.. قوومي “..
نظـرت له بتعجـب وهي تتحـرك للداخـل من جـديد ولكنها قررت البقـ,ــاء مع جدتهـا ولينا بـدلا من البقاء بمفـردها، ابتسم وجـلست بجـوار جدتهـا فأخذتها فاتن في احضانهـا وربتـ,ـت عليها بحنان:
” كدا تقلقيني عليـكِ! عاملة اي دلـوقتي!؟ “..
” الحمد لله يا تيتـه، أنا المفروض كنت أفرح مزعلش، أفرح انه مكانش سايبني أنا وماما بمزاجـه و أفرح بالحب اللي شوفته في عينه ليـا.. الحمد لله ربنـا أنعم عليـا اليوميـن دول بحاجـات كتير أوي، رجعلي عيلتي و رجعلي والدي و كمـان اتخطبت لشخص محترم و الحمد لله اشتغلت في وظيفة محترمه، حياتي اتبدلت و يمكن دا اللي لغبطـني “..
” معلشي بكرا تتأقلمي يا حبيبتي “..
ابتسمت براحـه بين أحضانها و ابتسمـت تلقائيـا وهي تقـول بحب:
” بس مهما يحصل أنـا هفضل عايشه معاكي هنا لحد ما اتجـوز، أنا مضمنش اني هلاقي زي الحضن دا تـاني “..
ضحكـت فاتن وهي تربت علي ظهرها بحـنان، نظـرت مريم تجـاه لينا بتعجـب وسألتها بإهتمام:
” مالك يا لينا؟! شكلك قلقان ليـه؟! “..
قال لينا بدموع:
” النتيجة هتظهر، خايفـة أوي يا مريم أنا تعبت أوي والله “..
” ان شاء الله ربنا مش هيضيع تعبك “..
ابتسمت لينا ولا زالت عينـاها معلقه علي حاسوبهـا ثم وأخيرا صاحت بسعادة:
” جبت 92 في المية يا تيته..”..
ابتسمت مريم بسعـادة وأطلقت الزغاريد العاليـة فأجتـ,ـمع كل من بالبيت و تشـ,ـاركـوا جمـ,ـيـعا في تلك الفرحـة حتي أن كريم ضم لينا بسعادة ورفعهـا يدور بهـا هي تصرخ بسـ,ـعادة وحماس:
” أنا حققت حلمي يا كريم وأخيـرا “..
” حققتي حلمنا يا روح قلبـي… يلا يا جمـاعة جـهزوا نفـ,ـسكم عازمكم علي العشاء بالمناسبة القـ,ـمر دي “..
اقترب والده يضم ابنته وقال بفخر:
” لا طبعا العزومة عندي أنا “..
ابتسم كريم ولم يرد عزومه ابيـه فتحركـوا جميعـهم ليـ,ـبدلوا ثيابهم ثم اجتمعـوا بالسيارات بعد قلـ,ـيـل، تحرك والد كريم و والدته ومعهم الجـدة بسيارة ومعهم أحد الحـ,ـراس، بينما تولي حازم قيـادة السيـارة الثانية وجـلس كريم بجـواره وبالخلف الفتاتيـن فقـال حازم بإبتسـ,ـامة:
” مبروك للهانم الصغيرة يا كريم باشا “..
” الله يبـارك فيك يا حـازم “..
” و مبـروك الخطوبة للآنسـة داليا “..
نظر له كريم بضيق وقال بصوت خافت
” الله يبـارك فيك يا حـازم “..
انطـلقوا بالسيـارات وبـعد دقائق توقفوا أمام أحد المطـاعم، كادت مريم تفتح بابها ولكـن وجدت من يفتحـه و يبتسم وهو يشير لها بيده بالترحـاب فأبتسمت و هي تخرج تسأله بتعجب:
” أنت عرفت اننا هنا إزاي يا صالح!! “..
بينمـا كريم علي الجهة الأخري ينظر له بغضـب و هو يسأل اخته بحده:
” مين اللي عزم الواد دا!! ”
” مالك يا رسـلان!! “..
” تعبان أوي يا ماما.. مش عارف أعمل اي ولا اي، لما كنا هناك مكنتش حاسس بالفرق اللي بيني وبينهـا، بس أول ما رجـعت حسيت بيـه، اني اجـوز آفرين لأدهم سهـل، انما اني اتجـوز داليا واخدها لمستوي مادي اقل بمراحـل عن اللي هي عايشه فيه هيكون صعب أوي.. و من جـهة تانية مش عارف هقـول لأدهم إزاي ان اللي عمـلت فيه كدا تبقي عمتـه اخت أبوه، اللي رقدته كل السنين دي وشوهتـه تبقي اخت أبوه، من لحمه و دمه.. تعبان أوي و محتار..
“ليه! اي اللي ممكـن يوصل واحده انها تعمل كدا!! النوع دا من السحر مبيتعملش بسهـوله، دي بتقدم و بتتنازل عن حاجـات كتير أوي.. حاجات فظيعه في عالم تاني ربنا يحفظنا منـه، و كون ان السحر دا يأثر في ارض دارو معناه انه أكبر من كارثه، يا ابني دارو معناها الدواء أرضها خصـبه بالأعشاب اللي بتداوي الجروح في ثواني و علشان كدا الأرض بتقاوم اي سحر بيتدفن فيها و بتدوبه و بتمنع أثره، فتخيل ان السحر اللي هي عملته يعمل كدا في الأرض!! أدهم عمل اي علشان الست دي تكـرهه كدا و بالشكل دا!!!”…
” لا حول ولا قوة الا بالله، مش عـارف والله يـا ماما.. “.
” طب سيبك من الموضوع دا، و خلينا في موضوع داليا، أنت هتعمل اللي عليك و تتقدملها وهي يا حبيبي لو بتحبك وشارياك هتوافق من غير ما تفكـر في كل اللي أنت بتفكر فيه دا… “.
” هعمـل كدا يا مـاما والإختيـار ليهـا هي “..
بعدمـا انتهـي رسـلان من حديثه مع والدته عـاد لغرفته و استلقي علي فراشه وأخذ هاتف يجيب رسائل أصدقائه ثم تركه لينام بتعب بعد يوم مرهق…
في الصباح التـالي تحرك رسلان لداخـل الشركـة وأخيـرا وبمجـرد دلوفـه للمصـعد وجـد الحارس خلفه يناديـه:
” سيب الأسانسير للست هانم… اتفـ,ـضلي يا داليا هانم “..
آتت داليـا من خلفه فأبتسم رسلان بحزن ثم تحرك بهدوء و لكن قبل خروجه قالت بهدوء:
” لا خليك يا رسلان… هنطـلع سوا “..
دلفـت للداخل فنظر لها الحارس ببلاهه فهـ,ـي كـ,ـان ترفض رفضا تاما بأـ,ـن تبقـ,ـي بالمـ,ـصعد مع الموظفين ليس تكبرا منها ولكن خوفا من ان يصيبها سوء بأي شكـل..
مـا عاد للحديث بينها وبينه هدف، لن يهمه أمرها بعد الأن و ربما بعد بضعة ايام سينسي تلك الرحلة بكل ما بها، حاولت التحدث كثيرا ولكن توقفت الكـلمات في حلقها أما هو بقي صامتـا يتطـلع لإضطرابها حتي شعـر بما تمر هي و قبـل أن يفتح باب المصعد اقترب ليقفـله فنظرت له بتعـجب فأمسك بيدها يسحبها تجـاهه يجـول بعينيه علي عينيها وقال بهدوء:
” يا من توهم أني لست أذكره.. والله يعلم أني لست أنساه..
إن غاب عني فالروح مسكـنه.. من يسكـن الروح كيف القلب ينسـاه! “..
” هاه! “.
ضحك رسـلان وهو يبتعد عنها و هي تابعته بعيناه ولا زالت مسحـورة بـوقع كلمـاته، لا تسـ,ـتطيـع انكار تأثير ذلك الرجـل أمامهـا..
اقتـرب منهـا مجددا و سأل بصـ,ــوت عاشـ,ـق:
” تتجـوزيني يا داليـ,ـا!!! “..
يتبع….
الحلقة الرابعة عشر
” تتجـوزيني يا داليا!!! “..
” زوجـة تانيه!؟ لا شكـرا “..
قـال بهدوء:
” زواجي من آفرين كان تذكـرة خروجـنا من دارو بسـلام، ايوان خيرني يا اخرج بأدهم من غير ما افك السحر يا اتجـوز آفرين و نرجـع بسـلام، وأنا طلقتهـا امبـارح.. داليا أنا مش عاوز غيـرك “..
امتلأت عينـاها بالدمـوع وقالت بصـوت منخفض:
” طب وآفريـن هـتروح فين!! “..
غمزها بمشاكـسه:
” هجوزها لواحد اسمه أدهم النجـار “..
فتحت عيناها بصدمه:
” أدهم أخويـا!! “..
” أخوكـي كان متفق معايا علي كل حاجه، إلا انا كان رافض موضوع الجـواز دا خالص بس هعمل اي كان قدامك ايوان أصر و لو كنت عارضته كتير كان هيشك فيا فأضطـريت أعمل كدا “..
ضربته في صدره بقوة و غضب:
” طب وليه اتفقـت مع أدهم وأنا لا؟! و سيبتـني أموت من كتر العياط والوجع “..
ابتسم بخبث:
” طب دا واضح بقي ان الشعـور متبادل!! “..
نظـرت له بغضـب و قد قـررت بداخـلها معاقبـته علي تلك الليلة التي قضتهـا في البكـاء، فألتفتت تضغط زر المصعـد و تحركت للخارج تجـاه مكتبهـا تاركه اياه ينظر لها بتعجب:
” يعني موافقه ولا لا!! “..
قالت بثقـة:
” مش بالسهـولة دي يا أستاذ رسـلان “..
حيـاها الجميـع بإحتـرام فرسمـت ابتسامـة هادئـة ثم تحركـت لداخـل مكتبهـا حيث يجـلس علي مكتبه بكـل وقـار:
” بردو صممت تيجي المكتب!! افرض حد شافك يا أدهم!! “..
” أنتي اللي بتعملي اي هنا؟! أنتي مش قولتي مش هتيجي و هتاخدي أجازة!! “..
” مهو فكرت و عرفت انك المفروض تشوف هنعلن ازاي انك عايش و بعدين ابقي اخد اجازة براحتي!! “..
” المؤتمر بعد ساعـة يا داليا، أدهم علي وصول وهنعـلن كل حاجه… بس هو في حاجه عرفتها عـاوز افهمها “..
” حاجة اي!! “..
” ابن عمتك بيعمـل اي في السجـن!! “..
…………………………………
” صباح الخيـر يا بابا “..
” صباح النور يا حبيبي، مريم كـانت بعتالي صفحه بنت بتعمل ديكـور للخطوبة في البيت و قالتلي اقولك عليه “..
” وهي فين مريم!؟ “..
” راحـت تـزور مامتهـا “..
” حد من الحراس بيوصلها أكيد! “..
” لا صالح معاها “..
نظر له كريم بصدمه و سأل والده بغضب:
” نعـم!! يعني اي صالح معاها؟! يعني خرجت معاه لوحـدها؟! هو ينفـع كدا يا بابا؟! “..
” يا ابني دا خطيبهـا! و بعدين لينا معاهم وهي عـاوزة تعرفه علي أهلها اللي ربوها، هو استأذن مني وأنا وافقت و بعـدين هتروح لوالدها محتاجه تتكلم معاه و هيتغدوا ويرجعوا “..
” يا حـلاوة يعني هتقضي اليوم كـله مع الأستاذ!! عال أوي؟ لا يا بابا الكلام دا مينفعـش “..
” لا يا حبيبي ينفـع اي قل نفعـه!! انت بقي متضايق و غيـران و هتولع من جواك دي مشكلتك انت “..
” أنا غيران!؟ مريم اختي “..
” غبي!! أنت غبي وهتفضل عمرك كله غبي و علطول فاهم مشاعرك غلط و ضيعت البنت من ايديك، مريم مش اختك ولا عمرها كـانت. انت حطيتها في المكانه دي كرد اعتبار ليها مش أكتر، انمـا أنت حبيتهـا “..
” لا يا بابا الكلام دا مش صـح، هو خطيبها علي عيني و علي راسي عاوز يقابلها يجي هنـا، انما ميخرجش معاها و بعدين دي لسه حتي ملبستش دبلـة!! “..
قال والده بغضب و تحدي:
” خلاص، هكلمه بدل الخطوبة يبقي كتب كتاب علشان تبقي مـرتاح، واهو ياخد راحته معاها “..
” كتب كتاب اي هو احنا لسه لحقنا نعـرفه!! بابا دا جـواز صالونات يعني هي لسه متعرفوش “..
” يبقي نـاخد رأيها ونشوف “..
” حتي لو وافقت أنا مش هـ,ــوافق يا بابا.. الموضوع منتهي “..
تحـرك للخـارج قبل أن ينفجـر غضبا من حديث والده الـ,ـذي اسـ,ـتفزه وبشـده، صعد لسيـارتـه وأنطـلق بأقصي سـرعتـه، سرعـه و ضوضاء عالية للتغلب علي ضـ,ـوضاء قلبه وعقـله، و أصبـ,ـحت هـ,ـي أمـ,ــامه بدلا من الطريق و كلمـات والده تتسابق لتشوش عليـه أصوات السـ,ـيـارات بجـواره و لم ينتبـه حتي لتلك السـ,ـيـارة التي تتخذ الملف لتبدل بين الطريقـين حتي اصطـدم بهـا بقــ,ـوة وتوقف الزمن عند تلك النقطـة وأغمض كـ,ـريم عينه متألمـا وهو ينـازع لأجل البقاء علي قيد الحيـاة…
……………………………………….
” اي دا؟! العربية دي ورانا من ساعـة ما طلعنا “.
” لا مهـي عدت أهي… اي دا “..
استدارت تلك السيـارة لتقف أمامهم مبـاشرة فأوقـ,ـف صـالـ,ـح سيــ,ـارته و نظـ,ـر تجــ,ـاههم بتعـ,ـجب ثم التفت للفتيات وقال بجدية:
” محدش ينزل من العربية”..
اومأت مريم برأسها وهي تنـظر ل لينـا بقلق ثم سريعا أخرجـت هاتفها لتتصل بكـريم و لكن لم يأتيها رد بعـد عدة محـاولات فلم تجـد سوي خـالها فأخبرته سـ,ـريعـا بما يحـ,ـدث معـ,ـهم ثم أرسلت له موقعهـا..
وضعت هاتفها في حقيبتها ثم نظـرت أمـ,ـامـ,ـها بتمعـن لتفتح عينيها بصدمة عندمـا وجدت خـالد يقف أمام صالح و خـلفه العديد من الرجـال وحتي لم يعـ,ـطـوه الفرصـه بالحديث و اجتمـ,ـعـوا عليه أبرحـوه ضـربا بكل قسوة وقاومهم صالح بكـل قوتها فهو شاب قوي البنيـة ولكن الكثرة تغلب الشجـاعه…
نظرت مريم ولينا برعب لما يحدث و تماسكـوا ببعضهم لم يعلمـوا بأن لهم نصيـ,ـبـا مما أصـ,ـاب صـالح..
اقتـرب الرجـال منهـا و سحبوهـم بالقـوة للخـارج و بدأ الأمر بصفعه قاسـ,ـيه علي وجه لينا التـ,ـي بكـت برعب وهي تري مصيرها البائس علي ايديهم، و قبل ان يمس الرجـل مـ,ـريم اقترب خالد يمنعه فقـال الرجـ,ـل بقسوة:
“لا يا حـلو… البنتين قبـل الواد دا أصلا ميهمناش في حاجه.. الباشا قـال ياخدوا علقـة محترمه”..
ابتعـد خالد بضيق وهو يري ذلك الرجـل اقترب منهـا و بدأ في ضربهـا بكل قـ,ـسوة ومعهـا لينـا حتي سقطت الفتاتين أرضـا و لينـا فاقده للوعي أما مريم فكانت تنـازع للبقـاء علي قيد الحيـ,ــاة…
……………………………
” المـؤتمر انتهي يا سادة، و اتمنـي أكون جـاوبت علي كل أسئلتكـم.. بعد اذنكـ,ـم “..
انتهـي المؤتمر بإعلان أدهم بتعرضه لوعكـه صحيه شديدة ألزمته الفراش لأعـ,ـوام، الصـ,ـدمه احتلت ملامح الجميـع عندما وجـدوا ما وصفوه” بالشبح ” يتجـول بينهم في أركـان شركته حتي استـ,ـوعب بعضـ,ـهم بالنهايـة معدا قيل فتبدلت مشاعرهم من التعجب للفرحة الشديدة بعودة مديـرهم….
قال أدهم براحه:
“أنا كدا تمـام.. اتفصلي بقي اقعدي احكيلي اي حوار سجن معـ,ـتصم دا!!”..
قالت بتوتر:
” كل الحكايه..
قبل أن تجيبـه رن هاتفهـا برقم والده كريم، تعجبت فكل ما تعرفـه عنه بأنه سافر منذ سنوات ولم يعـد…
أجابته بقلق:
“السلام عليكم!!”
” داليا… اطلعـي بسرعـة علي مستشفي الشفاء، كريم عامل حادثه هناك، و مريم اتصلت بيا من شوية و بتقولي في ناس اتهجمت عليهـم ومعاها لينا، وكـل واحد في مكـان ومفيش غيرك هيعرف يتصـرف “..
سألت بصدمه:
” كريم!!! ح.. حاضر يا عمي انا رايحاله حـالا “..
أغلقت هاتفهـا فسألها أدهم بخوف:
” ماله كريم يا داليا!! “..
” حادثه.. كريم عامل ح…
قبل أن تكمـل حديثهـا تحـرك أدهم للخـ,ــارج فركضت هي خـلفه، تحـ,ـت نظـ,ـرات رسـلان الذي وقف يستشعر قلقهـم فتحـرك خلفـهم حتي سيارة أدهم يسألهم:
” داليا أنتي كويسـه!! “..
قال أدهم بحده:
” معندناش وقت للأسئله، اركب “..
أعطته داليا مقعدها بجـوار أخيها و تحركت تجـلس بالخـلف وهي تكـ,ــاد تموت قلـ,ـقـا لأجل كـ,ـريم حتي انها بدأت في البكـاء لتخفف من قلقهـا و رسلان يطـالعها بحزن بعدما أخبره أدهـ,ـم بما حدث:
” متقلقيش يا داليا خير ان شاء الله ميكونش حصله حاجـه “..
سألها أدهم:
” داليا هو والد كريم مقالكيش اي حاجه تانيه!! “..
” قالي ان لينـا مع بنت اسمها مريم و في ناس اتهجمـوا عليهم و هو رايحلهم، هو غالبا عرف الخبرين في نفس الوقت… أنا هكـلم حازم دا الحارس بتاع كريم، هخليـه يدور علي عمي والبنات وياخد معاه ناس “..
أخـرجت هاتفهـا وعلي الفور أجابها حـازم:
” أيوا يا هانم”..
أجابته بصوت حاد:
“أنت كـنت فيـن و كل دا بيحصـل!!!”
“يا فندم الأستاذ كريم خرج الصبح بسرعـه و كان باين عليه متعصب ورافض اي حـ,ـراسه، و الأستاذ صـالح قالي انهم عندهم مشوار عائلـي ومش عاوزين حرس”..
قالت بحده:
” تجيـبلي الكـلاب اللي عملوا كدا في البـ,ـنات و ترميهـ,ـم في المـ,ـخزن لحد ما افـ,ـضـالهم، وحـ,ـادثه أدهم تعرفلي اذا كانت مقصودة أو لا… كل دا يخلص خـلال ثلاث ساعـ,ـات يا حازم، فاهم!! “..
” حاضر يا فندم “..
أغلقت هاتفهـا بضيق و علامات الذهـول علي وجهه كـلا من رسلان وأدهم الذي سألها بتعجب:
” أنتي مين؟! معقوله داليا!! “..
قالت بقهر:
” كريم كان سندي الوحيد في غيابك يا أدهم، بس كان لازم أعمل حسـ,ـابي برجـ,ــاله ولائها ليا ميتغيـرش لو حصل لكريم حاجه، وحازم منهم… انا واجهـت حاجات كتيـر أوي أنا وهو “…
” ان شاء الله هيكون كويس “..
سألها رسلان بتعجب:
” لا قوليلي انتي هتعملي اي لما تفضيلهـم في المخزن!! معلشي عشان انا مستقـ,ـبلي بيضيع هنا!! “..
نظـرت له بغضب فأعتدل في جلسته ينظر للأمام:
” دا شكلها ايام زي الفل “..
وأخيـرا تحـرك أدهم سريعا في طرقات المشفي يبحـث عن صديقـه حتي وجـده في إحدي الغرف متسطـح علي فراش مغمض العينين وكـل جسده مضمد تقـريبا اقتـرب أدهم منه بلهفـه:
” كـريم!! أنت كويس!؟ “..
…………………………………………
” لينا هـانم!! انتي كويسه؟ “…
كانت تجـلس في طرقات المشفي وحيده غارقـه في دمائهـا، كل ما تشعـر به هو الخـوف فقط حتي ظهر هو أمامهـا…
نظرت لينـا له بأعين دامعه ثم ركضت تجاهه لتستقـر بين يديـه تبكي بخوف وهمس هو بقلق:
” لينا! “..
يتبع….
الحلقة الخامسة عشر
” كـريم!! أنت كويس!؟ “..
” مش هيفـوق دلـوقتي، لسه شوية “..
قـالتها الممرضه فنـظر أدهم لها يسألها بقـ,ـلق:
” هو كويس صح!! اي كل الشاش دا! “..
” دي كـانت حادثـة مو’ت يا أستاذ، اللي كان في العربية التانيـة متخرشم خـالص، هو يدوب عنده شوية كدمات “..
نظر لها أدهم بضيق و لطريقتها السوقيه في الحديث ثم نـظر حـوله ليجد العديد من الأشخـاص يتشاركـون معه بالغرفـة قـال أدهم بجدية:
” هروح أشوف عربية إسعاف ننقـله لمستشفي كويسه “…
أومأت له داليـا بهدوء ثم تحركـت لتجـلس بجـوار أدهم و خـلفهـا رسلان يتابعهـا بإهتمـام و قد استراح قلبـه قليلا لرؤيتهـا أفضـل حـالا…
أقترب ليقف خلفهـا وقـال بهدوء:
” الحمد لله إنه بقي كـويس “..
” الحمد لله “..
كان يـرغب في قـول الكثير بتلك اللحـظة ولكنه فضل الصمـت حتي تصبح الأمور أفضـل…
وعـلي مقـربـة منهم في مشفي أخـر، خرجت لينا من بين يديه وهي تشيـر تجـاه غرفـة العمليـات ببكـاء:
” مريم حالتها صعبـة أوي و صالح كمـان، ضر’بوني وأنا مش عارفه حتي مين دول وعاوزين مننا اي! “..
قال بغموض:
” أنا عرفتهـم و وصلتلهـم.. متقلقيش والدك عـ,ـلي وصـ,ـول والكـ,ـلاب دول حسـ,ـابهم معايا “…
قالت ببكـاء:
” أنا عـاوزة كريم… عاوزاه هو اللي يجيبلي حقي “..
قال بهدوء:
” كريم لو عرف هيرتكب جناية، سيبيني أنا أتصرف.. تعـالي نخلي حد من الممرضين يربطـلك جرحك و لا نشوف دكـتور يطمني عليكي “..
بالفعـل بعد قليل أخذتهـا إحدي الممرضـات و أجلستها في فراش ثم أعطتهـا محلولا به أدوية لتهدئتهـا:
” يلا بقي احكيـلي بالظبط اي اللي حصـل “..
قصت له لينـا وهي تكافح النـوم ولكنها امتلكت الوقت الكـافي لتخبره بكـل ما حدث ثم ذهبت في نوم عميق فقـال للممرضه بجدية:
” خليكـي معاها شوية نضفيلها جروحهـا “..
أعطـاها مبلغ من المال ففعلت الممرضـه مع ابتسامـة رضـا و تحـرك حازم للخارج ليصطدم به والد كريم وقد كـان في موقف لا يُحسد عليه..
قال حازم بهدوء:
” إهدي يا باشا، الآنسـة لينـا بخيـر، أخدت مهدأ و جروحها سطحيـه، الآنسـة مريم و الأستاذ صالح في العمليـات، كلمت الأستاذة داليا من شويـة وطمنتني إن كريم بخيـر، عنده شوية كدمات ولسه فاقد وعيه لكن هي هتنقـله مستشفي خـاصه وهيبقي أحسن “…
” مريم حالتها اي؟! يعني اصابتها خطر ولا اي!! “..
” لسه محدش عـارف، اي رأي حضرتك تقعد جمب الآنسة لينا، حالتها النفسيه مش كويسه، وأنا أول ما أعرف معلومة هبلغـك “..
” لا.. لا أنا هفضـل هنا لحد ما مريم تخـرج وأطمن عليهـا “..
جـلس بإنتظـارها و حـازم عيناه منشغله يراقب المكـان حوله بإحترافيـه و ينظر لساعته الذكية من حين لأخـر، أخرج هاتفـه و أجري اتصالا هاتفيا و آتاه الرد بعد ثواني:
” تمـام يا باشا..مسكناهم “..
” روقوهم علي ما آجي.. “.
” تمام يا باشا “..
بمجرد انتهـاء المكـالمه خرج الطبيب من غــ,ـرفة العـ,ـمليـات:
” مين مع الآنسه مريم!؟ “..
” ايوا احنا يا دكتور ” أجابه حازم..
” في اعتداء عن-يف بالضـر’ب، حصل نز’يف في الكبد قدرنا نسـ,ـيطـر علـ,ـيه لكـن الحـ,ـاله مـ,ـش مسـ,ـتقـرة و منقدرش نقول حاجه قبل 24 ساعة، هي هتتـ,ـنقل العـ,ـناية دلوقتـ,ـي.. طـ,ـبعا احـ,ـنا لازم نبـ,ـلغ الـ,ـبوليـ,ـس “..
قال محمد بغضب:
” طبعا هنبلغ.. “.
سأله حازم بهدوء:
” والحالة التانية يا دكتـور اللي كانت جـ,ـاية معاهـ,ـم!! “..
” لسه في العمليات، و الحاله مع دكـتـ,ـور إيهاب هو هيطمنكم بنفسه”..
ربت حـازم علي ظهر محمد وقال بهدوء:
“خير يا باشا ان شاء الله”..
………………………………………
” لا تصدقي فرق كبيـر بين المستشفيات الحـ,ـكوميـة و المسـ,ـتشفيات الخـاصة “..
” أكيد.. المهم كريـم يكون كويس “..
” خايفـة عليه أوي! “..
” ايوا طبعـا”..
“يعني لو اتخرشمت زيـه كدا هتخافي عليا بردو”..
نظرت له بتعجب وقالت بصــ,ـوت مختنق:
” بعد الشر عليك يا رسـلان، ليـ,ـه بتقـ,ــول كدا!! “..
قال بضيق:
” لا أبدا ولا حاجه “..
تحـولت نظرة التعجـب لضـحكات عاليـه و سـ,ـألته بدهـ,ـشه:
” أنت غيـران!! “..
” ومغيرش ليه؟ مش راجـل و أنتي البنت اللي بحبها وعـ,ـاوز اتجـ,ــوزها واللي خايفـ,ـة علـ,ـيه دا راجل غريب “..
” بس كريم مش غريب “..
” بالنسبالي غـريب “..
قالت بهدوء:
” كريم زي أخويا يا رسلان “..
هز رأسه رفضا بضيق:
” لا.. مفيش حاجه اسمها زي أخويا، هو مش أخوكي مـ,ـش من د’مك و لا حتي راضعين علي بعض، أنا عـازك تبقي هنا علشان جدعنته معـاك مش أكتر “…
تأففت بضيق:
” التحكمـات بدأت بدري أوي يا استاذ رسلان “..
” بالعكس يا داليا مش تحكمـات، بس الشخص اللي أنتي بتـ,ـقولي عـ,ـنه أخـ,ـوكي دا الـ,ـشركة كـلـ,ـها عارفـة إنه بيحبك و عاوز يتجـوزك “..
” وأنا مبحبهوش هو ومش عاوزاه هو “..
سألها بخبث:
” أومال عاوزة مين؟ “..
أشاحـت بوجهها عنه بضيق و أخفت ابتسـامتها الخجـله، دلف أدهم للغرفـة وجلس أخيرا بجـ,ــوارها براحـة:
” حالته كـويسه، الدكـتور قال ممكن يخرج بكـرا الصبح “..
قالت داليا بهدوء:
” لينـا حالتها كويسه، البنت التانيـة و خطيبهـا هما اللي لسه وضعهم مش مستقـر، عاوزة اروح لعـ,ـمي محمد يا أدهم و أتطمن علي لينـا “..
قال أدهم بجدية:
” وجـودك ملوش داعي يا داليـا، وبعدين ما أنتي الأخبار بتوصـ,ـلك أول ب أول “..
” مش هتصدق مين اللي عمـل كدا فيهم وليه “..
” مين!! “.
” منير “..
” منير ابن عمتي!؟ ليه وبعدين هو مش في السجن!! أنتي مقـ,ـولتليش لسه هو محبوس ليه “..
” محبـوس في.. محـاولة اغتصا’ب “…
فتح أدهم عينيـه بصدمـه ولكن ارتبـاك داليا الواضح جـعل رسلان يسألها بشك:
” ميـن البنت! “..
أغمضت عينيها بألم وقالت بصوت خافت:
” أنا “..
صرخ أدهم بصدمه:
” اااي!! ”
قالت بصوت خـال من الحياة:
“كريم هو اللي لحقنـي علي آخر لحظه، وعمـل فيه اللي لو أنـ,ـت كـ,ـنت موجـود كنت هتعمـله”..
نظـر لها أدهم بحزن ثم أقترب منها يجـلس أرضا أمامهـا وقال بضـ,ـعف:
” آسف.. أنا اسف اني سيبتك “..
ضمت وجهه بيدهـا وقالت بإبتسـامة حزينـ,ـة:
” بس أنا لسه مستنيـاك تعلمـه الأدب بطـ,ــريقتـ,ـك، بطريقة أدهم النـ,ـجـار “..
ابتسم أدهم بشـر وحقد:
” ورحمـة أبويا وأمي، ليلعـن اليوم اللـ,ـي فكر فيـه يبصلك بس “..
قال رسلان بصوت مختنق:
” هو وأمه “..
نظر الإثنين لـه بتعجب:
” أمه هي اللي سحرتلك يا أدهم.. عمتـ,ـك تعـ,ـرف واحده اسمـ,ـهـا ناهد بتاـ,ـعت أعمال وسحر، و الست دي أصلها من دارو اسمها الحقيقي أناهيـد و طبعا الست دي هي اللي دفنت السحر هناك “..
سأل أدهم بصوت منكسر خافت:
” ليـه!! ليه ممكـن تعمـل فيا كدا!! “..
” علشان الدنيا مفيهاش آمـان، المفروض ان اللي من دمك هو اللي كان يحمي اختك في غيابك، بس العكس اللي حصـل، الناس بتحقد علي بعضها يا أدهم بشكل متتخيـلوش “..
قـال داليا بهدوء:
” موجـود في المخزن يا أدهم هو خرج من السجن من يـومين، حـازم قالي انه من حـوالي اسبوع بعت شريكـه لكريم علشان يساومه علي الشركـة و كريـم مدالوش أهميـة، و منير خرج عمل كدا قرصة ودن يعني لكريم “..
سألها رسلان بتعجب:
” هو أنتي لحقتي تعرفي كل دا ازاي يا داليـا!! “..
” سيدة الأعمال الناجحـه لازم تكون عينيها مفتحه مع كل اللي بيحصـل حواليهـا يا رسـلان “..
قال أدهم بجدية:
” المهم، أنا رايح المخزن.. لـو حصـل اي حاجه كلموني فـورا، وانت يا رسلان أوعي تخليها تخرج من الأوضة دي، انا مضمنش اي اللي ممكن يحصل تاني “..
ابتسـم رسـلان وهو ينظـر لها بخبث لم يلاحظه أدهم وهي بدلته نظرته بغضـب وضيق، قال رسلان بهدوء:
” متشيليش هم يا أدهم “..
تحـرك أدهم للخـارج و جلست هي علي الأريكـة تتحـاشي النظر لـه فأقتـرب تجاهها يتسـأل بجديـة:
” هـو أنتـي كنت بترفضي الجـواز بسبب تأثير التجربـة دي عليكي!! “..
” أنا قولتلك يا رسلان انا كنت برفض لأني محبيتش حد من اللي اتقدمـولي، أنا مكنتش ضعيفـة نفسيا يا رسلان كنت بس ضعيفة جسديا قصـاده و لما لقيت كريم انا وقفت وأخدت حقي منـه و بعدها حبستـه، أخدت حقي و كريم عمل معاه الواجب وأهو أدهم هيكمـل عليـه “..
” بس رعشه إيدك دي مبتقولش كدا… داليا أنتي بني أدم مش انسان آلي “…
تنهـدت بتعـب ثم قالت ببعض الحرج:
” ممكـن منتكـلمش في الموضوع دا دلـوقتي “..
أومـأ برأسه يحـترم رغبتهـا ثم ابتعد مجددا يجـلس في زاويـة الغرفـة و ظلت هي تعبث بهـاتفهـا حتي أستمعت لصـوته…
” أيوا يـا ماما.. لا أنا كنت هتأخر شويـة، اتغدي انتي وآفـرين، وقوليلها معلشي المشوار بتاع النهاردة هنأجله بكـرا، حاضر يا ست الكل هاخد أجازة علشان خاطـرها، لا متقلقيش عليا أنا مع واحد صديق ليا في المستشفي.. ماشي سلام “..
زادت نظـراتها له حـده وغضـب وغيـرة وهو لاحظها و تعمد تجـاهلهـا وكـانت هي أكثر عندا منهـا فأخفت غيرتها تحـت قناع البـرود و استنـدت بظهرها علي الأريكـة حتي غفـت بمكـانها…
نظـر رسلان لها بإبتسـامة ثم تحرك تاركـا لها الغرفـة لتشعر بالراحـة وجلس بالخـارج لم يغمض له جفنا خـوفا عليهـا من اي حدث غير متوقع تزامنا من الأحداث الحالية…
……………………………………….
” مريم.. مريم فاقت يا بـابا “..
وقـبل أن يتحـدث هجـمت سيـدة علي الغرفة تقـول بحده:
” الحمد لله علي السلامة يا اختي، مش كان واجب بردو تعـرفي ابن الناس اللي مخطوبـاله ان كان ليكي حبيب قلب قديم هيعمـل فيه كدا!! منك لله كان وشك غـم علينـا “..
تجمعـت الدموع بأعين مريم و رغم حزنها الشديد لسماعها تلك الكلمـات المؤلمه الا أنها سألت بإهتمام:
” صالح جراله اي!؟ “..
” ابني هيعـرج العمر كله بسببك يا ست الحسن، منك لله كانت معرفة الشؤم، انا هسافر بإبني بكرا الصبح، انسي انك كنتي تعرفيه، واوعي تفكـري تتواصلي معاه بأي شكل “..
تحـركت السيدة لخـارج الغرفـة و مريم تنظـر تجاهها بحزن و شفقـه جراء ما حدث لإبنهـا بسببهـا هي، قالت مريم بحزن:
” أنا مكانش قصدي والله.. منه لله خالد هو اللي مصمم يدمرلي حياتي “..
سألت لينا بحيرة:
” بس هو مش كـان اتقبض عليـه!! “..
أجـابها حازم بجدية:
” بس كريم باشا كان حاسس انه وراه حـد و انه هيخـرج، وفعلا دا اللي حصـل “…
ربـت محمد علي مريم بحنـان ثم تحـرك لخارج الغـرفة وخلفـه حـازم فقـال محمد بتعب:
” أنا لازم أروح المستشفي لكـريم.. خلي عينك مفـتوحه أوعي تغفل عن البنات “..
” متقلقش يا محمد باشا، في الحفظ والصـون “..
” متقـولش ل لينـا حاجـة عن كريم، كفاية اللي هي فيه “..
” حاضـر “..
بالفعـل اتجه محمد للمشفي الأخر فأنتظـر حازم خـارج الغـرفـة لبعض الوقت حتي انتبـه علي مريم تخـرج فأتجـه لها يسألها بهدوء:
” محتاجة حـاجه يا هانم!! “..
” عـاوزة أروح أتطمن علي صالح “..
” خرجوا من المستشفي يا آنسه مريم.. لو سمحتي اتفضلي ارتاحي وضعك لسه مش مستقـر “..
” لا أنا كويسه، عاوزة امشي هو فين خالي!! “..
انزعج حازم ونظر لداخل الغرفة ليجد لينا قد غفـت، سحب الباب ليغلقه ثم قـال بحذر:
” خال حضرتك عند كريم باشا في المستشفي، عامل حـادثه “…
سألت بصدمه:
” اااااي!! وحالتـه ااي!؟ خدني وديني عندهم “..
” يا هانم مينفعش، متنسيش الآنسة لينا حالتها النفسيه مش هتسمح انها تسمع حاجه زي دي، لازم نتصرف طبيعي، بعد اذنك ارجعي سريرك وارتاحي استاذ كريم مفيش عليه خطر مستنيـنه يفوق بس “..
قالت بدموع:
” يا رب قـويه “..
” أدهم!! “..
ابتسم أدهم بخيبـة أمل و هو يجـلس أمام ابن عمتـه المقيد و خلفه رجـاله فضحك بسخرية:
” شوفت.. رجعتلك من المـو’ت بمجرد خروجك من السجـن علشان أكون في استقبـالك، خرجت علشان أبقي موجـود قبـل ما تفكـر تأذي أختي تاني يا كـلب، أختـي اللي هي من دمك، اللي حماها الغريب منك أنت، بدل ما تحميها بنفسك”..
قال منير بحقد:
” أحميـها من اي!! احميهـا وهي حواليها حراس زي الجيش من اي!! أنت وأختك فلوسكم تغنيكم عن الحمـايـة “..
” الله يخربيت الفـلوس الله تعمل كدا، أنت اي يا اخي مفيش في حيـاتك غير الفلوس وبس!! “..
” أنا بردو!! أنا يا ابن خـالي اللي واكـل ورث أمي وسابنا نشحت!! “..
” ابويا مكلش ورث أمك يا منير وأنت عارف كويس، عارف ان أبوك هو اللي اخد نصيب امك من الوريث وضيعه، مترميش اللوم علينا وأنت عـارف مين الغلطـان، وبرغم كدا أخدتك في بيـتي أنت وأمك.. أمنتك علي أختي في وجودك ومخوفتش عليها منك، بس أنت كنت حيـوان و هتفضل كدا.. فاشل و طماع زي أبوك، ولا أقول زي أمك!! الست الطـاهره اللي عامله فيها شريفة ومكسـو’رة الجناح اللي راحت للسحره والدجـالين علشان تسحـر ابن اخوها… أمك فين يا منير!! “..
” ماتت.. البيت اتحر’ق وهي فيه، علشان كنا عايشين في منطقه بيئـه متليقش بينا أبدا “…
” أهون موته بعد اللي عملتـه فيا طـول الأربع سنين، وأنت هتدفع التمن يا منيـر.. “.
” ليه! مش كفاية فيـا التلات سنين اللي اتحبست فيـهم!!! اختك كان لازم تتعلم الأدب، مكانتش شايفاني راجـل، موافقتش تسلمني الشركـه وكأني هسرقهـا منكم، و برغم كدا عامـله توكيـل عام للي اسمه كريم… كريم اللي كان بيدخل ويخرج علي كيفه و الله أعلم كان بينه وبينهـا اي!! كنت بتأكد انها…..
صـرخ به أدهم يسحبـه من ثيـابـه ثم لكمـه بعن-ف و أنقض فوقه يكيله باللكمـات انتقـاما لأختـه حتي تكسرت عظام وجهه فأبتعد عنه بعصـوبة وصرخ برجـاله بغضب:
” البوليس قدامه نص ساعـة وهيجي يلمهم تـاني… ربوهم كويس مش عاوز البوليس يلاقي فيهم حته سليمـه… انمـا أنت فأنا قرفـان حتي اني ابص في وش واحد زيك يقبل ان راجـل يمد ايده علي اللي بيحبهـا لمجرد الفلوس او انتقاما منها “..
نظر خالد ارضا بندم وقال بقلة حيرة:
” كنت فاكر هعرف امنعهم يلمسـوها بس خوفت”..
” خاف.. خاف لما تعرف ان اللي أنت بقيت في ضهره دا يبقي تاجر مخدر’ات قد الدنيـا والبوليس مسك عليه أدله جديدة، وكلكم هتتاخدوا في الرجـلين “..
نـظر له خـالد بصدمـه، فهو قبل مساعدة ذلك الشخص عندما أخبره بأن عداوتـه مشتركه مع كريم، لم يعرف عنه الكثيـر ولا حتي بما ورط نفسـه وقضيتـه بالتعد’ي ستصبح سلسله من القضايا و ها هو يخسر نفسه لسيره خلف انتقـامه الغبـي…
تركهـم أدهم وخرج عائدا للمستشفي محـاولا لتخفيف غضبـه سيعود لرؤيـة أختي فألتقي برسلان في الخارج:
” كريم فاق!؟ خرجت ليه!؟ “..
” لا لسه مفاقش، و داليا عينيها غمضت قولت أخرج علشان مسببلهاش حرج “…
ربت أدهم علي كتفه بإمتنان:
” متشكر يا رسلان علي وقفتك معايا “..
قال رسـلان بغباء:
” طيب بالمناسبة السعيدة دي بقي انا كنت عاوز اتجـوز داليا!! جوزهالي.. بالله عليك.
يتبع….
الحلقة السادسة عشر
” متشكر يا رسلان علي وقفتك معايا “..
قال رسـلان بغباء:
” طيب بالمناسبة السعيدة دي بقي انا كنت عاوز اتجـوز داليا!! جوزهالي.. بالله عليك”..
نظر له أدهم بصدمه ثم سأله بضيق:
“هي فين!!”.
سأله بحماس:
” مين داليا؟! “..
” لا يا حبيبي، المناسبة السعيدة اللي أنت بتتكلم عنها واحنا في نص المستشفي!! أنت عبيط يعني!! “..
نظـر له رسلان بضيق فتجـاهله أدهم ثم تحرك للغـرفة ليجد كريم قد عاد لوعيه و أخيرا يجلس مكـانه بصمت بينمـا داليا كانت غافيـه علي الأريكـة لم تنتبـه له..
اقترب أدهم من كريم بإهتمام يسأله بجدية:
” أنت كويس يا كريم؟! حاسس بحاجـه!! “..
ابتسم كريم بخفـوت و ربت علي يده:
” كويس يا أدهم الحمد لله، اللي في العربية التانية جراله حاجه!! “..
” لا متقلقش كويس، هو بس اصابته كانت أشد منك بس أنا علي تواصل مع المستشفي و قالولي انه فاق كمان وبقي أحسن “..
قال كريم بضعف:
” أنا اللي غلطان يا أدهم، بلغـه وبلغ أهله ان تكاليف العلاج و تصليح العربية عليا “..
ابتسم أدهم وأومأ برأسه:
” حاضر، دلوقتي هروح أشوف الدكـتور يطمنا عليك.. رسلان! رسـلان!! أنت يا ابني!!! “..
كان مبتسمـا ببلاهه وهو يتابع تلك النائمـة فنظر له أدهم بغضب وصرخ بإسمه من جديد ليفزع رسلان و ينظر له بدهشه:
” في اي هو أنا في نهاية العـالم!! عاوز اي! “..
” عاوز اي!!؟ يا ابني احترمني شوية أنا مديرك في الشغل!! “..
تأفف بضيق:
” عاوز اي يا أدهم خلصني! “..
” تعالا نروح نشوف الدكـتور “..
” لا ونسيب داليا لوحدها!! افرض حصل حاجـه “..
نظر له كريم بتعجب يسأله بعدم فهم:
” هيحصل اي مش فاهم!! وبعدين هتسيبوها لوحدها فين ما أنا موجود أهو!! “..
قال رسلان بضحك:
” دا أنت مفيش فيك حته سليمـة.. يدوب لو حد هجم عليك تنطق الشهادة “..
قال أدهم بضيق:
” خلاص يا خفيف، روح أنت هات الدكتور وأنا هفضل معاهم “..
” أوف.. حاضر “..
تحرك رسـلان للخـارج فتحرك أدهم تجـاه داليا و بدأ في إيقاظهـا برفق ف فتحت عينيها بتعب لتستوعب المكـان بعد دقائق:
” اي دا أنا نمت!؟ أنا محسيتش بنفسي خالص! “..
ابتسم أدهم يقول بهدوء:
” هنطمن علي كريم و بعديـن هاخدك البيت ترتـاحي، الدكتور جـاي فقولت أصحيكي “..
” كريم فاق!! “..
التفتت تجـاه الفراش لتجده ينظر تجاهها بإبتسامه فتحركـت سريعا تجـاهه:
” الحمد لله انك بخيـر، قالولي انك كنت سايق علي 140 و دا تصرف متهـور يا كريم بجد متوقعتش منك كدا!! “..
” أنا بس..
“كريم؟”
ألتفتـوا جميعهـم علي صوت محـمد يدلف للغـرفة ثم أتجـه لكريم وضمه برفـق و هو ينظر له نظرات متفحصه يسأله بإهتمام:
“أنت كويس يا ابني!!”..
” متقلقش يا بابا أنا كويس “..
” معلشي يا حبيبي أنا مكنتش معاك بس.. مريم ولينا في مستشفي تانيـه، في ناس اتهجـموا عليهم “..
فتح كريم عينه بصدمه يسأل بغضب:
” اي!! ناس مين؟ و هما كويسين ولا لا!!!! ”
أقترب أدهم يصحح ما فعله محـمد ولكنه لا يعلم بأن كريم استعاد وعيه للتو، فقال بهدوء:
” كريم إهدي..الآنسة مريم و لينا كويسين وكمـان هيخرجوا النهاردة و اللي عملوا كدا هما منيـر و الواد اللي كان خطيب الآنسة مريم، قطـعوا عليهم الطريق و ضربوا البنات و كان معاهم خطيب الآنسة مريم دلوقتي يعني، بس متقلقش حازم فهمني كل حاجه و داليا قالتلي اللي منير عمله، وعلمتهم الأدب وسلمتهم للبوليس “..
قال كريم بإمتنان:
” مش عارف أقولك اي يا أدهم، أنت دايما بتثبتلي ان أنا وأنت واحد “..
” أنا!؟ أنا معملتش ربع اللي انت عملته يا كريم “..
عاد رسـلان وأخيرا مع الطبيب الذي قام بفحص كريم فقال بإبتسامة:
” لا حضرتك كويس وتقدر ترجـع البيت كمان، بس لازم ترتاح الفترة الجـاية و تستمر علي العلاج علشان جروحك تلم “..
بالفعـل ساعده رسلان و أدهم للخروج من المستشفي و تحرك به محـمد بسيـارته و لحق به كلا من أدهم و رسـلان و داليا بسيـارة أدهم الذي قال بإهتمام:
” داليا شكلك تعبـان، هروحك البيت الأول “..
” لا لا يا أدهم عاوزة أروح أتطمن علي لينـا، ممكن أبقي أفضل هناك وخلاص “..
ألتفت لها رسلان بضيق ينظر لها بغضب حتي انها خافت نظراته تلك فقالت بصوت خافت:
” او مفيش داعي يعني هتطمن وأروح “..
نظر أدهم لرسلان وقال بجدية:
” خلاص هوصلك أنت يا رسـلان أنت تعبت معانا النهـاردة… و.. بكرا تشرفني انت و والدتك علشان نشوف موضوع الطلب اللي أنت طلبته ده “..
ابتسم رسـلان بسعـادة و هو ينظر لأدهم يتسأل بجدية:
” بجد!!! “..
غمزه أدهم يقول بإبتسامة:
” دا أنت ابو نسب بردو، بس في الاخر الرأي المهم مش رأيي أنا “..
نظـر الإثنين للخـلف لتنظر لهم بتعجب وتسأل بحده:
” مالكم بتبصولي كدا ليه!!! “..
ضحك أدهم و انكمـش رسلان مبتعدا عن صوتها الحاد ينظر للأمام مجددا:
” دي شكـلها هتبقي جوازة فـل الفـل “..
كـانت تبكـي بحرقه علي ابناءها و فاتن تحتضنهـا ولم يكـن حالها أفضل لتقول بقـلة حيلة:
” لو نفسي أفهم بس هما حابسينـا ليه؟! عاوزة اشوف الولاد اتطمن عليهم “..
نظر سلوي الجالسه علي الأريكة المقابلة و قالت من بين دموعها:
” طب وأنا حابسيني معاكم ليه طيب.. قلبي واكلني علي بنتي دي لسه يدوب خارجه من حادثه من كام اسبوع “..
دلفـت مريم و لينـا تستند كلا منهمـا علي يد الأخري وخلفهم حـازم يحمل أغراضهـم فركضـت لكـلا منهم أمها و ضمتهـا بحـنان فأقترب حازم من سلوي يقول بحذر:
” الهانم صحتهـا تعبانه، لو سمحتي تطلعيهـا أوضتهـا و الممرضه داخله حالا هتفضل معاها “..
أومأت سلوي برأسها وهي تتمسك بإبنتها ثم أخذتها وصعدت للأعلي، قالت والدة لينا بقلق:
” لينا أنتي لو لسه تعبانه نرجع المستشفي عادي!! “..
قال حازم بإبتسامة:
” لا الآنسة لينا كويسه، هو بس للأسف الأنسة مريم كان عندها نزيف داخلي لكن الدكاترة قالوا انها هتبقي كويسه و كانوا بيرجـحوا انها تفضل يومين لكن هي رفضت و استكفت بالممرضه، و الدكتور هيجي يوميا يطمن عليها “..
وقبـل أن تجيبـه بقلقها علي مريم رأت كريم يدلف للمنـزل يقتـرب منهـا فضمتـه باكيـه وربت هو علي ظهرها ليطمئنهـا ثم خرج من أحضانهـا ينظر لأخته بلهـفه يضم وجهها بيديه:
” أنتي كويسه؟! “..
قال بمزح:
” دا أنا خدت علقه، مخدهاش حمار في مطلع “..
كانت تمـازحه ولكن كانت كـلماتها مؤلمة بالنسبة له فضمهـا بحنان يمسد علي حجـابها:
” لولا ان أدهم اتصرف خـلاص لكنت خليتك ضربتهم بدل الكف عشـره “..
قالت بضحك:
” قولتلكم من زمان أدهم دا خطيبي محدش صدقني “..
ضحك كريم و هو يتذكر مزاح أدهم الدائم ل لينـا منذ كانت طفله ولكنه قال ببعض الحده:
” يا بت اتلمي بقي كبرتي علي الكلام دا ”
ضحكت وقالت ببعض الحرج عندما رأت نظرات حازم النارية تجـاهها:
” بهزر يا كريم ما أنت عارف “..
ابتسم لها كريم ثم سأل بإهتمام:
” أومـال مريم فيـن! “..
قالت لينا بتعب:
” فوق، وطلعوني أنا كمان أوضتي مش قادرة أقف أكتر من كدا “..
اتجـه كريم ليحمـلها ولكن حذره والده قائلا بحده:
” أنت تعبان يا كريم.. تعالي يا لينا أنا هسندك “..
مدت يدها لوالدها ولكنها فاجأها حينما حملها بين يديه وصعـد بها لغرفتها وهي لفت يدها حـول رقبته تستشعر ذلك الحنان الأبوي الذي افتقدته لسـنوات…
وبعدمـا دثرها في فراشها خرج ليجد كريم علي وشك الدلوف لغرفـة مريم فأقترب منه وأخذه لغرفته المجاورة ليستريح ربما سيطول حيدثهم وأخبره بكـل ما حدث من عائـلة صالح…
سأله كريم بهدوء:
” وصالح موقفه اي!؟ “..
” مش عارف والله يا كريم أنا مكنتش فاضي أدخله، بس روحت لأهله وقولتلهم ألف سلامه و وقفت جمبهم كتير بس همـا اتجاهلوني وانا اتلهيت فيكم باقي اليوم، ويمكن مصدوم من موضوع الإعاقة اللي حصلت معاه دي، هما قالوا هيسافروا في اسرع وقت و مستبعدش انهم دلوقتي يكونوا خرجوا برا مصر أصلا “..
” ومريم موقفهـا اي من اللي حصل؟! “..
” هي طـلبت تشوفه أكتر من مره، بس بيني وبينك انا حاسس ان مريم حاسه بس بالذنب ناحيته، مش احساس الخوف علي شخص بتحبه والمفروض خطوبتهم كانت خلاص.. مريم ملحقتش تحبه او تتعلق بيه وهتنسـاه علطـول “…
” خلاص يا بابا أنا هحاول أوصل لصالح و أعتذر عن اللي حصل مع ان ملناش ذنب،بس أنا فعلا عاوز اتطمن عليه… أفوق بس من اللي أنا فيه دا “..
” طيب ارتاح بقي وتبقي تشوف مريم بعدين، انت تعبان… يلا مدد علي سريرك ونام وأنا كمان هروح ارتاح شوية “…
اومأ له كـريم بإبتسامـة ثم قال بألم استطاع وأخيرا معرفه سببه:
” بابا.. لو مريم عاوزاه أنا هسافر ليه ولأهله وأتكلم معاهم “…
قال محمد بآسي:
” ربنا يقدم اللي فيه الخير، فوقوا أنتوا من اللي فيكم الأول وبعدين ربنا يحلها من عنده، تصبح علي خير يا حبيبي”..
…………………………………………….
بعدمـا ارتدت بيجـامتها الحريـرة و تمددت أخيرا علي الفراش و علي قدمهـا طبق مليئ بالطعـام وجدت أدهم يطرق الباب فسمحت له بالدلـوف فأقتـرب وجـلس جوارها يقـول بإبتسامة:
“طبعا عرفتي ان آفرين و رسلان اتطلقوا، وان أنا هتجـوز آفرين قريب”..
” اه عرفت، عرفت من الغريب يا اخويا، او يا اللي كنت فكراك أخويا “..
” بطلي رغي واسمعيني، رسـلان طـالب ايديكي للجـواز “..
احمرت خجـلا وحاولت تمثيل صدمتها بالأمر فقال أدهم بتقزز:
” بطـلي استعباط، انا عارف انك عارفه… ها قولتي اي!! بس قبل ما تقولي رأيك لازم تفهـمي ان رسلان وضعه المادي غيرنا، في حاجـات كتير هو مش هيقدر يعملهالك.. لازم تشوفي الأول هتقدري علي حياته ولا لا وكمـان لازم تحسي ان موضوع انك أغني منه مش فارق معـاه ولا عامله أزمة كرامه زي ما بتحصل لرجـاله كتير “..
قالت بهدوء:
” أنا.. متأكده ان رسـلان مش هيفرق معاه حجم ثروتي، زي ما أنا مش فارق معايا هو معاه كـام.. المهم رأيك فيه و اللي أنت شايفه يا أدهم ”
ضحك أدهم يقول بمشاكسه:
” بقي هي كدا.. ماشي يا داليا أهو هيجي بكرا ونشوف”..
“طب قوم يلا اتكل علي الله عشان أنام علشان بشرتي تبقي مرتاحه”..
ضحك أدهم و تحرك للخارج حيث غرفـتـه و استلقي علي فراشه يُفكر في محبوبته هو، تلك التي لا تفقـه في هذا العالم شيء و اختارتهـا ليكون هو عالمها، ابتسم يغمض عينه براحه بعدمـا انتهت أيام المشقـة و بدأت أيام الراحـه….
…………………………………….
في الصبـاح التـالي..
فتحت مريم عينـاها بتعب علي حركه أحدهم بجـوارها لتجـده هو، أبيهـا الذي فقدته من سنـوات، سألته بتعجب:
” أنت بتعمـل اي هنا!؟ “…
” مكنتش أعرف انك عملتي حادثه، قابلت محمد في صلاة الفجـ,ـر في الجامع وقالي، واستأذنت منه اني اجي اقعد جمبك، أنا مش عاوز حاجه غير اني افضل بس شايفك قدامـ,ـي كفاية السنين اللي اتحرمت منك فيها “..
” أنا مش زعلانه منك، أنا فاهمه ازاي الظروف بتحكم أوقات كتيـ,ـر بالفراق و البعد “..
قال بدموع:
” والله يا بنتي فعلا الظروف و الزمن هو اللي حكم علينا،انا تعـ,ـذبت سنين يا مريم لما عرفت ان شيرين كانت حامـل و انهم مش عارفين مكانها، و سنين عمري بدور علي مراتـ,ـي وبنتي بس مكانش في اي سبيل ليكم “..
” وأنا مش زعلانه منك يا… بابا “..
بكي عبد الرحمن و اقترب منها يضمهـا بحب لصـ,ـدره برفق ثم ابتـ,ـعد عنها لتقول بخفوت:
” والدي اللي ربـاني بردو كان اسمه عبد الرحمن، هو اكتر حد حبني في الدنيا هو وماما سلوي.. انا بحبه أوي بس انا عـاوزة اسمي الحقيقي.. “..
قال بدموع:
” طبعا هتكوني علي اسمي أنا… و حبك ليه علي دماغي كفاية انه رباكي و كبرك بالأخلاق والأدب دا، وصدقيني انا نويت من ساعة ما عرفت عنه و عن كرمه معاكي، جواز بنته التانيه مسئوليتي أنا وهتكفل بيها “..
ابتسمـت براحـه و هي تتمسك بيده وقالت بخفه:
” طيب اي.. ما تجرب تاخدني في موعد علي الفطـار “..
” بس أنتي تعبانه لما تخـفي هاخدك مكان ما تحبي، يا سلام هو انا كنت أطول!! “..
” لا أنا كويسه انا تعبت من الرقدة في السرير “..
” معلشي استحمـلي كام يوم وبعدهـا هخرجك في المكان اللي تحبيه، والله أنا عاوز أكتر منك بس صحتك أهم بكتيـر “..
سألته مريم بخفوت:
” طب اي!! أنا معنديش اخوات!؟ “..
هز رأسه نفيا و قال بحزن:
” محبيتش غير شيرين و مقدرتش لا أحب ولا اتجـوز غيرها، كان عندي أمل ألاقيكم بس صدمتي بموتها وجودك هونه عليا.. الحمد لله “..
” ربنا يرحمهـا “.
” يارب…. اه صحيح انا عرفت موضوع خطيبك دا، هو يا بنتي لو متمسك بيكي وبيحبك هيرجع “..
” احنا كنا لسه في بداية تعارف يعني لسه مكانش خطيبي، انا بس زعلانه انه اتأذي بسببي وحابه اعتذرله و عمتا هـو لو قدر يقنع مامته و يرجع انا مش هركز في اللي حصل واللي قالته ليا “..
” متفكريش كتير دلـوقتي في الموضوع، خلاص اللي حصل حصل “..
دقت سلوي باب الغـرفـة ودلفـت تطمئن علي ابنتهـا:
” يلا يا حبيبتي تعـالي افطري.. انا كنت هجيبلك هنا بس قولت تتمشي كدا أحسن و تنزلي تحت، كريم ولينا نزلوا هما كمان علشان يبقوا أحسن”..
اومأت برأسها:
” حاضر يا ماما، هغير هدومي وأجي”..
قال عبد الرحمن بإبتسامة:
” أنا همشي دلوقتي و هجيلك تاني، خلي والدتك تساعدك و متتعبيش نفسك.. سلام ”
ابتسمت له حتي ترك الغرفـة و تقبلت المساعدة من والدتها و بعد قليل كانت تخطـو لمقعدها علي سفرة الإفطـار، سألها كريم بإهتمام:
“أنتي كويسه دلوقتي!!؟ الدكـتور قدامه نص ساعة هيجي يشوفك! الممرضه كويسه معاكي!!”..
قال محمد بضحك:
” براحه يا كريم، واحده واحده و سؤال سؤال يا ابني “..
قال كريم بإضطراب:
” أنا بس عاوز اتطمن عليها “..
قالت مريم بإبتسامة:
” أنا كويسه يا كريم “..
بعد طـعام الإفطـار كانت مريم بالحديقه الخارجيه تتناول كوبا من العصير و بجـوارها محمد يحتسي الشاي و ينظر لها بإبتسامة، قال بهدوء:
” مريم أنا عاوز أقولك حاجه.. ”
نظرت له بتساؤل فأكمـل حديثه بهدوء:
” كريم بيحبك، بس هو أصله كريم علطول مشاعره مضطربه و مبيفهمش نفسه بسهـولة “..
ابتسمت تجيبه بنفس الهدوء:
” أنا عارفه “…
سألها بتعجب:
” طيب ليه يا بنتي كنتي هتتجوزي صالح!؟ “..
” أولا يا خالي أنا عارفه ان كريم بيحبني بس أنا مقولتش ان مشاعري متبادلـه، هقول لحضرتك أنا أول ما بدأت ألاحظ كنت مبسوطة علشان كريم شخص محترم و كويس بس هو كان موافق تماما علي صالح فأنا قولت أكيد انا فهمته غلط و لأني مكانش عندي مشاعر ناحيته وافقت علي صالح لأنه شاب محترم، وبعدين بدأت غيرة كريم تظهر فعرفت ان كريم شخص بطيئ في فهم مشاعره “…
” ودلوقتي مفيش صالح “..
” مين قال كدا!! أنا مستنيـه صالح يفوق من أزمته ويكلمني، هو بنفسه اللي يقولي مش هكمل أو يقولي لا كلام والدته كان من عصبيتها مش أكتر وهو هيرجع تـاني، أنا مقدرش اتلاعب بمشاعر صالح علشان كريم “…
” عندك حق يا مريم.. عداكي العيب يا بنتي “..
بعـد ذهـابه ظلت مريم بالخـارج و هاتفتهـا سارة صديقتهـا وشاركتهـ,ــا مريـ,ـم ما يحـ,ـدث معهـا فقالت سارة بهدوء:
” معاكي حق في كـل حاجه يا مريم إلا حاجه واحده “..
” اي هي! “..
” إنك مستنيه مكـالمه من صالح، مع اني شايفه ان أنتـ,ـي اللي تاخدي الخطوة وتكلـ,ـميه “..
” كنت بفكر فعلا اتصل بيه، صحيح خايفه من رد فعله بس لازم أكلمه “..
” حبيبتي انتي ملكيش ذنب وصال لازم يفهم دا كويس، انتي مخبتيش عنه انك كنتي مخـ,ـطوبة و ان خطيبك كان شخص مش كويس، بالعكس دا هو اللي كان ماسك القضيه، انتم بالاتفاق قررتوا متقـ,ـولوش لأهله وانتي ملكيش ذنب هو اللي المفروض يتصرف معاهم في حاجه زي دي “..
” عندك حق، بقيتي تتصرفي بعقل أهو من ساعة ما رجعتي لخطيبك، هو غيابه اللي كان مطيرلك عقلك ولا اي “..
” بنت عيب كدا.. اسكتي انا اساسا مش مطمنه، ربنا يستر، ابقي قوليلي عملتي اي وكلميني “..
” حاضر، يلا سلام “..
” لا لحظه، عاوزة اسألك سؤال الأول.. قوليلي أنتي محبتيش ولا واحد فيهم! ولا حتي قلبك مايل لواحد منهم!! “..
” يلهوي سؤالك دا محسسني اني مدوراها بجد “..
ضحكت سارة و قالت بأسف:
“أسفه والله، هو فعلا اللي ميعرفش الحكاية ويسمع من بعيد هيفكر كدا.. انا بس عاوزة أعرف بجد، قلبك لمين في النهاية انتي مش حجر ولا بتفكري بعقلك بس، اكيد قلبك بيقولك كلام تاني”..
” قلبي عاوز اللي يحارب علشانه يا سارة “..
…………………………………….
في منتصف اليـوم..
كانت تقف خـارج المبني الذي يعمـل به رسـلان كما أخبرها السائق، وقفت تنتظره وهي تـري ذلك المبني الشاهق الأرتفاع بأعيـن مذهولـه، تتابع المارة وتري الثيـاب الغريبة المتنـوعه التي يرتديهـا الأشخـاص، تأففت بعدها بملل وهي تري ذلك الجهـاز معها يضئ و ينطفئ مرارا ولكنها لم تستطع التعامل معه كما علمها رسـلان فجلست تشعر بالضيق حـتي فتحت عينيهـا بصدمه وهي تري أدهم يسيـر بكل هيبة وشموخ و حولها الكثير من الحراس فأبتسمت بسعادة تنادي إسمه:
” أدهم!! “..
انتبه أدهم لذلك الصوت ولكنه ظن بأنه يتخيـلـ,ـها فهو حقا اشتـاق لهـا وبرغم ذلك ألتفت حوله ليـجدها تنظر له بإبتسامة من بعيد فتحرك تجاهها آمرا رجاله بإلتزام مكـانهم و اقترب يسألها بتعجب:
” آفرين!؟ أنتي جيتي هنا إزاي!! “..
” لم أتوقع رؤيتك، أخبر رسلان السائق أن يأتي بي لهذا المكـان، لا أعلم ربما هو يعمل هنا، ماذا تفعل أنت!! “..
” أه مهو رسـلان بيشتغل هنا، مهو المكان دا بتاعي أنا “..
فتحت عينيها بصدمه:
” أنت!! يبدو عليك الثراء حقا “..
ضحك بخفه وأومأ برأسه:
” ايوا أنا غني، اي الصدفه القمر دي بقي تعالي نروح نشرب حاجه “..
” أنتظر رسلان هنا كما أخبرتك، سيذهب معي لشراء بعض الثياب “..
عبس أدهم يقـول بضيق:
” وهيساعدك رسلان ازاي يعنـي.. أنا هخـلي داليا تروح معاكي.. تعالي “..
تحـرك لداخـل الشركـة فوقف الموظفيـن بإحترام لـه حتي رسلان الذي نظر بدهشه لتلك التي يحـاول الإتصـال بها منذ دقائق وهي الآن تسيـر بجـوار أدهم و جميع الأعين تعـلقت بهـا لجمالهـا الغير مألوف ليلاحظ أدهم ذلك ليقول بحده:
” اتفضلوا اقعدوا وركـزوا في الشغـل.. رسلان تعاليلي عاوزك “..
انتبهـت آفرين لـه وقبل أن ترفع يدها لتحيـته سحبهـا أدهم للداخـل بضـيق قبل أن ينتبـه لها الموظفـين..
رحـبت بهـا داليا بحـفاوة و ضمتهـا تقول بسعادة:
” وحشتني اتعودت علي وجودك بجد “..
” وأنا اشتقت لكِ عزيـزتي “..
دق البـاب فدلف رسـلان فأنتبهـت له داليا و ابتسمت بخـفوت وخجـل…
قال أدهم بضيق:
” أنت ازاي تسيبها برا الشركـة كدا يا رسـلان وهي لا تعرف حد ولا تعرف حاجه هنا!! “..
” اهدي، انا متفق مع سواق من الشـارع عندنا هيجيبـها بنفسه و قولتلها أول ما توصل تكـلمني “..
نظر لها أدهم بضيق وسألها:
” وحضرتك متصلتيش بيه ليه أول ما وصلتي “..
مدت يديهـا الإثنين بالهاتف وقالت بضيق:
” لم أعرف كيف أستخدمه! “..
أخذه رسلان و فتحـه ليظهر ل أدهم عدد المرات التي هاتفها بهـا و برغم ذلك أخذ نفسا عميقا وقال ببعض الهدوء:
” معلشي حصل خير، هبقي أعلمك تاني عليه يا آفـ,ـرين، يلا بينا “..
سأله أدهم بغيظ:
” علي فين!! “..
” واخد اجازة نص يـوم، علشان هاخدها تشتري شوية لبس و بعدين هروح أغير علشان عندي مشوار مهم بليل أعتقد يعني حضرتك عارفه كويس “..
قـال أدهم بإستفزاز:
” وتسيب الشغل لمين!! انا مش موافق علي الأجازة و اتفضل علي مكتبك، و بالنسبة لآفرين ف داليا هتروح معاها تشتري اللي هي عاوزاه “..
نظر رسلان له بضيق ثم تحرك تجـاه داليـا وأعطـاها الفيزا الخاصه به و أخبرها برقمها السـري وقال بإبتسامة:
“هاتيلهـا كام طقم خروج علي كام طقم بيتي و كدا يعني، بس بالله عليكي ما تخرميش الميزانية عشان انا واحد داخل علي جواز”..
ضحكـت داليـا وهي تأخذها منه و ابتسمـت له:
” حاضر، احنا بردو تهمنا مصلحتك يا استاذ رسلان “..
غمزها رسلان يقول بإبتسامة:
” ما أنا قولت كدا بردو “..
سحبـه أدهم بيأس ليبعده عن الفـتاتيـن وقال بحده:
” علي شغلك.. و ابقي تعال في استراحه الغدا “..
نظـر له رسلان بغضـب وخرج وهو يلعـنه، حتي استراحـته سيحرمه منـها، التفت أدهم لآفرين و لأخته وقال بجدية:
” لو اللبس كان مكشـوف أو ضيق هرميه في الزبـاله، هاتوا حاجه ساترة و محتشمـة، لحد ما أحجبكم أنتوا الإتنين.. يلا اتفضلوا امشوا علشان متتأخروش “..
قضـت الفتاتيـن يومـا رائـعا بالخـارج تعرفت به آفرين علي القـاهره و رأت العديد من المباني التاريخيـه الفخـمه و اشتروا الكثيـر من الملابـس ثم بالنهايـة أخذتها داليا لمنزلهـا فقد أخبرها أدهم انهـا ستعود مع رسلان و والدته بعدما تنتهي زيـارتهم لـه…
قالت آفرين ببسمة هادئه:
” تبدين في غاية الجمـال، سيذهب عقل رسلان عند رؤيتك “..
ابتسمـت داليا براحـه ثم ألتفتت تجـاه الباب عندما وجدت صفيرا ينبؤها بوجود أخيهـا فوقفت تنتظر رأيه بمظهرها المرتب الأنيق:
” ربنا يحميـكي يا حبيبتي “..
قالها و هو يطبـع قبلة رقيقـة علي جبهـتها فنـظرت آفرين له بتأثر وحب من حنان ذلك الرجـل الذي اختـاره قلبهـا، ليس لفعلته ولكـن لأجل تلك المشاعر التي عبرت عنها عيناه وحـدها و نظرات الحب و الفخر و الحنين التي حملها لأختـه في ذلك الوقـت…
لن تنـدم يوما بأنها اختارته هـو، لن تندم يوما بأنها لم تعترض علي فعـلته و اتفاقه مع رسـلان وقـررت اكمـال ما خطط له لأجل البقـاء معه، في عالم لا تعرف به سـواه..
قال أدهم بهدوء:
” متقلقيش أنا مش هزودهـا معاه ولا هضغط عليه، أنا عارف انه شاريكي ودا بالنسبـالي كفايـة “..
ابتسمـت له بحـب ثم تحركـا للأسفـل واستقبـلهم أدهم مرحبـا بهـم بكل احترام..
جـلست داليـا بجوار أخيها وبدأ أدهم في الحديث المعتاد و رسلان يجـيبه بصدق عن وضعـه المادي و الإجتمـاعي و بالنهاية ابتسم أدهم يقول بإبتسامة:
” انا معنـديش اعتراض يا رسـلان، المهم هو رأي داليا “..
نظـروا جميعا تجـاهها فشعرت بالخجـل و احمر وجهها ليبتسم رسلان فهـي نادرا ما تصل لتلك الحالة من الخجـل لتقول والدته بإبتسامة:
” والله انا شايفه ان السكوت علامة الرضا “..
ضحك أدهم و أمسك بيد أخته فأشارت له بالموافقـة فقال بهدوء:
” يبقي نقرا الفاتحـه، و الخطوبة تبقي معانا انا وآفـرين “.
ابتسمـوا جميعهـم بسعـادة وها هي أخيرا البداية لحياتهم سـويا برابط يجمعهـم أمام الجميـع..
” صالح! رد عليا، أنا بس عاوزة أتطمن عليك “..
قال بصوت خافت:
” أنا كويس يا مريم الحمد لله “..
” أنا.. أسفة، أنا والله…
” مريم متعتذريش و متشيليش نفسك ذنب حاجه انتي ملكيش أي دخل فيها أساسا، أنا عارف ان ماما قسيت عليكي بالكـلام بس هي كانت موجـوعه علشاني “..
” أنا مش زعلانه منهـا، أنت سافرت علي فين! “..
” مش مهـم أنا فيـن، مريم أنا اتشرفت فعلا بمعرفتي ليكـي، بس أهلي ضاغطين عليا و مش موافقين علي جوازنا بعد اللي حصـل والموضوع كبر لفكره انهم مكانوش عارفين انك مخطوبة، وشايفين ان اللي حصل باب لمشاكل كتير، أنا عندي مشوار علاج كبير محتاجهم جمبي، يعني انا في اختيار بين أهلي اللي أكرموني العمر كله و بينك و…. ”
قالت بهدوء:
” مفيش حاجه فوق الأهل يا صالح، صدقني أنا تعبت أوي من بعدهم عني و مرضاش ليك التجربه.. علي العموم كل شئ قسمة ونصيب و انا اللي كان ليا الشرف بمعرفتك “..
أنهـت المكـالمه وهي تزفر براحه و تبتسم بـرضا، ربمـا يأتي بعد الأشخاص لحياتنا ليكـونوا سببا في تحولها، مثلما حدث لصالح، فها يخوض دربا جديدا في حيـاته بعيدا عن بلاده، حيث نصيبـه من حياة جديدة..
وقف بالشرفـة المجـاورة لشرفتهـا يستمع لحديثهـا، يراها ولا تراه، للمرة الأولي يشعر بمدي جمـالها، عيناهـا و بشرتها الناعمه، خصلاتها المتمرده من أسفل حجـابها و تنهيداتهـا وهي شاردة، كيف لم ينتبـه لها من قبـل! وهي تسكـن معه في نفس داره بـل بالغرفة المجـاورة لغرفته، بل حتي انها و ان كان لسببا أخر قد عرضت عليه الزواج منها و هو الغبي رفض ذلك العرض..
أخذ يصرخ كالأحمق ويردد بأنها أختا له، هو وضع لتلك العلاقة مسمـي قبل ان يفكر لثـواني، وكأنه فرض علي ذاته و عقله شيئا لم يجده القلب منطـقي فتمرد و آبي إلا أن يكـون عاشقـا، والآن هو يقف جوارها يندم علي تسرعه في القرار و تأخره في اكتشاف مكنونات قلبـه..
بعـد مرور اسبـوع…
ارتـدي ثيابه الأنيقـة للذهـاب لخطبـة أصدقائه، كلا منهما للشخص الذي يحـب…
خرج ليجـد الفتاتيـن بإنتظـاره و وجـدها تعترض من جديد:
” أنا مش فاهمه أنا هاجي أعمل اي، أنا معرفش حد هناك “..
” كـل البيت رايح يا مريم مينفعش تفضلي هنـا لوحدك “..
قالت فاتن بإبتسـامة:
” غيري جو يا مريم دا أنتي بقـالك اسبوع مخرجتيش من البيت.. يـلا بينا علشان منتأخرش “..
استسلمـت وتحركت معهـم، تحركت فاتن مع ابنها وزوجـته و تحرك كريم بسيارته معه الفتاتيـن…
اارتفعـت أصوات الزغـاريد بعد أن وضع كل خاطب دبلتـه بيد معشوقـته، ابتسم أدهم بحب تجـاه آفرين التي طـالعته بخجـل بينمـا غمز رسـلان داليـا التي ضحـكت علي فعلته و أخذت دبلته الفضيـة و وضعتهـا بيده ثم إلتقط لهم المصور العديد من اللقطـات العفـويـة..
راقبهـم كريم بإبتسـامة وأخذ إلتفـاته سريعـا تجـاهها ليجدها تبتسـم لتزداد دقـات قلبـه فتحرك ليقف جـوارها وقال بهدوء:
” عقبالك “..
” تفتكر!! “..
سألها بتعجب:
” أفتكـر؟! “..
” اه يعنـي حاسه اني مليش نصيب في الموضـوع دا، عاوزة أجي الشركـة، لسه ليـا مكـان؟ “..
” طبعا ليكي مكـان جوا الشركة.. و جوا قلبي “..
ابتسم لها لتنـظر له بصدمه وهو يتحرك عائدا لموضعه، لم تتوقـع يوما ان تتأثر بحديثه، وبرغم انها كانت تعلم بحقيقـة مشاعره ولكنها لم تتوقع منه تلميحا أو اعتراف ربمـا!! هي لم تنتظـر منه ذلك حتي..
وكـانت كلمتـه لطيفـه حقـا…
وعلي جـهة أخري كان يراقبهـا بإبتسامة خفيفـة يخفيهـا حتي لا يخسر هيبـته بين رجـاله، فهـو معروف بين رجـاله بالقوة و الحزم، فماله أمام تلك الصغيـرة يُهزم..
تنهد حـازم بحيرة و هو يملي علي قلبـه الإنتظـار حتي تنتهي من دراستهـا، سينتظرهـا و سيكـون جوارها حارسا لهـا، وقد قرر بداخـله ان يقت-ل كل من يفكر بالوقوع في حبهـا سواه… بكل بساطه..
كـان ينظر لها وكأنها مكافئته من ذلك العالم، هي جائزته التي ربحـها بعد سنوات فقدهـا، ابتسم أدهم وهي تضع بيده تلك الدبلة بسعادة وهي تشاركه عادات عالمه التي لا تفقـه عنهـا شيئ…
و هو تحرك لأحد الزوايا ثم عاد لها مجـددا و هو يقدم لها زهرة الحب الذابلة بعض الشئ فنظرت لها بأعين دامعه ثم رفعت عينيها له في دهشه فقال بلهجتها:
” أتذكر عندما أخبـرتي داليا عن أمر الزهرة بكل حماس، وقد آتيت بها لهنا منذ قدومنا و أردت الإحتفاظ بها حتي يوم زفافنا ولكنهـا بدأت بفقد بريقها لذا قررت أن أعطيها لكِ اليوم آفريـن “..
همس لها بحنين:
” أعلم بأنك تشتاقين لبلادك و لوالدك وحتي انك لا تفضلين العامية في الحديث، ولـو كل الناس شافوني مجنون علشان بتكلم كدا، اذا أنا مجنون “..
ضحكت عليه لتهرب تلك الدمعه من عيونها و هي تراه يجمـع بين العامية والفصحي في حديثـه فقط لأجل راحتها فقالت بإبتسامة:
” أنا لا أريد سواك.. فأنا أحبك “..
” أنت لو مش عاوزني اشتغل بعـد الجواز مش هشتغل “..
” ليه مش هعوزك تشتغلي!! أنتي ناجحه و متميزة في شغلك، لو حابة تكملي براحتك و لو عاوزة تقعدي فأوعدك مش هينقصك اي حاجه “..
” هبقي مديرتك! ”
“طب واي يعـني ما أنتي مديرتي دلوقتي في اللحظة دي، داليا أنتي نجـاحك فخر ليا، أنا حقيقي بحترم دا فيكي، أنا حبيت قوتك قبل ما اكتشف باقي جوانب شخصيتك، أكتر حاجه حبيتها اني بحسك معايا حد تاني غير الكـل، معايا بحسك البنت البسيطـة اللي مليانه رقة وأنوثـة، وبحسك مع الكل داليا عادي، وأنا بصراحه حبيت الأتنين”..
” أنا فعلا معاك اكتشفت حاجات كانت اتدفنت خلاص تحت الشخصيه اللي الكل بيشوفني بيهـا، أنا بس خوفت موضوع الشغل دا يضايقك “..
” لا أبدا.. نجـاحك دا يزود مني مش العكس، أنا عيني بتكـون مليانه بالفخر لما بشوفك والكـل بينفذ أوامرك وبيحترمك، و بيبقي فيها شوية حب في الخباثة كدا “..
ضحكت وهي تقول بسخرية:
” في الخباثة اه، دا احنا اسبوعين قاريين فاتحـه و الشركة كـلها شهدت علي نظراتك ليا يا أستاذ، أومال لما نتجوز بقي”..
“ساعتها هحط صباعي في عين التخيـن، اللي عنده كلمه يقـولها، هتبقي مراتي بقي، اتمني بس الخطوبة دي متطولش”..
” يعني سنـة ونص كدا علي ما ندوب الشقة “..
قال بصدمه:
” سنه ونص!! انتي اتجننتي؟ كتييير أوي “..
” اي يا رسلان هو أنت ناسي ان الشقة لسه علي الطوب الأحمر!؟ وانت يا حبيبي مجبتش لسه قشاية في جهازي، وبعدين متنساش ان أنت المسئول عن جواز آفرين، اي احسب المصاريف هتلاقي السنه ونص قليل، وانا عن نفسي هجيب جهازي بالهداوة كدا واحده واحده علشان أجيب حاجه حلوة “..
” يا ستي انتي مالك بجـواز آفرين قولتلك أنا معايا فـلوس، والله ابويا سايبلي فلوس كتير قبل ما يموت وفي محـلين بإسمي اساسا دخلهم بيكفي وزيادة، حبيبتي انا مش علي البلاطه خالص زي ما انتي فاكره “..
” اه بس انا محتاجه وقت استوعب فيه اني هتجوز “..
” أنتي مغيبة ولا اي أومـال الخطوبة دي ما هي بداية التخطيط للجواز “..
قالت بتوتر:
” بصراحه.. الدكتـورة النفسية قالتلي اني أجل الفرح المده دي “..
نـظر لها بتعـجب ثم سحب يدها يتحرك بها بعيدا عن الجميـع يسألها بإهتمام:
” ليه دكـتورة نفسيه!؟ “..
قـالت بتوتر:
” أنا مريت بتجربة سيئـه خلتني أخاف، قصدي قضية محـاولة الإعتد’اء، بص يعني أنا بحبك والله بس محتاجـة وقتي يعني أنا بس حتي لو سنه واحده.. “..
قاطعها رسلان يسألها بإهتمـام:
” أنتي كنتي بترفضي الجواز علشان كدا!؟ “..
اومأت برأسها وهي تنظر أرضا فسألها بحنان:
” وليه روحتي دلوقتي”..
“علشانك.. علشانك وعلشاني ولأني…..
قاطعها يقول بإبتسامة:
” تعرفي اني بحبك أوي…خدي وقتك يا داليا، سنه أو اتنين أو عشرة معنديش مانع.. ولو وصلت بيا نكتب الكتاب و نقضيها زي المخطوبين كدا والله ما يفرق معايا غير انك جمبي “..
ابتسمـت له و قالت بدموع:
” لا أنا هتعـالج وهبقي كويسه، طول ما أنت معايا هبقي كويسه “..
” طب بتعيطـي ليه بس أخوكي يقول معيطها من دلوقتي ودا مديري في الشغل وبعيد عنك دا مدير مفتري “..
ضحكت وقال بين ضحكاتها:
” متقولش علي أخويا مفتري، دا قمر أهوه وجايب لخطيبتـه زهرة الحب اللي لا تقدر بثمن، وأنت ولي عهد دارو كلها ولا شوفت منك حزمة كزبرة حتي “..
قال بضيق:
” والله وصيت علي بوكية ورد بس نسيت أعدي علي الراجل أجيبه وانا جاي “..
” و هي دي حاجه تتنسي!! دا أنت أمرك عجيب والله، بتنسي في الخطوبة!! اومـال بعد الجواز هتعمل اي!! هتجيبلي شلل”..
تعـالت ضحكاته عليها ليزداد استفزازهـا فتحركت للداخل و هو خلفها ليجلسوا بجوار بعضهم البعض و يعودوا لمشاغبتهم من جديد…
كـانت شـارده في السيارة لولا سؤال لينا الذي نبه كـل خلايا عقلها..
“محسيتش إنك زعلان يعـ,ـني علشان داليا يا كريم”..
نظـر كريم لهـا وقال بهدوء:
” أوقات احساسك بالمسئولية بيخليك تدي مسميـات غلط للعلاقـات، و أنا كان دايما عندي المشكلة دي، اني بحكم بدري علي علاقتي باللي حـواليا.. تعب أدهم و توافدي المتكرر علي بيت داليا تحت أنظار الناس هو اللي خلاني أطلب منها الجواز و مع الوقت بدأت أحس ان طلبي دا كان نابع من جوا قلبي، و بتتابع السنين قلبي و عقلي صدقوا اني حبيتها “..
” طب و دلوقتي اي اللي حصل!! “..
” دلـوقتي.. أممم، اي دا أنتي مـالك أنتـ,ـي يا بـ,ـت انتي لـ,ـسه صغـ,ـيـرة علي الكلام دا “..
ضحكـت و تبـادلت معه الحديث في مواضيع أخري و مريم بالخـلف تشعـر بالضيق، توقف عقلهـا لسماع تلك الإجـابة ولكنه آبي ان يتحدث..
تحـرك الجميـع لغرفهـم ولكن توقف مريم أمام محمد تقول بإحترام:
” لو سمحت يا خالي أنا كنت عـاوزة بكرا أروح أقضي اليوم عند بـابا و هو قالي بليل هيرجـعني “..
ابتسم محمد:
” ماشي يا حبيبتي براحـتك “..
بالتدريج ستطـلب منهم الإنتقـال لمنزل أبيهـا، هكذا فكر كريم وهو يصعـد الدرج متجها لغرفته عندما استمع لحـديثهـا، هو اعتادها و اعتاد وجودها بـل أصبح يحب وجودها، عليه فقط إخبـارها بذلك قبل أن يفقدها..
فاق من شروده علي يد والده تربت علي ظهره:
” بس بالطريقة دي يا حبيبي هتقولها وهي عندها عيليـن “..
انتبـه لوالده فنظر له بغضب ليضحك محمـد علي تصرفات ابنـ,ـه:
” يا ابني اتلحلح شـوية، واه اللي بتفكر فيه صح، ابوها هياخـ,ـدها و دا حقه ما هي بنته، وساعتها بقي مش هتعرف اذا كان متقدملها حد ولا لا، دا أنا وأنت هنتعزم علي الخطـوبة علطول “..
” بس يا بابا أنا خايف تكون لسه متعلقه بصالح، انا بس مستنيهـا تكون أحسن و بعدين هكلمها “..
” لا هي أحسن اهي وزي الفـل… انجز أنت بس، أنت مش شايف سرعة الأداء بتاعت صاحبك!! جاب البت في تلات اسابيع و حبهـا و خلاها تحبه و خطبهـا.. وحتي رسلان دا بيقولوا لسه جاي الشركة من شهرين، و انت البت قاعده معاك في نفس البيت و مش عارف تتصرف “..
جـاءت فاتن من الخلف تقول بحده:
” ريح نفسك يا محمد، عروسة كريم عندي ومعادنا عندها بكـرا، جهز نفسك يا كريم “..
صرخ كريم بصدمه:
” ااااي؟! لا مستحيل يا تيته.. انا مش هروح انا لعـرايس “..
قالت بحده:
” جهز نفسك بكرا الساعـة 6 هنمشي.. محمد عقل ابنك وعرفه لو مسمعش كلامي اي اللي هيحصل “..
نظـرت لهم بغضب حتي ان محمد خافها وأومأ برأسه بطـاعه و بعد رحيلها التفت لإبنه يقول بجدية:
” اسمع كلامهـا و بعدين ابقي ارفض براحتك “..
تأفف كريم بضيق و تحرك لغرفتـه غاضبا دون أن يجيب والده وقـ,ـضي ليلته يفـكر بحديث والده، هو يخشي التسرع و والده يخشي التأخير..
و في مسـاء اليوم التـالي كانت جدته تعقـد له جرافيت علي رقبـ,ـتـه و هي تنظر لها بضيق و هو يتأفف يشعر بها تخنقـه:
” خلاص كفايا يا تيته روحي هتطـلع، اساسا كل دا من غير فايـ,ـدة، أنا مش هتجـوز غير مريم “..
قالت بغضب:
” دلوقتي عرفت قيمة مريم!! اسمعني كويس تتكلم مع البنت بلطف و وشك دا يتفرد “..
” ما ابوسها كمان أحسن!! “..
ضربته بخفه علي وجهه وقالت بضيق:
” بطـل استفزاز، أنت عنست وعديت التلاتين و بتتأمر كمـان، دي كفاية انها هترضي بيك “..
” وعلي اي تضحيتها الهانم، انا هروح انام انا أصلا تعبان من الشغل “..
” انزل تحـت يا كريم اخلص بدل ما اتعصب عليك “..
” أوف بقي، حـاضر يا تيتـة “..
تحـرك للأسفل وتحركوا بسيـاراتهـم، نظر للخـلف لمكـانها الخالي منـ,ـهـا، اشتاق لهـا خلال بعض الساعات فقط فقـال بجدية:
” كلمي مريم قوليلها ان احنا و احنا جايين هنعدي عليها “..
” حاضر، بس أنت مش حاسس ان مريم هتحب انها تفضل مع باباها خصوصا ان علاقتهم اتصلحت خلاص، لما كلمتها النهـاردة الضهر كدا قالتلي انها مبسوطـة ومرتاحه مع باباها، و طبيعي هي اتحرمت منه كل السنين دي انها تفضل معاه، وكمان قالتلي انه مينفعش انت تتحمل مصاريفـ,ـها تاني و هي والدها موجود “..
قال بحده:
” وهو أنا كنت اشتكيتلهـا، عرفيها انها مش هتسيب البيت يا لينا، وانا مش هقبل ان دا يحصل “..
” ليه يعني هتحبسها “..
قال بغضب:
” لا هتجـوزها “..
ابتسمـت لينـا بخبث ثم فضلت الصمت لبقيـة الطريق، توقف كريم بضـ,ــيق خلف سـ,ـيـارة والده و هو ينوي انهاء تلك الزيارة في أسرع وقت حتـي يذهب لمريم، لإختطافها ان أبت العودة معه..
استقبـلهم رجـل يبدو في الخمسينـات من العمر فصافحـه كريم بإحترام وجـلس يحـ,ــاول تهـ,ـدئه نفسه و تمرير ذلك اليوم علي خيـر..
بعـد قليل دلف رجـلا أخر عرفه كريم علي الفور و وقف يسأله بصدمه:
” عمو عبد الرحمن!! “..
ابتسم عبد الرحمن وقال بهدوء:
” تعـالي يا مريم سلمي علي الضيوف “…
نظر له بعدم فهـم ثم نظر لجـدته ينتظر منها شرحـا فضحـكت وهي تقـول بإبتسامة:
” ما انا نسيت أقولك صحيح من العروسة “..
نظر لها بصدمـه ثم اتسعـت ابتسامتـه بسعـادة و هو يتجـه لهـا ويضمهـا وقد علت صوت ضحكـاته واتجـه ل عبد الرحمن يصافحه بحـفاوة:
” أهلا، أهلا وسهـلا بحضـرتك “..
قال محمد ببعض الهدوء:
” تعالي يا كريم اقعـد يا حبيبي، اقعد واهدي “..
عاد ليجلس جوار والده يسأله بجدية:
” أنت كنت عارف انها مريم!! “..
قال محمد بثقة:
” أنا اللي مظبط الليلة دي كلها يا حبيبي، أنا لقيتك خرع كدا وموالك طويل قولت اتصـرف قبل ما بنت اختي تروح من ايديا “..
” ومريم موافقه!! “..
” اقنعتها بصعـوبة، البنت خايفه وقلقانه من عدم فهمك لمشاعرك، بس فرحتك دي طمنتهـا دلـوقتي، مريم عارفه من بدري انك بتحبها يا كريم، بس اعمل فيك اي بقي “..
” ولا حاجه انا مش عاوزها تقلق انا ممكن نكتب الكتاب علطـول “..
” يا ابني هي مش عاوزة تضمن وجودك قد ما عاوزة تضـ,ـمن حبك ليهـا، و علشان كدا هي طلبت فترة خطوبة طويلـة “…
آتت مريم بعد قليـل و أخبرها والدها ان تجـلس بجـوار كريم فتركت مسافة بينهم ثم جـلست بهدوء و هو ينظر لها بسعادة لا يصدق عيناه، فسألته بقلق:
” اي رأيك في التدبيسه دي!! “..
” أحلي و أجمـل تدبيسـة في حياتي كلها، صدقيني أنا بحبك يا مريم أنا بـ,ـس دايمـ,ــا عندي احسـ,ـاس بمسئوليتي عن كل اللي حواليا، والموضوع عمل عندي خلل في العلاقات و بجد باخـ,ـد وقت في فهم مشاعري “..
” طيب و أخيرا خلاص فهمت مشاعرك يعني!؟ “..
” أيوا، وقلبي دلوقتي بيصرخ وبيقول مريم وبس “..
ضحكـت بخجل و هي تنظر أرضا و هي تري حمـاسه بها، هي في البداية رفضت مخطط والده و بقوة و شعرت بأن الأمر يمس كرامتهـا حتي ولكـن والده أقنعهـا بالنهاية و هي لا تندم بهذه اللحظة…
بعـد مرور أربعـة سنوات…
جـلست داليا علي الأريكـة ببطـنها المنتفـخ وهي تتنهد بتعـب وبجوارها رسلان الذي سأل كريم بإهتمـام:
” كلمـت الطباخ نبهت عليه ميتأخرش!! “..
قال كريم بضيق:
” المفروض كان يبقي هنا من نص ساعـة، هروح أتصل عليـه “..
ظـل رسلان مكـانه يقوم بتقطيـع الفاكهـه و وضعها بفم زوجتـه التي تحمل جنينها الأول وهي تنظر له بحـب وحنان، فكم صبـر لأجلها ذلك الرجل و لم يعترض يومـا، لم يعترض امتداد خطبتهم لعامين بـل انه قضي معـها ببيتهم عاما بأكمـله لم يمسها حتي و تقبل ذلك بصدر رحـب ، اقتربت منه وطبعت قبله رقيقـة علي خده فأبتسم لها يقول بخبث:
” لا دا احنا اتجرأنا و اتطورنا خـالص “..
قالت بضيق:
” لا كدا عاجب و لا كدا عاجب، واسكت بقي عشـ,ـان ابنك مش راحمني النهـاردة، انا تعبت يا رسلان هو أنا مش هولد بقـي وأرتاح!! “..
ألتفـت الإثنين علي صوت ضحكـات عالية و هي تقترب منهـم و تحمل صغيـرها و خلفها طفـلة أخري تتمسك بثيابهـا فقالت بضيق:
” بس بقي يا شيـرين روحي إلعبي برا مع ايوان، وخليني اقعد اتريق علي طنط داليا بهدوء “..
نظرت لها داليا بضيق وقالت بتأفف:
” بقولك اي انا قابله بأي حاجه بس أخلص من البلـونه دي، يا رب أولد بقي واخلص تعبت يا ناس”..
ضحكت مريم و قالت بين ضحكاتها:
” طب بس اسكـتي لتولدي النهاردة في خطوبة ليـنا، هتخلي حازم ياخد البت و يمشي دا ما صدق يا عيني تعب كتير علي ما اقنع كريم بالخطوبة تقومي تيجي انتي تبوظيهـا “…
قالت بتعب:
” لا لا ان شاء مش هتبوظ متقوليش كدا “…
دلفت آفرين وهي تركض خـلف ابنهـا وتحمل حذاءهـا بيدهـ,ــا ثـ,ـم قذفتـ,ـه بـه ليـ,ـسقط ايوان أرضـ,ـا فأقتـ,ــربت منه وأمسكته من ذراعه تقول بغضب:
” أنت أيها الأحمق، ان لم تفـعل كما أخبرتك و رب الكــ,ـعبه لأكون مـ,ـديالـ,ـك حتة علقـه، كن مهذب وإلا أخبرت والدك “..
ضحكـت داليا وقال بين ضحكاتها:
” الواد يا عيني متشتت بين الفصحي والعاميـة ومش فاهم لـ,ـغة أمـ,ـه اي بالظـ,ـبط “..
جـلست آفرين جـوارها وهي تتنهد بتعـب ثم آتي أدهم يأخذ الفاكهـه من أمام رسـ,ـلان وتنـ,ــاولها ثم جـ,ـلس بجوار زوجـته:
” أخبار بنوتي القمر اي!!؟ “..
أجـابته بإبتسامة:
” أنا كويسه يا حبيبي”..
“لا مش أنتي أنا بتطمن علي بنتي”..
وضع يده علي بطنهـا المنتفخه قليلا فهي في بداية الشهـر الرابـع فنظرت له بغضـب وقالت بضيق:
” طالما بتحبها اوي كدا ما تاخدها تشيلها في بطنك يومين، لعلي أستريح قليلا “..
ضحك أدهم علي حديثهـا ثم قبـل رأسها بحـنان فأستراحت هي علي كتفه..
عاد كريم من الخـارج يقول بجدية:
” كدا كـل حاجه تمـام، يدوب نلبـ,ـس بقـي علشان نبـ,ـقي في استقبـال الناس “..
سأله أدهم:
” ومين هيجيب ليـ,ـنا!! “..
أجابه كريم بهدوء:
” هلبس وأروح أجيبهـا أنا قايل لحـ,ـازم ان أنا اللي هجـ,ـيبها من الكوافير و هما ناوين يتصـوروا كام صورة قبل ما الدنيا تضلم في الجنينه، ف يدوب اطلع البس علشان ألحق الشـ,ـمس “..
بالفعـل ارتدي الجميـع ثيابـه من أجل تلك المنـاسبة و ذهـب كريم ليأـ,ـخذ أختـه و أخيرا بدأ حفلهـم المنتـظر…
طالعهـا حازم بحـب فهي ليست خطبتهم فقط بل عقد قرآنهم و أخيرا ستكـون زوجـته بعد انتظـار لأعوام، ابتسم لهـا بحب و هو يجـلس علي الجهه المقابلة لأخيها و هي بجـوار اخيهـا وبدأ المأذون في عقد القران…
تعـالت الزغاريـد احتفـالا بهـم وأقتـرب منها حـازم يطبع قبلة علي جبينهـا ثم ضمها بحـب له، وأخرج دبـلة ذهبيـة و وضعهـا بيدهـا:
” أنتي أحلي وأرق حاجه حصلتلي يا لينـا “..
نظـر لها كريم بحنان وحب، أصبحت صغيـرته عروس، آتـ,ـت شيرين لتمسك بيده فحمـلها يقبلهـا يقول بحب:
” عقبالك يا صغنن “…
كـان حفلا هادئا استمتـع به الجميـع و في النهاية جـلـ,ـست كل عائـلة طـاولة تمزح و تضحك لبقيـة الليـل وهم يتنـاولون الطعام..
وخيـمت السعادة عالمهم في النهـاية….
وعلي بـاب منزلهم وقف يتطـلع لها بإشتياق، دققت آفـ,ـرين النظر لتفـ,ـتح عيناها بصدمه:
” أبي! “..
اقتـربت منه آفرين بأعين دامعـه فضمهـا بحب واشتـ,ـياق ثم قال بغيظ:
” لقد خدعنـي ذلك الأحمق “…
ألتفتت تبحث عن صغيـرها لتجد أدهم يحمـله و يقتـرب فأخذتـه لأبيهـا وقالت بأعين دامعه:
” ايوان صغيري أبي “..
حمـله ايوان يقبـله بحب ثم نظر لأدهم بضيق فقال أدهم بقلق:
” أنا اسف والله بس يعني مكنش عندنا حل تاني “..
قال ايوان بهدوء:
” لقد راقبت صغيرتي لسنوات وأيقنت انها لن تجـ,ـد سعادتها سوي معـ,ـك، وإلا لم أكـ,ـن لأتركهـ,ــا أبدا “..
” طيب الحمد لله، تعــ,ـالا يا حمـ,ـايا اتعشـي معانـا، يلا تعالـ,ـي أهلا وسهــ,ـلا بيك “…
تمـ,ـت..