منوعات

حكايه ورد

القصل 2
استيقظت ورد في الصباح الباكر ونزلت إلى شقة حماتها نظرت إلى الصحون المتسخة وإلى بواقي الكفتة المشوية التي أحضرها زوجها بالأمس بعدما صعدت إلى الشقة ولم يكلف خاطره وينادي عليها حتى تأكل معهم.
زفرت بسخرية وهي ترص الأطباق وتخرج زجاجة الصابون فمنذ متى وعائلة زوجها يجعلونها تشاركهم في الطعام فحماتها تتعمد أن تجعلها تعد الأطعمة التي لا تحبها كالسمك المقلي والكرشة وغيرها من الوجبات التي لا تستطيع أن تضعها في فمها.
قامت ورد بغمس الليفة في الصابون ثم بدأت تغسل الأطباق وهي تبكي بسبب ۏجع يدها اليمنى الناتج عن ضربات زوجها فوق ذراعها بالأمس.
وقفت تستريح قليلا وأخذت تدلك كتفها الذي يزداد به الألم كلما حركت ذراعها.
شهقت ورد وكاد قلبها يتوقف عندما سمعت صوت خلفها فهي تعلم جيدا أن حماتها لن ترحمها إذا وجدتها تستريح ولا تكمل غسل الأطباق ولكنها تنهدت براحة عندما رأت فداء شقيقة منذر الصغرى والتي يلقبها الجميع بأخر العنقود لأنها هي أصغر إخوتها.
اهدي ومټخافيش يا ورد ماما ونعمات لسة نايمين ومش هيصحوا دلوقتي لأنهم ناموا امبارح متأخر.
ابتسمت لها ورد بوهن فليس هناك أي أحد يعاملها بشكل جيد داخل هذا المنزل سوى فداء صاحبة القلب الطيب والتي تستغرب من انتمائها لتلك العائلة الغير آدمية!!
لاحظت فداء تلك الكدمات في ذراع ورد ونظرت بحزن إلى كثرة الأطباق المتسخة فتوجهت نحو باب المطبخ وأغلقته جيدا ثم وضعت خلفه منضدة خشبية تمنع أي شخص يريد
فتح الباب من الخارج.
استغربت ورد من فعلتها فسألتها بتعجب
أنت بتعملي إيه يا فداء وبتقفلي الباب ليه!
أشارت لها فداء أن تصمت ثم تحركت وفتحت الثلاجة وأخرجت منها علبة بلاستيكية تحتوي على عدد من أصابع الكفتة بالإضافة إلى علبة صغيرة مليئة بالطحينة.
أشعلت فداء الموقد ووضعت الكفتة داخل طبق من الألومنيوم وتركتها لدقائق فوق الڼار ثم حملت الطبق بعدما سخنت الكفتة ووضعتها فوق المنضدة الصغيرة التي سدت بها الباب وقالت
تعالي اقعدي يا ورد وافطري أنت مكلتيش حاجة من امبارح.
نظرت ورد إلى الكفتة والطحينة بدهشة لاحظتها فداء التي ابتسمت وقالت
منذر راح اشترى امبارح كفتة وفراخ مشويين من عند عمو حمدي وأنا قدرت أخبي الشوية دول عشانك لأني عارفة أنك بتحبي الكفتة زائد أن الغدا امبارح كان سمك بلطي وأنت مكلتيش عشان الحساسية اللي عندك.
ابتسمت ورد وجلست أمام الطاولة وقالت
كتر خيرك يا فداء أنا مش عارفة من غيرك كنت عملت إيه.
بالهنا والشفا يا حبيبتي كان نفسي أعين ليك فراخ بس للأسف معرفتش.
قالتها فداء وشمرت ساعديها ثم أمسكت بالليفة والسلكة فنظرت لها ورد بامتنان وهتفت بعرفان
ولا يهمك يا قلبي كفاية أوي أنك فكرت فيا وخبيتي شوية كفتة عشاني.
فتحت فداء صنبور المياه وأخذت تغسل الأطباق وتقوم بجليها وسط اعتراض ورد ولكنها صممت على إتمام الغسيل بمفردها حتى لا يتأذى ذراع ورد أكثر من ذلك.
لم تتوقف مساعدة فداء على غسل الصحون بل قامت أيضا بتنظيف المنزل ومسح الأرضية والسلم واستغلت استغراق والدتها وشقيقتها في النوم وقررت أن تعد الغداء.
واستطاعت خلال أقل من ساعة أن تنتهي من تحضير الكشري والصوص الخاص به.
نهارك أسود ومنيل يا ورد القرف أنت إيه اللي خلاك تطلعي الكشري وتعمليه من غير ما تستأذني مني وتشوفي أنا ناوية أتغدى إيه النهاردة!!
أسرعت فداء بالإجابة بعدما حضرت من غرفتها وانتبهت إلى توتر ورد الملحوظ
أنا يا ماما اللي
قولتلها تعمل كشړي على الغدا لأني بقالي كتير مكلتوش ونفسي هفت عليه النهاردة.
ابتسمت سامية بحنان لابنتها وقالت
إذا كان كده ماشي أنا كنت مفكرة أنها اتهبلت في عقلها واتصرفت من دماغها من غير ما تشاور حد.
خرجت سامية من المطبخ وأيقظت نعمات ثم جلس الجميع بعدما عاد

انت في الصفحة 2 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
32

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل