
علق عادل باستهزاء:
_الورد ده تجيبه على روحك إن شاء الله.
انكمشت ملامح أسر في غضب يردد بغيظٍ :
_أنت مجنون ولا إيه، فصلتني من اللحظة الرومانسية دي.
ناطحه عادل بالحديث يردد بغضبٍ:
_احترم نفسك إيه مجنون دي كمان، وحضرتك اللي هتنفصل من الدنيا كلها.
قطب جبينه بتعجب متمتمًا بعدم فهم :
_أتكلم عدل يا عادل.
ابتسم ساخرًا عليه، يجيبه بسخطٍ:
_وفر طول لسانك ده لبعدين لما تتكلم قدام عصام، يا محترم عصام عرف باللي عملته في الصفقة الأخيرة.
لطم آسر على صدره يهتف بحسرةٍ:
_يا ربي عليك يا أسر، يا صغير على الموت يا آسر كنت لسه صغير يا أسر..
**************
بـ مكتب خالد..
فقد كان يعمل على حاسوبه المحمول أمامه، قاطع اهتمامه بالعمل عندما وجد الباب يُفتح بقوة جعلته ينظر بخوفٍ لمن يفتح الباب بهذه الطريقة وفي أقل من ثواني وجد آسر يجري إليه ويحاول الهروب في أي مكان لا يره فيه أحد.
تحدث آسر كأرنبٍ مذعور:
_خبيني يا خالد بسرعة الله يكرمك.
مسح خالد وجهه بحتقٍ ثم قال بنفاذ صبر:
_عملت إيه المرادي يا محترم؟ عملت إيه يا آخرة صبري؟ بابا ولا عمي ولا…؟؟
حرك آسر رأسه بايجابية يردد :
_بالضبط كدا ولا ده.
حدق به خالد في غيظٍ، يتمتم بحنقٍ:
-حسبي الله ونعم الوكيل بجد فيك يا أسر، ملقتش إلا عصام، أنطق عملت أيه يا ابني ؟!
نظر أسر يمينًا ويسارًا يحاول ايجاد مكان كي يختبئ به، يردف برعبٍ:
-مش وقته الله يكرمك خبيني بسرعة وبعد كده ابقي أعمل اللي أنت عايزه براحتك.
كاد خالد أن يخبره بمكانٍ، ولكن سبقه أسر يفتح خزانة يلقي جميع الكُتب الموجودة بها ثم دلف بداخل الخزانة في لحظة، لم يستطع ان يخبره بأن هذه الخزانة شفافة ويمكن ان يراه عصام، عجز خالد عن الحديث ما أن رأى عصام أمام وجهه يردد بنبرة حادة:
– أي يا خالد مشفتش أسر ؟!
لم يستطع خالد الحديث بأي شيء، بعدما علم خدعة صديقه، أكمل عصام بخبثٍ وهو ينظر بطرف عينيه إلى الخزانة التي بها أسر :
-طيب أنا ماشي دلوقتي يا خالد عشان الاجتماع ولو شفت أسر ابعته لي فورًا على مكتبي.
ذهب عصام إلى الباب وفتحه ثم أغلقه فظن أسر أن عصام قد خرج من المكتب؛ لذلك خرج من الخزانة وهو يحمد الله على نجاته من يد البوص كما يطلقون عليه، ثم قال أسر بمرح كعادته :
-كويس أن أبو لهب مشي تعال يا خالد طلعني لحسن اتحشرت الخزانة ده عسل ربنا يكتر من أمثالك يا شيخة.
بقى خالد لا يتحرك من مكانه، يستمع لحديث أسر الأبله، في حين اكمل أسر بتعجب :
– أنت واقف كده ليه يا جدع؟ ألحقني بقول لك اتحشرت!
تقدم عصام منه يقف امامه بعينان تطلقان شرار، يردف بكلماتٍ متوعدة :
– سيبك منه أنا هساعدك يا حبيبي، تعالى.
ما أن سمع أسر صوت عصام حتى على وجهه صدمة، فعصام ما زال بداخل الغرفة هو فقط كان يخدعه ويجعله يظن أنه رحل، أما عن خالد فحاول الكلام ولكنه صمت بسبب نظرات عصام النارية وكأنه يخبره إن فتح فمه فله عقاب مثل عقاب أسر ولكنه عندما وجد عصام يقبض على التي-شيرت الخاص بـ أسر لم يستطع كتم ضحكته وأنفجر من الضحك على أسر وما يفعله.
حاول أسر الحديث بصوتٍ متوتر :
-أهدي يا عصوص يا حبيبي مش كده، يحصل لك حاجة وبعد الشر يعني يجي لك شوجر ولا حاجة وأنت صغير وعسل.
ثم أكمل بصراخ لخالد الذي يضحك:
– ألحقني يا خالد حسبي الله ونعم الوكيل بجد فيك، بتضحك علي إيه، ده وقته؟!
رمقه عصام بنظرة غاضبة، يردد بنفذ صبر :
– كل مرة تعمل كارثة تيجي تستخبي عند خالد واجيبك من نفس الخازنة.
بقى أسر لبضع من الوقت يفكر بحديثه، ثم قال وهو يحرك رأسه بايجابية:
– تصدق عندك حق لازم المرة الجاية أشوف مكان جديد، استخب فين مثلًا ممكن عند عمي أو أبو حميد ، صحيح مش أخدت بالي منها خالص ، يالا المرة الجاية بقي.
حاول خالد التحكم فى ضحكته ولكن بعدما سمع كلمة أسر الأخيرة فانفجر فى الضحك بشدة، أما منحه عصام نظرة غاضبة يهدر بصوت عالي :
-هو لسه في حاجة تانية، والله نهايتك علي أيدي يا أسر.
ارتعب أسر بشدة يردف بصوتٍ ملتاع :
– يا عصام الرجل صعب عليا ما إحنا كل مرة بنكسب الصفقة ده الراجل وهو بيحكي لي كان هيعيط فقولت أديله فرصة يفوز مرة من نفسه يا جدع.
حدق به عصام في محاولة لاستيعاب ما يقوله، ثم دفعه بقوى يغمغم بغضبٍ جامح :
– لا كده كتير خد الود ده يا خالد أصل والله أقتله!
نظر له أسر بضيقٍ، ثم اردف بصوتٍ حانق:
– يا جدعان مش ينفع اللي بتعملوه فيا ده والله، أنا فنان ومليش في شغالكم ده هاتلي لوحة وألوان هطلع لك أحلي شغل أرسم خلقة أهلك ده على علب السجاير الناس هتخاف تمسك العلبة ومش هتشرب سجائر تاني.
ثم استرسل حديثه بضحكٍ:
– شوفت أنا هساعد الناس إزاي؟!
نظر عصام له بشرارٍ يتطاير منه، يردف بنبرة تحذيرية:
– أسر!!
رفع أسر يديه الأثنتان، يردد باستعطاف:
-خلاص سماح يا معلم وبعدين أنا أخوك حبيبك ينفع حد من الموظفين يشوفني بالوضع ده أنت لو قافش حرامي غسيل مش هتمسكه كده، برستيجي هيضيع يا عصام، الله.
كان عصام على وشك ارتكب جريمة شنيعة به، ولكن تدخل خالد على الفور قبل أن تنفلت أعصاب عصام ليفر أسر سريعًا هاربًا من أمامه، تعالى صوت عصام يهدر بنبرة محتقنة:
– والله هقتلك يا أسر، تعال هنا يا جبان.
جلس عصام على إحدى المقاعد بتعبٍ، ثم تطلع نحو خالد يردد بنبرة مجهدة :
– أنا تعبت من الواد ده أما بشوفه ضغطي بيعلي لوحده.
حاول خالد تهدئته ببضع كلمات لعله يخفض من هذا الغضب قليلًا يردد بهدوءٍ:
-أهدي يا عصام متعملش في نفسك كده.
منحه نظرة غاضبة من أسر، يرد بانفعالٍ:
-نفسي يتحمل المسؤولية، ده كل حياته استهتار، انا زهقت كل حاجة يقلبها هزار وضحك.
تنهد خالد قليلًا، فهو على يقين بما يفعله أسر ولكنه قال بهدوء يعتريها رزانة :
– أديله فرصة يا عصام لسه متخرج من الجامعة وبعدين هو بيحب الرسم ونفسه بيقي فنان
رمقه بنظرة ساخرة، يشير نحو خروج أسر مرددًا بسخطٍ :
-بالله عليك يا شيخ دا منظر رسام؟!
ضحك خالد على طريقته ثم أجاب محاولًا كتم ضحكته:
– بصراحة لاء.
أسترسل عصام حديثه بسخطٍ يزداد:
-شوفت بقي ، يبقي أقتله وأخلص واستريح وأريح البشرية منه.
ضحك خالد عليه، ثم حمل بعض الأوراق، يحدثه بجدية واضحة:
– سيبك منه يالا عشان الاجتماع بدل ما أبوك ينفخونا.
نهض معه، يرد بسخرية:
– يالا يا خويا
****************
بغرفة الاجتماعات..
كان “أحمد الدالي” جالسًا مع وفد من إيطاليا ومعهما شقيقه “محمد الدالي” ومجموعة من الموظفين والمهندسين المسؤولون عن المشروع، جميعهم يضع تركيزه فيما يقوله حتى دلف أسر يصدر ضجيج عالي يفسد به الاجتماع، يركض للداخل يصرخ بصوتٍ عالي:
– ألحقني يا عمي ، هيقتلني ألحقني.
انتفض محمد من مقعده ما أن رأى طريقة أسر الملتاعة بالركض، يتسأل بتعجبٍ :
-في إيه يا أسر ومين ده اللي هيقتلك؟!
أسرع كي يختبئ خلفه يجيبه بخوفٍ:
– ابن أبو لهب اللي واقف جانبك ده يا خويا.
رمقه أحمد بنظرة حادة، يردف بحزم:
– ولد احترم نفسك.
منحه أسر بسمة باردة، يردد :
– هو كل ما تشوفني تقول ولد احترم نفسك، أنا ابنك يا حج، الله.
ثم أقترب أسر من أحمد وهمس في أذنه بصوتٍ لا يسمعه أحد :
– أبو حميد أوعي تكون خونت ماما العسل مع هنية الشغالة وجبتوني وأنت بتربني أنت وابنك أبو زيد الهلالي ده عشان الورث أنا ممكن أتنزل من غير ضرب ولا قتل.
امسك أحمد رأسه من كلمات أسر التي كادت أن تفجر عقله يصرخ به :
– دماغــــــــــي برة يا أسر أحسن أنا اللي أقوم أقتلك!
دلف عصام ولكنه سمع صوت والده وهو يصرخ، فاردف بتعجب:
– في أي يا بابا مالك ؟!
نظر له أحمد وكأنه وجد طوق نجاة وأردف بصوتٍ متعب يحمل بطياته الغيظ:
– أخوك جاب لي الضغط والسكر وكل حاجة ممكن تجي الحمد لله حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أسر يا ابني.
رمقه عصام بنظرة شرسة ثم قال بصوتٍ مغتاظ :
– ما أنا قلت أقتله محدش سمع مني.
اتسعت عين أسر في صدمةٍ، ثم قال وهو يفتح الباب:
-أنا لسه ممشتش، أستني طيب لما أمشي وأتكلم معايا.
شعر محمد بتأزم الموقف فأردف بصوتٍ هادئ لابنه خالد:
– خالد خد ابن عمك يا ابني واقتله اقصدي خليه يروح وأتأكد بنفسك أنه دخل القصر.
رفع خالد حاجبه باستنكار يتمتم بغيظٍ:
– إيه يابابا ما كمان أكله وأغسل له أسنانه بالمرة! أنا عندي اجتماع مهم ومش فاضي للعب العيال ده.
عاد محمد يتمتم بتحذير:
– أسمع الكلام يا بني دا عصام لو فقد أعصابه هيقتله بجد.
تنهد خالد بيأسٍ، ثم أردف بطاعةٍ:
– حاضر يا بابا أتفضل يا أخرة صبري.
قطب أسر جبينه، يردد بضيقٍ :
– أنت بتتكلم كده ليه يا بني آدم أنت، ده بدل ما تشكرني أن بسببي أخد أجازة!
عبست ملامح خالد، ثم قال بنفذ صبر:
– شكر!ا لخدمات سيادتك.
***************
توقفت السيارة الخاصة بخالد أمام قصر الدالي، يترجل منها الأثنان بهدوءٍ، ثم دلفا سويًا لتستقبلهم آمال باحترامًا شديد، ولكنها تعجبت من عودة خالد لتتساءل بحيرة:
-إيه يا خالد يا حبيبي جيتوا بدري ليه؟!
نظر خالد إلى أسر بغيظٍ ثم قال وهو يصعد الدرج:
– الأستاذ هيفهم حضرتك، سلام.
سار خالد باتجاه غرفته ولكنه قابل ابنة عمه ” ياسمين” حب طفولته الخفي، تمنى أن تكبر سريعًا كي يتقدم لها وها هي الآن باجمل طلتها، فاق من شرود تفكيره بها فقد تركته ودلفت لغرفة “ندى” شقيقته، استمع لصوت أشياء تصطدم ببعضها نظر بها فوجدها تحاول ترتيبها وهي تنظف غرفة ندى لتكون جاهزه لإستقبالها
ابتسم خالد بحنو، يردد بنبرة هادئة:
– أزيك يا ياسمين، أخبارك إيه ؟!
اجابته ياسمين بخجلٍ شديد :
– الحمد لله تمام، وأنت؟
اجابها ببسمة لا تفكر ثغره:
– تمام،
ثم أضاف متسائلًا بتعجبٍ:
_ بتعملي إيه في أوضة ندى؟!
نظرت ياسمين للغرفة ببعض السعادة ترد بفرحةٍ ملأت صوتها:
– كنت بنضفها عشان ندى لما تيجي تكون الأوضة جاهزة وتعرف تقعد فيها.
قطب خالد جبينه بدهشة، يردف بحيرةٍ:
– طيب ليه مش قلتِ لحد من الخدم ينضفها؟!
اجابته ياسمين بحبٍ :
– دي أوضة ندى أختِ، وحبيبتي وأنا بحب أعمل لها كل حاجة بنفسي.
حرك رأسه متفهمًا حديثها ثم أضاف سؤالًا آخر:
– أنتوا لسه على اتصال ببعض بالرغم سافر ندى بس علاقتكم زي ما هي.
حركت ياسمين رأسها في ايجابية تجيبه بسعادة:
-طبعًا ندى ده أختِ، أنا أصلًا منتظرة معاد وصلها بفارغ الصبر، عن أذنك بقي أروح أكمل اللي ورايا.
***************
عادت ياسمين تكمل باقي عملها ولكنها شعرت بأنها تجاوزت حدها مع خالد وبقت لوقتٍ طويل معه، بدأت تستغفر ربها لعلها تزيل هذا الذنب ونهرت نفسها على ما تفعله فيجب وضع حد لمن هم ليسوا من محارمها، خفق قلبها بتوترٍ، عندما عاد خالد يناديها، فاخذت نفسًا عميقًا ثم اتجهت نحوه مرددة بجدية:
– أفندم يا أستاذ خالد.
شعر خالد ببعضٍ من الغضب ما أن وجد بعض خصلات شعرها الناعمة متمردة على الحجاب، فاردف محاولًا التحكم بذاته :
– بعد كده أبقي خلى بالك من حجاب يا ياسمين، شعرك باين عشان محدش يشوفه تاني، فى شباب في البيت.
تجمعت الدموع بحدقتيها، طريقته الفظة بالحديث جعلتها ستبكي على الفور، اردفت سريعًا كي تفر هاربة من أمامه باكية:
– آسفة مأخدتش بالي.
انطلقت نحو غرفتها تبكي بشدة، في حين وقف خالد ينظر بغضب شديد في فرغ يردد بكلماتٍ يعنف بها ذاته:
– إيه اللي أنا عملته ده، المفروض اتكلم معاها براحة، أكيد هي مش أخدت بالها من حجابها بالخطأ وهي دايما بتلبس الحجاب كويس، استغفر الله العظيم، أنا لازم أكتب كتب الكتاب قريب عشان كده مش هقدر استحمل… ابتسم لهذه الفكرة وقرر أن يجعلها حلاله.
[٣/١٢ ٨:٤٦ ص] نودي: الفصل الثالث
بـ قصر الدالي..
قطم أسر من الخبز المحشو باللحم بين يديه، يردد وهو يمضغ الطعام:
-بس كدا يا أموله وعمي قال لخالد خد البشمهندس أسر روحه يعني من الأخر كدا أبو لهب اللي أنتِ متجوزاه ده هو وابنه كانوا هيموتوا أسوره حبيبك.
تضايقت آمال من اللقب الذي طرحه أسر على والده، لتردف بحزم :
-ولد عيب كدا أطلع أوضتك على ما أخلي الخدم يجهزولك الغدا.
نهض أسر من مكانه يردد بايجابية:
-ماشي يا أموله… أُمال فين سها؟!
اجابته آمال بهدوءٍ:
-في أوضتها.
تحرك أسر نحو غرفته يردد وهو يلقي قبلة على الهواء:
– قشطة سلام يا قمر.
خرج خالد من المصعد المرفق بالقصر ولكنه لاحظ دخول أسر المصعد الثاني، ولسوء الحظ رأه أسر وهو يغادر فأردف بمشاكسة:
– أيششش إيه الشياكة دي يا خالود رايح فين كدا! بص خدني معك يا معلم.
:جحظت عين خالد بصدمةٍ، يردد بصوتٍ غاضب:
-أنا أتجننت عشان أخدك معايا عشان عصام كان قطع راسي أنا وأنت وعلقها على باب زويلة
حاول أسر أن يستعطفه مرددًا برجاءٍ :
-طب أجي معك والله هقعد محترم؟
حرك خالد رأسه في نفي، يجيبه بجدية يتخللها بعض التهديد:
-لا يا حبيبي ما أنت هتقعد غصب عنك محترم لحد ما أروح وأرجع عارف أن لمحت طيفك هناك هعمل فيك إيه!
-إيه؟
قالها أسر بجهلٍ عامة سيفعله، في حين اجابه خالد بمكرٍ:
-سيبك من عصام أنا بقا مش هقتلك لا دا دا أسهل عقاب..!
ازدرد أسر لعابه بخوفٍ شديد:
– أمال هتعمل ايه؟!
أشار خالد على لسانه، يهمس بنبرة مخيفة:
-هفصل لسانك الحلو ده اللي جيبلي السكر وعصام الضغط وباقي القصر جميع الأمراض عن جسمك، فهمت يا حلو؟!
وضع أسر يده على فمه، يردف بصوتٍ مرتعب:
– يا خبر دا أنت طلعت خطير.. أنا مش هاجي يا عم ولو عايزني أسبلك القصر دا أحنا أخوات يا جدع.
ابتسم خالد عندما وصل لمبتغاه، فأردف وهو يغادر:
– شاطر أقعد بأدبك، باي.
أشاح بيده، يردد بضيقٍ:
– الحق عليا كنت عايز أجي معك لحد يعاكسك وأنت موز كدا يالا إياك أشفهم مقطعينك… أنا مالي أما أطلع أغلس على سها… وحشتني بت الإيه.
تطلعت ياسمين لأسر الذي يحدث نفسه بعدما صعد للطابق الثاني والذي يحوي غرفة سها وندى، واردفت بدهشة:
– أنت بتكلم نفسك يا أسر؟!
اجابها أسر ببرودٍ:
– آه عندك مانع.
حركت كتفاها بلامبالاة ثم قالت ببسمة هادئة:
– لا خد راحتك يا قلبي أنا ولا كأني شوفت حاجة، سلام.
تركته ياسمين وغادرت الطابق، في حين انطلق أسر نحو غرفة سها وما أن فتح الباب حتي فزع من شكل سها التي كانت تجلس على السرير بجانبها أنواع عديدة من المقرمشات و شكولاتة و الحلوى، وإلى جوارها علبة منديل تستخدمها وهي تشاهد فيلمًا، تقدم أسر بهدوءٍ ليرى ما هذا الفيلم فوجده فيلم رومانسي عادي، ألقت سُها المنديل بعدما استخدمته على أسر دون أن تلاحظ وجده، في حين اشمئز أسر منها مرددًا:
– إيه القرف ده؟!
نظرت له سُها بأعين حمراء من كثرة البكاء، تردد من بين دموعها:
-أسر حبيبي تعالى شوف.
رد آسر بسخرية وهو يشير عليها:
-ما أنا شايف إيه أول مرة تشوف فيلم رومانسي!
حركت سها رأسها بايجابية، تعود للبكاء مرة أخرى وهي تجيب:
-آه.