منوعات

اباطره الغرا..م من الفصل الاول للخامس بقلم الكاتبه ايه محمد رفعت

واغلق الباب وغادر والاخير يراقبه ببسمة هادئة تلاشت سريعًا ليعود لعمله، فرفع سماعة هاتف المكتب، ثم طلب من سكرتيرة أوراق الصفقة الجديدة، وبعد قليل من الوقت دخلت السكرتيرة وهي تتبختر في مشيتها ظنًا من أنها ستبرز مفاتنها لمن يراقبها بنظرة استحقار، تظن بأنها ستنعم بالخلود بين دفء موجات عينيه الزرقاء، لا تعلم بأنه سلاح ذو حدين، ربما ستغرق ولن تجد سوى الموت يحوم بها كالنسر المقبض.
اقتربت من مكتبه ثم قالت بدلال زائد وعدم حياء:
_ أتفضل يا افندم.
عصام بحدة ولم ينظر إليها من الأساس:
_ حطيه عندك وأتفضلي.
وضعت الملف ولكنها ظلت محلها تنظر بإعجاب لوسامته، فلاحظ هو نظرتها الغير جيدة وهي تنظر لجسده ولعضلات بطنه وصدره باعين راغبة، فاقتربت منه لعلها تجذب انتباهه وهي تخبره ببطءٍ نبرتها:
_أي أوامر تانية؟
مرر يدها على خصلات شعرها،فابتسمت ظنًا من انها نالت مرادها، فهمس بهدوءٍ يسبق عاصفته:
_شايفة الباب الحلو اللي هناك ده؟
اجابته بحيرة:
_أيوة.. ماله
صاح يغضب وهو يدفعها ارضًا:
_تغوري منه ومش عايز أشوف وشك تاني أنتِ فاهمة.
السكرتيرة بتوسل:
_ليه يا فندم ده أنا مكملتش يومين.
لم يجيبها بكلمة، بل نهض عن محله وفتح باب مكتبه ليقذف بها أرضًا، فسقطت أسفل قدم من كانت بطريقها لمكتبه، فابتلعت ريقها بارتباكٍ لما رأته!
……. يتبع…….
[٣/‏١٢ ٨:٤٦ ص] نودي: الفصل الثاني

تعجبت ياسمين من عدم وجود سكرتيرة، وتقدمت من مكتب شقيقها وما ان فتحت الباب حتى وجدت السكرتيرة ملقاه على الأرض، رمشت باهدابها عدة مرات بذهولٍ، في حين لاحظ عصام وجود شقيقته ليتخطى تلك الملقاه أرضًا كي يستقبل شقيقته مرددًا بحب:
_ياسمين… تعالي يا حبيبتي.
تقدمت ياسمين ولا تزال الدهشة تعلو وجهها وتسير وهي تنظر إلى السكرتيرة المُلقى على الأرض، تردد بتوترٍ :
– ها!؟…أنا هاجي لك في وقت تاني يا عصام تكون فضيت، عن أذنك.
تعجب عصام من طريقتها، اؤدف سريعًا قبل أن تغادر بدهشة:
_ استني في إيه يا بنتي أدخلي؟!
عادت ياسمين مرة أخرى ولكن كانت ترتجف بشدة، تتطلع لشقيقها بخوفٍ، في حين تعالى صوت رنين هاتف عصام، فامسك هاتفه يردد بحنو:
_ثانية واحدة بس يا حبيبتي هرد على المكالمة دي وأفضى ليكِ.
حركت رأسها في ايجابية، تردد ببعض الراحة عندما شعرت بطريقته الحنونة معاها، مردفة ببسمة صغيرة علت ثغرها:
– براحتك يا حبيبي.
ذهب عصام إلى بالقرب من النافذة كي ينهي مكالمته، في حين دلف أسر إلى المكتب يردد بمرحٍ:
_أنا جيت… ياسمين أنتِ هنا؟، أنا بدور عليكِ في القصر من الصبح.
ضحكت ياسمين على طريقة شقيقها المرح، ثم أجابته بهدوءٍ متبسمة:
_ أنا صحيت من بدري يا آسر ، أنا لسه هنام لحد دلوقتي زيك.
لكزها أسر في كتفاها بغيظٍ، يردد ببعض الخوف:
_بس يا بت عصام هيسمعك.
ضحكت ياسمين على طريقته، تردف ببعض السخرية:
_خايفة يا بيضة.
وضع أسر يده على فمها يغمغم بغيظٍ:
_بس يا بت.
انهى عصام مكالمته واستدار فوجد أسر يكمم فم ياسمين، ليردف مُستهزئًا :
_أنت شرفت يا بيه ؟أهلًا وسهلًا، ما لسه بدري يا حبيبى؟!
_آه يا خالد لحقت.
قالها أسر بين نفسه في غيظٍ من ابن عمه، ثم عاد يرد على عصام بصوتٍ متوتر:
_احم…والله يا عصام يا ابني العربية بتاعتي بعيد عنك فرقعت على الطريق وعلى أما لقيت تاكسي وشاورت وركبت و….
رمقه عصام بنظرة شرسة يحدثه بحدة:
_ بس، مش عايز أعرف حاجة هتحكي لي قصة حياتك!
تعالى صوت باسمين بالضحك، تعلم شقيقها وتلك القصص الخرافية التي يرويها الآن، ولكنها توقفت عن الضحك ما أن ردد عصام بحنان:
_إيه يا حبيبتي كنتِ عايزة إيه؟
اجابته ياسمين بخجلٍ:
_بصراحة يا عصام كنت عايزة مبلغ عشان أجيب هدية لندى هي راجعة من السفر بعد يومين وعايزة أجيب لها طقم ألماظ يكون حلو كده ويعجبها.
تحرك عصام نحو مكتبه كي يمنحها المبلغ المراد:
_قولي يا روحي عايزة كام؟!
اتسعت ابتسامتها تجيبه بفرحةٍ:
_نص مليون جنيه بس.
جحظت عين أسر بصدمةٍ من هذا الرقم، يردد بصوتٍ ساخر:
_ كله دا وبس!
رمقه عصام بنظرة حادة، يردف بحزمٍ:
_ بس يا آسر.
تراجت آسر بخوف يردد بتوترٍ:
_حاضر.
نظر عصام لساعته، ثم قال بهدوءٍ:
_حاضر يا حبيبتي بليل هيكون معكِ المبلغ.
نهضت ياسمين من مكانها ذهبت إليه وقبلته من جبينه، تحتضنه قائلة بحبٍ أخوي :
– شكراً يا عصوص يا حبيب قلبي، ربنا يحفظك ليا يا رب يا أحلى أخ في الدنيا.
حدثها عصام بغضبٍ مصطنع:
_عصوص مين يا بت والله أغير رأي.
ضحكت ياسمين تتراجع عن حديثها قائلة :
_على إيه الطيب أحسن سلام بقى، باي يا أسورة.
رمقها بنظر مغتاظة، يردد آسر مشمئزًا :
_مع السلامة يا أختي.

غادرت ياسمين المكتب، فأرتفع صوت عصام يردد بجدية ممزوجة بحزم:
– ها كنا بنقول إيه يا آسر ؟ آه اتأخرت ليه بقي؟
شعر آسر بأنه أصبح مثل الفأر بالمصيدة يهمس بخوفٍ :
_ هو الواحد ميعرفش يكدب خالص عليك يا ستيّر يا رب.
ابتسم آسر ببلاهة يجيبه بصوتٍ عالي :
_كنت نايم يا عم في إيه بقي، الله!
ضرب عصام على المكتب بعنفٍ يهدر بعصبيةٍ :
_عم شايفني واقف أبيع لب وسوداني في حارة شعبية، ما أنا عارف يا أخويا أنك كنت نايم… وبعدين أنت مالك فخور أوي كدا ولا كأنك أخدت جائزة نوبل!
أشاح آسر بيده، يجيبه بضيقٍ :
_ولا فخور ولا حاجة ، يا عم أنا جيت هنا غلط والله خلي عند أهلك أنت وابن عمك شويه رحمة.
رفع عصام حاجبه بغضبٍ، يغمغم بحدة :
_آسر أنا مش بهزر فوق أحسن أفوقك.
حاول آسر ان يتصنع القوة، فأردف سريعًا:
_تفوق مين يا حبيبى،؟ أنا فايق أهو ، هو أنا نايم مثلاً على السرير قدامك.
تحولت عيني عصام لأحمر قاتم، يزمجر بصوتٍ شرس:
– أســــــــر!
نظر له أسر برعبٍ يهمس بصوت لا يكاد يُسمع :
– أظن كده العين احمرت، أحسن حاجة نعملها نجري، أجري يا آسر لو عايز تنفد بحياتك.
وبالفعل في أقل من ثواني كان آسر قد خرج من المكتب، اصطدم في نفس اللحظة الذي كان يخرج فيها من المكتب بعمه محمد الذي قال بتعجبٍ:
_ إيه يا ابني براحة، هتموتني فى إيه شوفت شبح ولا أيه ؟
تمتم آسر بمرحٍ ممزوج ببعض الخوف:
_حبيبي يا عمي والله دايمًا بتطلع في الأوقات الصح من غيرك مش عارف هعمل إيه مع أبو لهب وابنه عن أذنك قبل ما يلحقني سلام يا عمو يا عسل أنت.
ضحك محمد على حديثه يردد من بين ضحكه :
_ماشي يا آسر سلام.
ثم عاد يسترسل بهمسٍ :
– أمال عصام لو عرف إن الصفقة اللي خسرت بسببك هيعمل فيك إيه ربنا يستر.
مر وقت كان كفيل بأن تنقلب الشركة رأسًا على عقب، يهدر عصام بصوتٍ مخيف :
_إزاي الصفقة خسرت مشغل معايا أيه؟
اجابه عادل برعبٍ:
_والله يا فندم الصفقة ده كانت مع آسر بيه وهو اللي كان مسؤول عنها.
بدأ موج عيني عصام الأزرق يشتعل غضبًا:
_نهاره مش معدي النهاردة، ابعت لي المحترم دا حالاً على مكتبي.
حرك عادل رأسه في ايجابية، يردد سريعًا كي يفر من أمامه :
_حاضر يا افندم.
**************
بمكتب أسر..
كان يجلس وهو يضع قدمًا فوق الأخرى على سطح المكتب ويتحدث مع سها بالهاتف فأردف آسر بمحاولةٍ لاسترضائها:
_يا حبيبتي خلاص بقي متزعليش أنا آسف أنا اللي فيل مبسوطة؟!
عبست ملامح سها تردد باستياء:
_آسر احترم نفسك وبلاش لفظ حبيبتي وكلام ده قبل الجواز وأتفضل أقفل أحسن ما أقفل أنا في وشك ، وعلى فكرة يا آسر أنا زعلانة منك ماشي.
تعجب أسر من طريقتها، ليتسأل بحيرةٍ:
_طيب ممكن أفهم في إيه ما أحنا دايما من يوم خطوبتنا وحتى قبل خطوبتنا كنا بنتكلم مع بعض في إيه بقي حصل جديد ؟!
اجابته سها وهي تتذكر كلام عمها:
_عمو محمد قال لي نقلل كلام مع بعض عشان كده حرام والتجاوزات بينا قبل الجواز وفي فترة الخطوبة حرام ومش ينفع كده.
حرك أسر رأسه متفهمًا، ثم أردف بحيرةٍ لا تزال عالقة به:
_تمام فهمت، خلاص بلاش نتكلم مع بعض عشان مش ناخد ذنوب وربنا يغضب علينا، المهم أصالحك إزاي بقي، أجيب لكِ ورد؟!

لم يستمع لردها في الطرف الآخر، رفع الهاتف عن أذنه ليجدها قد انتهت الاتصال ، ودَّ معاودة الاتصال بها مرةً أخرى ولكنه تذكر كلامها وقرر بالفعل عدم التجاوز معها قبل عقد القرآن ، ولكنه يريد أن يصالحها فهي بالتأكيد حزينة منه فقال بصوتٍ عالٍ ولم يلاحظ الذي دخل في نفس الوقت يستمع ما يحادث به نفسه:
_آسر…
_طيب أجيب لها ورد؟!

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
18

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل