
بجناح “ضي” …
تمددت على الفراش ببعض التعب لتجده يلحق بها بلهفة وجنون :_ما بكِ حبيبتي ؟ أتشعرين بشيئاً ما ؟ أخبرني وسأحضر الطبيب الملكي في الحال ..
إبتسمت “ضي” على قلق شديد معشوقها عليها فقالت بعشق :_أهدأ “لوثر” أنا بخير ..
رفع يديه يلامس خصلات شعرها البني وعيناه تتفحص ملامحها كأنها تتشبع بها فخرج صوته المنكسر :_كدت أن أموت وأنا أراكِ هكذا ..
بادلته النظرات ليكمل هو بقلق شديدٍ وحزن :_لا أعلم إن لم يتمكن “لوكاس” من إنقاذك ماذا كنت سأفعل ؟
بقيت صامتة تستمع له بشوق الحديث بالمزيد حتى يظل القلب بأعنان السماء ؛ فكيف كانت ستخسر حبٍ هكذا ! ..
ربما عليها تقديم الشكر الخالص لأخيها …
تعجب “لوثر” من سكونها بين يديه فقال بستغراب :_لماذا تلتزمين الصمت ؟
لمعت عيناها بالآثار إصابةوع قائلة بسخرية :_أتأمل كم كنت حمقاء حينما تجاهلت حبك لي !
تعالت ضحكاته الفتاكة ليقترب منها قائلاٍ بهمس :_بل كنت أنا الأحمق حينما أردت رفض عرض أخيكِ ..
رفعت عيناها له فتأملها بكلمات تصعب الفم قول ما تنقله الكلمات …كلمات بسحراً خاص تمتلك مفتاح عالم سحري لقلب عاشق ومعشوق …
**********
بعد أن إيذاء جسيم الخائنات من جيش الحوريات الحمراء أمر الملك بتفقد الملكة “ريلام” ليتضح له سوء ما حدث فأمر بأعداد مراسم تليق بها لتشيعها لمثواها الأخير ..
لم تكن “راوند” تشعر بالحزن لوفاة والدتها بل بالشفقة عليها لأنها حاولت جاهدة أن تخبرها بأن الأفاعي السامة تلوف لجوارها ولكنها لم تستمع لها أبداً حتى أنها أستمعت لهم بإيذاء جسيم إبنتها الوحيدة لمجرد وقوعها بالحب المحرم على الحوريات ….
********
بجناح الملك ..
صاحت بانزعاج كبير :_إيذاء جسيم الملكة وهى بضيافتنا أمراً مشن بحق المملكة ..
جلس ملك السراج الأحمر على الفراش بسترخاء :_لم نتوقع أن يحدث ذلك “بُوران” ..
جلست لجوارها تتعمق بنظراتها لتعلم أن كانت تركت أثر حزن لعشقها الحامل للشك أم أن حزنه لأجل المملكة …
لم ترى بعيناه سوى عشقها هى فأحتضنته بفرحة تسري بداخلها وثقة تزداد أعوام متتالية ..
***********
جاهدت للنوم ولكن لم تستطيع فتسللت من جواره وتوجهت لمكانها المفضل لعله يزيح غمتها …
ولجت “ضي” للمختبر بملل فخطت بهدوء يسارعها بشعور قوى للصمت ،مررت يدها على الأجهزة من حولها فسرت تعبيرات الدهشة وجهها حينما شعرت بحركة بالمكان ،أستدارت بستغراب حينما رأته فقالت بذهول :_”لوكاس” ! ..
بقي كما هو يتراقبها بنظراته الغامضة ؛فأبتلعت ريقها قائلة بأرتباك من هدوئه المريب :_ما بك ؟
حطم صمته حينما أقترب منها بثبات ،يتطلع لها بنظرات مطولة كأنه يثبت لذاته شيئاً ما! …جاهدت لخروج الكلمات قائلة بتوتر ملحوظ :_ماذا تفعل هنا ؟ ..
ضيق عيناه بسخرية :_أليس مصرح لي الوجود هنا ؟
أسرعت بالحديث المرتبك :_ لا ولكنك لا تحبذ التواجد بالمختبر! ..
أشار بوجهه قائلاٍ بصوته الثابت :_لذا أستغليتِ ذلك .
أنقبض قلبها فأستدارت سريعاً حتى لا يري ملامح وجهها لتقول بأرتباك :_ماذا تقصد ؟ ..
تخفى ليظهر أمام عيناها قائلاٍ بانزعاج كبير :_كيف لهذا الكائن بمثل تلك القوة ومن تحمل به بشرية ؟ …كيف له أن يكون أقوى من “لوكاس العظيم” ؟! ..أعلم جيداً بأنكِ تخفين أمراً ما … أخبريني ماذا هناك والا لن يعجبك تصرفي “ضي” ..
لانت ملامحها بأستسلام فرفعت عيناها قائلة ببعض القلق شديد :_حسناً “لوكاس” سأخبرك …
جلس على الحجر الأحمر العملاق قائلاٍ بصوتٍ ساخر :_كلتا أذنى صاغية ..
فركت يدها بأرتباك ثم قالت بصوتٍ منخفض بعض الشيء :_قبل صعود “روكسانا” للكوكب كان هناك فريقاً أخر ،أعددت تجاربي على البعض منهن ولكن هناك فتاة حاولت الهرب قبل أن أجرى عليها التجارب ؛ فأصيبت رأسها بنزيف حاد من أحد صخور الكهف ،غابت عن الوعي فترة طويلة ولم تستعيد وعيها الا حينما نلت موافقتك لأجراء التجارب ..لذا قمت بحقنها من حمضك النووي أولاً ..
تابعها “لوكاس” بنظرات مميتة لتكمل بتردد وقلق شديد ينبت بالأواصر من نظراته :_باتت تلك التجربة بالفشل هي الأخري فلم يكن أمامي أيه خيارات لذا قمت بتعديل ومضاعفة الجينات الوراثية ومن ثم حقنتها “بروكسانا” ليتحقق حلمي بعد عناء أعوام بقوة جنين تفوقك أضعافاً مضاعفة ..
أنهت كلماتها برجفة تسري بجسدها خشية من انزعاج كبير أخيها حتى هو ظل محله فى محاولة للتحكم بذاته …نهض عن مجلسه ليقترب منها بنظرات غامضة قطعها حينما قال بثبات :_لا أعلم ماذا ينبغي علي فعله بعآثار إصابةا أستمعت لهذا الهراء ..
ثم أقترب ليكون مقابلاٍ له قائلاٍ بحذم :_ ربما حماسي لرؤية هذا الكائن وعشقي لها كانوا طوق النجاة لكِ ..
وتركها بحيرة من أمره وغادر سريعاً قبل أن يتبدل رد فعله لشيئاً غير محتمل ..
*************
مر الليل ولم تذق به النوم فظلت تنتظره كثيراً ولكنه لم يعد لجناحه ، أقتربت “روكسانا” من السور الخارجي على أمل رؤيته يعتلى الوحش المخيف بالنسبة لها ولكن بات أملها بالفشل حينما وجدت “روجان” مستلقى أرضاً ؛فولجت للداخل وجلست على الفراش لتشرع بنوبة بكاء حارقة فربما لا ترى من يراقبها بأعين متشبعة بشرارة غامضة ..
شرارة ستلهب العوالم بأكملها …
*********_________******