منوعات

بشريه اسرت قلبي الفصل الثامن

وقف “ديكسون” بشرفة الغرفة يتطلع للسماء بسكونٍ عجيب لا يعبر عن العاصفة التي تجتاح مشاعره، شوقه لها يتمرد بكل ما يمتلك ليحمسه بما يفكر، فأندفع بطاقته ليعلو إرتفاعٍ شاق عن الأرض، ومن ثم إخترق الكواكب ليصل بعد مدة لمملكته فاتجه للكهف السري لعله يجدها، ابتسم “ديكسون” حينما وجدها تترقب وصوله بلهفةٍ فشلت باخفائها بنظراتها التي تتقرب الصخور من أمامها، بخفةٍ اقترب حتى بات جوارها، فقالت دون أن تستدير:
_أول مرة لم أجدك بانتظاري!
جلس جوارها ليجيبها بابتسامةٍ شتتها:
_ربما فعلت ذلك علك تعلمين ماذا أعني لكِ.
شردت قليلاً قبل أن تقول بانهزامٍ وكأنها تود أن يستمع إليها أحداً:
_في بعض الأحيان ينفرض عليك قيود تجاه بعض الأشخاص من قبل حتى أن تلتقي بهم.
ثم التفتت إليه وهي تستكمل:
_وهذا ما يحدث معي “ديكسون”، الكره الذي ولد بداخلي تجاهك لا أستطيع محاربته.
بقيت ابتسامته الساحرة على وجهه، ثم رفع أصابعه ليحتضن وجهها برفقٍ، هامساً بصوتٍ أزال حاجز الكره كالجليد:
_أحبك” ألماندين”.. أحبك كثيراً.
ثم استرسل:
_ليتني أعلم ما الذي اقترفته بحقك.. ربما أعاقب نفسي على ما فعلته.
انسدلت آثار إصابةعة قاتلة من عين أميرة الحوريات، لتضعف قليلاً وتفصح عما بداخلها:
_كنت صغيرة حينما أخبروني بأن أمي قد إيذاء جسيمت.. كنت صغيرة “ديكسون” حينما أجبرت على حمل السلاح وخوض التدريبات الشاقة حتى أتمكن من الأنتقام مما حدث معها.
سألها في اهتمامٍ:
_من الذي إيذاء جسيمها؟ ولماذا؟
أفاقت من غفلتها التي ساقتها مشاعرها المرهفة إليها، فأبعدت يديه عنها ومن ثم أزاحت الآثار إصابةوع العالقة بعينيها وهي تهمس بصوتٍ متقطع من أثر البكاء:
_علي الرحيل.
جذبها بتصرف قاسٍ وهو يصيح بها بانفعالٍ:
_ليس قبل أن تجيبيني!
رددت بعصبيةٍ:
_ابتعد.. أود العودة بالحال.
وكادت بأن تنادي “كاديان” فحملها مجدداً ليتخفى بعيداً عن الكهف، فأخشونت نبرته وهو يردف:
_مللت وأنا أنتظر سماع ما فعلته لأستحق تلك القسوة!
ثم صاح:
_والآن أخبريني ما الذي فعلته؟
فشلت بالتحكم بانفعالاتها فصرخت به بجنونٍ:
_إيذاء جسيمت أمي “ديكسون”.. أنت من فعلت.
صُآثار إصابة ببدء الأمر، ثم ردد بعآثار إصابة استيعاب:
_كيف؟ لا لم أفعلها!
أجابته بآثار إصابةوعٍ وتحدٍ:
_بلى فعلت، أنا ابنة” درين” التي كنت السبب بإيذاء جسيمها.
بقى صامداً وهو يرد عليها:
_تعاقبيني على شيئاً ليس بيدي! لا أعلم ما الذي حدث بالتحديد ولكن هي من أرادت إيذاء جسيم أمي بالبداية هي الخائنة “ألماندين”!
صرخت بوجهه بانزعاج كبيرٍ:
_لا تنعتها هكذا، بالنهاية هي أمي.
تطلع لها بصمتٍ مطول، ثم قال بحبٍ اتبعه كالظل:
_هل يجب علينا دفع أخطاء الماضي! أعلم بأن هناك حباً ينبض داخل قلبك تجاهي أما هذا الكره فأصبح لا وجود له.
تعالت ضحكاتها بالرغم من الآثار إصابةوع التي تتساقط من عينيها، ثم قالت:
_أي حبٍ هذا هل جننت لأحبك أنت؟
ثم ابتعدت عنه لتنادي” كاديان” بصوتٍ مرتفع فأتت إليها سريعاً، إنحنت لتصعد على جسدها وقبل أن تغادر قالت:
_لن تجمعنا أي علاقة قط يا ابن البشرية.
ثم غادرت من أمام عينيه، تاركة خلفها عبيرها الذي بتسلل بين نبع فؤاده، فألتقط نفساً مطولاً عله يحبس رائحتها العطرة بداخله.
**********
بمملكة “السراج الأحمر”
وضعها “أركون” على الحجر المستطيل الشكل الموضوع بأحد جوانب القاعة، تأملها “لوكاس” بذهولٍ ثم تساءل بدهشةٍ:
_ماذا يحدث هنا!
بإيجازٍ شديد قال “أركون”:
_هاجمها الآكلوت على الشلال!
أشار”لوكاس” لإيمون قائلاً:
_أحضر “ضي” بالحال لترى ماذا بها؟
انحنى في طاعةٍ ثم تخفى من أمامهما سريعاً، نهض عن عرشه ليهبط للأسفل فتطلع لها بنظرة متفحصة ليردد باسترابةٍ:
_تلك الكائنات تكن لنا الولاء ولم تجرأ يوماً على مهاجمة أحداً بمملكتنا، كيف حدث ذلك؟
ظهر” ديكسون” بالقاعة فجأة ليجيب أبيه:
_تلك ألاعيب “بيلين” من تتوقع غيره!
تدخل “أركون” بالحديث، ليفكر بصوتٍ عالياً:
_وماذا سيستفيد بإيذاء جسيمه لشقيقة “سامول”؟
رد عليه”ديكسون” ببسمةٍ ساخرة:
_يحرص على إشتعال النيران بين الملك و”سامول” حتى يتمكن من الوصول لمبتغاه.
التمع شرارة من الانزعاج كبير بعين “لوكاس”، فعاد ليجلس على العرش مجدداً قائلاً بوعيد:
_سنرى من الذي سينتصر بالأخير!

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل