منوعات

بشريه اسرت قلبي الفصل الثامن

انتهت” ضي” من فحصها، ثم تركتها تستريح قليلاً فخرجت لتجد “إيمون” بانتظارها، فقالت:
_هي بخير، تركتها ترتاح حتى الصباح..
أومأ برأسه ثم غادر قائلاً:
_سأبلغ الملك بذلك.
وبالفعل أخبر “إيمون” الملك بما قالته والدته فسمح لها بالبقاء بالمملكة، أما “إيرلا” فأسرعت تجاه الجناح بعآثار إصابة تصديق مما أخبرتها به “ضي” من إنقاذ “إيمون” و”أركون “لها إلى موافقة الملك ببقائها بقصره، فظلت جوارها طوال الليل تنتظر أن تستعيد وعيها بقلق شديدٍ شديد حتى غلبها النعاس فغفلت جوارها.
*********
تألقت الشمس بردائها الأصفر،لتحتل عرشها بكبرياءٍ فتوزع أشعتها لتكسو العالم بأكمله، استيقظت” روكسانا” من نومها ثم خرجت للشرفة لتتأمل هذا المنظر الرائع حينما تتعامد الشمس لتمنح الطاقة الإيجابية للجميع، استندت بذراعيها على السور الخارجي لتتأمل المارة بحماسٍ، تود التشبع من كل شيء حولها قبل أن تعود لموطنها من جديدٍ، وبالرغم من ذلك هناك شعور موحش يطاردها تشعر بالوحدة بالرغم من وجود الجميع لجوارها، ربما لأنه ليس هنا، العالم بأكمله يعني لها حينما يكون هو لجوارها، بدونه تشعر وكأنه يضيق بها، عادت “روكسانا” لتصبر نفسها من جديدٍ بأنها ستعود لموطنها خلال أيام بسيطة.
*********
بمملكة “ميغالودون”
إستشاط الملك غيظاً وهو يستمع لتابعه بفشل مخططه بإيذاء جسيم “زمرد” بذاك المكان القريب من مملكة “السراج الأحمر” حتى تكون إصبع الأتهام موجهة إلى “لوكاس” وابنه، طرق الصخر بقرونه الضخمة وهو يصيح بانزعاج كبيرٍ:
_كيف حدث ذلك؟
أخفض التابع رأسه بقلق شديدٍ:
_لا أعلم مولاي.. كاد الآكلوت أن يإيذاء جسيمها لولا تدخل الأمير “إيمون” وقائد الحرس”أركون”.
جن جنونه، ليصيح من بين اصطكاك أنيانه الحادة:
_خرجت الأمور عن سيطرتها.
_بالطبع خرجت عن سيطرتها “بيلين” كن حذراً بالمرةٍ الممودة لن يمررها لك الملك “لوكاس”.
جحظت عينيه في دهشة كبيرةٍ حقيقية حينما وجد” ديكسون”يجلس على أحد المقاعد بقاعة مملكته، ويتناول أحد المشروبات المقآثار إصابةة خصيصاً له، تخفى الكيان الذي يحمي جسده عن الأنظار ليصبح مرئي للجميع، فتابع ارتشاف مشروبه وهو يستطرد:
_أتيت إلى هنا كي أحذرك للمرة الأخيرة “بيلين”.. خطأ جديد وستواجه ما هو أسوء من الموت تذكر ذلك جيداً.
ثم تركه ورحل بهدوءٍ مثلما دخل لمملكته، تأمل” بيلين” الفراغ من حوله بعآثار إصابة تصديق من أنه كان هنا منذ قليل ويتحدث إليه، فالتفكير بالأمر يعجزه عن الاستيعاب، كيف تمكن من الدخول وكيف يمتلك الجرءة لتتحدث معه هكذا وهو بداخل مملكته وحاشيته!
انفجر صارخاً بصوتٍ زلزل الأبدان جميعاً:
_أحضر لي “رودوليت” في الحال.
انحنى التابع بوقارٍ ثم إختفى لينفذ أمره..
********
صعق “سامول” حينما علم بمكوث شقيقته بقصر “لوكاس”، فأسرع لمملكة “السراج الأحمر” سريعاً، لم يأبه لما سيواجهه بالداخل، فكان أقصى ما يشغل تفكيره هي “زمرد”، تعجب بعض الشيء من الإحترام الغريب الذي أبداه له الحرس حتى أنهم سمحوا له بالدخولٍ فور رؤياه، وأرشده أحداهما للقاعة الرئيسية، فتخطى الحواجز الداخلية حتى صار أمام عرش” لوكاس” المهيب، فما أن رأه حتى قال بتعصبٍ شديد:
_ماذا فعلت بشقيقتي”لوكاس”؟
وقبل أن يستمع له صاح بعدوانيةٍ غير مكتثر بأحداً:
_إذا كنت تعتقد بأنك ترد الصاع إلي تكون مخطئاً.. ابنتك هي من لجئت لي ولست أنا من أرغمها على البقاء بمملكتي.
مزق” لوكاس” صفحات الصمت حينما قال باتزانٍ وحكمة:
_مهلاً “سامول” أراك مندفعاً فتاهت عنك الحقيقة ولم ترى سوى ما أردت رؤياه!
ثم تابع بهدوءٍ وهو يشير إليه:
_إن كنت أقآثار إصابة المساعدة لغريب يحتاجني كيف سأتخلى عن ابنة عمي! .
لم يفهم مغزى حديثه، فتساءل في دهشةٍ:
_ماذا تقصد؟
ارتسمت ابتسامة صغيرة على جانبي شفتيه، ليشير لأحدى الجواري قائلاً:
_ربما إن استمعت إليها سيكون أفضل.
منحه نظرة أخيرة قبل أن يتبع الجارية التي قادته لجناح بالطابق العلوي، ولج للداخل ليجدها غافلة على فراش وثير، ولجوارها تجلس “إيرلا” مستندة برأسها على حافة الفراش مغلقة العينين، لا يعلم ما الذي جذبه إليها فظل يتأملها لدقائقٍ مطولة كالمعتوه، فأنتبه لحركتها العشوائية التي كادت باسقاطها أرضاً فأسرع ليحملها بين ذراعيه قبل أن ترتطم بالأرض، فتحت عينيها بانزعاجٍ تبخر حينما تناغمت عينيها بين نظراته الفاتنة، فرددت بنومٍ:
_أمازلت أحلم بك!
ثم أغلقت عينيها وهي تهمس بتكاسلٍ:
_أتمنى أن يتحقق حلمي ذات يوماً.
ابتسم “سامول” فعاونها على النهوض وهو يخبرها ساخراً:
_ربما!
لامست قآثار إصابةيها الأرض فتحملت عليها، جحظت عينيها بعآثار إصابة استيعاب لما حدث منذ قليل، فاستدارت لتكون قبالته، ابتلعت ريقها بصعوبةٍ وهي تتساءل بصوتٍ منخفض:
_”سامول” هل هذا أنت حقاً؟
منحها نظرة ساخرة قبل أن يستكمل خطاه القريب من شقيقته، فرفع يديه يزيح خصلات شعرها الأسود، وهو يناديها بقلقٍ:
_”زمرد”.. إفتحي عينيكِ.
رفعت يدها تفرك جبينها بألمٍ، فحاولت رفع أجفناها الثقيلة فما أن رأت أخيها حتى ارتمت بأحضانه تبكي بقهرٍ وهي تردد بصوتها الشاحب:
_كان الموت قريب مني “سامول”..
أبعدها عنه ليجبرها على التطلع إليه وهو يسألها بلهفةٍ:
_أخبريني ماذا حدث؟
التقطت أنفاسها ببطءٍ وهي تقص على مسمعه ما حدث بذاك الشلال إلى أن تدخل” أركون” و”إيمون” لمساعدتها، إلتهبت حواسه وهو يتخيل ما تعرضت له وشعر بالاسترابةٍ مما أقآثار إصابة الأمير وقائده على فعله، جذبها “سامول” ليضعها على الفراش برفقٍ ثم وجه حديثه لإيرلا الشاردة به:
_إعتني بها جيداً لحين عودتي.
هزت رأسها بحرجاً شديد مما إرتكبته منذ قليل، ثم عادت لتجلس جوارها مجدداً، فأمسكت ذراعيها وهي تسألها باهتمامٍ:
_هل أنتِ بخير الآن؟
ابتسمت وهي تجيبها بدلالٍ:
_بخير لأنكِ جواري “إيرلا”.
أمسكت بيدها وهي تهمس لها بقلق شديدٍ:
_ترى ما الذي سيحدث بالأسفل الآن؟

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل