منوعات

اسلام

بالخارج أخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة، و يديها ترتعش بشدة وهي تهتف بتشجيع لنفسها و دموعها ملئت مقلتيها وعلى وشك أن تفيض لتغرق وجنتيها :- بس خلاص أهدي، أنا قوية مش ضعيفة، مفيش حاجة بس أهدي..

جلست على الكرسي الموجود بالطرقة و لكنها تفاجئت بصوته الساخر قائلاً :- أهلاً بمدام سندس، معقولة الدنيا صغيرة كدة و نتلاقى تاني بعد السنين دي!

وقفت بصعوبة وهي تطالعه بصدمة، وما إن همت لترحل أردف بتهكم :- إيه معندكيش حاجة تقوليها ! أخبار زوجك المصون إيه؟ أوبس قصدي طليقك.

أردفت بصوت ضعيف :- من فضلك ما تتكلمش.

ضحك بسخرية قائلاً:- مش دة اللي فضلتيه عليا؟ اشربي بقى .

صرخت بحدة قائلة بدموع متساقطة :- اسكت اسكت أنت مش فاهم حاجة.

هز رأسه قائلاً باودراء:- ولا عاوز أفهم، أنا بس جيت أشوف الليدي سندس اللي باعت حبها علشان شوية فلوس، ها كسبتي الفلوس؟ بالعكس أنتِ خسرتي كل حاجة، أنا جيت أأكدلك بس إنك متعنيش ليا بحاجة فبلاش تستخبي زي الحرامية و إتعاملي عادي.

أنهى حديثه و تركها لتقع على الكرسي بإهمال وهي تتنفس باختناق و تهتف بوهن :- إيه اللي جابك يا عاصم بس؟ يا رب صبرني و خليك جنبي مليش غيرك ..

على الجانب الآخر ضرب الجدار بقبضته بقوة وهو يصك أسنانه ببعضها وهو يؤنب نفسه على ما حدث و لكن يجب أن يفعل ذلك ليرجع جزءًا من كرامته المهدورة على يدها منذ أكثر من ست سنوات حينما أخبرته صريحة بأنها تريد الزواج بآخر من أجل ماله، ولن تعيش معه لأنه سيبدأ من الصفر رغم امتلاك والده لأكبر الشركات، إلا أنه أخبرها أنه سيستقل بذاته وعلى الرغم من أنها كانت مرحبة بتلك الفكرة إلا أنها تغيرت في عشية و ضحاها لتخبره بأنها لن تكمل معه، وكم صدمه ذلك و أوقعه صريعاً، ليخرج من شروده و يهتف بقسوة :- تستاهل، تستاهل خليني أدوقها شوية من اللي شربتهولي.

______________________________________

ليلاً بعد أن طلبت من والدتها أن تعتني بالصغير هذه الليلة جلست على الأريكة تفكر بشرود و قد حسمت أمرها في أن تخبر إسلام بالحقيقة و تبرئ نفسها عندما تقدم له دليل برائتها، وعلى الرغم من أن هذا الدليل سيفتح أبواب النار على أشياء أخرى أكثر خطورة، إلا أنها مضطرة لذلك فهي كانت ستخبره عن ذلك الأمر في كلا الحالتين فهي كانت بحاجة لترتب أمورها و تخبره بكل شيء.

وضعت يدها موضع قلبها الذي ينزف بغزارة، و تساقطت دموعها قائلة بتشجيع :- أنا عارفة إنك موجوع و هتتوجع زيادة، أنا عملت كل حاجة علشان أرضيك و منفعتش علشان كدة هنبعد دة الأحسن صدقني،انا أتوقعت الكل يوجعني إلا هو بس طلع هو أكبر وجع ليا، أنا هخلص الموضوع دة بسرعة و همشي مش هوري حد وشي تاني، أنا تعبت نفسي حد يحس بيا، لكن لا الكل جاي عليا.

مسحت عبراتها بعنف عندما سمعت صوت الباب فعلمت أنه عاد، لتتأهب كل حواسها استعداداً لما هو قادم.
ولج وعلى وجهه علامات الأرق، فهو يتعمد أن يأتي متأخراً لكي لا يراها بوجهه، و يغادر المنزل باكراً إلا أنه تفاجئ عندما وجدها لا زالت مستيقظة، زفر بضيق و توجه للداخل مباشرة، إلا أن صوتها الصارم أوقفه حينما هتفت بجمود :- عاوزة أتكلم معاك.

هتف باقتضاب :- وأنا مش عاوز أتكلم .

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
138

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل