
تابع طريقه ليقف أمام مدخل المعتقل بملل حينما وجد عدد مهول من السجون ،رفع يديه يمررها بخصلات شعره الطويل بضيق ليخطو سريعاً بينهم وعيناه تتنقل هنا وهناك حتى أستقرت على المعتقل الصحيح ،إبتسم بخفة ومن ثم تقدم ليقف أمام هذا الحائل ليرى طفلتين صغيرتين تحتضنان بعضهم البعض برعب وفزع يسطر على الوجوه ..
رفع قدميه ليحطم ذاك الباب المخيف لبعض السجناء بخفة ويسر لينهار أمام قواه كالزجاج فولج للداخل لتزداد رعب الفتيات ،زفر بغضب فلم يفلح يوماً بمخاطبة مثل ذلك العمر ولكن عليه ذلك .
تطلعوا له بخوفٍ شديد فرفع يديه قائلاٍ بهدوء :أرسلتني الملكة لتحرريكم
همست الفتاة بخوف وهى تحتضن شقيقاتها :_وماذا يضمن لنا ذلك ..
قبض علي يديه بغضب فكم يكره النقاش الطويل ولكنه تفادى الموقف بحرافية :_بعد قليل سيصل إلي هنا عدد مهول من الجنود وربما حينها لن أتمكن من حمايتكما لديكما حرية الأختيار ..
إبتلعن ريقهم بخوف فتسرب على مسماعهم خطي الجنود يقترب إليهم بعد سماع صوت تحطيم المعتقل فقطعت الفتاة التفكير بأن جذبت شقيقتها وأنضمت لهم ليحملهم “لوكاس” ويتخفى للخارج سريعاً ليجد “روجان” بأنتظاره ..
عاون الفتيات على الصعود قائلاٍ له بهدوء :_أعيدهما للمملكة وأحرص على سلامتهم …
وتوجه للعودة مجدداً فزمجر حيوانه بغضب ليكمل “لوكاس” طريقه قائلاٍ بحذم :_أفعل ما أمرتك به بالحال ..
ما كان عليه سوى أتباع الأوامر فتوجه سريعاً للمملكة السراج الأحمر ..
أما “لوكاس” فولج للداخل ليترك رسالة صغيرة “للومان” ثم لحق بهم هو الأخر .
**********
بالمملكة ..
ولجت “ريلام” للقاعة بعد أن أستدعها الملك فتوجهت لترى ماذا هناك ؟ .
أنحنت برأسها قليلاٍ :_الرحاب والمحبة على ملك السراج العظيم ..
أكتفى الملك ببسمة صغيرة وهو يشير لها بالجلوس :_الرحاب والتحية على ملكة حوريات الجحيم ..
جلست مثلما أمرها ثم قالت بستغراب :_أخبرني التابع بأن الملك يريد رؤيتي بالحال ..
أشار لها بثبات :_قطع “لوكاس” وعداً لكِ وها قد أشاد به .
تتطلعت له بلهفة وكلمات عديدة تحتجزها فلم تعلم كيف الحديث ليقطع معانتها بأن أشار للتابع فتفهمه على الفور ليدلف بعد قليل متمسكاً ببناتها الصغار ..
أسرعت إليهم الملكة بفرحة ودموع لتحتضنهم بقوة قائلة بلهفة :_ظننت أنني لن أراكما من جديد ..
شددت الفتيات من أحتضـ,ـنهم بدمـ,ـوع فقالت الصغيرة :_لقد أنقذنا هذا الرجل من الموت بدونه لكنا أموات الآن ..
قبلت وجهها بخوف من كلماتها لتنهض عن الأرض وتشير لأحد الحوريات قائلة بثبات بعدما جففت دموعها :_أهتمي بيهم ..
أشارت لها وخرجت بهم سريعاً بينما أستدارت الملكة قائلة بسعادة :_لا أعلم كيف أقدم” للوكاس”شكري ولكني أعدك بأنني سأدفع عن مملكة السراج الأحمر حتى أخر قطرة دماء لدي ..
وأستأذنت بالأنصراف لتغادر لجناحها سريعاً ..
*********
بمملكة الجحيم ..
جمرات النيران كانت تشتعل بعيناه ،نظراته مصوبة كالسهام المرتعدة وهو يرى مجموعة من الجنود معلقة أجسادهم على أسهام حاملة لرمز مملكة السراج الأحمر بعدما تعمد “لوكاس” تركها ليعلم “رومان” من تمكن من الدخول لمملكته وقتل جنوده بسهولة ..
بقى صامتٍ لفترة طويلة فقط يتأملهم ببركان فجر مع صياحه المرتفع :_”لوكااااااااس” ..
ليهوى بقرونه الحمراء على الصخور فتتحطم بضعف أمام قواه ولكن بنهاية الأمر الصمود للأقوى .
*********
بالجناح المخصص لملكة حوريات الجحيم ..
كانت تستمع إليهم بصمتٍ قطعته حينما رفعت عيناها الغـ,ـاضبة لهم فقطعت الألسنة قائلة بصوتٍ جمهوري :_من تريد مساندة “لومان” فلها ذلك ولكن عليها مواجهتي أولا ..
إبتلعت الحوريات ريقهم بخوفٍ شديد لتكمل الملكة بغضـ,ـب :_كنت لجواره على الدوام حتى أنني عارضت إبنتي لأجله وبنهاية الأمر كانت مكافئتي أن يقتل أبنائي بلا رحمة منه!…
طافتها أفكاراً مريرة فهمست بصوتٍ خافت :_لا أعلم ماذا كنت سأفعل أن لم يتمكن “لوكاس” من أنقاذهم! ..
أنفضت عنها تلك الأفكار لتقف قائلة بحذم لا يسمح للنقاش :_ سنشارك بالمعركة ولكن ضد “لومان ” وليفعل ما يريد .
وتركتهم وتخفت من أمام أعينهم ليظل الحديث الغاضب مسترسل بينهم …
********
بحثت “ضي” عن “لوثـ,ـر” كثيراً ولكن لم تتمكن من العثور عليه ،شعورها بالحزن فتك بقلبها ما كان ينبغي عليها قول ذلك ..ولكن ما حدث قد صار حقيقة محتومة ..
جلست بالخارج بحزن وهى تتذكر ملامحه فتشعر بأختناقٍ حاد بصدرها ،ظلت لوهلة تفكر بما يحدث معها لتصعق حينما تتردد فكرة حبها …جنون عقلها جعلها تتخشب محلها من الصدمة هل تحبه حقاً ؟!
…عاد “لوكاس” للمملكة بعدما حقق ما يريد ؛فتفاجئ بالملك بأنتظاره بنفسه أقترب منه قائلاٍ وعيناه أرضاً :_هل خشي الملك على إبنه الأكبر ؟
إبتسم الملك بخفة على دهاء إبنه قائلاٍ بمكر :_بل يعلم الملك قوة ولي عرشه
رفع “لوكاس” عيناه ليقبل يد الملك قائلاٍ بوقار يلحق بحديثه :_ العمر المديد لمولاى الملك .
مرر يداه على خصلات شعره التي تشبه الجواهر الصافية قائلاٍ بابتسامة بسيطة :_حياة الملوك قصيرة بني فالجميع يتربص بهم حتى تسنح لهم فرصة التخـ,ـلص من الملك وعرشه المـ,ـهيب .
بدت علامات الغضب على وجه “لوكاس” :_من يجرؤ على فعل ذلك عليه أن يتخطاني أولا
إبتسم الملك وهو يلامس أكتاف “لوكاس”قائلاٍ بتأكيد :_أعلم بأنك أعظم قوة لحمايتى “لوكاس” ، ثم قطع الحديث قائلاٍ بجدية :_أخبرني ماذا فعلت مع الممالك السبع ؟
إبتسم “لوكاس” قائلاٍ بغرور :_توقعك “بلوكاس” لا ينتهى بالخذلان …حفر “لومان” مثواه الأخير وترك لي عقد توقيع وثاقه الآن سيرى نهايته من قبل الولوج للمملكة ..
تأمل الملك نظرات الغموض بعين أبنه فأبتسم بسـ,ـخرية :_كن رحيماً على ملك الجحيم فربما كنا على قرابة عهد بزواجك من إبنته .
تعالت ضحكات “لوكاس” قائلاٍ بصوتٍ ساخر هو الأخر :_حسناً …سأفعل
شاركه الملك البسمة لينضم لهم “بيرت” قائلاٍ بوقار :_ الرحاب والمحبة على ملك السـ,ـراج الأحمر والقائد العظيم “لوكاس” ..
حياه الملك على عكس عينان “لوكاس” المتفحصة لملامح وجهه بأهتمام :_أخبرني ما بك؟
أسرع “بيرت ” بالحديث الحامل للقلق والخوف وعيناه تتفحص الملك ليعلم ما ردة فعله على ما سيقوله :_متوقع حدوث مصائب بالمملكة بوقتٍ ليس بعيد
ضيق عيناه قائلاٍ باستغراب :_ماذا تقصد؟
خرجت الكلمات بخوف :_أخبرتني “راوند” عن قصص حبٍ جمعت بين الحوريات وأفراد المملكة ، أخشى من الحرب القادمة بين مولاي الملك وملكة حوريات الجحيم ..
لمعت عين “لوكاس ” بالانتصار لمخططاته التي باتت بالنجاح على عكس الملك الذي بدت إبتسامته منيرة مما جعلت “بيرت”فى حيرة من أمره مما أخبرهم به ..
فتحدث “لوكاس” أخيراً ليزيل ما به “بيرت” قائلاٍ بعدم مبالاة :_وماذا أذا ؟!…دعهم يعشقون حد الموت
فشل “بيرت” فى فهم أخيه الغامض أما الملك فعرف مغزى جملته الأخيرة فحقاً “لوكاس” شديد الدهاء…
أستأذن بالانصراف وتوجه ليلقى نظرة على جيوشه العمالقة وكائناتها الفتاكة القادرة على سحق الكوكب بأكمله ؛فوقف أمام حشد الجيوش المنبطحة أرضاً تحية لقائدهم ليشرع بالحديث وقد ترك جسده ليطفو عالياً فيتمكنوا جميعاً من رؤيته وسماعه ليبدأ بالحديث بصوتٍ مزلزل لأركان المملكة :_هناك من تجرأ لتحدي ملك السراج الأحمر وجنوده فحانت لحظته ليرى ما نتمكن من تقديمه له ..
تعالت الصيحات الغاضبة لمن يجرأ على الاستهانة بهم وصيحات أخرى تحيي “لوكاس” بإجلال ..
صمت الجميع حينما أشار لهم قائدهم “لوكاس العظيم” ليكمل قائلاٍ بعينٍ تشع لتكون على حدة أشعة الشمس الحارقة :_ كونوا على أستعداد لحفر قبورهم .. …
تعالت الهتفات بحماس للحرب فتركهم “لوكاس” وغادر بفخر لما وصل إليه …
أنتقل بجسده للمكان المخصص برفيقه حينما أستدعاه ليجده بأنتظاره وعلامات الغضب تحتل معظم وجهه ..
أقترب منه قائلاٍ بغموض :_ما بك ؟
إبتسم بسخرية :_أعلم جيداً بأنك تعلم ما يحدث معي إذا ما الداعي لسؤالا هكذا؟!
جلس “لوكاس” على العشب الأخضر قائلاٍ بمكر:_ أعتقد بأنك تضخم الأمور ..
جلس “لوثر” جوره قائلاٍ بغـ,ـضب :_ماذا؟!! …طلبت من “ضي” الزواج مني مقابل مساعدتك الحمقاء وتخبرني بأني أضخم الأمور!!
أستدار بوجهه قائلاٍ بثباتٍ يلوج به :_ فعلت ذلك لأجلها
ضيق عيناه بسخريه :_ لأجل من “لوكاس” ..فعلت ذلك لأجلي
إبتسم قائلاٍ بجدية تحتل وجهه :_رأيت الحب بعيناها لك ولكنها لم تتمكن من رؤيته
رسمت بسمة خفيفة على وجهه قائلاٍ بعدم تصديق :_أتخدعني من جديد ؟
إبتسم قائلاٍ بحدة مصطنعة :_ليس من طباعي وأنت تعلم ذلك
خيم السكون على وجهه وعقله يسبح بملكوتٍ أخر هل تكن “ضي” حباً له ؟ ، ولما تتجاهله أذاً ؟
أستدار ليقص سؤاله على “لوكاس” قارئ الأفكار الذي أسرع بالاجابة دون تركه يعاني به :_مثلما علمت بما تفكر الآن …
تملكت ملامحه الغضب ليكمل بأبتسامة بسيطة :_ تتـ,ـجاهل “ضي” حبها لهوسها الجنوني بالزواج من ملك أو أمير مثلما كانت تحلم كل ما تحتاج إليه دفعة صغيرة لتكتشف ما بقلبها وهذا ما يحدث معها الآن ..
أسرع “لوثر” بالحديث :_ ماذا تقصد؟
وقف “لوكاس” وأعتلى ظهر “روجان” قائلاٍ وعيناه على ضالته :_ عد للقصر”لوثر”
وتركه وغادر فأنصاع له على الفور وعاد ليجدها تجلس بالخارج والسكون يخيم على قسمات وجهها حتى أنها لم تشعر بشيئاً حولها ….
أقترب منها “لوثر” بقلق يجتز قلبه حينما رأي تلك المشاكسة تتخشب محلها كأنها مأسورة بعالم تخشى الإفاقة منه ، أنحنى سريعاً لتكون مقابل وجهه ليسمح لنفسه بلمس وجهها بيديه قائلاٍ بقلق :_ما بكِ “ضي” ؟
صوته أخرجها من أسرها لتجده أمامها بوجهه المائل للزراق وعيناه السوداء كسود الليل على هذا الكوكب ، كانت إجابة أسئلتها المريرة محفورة بين العينان فخرج صوتها الهامس :_ …”لوثر”..
طعن قلبه حينما ظن بأن هناك أمراً ما فتحدث بسرعة :_ ماذا هناك ؟