
رفعت رأسها بضعف وهى تتأمله بنظرة رجاء لتخليصها من الآلآم ؛ فتأملها بزهول من نظرتها التي أخترقت شيئاً لم يعلم عنه بعد ، تلك النظرة جعلت حاجز قوي يخترق جسده العملاق ليسرع إليها ويحملها بين ذراعيه ليعاونها على التمدد ليضع يديه على بطنها فهدأت قليلاٍ حينما أختفى الألم بشكل نهائي ،رفعت عيناها تتأمل من يجلس جوارها ، تتطلع له تارة ولتلك الأشعة المتوهجة تارة أخرى ، أنهمرت دمعة ساخنة من عيناها خوفاً على أصدقائها فرددت بخفوت مصاحب لنومٍ عميق :_أتوسل إليك لا تأذيهم مثلما فعلوا بى…
أغلقت عيناها بكلمة أخيرة:_أرجوك …..
قالت كلماتها الأخيرة وغاصت بنوم تحظى به حينما يختفي الآلم ، رفع “لوكاس” يديه يلامس دمعاتها بستغراب من تلك النقطة الصغيرة التي أخترقت جسده العملاق! ، نقل نظراته بينها وبين تلك الأشعة المتكورة على بطنها الصغيرة …كم لعن نفسه حينما قرر مساعدة “ضي” فهو يكره البشر كثيراً منذ أن تسببوا بنقل عدوى ذلك الفيروس المميت لهم …
تركها وغادر لجناح “ضي” والغضب يتطاير من عيناه حتى كاد التحول !…
ولج للداخل ليتفاجئ بها تفترش الفراش الوثير من الأعشاب والورود بسترخاء جعل غضبه يتزايد أضعاف ،تفاجئت بوجوده أمام عيناها فابتلعت ريقها بخوف وهى تردد بصوتٍ خافت :_ “لوثر” أحتاج مساعدتك هنا
أقترب منها “لوكاس” قائلاٍ بصوتٍ مشابه لجلاد الموت :_ربما ستحتاجين لجيشٍ كامل من الجحيم لتخليصك …
تراجعت للخلف بزعر :_أهدأ “لوكاس” فأنا أقدم لك خدمة ثمينة
ضيق عيناه بسخرية :_عن أي هراء تتحدثين !
ظهر “لوثر” على الفور ليتحدث سريعاً :_ماذا يحدث هنا ؟
تخفت “ضي” لتظهر خلف ظهره سريعاً قائلة بأبتسامة واسعة :_بالوقت الصحيح
لم يفهم ما تتفوه به الا حينما لمعت عين “لوكاس” بالأصفر القاتم ليعلم بأن تلك الحمقاء على وشك خـ,ـسارة حياتها وربما سيلحق بها ..
فخرج صوته بحذر :_ أخبرني ماذا حدث “لوكاس”؟!
قاطعته حينما أسرعت بالحديث وهى تتطلع له بجدية :_ فكر بالامر أخي بعدما حدث معك لم تقبل الزواج .. وها أنا أحقق رغبتك بأن تكون أبٍ بدون الحاجة لذلك ..
صمت “لوكاس” قليلاٍ يتأملها بنظرات غامضة فشلت بفك شفراتها ثم توجه للخروج بصمت زرع القلق بقلب “لوثر” و”ضي” ولكنه توقف قائلاٍ دون النظر إليهم :_تجربتك الأخيرة “ضي” أن علمت بحدوث أمراً ما سأقتلع عنقك …
وتركها ورحل وهى بزهول لا مثيل له ، بكلماته إشارة لها بالحفاظ على حياة باقي الفريق وعدم التعرض لهم بتجاربها..
خروج “لوكاس” جعل “لوثر” يتمرد بغضب :_ هل من الممكن أن أعلم ما يحدث بينكما؟!
أشارت برأسها بخفة ثم جلست على المقعد الحجري لتقص له كل شيء…
********
زفرت “لينا” بغضب :_ إلى متى سنظل عالقين هنا؟
أسند “كيفن” رأسه على الحجر الضخم قائلاٍ بثبات مازال يتحلى به :_والعودة للأرض بمثابة حلم بعيد المنال …
جلست جواره بدمـ,ـوع ممزوجة بالندم :_أعلم “كيفن” ..ولكن لا يعنى ذلك قطع الأمال بالعودة
وضعت رأسها على كتفيه قائلة بحزن :_ أتمنى العودة لقبول عرض الزواج منك
إبتسم بسخرية :_هل حصلت على موافقة الأميرة المتعجرفة !!
زمجرت بغضب لتتعالى ضحكاته بسعادة ..
***********
بجناح “لوكاس”…
مازالت رائحتها تتابعه فتجعله بهالة غامضة لا مرسى لها ، تلك البشرية تحرك شيئاً خفي بداخله !….بعدما فقد مذاقه… يعاد من جديد ….
جلس على المقعد الحجري مغلق عيناه بقوة فولج التابع للداخل قائلاٍ وعيناه أرضاً :_الرحاب والمحبة على القائد “لوكاس العظيم” ..
بقي ثابتاً كما هو ليكمل التابع باحترام :_جئت بأمراً من مولاي الملك … يريدك بالحال ..
رفع يديه له فغادر على الفور بينما ظل هو قليلاٍ على حالته المتماثلة بالسكون ..
***********
بقاعة المملكة…
صاح الملك بغضـ,ـب :_كيف يجرؤ على فعل ذلك ؟!
أجابه “بيرت” وعيناه تشع شرارت الغضب :_”لومان” عدو خطير أبي لذا يجب علينا التخلص منه قبل أن يتمكن من ذلك …
ولج “لوكاس” للداخل وهو يتأمل الوجوه بثباتٍ ليخرج صوته المشابه له :_ماذا هناك ؟
تأمله الملك بصمتٍ قاتل فأقترب منه “بيرت” بصوتٍ محتقن من الغضـ,ـب :_تمكن “لومان” من دخول المملكة
تتطلع له بصدمة :_كيف حدث ذلك ؟!!
أجابه باستسلام :_لا أعلم ولكن ما فعله كانت رسالة واضحة بأنه سيتمكن من أختراق الحاجز
تلونت عين “لوكاس” بلونٍ أعلن عن غضبه الهائج قائلاٍ بصوتٍ مخيف :_ حانت ساعتك “لومان” …
كانت نظرات الملك “للوكاس” تخبره بما يريد بإشارات الصمت ليشير له برأسه ثم أختفى من أمامهم ليرفع صوته قليلاٍ :_روجان
ما أن أنهى كلماته حتى ظهر أمامه حيوانه المطيع بجسده العملاق ليعتليه “لوكاس” ويغادر ليعلن عن بدء الحرب ولكن بعد أتخاذه هذه الخطوة التي ستعد هلاك “للومان”…
*********
بجناح “ضي”
ردد بذهول:_كيف تمكنتي من إقناع “لوكاس”؟!
زفرت بتسلية :_ لم يكن أقناعه هين ولكنه قلب الأمر لمقايضة من وجهة نظره عادلة !…
ضيق “لوثر” عيناه بستغراب لتكمل هي بأبتسامة سـ,ـخرية :_ كان على الزواج منك ليقبل بمساعدتي
صعق “لوثر ” مما أستمع إليه حتى أن وجهه أمتزج بألوان الغضب المميت… كيف له بذلك ؟ ؛ فخرج صوته أخيراً بعد صمت حال بالغضـ,ـب :_لم أعلم يوماً بأن “لوكاس” سيضعني بما أنا به !..
رفعت عيناها بصدمة مما تفوهت به ولكنها تفاجأت بأختفاء “لوثر” فتسلل الرعب أواصرها حتى باتت تعنف نفسها على ما قالته …
*******
خرج “لوكاس” خارج حدود مملكته متجهاً للمملكة التي تكن العداء الأكبر لهم ولكن لم يعنيه سوا تنفيذ مخططه ليقضى على “لومان” بقوة وغضب ستجعله عبرة لمن أراد تحدي ملك السراج الأحمر يوماً ..
إبتسم بسـ,ـخرية وهو يرى تلك الأشعة المتوهجة على المملكة بأكملها فتطلع لها بعيناه التي أنقلبت للون الأصفر القاتم فحاوطت الأشعة المتوهجة جسده بأكمله لتصنع له حاجز حماية يجعله محصن بحرافية …
أخترق الأشعة ببراعة بعدما أخبر “روجان ” بأن ينتظره بالخارج ليخترق المملكة بسهولة …
بالداخل …
كان يجلس الملوك السبع يتناقشان بأمر أنضمامهم لجيش “لومان” فقال أحداهما :_ لسنا مجبرون على خوض تلك المعركة لنعلن له ذلك ..
باشر بالحديث أحد الملوك :_”لومان” لعين للغاية سيعلن الحرب علينا حتى يتمكن من ضمنا لصف المعركة ..
صاح أحدهم بغضب :_ فليفعل ما يشاء ..تلك المعركة سيربحها “لوكاس” كعادته وحينها سيضمنا لصفو الأعداء
أيده الأخر بالحديث :_”لوكاس”قوة ساحقة لمملكة السراج الأحمر سينتصر عليه ولكنه سيعود ليقتص منا أن قدمنا الدعم لهذا اللعين …
صعق الجميع حينما ظهر” لوكاس” أمامهم بطالته المهيبة ليتأمل زعرهم بتلذذ بدى بملامح وجهه ..
وقف ملك الجوناء بزهول من أختراق حاجز مملكته قائلاٍ بصدمة :_كيف تمكنت من أختراق مملكتى ؟!!
جلس على المقعد المقابل لهم قائلاٍ بتعالى وغرور :_ربما لم تعلم ما أتمكن من فعله بعد …
آبتلع الملك ريقه برعبٍ حقيقي خشية من أنه دق دفوف الحرب وأن جيشه العملاق بالخارج ليعلن الحرب عليهم جميعاً …
أشار لهم “لوكاس” بالجلوس لينصاعوا له على الفور فأكمل حديثه الخبيث :_أخترقت مملكتك مثلما فعلت لتعاون ذلك الحقير على أختراق حدود مملكتي
إبتلع ريقه بخوف وهو يقول بصوتٍ هامس :_فعلت ذلك لأتحاشى الحرب بينه وبين مملكتى ولكني لم أعلم بأن أختراقي لحدود المملكة أمراً ممكناً !
إبتسم “لوكاس” ليخرج صوته الساخر :_ربما هناك من سمح لكم بدخول المملكة وتلبية حلمكم الثمين .
صعق الملوك من تصريح “لوكاس” بأنه من سمح لهم بعبور حاجز مملكتهم فأكمل قائلاٍ بعيناه الممزوجة باللون الأصفر القاتم :_استمعوا إلى جميعاً تلك الحرب ستنتهي بأنتصار ملك السراج الأحمر وأنتم تعلمون ذلك لذا قرار الحلف سأتركه لكم فأخبروني لمن ستقدمون الحلف ؟
وقف أحدهم ليقول سريعاً دون تردد :_ “للوكاس العظيم”
تابعه الجميع بالتأييد لمملكة السـ,ـراج الأحمر فأبتسم بأنتصار وهو يردد بخبث :_ و”لوكاس” يريدكم تقديم الدعم الكامل لملك الجحيم الأحمر …
تعالت معالم الدهشة على الجميع وهو يتطلع لهم بأبتسامة مكر ..
**********
طافت أحلامها لعمراً لا يتعدى العشر أعوام قبل أن تفقد عائلتها الصغيرة،دمعات تنسدل على وجهها فحاولت أن تفتح عيناها لتترك تلك الأحلام المزعجة ولكن لم تتمكن من ذلك ..
عاد مشهد خسارة عائلتها من جديد ليحتل ذكراها ،مشاهدة الجثث أمام أعيناها وهى طفلة صغيرة تبكى بلا مساندة من أحد …هكذا هو ماضي “روكسانا” الذي يلحقها كالقبر المظلم فيجعلها تتبلد خـ,ـوفاً من تذكار رؤية جثثهم الهامدة ..طال حلمها والدمع مصاحب لها كالرفيق الوفي ..
***********
بمملكة الجحيم الأحمر ..
تخفى بأحتراف ليخطو بداخل قصر “لومان” بثقة وثبات ؛ فجابت نظراته المكان بسخرية ليقطع خطاه للأسفل باحثاً عن أبناء الملكة لينفذ وعده القاطع ..
رفض عرض المساعدة من أخيه “بيرت” وصمم أن يدخل للمملكة بمفرده ،ولج “لوكاس” لذلك المنجم المظلم المنثدر برائحة الدماء وضحايا القتلى لمعتقل “لومان” فباشر التقدم ليرى أمامه أحد التابعين له ،وقف يتأملهم بثبات وصمت فكاد أن يجتازهم ولكنه توقف بتفكير ليبتسم مردداً بهمس :_ربما على ترك هدية متواضعة “للومان” اللعين ..
أنهى كلماته بأن حطم حاجز أختفائه بظهوره لهم ،كانوا يتبادلون الحديث فيما بينهم حينما شعر أحداهما بأن هناك صوتٍ خافت بالمكان ،فتقدم ليرى أشعة صفراء تجتاز ركناً صغير بالكهف ليظهر أمامه “لوكاس” ليخرجه من جنة أحلامه لمقتل سريع ..
رفعه بين ذراعيه بعدما حطم عنقه بسهولة وعيناه تتشبع من أخر نظراته الساكنة بالرعب والصدمة ليلقي به أرضاً …
صُدم الأخر مما رأه فأخرج سيفه وأسرع بالفتك به ،تقدم إليه “لوكاس” بخطواتٍ هادئة لينهى ضوضاء هذا التابع بأن سحب سيفه المختار ليقسمه لشطرين ويمضي بطريقه كأنه لم يفعل شيء! …