منوعات

بقلم قسمه الشبيني

فى المساء عاد علاء ليجد سهى تجلس وقد بدأ عليها الحزن
علاء: وبعدين لك مش هتفكيها بقى
سهى بخوف: افك ايه مش فاهمه
علاء: عقدة الحزن دى انا ماليش فى الغم
سهى: حاضر
علاء: ها عملتى ايه النهارده وانا مش موجود اوعى يكون حد من الجيران العرة دول اتكلم معاكى
سهى: لا والله ماكلمتش حد مفيش غير علي اخويا الى جه اطمن عليا ومشى علطول
شعر علاء بالقلق فهى قد تحتمى ب علي يوما ما فقرر أن يقطع عليها هذا الطريق
علاء: اه اخوكى بالمناسبة هو لسه عيل فى ثانوى صح
سهى بشئ من الحدة: هو فى ثانوى بس مش عيل اخويا راجل
علاء: تمام وولو خايفة على الراجل بتاعك حسك عينك يعرف عننا اى حاجة الا ورحمة ابويا اجيبلك أجله
سهى برعب: لا الله يخليك ملكش دعوة ب علي وانا مش هقوله حاجة والله
علاء: طيب فى اكل ولا مفيش
سهى وهى تهرول للمطبخ : عملت مسقعة دقيقة واحدة
تمتم بغيظ: اى زفت جتك داهية شكلك هتطلعى نكدية وتقرفى امى
عادت سهي بعد قليل لتجده يلف أحد السجائر فقالت بتعجب: انت بتشرب سجاير
علاء: اه بشرب زفت عندك مانع
سهى بخوف: لأ لأ براحتك
ضحك بإستهتار ثم قال: وعلى فكرة ده حشيش مش سجاير تحبى تجربى
وضعت سهى صينية الطعام وهى تتراجع للخلف بذعر : لا كتر خيرك مش عاوزة
علت ضحكاته وهو يقول: خلاص اقعدى كلى
سهى : شكرا انا اكلت وانا بطبخ
نظر لها بغضب وصاح بها: يعنى ايه كلتى وانتى بتطبخى ملكيش راجل تستنى تطفحى معاه
ارتعدت أوصالها وهى تقول: انا آسفة مش هتتكرر تانى اصلى جوعت معلش بعد كدة هستناك
نظر لها شزرا واكمل طعامه بصمت
رفعت الطعام وتركته جالسا فقال لها: ما تجيبى القلة
توجست خوفا من نظراته ناولتها له شرب ثم قال : انتى مش عطشانه
هزت رأسها نفيا فضحك عاليا وقال: روحى نامى انا هنام هنا النهاردة
دخلت الغرفة وهى تتنهد بإرتياح لعدم نومه فى الغرفة لكن بعد ساعة واحدة ضاعت أحلامها بالراحة منه حين فتح الباب وهو شبه عارى واندس بجوارها وهو يهمس: لا مش قادر انام برة
سهى بخوف: ربنا يخليك سبنى انام
علاء بوقاحة: يعنى ايه تنامى واولع فى نفسى ولا اعمل ايه انتى من بكرة تروحى للدكتورة تشوف لك صرفة
سهى بخوف: حاضر زى ما انت عاوز
ولم يتنازل علاء عن رغبته ولم يتركها بسلام وزاد الأمر سوءا فى الأيام التالية وقد توجهت بالفعل لأحد الطبيبات التى ساعدتها فى منع الحمل فقد صارت أكبر مخاوفها هى إنجاب طفل من هذا الرجل الشهوانى الذى لا يراعى حدود الله
علم منها أن عذرها الشرعى قد انتهى فكانت ليلة من اسوأ لياليها
عاد من الخارج باكرا لكنه يترنح غير متزن فقالت: مالك انت عامل كدة ليه
علاء: مالى ما انا زى الفل اهوه مش عاجبك يا سنيورة ولا ايه
سهى بخوف: لا مش قصدي بس شكلك كدة
صرخ بها: ماله شكلى
امسكها من ذراعها بقوة وغضب: بقولك ايه انا من يوم ما شوفتك وانا مستنى اليوم ده هتبوظى الليلة هسود عيشتك
سهى بخوف: حاضر والله مش هأعمل حاجة
دفعها للداخل: انجرى يلا إلبسى حاجة كويسة وتعالى
نظرت لملابسها وقالت: هى العباية وحشة
علاء بغضب: عبايه ايه يا ……هتستهبلى فى واحدة ليلة دخلتها تلبس عبايه انجرى يلا ولا اقوم اقلعك انا
هرولت من أمامه فورا لتحتمى بالغرفة بينما جلس يدخن المزيد من سجائره اللعينة
تدخل للغرفة تبكى بصمت على هذا البلاء الذى تزوجته وما قد يفعل بها وخوفا من بطشه تبدل ملابسها فقد اخضر كل ملابسها من بيت حسن دون أن يخبرها كيف قام بهذا
لم تجرؤ على مغادرة الغرفة ليقتحمها بعد قليل لتعيش معه أسوأ لحظات عاشتها حتى الآن
*******
لم يتغير وضع سهى اطلاقا فقد استمر زوجها على اهانتها وانتهاك حقوقها
قال تعالى” ويسئلونك عن المحيض قل هو أذي فٱعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث امركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (٢٢٢ ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم
ملاقوه وبشر المؤمنين”
بعد شهرين
نزلت هبة من المنزل لقضاء بعض احتياجاتها فمرت بورشة نجارة على الشارع الرئيسي
ولاحظت علي شقيق سهى فلم تتردد فى التوقف والنداء بإسمه لتطمئن على حبيبة الحبيب
هبة: علي يا علي
انتبه لها علي فتوجه إليها مباشرة
علي: ازيك يا ابلة هبة
هبة: الحمدلله يا حبيبي ازيك انت
علي: بخير والحمد لله
هبة: انت سبت المدرسة ولا اية
علي: لا ابدا بشتغل بعد المدرسة الاسطى محمود كتر خيره مقدر ظروفى
هبة وقد ترقرقت الالأحزان بعينيها: وسهى اخبارها ايه قول لها تسامحنى بالله عليك يا علي
علي: وانتى ذمبك ايه بس يا ابلة هبة دى بتحبك والله
هبة: وهى عاملة ايه
علي: اتجوزت الزفت الى اسمه علاء صاحب المرحوم انا مش مصدق انها مرتاحة بس هى مش راضية تتكلم
هبة: علاء منه لله هو الى جه خد هدومها من امى معرفش ازاى رضيت تديهاله
علي: والله انا مش مرتاح له ربنا يهدى لها الحال
هبة: يارب مش هعطلك بقى علشان الاسطى بيبص عليك بس مادام انت هنا هطمن عليها منك
هز علي رأسه وانصرفت هبة
الاسطى محمود: مين دى يا على اختك
علي: لا يا اسطى دى ابلة هبة اخوها الله يرحمه كان متجوز اختى لسه بتسأل عليها والله بنت حلال
هز محمود رأسه وقال: طيب خلى بالك من الورشة ورايا مشوار لحد ما عبدالله يجى
علي: فى عنيا يا اسطى
وانصرف محمود لا لشيء إلا لمتابعة هبة

انت في الصفحة 15 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل