
بعد اسبوعين بورشة النجارة
اقبلت هبة ونظرت بتفحص داخل الورشة تبحث عن علي فلم تجده فهمت بالمغادرة حين اقبل محمود إليها قائلا بلهفة: اتفضلى يا ابلة علي بعته مشوار زمانه جاى
هبة بخجل: انا آسفة كنت هسأله على حاجة وامشى علطول
محمود: كلنا تحت امرك تحبى ابعته لما يجى
هبة بخوف: لأ لأ انا لما اعدى تانى ابقى اشوفه
وهما بالمغادرة فأوقفها قائلا: تسمحى بس مش حضرتك اخت الاسطى حسن الله يرحمه
هبة: أيوة كنت تعرف حسن اخويا
محمود: الله يرحمه كان ابن حلال والكل كان يحبه
اغرورقت عيناها بالالأحزان فقال بسرعة: ايه ده انا اسف والله مش قصدي ازعلك
هبة بصوت مختنق: معلش مش زعلانة عن اذنك
ولم يتمكن من ايقافها فغادرت حين اقبل شقيقه الأصغر عبدالله وقال: مين دى يا محمود
كان محمود يتابعها بشغف فلم ينتبه لأخيه الذى هزه وقال: ايه يا عم روحت فين ما تروح وراها احسن
انتبه محمود وقال: تصدق معاك حق
وانطلق يقتفى أثرها بلهفة
عبد الله: ايه الى جرى له ده طول عمره عاقل
الثامن
لحق محمود ب هبة قبل أن تدخل حارتهم فأسرع ينادى عليها : ست هبة
تعجبت هبة وإلتفتت إليه بنظرة غاضبة: جرى ايه يا اسطى هى حصلت تمشى ورايا
محمود: لا مش قصدى والله انا مش كدة انا بس عاوز أسألك سؤال
هبة بحزم: اتفضل ما يصحش وقفتنا دى
محمود بسرعة: بصراحة أنا ماشى وراكى من اسبوعين ومعجب بيكى جدا سألت وعرفت انك اتجوزتى قبل كدة ومايفرقش معايا وانا عاوز اتجوزك لو اتقدمت تقبلينى ولا حد فى حياتك
اتسعت عينا هبة بدهشة ثم شعرت بالخجل من نظراته واخفضت رأسها تخفى ابتسامة تسللت إلى شفتيها بلا وعى منها ثم قالت وهي تنظر أرضا: عيب يا اسطى الكلام ده يعنى ايه حد فى حياتى انا بنت اصول ومليش غير فى الحلال
ابتسم بسعادة غامرة وقال: وانا طالب الحلال
أجابت بإختصار : الحلال ينطلب فى البيوت يا اسطى مش فى الشوارع
واسرعت من أمامه بخطى مضطربة
***********
تمكن محمود خلال يومين من التقدم لخطبة هبة ورحبت به زينات بشدة فهو كعريس تراه
الامهات لقطة وتم الاتفاق على أن يكون الزواج بعد أن تمر سنة على وفاة حسن بعد أن اشترطت زينات شبكة قيمة ومؤخر كبير لم يعترض عليهما محمود لا لشيء إلا لمحبة هبة التى تتسلل لقلبه وأصرت هبة على تأجيل الزفاف حتى مرور سنة على وفاة حسن وهذا ما أصرت عليه هبة واحترمه محمود لكن طلب التعجيل بعقد القران
**********
بعد شهرين خرجت هبة برفقة محمود لقضاء يوم إجازته بأحد الحدائق العامة
محمود: النهاردة اسعد يوم فى حياتى اول خروجه لينا مع بعض ربنا يقدرنى واسعدك
هبة: ربنا يسعدك يا محمود انت بجد طيب اوى انا كنت خايفة منك
محمود: خايفة منى ليه يا هبة
هبة: مش منك يعنى كنت خايفة علشان مكنتش اعرفك وانا بقيت اخاف من الرجالة اوى
محمود: شكلك تعبتى جامد فى جوازتك الاولانية
هبة: اكتر ما تتخيل لولا حسن الله يرحمه صمم واتصدر له وطلقنى منه كان هيجى يوم يقتلنى فيه
محمود بفزع: سترك يا رب ليه مكنش بنى آدم مفيش رجولة
هبة: ناس كتير فاهمة الرجولة أنه يضرب مراته ويكسرها وبهينها ذلها عنده بيقوى رجولته وهو فى الحقيقة بيضعفها عمر ما فى ست تشوف رجوله فى الهمجية والإهانة
اقترب محمود برأسه منها وقال هامسا: لا انا مش كدة والله بكرة تعرفينى كويس وهغير نظرتك دى خالص
اشاحت وجهها بخجل ولم ترد
كان يوما سعيدا لكليهما وفى طريق العودة توقفت هبة فجأة وقالت : محمود لحظة بالله عليك
واسرعت خلف إحدى الفتيات فأمسكت ذراعها بلهفة وهي تقول: سهى
نظرت لها سهى بعينين غائمتين واسرعت تضمها بلهفة: هبة وحشتيني وحشتيني اوي
هبة : يا حبيبة الحبيب يا غالية ايه اللي. جرى لك عمل فيكى ايه علاء الزفت ده
سهى: انا اتبهدلت اوى يا هبة
هبة: وقاعدة معاه ليه سيبها مطربقة على دماغه علي اخوكى بيدرس ويشتغل وهيشيلك فى عنيه
سهى بخوف: لا يا هبة بالله عليكى اوعى تجيبى سيرة ل علي ده بيهددنى لو قلت له حاجة يقتله ده مجرم انتى ماتعرفيهوش
هبة بفزع: يالهوى يقتله
سهى: هبة انا لازم امشى لو اتأخرت هيسود عيشتى
هبة بحزن: مع السلامة يا سهى
انصرفت سهى ليقبل محمود متسائلا: مين دى يا هبة
هبة: سهى حبيبة الحبيب
محمود: حبيبة مين
هبة: حبيبة اخويا حسن دى مراته وحبيبته اتجوزت حيوان
ربت محمود على كتفها وقال : طب تعالى احكى لى
********
لم تعد اهانات علاء لىسهى مقتصرة على المنزل بل اصبحت علنية أمام الناس استغل صغر سنها وبراءتها اسوأ استغلال فهى بالنهار خادمة تنظف بيته وتهتم بكل شئونه وبالليل جارية
لتلبى متطلبات رجولته المعدومة أصبح الحال اكثر صعوبة فهو يتعاطى المواد المخدرة التى تستنفذ اكثر ما يجنيه من مال
فى إحدى الليالي
علاء: سهى انتى يا زفتة
اقبلت إليه مهرولة : نعم حاضر انا هو
علاء: انتى مش كنتى حامل من الزفت الى قبلى
تمتمت بخفوت خوفا من بطشه: الله يرحمه
علاء: بتبرطمى تقولى ايه
سهى: ولا حاجة هقول ايه يعنى
علاء : تقولى لى ليه ما حملتيش منى لغاية دلوقتى بقى لك كام شهر معايا
سهى بتهكم: وانت عاوز عيال تعمل بيهم ايه ولا تصرف عليهم منين كفاية عليك الحشيش
هب واقفا بغضب: انتى بتعلى حسك عليا يا بنت………
وانقض عليها يضربها بعنف صفغها بقوة لتسقط أرضا وهى تقول: آسفة حقك عليا والله آسفة
جذبها من شعرها بقوة لتقف أمامه وقال: مرة تانية صوتك يعلى اقطع لك لسانك
اومأت بخوف: حاضر حاضر
علاء: هتخلفى منى ولا لأ
سهى:بخوف شديد: دا يوم المنى يا ريت ربنا يرزقنا
جذبها لصدره وهو يهمس : بتحبينى يا بت
اومأت بخوف شديد فصرخ بها : انطقى
سهى ببكاء: بحبك بحبك ارحمنى بقى انا فى عرضك
علاء: ماشى هرحمك قدامك عشر دقايق تجهزى لى نفسك لو دخلت الاوضة ولقيتك مش جاهزة ليلتك سودة
دفعها بإتجاة الغرفة لتتمتم: هو فى سواد اكتر من كده ربنا ينتقم منك يا بعيد
*********.
تمر الايام بطيئة على البعض وسريعة على البعض الآخر يمر العام ويتحدد موعد زفاف هبة ومحمود
فى شقة محمود قبل الزفاف بإسبوع
عبد الله: الهمة يا رجاله عاوزين ننصب العفش كله علشان ست العرايس تلحق تفرش
اقبل محمود يربت على ذراع أخيه بمحبة: نتعب لك يوم فرحك يا عبدالله
عبد الله: ربنا يتمم بخير يا عريس
علي: ربنا يسعدك يااسطى
محمود: يا عبد الله ربنا يهديك اطلع اقعد معانا الشقة واسعة
همس عبدالله: يا محمود اسمع الكلام دى عروسة ولازم تاخد راحتها فى شقتها وانا تحتك فى الشقة هروح فين
محمود: بس انا مش متعود تبعد عنى من يوم ابوك وامك الله يرحمهم وانا مافرقتكش يوم
عبد الله: خلاص يا محمود انا بقيت راجل وانت مراتك هتبقى أمانة فى رقبتك راعيها وادعى لى بقى ألاقى. بنت حلال زيها
*******
رفضت هبة إقامة عرس كبير بينما اصر محمود على ارتدائها لفستان الزفاف وحضر علي الحفل الصغير الذى أقيم أمام منزل العروس ورفض رفضا باتا الدخول الى المنزل بينما كانت زينات ترمقه بنظرات يملؤها الحقد
فى شقة العروس
فتح محمود الباب وتراجع قائلا: سمى وخطى برجلك اليمين يا بنت الاصول
دخلت هبة وهى تخفض رأسها خجلا ،تنحنح محمود وقال: ايه رأيك نصلى ركعتين علشان ربنا يكرمنا
رفعت عينيها اليه وقالت : يا ريت هغير واتوضأ
صلى محمود وزوجته التى هبت تقول : ثوانى احضر لك العشا
لحق بها محمود وهو يقول: هو انتى جعانة
اومأت برأسها فقال بإستسلام: طيب تعالى اساعدك
اعدا الطعام فقالت هبة: هو عبد الله اخوك اتعشى
محمود: مش عارف والله يا هبة
هبة: طب نادى عليه يتعشى معانا
نظر لها بتعجب وقال: يتعشى معانا عمره ما يرضى يطلع
هبة : خلاص خد اكل نزله ياكل وبعدين تعالى نتعشى
وبدأت بتجهيز طبق كبير ل عبدالله فقال محمود: ايه كل ده يا هبة
هبة: هو اكيد هينحرج يطلع يبقى عنده اكل بزيادة
تناول منها الطبق وقال: تسلم ايدك يا بنت الاصول
نزل محمود وعاد بعد خمس دقائق لبجد هبة ابدلت ملابسها بقميص رقيق من اللون الابيض
اقترب ليجلس أمامها ويقول: تبارك الله ايه الحلاوه دي انا مقدرش على كدة
اخفضت رأسها خجلا فقال: كلى يلا بسم الله
عاملها محمود كأنها قطعة غالية يخشى عليها حتى من نفسه اشعرها بقيمتها بإنوثتها بكيانها الذى لا ينتقص من كيانه شيئاً وفى المقابل كانت له الزوجة والحبيبة التى تتكحل عينيها بحبه
*****.
حافظت سهى على وعدها لنفسها بعدم الانجاب من هذا الرجل بل أصبحت تخاف منه أكثر مما تخاف من الموت فبعد الموت ستجد رحمة الله،اما هو فلا يعرف الرحمة
انتظرت بفارغ الصبر أن تتم الثامنة عشر ليعقد القران بشكل رسمى حينها قد تتخلص منه وقد تتمكن من استكمال حياتها فهى بعد أن عاشرت هذا الرجل علمت أن الزواج ليس حلا فهى تفضل أن تعمل خادمة ولا تعيش معه
فى صباح أحد الأيام توجهت سهى لورشة النجارة التى يعمل بها علي والذى ما إن رأها مقبلة عليه حتى اسرع يلاقيها ضمها لصدره بحنان وهو يقول: يا حبيبتي يا سهى وحشتينى اووووى
سهى ببكاء: وانت كمان يا علي واحشنى يا خويا
ضمها لصدره فسمع محمود ينادى بغضب: علي
إلتفت له وهو متشبث بكفها وقال: أيوة يا اسطى
محمود: ايه الى بتعمله ده ازاى تحضنها فى الشارع كدة
علي بسرعة: دى اختى يا اسطى سهى اختى
محمود براحة: اهلا يا ست سهى اتفضلى جوة برضوا يا علي الناس الى فايته فى الشارع ميعرفوش انها اختك ليه تخلى حد يبص لها بصة مش كويسة
علي بحزن: معاك حق يا اسطى انا غلطان
محمود: طب خد اختك وادخل فى مكتبى يلا
توجه علي وسهى لمكتب محمود بينما قال علي: تعرفى ده مين
هزت رأسها نفيا فقال: ده الى. اتجوز ابلة هبة
سهى بفرحة: بجد يا علي شكله طيب اوى هبة تستاهل كل خير
اجلسها علي ثم قال: شكلك مش عاجبنى يا سهى اوعى يكون بلاء ده مزعلك
سهى: لا ابدا انا بس جاية اقولك انى تميت تمنتاشر سنة وعاوزاك تكلمه يكتب عليا رسمى
كنت فكرت اروح للمحامى الى كتب لنا يكلمه بس مش مرتاحه له
علي: ليه يا سهى ملكيش راجل
بدأت تبكى فأسرع يضمها لصدره ويربت على رأسها بحنان
ظلت سهى تبكى بحرقة تبكى ضعفها وذلها ،تبكى خوفها ضياعها وظل علي يحتويها بحنانه دون أن يطلب تفسيرا عن بكاءها وبعد قليل طرق الباب ليدلف منه محمود الذى قال متعجبا: انت مزعلها ليه يا علي
علي بحزن: انا ازعلها دا انا لو اطول اطلع روحه فى ايدى بس هى تتكلم
محمود بطيبة: مالك ياختى مين مزعلك جوزك
هزت رأسها نفيا وهى تبكى وتقول: محدش مزعلنى انا بس علي كان واحشنى
نظر لها محمود بأسف فكما فهم من هبة أن زوجها يعاملها بقسوة وأنها تخشى على علي من بطشه فقال ممازحا: واحشك ايه هو علي ده يوحش حد تعالى كل يوم وشك فى وشه زى كدة
مش هتكملى اسبوع
ضحك علي حتى سهى ابتسمت من بين الأحزانها وقالت: ياريت يبقى وشى فى وشه كل يوم
علي: وحد حايشك مش احسن من بلاء الى انتى متجوزاه حد فى الدنيا يتجوز واحد اسمه
بلاء
ضحكت سهى وقالت بلا وعى: وانت الصادق ده ابتلاء
علي بحزن: وايه جابرك على كدة يا سهى والله هشيلك فى عنيا
ربنا سهى علي. كتفه وقالت: شيلاك للزمن يا حبيبي انا هامشى بقى ومش هأوصيك طول بالك عليه
علي: علشان خاطرك اعمل اى حاجة يا سهى
محمود: الله هتمشى من غير ما تشربى حاجة انا بعت الواد يجيب حاجة ساقعة دقيقة واحدة
سهى بخجل: معلش علشان ما اتأخرش
أراد أن يبقيها لكن خشى عليها من بطش زوجها الاخرق فقال : مع السلامة
سهى: ابقى سلم لى على هبة يا اسطى وخلى بالك منها هبة تستاهل كل خير
هز رأسه براحة رغم كل ما تعانيه هذة الصغيرة توصيه على زوجته يال لهذا الزوج الغبى الذى تزوجته
*********
جاء علي الى الورشة فى اليوم التالى بوجه لم يره أحد من قبل وجه مكفهر حزين فنادى عليه عبدالله: علي تعالى عاوزك
علي: نعم يا اسطى
اخفض عبدالله صوته وقال: مالك يا علي شكلك مش عاجبنى النهاردة انت عاوز فلوس ولا حاجة
هز علي رأسه بسرعة: لا يا اسطى مستورة الحمدلله
هنا اقبل محمود بحزم: تعالى ورايا يا علي عاوزك فى المكتب
توجه علي يتبع محمود الى مكتبه فقال محمود: اقفل الباب
اغلق علي الباب فقال محمود: ها عملت ايه مع علاء جوز اختك
نظر له علي بتعجب وقال: وانت تعرف منين يا اسطى
محمود: هبة كانت حكت لى قبل كدة ولما شفت اختك امبارح عرفت أن هبة مش بتبالغ وانا سألت عليه وعرفت كل حاجة اختك مش لازم تقعد على ذمة الحيوان ده
علي بإنكسار مش راضي الواطى يكتب رسمى بيقول مرتاح كدة مش عاجبكم روحوا اشتكوا
محمود: بص يا علي من الاخر الزفت ده مستوطى حيطة اختك وسايق فيها علشان عارف ان مفيش حد يقف له والى زى ده مش لازم تتفاهم معاه بالعقل
علي: انا ممكن امسك فيه وابهدله هو اصلا مفهوش قلمين من الزفت الى بياخده بس خايف ما
ميقدرش عليا يروح يطلع غله فيها
محمود: طب اسمع منى الواد ده هنجيبه هنا هو والمحامى الزفت الى كتب الورقة ياخدوا طريحة تمام وما يطلعش عليه النهار الا وكاتب عليها رسمى ،وقتها هيخاف يقرب منها تانى واحنا مش هندى له فرصة يقرب منها
علي: ليه هنعمل ايه يا اسطى
محمود: سيبها على الله روح انت وابعت لى عبد الله وماتروحش هنسهر نتسلى على الحيوان ده
خرج علي فأقبل عبدالله: أيوة يا محمود بعت لى
محمود: أيوة يا عبد الله فى سواق ميكروباص فى موقف……عاوزك تروح تتفق معاه على مشوار الليلة وادى له معاد هنا فى الورشة على عشرة بالليل
عبد الله: مشوار ايه يا محمود انت هتروح فين
محمود: يا اخى لا هروح ولا هاجى انا عاوز الكلب ده اخترع له اى سكة وهاته هنا وخلاص
عبد الله: امين بسيطة بس هو عملك ايه
محمود: هتعرف كل حاجة فى وقتها وانت راجع عدى على هبة وفهمها انى هغيب النهاردة
عبد الله: طب ما تتصل عليها احسن
محمود: لو كلمتها هتقلق من صوتى قولها إن التليفون فاصل وانا هقفله
عبد الله: حاضر ولو انى مش فاهم حاجة بس علم وينفذ
التاسعه
دخل علاء من باب المنزل قبل موعده تفاجأت سهى بعودته الباكرة لم تكن قد أنهت اعداد الطعام وخافت من بطشه لكنه على العكس دخل هادئا
علاء: انتى فين يا سهى
سهى: فى المطبخ بجهز الغدا
ولم تذهب إليه خوفا منه لكنها فوجئت به يدخل عليها المطبخ ويقف يحتضنها من ظهرها
ارتعشت فقال: الله مالك
تعجبت من أمره وقالت: مفيش اصلك خضتنى
بدأ يحرك كفه على بطنها وصدرها ويقول : طب اطفى النار وتعالى عاوزك
سهى: انت جرى لك ايه النهارده
علاء: تعالى معايا وانا اعرفك
سحبها من يدها لغرفة النوم ثم اجلسها فوق الفراش،اخرج من جيبه كيسا يحوى مسحوقا ابيض وضع كمية صغيرة على ظهر كفه وقربه من أنفها وهو يقول: انتى بردوا حبيبتي ومش خسارة فيكى الغالى
ارتعبت سهى وهى تهز رأسها وتقول: لا يا علاء الله يرضى عليك مش عاوزة
علاء: اسمعى الكلام ده هيخليكى طايرة فى السما
سهى: لا مش عاوزة …مش عاوزة
قربه من انفه وهو يقول: انتى حرة طول عمرك فقريه وشم المسحوق من فوق يده
رفع عينيه إليها ليضحك بصوت عالى ويقول: خسارة إن ورايا شغل بالليل ده صنف عالى اوى
وعاوز واحدة زيك تخدم عليه
ارتجف قلبها رعبا من نظراته بينما قال: ملحوقة معايا يكفى تلت ايام خلينا فى الى احنا فيه دلوقتى
عادت للخلف بخوف: انت مش بتقول وراك شغل
علاء وقد بدأ يخلع ثيابه: اخوكى جالى الموقف النهاردة
شعرت بالخوف نزلت من فوق الفراش وقفت أمامه فقال: عاوزنى اكتب عليكى رسمى
سهى برجاء: مش انت وعدتنى بكدة
ضحك علاء: وانتى صدقتى اصلك هبلة
سهى بخوف: يعنى ايه مش هتكتب عليا
بدأ يتحسس جسدها بشهوة ويقول: انا ممكن اعمل الى انتى عايزاه بس بكيفى مش خوف من المحروس اخوكى
سهى برجاء: طب علشان خاطري اكتب عليا رسمى
اسكتها بقبلاته المريضة ثم رفع رأسه عنها وهو يقول هامسا بفحيح مرعب: طاوعينى وانا اعمل الى انتى عايزاه موافقة
سهى بإنكسار موافقة
اخرج من جيبه الكيس ليقدم لها جرعة سامة شمتها من فوق كفه ثم أمسكت رأسها بألم فأسرع
يضمها ويقول: معلش علشان اول مرة بس كدة هتبقى احلى بكتير
وجذبها للفراش
***********
أنهى عبد الله ما كلفه به شقيقه واضطر لدفع مبلغ من المال ل علاء كإتفاق ليحضر فى الموعد المحدد ثم توجه للمنزل لنقل رسالة أخيه الى زوجته
طرق الباب فتوجهت هبة لفتحه
هبة: اهلا يا عبد الله خير ياخويا مش معادك
عبد الله وهو ينظر أرضا: معلش يا مرات اخويا بس محمود بيقولك ورانا شغل كتير وسهرة فى الورشة ماتقلقيش عليه وإن غاب اوى اقفلى على نفسك كويس ونامى
هبة : الله طب مطلبنيش ليه بعتك مخصوص
عبد الله: اصل تليفونه فاصل
هبة بقلق: عبد الله بالله عليك اوعى يكون محمود تعبان ولا فى حاجة
عبد الله: لا والله يامرات اخويا هو كويس والله
هبة: طب معلش استنى عشر دقايق انا خلصت الغدا اجيب لك اكلكم علشان ما تاكلوش حاجة من الشارع
عبد الله: حاضر عينى وتسلم ايدك،انا هستنى تحت ندهه واحدة تلاقينى عندك
*******
وصل علاء فى الموعد المحدد فقابله عبدالله واجلسه فى المكتب حسب تعليمات شقيقه حتى وصل محمود بصحبة المحامى الذى اوهمه محمود بكتابة عقد شراكة فحضر معه مرحبا
دخل محمود يتبعه المحامى وما أن رأى علاء حتى توجس خيفة كذلك شعر علاء بالقلق
وما هى إلا دقائق حتى دخل من الباب ثلاثة رجال أشداء هجموا على علاء والمحامى وقيدوهما
اقبل علي حيث علاء ليصفعه بقوة ويقول: هتكتب رسمى ولا لأ
علاء بكبر: انا ماتجوزش واحدة رضيت بالعرفى
صفعة علي أخرى وقال: مش انت والزفت ده استفردتم بيها واقنعتوها
علاء: مايخصنيش انا ما اتجوزش واحدة رخيصة
هنا لكمه عبدالله لكمه ادمت انفه وهو يصيح: انت بتكلم عن مراتك يا حيوان
علاء: مش مراتى أثبتوا لو تقدروا انا مرافقها وكل الجيران عارفين كدة
دفعه عبدالله ليسقط ارضا بالكرسى وهجم عليه هو وعلي يركلانه بغضب حتى صاح محمود: كفاية يا علي
علي بغضب: مش سامع بيقول ايه على اختى يا اسطى
هنا توقف عبد الله عن ضرب علاء وقال بتعجب: اختك هو الحيوان ده جوز اختك
علي : امال انت بتضربه ليه يا اسطى
عبد الله: انا مااطقش اسمع كلمة على واحدة ست
محمود: الاستاذ المحامي هوالى هيقول اذا كنت اتجوزتها ولا لأ
شعر المحامى بالرعب من منظر علاء فقال: اتجوزها يا اسطى على أيدى والورقة عندى
علي: ورقة الجواز عندك انت
المحامي: أيوة عندى فى المكتب كانت خايفة يجى يوم وينكر الجوازة زى ما حماتها عملت
كان عبدالله يقف لا يعى شيئاً مما يحدث بينما قال محمود: علي روح هات اختك وهات مأذون وتعالى وانت يا عبد الله خد الاستاذ هات منه الورقة العرفى وهاتوا معاك تانى
خرجوا جميعا وظل محمود برفقة رجاله وعلاء فأشار لهم فرفعوه عن الارض ثم اقترب منه بخطوات بطيئة
اقترب محمود من علاء بخطوات بطيئة حتى وقف أمامه فإقترب برأسه من وجهه وقال: على فكرة انت ممكن اوى ما تطلعش من هنا على رجليك لو ما سمعتش كلامى لكن لو طلعت حبيبى وعملت الى هقولك عليه هتخرج من هنا مظبط وكيفك عندى اسبوع قدام
نظر له علاء بعدم ثقة وقال: وانا ايش ضمنى اصدق ليه وانا معرفكش
محمود: بسيطة نتعرف انت شفت الوش الوحش الاول تحب تشوف الوش الحنين
عاد للخلف وهو يخرج من جيبه كيسا يحوى مسحوقا ابيض وقال: نمرة واحد اعلى حاجة فى السوق البيور من الاخر تحب تجرب
هز علاء رأسه وقال بهستيرية: اجرب أيوة اجرب
نظر محمود لرجاله وقال: فكوه
بعد دقائق كان علاء يجلس يترقب واعين متسعة ينظر ل محمود برجاء حتى مد محمود يده بالكيس ليتناوله بلهفة أفرغ كمية صغيرة على ظهر كفه وقربه من أنفه ليشمه بلهفة وامسك رأسه بعدها وهو يقول: انت جايب الصنف ده منين ده صنف ولاد الذوات
محمود: ده الصنف الى يليق بالناس الى احبهم ها هتسمع الكلام علشان احبك
علاء: بس انا مش عايز اتجوزها انا عايز اذلها الى زى دى لو حست بقيمتها هتتنمرد عليا ومش هعرف احكمها
محمود: لا ما احنا اتفقنا هتسمع الكلام اكتب عليها رسمى ولو عاوز طلقها بعد كدة
علاء بلهفة: لا مش عاوز أطلقها دى الحاجة الوحيدة الحلوة فى حياتى بس انا بخاف تسبنى علشان كدة بخوفها واذلها علشان تفضل نفسها مكسورة وافضل اتحكم فيها
محمود: خلاص مادمت عاوزها اكتب رسمى علشان انا ما افتريش عليك
ابتلع علاء ريقه بصعوبة ليقول: بس هى تهمك فى ايه لامؤاخذة يا اسطى علشان تتصدر لها
محمود بمراوغة: ابدا دى خدمة بعملها ل علي لاتك غلطان لكن لو صلحت غلطك وكتبت عليها محدش هيتعرض لك تانى ولا علي نفسه
*********
وصل علي لشقة علاء وبدأ يطرق الباب لكن بلا إجابة خرجت سيدة من الشقة المقابلة وقالت له: الاسطى علاء شيفاه خارج من شوية
علي بغضب: مش عاوز زفت انا عاوز اختى
السيدة: اختك هى البت دى تبقى اختك
علي: أيوة للاسف مرات الحيوان ده تبقى اختى
ضربت على صدرها وقالت: مراته دا بيقول غير كدة يا بنى
علي بغضب: علشان واطى وخسيس ورحمة ابويا لاطلقها منه علشان يفهم الناس انها رفيقته ويبعد الناس عنها علشان يستفرد بيها ويذلها
نظرت له السيدة وقد بدأ البعض فى التجمع والمشاهدة وقالت: وانت سايب له اختك يبهدلها ليه
نظر لها علي ولم يجب بينما اخذ يطرق الباب بعنف ويصبح: سهى افتحى يا سهى ماتخافيش انا علي
لكن بلا إجابة فتظر للسيدة وقال: ماشوفتيهاش خرجت يا حاجة
السيدة: لا يابنى انا شيفاه خارج لوحده
علي : اكيد عمل فيها حاجه الحيوان
ورفع قدمه وبدأ بركل الباب وبعد عدة ركلات كسر ليندفع علي مناديا بإسمها : سهى ردى عليا انتى فين
دخلت السيدة خلفه لتصل لغرفة النوم فتشهق بصدمة توجه علي إليها فورا لتقف أمامه وهى تقول: لا يابنى خليك هنا
علي: اختى مالها فيها ايه خلينى اشوفها
السيدة: هتشوفها يابنى طبعا بس اصبر شوية نلبسها هدومها
نظر لها علي بصدمة وتراجع خطوات للخلف لتندفع بعض النسوة لداخل الغرفة ويغلقن الباب
فتقول احداهن: يا لهوى هو عامل فيها ايه
فتجيب أخرى: راجل واطى صحيح حد يبهدل مراته كدة
وتقول ثالثة: يلا نلبسها بسرعة اخوها هيتجنن برة
قمن بوضع ثيابها عليها وبدأن فى محاولة افاقتها لتفتح عينيها بعد دقائق وتقول: انا فين انتو مين
إجابتها احداهن : احنا جيرانك واخوكى برة
سهى بلهفة: علي هنا
حاولت النهوض لتسقط أرضا اسرعن إليها يساعدنها حتى خرجت وما أن رأت علي حتى قالت بلا وعي: علي ايه جابك هنا أمشى يلا امشى بسرعة
اسرع علي يلتقطها من بين ايادى النسوة وهو يقول بغضب: عمل فيكى ايه تانى هتفضلى لحد امته تدارى عليه خايفة من ايه ردى عليا
تساقطت الأحزانها وهى تقول: خايفة عليك يا علي هيقتلك هو قالى لو قلت لك حاجة هيقتلك
شهقت إحدى الحضور وقالت: شوف الراجل الواطى
علي: تعالى معايا يا سهى مش هترجعى هنا تانى
**********
وصل عبد الله مع المحامي الى مكتبه ليفتح هذا الأخير خزنته الخاصة ويخرج منها ورقة يقدمها ل عبدالله فينظر إليها ليتأكد من فحواها ثم يقول: يلا قدامى
حاول المراوغة فقال: وانت عاوز منى ايه تانى يا اسطى الورقة فى ايدك وهو عندك ايه لزمة وجودى معاكم
مد عبدالله ذراعه ليمسكه من ملابسه بقوة وهو يقول: لما اقول يلا امشى من سكات
المحامي: حاضر يا اسطى ماشى اهو
*********
عادوا جميعاً إلى الورشة حيث علاء يجلس بإسترخاء وما أن دخل علي ب سهى حتى اسرع عبد الله يحمل كرسيا ويقربه ليجلسها فقد كانت فى حالة مزرية بينما اقبل محمود: مالها يا علي
علي بغضب: معرفش الحيوان ده باينه ساقاها حاجة من القرف الى بياخده
محمود: طب سبها هنحاول نفوقها وروح بسرعة هات المأذون
احضر علي المأذون الذى قام بعقد القران وسرعان ما قال علاء: انا عاوز مراتى
تشبثت سهى بملابس علي الذى ربت على رأسها بحنان وهو يقول هامسا: ماتخافيش مش هسيبك معاه
علاء بغضب: هو ده الى اتفقنا عليه يا اسطى انت قلت لى لما اكتب محدش هيتعرض لى
محمود بمراوغة: معلش روح انت دلوقتي وانا بنفسى هأجيبها لحد عندك هتبات معاك الليلة
دس علاء الاكياس الصغيرة فى جيبه ورحل غاضبا وهو ينظر لها بغضب
علي: انت بتقول ايه يا اسطى
عبد الله: ترجع له مين انت مش شايف عامل فيها ايه
ظل محمود صامتا حتى غادر علاء ثم قال: فى ايه انت وهو شايفينى ايه قدامكم انا راجل واعرف كويس اوى انا بعمل ايه
نظر له كلاهما فقال: يلا اتفضلوا روحوها عند هبة هى هتاخد بالها منها
علي: يعنى مش هترجعها له يا اسطى
محمود: ارجع مين يا علي انت اتهبلت يلا اعمل الى قلت لك عليه
عبد الله: وانت مش مروح
محمود: ورايا مشوار مهم لازم اعمله دلوقتى والا كل تعبنا هيروح على الأرض يلا مع السلامه
أسند علي سهى وسار معها بخطوات بطيئة يسير عبدالله بجانبهما بهدوء
********
طرق الباب ونظرا لتأخر الوقت توجست هبة خوفا من فتح الباب فأسرعت ترتدى اسدالها وتقترب من الباب فى هدوء لتعود طرقات خفيفه على الباب وتسمع صوت همهمات بالخارج وشخص ما يتأوه بألم
سقط قلبها خوفاً وقالت بصوت مرتجف : مين برة
فجاءها صوت عبدالله ليزيح كل مخاوفها جانبا ويقول: انا عبدالله يا مرات اخويا
أسرعت تفتح الباب وجم خوفها ينصب على محمود لتفاجئ ب علي يكاد يحمل سهى التى يرتخى جسدها كليه عليه
هبة بفزع: سهى مالها يا علي جرى ايه يا عبد الله
عبد الله: خلى بالك منها بس ومحمود هيفهمك على كل حاجة
أسرعت تمد يدها لتسندها وهى تتوجه مع علي نحو غرفة النوم ليضعا سهى بالفراش وهي تتمتم: علي هتروح فين وتسبنى يا علي
ارتكز علي الى ركبته وقال لها: ماتخافيش يا سهى انتى فى بيت الاسطى محمود وابلة هبة معاكى وانا هتفاهم مع امى واجى اخدك بكرة تقعدى معانا
ابتسمت له ابتسامة واهنة ثم اغمضت عينيها لتنام كطفل صغير بينما هب علي واقفا وهو يقول: معلش يا ابلة هبة هنتاقل عليكى النهاردة
هبة: انت بتقول ايه يا علي دى من ريحة الغالى
انصرف علي وتبعه عبدالله بعد أن تأكد من عدم حاجة هبة اليه
********
استقل علاء سيارته وتوجه لأحد الاماكن المشبوهة التي يتردد عليها ومكث هناك لساعتين وكان هذا وقتا كافيا ليقوم محمود بإبلاغ الشرطة أن علاء يعمل بالاتجار. فى المواد المخدرة وبالفعل تم نصب كمين ل علاء على طريق العودة إلى منزله ليتم القبض عليه وبتفتيشه عثر معه على كمية من مادة الهيروين المخدر ونظراً للكمية تم تحديد القضية كإتجار وليس كتعاطى
عاد محمود الى منزله دلف بهدوء لم يجد هبة بإنتظاره فإقترب من غرفة النوم وطرق الباب طرقة خفيفة فخرجت له فورا
ألقت نفسها بين ذراعيه تبكى بصمت ربت على رأسها بحنان وهو يقول: فى ايه بس حد زعلك
هبة: شفت سهى بقت عاملة ازاى حد يصدق أن دى عيلة تمنتاشر سنة لا راحت ولا جت
زفر محمود بضيق وقال: هنقول ايه يا هبة غلطت ابوها قبل اى حد تانى يلا الله يرحمه المهم انتى خلى بالك منها
هبة: فى عنيا دى من ريحة الغالى
ابتسم محمود وقال مداعبا: وانا لازم اموت علشان ابقى غالى انا كمان ولا ايه
هبة بلهفة: بعد الشر عنك يا محمود ربنا يجعل يومى قبل يومك
ضمها محمود بحب وقال: حرام عليكى ما تقوليش كدة ربنا يديكى طول العمر
صمت قليلا وقال: انا هنام بقى فى الاوضة التانية بس هاتى لى هدوم
هبة: انا هجى انام معاك وخلى سهى براحتها
استحسن محمود الفكرة وقال : ياريت انا مبقتش اعرف انام وانتى بعيد عن حضنى
العاشر
استيقظت سهى صباحا تشعر بآلام مبرحة تلفتت حولها فلم تتعرف على المكان هبت بفزع تتحامل على نفسها فتحت باب الغرفة بهلع لتجد أمامها محمود ارتدت للخلف خطوة فشعر محمود بفزعها لكنه اضطرب أيضاً فقد تحرك بحرية ظنا منه انها ستنام لوقت متأخر لكن اتت هبة لتنقذ الموقف حين اقبلت وقد تهلل وجهها فرحا : سهى حبيبتي انتى صحيتى
أسرعت سهى ل هبة وهى تتساءل: هبة ايه الى جابنى هنا
استغل محمود الفرصة واسرع للغرفة يرتدى ملابسه بينما قالت هبة: تعالى يا حبيبتي ماتخافيش علي جابك بالليل هو وعبد الله كنتى تعبانة اوى انتى مش فاكره
أمسكت سهى رأسها بألم وقالت: اه دماغى مين عبد الله انا مش فاكرة غير انى كنت فى البيت وعلاء رجع و….
صمتت سهى فقالت هبة: امبارح بالليل عبدالله اخو محمود جوزى هو وعلي اخوكى جابوكى وكنتى مش دارية بالدنيا زى ما تكونى شاربة حاجة
انتفضت سهى بخوف وقالت: انا لازم اروح علاء هيموتنى
خرج محمود من الغرفة ليقول: ماتخافيش يا سهى علاء اكيد اتقبض عليه
سهى: اتقبض عليه ليه
محمود: علشان كان معاه هرويين وانا بلغت عنه
هبة: انت الى بلغت عنه يا محمود
محمود: أيوة وكلها كام يوم يا سهى وترفعى عليه قضية طلاق وبعد كدة عيشى حياتك من غير خوف
سهى بحزن: حضرتك عملت كدة علشانى
محمود: مش انا الى عملت اخوكى الى عمل هو الى لحقك امبارح كان زمانك ميته هو الحيوان ده اداكى ايه
سهى بخجل: مش عارفة بودرة
محمود بقلق: ودى اخدتيها كام مرة
سهى: مرة واحدة امبارح بس لما وعدنى انى لو سمعت كلامه هيتجوزنى رسمى
هز محمود رأسه بأسف وقال: عموما هو اتجوزك رسمى امبارح وهو مروح اتقبض عليه و
خلاص انسى الصفحة دى من حياتك اقفليها
ونظر ل هبة وقال: حبيبتي مش هتفطرنى النهاردة ولا ايه
هبت هبة تقول بسعادة: ازاى وانا اقدر حالا الاكل جاهز
*********
فى منزل علي
علي: ماما انا هجيب سهى اختى تقعد معانا
اعتماد بحدة : لا طبعا تقعد معانا فين انا قلت عمرها ما تخش لى بيت
اقترب علي ليجثو على ركبتيه أمام والدته ويقول بأسى: انتى ليه بتكرهيها كدة مش كفايه الى عملتيه فيها طول عمرك حرام عليكى يا ماما لولا أنك طردتيها من بيت ابوها مكنش جرى لها ده كله
اعتماد بتلعثم: وانا هكرها ليه يعنى لا احبها ولا اكرهها
نظر لها علي نظرة ثاقبة وقال: اقولك انا بتكرهيها ليه علشان بنت واحدة تانية بتكرهيها كرها فى امها حرام عليكى يا ماما امها ماتت وابويا الى كنتى يتكرهيها علشانه كمان مات ارحميها بقى
اعتماد: ابوك مات بسببها
علي: استغفر الله العظيم،يا ماما ابويا مات لان ده أجله ودى موته هتعترضى على امر ربنا
هزت رأسها وبدأت تبكى بحرقة وهي تقول: بس ابوك طول عمره بيحب امها ماحبنيش
علي: كنتى حاسبتيه هو الغلبانة دى ذمبها ايه الدنيا كلها تيجى عليها
بدأ قلب اعتماد يلين لحديث علي الذى قال: يا ماما دا ربنا وصانا على اليتيم ودى بقت يتيمة ام واب وربنا بلاها براجل سود عيشتها انتى لو شوفتيها مش هتعرفيها علشان خاطري بلاش انا علشان خاطر ابويا مش انتى كنتى بتحبيه
اعتماد: الله يرحمه كان ضى عنيا
علي: يبقى تكرميها اكراما ليه علشان لما تقابليه بعد العمر الطويل تقولى له حافظت على
الأمانة دى بقى لها سنتين يا ماما مستحملة الذل والإهانة علشان خايفة عليا من الحيوان جوزها الى انتى السبب فى جوازها منه
اعتماد وهى تمسح الأحزانها: خلاص يا حبيبي هاتها اهى تبقى وسطنا وخلاص طب والمخفى الى متجوزاه هتعمل فيه ايه اوعى يا علي يأذيك
قبل علي رأس امه بسعادة وقال: ربنا يكرمك يا ماما ماتشليش هم جوزها انا هتصرف معاه
***********
صعد عبد الله بعد أن طلبه محمود لتناول وجبة الإفطار كالعادة جلسوا جميعا الى الطعام فقال عبد الله وهو ينظر أرضا: عاملة ايه دلوقتي يا ست سهى
سهى بخجل: الحمد لله بخير معلش تعبتكوا معايا
عبد الله: لا ماتقوليش كدة احنا تحت امرك اى وقت
هنا طرق الباب فتوجه اليه عبدالله بخفة وكان الطارق علي
عبد الله: اهلا يا علي تعالى اتفضل
علي: الله يكرمك يا اسطى انا بس عايز سهى لو صحيت يعنى
أسرعت سهى على صوت أخيها لترتمى بين ذراعيه كأنها لم تراه منذ زمن وتقول: علي يا حبيبي يا علي وحشتنى اوى
ضمها على بحنان وقال: انتى كمان يا سهى وحشتينى اوى يلا انا جاى اخدك على البيت
سهى بخوف: بيت مين الاسطى قالى إن علاء اتقبض عليه
علي بعتاب: وانا بردوا هوديكى بيت الحيوان ده بإيدى
سهى: امال هتودينى فين
علي: بيتك يا سهى بيت ابوكى
نظرت له بتعجب فقال: وماما مستنياكى وبتقولك ارجعى بيتك
تهلل وجهها الهزيل فرحا بينما اقبل محمود قائلا: لا يا سى علي هى مش هتمشى من هنا الا لما تفطر
علي بخجل: مالوش لزوم يا اسطى كتر خيرك هنفطر بقى فى البيت
محمود بإصرار : لا يمكن عيب عليك يا اخى يلا تعالو
***********
غادرت سهى برفقة أخيها لم تشعر بهذا الامان منذ سنوات ولم تشعر بهذة السعادة كانت تسير لجوار علي الذى امسك يدها بحنان وظل يبتسم لها حبا حتى وصلا إلى المنزل
لم تصدق اعتماد عينيها وهى ترى سهى وقد هزل جسدها وشحب وجهها حتى عينيها الخضراوين فقدتا بريقهما تألم قلبها واشتد عليها عذاب الضمير
اقبلت عليها بوجه حزين تقول: ازيك يا سهى عاملة ايه يا حبيبتي
سهى بخوف: الحمد لله يا مرات ابويا
فتحت ذراعيها وضمتها وسط تعجب سهى من أمرها ثم قالت بحنان: انت. فطرتى
سهى: الحمد لله
اعتماد: روح انت يا علي شوف مصالحك وسهى معايا
علي: مش هوصيكى عليها يا ماما انا رايح اكتب استمارات الثانوية
ابتسمت اعتماد وهى تقول: تعالى بقى ادخلى استحمى وانا هجيب لك غيار من عندى على ما تجيبى هدومك قادرة ولا ادخل معاكى
كانت سهى لا تزال بحالة من الصدمة وعدم التركيز فهى لا تصدق أن هذة المرأة هى نفسها زوجة أبيها التى طالما سقتها الهوان
تحركت سهى الى الحمام فتحممت وبعد قليل طرقت اعتماد الباب وقالت لفى نفسك
بالبشكير يا سهى ودلفت لتساعدها فى ارتداء ملابسها وقلبها يأن ألما لما ترى على جسدها من آثار وحشية خرجت من الحمام لتصحبها الفراش وتقول اقعدى قدامى كدة اسرح لك شعرك ونامى بقى لما تصحى لوحدك
سهى: وشغل البيت مين يعمله
اعتماد: ياختى يعنى ورانا المشاغل ارتاحى دلوقتى وربنا يحلها
وتعجبت اكثر وهى تدثرها بالفراش وتربت على رأسها بحنان لم تعرفه سهى منها قبل
اما اعتماد فقد شعرت أن ابنها أنقذها من ظلمها من شيطان نفسها وعزمت على التوبة لله وتعويض سهى عما عانت منه وكان لها الدور الأكبر فى عذابها عليها أن تكفر عن هذا الذنب قدر استطاعتها
**********
مرت الايام واعتماد تهتم ب سهى حتى أنها ذهبت بنفسها الى المدرسة لتسأل عن إمكانية إكمال سهى لدراستها وسعدت حين علمت أنه بإمكانها إعادة القيد بل ودفعت لها المصروفات من مالها الخاص ورفضت تماما أن تخرج سهى للبحث عن عمل
تقدم علي لامتحان الثانوية العامة ونجحت سهى فى اختبارات الصف الثاني التجارى ولم يكن طلاقها من علاء بالأمر الصعب بل نظرا للتهم الموجهه إليه والتى يواجه لأجلها حكما يصل إلى ألاشغال الشاقة المؤبدة فقد حكمت المحكمة بطلاق سهى من الجلسة الأولى
وتبدلت حياتها بين ليلة وضحاها من ذل والم وامتهان وانتهاك إلى محبة وراحة وعز وكرامة
أخيها يعمل كادحا مساءا ليوفر لها ما تحتاج إليه بل وإنه اغلب الأوقات يعود للمنزل يحمل لها
الايس كريم او قطع الحلوى الخاصة بالأطفال فهى لم تعش طفولتها بفضل امه وعليه أن يعوضها عن ذلك
اجتاز علي اختبارات الثانويه العامه بمجموع يؤهله لكلية من كليات القمة كان بإمكانه الالتحاق بكلية الهندسة ببساطة لكنه فضل عدم الالتحاق بكلية عملية ليتمكن من الاستمرار
بالعمل
علمت زينات بعلاقة هبة ب سهى فرفضت استقبال ابنتها بمنزلها وقامت بطردها حين أتت لزيارتها بكت يومها هبة كثيرا وظل محمود يدعمها ويطلب منها أن تستمر فى السؤال عن امها وتفقد اخبارها وان تدعو لها بالهداية
***********
بعد مرور ستة أشهر
عاد محمود من الورشة دلف للشقة فكانت تسبح فى هدوء لم يعتاد عليه اين هبة لما لم تقبل عليه بوجهها البشوش ؟؟؟
بدأ يتجول بالشقة بحثا عنها ليجدها نائمة تغط فى نوم عميق ترى ما أصابها اليوم ليس النوم فى هذا الوقت من عاداتها
تفقد المطبخ فلم يجد طعاما وزاد تعجبه فهى اذا نائمة منذ وقت طويل لا بأس لعلها تشعر بالتعب سيحضر بعض الطعام اذا ثم يوقظها
نزل للاسفل ليقابله عبدالله
عبد الله: على فين يا محمود
محمود: رايح اجيب غدا هبة نايمة شكلها تعبان مجهزتش اكل
عبد الله: طب مش تصحيها تطمن عليها
محمود: ما انا قلت اجيب اكل وبعدين اصحيها
عبد الله: لا اطلع انت خليك جنبها وانا هروح اجيب غدا
توجه عبدالله للخارج بينما صعد محمود مرة أخرى توجه إليها مباشرة وبدأ يداعب وجهها بحنان: بيبة حبيبتي اصحى
هبة بتثاقل: شوية بس شوية
ابتسم محمود وقال: بيبة انتى بتحلمى قومى يا قلبى انتى نايمة من امته
فتحت عينيها ببطء وقالت: ايه ده انت جيت بدرى ولا ايه
محمود: لا يا ستى انا جاى فى معادى انتى شكلك نايمة من بدرى
هبة وهى تتثاءب : اه يا محمود نمت الضهر
فتحت عيونها على اتساعهما وقالت: يا خبر انا محهزتش غدا
محمود: طب بالراحة مش مهم عبدالله راح يجيب اكل من برة المهم انتى مالك حاجة تعباكى
اخفضت رأسها وقالت: معلش حسيت جسمى بيوجعنى ونمت مدرتش
محمود وقد استقر بالفراش بجانبها: طب قومى نشوف دكتور قومى يلا إلبسى
هبة بخجل: لا مالوش لزوم
محمود: ليه طيب يا ستى نطمن لو مفيش حاجه الحمدلله
هبة وقد اكتسى وجهها بحمرة الخجل : اصلى انا عارفة مالى اصلى الظاهر كدة
محمود: مالك يا بيبة
هبة: انا حامل
حدق محمود فى وجهها للحظات ثم انفرجت شفتيه عن إبتسامة واسعة وهو يقول: حامل بجد متأكدة
هزت رأسها بخجل فإقترب يحيطها بكلتا ذراعيه بسعادة غامرة ويقول: الف حمد وشكر لك يارب ،انا فرحان اوى يا بيبة اوى
هبة: ربنا يفرح قلبك كمان وكمان
**********
صحب علي سهى يوم إجازته لمشاهدة فيلم بإحدى دور العرض السينمائي وقد سعدت سهى كثيرا بصحبته رغم ما عانته من زوجها السابق إلا أن أخيها تمكن من إقصاء هذة الآلام لتعود
سهى تبتسم وإن كانت ابتسامتها خائفة إلا أنها تشعر بالأمل يتسرب لحياتها التى ظنتها قد انتهت إلا أن الأمل فى الغد لازال موجودا
ومع كل السعادة التى يحاول علي جاهدا أن يدخلها إلى حياتها ورغم أنها تكون بصحبته سعيدة كذلك صحبة اعتماد أصبحت تراها صحبة جيدة
رغم كل هذا حين تدلف ليلا لفراشها ترى أمامها ما مر بحياتها القصيرة فهى لم تتم التاسعة عشر بعد وتزوجت مرتين إحداهما كفيلة بإنهاء حياة اى امرأة كأنثى
لم تتم التاسعة عشر واغتالوا براءتها وقتلوا طفولتها
لم تتم التاسعة عشر وتنام ليلا تبكى هموما أثقلت قلبها تبكى براءة فقدت وكرامة جرحت وجسد انتهك وإنسانية استباحت
وحين يأتى الصباح وترى حنان أخيها وتتمتع برعاية من زوجة أبيها ليتها كانت فى الصغر تشعر أن الغد قد يكون افضل ويوما بعد يوم جفت الالأحزان
ويوما بعد يوم هدأت الآلام
ويوما بعد يوم شفيت الجروح ولم يبقى منها إلا أثار ظاهرة لكنها فى الواقع غير مؤلمة
**********
مرت الايام يستعد علي لامتحانات العام الجامعي الأول بينما تستعد سهى لامتحان الثانوية التجارية أما هبة فهى على وشك الوضع بين يوم وليلة ورغم ذلك تمتنع زينات عن استقبالها أو زيارتها
توجهت هبة لزيارة امها فقد كانت تشعر ببدء آلالام الوضع ورغبت فى استرضاء امها التى أغلقت الباب دونها
هبه: يا اما افتحى حرام عليكى هو انا عملت ايه علشان القطيعة دى كلها
زينات: انت. لسه مش عارفه عملتى ايه فتحتى بيتك للبومة دى بيتى متحرم عليكى
هبة: يا اما مهما كانت دى مرات حسن الله يرحمه مش كفايه الى عملتيه فيها وهو عايش ورمتيها بعد ما مات حرام عليكى يا اما افتحى انا مش قادرة اقف
زينات بقسوة: انا مقلتلكيش اقفى
هبة: يا اما انا بولد حرام عليكى دخلينى
لا رد عادت تطرق الباب: اما يا اما
لا رد فهبطت درجات السلم بمشقة ونظرا لازدياد الالم قررت أن تستنجد بزوجها أمسكت هاتفها واتصلت به
محمود: أيوة يا هبة انتى كويسة
هبة: تعبانة اوى يا محمود
محمود: طب انتى فى الشقة ولا روحتى لامك
هبة بألم: كنت عندها ودلوقتي فى الشارع مش قادرة أمشى
محمود بلهفة: طب استنى مكانك انا جاى هوا
وانطلق محمود بلهفة ليوقفه عبد الله : مالك يا محمود
محمود: هبة تعبانة اوى وفى الشارع مش قادرة تتحرك
ليلحق عبدالله بأخيه فورا
الاخير
انهت هبة المكالمة وهى تستند إلى أحد الجدران فإذا ب سهى تقبل عليها
سهى بخوف: هبة مالك يا حبيبتي فيكى ايه
هبة: انا بولد يا سهى تعبانة اوى
سهى: طب اسندى عليا عاوزة تطلعى فوق
هبة: لا امى مش راضية تفتح لى هستنى محمود هنا
سهى: طب تعالى اسندى عليا واستنيه عندنا ما تقفيش وانتى تعبانة كدة
استندت هبة لذراع سهى واتجهت معها لمنزلها
فتحت اعتماد الباب الذى يطرق بشدة لتفزع لمنظر هبة : يا قلب امك دى شكلها ع الآخر
سهى: مش عارفه انا لقيتها تعبانة اوى جبتها بدل الوقفة فى الشارع
اعتماد: طب تعالى معايا ما تخافيش
حاولت هبة أن تجلس لتهب واقفة وتقول: لا مش قادرة
اعتماد: قلت لك يا بنتى تعالى الله يهديكى افردى ضهرك وجوزك لما يجى هنشيلك
انصاعت هبة نظرا لشدة الالام التى تشعر بها وتمددت بمساعدتها على الفراش ولم يمر خمس دقائق حتى وضعت مولودها
شحب وجه سهى وهى تنظر الصغير الذى لازال يتصل بإمه بحبله السرى لتوكزها اعتماد بقوة وحزم : لا مش وقت خوف أجرى شوفى جوزها فين يجيب دكتور ويجى على هنا
اطلقت سهى ساقيها للريح تعدو بإتجاه الورشة لتجد محمود وعبدالله فى الشارع يتلفت كل منهما حوله
عبد الله: يمكن طلعت عند امها
محمود: كانت فوق ونزلت
سهى وهى تعدو : اسطى محمود الحقنا يا اسطى
محمود: فى ايه تانى
سهى وهى تلهث: هبة ولدت
محمود بفزع: ايه ولدت ازاى وولدت فين
سهى: عندنا فى البيت وعاوزين دكتور
عبد الله: انا رايح اجيب دكتور
انطلق عبدالله واسرع محمود وسهى عائدين إلى المنزل
بعد ساعتين
اعتماد: يا اسطى كنت سبتها هنا النهاردة مش هتقدر تمشى
محمود: كتر خيرك يا ست اعتماد انا مش عارف أودى جميلك فين اديكى سمعتى الدكتور لولا الى عملتيه كان الواد راح لا سمح الله
اعتماد: يتربى فى عزك يا اسطى انا معملتش حاجة دى تساهيل ربنا
محمود: عبدالله شيل حسن وانا هشيل هبة
اتسعت عينا عبدالله بفزع وقال: لأ لأ مش هعرف اشيله يقع منى لأ مش هعرف
كان الخوف باديا على وجه عبدالله فقالت سهى: انا هشيله
حمل محمود زوجته النائمة هبط بها إلى السيارة وحملت سهى الصغير وركبت معه
وصلوا للمنزل فعاد محمود يحمل هبة ليصعد بها وهى تتأوه ولاتشعر بشئ وهبطت سهى تحمل حسن تضمه لصدرها وصعدت برفقته حتى وضعته لجوار امه وهمت بالمغادرة لكنها توقفت وقالت: انا ممكن ابات معاها حضرتك مش هتعرف تراعيها
محمود: كتر خيرك يا سهى انا بس مش عارف ممكن اعمل ايه او هى محتاجة ايه
سهى: خلاص انا هبات معاها بس كلم علي اخويا وقوله علشان يطمنوا عليا
محمود: كتر خيرك خلاص انا هاخد غيار وانزل انام مع عبد الله واذا احتجتونى بالليل نادى علينا
سهى: حاضر إن شاء الله مش هنحتاج حاجة
افاقت هبة قرب الفجر لتجد سهى تجلس تهدهد حسن برقة بالغة
هبة: سهى حبيبتي انتى هنا انا جيت ازاى البيت
رفعت سهى رأسها وابتسمت لها وقالت: الاسطى محمود شالك وجابك وانا شلت حسن
هبة بلهفة: حسن
سهى: أيوة الاسطى سماه حسن يتربى فى عزك يا هبة
هبة بسعادة: ربنا يكرمك يا محمود هاتيه يا سهى عاوزة اشيله
طرق الباب صباحا فأسرعت سهى لتجد محمود وعبدالله
محمود بلهفة: بيبة وابو على صاحيين
سهى بإبتسامة: صاحيين يا اسطى اتفضل
توجه محمود للغرفة بلهفة
محمود: صباح الفل يا ام حسن
هبة: يسعد صباحك يا ابو حسن
محمود: هاتى الواد ده وحشنى من امبارح
ناولته الصغير ليتلقاه بفرحة حين دلفت سهى تقول: الاسطى عبدالله بيستأذن يدخل
وضعت هبة حجابها فدخل عبدالله: صباح الخير يا مرات اخويا حمد الله على سلامتك
هبة: الله يسلمك يا عبد الله عقبال ما نشيلك
محمود بضحك: لا من ناحية هتشيلى فهتشيلى الاستاذ بيخاف
نظر له عبدالله بعند وقال: مابخافش طب هاته
ناوله له محمود بسرعة فإضطرب عبدالله وارتعشت يده وشحب وجهه وقال: لأ لأ خده يا محمود خده بسرعة
حمل محمود الصغير وسط ضحكات الجميع على خوف عبدالله ثم قالت له هبة : طب اعمل حاجة مفيدة ووصل سهى
عبد الله: ماشى دى سهلة بس انتى هتروحى ليه خليكى يومين
هبة: ماهى هتجيب حاجات وتيجى وتستناها مش هتقدر تشيل لوحدها
عبد الله:بسعادة: حاضر يا ام حسن من عنيا
سهى: مش هتأخر عليكى والاسطى معاكى على ما ارجع
وغادرت بصحبة عبدالله
عبد الله: انتى منورانا اليومين دول والله
سهى: الله ينور عليك منور بأهله
عبد الله:ياريتك تنورى عندنا علطول
قطبت سهى جبينها دليلا على عدم الفهم فقال عبد الله: تتجوزينى
اضطربت سهى وشحب وجهها وهى تقول: جواز لأ لأ مش هتجوز مش عاوزة
عبد الله: الله انتى مالك خوفتى كدة ليه طب ماتزعليش خلاص أهدى
تنهدت سهى بألم شديد وقالت: سامحنى يا اسطى انا مشفتش شوية
عبد الله: عارف يا سهى عارف ومستعد استناكى لما كل ده يتنسى
سهى بتعجب: تستنانى هتوقف حياتك علشانى
ابتسم عبدالله: انا حياتى واقفة من يوم ما رفعت عينى وشوفتك اول مرة
*******
مرت الايام والشهور وعبد الله يزداد شغفا ب سهى لكنه يخشى الضغط عليها اما هى فقد أنهت دراستها الثانوية وإلتحقت بأحد المعاهد الوسطى ظل اكثر من عام منذ حديثه معها ينتظر أن تمنحه إشارة ليخطو نحوها حتى ظن انها قد نسيت أو تناست أمره كان يتابعها عن قرب دون أن يتعرض لها
فى مساءأحد الأيام
دخل عبد الله الى شقة محمود لتناول الطعام وهو ينظر أرضا كعادته فوجد الصغير حسن يتجه إليه بخطوات مرتعشة،تلقاه بحب حقيقى وهو يقول: اهلا يا ابو على تصدق يالا بتوحشني الشوية الى بقعدهم فى الورشة
هبة: ياخويا شد حيلك وشوفلك عروسة بقى خلينا نفرح بعيالك
بدا الالم على وجه عبدالله فقالت هبة: الله مالك يا عبد الله
محمود: فى ايه يا بنى طبيت ولا ايه
عبد الله: مش مهم انى احب المهم أن الى احبها تحبنى وهى ماحبتنيش
هبة: لا دا الموضوع كبير تعالى هنا اقعد واحكى
جلس عبد الله يقص عليهما ما أخبر به سهى وما كان منها ثم قال: ومن يومها وانا مستنى منها إشارة حتى مفيش كل ما اشوفها رايحة ولا جاية مع علي قلبى يتعلق بالأمل لكن فى ثوانى
الامل بيموت
ابتسم محمود وقال: وانت بقى مستنيها تديك إشارة وساكت مابتعملش غير انك مستنى
عبد الله: ما انا خايف اضغط عليها تخاف منى وتكرهنى
هبة: والله يا سلفى انت طيب زيادة عن اللزوم الست مننا لازم تحس بحب الراجل لازم حبك يحاوطها يحاصرها ماتلاقيش طريق غير أنها تقرب منك لكن تستنى وتراقبها من بعيد هيجى الى يلطشها منك
محمود: هبة معاها حق ازاى عاوزها تديلك إشارة هى اصلا زمانها مفكرة انك رجعت فى كلامك
او غيرت تفكيرك وزمان عقلها رسم لها ميت صورة عنك يا سبتها علشان ظروفها يا سبتها علشان واحدة تانية يا سبتها علشان كنت بتلعب اصلا ليه يا عبد الله تعمل فى نفسك وفيها كدة
عبدالله بإضطراب: والله مش قصدي انا فاهم انى كدة بديها فرصة تفوق من جروحها
محمود: انت لازم تتكلم معاها تانى وتانى لحد ما توافق ماتتنازلش عن حبك ببساطة كدة وتقول مستنى ولحظة ما تحس بالقبول ما تستناش تسمعه كلم اخوها علطول علشان تعرف انك جد مش بتلعب بيها
هبة: محمود معاه حق الى زى سهى تخاف من اى راجل يقرب منها وتفترض سوء النية لازم انت بقى تأكد لها حسن نيتك
استمع إليهما عبدالله وظل طوال ليله المؤرق يفكر كيف يتحدث إليها أنه يخجل من التطفل عليها وكيف ينظر بعينى شقيقها حين يتحدث إليها فى الخفاء وتمكن اخيرا من قراره وصمم على تنفيذه
توجه عبدالله باكرا الى الورشة فلاقى علي
عبد الله: علي كويس انك هنا
علي: خير يا اسطى
عبد الله: بص انا مليش فى اللف والدوران فمن الاخر كدة انا عايز اتجوز اختك سهى
نظر له علي بتعجب وقال: عاوز ايه يا اسطى
عبد الله: عاوز اتجوزها على سنة الله ورسوله بس انا مش بطلبها منك دلوقتى
علي ولم يفق من صدمته: امال قصدك ايه دلوقتي
عبد الله: انا بقولك علشان هروح اقابلها عند المعهد لازم اتكلم معاها واقنعها تقبل الجواز ومقدرش اعمل كدة من وراك
بدأت ملامح علي تلين فقد شعر بصدق عبدالله فقال: طب ليه ماتجيش تقابلها فى البيت
عبد الله: مش عاوز تحس انى بفرض نفسى عليها عاوزها تفهم انى بحبها هى وعاوزها هى بالذات مش اى جواز يعنى مفيش حد يقدر يكون مكانها
علي: وفرضنا انها رفضت
اطرق عبدالله قليلا ثم قال: بردوا مش هستسلم مسيرها تحس بيا
ابتسم علي وقال: روح يا اسطى روح قابلها انا متمناش ليها ارجل منك ابدا ربنا يهديها لك
ابتسم عبدالله وقال: طب انا ماشى بقى زمانها رايحة المعهد
*******”
كانت سهى تتوجه نحو بوابة المعهد حين أوقفها صوت عبدالله: سهى استنى عاوزك فى كلمتين
سهى وهى تتلفت حولها بخجل: اسطى عبد الله خير
عبد الله: ازيك يا سهى
سهى: الحمد لله
عبد الله: انا كنت عاوز أسألك لو تفتكرى كنت طلبت منك طلب يوم ما اتولد حسن
سهى بخجل: ياااه انت لسه فاكر
عبد الله وقد شعر بخطأه : والله فاكر ما روحتى من بالى ثانية بس كنت فكرتك نسيتى
اخفضت رأسها خجلا وقالت: وانا فكرتك نسيت أو ندمت
عبد الله: انا فعلا ندمت دلوقتى ندمت انى ساكت من يومها وانا بسألك تانى يا سهى ولازم اعرف رأيك والله انا طالب الحلال،عاوزك معايا كل ثانيه فى عمرى قلتى ايه
زاد تورد وجهها وهى تقول: الحلال ينطلب فى البيوت يا اسطى مش فى الشارع
عبد الله بسعادة: يعنى انتى موافقة صح كدة انتى موافقة….طب بصى استنى زى ما انتى هروح اقول ل علي انك وافقتى ها
رفعت سهى رأسها وقالت متسائلة: علي هو علي عارف انك جاى هنا
عبد الله وهو يحاول تمالك نفسه: اه عارف مكنتش اقدر اجى اشوفك من ورا اخوكى انا راجل يا سهى مش انا الى اقابل بنات الناس فى الخفا
هرولت سهى من أمامه وقلبها يملؤه الامل والسعادة
************
عاد عبد الله مسرعا ليخبر علي أن سهى أبدت موافقتها وأنه سيحضر إلى المنزل مساءا ليتقدم لها بشكل رسمى
تمت الخطبة وسط سعادة الجميع فقد كان عبدالله هو ما يتمنى علي لأخته الحبيبة بينما أصرت اعتماد الا يتم الزفاف قبل أن تنهى سهى دراستها حاول عبد الله الاعتراض فقالت اعتماد بحزم : هى كلمة مالهاش تانى بتحبها وعاوزها استناها غير كدة لأ
نظرت وقتها سهى ل عبدالله الذى قال مطمئنا لقلبها : انا استناها العمر كله مش سنة واحدة
لكن انا كمان من حقى اكتب عليها وبعد كدة استناها بس تبقى على ذمتى
اعتماد: فى دى عداك العيب نكتب اه لكن دخلة لما تخلص المعهد
وهكذا تم الاتفاق لعقد القران وتأخير الزفاف
************
كانت هبة تحاول مرارا وتكرارا أن تسترضى امها وكثيرا ما صحبت ابنها لعل قلب امها القاسى يلين للصغير لكن بلا امل حتى وجدت فى صباح أحد الأيام من يطرق الباب
هبة: أيوة يلى على الباب جايه اهو
فتحت فوجدتها إحدى جارات امها
هبة: اهلا يا خالتى نورتينى والله تعالى اتفضلى
الجارة : انا مش جاية اتضايف يا بنتى بس
هبة بخوف: بس ايه يا خالتى اوعى تكون امى تعبانة
الجارة: يا بنتى أمر الله ونفذ واسترد الوديعة
هبة وهى تضع يدها على قلبها: امى ماتت ،انا سبت امى ماتت لوحدها،ماتت زعلانة منى
الجارة: وحدى الله يا بنتى ربك عالم ومطلع انتى كنتى بتعملى ايه الله يرحمها كان دماغها ناشف وياريتها كانت على حق يلا يا بنتى يلا يا حبيبتي علشان تخدمى امك اخر خدمة
هكذا كانت النهاية عاشت تظلم وتقسو فماتت منبوذة وحيدة ولم يكتشف موتها إلا بعد ثلاثة أيام أبعدت الجميع عنها وفضلت الظلم واستباحت الحقوق والأموال فها هي النهايه بلا أموال بلا رفقة بلا عمل صالح يشفع لها ،سوى من ابنة بارة هى رحمة فى الحياة والموت
**************
تمر الايام على ابطالنا سريعة علي يكدح ليلا نهارا ليحضر لأخته كل ما تتمنى وكأنها لم تتزوج من قبل وعبد الله يجهز بيت الزوجية بسعادة غامرة وينتظر اليوم الذى يجمعه بحبيبته
مر العام وهو يتودد إليها يوما بعد يوم ويزداد شغفا بها وهى تزداد حبا له وثقة فيه ومما عزز ثقتها احترامه لها فلم يحاول أن ينفرد بها إطلاقا أو يتجاوز حدوده رغم أنها ليست بكرا إلا أنه لم يحاول استغلال ذلك لإرضاء شهواته
حتى كان ذلك اليوم
قبل الزفاف بإسبوع واحد
توجهت سهى بصحبة اعتماد لمنزل الزوجيه لتجهيزه وفرشه استعدادا للزفاف كانت هبة تساعد قدر الاستطاعة فهى حامل فى مولودها الثاني تأخر الوقت وعاد محمود وعبدالله من الورشة وصحبهما علي ليصحب امه واخته إلا أن محمود اقسم عليهم لتناول الطعام قبل الرحيل،فإضطر علي للرضوخ لرغبته فهو يعتبره اخ اكبر قبل كل شيء منذ عمل عنده بعد وفاة والده وهو يغدقه بحنانه وعطفه
صعدت اعتماد لمساعدة هبة تبعها علي ومحمود وحين همت سهى بالخروج من الشقة للحاق بهم وجدت على يجذبها ويسرع بإغلاق الباب
سهى: عبدالله بتعمل ايه يلا نحصلهم
عبد الله: حرام عليكى منشفة ريقى بقى لى شهر مش عارف اقعد معاكى مرة
سهى: مش كان عندى امتحانات ولا عاوزنى اعيد السنة وتستنى كمان سنة
عبد الله: لا انا فى عرضك استنى ايه كدة كفاية اوى
سهى بخجل: طب خلينى اطلع
اقترب يحتجزها بينه وبين الحائط بذراعيه وقال : تؤتؤ ادوق الاول
اخفضت رأسها خجلا وقالت: لأ يا عبد الله كلها اسبوع وأبقى كلى ليك
عبد الله: انا جوزك بشرع ربنا وانا وانتى لوحدنا واول مرة يتقفل علينا باب ايه يمنعنى
رفع رأسها ليرى عينيها الخضراوين وهو يقول: ايه يمنعنى اتمتع بالحب الى بقى لى سنين بستناه
سهى وهى تنظر الى عينيه: رجولتك تمنعك
أعاد رأسه للخلف وهو يقول: رجولتى يتطلب كل حاجة فيكى ازاى هتمنعنى
سهى: الذكورة هى الى بتطلب يا عبد الله بتطلبنى علشان تلبى رغبة وتطفى شوق لكن رجولتك هتخليك تحمينى منك حتى واحنا لوحدنا حتى وانا بين ايديك علشان حبنا يبتدى صح حبنا اتولد فى النور ولا زم يعيش فى النور
تنهد عبدالله وهو ينظر لها بتعجب وقال: انتى بتجيبى الكلام ده منين
سهى بإبتسامة من ثقتى فى نفسى الى عرفتها مع حبك من رجولتك الى مشفتهاش قبلك
ضرب عبدالله على جبهته ومسح وجهه وقال: اه منك ومن كلامك طب بصى حاجة صغيره اوى نفسى فيها من زمان
سهى: ايه هى
اقترب برأسه يقبلها بحنان ورقة قبلات ساخنه متتالية ليبتعد بعد فترة وهو يحملق فيها بعينين تشعان حبا ويقول: انا بقول نمشى من هنا احسن لا هيبقى فى فرح ولا فستان ولا اى حاجة بعد الى ممكن اعمله اتفضلى يا فيلسوفة قبل ما الذكورة تغلب الرجولة وتلاقى نفسك فى اوضة النوم
ضحكت سهى وهى تتخطاه للامام وتقول: بردوا انا واثقة فيك
جذبها من ذراعها لتعود للخلف وقال: واثقة فيا للدرجة دى
ابتسمت وقالت: الى يخاف يقابل واحدة علشان يطلب منها الجواز ويستأذن اخوها الاول عمره ما يعمل حاجه فى الضلمة الى يقعد الوقت ده كله صابر ومستنى علشان يطمن حبيبته عمره ما يكسر فرحتها انا واثقه فيك يا عبد الله
عبد الله: يعنى صدقتى انك حبيبتي ،صدقتىينى يا نبض قلبي
سهى: مصدقاك وواثقة فيك
ابتسمت وقالت: يلا علشان تطلع
مسح وجهه بكفيه وهو يتبعها والشوق إليها يذيب كيانه
اغتالوا براءتى
بقلم قسمة الشبينى
حاولت قدر الاستطاعة اكتب نهاية سعيدة رغم إن بنات كتير نهايتهم بسبب الزواج دون السن كانت تعيسة
كم بنت تزوجت وتنكر للزواج سواء من الزوج أو من أهله
كم بنت تزوجت وانجبت ولم تتمكن من تسجيل المولود بسبب عدم اعتراف الدولة بالزواج
كم فتاة اصبحت تعيسة بسبب الزواج العرفي
أوقفوا اغتيال البراءة
ارجو القصة تكون نالت اعجابكم
قسمة الشبينى