منوعات

بقلم قسمه الشبيني

دخلت هبة وزينات من باب المشفى ليقابلهم علاء هبة: حسن فين حسن اخويا
علاء بأسف مصطنع: البقاء لله
هبة: لا لا لا حسن مش هيسبنا هيسبنا لمين
وتوجهت للغرفة حيث يرقد جثمان أخيها
زينات: قلت له بلاش البت دى قصفت عمره منها لله ،منها لله
علاء بمكر : ماتقوليش كدة يا حاجة دى وقعت من طولها مااستحملتش ودخلتها المستشفى
زينات: الهى ما توعى تخرج
شعر علاء أن كره زينات ل سهى يصب فى مصلحته فهو يريدها ضعيفة بلا سند ليحصل عليها كما تمنى منذ رأها اول مرة
زينات: هى فين الى ينخفى اسمها من الدنيا
أوصلها علاء حيث ترقد سهى ليتفاجئ بها تجردها من مشغولاتها الذهبية وتضعها بحقيبتها
علاء: بتعملى ايه يا حاجة
زينات: مش هتطول من ابنى حاجة ال…….دى
ثم أمسكت مقدمة ملابس سهى بغل وقالت : دخلتى بتنا يا بومة قصفتى عمر ابنى ورحمة ابنى ما هتشوفى يوم حلو بعده إن ما وريتك المرار الى فى الدنيا مبقاش امه
انتى تعيشى وابنى يموت ورحمة الغالى الى دمه لسه سخن لتعيشى بعده ميته بالحيا وانا وانتى والأيام طويلة
اغتالوا براءتى
بقلم قسمة الشبينى

السادس
أفاقت سهى فى اليوم التالى لتجد إبيها يجلس بجوارها منكس الرأس وعلى وجهه علامات الحزن وكأنه يحمل هموم الدنيا كلها
سهى: ابا حسن فين يا ابا ……حسن يا ابا
عبد الرحمن: البقاء لله يا بنتى أمر الله
بكت سهى وعلا نحيبها وهى تقول: سابنى يعنى سابنى ومش هشوفه تانى
عبد الرحمن: الله يرحمه ادعى له يا بنتى
سهى: روحنى يا ابا عاوزه اقعد فى بيت حسن واشم ريحته
نكس الاب رأسه بأسى وهو يتمتم: لا حول ولا قوة إلا بالله
فلاش باك
دخل عبد الرحمن وزوجته الى منزل حسن لتقابلهم زينات بوجه متحجر
عبد الرحمن: البقاء لله يا حاجة سهى فين وعامله ايه
زينات: ونعم بالله، سهى مين
عبد الرحمن بتعجب: سهى بنتى مرات المرحوم حسن
ضربت زينات على صدرها وهى تقول: مرات حسن انت بتقول ايه يا راجل انت انا ابنى مات مادخلش دنيا ….اه يا حبيبي يالى روحت فى عز شبابك
اعتماد: انتى بتقولى ايه يا ست زينات: ابنك متجوز البت بقى له ست شهور
نفضت زينات عباءة الحزن لتصيح: انتو جايين تتبلوا علينا فى بتنا ابنى مااتجوزش حد روحوا شوفوا حد تانى ترموا بلاكوا عليه
عبد الرحمن بغضب: لا كله الا كدة ابنك متجوز بنتى وعلى يد محامى
مصمصت شفتيها بتهكم: محامى طيب والله لو عندكم حاجة تثبت الجواز ابقوا تعالوا ورونى
*********
عاد عبد الرحمن الى الواقع ليتظر لإبنته التى تنظر إليه بالأحزان عينيها ليقول: حماتك الله يسامحها نكرت الجوازة
سهى بخوف: نكرت …نكرت ازاى وحسن وابنه الى بطنى وانا …هروح بيه فين
الأب: هنروح للمحامى الى كتب العقد ونشوف هيقول لنا ايه بس لما صاحب حسن يجى يودينا
هبت سهى من فوق الفراش وهى تصرخ: لا انا راجعة بيتى ….راجعة بيت حسن ….ابنى لازم يتولد ويتربى فى بيت أبوه
قوة غريبة تملكت منها لم تعرفها من قبل فهى لم تعد تلك الفتاة التي تبحث عن الأمان بل أصبحت اما عليها أن تشعر ابنها بالأمان
خرجت من باب المشفى بخطوات سريعة لا ترى أمامها سوى صورة حسن وهو فى نزعه الاخير والأحزان عينيه وهو يودعها ويودع الحياة
يلحق بها ابيها وهو يصيح: حاسبى يا سهى
رفعت عينيها لترى سيارة مسرعة لتتسمر قدميها بالارض وهى ترى إبيها يحاول دفعها عن الطريق لتصدمهما السيارة سويا
آلام ومزيد من الآلام
صراخ والناس تعدو هنا وهناك
دماء بكل مكان
همهمات لا تسمع معظمها
الكثير والكثير من الايادى تحركها وهى بلا إرادة
ضوء مبهر أنهى كل شيء
خدر يسرى بأطرافها يسيطر …ثم يسيطر ….ثم هى لم تعد تشعر بشيء
*********
أفاقت هذة المرة لتشعر بآلام مبرحة كل انش بجسدها بأن ألما نظرت حولها…..هى وحيدة اين أباها همهمت بألم: أبا
فتح باب الغرفة ليدخل منه علاء يبتسم بظفر : حمدالله على سلامتك يا شيخة خضتينا عليكى
سهى: ابويا فين
اكفهر وجه علاء وتمتم بحزن زائف: ربنا يصبر قلبك
سهى وكأنها لم تستوعب ما قيل : انا بسألك على ابويا
علاء: البقاء لله يا سهى هو الى خد خبطة العربية علشان يفاديكى لكن خبطتك انتى كمان
سهى: انت بتقول ايه ابويا فين
بدأت تصرخ ليصل إليها امسك اكتافها وهو يقول بهدوء: أهدى يا سهى ماتخافيش انا معاكى
نفضت يديه عنها وهي تصرخ: ابعد عنى انت كداب ابويا مش هيسبنى هو كمان كفاية حسن سابنى ابويا مش هيسبنى
شعر بالغل يكوى قلبه حين رأى مدى حزنها لفراق حسن فأمسك ذراعها بقوة وهو يقول كأنه ينتقم منها : فوقى بقى مابقاش فى حسن اياك اسمعك تحيبى سيرته …..وابوكى كمان مات…
مات ودفناه امبارح
بكت سهى وعلا نحيبها وهى تقول: حرام عليك انت بتقول ايه كلهم سابونى
وضعت كفها على بطنها فرفعه علاء بكل قسوة وهو يقول: حتى ده خلاص انتى سقطتى
نظرت له بفزع وصرخت: لا ابن حسن هيعيش
صفعة قوية اسكتتها من يد علاء ليقترب فيمسكها من اكتافها ويقربها إليه ويقول: قلت لك ماتجبيش سيرته على لسانك هو مات وابنه مات وابوكى مات خلاص كل حاجة انتهت حماتك نكرت الجوازة والمحامى مش هيعرف يعمل لك حاجة لانك سقطتى
ظلت سهى تنظر إليه بعينين دامعتين قبل أن تغمض عينيها وتستسلم لذلك الخدر الذى يهاجم أطرافها لينقذها من هذا الشيطان الذى يحارب ليتملكها
ارتخت بين ذراعيه فشعر بالنشوى وهو يعاملها بقسوة
لكن قلبه يحترق كلما شعر بحبها ل حسن فهو يكرهه ،نعم كرهه منذ رأى سهى ،كرهه منذ حال بينه وبينها
اسرع خارجا ليحضر الطبيب الذى قال: معلش هى ضعيفة من الأساس وتزفت كتير هنزود شوية أدوية تجبها من برة وبلاش انفعال
انصرف الطبيب ليقترب علاء من فراشها مد إصبعه ليمسح الأحزانها التى تشبثت برموشها الكثيفة هو سبب هذة الالأحزان لكنه لن تعلم ابدا أنه من ازالها .
**********
فى منزل عبد الرحمن
على : وبعدين يا ماما لازم نروح المستشفى نجيب سهى
اعتماد: هى مين دى الى نجبها كفاية الى حصل انا مش طايقة اشوف وشها
على: يعنى ايه هنرمى اختى فى الشارع دى اختى يا ماما
اعتماد بغضب: اخرس مش اختك دى بومة شوم كفاية استحملتها العمر ده كله
على: يعنى ايه هتروح فين
اعتماد: تروح فى داهية الى كنت بستحملها علشانه راح عمر رجلها ما هتعتب بيتى تانى
على: علشان خاطري يا ماما هنرمى لحمنا فى الشارع…طب خليها تيجى تقعد معانا وانا هشتغل واصرف عليها مش هتشيلى همها خالص
صفعته امه وهى تصرخ: قلت مش هتعتب بيتى تانى وانت اياك حسك عينك تقول الكلام ده تانى انت هتكمل تعليمك وتدخل الجامعة ما تفكرش فيها فكر فى نفسك نفسك وبس
نزلت دمعه قهر من عين على وهو يرى امه بعد موت ابيه توجه كل حقدها الدفين لأخته سهى
تلك الاخت الرقيقة التى يمنعه العجز عن مساعدتها لكنه عزم أن يفعل كل ما يقدر عليه دون علم امه

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
16

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل