
عند عودة حكيم من الخارج يدلف ليجد والده على نفس جلسته عندما غادر ليحييه ويجلس بجانبه وهو يقول : ادينى خلصت اللى ورايا وجيت …ها ياحاج ، خير
عتمان : صفية اتطلقت ياحكيم
لينتفض حكيم واقفا من هول المفاجأة ويقول : ايه ..انت بتقول ايه يا ابويا ! حصل امتى الكلام ده وازاى
عتمان : من اول امبارح
حكيم : وصفية عرفت
عتمان وهو يومئ برأسه : أيوة يا ابنى عرفت والسكينة سارقاها و زى ماتكون نايمة ومش حاسة
حكيم : وازاى ماحدش قاللى
عتمان: ماحبناش نعكر فرحتكم يابنى
حكيم : طب ليه ، ده على و صفية روحهم فى بعض ، ليه بعد العمر ده كله ليه
عتمان بتنهيدة : على معذور ياحكيم ، حارب واتحمل كتير ، بس الموج بقى عالى عليه يابنى
حكيم بغضب : موج ايه وزفت ايه …ده بنى آدم خسيس ، بقى يطلقها بعد العمر ده كله
عتمان : اختك اللى صممت ع الطلاق ياحكيم
حكيم : ولو ياحاج .. ولو
عتمان : نصيبهم يابنى ، من زمان وانا حامل هم اليوم ده ، وماكنتش اتمنى ابدا أنه ييجى وانا عايش
حكيم : ربنا يديك الصحة وطولة العمر ياحاج ، وان شاء الله خير
عتمان : أيوة ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
…………………..
لتمر الايام بين هذا وذاك حتى أتى يوم نشر العتمة على أرواحهم جميعا ، حين دخلت إحدى الخادمات وهمست بشئ ما بأذن حكمت ولكن صوتها كان مسموعا لصفية
كانت صفية تصغر حكيم بثلاث سنوات ، وبرغم أنها كانت عادية الملامح إلا أنها كانت بهية الطلعة باسمة الثغر والعيون ، فكان من ينظر بعينيها كان دائما يجدها متبسمة دون اى مجهود منها أو تكلف
ولكن كل شىء قد تبدل وتغير تماما ، فقد ذهب عنها رفيقها رغم حب السنين ، تركها بعد أن خسر معركته مع أهله من أجلها ، صفية لم تستطع أن تنجب له وريثا يحمل اسمه رغم زواج دام أكثر من عشر سنوات ، خاضوا خلالها صراعا مع الاهل ورحلات مع الأطباء والأدوية رغم عدم وجود أى مانع للانجاب لدى اى منهم ، فكلاهما يستطيعان الإنجاب ولكن من آخرين.
اخيرا انتصر اهل على ، ووافق على زواجه من أخرى ، وهو ما ابت صفية أن يحدث وهى لا تزال على ذمته ، وطلبت الطلاق ووافقها على ذلك ….وتم لها ما أرادت
قد انكسر الزجاج وأصبح بحواف جارحة واصاب قلب صفية ، فانطفئت بسمة عينيها وعادت لتحيا بمنزل أبيها وهى كالروح الطائفة بين جدران المنزل ، تطوف بهم تلبى حاجاتهم ، ثم تنزوى بعيدا تلعق جراحها ، حتى أتاها نبأ زفاف على ..على لسان الخادمة وهى تهمس به لامها…لتسقط بين أبويها ، لا تستطيع الحركة
…………………..
كان نهارا حزينا ومضطربا على الجميع ، فعند نقلت صفية إلى المشفى وتبين أن الصدمة قد سببت لها شللا بقدميها فلم تعد تستطيع تحريك قدميها ، وقد الجمت الصدمة لسانها ، ولا زالوا لا يعلمون هل اثرت الصدمة على نطقها أيضا ام أنها هى من تأبى الحديث
وكانت حكمت تجلس بجوارها تحتضنها وتقرأ لها بعض آيات الذكر الحكيم مدعمة بدموعها بينما صفية تنظر إلى اللا شئ بنصف عين واجمة لا تلقى بألا لما حولها
بينما بالخارج كان يجلس عتمان متكئا على عصاه التى أصبحت تلازمه فى كل حركة وعينيه يملؤها الحزن على صغيرته التى خلقت للاحزان ، بينما حكيم فكان شعلة من الغضب ، فكان يروح ويجئ كالنمر المجروح لا يدرى مابيده أن يفعل لشقيقته الغالية التى دائما ماكان يعتبرها نصف قلبه وما أن خرجت ورد من الحجرة وأغلقت الباب حتى رفع عتمان رأسه متمنيا خير وهرع إليها حكيم قائلا : ها ياورد طمنينى
ورد بحنان : أن شاء الله خير ياحكيم ، ماعندهاش حاجة عضوية ، ده بسبب الصدمة وفى أى لحظة ممكن تلاقيها بقت زى الفل
ثم جلست ارضا أمام عمها بحنان وقالت : هون على نفسك ياعمى ، والله انا قلبى متطمن وعندى احساس أن اللى جاى كله خير
ليربت عتمان على وجنتيها قائلا : ربنا يجعللنا الخير فى اللى مكتوب لنا يابنتى…اللهم لا اعتراض
ليلتفت الجميع على صوت خطوات سريعة ليجدوا أن القادم ماهو الا على …ويبدو على وجهه الحزن والألم الشديد ، وما أن وصل إليهم الا وانحنى يقبل يد عتمان باحترام قائلا : سامحنى ياعمى …انت عارف أنه كان غصب عنى
ليتطلع إليه حكيم جاذبا إياه من ملابسه وهو يقول بغضب مكبوت : بقى هى دى الأمانة ياعلى..هو ده حبك ليها وانك هتصونها فى عيونك
على : والله مافرطت ابدا يا حكيم ، وربى عالم وشاهد ، غصب عنى ، امى حلفت انى لو ماتجوزتش عشان اخلف هتغضب عليا وتقاطعنى ياحكيم ، كنت عشمان أن صفية هتوافق ، لكن صممت ع الطلاق ، وبرضو كنت عشمان أنها شوية وهتروق ، ماكنتش اعرف ابدا ان كل ده هيحصل
ليتركه حكيم قائلا بخنق : واهو حصل يا صاحبى ، جاى تعمل ايه بقى تانى ، عاوز تخلص عليها المرة دى …….امشى ياعلى ، امشى الله لا يسيئك
على برجاء: سيبنى أشوفها ياحكيم
حكيم بغضب : على جثتى ياعلى
لتجذب ورد يد حكيم بقلق لتنذوى به بعيدا ثم قالت : ماتقررش عنها ياحكيم
حكيم بغضب : يعنى اسيبه يدخلها ويخلص عليها ياورد
ورد : انا ماقلتش كده ، بس اللى أقصده انك ماتصادرش على رأيها حتى لو كان رأيها من رأيك ، سيبها تطلع اللى جواها ،وانا معاها ومش هسيبها، ماتنساش ان ده تخصصى ..الاعصاب
حكيم : يعنى تسيبه يدخلها
ورد : لأ … انا هدخل اسألها لو تحب تشوفه واللا لا