
كانت ورد و حكيم يحلقان فى سحابة من السعادة ، ولكن آن أوان عودة حكيم مرة أخرى إلى مصر
ورد : يعنى خلاص كده ، هتسافر بكرة
حكيم : على عينى ياورد انى اسيبكم ، ماتعرفيش انا هبقى عامل ازاى من غيركم ، مش عارف ازاى هفتح عينى الصبح مالاقيكيش قدامى انتى و نوارة
ومش عارف ازاى هتقدرى تبقى معاها ومع مذاكرتك لوحدك
ورد : من الناحية دى ماتقلقش ..نور معايا وكمان الجليسة ، بس انت هتوحشنى اوى يا حكيم
ليضمها حكيم إلى قلبه قائلا ،: لو كانت دقات قلبى قلت يوم ماسيبتينى فى مصر ، فأنا حاسس دلوقتى أن أنفاسى مفارقانى ياورد
ورد : خد بالك على نفسك ، وهستناك ، انت وعدتنا هتجيلنا كل شهر
حكيم : تفتكرى هقدر أن الشهر يعدى عليا كده
ورد : انا كمان هستغل كل إجازة وتلاقينا عندك
حكيم : يوم المنى ياحبيبتى يوم ماتنورى بيتك من تانى
ورد ،: على فكرة فى نوع علاج جديد بيشكروا فيه هبعت معاك منه لصفيه ، ربنا يرزقها بالذرية يارب
حكيم بأسى : بخاف عليها كل مايتتعلق بالامل وترجع بعد كده تحزن وقلبها بوجعها
ورد : ده بيبقى رزق من عند ربنا ياحكيم
حكيم : ونعم بالله
……………………….
ليعود حكيم إلى مصر ومزاولة عمله بهمة ونشاط وسعادة وقد لاحظ عليه الجميع بأن شئ ما قد تغير بداخله فقد أصبح أكثر نشاطا وأكثر تفاؤلا وكم كانت سعادته عند عودته عندما علم بخطبة مها إلى أحد الاشخاص وتقديم استقالتها ، فكان يشعر بالسعادة لغلق صفحة قد ينتج عن استمرارها غصة فى قلب ورد
وكان ينتهز كل فرصة للسفر إلى وردته ونوارته ليقضى معهم كل ساعة يستطيع أن يسرقها من الزمن
حتى مر مايقرب من أربعة أعوام وكانت ورد على مشارف مناقشة رسالة الدكتوراه ولم يبقى سوى سويعات قليلة وهى تدور وتدور فى قلق بالغ حتى أتتها نوارة وهى تحمل دميتها المحببة وقالت : ماما
لتلتفت لها ورد بابتسامة واسعة : أيوة ياحبيبتى
نوارة : نور بتقوللك ياللا اجهزى
لتنظر ورد إلى ساعتها لتتفاجئ بأنه لم يتبقى على موعد مناقشتها سوى أقل من ثلاث ساعات لتهرع إلى غرفتها حتى تستعد وما أن انتهت وخرجت من غرفتها حتى تفاجئت بحكيم وهو يرتدى بزة رسمية ويمسك بيده نوارة وباليد الأخرى صحبة من الورد الجوري ، وما أن رأته ورد الا وارتمت باحضانه قائلة : حكيم …جيت امتى
حكيم بابتسامة وهو يضمها إلى صدره ويقدم لها الورود: وانتى كنتى فاكرة انى ممكن اضيع اللحظة دى وما ابقاش جنبك
ورد : انا مرعوبة
حكيم : انتى تعبتى وآن الاوان انك تجنى ثمرة تعبك .. ياللا بينا
وبعد أكثر من ثلاث ساعات من المناقشات الشديدة بين ورد واساتذتها ، تم منحها الدكتوراة بجراحة الاعصاب بامتياز مع مرتبة الشرف
وحلقت ورد فرحا وسط تهنئة الجميع لها وعلى رأسهم أساتذتها وأصدقائها إلى أن أتى الدور على حكيم الذى أصر أن ينتظر إلى النهاية حتى لا يأخذها أحد أخر من بين أحضانه
وكانت هديته لها أن اخذها ونوارة برحلة لمدة سبعة أيام إلى إسبانيا ، ومن اسبانيا عادوا إلى أرض الوطن وهم يرسمون ملامح حياة جميلة يملؤها الحب والدفء خاصة وهم فى انتظار مولود جديد بعد بضعة أسابيع
وبعد مكوثهم بمنزلهم أيام قلائل قرروا السفر مرة أخرى لاجتماع ورد اخيرا بعمها وزوجته بعد غياب دام خمس سنوات لم تجتمع بهم سوى مرتين ولسويعات قليلة ، أما هذه المرة فقررت أن تبقى معهم حتى تضع حملها وتقضى معهم مايسعدهم ويسد جوعهم لاحفادهم
ولم تكد ورد أن تقضى بضعة أيام بكنف عائلتها حتى فاجئتها آلام المخاض لتضع مولودها بعد نقلها للمشفى بدقائق قليلة وسط بهجة من الجميع لتعود بمولودها إلى المنزل فى صبيحة اليوم التالى