منوعات

شموخ أنثى بقلم ندى

هبت ملاك واقفة تصيح برعب “على قيد الحياة؟” .. هز محمد رأسه مستغرباً ردة فعلها “نعم بالتأكيد” .. واصلت صياحها كأنها دخلت في حالة هستيريا “لكن حوراء قالت انه قد توفي” اتسعت حدقتا محمد دهشة “بعيد الشر .. مصطفى على قيد الحياة” ضربت ملاك بكلتا يديها وجهها وهي تقول “يا ويل قلبي ..” ثم ركضت الى محمد تتمسك بذراعه “أرجوك خذني اليه .. أرجوك” قال محمد بتردد “لكنه لا يعلم انكِ على قيد الحياة .. يظن انكِ قد متي .. وان علم انك تزوجتي بــ” نظر الى جوزيف بقرف دون ان يكمل .. هزت ملاك ذراعه بقوة وهي تتوسل “لكنني شرحتُ لك .. وقد فهمت اسبابي .. انا لم اتزوجه حباً به .. كان علي ان افعل بعد ان قالت لي حوراء ان مصطفى مات احسست ان عالمي قد انتهى ولم اعد اهتم بشئ .. لقد كان يوسف وسيلة خلاصي الوحيدة” .. رفع محمد حاجبه “ظننت ان اسمع جوزيف” تلعثمت ملاك “نعم نعم .. خذني الى مصطفى ارجوك .. ارجوك .. اتوسل اليك” نظر محمد الى وجهها المتوسل الملطخ بالدموع واشفق على حالها .. في اخر الامر على مصطفى ان يعرف .. هذا حقه .. قال بعد تردد “حسناً” .. قفزت ملاك “الان؟” هز رأسه موافقاً .. فسحبته الى الخارج وهي تقول “هيا” .. ما ان خطى معها خطوتين حتى سمعت صوتاً هادراً من خلفها “ملاك” .. استدارت مفزوعة .. هذه المرة الاولى التي ينادي يوسف اسمها العربي .. اتسعت عيناها لمنظره .. وجهه احتقن بلون احمر قاني .. شفتاه مزمومتان قاسيتان .. عيناه تقدحان شرراً .. وقف كأنه آله الحرب يقول بنبرة تسلط لم تسمعها منه قبلاً “لن تذهبي الى اي مكان” صاحت “ماذا؟” تقدم خطوة واحدة جعلتها تختبئ خلف محمد الذي وقف بينه وبينها ينظر بحقد اليه .. اعاد كلامه بذات النبرة المتسلطة “قلت لن تذهبي الى اي مكان ولن تقابلي اي شخص” .. غضبها كان اقوى من خوفها .. خرجت من خلف محمد وهي تضرب الارض بقدمها كالاطفال “ومن تظن نفسك لتأمرني .. سأذهب وعليك اللعنة” تقدم منها اكثر فتراجعت .. قاطع تقدمه محمد يقول “ابتعد عنها” نظر جوزيف اليه ببرود شديد وهو يقول “اتتدخل بين زوجتي وبيني؟” صاحت ملاك بحنق “لستُ زوجتك .. ليس لديك حق ..” رفع حاجبيه “حقاً؟ اذن الفتاة التي كانت تقف قبل اربع ساعات معي على المذبح هي شخص آخر؟” ارتبكت عينا الغزال لكنها عادت تهاجمه “هذا ليس زواجاً هذا تمثيلية اتفهم؟ انا ذاهبة الى مصطفى ولا شئ يمنعني .. لا شئ” .. ابتسم جوزيف بتهكم “حقاً؟” ابتلعت ملاك ريقها وهي تقول بصوت متهدج “نـ .. نعم” ازدادت ابتسامته اتساعاً وتهكماً “حسناً” مد يده خلف ظهره واستل من تحت البلوزة القطنية المسدس الذي وضعه هناك عندما سمع صيحة ملاك تناديه .. رفع المسدس في وجه محمد الذي تراجع بينما شهق الثلاثة المراقبين .. صاحت ملاك “ماذا تفعل يا متوحش” لم يجبها بل وجه نظرة باردة الى محمد “أخرج” قال محمد بهدوء “ليس قبل ان تأتي معي ملاك” نظر جوزيف اليها وقال “قولي له ان يخرج من هنا .. والا .. ” قبل ان يكمل صاحت ملاك “محمد ارجوك أخرج .. ارجوك” اجابها محمد “لن اخرج دونكِ” ترقرقت الدموع في عينيها “لا اريد ان اذهب .. اخرج ارجوك” .. استمع جوزيف للمناقشة بين اصرار محمد على البقاء واصرار ملاك على رحيله وهو يغلي بداخله ويكاد ينفجر .. احس بغضب اجرامي .. عندما راقب لهفتها للعودة الى مصطفى شعر بتهديد .. شعر بغضب .. شعر بوخز في صدره .. وازدادت هذه المشاعر حدة عندما حكت عن زواجهما كأنه لا يهم في شئ .. وحكت عنه كأنه ايضاً لا يهم في شئ .. وانفجر تماماً عندما جرت محمد لتركض الى احضان مصطفى .. سيكون ملعوناً ان تركها ترحل .. فهي زوجته ولن يجعلها تذهب لرجل آخر هو يعلم تماماً انها تحبه .. بعد دقائق انصرف محمد .. نظر الى ملاك الباكية وقال بحزم “ادخلي غرفتكِ” صاحت به “وان لم افعل .. هل ستطلق علي الرصاص ايتها المتوحش؟” لوى رأسه الى اليمين وقال “فكرة جيدة .. أدخلي انجل” .. نظرت اليه بغضب وكانها تشتمه بعينيها ودخلت وهي تضرب الارض بقدمها .. مرت من جانبه وقالت بحقد “أكرهك” .. تمتم ببرود “شعور متبادل” للحظة توقفت عن المشي ونظرت اليه بحدة .. لكن وجهه الجامد لم يعطي اي انطباع عن ما يدور في باله ..
*
لساعتين كان يسمع صوت خطواتها الغاضبة تذرع الغرفة .. قلق شديد انتابه على حالتها .. الان وقد ولّى غضبه تقريباً .. وحاول ان يضع نفسه مكانها شعر بأنه كان قاسياً جدا عليها فمصطفى رغم كل شئ هو الرجل الذي تحب وبقدرما يكره هذا الامر فهو الحقيقة وعليه ان يتقبله.. انتبه ان صوت وقع اقدامها اختفى منذ فترة .. تقدم نحو الباب وقد قرر ان يعتذر منها .. طرق الباب لكنها لم تجبه .. واصل الطرق وهو ينادي بأسمها فلم تجب .. شعر بالقلق وهذا القلق دعاه ان يفتح الباب دون اذنها ليتفاجأ بالغرفة فارغة وبشباك الغرفة مشرع .. ركض الى الشباك .. وقدر المسافة بين الشباك والارض فلم تكن بعيدة .. اللعنة لقد هربت وهو يعلم تماماً الى اين .. ركض الى الخارج بعد ان حشر المسدس تحت بلوزته ليلحق بها وقلبه يطرق خوفاً عليها

انت في الصفحة 8 من 24 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
20

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل