
بالمشفى..
شعر بسعادة الكون بأكمله حينما حمل الصغير بين يديه، فطبع قبلة صغيرة على جبينه ثم قال بحنانٍ:
_ربنا يحفظهولك يا حبيبتي..
وأخرج من جيب جاكيته ظرف أبيض وضع به مبلغ من المال، ثم وضعه بين الغطاء الثقيل الذي يحيط بجسده الهاش، ليعيده لاحضان أمه التي همست بحرجٍ:
_ليه كل ده يا “عاصي”.. كتير أوي!
أجابها ونظراته مازالت متعلقة بالصغير:
_مفيش حاجة تكتر عليه.
ثم تطلع إليها ليمرر يديه على كتفيها وهو بقول بحنانٍ:
_أنتي خسرتي أخوكي من اللحظة اللي خسر فيها نفسه وحياته، بس خلاص يا إيمان مش هسمحلك تعاني بسببي تاني.
كانت تائهة بحديثه الغامض، فوجدته يطبع قبلة عميقه على جبينها وهو يهمس لها بحنانٍ:
_مش هعمل غير اللي يرضيكي ويخليكي سعيدة..
ابتسمت والدمع يتلألأ بعينيها لعدم تصديق ما يحدث أمامها، فاحتضنه بقوةٍ، وهي تهمس في صدمةٍ:
_أنت بتقول أيه، فهمني تقصد أيه بكلامك ده؟
على الرغم من تليمحاته الباطنة الا أنها تكذبها، فحاولت معرفة ما يقصده بشكلٍ صريح، فوجدته ينتصب بوقفته وهو يغلق زرار جاكيته ليودعها قائلاً:
_أنا لازم أمشي دلوقتي بس أوعدك إن قريب هفرحك باللي هيسعد قلبك.
قالت بصوتٍ متقطع من أثر بكائها:
_هستنى الوقت ده بفارغ الصبر..
منحها ابتسامة مشرقة قبل أن يغادر لوجهته، ليترك الأمل ينير وجهها المتعب، ليعود لدمويته من جديدٍ.