منوعات

بقلم روكا

-يلا يا حبيبي امضي اللي مش باقي عليك متبقاش عليه!
اخرجه من اعمق ذكرياته صوت والدته الذي استطاع لمح نبره الحزن به علي حاله ولكنها تخفيه بقوه مزيفه انتهجتها وقاية من حماته العقربة علي حد قولها، فهي ترغبه قويا ليس ذليلاً امام غريمتها ….
[٢١/‏١, ٦:٣٤ م] زوزو: الفصل الثالث:

-ضحكتيني و الله،،، امضي يا بابا خلصنا من الشبكه السوده دي!
اجابت والده رحمه بتهكم، فتجاهلها وعيناه تبحثت عن عيون زوجته امامه التي ترفض النظر إليه و جسدها ينتفض بين كل ثانيه والاخر من الكتمان…..قرب القلم بأنفاس عالية، لكن دون جدوي رفضت اصابعه التحرك، حدقت به رحمه عندما طال الانتظار والتقت اعينهم ولم يخفي عليه شعاع الامل هناك و بدون اي تفكير رمي بالقلم بحده واستقام قائلاً :
-مش هطلق!
و بذلك هرع الي الخارج، غير مبالي بالقنبلة المنفجرة بصوت والدتها العالي او والدته التي تتشابك معها دفاعاً عن حقه بزوجته و لكن صوت حذاء صغير يرعد خلفه هو ما خطف انتباهه، جذبت رحمه ذراعه تستوقفه خارج مكتب المأذون بقلب يتقافز متسائلة :
-افهم ايه من اللي بتعمله ده!
نفض ذراعه و ضغط علي زر المصعد مجيباً:
-تفهمي ان انا مش هطلقك!
-يعني هتسيب شغلك؟
هتفت بانفعال مستنكره عندما طال صمته:
-كنت عارفه انك مش هتسيبه وانا لسه علي موقفي اتفضل طلقني!
قطع صوتها العالي و اجابته الحانقة صوت صفير يعلن عن وصول المصعد، فاستكملت:
-بقولك طلقني!
-وطي صوتك احنا يعتبر في الشارع
قالها وهو يضغط علي ذراعها بغضب فاستكملت بنفس النبرة :
-مالكش دعوه، انا حره!
جز علي اسنانه قبل ان يفتح المصعد ويدلف جاذبًا اياها خلفه فاعترضت :
-سبني متعصبنيش!
ضغط اول طابق بغضب ليتحرك المصعد و يقول:
-عايزه ايه بقولك مش هطلق انتي مش بتفهمي!
دفعته وهي تحبس دموع الغضب لتجيب:
-ايوه مش بفهم والدليل اني اتجوزتك!!
ضحك بتهكم ليقول بلا مبالاة :
-ماشي!
صفر المصعد ما ان وصل للطابق المنشود فأسرعت بضرب رقم أخر طابق مانعه اياه من الهروب، بالفعل تحرك المصعد لأعلي مره اخري وسط استنكاره لتصيح:
-هو ايه اللي ماشي، بقولك طلقني انا لايمكن اعيش معاك وانت بتشتغل و متعلق بين السما و الارض ، مش عايزه احبك و اصحي من نومي يقولولي مات!
-انتي اتجنيتي خلاص هتكفري ، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا،،، متفتكرنيش عبيط انا عارف ان امك اللي متخنه ودانك و مطوعاكي لكن فوقي بقي من الهبل ده !!
هز جسدها غير مبالي بذراعه المتألم فقالت بضعف:
-انا هبله يا سيدي،،، انا وحشه،،،، لكن عارفه نفسي مش هقدر اعيش في أرق وقلق طول حياتي،،، لو بتحبني بجد طلقني !!
اقترب يحتضنها فمدت ذراعيها تمنعه ولكنه اقترب رغماً عنها ليقول :
-افهميني ده شغل زي اي شغل في الدنيا يعني ممكن اشتغل علي مكتب والسقف يقع علي دماغي ، دي اراده ربنا، انتي مؤمنه مينفعش تفكري كده حتي !
حاولت دفعه قائلة بلهجه مستهجنه :
-و ربنا مقالش ارموا نفسكم في التهلكه و ربنا بردوا قال عيشوا بالمعروف وانا عمري ما هرتاح طول ما انت في الشغل ده، يا اخي كفاية انك كاسر نفسي و خاطري بتفضيلك لماديات عليا !
جز علي اسنانه و انكمشت ملامحه بألم عندما اشتدت اصابعها علي كتفه المصاب فتراجعت سريعا تبعد يدها قائلة:
-شفت،،انا بتوجع في قلبي عشان انت بتتوجع ،،، يعني انا هموت لو جرالك حاجه، انت حبك لعنه وانا عايزه انقذ نفسي منها!
تجاهل آلام كتفه واندفع بكل جسده يحصرها بين جدار المصعد و صدره، في الوقت الذي قرر المصعد الوصول للطابق مطلقاً صفيره المميز، فاندفع كفه بلا تفكير يضغط زر الهبوط ليقول بصوت غلبته المشاعر وهو يضع شفتيه علي جانب وجهها :
-زي ما انا هموت لو سبتيني،، ماهي دي لعنه بردو،، انتي سارقه الحياه و النفس مني في بُعدك وانا عايش !
بكت رحمه باستسلام لتردف:
-انت كداب، لو زي ما بتقول كده كنت اخترتني انا علي اي حاجه في الدنيا!
قبل رموشها المبللة و رفع ذقنها رغم عنادها قائلاً :
-انتي اللي مش فاهمه اني ولا حاجه من غير الشغل ده!
علت انفاسها لقربه و هجوم شفتيه الناعم علي بشرتها لكنها أكملت:
-زي ما انا ولا حاجه من غيرك، شوفت الفرق بين حبي و حبك ده لو كان موجد في قلبك !
قبل زاويه فمها ليطلق المصعد صفيره و كالعادة اسرعت يداه لإطلاقه من تلقاء نفسها قبل ان يغطي شفاها بشفاهه بجنون،،،، و شراسه اذابتها بين ذراعيه،،،، امسكت ياقته تقربه منها بشوق وهي تجذب نفس جميع محمل بعبق رائحته الرجولية،،، تحاربه في السيطرة علي تلك القبلة و كل منهما يحاول اثبات حبه الاكبر للأخر …

*****

في نفس الوقت بالخارج علا صوت احد السكان وهو ينادي حارس المبني الذي كان يصعد و يهبط بلا هوادة لا يدري ما يفعله لإيقاف المصعد الذي لا يتوقف وجن جنونه حتي انقطعت انفاسه :
-يا مرزوق هو في ايه بالضبط ، الاسانسير متعطل بقاله ربع ساعه انا مش هطلع حداشر دور علي رجلي…
اجابته المسكين بأنفاس متقطعة:
-والله يا سعادة البيه انا اتقطع نفسي طالع نازل مش ملاحق اوصل للي بيلعب في الاسانسير ده و خايف يكون عيل صغير….
علا صوت نسائي من الطابق الخامس حيث مكتب المأذون فقال الساكن:
-اطلع شوف الصريخ اللي فوق ده يمكن المصيبة دي تباعهم، اتصرف يا مرزوق انا قرفت!
-حاضر، حاضر…

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
70

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل