
-طبعا انا لو حلفتلكم انها مراتي مش هتصدقوني!!
لوي الرجل شفتيه بسخريه بينما جحظ مرزوق عيناها، فدفعته رحمه معلنه انتهاءها، امسك يدها وتخطاهم سريعا ،و ضرب الرجل كف علي كف و كأنهما مراهقان تم القبض عليهم بالجرم المشهود و ليسا رجلاً و زوجته !
كادا ينجحا في الهروب من المبني أجمع ولكن صوت صراخ والدته الحاد اوقفه ، عادا للداخل فوقف مرزوق امام المصعد متأهب للمحاربة و لكنها استخدما الدرج دون النظر الي وجهه المستنكر!!
وصل عبدالله اولا ليجد والدتها تخنق والدته بحجابها و الثلاث راجل يبعدون تلاحمهم دون جدوي ، اقترب يدفعها بعيداً عن والدته ليصيح:
-ايه الجنان اللي بتعملوه ده طيب احترموا اننا في الشارع و وشط ناس فضحتونا!
صعدت رحمه لتجده يصيح بوالدتها المنزوية بالحائط والتي ما ان رأت ابنتها حتي انهمرت ببكاء مزيف قائلة:
-شوفتي اللي كنتي بتعيطي عشانه وهتموتي عليه بيزوق امك و بيمد ايده عليها ازاي !!
اتخذ خطوه مهدده تجاهها بذهول هاتفاً :
-انا مديت ايدي عليكِ ،، عيب تبقي ست كبيرة و في السن ده و تكذبي!
اوقفه جلال و محمود وكلاهما يتحدث لتهدئته فجاءته الرد من رحمه التي هتفت:
-احترم نفسك لو سمحت ومتكلمش امي كده!
-انا محترم غضب عنك !
صاح بغضب فجذبتها والدتها نحو الدرج هاتفه بشر :
-ما تعليش صوتك عليا انا وبنتي ولا عشان ستات لا يا حبيبي فوق لنفسك…
حاولت رحمه تهدئتها لتصيح بها :
-بس اخرسي وليكي عين تتكلمي مش كفاية مجايبك السودة من الاول، هي كلمه واحده اول ما تطلقي منه تتجوزي سعد ابن خالتك ده برقبة عشره زيه!!
صعقته كلماتها فدفع عبد الله بأصدقائه و تبعهم يوقفهم بصوت ارعد المكان:
-سعد ده ايه اللي تنجوزه يا وليه يا مجنونه دي مراتي ولسه علي ذمتي!
انفعلت رحمه التي اصبحت منقسمه بين غريزة الابنة التي تناصر والدتها و غريزة العاشقة التي تحارب لنصر عاشقها ولكن الأبنة انتصرت بقله حيله حينما اعلنت تصديها لأهانته بإهانة مماثله :
-انت قليل الادب،،،،واضح ان اختياري من الاول كان غلط بجد…
صعق لثوان قبل ان يقابلها بتلك بنظراته المرعبة ليقول بتهكم :
-تصدقي صح، و عارفه ايه كمان، انا قدرك الاسود و طلاق مش هطلق واعلي ما في خيلك اركبي أنتِ ،،،، وامك!
علا صوت والدتها بكل ما تعرفه من اهانات لم تتوقف ، فتجاهلها و جذب والدته معه للرحيل ثم اجابها وهو علي اول الدرج :
-انا مش هرد عشان شكلك خرفتي علي كبر ،،، يا شيخه كفايه خراب ارحمينا !!
اختفي بذلك عن انظارهم فضغطت رحمه بكفيها علي عيناها قبل ان تنهمر في البكاء،،،،تشعر بالضياع رجعت لخانه الصفر بعد أن كان عذابها سينتهي ، خطوه واحده كانت تنقصها ، حتي انها شعرت بزوال الغيمة بينهم و كادت تتذوق طعم السعادة علي طرف لسانها ولكن علي ما يبدو فإن القدر يرفض تلاحمهم و العودة سوياً…..ضمتها والدتها تربت علي كتفيها لتقول:
-ولا يهمك منه بكره هيطلقك و رجله فوق رقبته وهجوزك سيد سيده !
هزت رأسها بالنفي لتتمتم بخفوت:
-انا بحبه يا ماما و مش عايزاه يطلقني ولا عايزه سيد سيده انتي ليه بتعملي كده!
شهقت والدتها مستنكره:
-نهار ابوكي اسود دلوقتي انا الغلطانه يا بت و انا اللي خاربه عليكي والله عال يا ست رحمه! …
تركتها بغضب فمسحت الابنة دموعها بتعب،،،،انتبهت اخيرا لوجود المأذون و محمود اللذان يتابعانها بشفقه، فرفعت انفها بتكبر و اتبعت والدتها بخطوات واثقه وقلب يصرخ الماً ، وبعقلها الف سؤال و سؤال….
كيف تتعامل مع أمها كي ترضيها وتقنعها بأنها غيرت قرارها حتي لا تزيد من صب البنزين علي النار ؟
كيف تمحي اهانتها واهانته؟
فهي لا تستطيع ان تقلل منها امام الجميع كما لا تستطيع ان تتركه وتعيش بدونه !!!
[٢١/١, ٦:٣٤ م] زوزو: الفصل الرابع..
اشعل عبدالله سيجارة يحرق بها تفكيره المتواصل،،لا يزال في قوقعه صمته بعد مرور عده ايام علي ما حدث و تائه في خططه لكيف سيسترجعها ،، لا يزال كلام والدتها عن وجود رجل اخر يطعن رجولته ولكنه سيكون احمق ان تركها تفسد حياته مع زوجته حتي وان كانت بحاجه خاصه لأعاده تربيه وهو الامر الذي لن يتأخر به ما ان تعود اليه…… ليعلمها كيف تهينه امام الجميع ،،، زفر بتعب وهو يفرك عيناه بعد أطفأ السيجارة التي اخذ منها نفس واحد … وقرر الاتصال بها…. فقد مر وقت كافي ليهدأ كلاهما قبل الحديث كزوجين عاقلين لانه لن يتركها ابدا و هي لا ترغب في تركه اصلا فلما سوجد هذا الخيار بالأساس،،، ابتسم بسخريه نعم بسبب والدتها و والدته و تدخلهم ،،، لكن امر والدته سهل وتم السيطره عليه بعد ان اقنعها برغبته بإكمال الزواج ويعلم انها لا تزال تحمل الحقد في قلبها لوالده رحمه ولكن سيكون عليها اعطائهم مساحه وعدم الاحتكاك بها حتي يدير احواله …….
والان حان وقت انهاء الامر فهو يعشقها وهي تعشقه ذلك هو علي يقين منه ،،، خاصة وقد شعر بكل ارتجافه و انين فر منها وهي بين ذراعيه غير قادره علي مجابهه حراره مشاعره….
امسك الهاتف مقرراً الاتصال بها فليذهب كبرياءه للجحيم،،،هي اغلي ما يملكه في حياته منذ ان وقعت عيناه عليها و عافر شهور طويله حتي يصل الي قلبها ثم يخطفها حظه من براثن والدتها التي لطالما رأت فيه خائب الرجا الفاسد الذي سيحطم حياه ابنتها ،، وابداً لن يعطيها فرصه التشفي بهما….كاد يفتح الهاتف حين رن بيده ، اجابه سريعاً :
-ايوه يا محمود، عامل ايه؟
حمحم الاخر قائلاً :
-الحمدلله يا ريس، انت اللي عامل ايه دلوقتي؟
ارتفع جانب وجهه ليقول :
-زي ما انت شايف..
-متقلقش ان شاء الله خير وربنا هيصلح الحال،،، انت ابن حلال وهي بنت حلال و بتحبك بجد….
اجابه بهدوء:
-انا عارف يا محمود!
تنحنح محمود فهو يعلم بحساسيه بأمر زوجته ولولا حاجته لشهود يومها لما علما بالأمر هو او جلال، ثم اخبره:
-والله ده في يومها فضلت تعيط وتلوم امها انها خلتها تتشاكل معاك…
لمعت عيناه برضا ولكن رجولته منعته من إكمال الحديث عن زوجته فأنهاه بقوله:
-تسلم يا محمود معلش انا هقفل….
اغلق الهاتف وخبط به علي كفه الاخر بتفكير، متأكد من حبها له وربما كان حبها هذا هو السبب بوجودهم في هذا الموقف فهي عنيدة لن تقبل سوي ان تكون اولي اختياراته ولكنها غبيه لا تعلم انها كل اختياراته وكل امر بجوارها غير موافى شروط منافستها،،،، لكن مشكلتها انها لا تحسب حساب بأنه رجل بسيط لا يملك سوي كرامته ولن يقبل ان يكون عاله علي زوجته، الموت في احدي تلك الحوادث اهون من ذلك …..
*****
جلست رحمه علي ركبتيها فوق مقعد الشرفة مستنده علي سورها تتطلع علي الشارع اسفلها بحزن ووجوم، رفعت ملعقة من الشوكولا تلتهمها قبل ان تعيد انظارها تتابع المارة بملل،،، فدلفت والدتها تضرب كف علي الأخرى بغيظ لتوبخها:
-بسم الله الرحمن الرحيم،،، عفريت قاعد في البلكونة،، طيب اتكسفي علي دمك ب الكحكه المنكوشه دي و ادخلي…
رفعت حاجبها بلا مبالاة فقد عمدت الي تجاهل والدتها خلال تلك الايام الفائتة كاعتراض و محاوله لترتيب امور حياتها وابعادها عن قراراتها و خبايا عقلها حتي تفهم انها لن تترك زوجها وانه لولا كبرياءها الاحمق لكانت معه وبين احضانه في شقتهم منذ الازل…..مسحت طرف فمها بقميص بجامتها المختلف تماماً عن سروال البيجامة الأخرى التي ترتديها فقط لتزيد من حنقها لتجيب:
-انا حره، واحده مكتئبه وعايزه تعيش حياتها يا ستي!
-كتك القرف، هتفضلي طول عمرك هبله زي ابوكي!
جزت علي اسنانها ليعلو صوتها باعتراض:
-لو سمحتي متغلطيش في بابا الله يرحمه،،، الله ده حتي الميت ليه حرمته!!
شوحت بيدها بلامبالاة متمتمه :
-بلا نيله مخدتيش حاجه منه غير المبادئ و النفخه الكدابه!
-ربنا يسامحك!!
قالتها بغيظ وهي تحتضن علبه الشوكولا تكمل التهامها فهتفت والدتها منبهه:
-انا رايحه لخالتك عشان تعبانه شويه ساعتين و راجعه ولمي شعرك الزفت ده فضحتينا!!
لم تجيبها واستمرت في الاكل، بعد دقائق مسكت هاتفها تطالعه بأمل وكأنها تحايل الحبيب ان يهاتفها ويرحم شوقها،، انتفض قلبها باعتراض وبكل جنون شوقها و قلب يعلو دقاته بأذنها ضغطت علي اسمه ،،ثوان مرت ليعيطها بأن الرقم مشغول، اغلقت و لوت شفتيها ربما هي رساله من القدر!، تنهدت ورمت به بجوارها وعادت تستند بجانب وجهها علي السور تطالع المارة بحزن يمزقها !!
*****
جهز عبد الله فنجان قهوته وجلس يتربع الاريكة بتأهب وهو يرص سجائره امامه تمهيداً لحرقه الدم، رفع هاتفه للاتصال بها، كاد يضغط اسمها حين قاطعه القدر كعادته وهذه المرة كان جرس الباب…تأفف بحنق وفتح ليقابله رجل في الاربعين من عمره سمين نسبياً ومعه ملف في يده فتساءل:
-افندم، حضرتك عايز مين؟
اجاب الرجل بوجوم :
-انت عبدالله محمد الرفاعي؟
-ايوه انا….
-انا محضر من المحكمة ولو سمحت امضي هنا عشان تستلم الاعلان!
اتسعت عيون عبدالله بتعجب ليردف:
-اعلان ايه بالظبط؟
-امضي واستلم الله يكرم وهتعرف من الاعلان!
قالها الرجل بأرتباك فخطف الملف من يده يمضي ويسحب ورقه الاعلان منه متمتماً شكره…
اتسعت عيناه و علت انفاسه ولم ينتظره الرجل وهرب من امامه، مرت عيونه الحاده علي الكلمات وكل حرف منها يمزقه….. حتي وقفت عند جمله حطمت رزانته و هدوءه فخبط كفه بالباب بكل عنف يسب و يلعن و يتوعد زوجته المصون!!
جذب مفاتيحه واغلق الباب خلفه بقوه اهتياج مشاعره، مقررا الذهاب اليها وقتلها هي و والدتها معاً في الحال، غير مبالي انه لا يزال بملابس البيت و المكونة من سروال قصير اسود يصل لركبتيه تقريباً و قميص قطني ازرق، استقل اول سيارة اجره امامه و زمجر بعنوانها….
*****
استقامت تتمطاء بتعب فانحصرت انفاسها بصدمه وسعلت بقوه وهي تري معذبها يترحل من سيارة اجره امام منزلها….. اتسعت اعينها ودارت داخل مقلتيها باضطراب هرعت للداخل امام المرآه تطالع هيئتها و بجامتها الغير متناسقة واسرعت بخلع النص العلوي ومسحت به وجهها تتأكد من ازاله اي اثر من الشوكولا، واكتفت بمنامتها ذات الحمالات الرفيعة بأسفلها ، فكت شعرها المتكتل اعلي رأسها وفركته بقوة لكنها انتفضت برعب و هربت الدماء من وجهها عندما طرق عبدالله الباب بقوة مرعبه، تجمدت ثوان ثم هتفت مسرعة وهي تركض لفتح الباب:
-ايوه ايوه جايه يالي بتخبط!!
فتحت الباب فدلف مسرعا بأنفاس متصارعة واغلق الباب خلفه ابتعدت خطوه مصطنعة المفاجأة :
-عبد الله، انت بتعمل ايه هنا؟ فيه ايه بتخبط بفظاعه ليه كده!
تراجعت بخوف وهي تتابع نظراته القاتلة وعيونه الغاضبة وشهقت عندما امسكها من منامتها يجذبها نحوه صارخاً في وجهها باتهام :
-بتعملي فيا انا كده يا رحمه!!
-انا عملت ايه مش فاهمه!!
اردفت بارتباك وجسدها يكاد يرتعش ليهزها مره بعنف متابعاً :
-بترفعي عليا قضيه خلع يا رحمه، ده انا هنفخ امك!!
اتسعت عيناها بذعر وحاولت التملص منه لكنه اعادها امامه فقالت بهلع:
-اقسم بالله ما حصل انت اتجننت يا عبدالله!
عبث بجيبه لإخراج الاعلان فانفلتت من قبضته و ركضت حول الاثاث بذعر فهي تعلم ثقل تلك الفعلة علي الرجل بصفه عامة و الرجل المصري بصفه خاصة،،، اتبعها بسلاسه و غضب وهو يلوح بالورقة امامها قائلاً من بين اسنانه :
-وايه اللي انت كتباه ده كمان،،، اخاف الا اقيم حدود الله،،،، ده انا هقيم عليكي الحد وهدبح زي بتوع داعش انتي و اللي لعبت في دماغك….
عاد التفت حوله كالثور الاهوج صائحاً :
-فينها امك!! يا محترمه يا كبيره!!!
احابته وهي تنتقل خلف مائده الطعام قائله:
-ماما عند خالتي…
زم شفتيه و رمي الورقة ارضاً بأنفاس عالية هوجاء ليقول بحده :
-تمام خدي نصيبك انتي!!
صرخت بخضه عندما حاول الامساك بها واخذت تركض يميناً و يساراً حول المائدة متذكره مناورات الطفولة مع والدتها للهرب من العقاب،،،، الفرق ان في هذه اللحظة هي تحارب لإنقاذ حياتها فزوجها يبدو كمن تلبسه عفريت كاد يمسكها فأفلتت سريعا قائله:
-يا مجنون اسمعني الموضوع في حاجه غلط!
-ايوه طبعا الموضوع كله غلط اصلاً ،،،، بس انتِ صح شهر كتير عليكِ فعلاً انا معنديش نظر،، فسيبيني اصلح غلطتي و اريحك ،،عشان انا مقبلش انك لا تقيمي حد الله و ساعتها هقتلك بأيديه دي وابعتك عنده!!!
ركضت بخضه عندما قفز نحوها واحتمت بقطعه اثاث اخري قبل ان يتبعها بالجانب الاخر يحاصرها فأجابت :
-يابني ادم اهدي و اسمعني،،، بقولك والله ما اعرف حاجه عن الموضوع ده!
-اومال القضيه اترفعت لوحدها محدش يقدر يتعامل في المحاكم غيرك….
شحب وجهها لحظه قبل ان تبعد خصلاتها للخلف بأصابع مرتعشة متمتمه بتفكير عالي :
-ماما! لا لا مش معقول!
قطع تفكيرها برده المتهكم:
-مانا عارف انه اكيد امك هي راس الحيه، اللي اقنعتك تروحي ترفعي القضية عشان يخلا الجو لعريس الغفلة…
صمت قبل ان يقترب منها مهدداً بهدوء ينذر بالشر:
-لكن ده بعينك و بعين اتخن تحين في اهلك ومش هطلقك لو بموتي،،،،،يا عيله مفيهاش راجل بجد!!
جزت علي اسنانها وهي تبتعد عنه لتهتف بنفاذ صبر:
-افهم يا غبي تعبتني و بلاش قله ادبك ،، انا والله العظيم ما اعرف حاجه عن الموضوع ده!
دوت ضحكته الساخرة وهو يتبع تحركاتها لينتهي به الحال بظهر الأريكة بمنتصف الردهة وهي تبعد عنه بمترين خلف الأريكة المقابلة لها ليلعن تلك الموضة التي تلقي بالأثاث بمنتصف الطريق وتلك الأرائك الضخمة عديمة الفائدة، أعاد انتباهه للغضب بداخله ليردف باتهام :
-قله ادب هو انتِ لسه شوفتي قله ادب ،،،،،، بصي هبهرك بعون الله!
جحظت عيناها لتهتف:
-انت دماغك نشفه ليه بقولك مش انا مش انا!!!
-كفاية كذب بقي انتِ مش بتتعبي من الكدب وانا الحيوان اللي طول الوقت ده فاكرك ملاك وقال ايه بحبك يا عبدالله ولازم اطلق، و هموت من غيرك لو حصلك حاجه يا عبدالله،،، وفي الاخر عبدالله خد علي دماغه و طلعتي عجينه من امك!!
علت انفاسها بغضب احمر ولم تشعر بنفسها الا وهي تركض وتقفز نحوه صارخه بقوه كالهنود الحمر اتسعت عيناه بذهول وهو يري هجومها وتجمدت حركته حتي اصطدمت قوه جسدها الضئيل بجسده القوي ولكنه كان كافيا لقلب جسديهما معاً وللحظه شعر بالامتنان لتلك الاريكة خلفه ، استلقي بشبه ميل علي ظهره بينما تربعت هي فوقه ثانيه قبل ان تكمل هجومها بتكتيف ذراعيه بذراعيها هاتفه بحده:
-انا مش كدابه بقولك وبحبك غصب عنك وعن عينك مش محتاجه تصدقني يا خاين يا جبان ،،
لم يبالي بوضعه وحرك رأسه بغضب دون ان يحرك جسده فيقع كلاهما ليقول مستهزئاً :
-أنتِ حوله هو مين االي خاين وخان الثقه مش انتِ!!
جزت علي اسنانها شبه متقافزه فوقه من شده الغيظ لتقول:
-انت اللي خاين طبعا لما في وقتها مقولتليش تغور الدنيا و كفايه عليا انتِ، صح ولا مش صح يا استاذ….
اغمض عيناه يتنفس بانتظام، يحاول كبح رغبه تتولد داخله بان يقلبها من عليه علي الارض القاسيه و ينهيها بأحدي حركات المصارعة الحرة لكنها قاطعت افكاره بقولها :
-بص انا عارفه ان الموضوع يحرق الدم بس انت لازم تفهم ان من يوم ما بابا أتوفى وانا عامله توكيل قضايا لماما،،انا مكنش فيا حيل او نفس اتابع حاجه كنت زي الميته وهي كانت وكيلي عشان تضمن حقي من ورث بابا اللي اتقسم بيني انا و اخواته….
قالتها بنفس واحد طويل ثم جذبت اخر خلفه لتستكمل بتعب وهو يتابعها بصمت :
-والله العظيم انا عمري ما اعمل فيك كده حتي لو انت ندل و جبان و اتخليت عني!!
رمش وهو يتفحص ملامحها ليتبين كذبتها و لكن الصدق بعينيها اذهله لا يقوي علي استيعاب قذارة والدتها لتفعل هذا دون علمها ، انقبضت اصابعه وانبسطت بتوالي وكانه يمر بحاله عصبيه ما،، ثم استقام بنصف جسده فجأه فشهقت بخضه وتعلقت برقبته خوفاً،،،، فتح فمه للتحدث او التساؤل عن الامر اكثر،، ولكن وجهها الملاصق لوجهه وعينيها التي تطالعه بلمعه وكأنها تنتظر شيء هو ينتظره اكثر منها بمراحل اشعله و شتت افكاره وبدون تفكير مال عليها يحتضن شفتيها بقوه، تسمرت بين يديه ثوان معدودة قبل ان ترتخي وتبادله قوه مشاعره،،،، قبض علي كتفيها يعتصرها اليه،،،،غارقاً بنكهتها الناعمة الرائعه ثم انتقل شغفه الي رقبتها العارية بأشتياق ،، حاولت التملص او الاعتراض حتي لكنه شل تفكيرها وهو يطبق علي خصلاتها مبعداً رأسها للخلف ليستكمل صك ملكيته علي طول رقبتها بكل خبرة و تأني يحسد عليه….طار عقله وهو يستمع انين استجابتها ولكن سريعاً ما شعر بجسدها يرتخي ويبتعد بثقل مريب… رفع رأسه نحوها ليجدها تجاهد لفتح عيناها الناعسة فتساءل:
-مالك يا رحمه؟
حاولت هزت رأسها بضعف تنفي وجود خطب ما وبللت شفتيها وهي ترتمي في احضانه… فعدلها وهزها بذعر قائلاً :
-رحمه، رحمه فوقي يا حبيبتي!
[٢١/١, ٦:٣٤ م] زوزو: الفصل الخامس و الاخير:
حملها يعدلها علي الأريكة واسرع لإحضار كأس من الماء وبعد قليل من القطرات المتقاذفة بوجهها بدأت تعود لصوابها…. رمشت بقوه قبل ان تتعلق عيناها الزائغة بعيناه التائهة بخوف، فأسرع بقوله:
-رحمه انتي كويسه؟ انا اسف حقك عليا مقصدتش اتغابي معاكي!
ضحكت بخفوت لتقول ببحه :
-ده انا اللي اسفه علي كل اللي بيحصل ده…
قاطعها سريعا وهو يمسح وجهها بحنان:
-ولايهمك كل حاجه فداكي حتي انا !
رفعت اصابعه تقبلها لتقول بحتميه:
-انت لازم تعرف اني بحبك و عمري ما هحطك في موقف زي ده،،، انا اسفه ان ماما عملت كده،،، بس ارجوك افهم انها امي وانا مش هقدر اعملها حاجه…
اغمض عيناه بتعب و حقد دفين ناحيه والدتها لكنه ابتسم نصف ابتسامه مجيباً:
-انا عارف يا حبيبتي متحطيش في بالك!
اعتدلت فساعدها أمراً :
-الحمدلله انك كويسه،، قومي البسي بسرعه هنروح للمستوصف اللي علي اول الشارع نكشف؟
انكمشت ملامحها بتعجب لتعترض:
-ليه يعني، ما انا زي الفل اهوه، دي دوخه بسيطه تلاقيها من الخضه بس بتاعت كينج كونج اللي هجم عليا من شويه!
انهت جملتها بعبثيه و مرح لكنه لم يجاريها و بملامح واجمه استطرد:
-قومي البسي يا رحمه!!
زفرت فهي تعلم عناده جيداً وبعد دقائق طويله استغرقتها فقط لإشعال حنقه عقاباً علي إجبارها للذهاب للطبيب، رافقته وذهبت معه …
*****
-طمنيني يا دكتوره؟
سأل بلهفه لتبتسم الطبيبة مبشرة:
-المدام حامل،، انا قولت اشيل شغل الساسبنس و المقدمات و اطمنك علي طول، الف مبروك!!
انضمت اليهم رحمه و ابتسامه عريضة تأكل وجهها وازت سخافة ابتسامته و سعادته الصادمة….. اقتربت منه تجاوره بخجل فقبل يدها غير مبالي بالطبيبة التي تصطنع الانشغال فقالت بسعادة :
-مبروك يا عبد الله!
-الف الف مبروك يا قلب عبد الله من جوا…
-يا جماعه بالله عليكم، الف مبروك و كل حاجه بس راعوا اني سنجل و كده خطر عليا!
قاطعتهم الطبيبة وانهت جملتها بضحكه لطيفه شاركتها بها رحمه بينما اكتفي هو بمراقبه تلك الابتسامة المشرقة!!!!
*****
قبل عبدالله يدها للمرة الالف مما زاد من ابتسامتها وهي تحاول فتح باب شقتها،،، دلفا سوياً بابتسامة واسعه لكنها سرعان ما اختفت ما ان فتحت والدتها الجالسة فمها بتهكم :
-انا بردو قولت محدش هيخطف عقلك وينسيكِ تلفونك في البيت غير المحروس،،، ضحك عليكِ يا هبله ولا لسه؟
زفر عبد الله وهو يضغط علي قبضته فأجابت رحمه بجمود:
-ماما لو سمحتي،، احترمي انه جوزي و موجود في بيتنا!
استقامت بحده لتقول مستنكره :
-انتي كده،هتفضلي طول عمرك خايبه و غبيه ،،، انا عايزه اعرف هو بيسحرلك ولا ايه!
قاطعها عبدالله و وجه حديثه لزوجته :
-رحمه لمي هدومك ويلا بينا علي بيتنا،،، ولا لسه ليكي رأي تاني!
اندفعت والدتها مهلله:
-جرا ايه يا جدع انت،،،، انت ناسي انكم علي وش طلاق ولا ايه!
كاد يقترب منها بغيظ فاستوقفته رحمه قائله:
-استناني ثواني و جيالك…
اقتربت بغضب من والدتها تجذبها معها للداخل رغم اعتراضها و ما ان اختلت بها في غرفتها حتي هتفت من بين اسنانها :
-كفايه فضايح بقي،،،، مش كفايه اللي عملتي من ورايا،،، انا لحد دلوقتي مش عارفه ازاي قدرتي تعملي حاجه كده!
اخفت والدتها اضطرابها لتقول بحده:
-انا مش فاهمه انتي بتتكلمي عن ايه!
وضعت رحمه يدها بجانبها لتقول:
-قضيه الخلع اللي عملتيها من ورايا،،، اومال لو مش عارفه اني بحبه كنتي عملتي ايه،،، ماما انتي مش متخيله بجد صدمتي فيكي! …
علا صوتها باستنكار:
-ياختي بلا نيله هتاخدي ايه من حبك ده غير الوكسه، يابنتي اعقلي الله يرضى عليكي ده واحد صايع مينفعكيش!
طالعتها رحمه بكل جمود لتخبرها بثقه و حزم :
-انا حامل!
اتسعت اعين والدتها ر لكن بالتأكيد لم تكن الفرحة هي الظاهرة منهما ، زمت رحمه شفتيها واقتربت منها بهدوء لتستكمل:
-رد فعل متوقع بس خدي بالك بقي ان جوزي الوحش ده هيبقي ابو عيالي و ابو احفادك…. هينفع تعامليه بالأسلوب ده قدامه او قدامها لما تكبر …. ولا ابشع افرضي منعك اصلا انك تشوفيهم!
قاطعتها والده مستنكره:
-لا عبدالله مش هيعمل كده!
ابتسمت رحمه بانتصار لتؤكد:
– بالظبط هو عمره ما هيعمل كده لانه راجل بجد و عارف الاصول ده غير اخلاقه اللي اجبرتك انك تنكري دلوقتي انه ممكن يعمل حاجه بشعه و مرفوضه كده…
جلست والدتها بعناد وعقدت ذراعيه بصمت و وجوم فتنهدت ابنتها قبل ان تجثو امامها مبرره:
-يا امي انتي حبيبتي وكل اللي ليا في الدنيا دي،،، ارجوكي بلاش مشاكل ملهاش لازمه مع عبدالله لاني مستحيل اسيبه او اتخلي عته !
لوحت يدها باستسلام وكأنها تخبرها بحريتها وان تتحمل عواقب أفعالها فقبلت يدها رغماً عن مقاومة والدتها واكملت:
-انا همشي دلوقتي ،،، ارجوكي تتصلي بالمحامي اللي زي ماجبتي يرفع القصيه يتنازل عنها،،، عايزه الصبح تديني الاوكيه ان الموضوع ده انتهي!
اجابتها والدتها بتهكم:
-تحت امرك يا هانم قومي روحي لجوزك اللي مش طايق يبص في وشي احسن يزهق ويسيبك!
هزت رأسها بقله حيله لتقول:
-كلها يومين ويهدي اللي عملتي مش سهل بس انا هاعرف اراضي ازاي!
-ياختي،،،، انتي حره و هو حر اللي يشيل اربه مخرومه!!
وبالفعل جذبت كل ما قد تحتاجه للان و وضعته في حقيبة صغيره علي ان تعود للم اشياءها في يوم أخر، توجهت نحوها فوجدته يقف عند الباب بوجوم عاقداً ذراعيه، اتسعت عيناها لتقول:
-انت واقف على الباب كل ده!
اخذ منها الحقيبة واغلق الباب خلفهم في طريقهم للخارج ليجيبها في طريقهم للمصعد:
-مش هقدر ادخل بيت امك ده دلوقتي،،، انا هموت و اروح بيتنا واخدك في حضني تاني!
ابتسمت بمشاكسه ما ان استقلا المصعد لتقول:
– ونستني البيت ليه ما الاسانسير اهوه!!
رمي بالحقيبة واقترب منها بعيون لامعه قبل ان يضمها اليه بابتسامة مشاغبة، قابلته ابتسامتها الاكثر مشاغبة !!!
*****
فتح عبد الله باب شقتهم بابتسامه واسعه وحاوط جسدها يدفعها بخفه فرفضت وهي تبعد يداه قائله بقطعيه:
-استني،،،، بص يا عبدالله قبل ما اخطي خطوة واحده جوا البيت ده،،،،قولي هتكمل الشغلانه الزفت دي ولا لا، انا كبرت بيك يا ابن الناس عشان عارفه اني محقوقالك وحافظت علي كرامتك وخدت بعضي وجيت معاك،،، لكن لحد هنا واستوب….
قاطعها بتعجب :
-طيب ادخلي نتكلم جوا، هنقف علي الباب…
رفضت وهي تعقد ذراعيها مستكمله:
-هي كلمه ورد غطاها هتسيب الشغل خصوصا اننا مستنين بيبي دلوقتي وهيحتاجك اكتر ما انا هحتاجك ولا اخد بعضي اروح لحد من صحابي!
اطرق رأسه بتعب لكنه لم يفكر كثيرًا ليقول:
-انا موافق يا رحمه اسيب الشغل،،، بس بشرط!
توقفت ابتسامتها عن التمدد لدي سماعها باقي جملته وتساءلت بحده:
-شرط ايه ان شاء الله؟
-هفضل في الشغلة دي لحد ما الاقي شغله تانية لأني ببساطه مش هقعد عاطل في البيت واقعد اللي معايا زي خيبه الرجا في بيتهم،،،عشان علي الاقل يلاقوا وقت يدوروا علي شغل هما كمان و مقطعش عيشهم ده جلال عنده عيلين ترضي نقطع رزق ابوهم ….
كادت تقاطعه فأوقفها بكفه مستكملاً :
-وانا اوعدك اني هلاقي شغل في اسرع وقت،،، قولتي ايه بقي يا ام العيال!
انهي جملته بابتسامه عبثيه فتنهدت باستسلام واعلنت موافقتها وهي تخطو لمنزلها من جديد……
*****
-عبد الله يا عبد الله اصحي!!
ضمها اليه اكثر رافضاً الاستيقاظ من نومه الهانئ بجوارها فدفعت جانبها في جسده بغيظ،، ليأن بقوه وتتسع عيناه،،،اتسعت عيناه هي الاخر وقد شعرت بهول فعلتها لكن الضحكات غلبتها،، في انفعال غريب من نوعه،، جز علي اسنانه وهو يضغط علي كتفها يدفعها بغيظ:
-انتي بتستعبطي يا رحمه في حد يعمل كده!!
خطفت ضحكاتها انفاسها رافضه ان تتركها وشأنها،، حتي هبطت الدموع من عيناها وهي تري الشرر يتطاير من عينيه لتقول:
-مكنتش اقصد يا بيبي و النعمه!
اغمض عيناه بتعب قبل ان يرتمي علي الفراش مره اخري يتقلب بألم طفيف ليتساءل بضيق:
-افندم اديني صحيت يا بارده عايزه ايه؟
طرقعت لسانها بحلقها بتفكير اثار جنونه قبل ان تقول:
-مش فاكره!
-وحياه امك!
قالها بحده و هو يزيل الغطاء من عليهما،، لتدوي ضحكاتها مره اخري،، حرك رأسه بأسي فمنذ يومان كان تتمرغ باكيه تشكو بان الحمل جعلها سمينه قبيحة،،،،، والان لا تستطيع كبح ضحكاتها وكل هذا ولم يمر سوي اربعه اشهر علي حملها فما بالك في نهايه الشعور، تنهد ورفع رأسه هاتفاً بأستغاثة:
– يارب،،،، انا عملت ايه في دنيتي!
حركت يدها بملل لتردف:
-يا شيخ اتلهي وانت كنت تطول حد يبصلك غيري يا ابني ده انا انقذتك من العنوسة !
ضرب كتفها بكتفه بخفه وقد لمعت عيونه بفكره ليقول :
-تراهني يا تختخ !
انقلب مزاجها في لحظه فاعتدلت بنصف جسدها العلوي ورفعت حاجبها وهي تجذبه من ياقته محذره :
-قصدك ايه يا خفه!!
علت صوت ضحكاته المرحة لأنه نجح في اغاظتها ليجيب سريعاً منقذًا نفسه من تقلبات مزاجها:
-قصدي،، ان صباحك فل يا لوز اللوز يا ابيض يا قلبظ انت !
مطت شفتيها وقد هدأت في لحظه واخذت تلعب في ملابسه لتقول بدلال:
-يعني مش قصدك اني تخنت؟ وبقيت وحشه؟
-يا ساتر يارب وانا اقدر ،،، ده انتي قمر يا بت!
قاطع مداعباتهم السمجة والثقيلة علي قلوب المواطنين،،،صوت رنين الهاتف،،، اجاب سريعاً ما ان رأي رقم الشركة التي يعمل بها:
-الو….. ايوه انا…. اه… اه…..
جحظ عيناه بتركيز قبل ان تتسع بصدمه ليعتدل بقوه علي ركبتيه قك يقول :
-تعويض!!
حاولت رحمه جذب انتباهه متسائلة عن هويه المتحدث كعادة الزوجات فهز اصابعه لتصمت واعاد انتباهه للمكالمة ليجيب بعد ثوان:
-ايوه شبه ارتجاج في المخ ،، معايا كل التقارير……. اه.. اه تمام… ساعه واحده وهكون عندكم!
اغلق هاتفه فتسارعت متسائلة بفضول :
-ايه اللي حصل ارتاج ايه وتقارير ايه، طمني؟
رمش بصدمه ليقول بعدم تصديق :
-انا هاخد تعويض بسبب الحادثه!
-مش فاهمه حاجه؟
-الحج محمد بتاع قسم العماله في الشغل الله يستره لما عملت الحادثة رفع شكوي للشركة يطلب تعويض من التأمينات وهما بيتصلوا بيا عايزين كل التقارير الطبيه عشان يحددوا متوسط التعويض !
اتسعت ابتسامتها بجشع بشري غريزي قائله:
-الله،،،،يارب يدوك تعويض حلو عشان تفكك من الشغلانه دي و تفتح اي حاجه ان شاء الله حتي محل سوبر ماركت صغير!
عض شفتيه بتفكير وضمها اليه لتجاوره وقال:
-انا لو خدت مبلغ حلو،، ساعتها هجيب قطع غيار و وكروت اسانسير وبكده اشتغل نفس شغلتي و مقطعش بعيش صحابي!!
استكملت بحماس و حالميه :
-وانا هقبض جمعيه كمان شهر خدها هديه مني ليك،، وابدأ ان شاء الله تفضي اوده في البيت تشتغل منها لحد ماتكبر ويبقالك مكان كبير اوي وساعتها انا اللي هديروا معاك وابقي المديرة! !
ضحك علي حماستها وضمها اكثر لا يزال في صدمه انه سيحصل علي مبلغ من الاموال بتلك السهولة فالدنيا ينطبق عليها المثل القائل (الحداية مبتحدفش كتاكيت) ،،،، رافقته الضحك وهي تستند علي صدره وقد هدأ بالها وأخيراً تستطيع النوم بلا كوابيس لفقدانه ،،،،ثوان مرت قبل ان تتحدث بحماسه و غرور :
-ده رزقي انا واللي في بطني علي فكره!!
رمقها بطرف عينه ليقول:
-يعني مش رزقي عشان اتشلفط بيهم مثلاً!!
-لا طبعا،،، اسكت اسكت،، انت ايش فهمك انت ده ربنا بيراضيني عشان……
قاطعها بسخريه:
-عشان انتي الشيخة الخضرة مش كده،،، وبعدين لمي لسانك شويه انا كنت ناوي اربيكي علي اللي عملتي فيا يوم امك لكن مضطر اسكت بس عشان حامل، فعامليني بأسلوب احسن من كده عشان بقيتي قليله الادب…
مطت شفتيها بدلال لتقول :
-اخص عليك، انت قلبك اسود اوي، وبعدين مش جوزي و بدلع عليه ثم انا مستخسر فيا اني احلم و اتمني يا ساتر عليك !
-احلمي يا اختي احلمي…
قالها وهو يعيدها الي احضانه لتقول بثقه:
-هحلم و هيتحقق باذن الله !
انهت جملتها بابتسامه مشرقه وهي تستند علي صدره، صحيح ان الحلم صعب التحقيق و لكنها البداية و كما كان يخبرها والدها
،،،، فالأحلام خلقت لتتحقق،،،،،
وكل انسان معرض لفترة ضعف، تحايله فيها رياح الضيق ثم تغمره امطار الفرج ، لكن بدل من أن ينكسر، عليه الصمود و الإيمان،،، ولا ننسي ان وراء كل عظيم رفيق درب أعظم ضحي ليبقي في الخلفية يسانده ….