
#الفصل_الثاني
#رواية_لعبة_القدر
هيام حست بحركة غريبة في البلكونة، وشافت ضل راجل واقف وبيقرب منها ببطء. كانت تشعر بخوف شديد، وقلبها بدأ يخفق بسرعة. النور القادم من الشارع كان يلقي ظلالًا غامضة على الحائط، مما زاد من خوفها.
الغرفة كانت هادئة، إلا من صوت النافورة في الحديقة الخارجية. الهواء كان دافئًا ومليئًا برائحة الزهور. هيام كانت جالسة على الكرسي، قريبة من البلكونة، ووجهها كان مشرقًا في الظلام.
لما شافت الضل، قامت هيام من الكرسي، ورجعت لورا برعب. كانت تشعر بالخوف والضيق، وقلبها كان بيخفق بسرعة.
هيام بخوف: انت مين
قربت من البلكونة ببطء وسحبت الستاره بسرعه اتفاجأت برجب كان واقف و بيبصلها بدهشة و زهول من جمالها و انوثتها وشعرها الناعم الطويل
رجب بفضول: انتي اللي مين و بتعملي ايه هنا
هيام بتوتر وخوف: انا عايشه هنا…. انت اللي مين بقاا وازاي تدخل بيوت الناس بالطريقه دي
رجب باستغراب: عايشه هنا… ازاي…… اااااه فهمت يبقا انتي البت اللي انا شوفتها داخله القصر مع الحاج عثمان
هيام بغضب وضيق من شكله وقالت: امشي اطلع برا
رجب بفضول ولهفه: طيب ما نتعرف الاول
هيام بغضب: انت شكلك مش بتفهم
راحت فتحت بابا الاوضه وصرخت بصوت عالي: حرامي… في حرامي في اوضتي
طلع سلطان من اوضته بسرعه وفي ايديه مسدس اول ما سمع حرامي… طلع عثمان بخضه وجري علي فوق
دخل سلطان واتفاجأ بوجود رجب في اوضة هيام… قربت هيام من سلطان وقالت: الحيوان دا دخل اوضتي من البلكونه معرفش ازاي طلبت منه يطلع رفض
بص سلطان علي رجب بغضب شديد وقال: انت بتعمل ايه هنا
رجب: انا كنت جاي اشوفك مكنتش اعرف ان فيه قمر قاعد عندك
بصتله هيام بغضب وضيق… ضم سلطان قبضة ايده وقال: مش فيه بابا تدخل منه
رجب: منا متوعد اجيلك بالطريقه دي
بصله عثمان بقلق انه شاف هيام اكيد دلوقتي هيروح يقول لأهل الصعيد كلهم عنها
مسكه سلطان بضيق وسحبه وراه خده علي اوضته…. بصت هيام لـ عثمان وقالت: هوا انتو عادي عندكم كدا تدخلو بيوت الناس بالطريقه دي
عثمان بحرج: لا طبعاً بس الواد ده مجنون شويه
سلطان بضيق وغضب: انت جاي عايز ايه في الوقت ده
رجب بفضول: لما تقولي الاول مين دي…. يبقا كنت بتكدب عليا ودي البت اللي الحاج عثمان جابها معاه علي هنا صح ولا غلطان
سلطان: ايوه صح وبعدين… متحشرش منخيرك في اللي ميخصكش
رجب: ماشي بس برضو عايز اعرف مين دي
“مراته “قالها عثمان وهوا بيدخل الاوضه الاتنين بصوله بصدمه
رجب: مرات مين
عثمان: مرات ابني هوا في غيره… سلطان
بصله سلطان بصدمه كان هبتكلم منعه عثمان وهوا بيبصله بحده انه ميتكلمش دلوقتي و هيفهمه كل حاجه بعدين
بص رجب علي سلطان بصدمه وقال: الكلام ده صح دي مراتك يعني انت اتجوزت
سلطان بتردد: اا ايوه مراتي في حاجه
رجب بصدمه: مراتك كيف وامتي حصل الكلام ده…. دنا صاحبك يعني اول حد يعرف كنت انا وليه معملتش فرح كيف ولد الحاج عثمان يتجوز كدا
سلطان: عادي الموضوع حصل بسرعه…. قفل علي الموضوع وقولي كنت عايزني في ايه
رجب: مفيش كنت فاضي قولت اجي اقعد معاك شويه
بصله سلطان وهوا عارف ان رجب جي هنا عشان يعرف موضوع البت اللي شافها مع ابوه
فجأه حط سلطان المسدس علي راس رجب وقال بحده ارعبته: لو لسانك نطق بكلمه قدام اي حد عن موضوع مراتي انت عارف كويس يا رجب هعمل فيك اي
بلع رجب ريقه بخوف وقال: متقلقش يا صاحبي سرك في بير… استأذن انا
ومشي من قدامهم بسرعه وطلع برا القصر…. بص سلطان علي عثمان وهوا عايز يفهم ابوه قال ليه انها مراته قدام رجب
سلطان: انت ليه قولتله انها مراتي وهيا مش كدا
عثمان: كنت عايزنا نقوله اي…. اول ما يعرف انها مراتك مش هيحاول يدور وراها ولا يعرف هيا مين وجايه هنا ليه…. وعشان كدا كدا اكيد اهل البلد هيشمو خبر بوجودها هيقولو اي علينا ولا عليها بت غريبه قاعده مع راجلين وحديها وانت عارف الناس وكلامهم لكن اول ما يعرفو انها مراتك مش هيتكلمو…. واسم هيام دا تنساه خالص هيكون اسمها هدير عشان محدش يعرفها
سكت سلطان بيفكر في كلام ابوه شويه وقال: ماشي وياريت تفهمها هيا كمان الكلام ده….. دا اصلا ان وافقت عليه
عثمان: ان شاء الله هتوافق مقدمهاش حل تاني… وبعدين دا جواز كدا وكدا يعني قدام الناس مش اكتر
هز سلطان راسه بتفهم…. سابه عثمان وراح علي اوضة هيام عشان يقولها نفس الكلام
مسحت جميله عيونها و راحت تفتح باب اوضتها وكانت امها اللي علي الباب رجعت جميله وقعدت علي السرير قعدت انصاف امها جنبها وقالت: متنشفيش راسك انا مش عارفه انتي مش موافقه ليه وبعدين هما لسه يعني بيتكلمو يعني مقلوش خلاص الفرح بكره دا كلام وفي الاخر يشوفو اي الدنيا ورد عمك عليهم ايه
جميله بحزن: انتي عارفه كويس يما ان محدش يقدر كسر كلمة جدي ولا اي حد
انصاف: عارفه بس انا شايفه برضو انه كلامه صح…. مش هتلاقي احسن من ولد عمك وانتي عارفه عادتنا وتقاليدنا البت متطلع من برا العيله
جميله بحزن: طيب ولد عمي هيوافق……. ولا حتي لو كان رافض هيوافق عشان ميكسرش كلمة جدي…. يبقا خلاص معروفه الجواز هيتم
انصاف: طيب ايه اللي مش عاجبك فيه راجل ملو هدومه ليه هيبه محدش يقدر يقف قدامه جيبه مليان مش هيخليكي محتاجه حاجه هيبقي ضهرك وسندك ويقدر يحميكي
طبطبت علي كتفها بحنان وقالت: فكري…. فكري كويس يا بتي مش هتلاقي احسن منه ليكي
وقامت وسابتها وطلعت وقفلت الباب وراها….. دموع جميله نزلت بحرقه وحزن شديد مفيش في قلبها غير حازم ومش عايزه غيره…. دفنت وشها في المخده وهيا بتبكي بحرقه وحزن شديد
هيام بصدمه: مراته
عثمان بتوتر: كدا وكدا قدام الناس بس انتي عارفه لو حد عرف انتي مين وبت مين ومش هيبقا في صالحك…. مفيش غير الطريقه دي عشان نمنع كلام الناس ومحدش يدور وراكي ويعرف انتي مين
سكتت هيام شويه وعرفت انه معاه حق لو حد عرف هيا مين ممكن تروح في داهيه والبوليس يعرف مكانها تبقي راحت فيها
هيام: ماشي بس قدام النااس مش اكتر
عثمان: ايوه قدام النااس بس اما مع بعضينا عادي كل واحد لحاله
دخل سلطان وقعد جنب عثمان وقال: خير يا ابوي عايزني في ايه
عثمان: كنت عند جدك من شويه وكلمني في موضوع يخصك
سلطان باستغراب: يخصني… يخصني كيف يعني
عثمان: عن جوازك من بت عمك… جميله
#يتبع
#الفصل_الثالث
#رواية_لعبة_القدر
دخل سلطان وقعد جنب ابوه عثمان وقال: خير يا ابوي عايزني في ايه
عثمان: كنت عند جدك من شويه وكلمني في موضوع يخصك
سلطان باستغراب: يخصني… يخصني كيف يعني
عثمان: عن جوازك من بت عمك… جميله
اتنهد سلطان بضيق وقال: هنرجع لنفس الموضوع تاني…. قولتلكم قبل سابق مش رايدها جميله دي زي اختي ومش هتبقا اكتر من كده
عثمان بغضب: عايز تكسر كلمة جدك اللي مفيش مخلوق علي وش الارض يقدر كسرها ولا يقوله لا
سلطان بضيق: يعني هتجوزوهالي بالعافيه ولا ايييه
عثمان: محدش فاضل في العيله متجوزش غيرك انت وهيا مفيش حل تاني لا ينفع نجوزها لحد غريب ولا انت تدخل واحده غريبه العيله…. قوم ربنا يهديك جدا مستنينا عشان نحدد معاد الفرح
سلطان بغضب شديد: يعني كدا خلاص اتفقتو وانا رأي ايييه ولا حاجه
عثمان بغضب: كلمة جدك مش هتتكسر انت سامع ولا لا
بصله سلطان بغضب بعدين سابه وطلع علي اوضته بغضب شديد
محدش قدر يعـ,ـطرد او يكـ,ـسر كلمة كبير العيله والفرح معاده اتحدد
حازم جلس على سـ,ـريره، غرفته المظلمة كانت مشعة فقط بضوء القمر الخافت الذي يخترق النافذة. كان يحدق في الفراغ، عينيه محمرتان من الدموع التي لم تكن قد انتهت بعد. يديه كانت تحتضن رأسه، وكأنه يحاول إخفاء العالم كله.
حازم بحزن شديد: لييه…. ليييه يا جميله تعملي فيا كده… وافقتي علي الجواز ليه…. هوا ده حبك ليا من اول فرصه ليكي بعتيني وانا كنت شاريكي
كمل و دموعه بتنزل: حبيتك اكتر من اي حد… كنت مستعد اخسر اهلي عشان…. وانتي بعتيني بالسوهله دي
كانت الغرفة هادئة جدًا، لا صوت إلا صوت تنفس حازم الخافت. كان يشعر بالخنق، وكأنه لا يستطيع التنفس.
كانت دموعه تتنهمر على خده، كان يشعر بالعذاب، وكأنه لا يستطيع تحمل هذا الألم من شدة حبه وعشقه لها
كان حاسس بخساره…. خسر اغلي حاجه في حياته وخسر معاها كل حاجه
كانت غرفة النوم مضاءة بالضوء اللامع للشموع، وجميلة تقف قدام المرآة الكبيرة، بفستان الفرح الأبيض الذي يلائم جمالها. لكن عينيها كانتا محمرتان من الدموع التي لم تكن قد انتهت بعد.
جميله بحزن شديد: سامحني…. سامحني يا حبيبي بس غصب عني
كملت بعياط ودموعها بتنزل: لو تعرف انا حاسه بايه دلوقتي… قلبي بيتقطع من الوجع اللي انا حاسه بيه بمـ,ـوت ومحدش حاسس بيا
كانت دموعها تتنهمر على خدها، كانت تشعر بالعذاب، وكأنها لا تستطيع تحمل هذا الألم. الفستان الأبيض كان يبدو كأنه سجن لها، وكأنها مشدودة فيه.
كانت المرآة تعكس جمالها، لكن عينيها كانتا تعكس الحزن والشوق. جميلة كانت تشعر بالخسارة، وكأنها فقدت كل شيء.
جميله: انا هتجوز بس قلبي معاك انت عقلي مش هيفكر غير فيك ياغالي
في تلك اللحظة، دخلت انصاف والفرحه والسعاده علي وشها وقالت: يلا يا حبيبتي الكل مستنيكي تحت
ابتسمت جميله غـ,ـصب عنها… خدتها انصاف ونزلت بيها تحت والذغـ,ـاريد والفرحه ماليه المكان… والبنات بتصقف وترقص… قعدت جميله وامها جنبها وبدأو يغنولها مع الطبله والرقص… بس جميله كانت في عالم تاني
كان الفرح قدام قصر عثمان ، مضاءة بألوان مبهجه والشموع تلمع مثل النجوم في السماء. الرجال كانوا يرتدون ملابسهم التقليدية الصعيدية
الذغاريد والطبل كانوا يصدحان بألحان شعبية صعيدية، والرجال كانوا يرقصون بالعـ,ـصي، ويضـ,ـربون الأرض بأقدامهم، ويصرخون من الفرح. الحصان المزخرف كان يرقص في وسط القاعة، مع نغمات الموسيقى والطبل.
لكن خلف هذا الجو من الفرح والسرور، كان هناك حزن خفي. سلطان كان يبدو حزينًا مكنش عايز دا يحصل… بس اجبر علي الموافقه عشان ميكسرش كلمة جدوه ولا يصغر ابوه قدام عمامه
جميلة كانت تشعر بنفس الشعور. كانت تتزوج رجلًا لا تحبه، وتفكر دائمًا في حازم، حبيبها الحقيقي. كان حزنها يخفي وراء ابتسامتها.
الناس كانوا يغنيان بألحان شعبية صعيدية، مثل “أهو دا ليالي” و”يابنات الصعيد”. الشربات كان يُوزع على الجميع، والقهوة كانت تُقدم في أكواب صغيرة.
بص رجب علي سلطان وكان ملاحظ الحزن اللي واضح عليه وقال: اييه مش عايز تتجوز عليها
بصله سلطان بحده ارعبته سكت رجب ومن خوفه من سلطان مقدرش يقول لحد عن جوازه من هيام
خلص الفرح وخد سلطان جميله علي القصر بتاعهم… والعيله كلها بتبصلهم بفرحه كبيره
لمح الشيخ عبد القوي جدهم وكبير العيله هيام اللي كانت واقفه ومتابعه كل حاجه بتحصل وهيا مندهشه من اجواء المكان وطريقة الصعيد في الاحتفالات والافراح
عبد القوي بضيق: مين دي
بص عثمان علي هيام بعدين بص علي عبد القوي بقلق و خوف ومعرفش يقول ايه
بصلها سلطان بعدين بص علي العيله وقال: مراتي…….
#يتبع