منوعات

ملاذ الاول

توجه أمير نحوه مرة أخرى وهو يقول بلهجة متحفزة :
” عايز #… ؟!! #الخدامة …؟!”
هدر به عاليا ليرتجف جسد الواقف أمامه بينما لسانه يقول بترجي :
” والله لا … انا كنت بلاغيها عشان أجيب قرارها لأحسن تغرر بيك…”
قبض عليه من ياقة قميصه بقوة وهتف بنبرة عصبية :
” تغرر بمين يلا .. انت نسيت أنا مين …؟! ”
حاول أن يتحدث ويبرر لكنه قاطعه بحزم:
” انت تخرس خالص … حسابك معايا بعدين … بس العيب مش عليك … العيب عاللي معرفوش يربوك ..”
” انا مش متربي … انا عارف .. بس كفاية لحد كدة ..”
قالها كرم بتوسل لينظر إليه بقرف ثم يقول :
” تلم هدومك وتروح عند أمك … مش عايز أشوف وشك هنا تاني …”
أومأ كرم برأسه خوفا من أخيه بينما اتجه أمير نحو تالا وبدأ يحاول إفاقتها لتستيقظ بعد عدة محاولات …
ما إن استوعبت تالا ما حدث حتى انزوت بعيدا عن أمير وقالت بعينين باكيتين ونبرة متوسلة :
” انا اسفة .. انا والله معملتش حاجة … هو اللي كان ..”
توقفت عن الكلام وشهقت باكية ليقول بهدوء :
” هش اسكتي … انا عارف انك معملتيش حاجة
…متقلقيش ….”
صمت لوهلة ثم قال :
” أنا بعتذرلك بالنيابة عنه وأتمنى إنك تقبلي اعتذاري … كمان قوليلي طلباتك وأنا هعملك اللي إنتِ عاوزاه ….”
قالت بسرعة :
” انا مش عايزة أي حاجة … أنا عايزة أروح وبس …”
شعر أمير بالشفقة لأجلها فقال :
” تقدري تروحي … ”
اتجهت بسرعة نحو باب الغرفة لكنها توقفت حينما وجدته يهتف بها :
” استني ….انا هوصلك ….”
” بلاش … أقصد ملوش لزوم ..”
قالتها بخوف حقيقي لاحظه فأصر على عرضه :
” انتِ تعبانه ومينفعش تروحي كده والجو برد أصلا …”
أكمل بعدها بلهجة أمرة :
” اتفضلي يلا عشان أوصلك وأرجع بسرعة ..”
إضطرت تالا لأن تنفذ كلامه فسارت أمامه ليتجه بها نحو سيارته….
أرادت تالا ان تركب في الخلف لكنها وجدته يفتح الباب الأمامي لها لتركب فيه ويركب هو في مقعد السائق ، قاد أمير سيارته متجها الى المنطقة التي يقع بها منزل تالا بعدما أخذ العنوان منها …
وصل أمير الى هناك ليتأمل المنطقة الشعبيه ذات الأحياء الفقيرة بملامح جامدة ، لقد سمع كثيرا عن هذا النوع من الأحياء بل وشاهدها بالتلفاز لكنه لم يتصور أن يأتي يوم ويدخل إليها …

التفت نحو تالا التي همت بالنزول بينما أنظار جميع من في الحي اتجهت نحوها لتلعن نفسها ألف مرة فكيف سمحت له أن يوصلها الى منزلها أمام الجميع ، لقد تناست حديث الناس الذي لن يرحمها ولم تنتبه لهذا بينما تحاول أن تسيطر على أعصابها بعد الصدمة التي تعرضت لها …
وجدت تالا أمير يمد يده لها برزمة أموال ويقول :
” خدي دول …”
إلا أنها إعترضت بسرعة :
” لا مش هاخدهم … اتفضل روح…”
قالتها بسرعة وهي تخرج من السيارة ليهبط من مكانه ويسير خلفها ويقول بنفس لهجته الأمرة :
” استني … ده حقك ولازم تاخديه ….”
ما ان انهى كلماته حتى تفاجئ بشاب غريب الشكل يقبض عليه وهو يهتف به بنبرة عالية :
” انت عاوز منها ايه …؟! وفلوس ايه دي اللي تاخدها …؟!”
” انت بتعمل ايه …؟! انت اتجننت …؟!”

قالها أمير وهو يحاول إبعاده عنه ليتفاجئ بمجموعة شباب يقتربون منهما وهم يهتفون :
” فيه حاجة يا حسن … ؟”
رد حسن عليهم:
” فيه فضيحة بتحصل هنا ولازم نلمها …”
خرجت على أثر صوته سيدة وفتاتان من المنزل لتهتف السيدة وهي تلطم على صدرها :
” حصل ايه يا حسن …؟! ”
ثم جذبت تالا من شعرها وهي تهتف بكره :
” عملتي ايه يا بنت الكلب … انطقي …”
هطلت دموع تالا وهي تجيبها :
” والله ما عملت حاجة يا مرات عمي …”
دفع أمير حسن بقوة بعيدا عنه ثم قال بلهجة محذرة :
” ايدك دي متتمدش عليا .. انت مش عارف أنا مين ولا إيه ….؟!”
عاد حسن واقترب منه قائلا :
” ميهمنيش انت مين … اللي يهمني سمعتي وشرفي ..”
” وهو مين جه جمبهم…؟!”
” أمال تسمي ايه اللي عملته ايه … توصلها لحد البيت وتديها فلوس ….”
قالها حسن بصوت عالي ثم جذب تالا من شعرها وقال بغضب كبير :
” هو ده الشغل اللي قلتي عليه ؟! بتضحكي عليا وانت بتشتغلي شغلانة تانية يا حقيرة …”
حاولت تالا أن تبرر له وسط دموعها وشهقاتها بينما هتف احد الرجال الذين يتابعون ما يحدث :
” البت دي وطت راسنا كلنا واحنا لازم نخلص عليها… ونخلص على الرجل اللي معاها …”
” بس متقولش رجل ….”
قالها حسن بإحتقار ليفقد أمير أعصابه وينقض عليه بعدما حرر تالا من قبضته لتتلقاها زوجة عمها وبناتها ويبدئن بضربها بينما هجم بقية الشباب على أمير وبدئوا بضربه وهو يحاول مقاومتهم …
في هذه الأثناء اقترب رجل كبير في السن منهم وهتف بهم بصوت عالي بينما رجاله يلتفون حولهم :
” الكل يوقف مكانه … ”
” المعلم وصل …”
هتف بها بعض الموجودين ليتوقف الجميع عما يفعلونه فتسقط تالا أرضا بينما يقول المعلم :
” واحد بس يحكيلي ايه اللي حصل …؟؟”
قال حسن بسرعة :
” تالا بنت عمي وطت راسنا وطلعت بتشتغل وتبيع شرفها … واللي قدامك ده واحد من زباينها…”
” كدب … الكلام ده كدب …”
قالها أمير بصوت عالي ليهتف المعلم به بحدة :
” انت تخرس خالص … ”
ثم التفت نحو حسن وقال :
” عرفت ده ازاي ….؟! وعندك شهود …؟!”
أجابه حسن وهو يومأ برأسه :
” المنطقة كلها شافته وهو بيوصلها لحد باب بيتنا وبينزل وراها عشان يديها الفلوس … وبيقولها ده حق شغلك …”
تدخلت زوجة عمها في الحوار قائلة :
” انا ياما كنت بحذر ابني منها …. البت دي ماشية فسكة مش كويسة … وكل يوم بتتأخر فشغلها لحد الليل …. واستغفر الله العظيم بترجع وباين عليها أثار اللي بتعمله …”
” كدب …. هي بتشتغل خدامة مش أكتر …”
قالها أمير محاولا الدفاع عنها لتنقل تالا بصرها بين الجميع بنظرات تائهة بينما تكمل زوجة عمها :
” من الأخر كدة انا مش عايزة البت دي عندي …. دي بت مش شريفة وانا اخاف على بناتي منها…”
عاد الجميع يثرثر بين مؤيد ومعارض لكلام زوجة العم ليهتف المعلم اخيرا بحسم :
” انا لا يمكن أطردها إلا لما أتأكد الأُول من كلامكم ….”
تنهد أمير براحة فيبدو أن هذا الرجل عادلا بينما لوت زوجة العم فمها بإعتراض وقال حسن بسرعة محاولا انهاء الحوار :
” ملوش لزمة يا معلم …. تالا بنت عمي وانا هربيها….”
إلا أن المعلم كان مصرا على كلامه :
” انا هتأكد يعني هتأكد … ولا انا عايز الناس يفتكروا انوا المنطقة هنا سايبة ….”
ابتلع حسن باقي كلماته داخل فمه بينما أشار المعلم لتالا قائلا :
” انتوا تجيبوا الست هيام تكشف عليها ونشوف اذا كانت شريفة وبنت بنوت ولا لأ …”
نظرت تالا إليهم بفزع وقالت بترجي :
” لا انا مش عايزة حد يكشف عليا …. ارجوكم متعملوش كده …”
إلا أن زوجة عمها جذبتها وقالت :
” ايوه اكشفوا عليها … عشان تعرفوا انوا كلامنا حق ….”
………………………………………………………….

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل