
[٢٠/١٠/٢٠٢٣, ١١:٥٢ ص] آية محمد: الفصل الأول.
(دكتور عما تفرج!)
اذاعة القرآن الكريم بالراديو ملات الحارة الشعبية، وريحة الفلافل كانت بتشد الناس بطعمها الشهي،ومن بين الناس اللي ماشية لشغلها واللي رايح يشتري العيش، كان العم فتح الله راجع لبيته، فدخل لاوضة حفيده وفتح الشباك عشان يحاول يصحيه، واول ما فتحه ضوء الشمس كله دخل وازعج الشاب اللي نايم ، فاتحرك وهو بيقوله بغضب:
_أيه يا جدو.. مش هتفكك من الخصلة دي، اعتبرني ساكن جديد يا عم وسبني نايم.
رد العجوز بسخريه من حفيده
_مهو أنا لو مربي معزة كانت نفعتني عنك يا عديم المنفعة والرباية.. أنا غلطان اني مودتكش أي ملجأ ولا دار أيتام كانوا ربوك أحسن من كده.
شد مؤمن مخدته بضيق
_حفظنا الاسطوانة الحامضة دي.. فكك مني بقا يا جدي .
وضحك وهو بيقول
_حاج فتح الله.. هو أنا مش عملتلك جرس تحت هنا عشان كل ما تلاقي نفسك زهقان ترن على عمي وولاده.
هز الجد رأسه ردًا على سؤاله الغريب، فقال بفرحةٍ بعدما أصاب هدفه:
_حلو.. روح صحي عم أحمد عنده شغل كتير.. وبالمرة شوف يونس كل يوم يروح البنك متأخر المدير هيطرده لكن أنا شخص عاطل موريش شيء غير النوم يرضيك نبقى احنا الاتنين مطرودين!
نجح انه يخلي جده في قمه غضبه وخصوصا ان الغبي ده بكلامه خلاه يفتكر اللي عمله
، فرد بعصبيه وعينه حمره من شده الغضب
_أنت مالك فخور أوي كده إنك اتطردت.. خيبتي عليك وعلى فلوس معاشي اللي ادتهلك تفتح بيه مشروعك اللي خرب بيتنا ده.
برق بعينيه البنية وهو يردد بدهشةٍ:
_مشروع الفراخ فاشل! ده من أنجح المشاريع انتوا بس اللي مسمعتوش كلامي وقللتوا جرعة الدوا اللي حطتوها للكتاكيت في المية.
ردد الجد بصدمةٍ:
_ياريتنا كنا حطنالك الجرعة دي في الأكل وخلصنا منك يا شيخ، على الأقل لما تتنفخ زيهم كنت ترحمهم وتعرف تشخص الحالة صح، لو كنت ادتهم الجرعة كاملة زي ما قولت كان زمانهم انفجروا مش اتنفخوا!
رد عليه مؤمن بادله ناتجه عن شهادته
_لا الدوا ده مفيد للدواجن أنا دكتور بيطري وفاهم أكتر منك! ، ولو حضرتك بتلقح عليا اكمني يعني صاحب المزرعة طردني فده لاني حذرته وقولتله الجاموسة دي مينفعش تبيعها لتاجر يبعها لحم، مسمعش كلامي فقولت للتأجر على الدور اللي عندها ادله علقة سخنة لما معرفش يرجعله الفلوس اللي اخدها أنا ذنبي أيه يرضيك يا فتحالله الناس تأكل لحمة فاسدة! هروح فين من ربنا، ولا لما القيها لابسالي جلابية بيضة وبتجري ورايا في الحلم هو أنا ناقص! كفايا أنت عليا.