
قعد الجد مكانه وهو بيتهند بياس
_مقولناش حاجة يا سيدي، بس نحل الموضوع بالعقل.. مش نخلي الراجل يستعوض الله في ماله وعمره اللي هيقضيه بالسجن!!
جري مؤمن عليه وشد كرسي وبيقرب منه بضحكه مصطنعه .
_بص يا جدو أنت عندك حق، أنا فعلا اخترت المشروع الفاشل، بس اوعدك ان المرة الجاية هختار صح.
صدم العجوز من كلامه وقال بثبات مزيف
_هو لسه في مرة تانية!
هز مومن راسه بمعني نعم وهو بيحكيله عن خططته الجديده
_أنا عايز الفلوس اللي سبهالي بابا وماما الله يرحمهم، هشغلها والمرادي أنا متفائل المشروع هينجح.
مسك العجوز قلبه وهو بيحاول يبلع ريقه من اللي مومن بيحاول يفهمه ليه
_عايز تكسر الوديعة وتضيع شقا أبوك.. ولما أروحله هقوله أيه ابنك محفظش على مالي جازفت واديته شقا عمرك!
رد عليه مومن وهو بيرفع حواجبه باستغراب
_هو مش سايبلي الفلوس دي وأنت قولت هتدهاني!
هز رأسه بمعني انه بياكد كلامه
_حصل بس لما تلاقي بنت الحلال هديلك ورثك كله تجهز بيه شقتك وتعمل اللي أنت عايزه.
حط ايده علي دقنه وهو بيفكر يلاقي حل منطقي لمشكلته
_هحلها ازاي دي.. أنا ضامن القى واحدة مناسبة ليا في الزمن ده…افرض بطختي طلعت قرعة!
في الدور التاني
كان نايم في اوضته بعمق بعد ما سهر ليله كامله يذاكر لاخته علشان امتحانها
قلق علي صوت خبط علي باب اوضته
فتح عينه الزيتونيه بكسل
وقال بصوته الرجولي الهادي *****
_أيوه!
ردت عليه وقالت
_أنا مسك يا يونس.. عايزة أسالك عن حاجه قبل ما انزل الجامعة.. أدخل؟
قام قاعد وشد التيشرت بتاعه ولبسه وهو بيقولها بصوت باين علي شده الارهاق.
_ادخلي يا حبيبتي.
فتحت باب الاوضه ومشيت نحيته بابتسامه رقيقه وقالت بصوتها الناعم.
_صباح الخير يا يونس.
رفع يده يداعب خدها وهو يجيبها بحنان:
_صباح الورد يا مسك.. لسه منزلتيش الجامعة!
ردت عليه وقالت
_لبست وبستنى البنات يعدوا عليا، بس قولت ادخل لاخويا الكبير العسل يديني مصروف زيادة بما إنه اتوظف في بنك كبير محترم، هيقدر ان المصروف اللي بابا بيدهوني مبقاش ينفع بالزمن ده ولا أيه؟
ضحك بصوت رجولي وهو بيسمع مكرها .وقان فتح خزنته الخاصه واعطاها مبلغ وقالها بمشاكسه
_هيكفي لو بطلتي تخلصي مصروفك على الميكب أب والحاجات الغريبة اللي بتشتريها.. قولتلك الف مرة شكلك أحلى من غير المكياج والقرف ده بس هنقول أيه تفاهة بنات.
عبرت عن ضيقتها وهي ترفع انفها بضيق وخدت منه الفلوس وقالت
_خف شوية لسه هنزل تحت لمحاضرات جدي، ورزالة ابن عمك الغتت .
ضحك علي كلامها لان هي ومومن في البيت زي القط والفار
فشاور لها بايده وهو بيشد البشكير بتاعه ومعجون الاسنان.
_انزلي بدون مشاكل مع مؤمن يا مسك، مش ناقص حوار من بابا على الصبح بسبب خناقكم ده.
عدلت طرحتها الطويله قدام المرايه وهي بتقوله
_أنا في حالي دايمًا هو اللي لسانه طويل وبيتخانق مع دبان وشه.
اول لما سمعت صوت البنات وصلوا قالت
_همشي انا عشان متأخرش.
مسكت شنطتها واخدت كتبها واخدت الشوز غلي ايدها ونزلت تجريوهي بتحاول تلبسه علي السلم وصلت للدور اللي تحت وهي بتحاول تلبس الشوز بتاعها فسندت علي باب شقه جدها وفي نفس اللحظه فتح مؤمن الباب فوقعت علي الارض واتعصبت جدا وقالت له بعصبيه
وهي بتشاور له بايدها
_أنت مبتفهمش!
ضيق عينيه بسخريةٍ،وقال
_كنت بنجم عشان أعرف ان سيادتك ساندة على باب بيتي!
وبص لجزمتها وقال
_ثم إنك مبتلبسيش جزمتك من فوق ليه، الكام دقيقة اللي هتربطي فيهم رباط الجزمة هيعطلوا وزارة التربية والتعليم في حاجة!
ضغطت علي سنانها بغيظ وهي بتقول في نفسها لازم من المعركه اليوميه بقا اسلوب حياه فرفعت صوتها بانفعال
_اما انت انسان متدني ومعندكش ذوق، ده بدل ما تعتذر بتديني محاضرة وأنا متاخرة على الامتحان وعايزة اعدي السنة الاخيرة دي على خير!
ضحك بصوت استفزها، وخاصة حينما ردد بتسلية وهو بياكل الفلافل السخنه
_دي أمنيتك أنا عارف، تخلصي الدراسة وتتجوزي فتى الاحلام اللي يسافرك أمريكا زي ما بتحلمي!
اول ماجاب سيره حلمها الغالي تحول هدؤها لبركان ثاير ورفعت صابعها في وشه وقالت
_إياك يا مؤمن، لحد هنا ولو اتكلمت مش هيحصلك كويس.. وبعدين انت مالك أنا حرة إن شالله احلم أروح شيكاغو انت هتتحكم في دي كمان!
هز رأسه بتاكيد علي كلامها
_طبعًا، لما تروحي أمريكا مع سعيد الحظ هقعد أنا وأخوكي هنا نهبب أيه، يدينا التأشيرة واحنا نروح نشتغل هناك ان شالله حتى نقف على عربية كبدة مدام الطب معتش بيأكل عيش.