
كانت دموعها تنثاب ، وهي تتذكر كلمات عمهاا بعد ان رفضت تلك الزيجه وكيف ستوافق علي هذه الزيجه وهي لا تعرف شئ ولا تعي شئ عن هذا الرجل الذي تقدم لخطبتها وكيف سيتقدم لخطبتهاا وهي لاتعرفه ، ولكن عمها متمسك بشده كأنه يريد ان يتخلص من عبئهاا تحت مسمي ابنة اخاهه
تذكرت كلمته الاخيره وهو يقول : ما انا مش هستني لحد ما تجبيلي العار وانتي عايشه هنا من غير راجل ، وديره علي حل شعرك
مسحت دموعها سريعا ، عندما سمعت دقات الباب علي غرفتهاوهو يقول يلا يامريم المأذون وصل
كادت ان تخرج من الغرفه وتصرخ في وجههم جميعاا ، ولكن ماذا ستقول فأذا رفضت .. فحتما سوف لا تلقي بمصيرهاا سواا ان تذهب مع عمهاا لبلدتهم وكما قال لهاا
سأجعلك خادمه لي ، ولن تتزوجي سواا ابني بكر
بكر ، الذي يكبرهااب 25عاماا .. تنهدت بحسرة لما يحدث لهاا … انتبهت لصوته ثانيه وهو يقول : يلا يامريم
خرجت من غرفتهاا ، وهي تتطلع الي تلك الوجهه ، يالهم من وجهه كثيره قد رئتهاا في تلك الايام وجهه جامده قد صدمتهاا في تلك العالم الذي كانت تعتقده مثل نقاء قلبهاا ، انثابت دموعهاا وهي تتذكرهه فالأن سوف ينتهي حلمهاا الذي كانت تكتفي برؤيته فقط ، لم تحلم سوا ان تسمع صوته هذا الحاد وتري تلك الوجهه الجامد ، ولكن كأن الله اراد ان يخلصهاا من هذا الحلم الذي تعلم حتما نهايته
منصوربصوت منخفض : حسك عينك ، تعملي اي حاجه ولا انتي عارفه يابنت اخوياا .. ثم ابتسم لها ابتسامته المصطنعه وهو يقول : هو انا عندي اعز منك يابنت اخوي ، بكره تعرفي اني عاملت كده عشان احافظ عليكي مع راجل يصونك
………………………………………….. ……..
الان قد شعرت بغبائها ، فهو لم يحبهاا بل كانت كما يقولون لهاا بأنها لعبته الجديده …
تذكرت غرورها وهي تقول : مش مع شاهي اسعد
لم يحطم غرورها هذا سواها هي فقط ، وكأن الغرور لا يحطمه سوا صانعه .. تنهدت بأسي وهي تتذكر حفله زفافها الذي سيتم بعد يومين ، واين هو من كل ذلك
………………………………………….. …..
نظرت لتلك الوجهه الذي يتطلعهاا ، وهي تعلمه تماما ، ظلت تحدق فيه لعلها تستيقظ من هذا الحلم ولكن لم تجد سوا ان حلمهاا واقع امامها يتجسد الان
نظر لهاا مبتسما وهو يقول : ازيك يامريم
تأملته للحظات للتأكد بأن هذا الصوت هو صوته ، ظلت تتطلع اليه
الا ان قطع شرودها صوت عمها وهو يقول مبتسماا : هسيبكم مع بعض يا ادهم باشاا ، عشان تتكلموا
ثم استاذن منه وهو يبتسم ..
ادهم بأبتسامه : مالك يامريم ، وقفه ليه ولا انتي اتفجأتي
ثم عاد ليحدثها ثانية.. وهو يقول : انتي تعبانه ، اجيبلك دكتور
ثم اقترب منهاا قليلاا ، بعد ان يأسي من سماع صوتها
وقال : مريم انتي سمعاني
رفعت رأسهاا قليلاا ، لعلهاا تري وجهه عن قرب وتتأكد ان الذي امامه هو ، وليس شخصا صنعه عقلها الباطل
ثم قالت بصوت ضعيف : استاذ ادهم ، انت بتعمل ايه هنا ، هو انت تعرف عمي
ادهم بخبث : اه اعرفه ، استاذ منصور عم مراتي
نظرة له لعلها .. تدرك ان ماسمعته منذ قليل ليس سواا تفوهات يصنعهاا عقلها
ابتسم لها عندما رأي مدي ارتباكهاا ، علم انها ليست سوا فتاه عادية لغايه ، شعر بالذنب قليلاا أتجاهه .. ولكن شعورهه هذا سريعاا ، ثم قال بصوت حاني
ايه يامريم ، مفجأه وحشه انك عرفتي ان انا العريس
نظرت له قليلاا ، ثم قالت : العريس
أدهم بابتسامه وهو يدير وجهه ليصبح ظهره امامها ، ثم تنهد قليلا وقال : انا بحبك يامريم ، من اول مره شوفتك فيهاا ، من اول مره جيتي الشركه وكنتي هتقعي ومسكتك بين ايديا ، بس مكنتش فاكر ، اني هشوفك تاني ، بس حظي كان حلو وشوفتك تاني وعرفت انك بتشتغل في شركتي، بس مقدرتش استحمل اكتر من كده وانا بشوفك كل يوم قدامي وانتي بعيده عني
كانت تسمع كلماته وهي لا تصدق ما تسمعه اذنيهاا ، هل كان حقا يحبهاا مثلما احبته بدون ان تشعر ، ولكن كيف وهو دائماا لم يشعرهاا بأي شئ تجعلها تتأكد من حبه
كان يعلم مايدور بداخلها ، وقبل ان يجعلهاا تفكر وتٍسأل عن شئ قال :
عارف اني محسستكيش ولو للحظه بحبي ليكي ، وديما شيفاني ادهم الصارم الي الكل بيخاف منه وبيعمله الف حساب، بس كان غصب عني ياحببتي كنت خايف لتضيعي مني
ثم التف اليهاا ، فوجدهاا تتطلع اليه في صمت ودموعهاا تنثاب علي وجنتيهاا ، اقترب منهاا قليلاا وكاد ان يمد يدهه ليمسح دموعهاا ولكن
منصور : مش كفايه كده يا ادهم باشا ، عشان نكتب الكتاب واه هتكون مرتك وتقولها كل الي نفسك فيه وهتبقي معاك طول العمر
نظر له ادهم مبتسما ، ثم عاود النظر اليهاا وذهب مع عمهاا لتتم تلك الزيجه المخادعه
………………………………………….. ………..
وقف يتأمل تلك الخضراا ، وهو شارد بافكار كثيره تدور بخاطرهه ، لم يشعر بشئ سواا تلك اليد التي تربت علي احد كتفيه
احمد : في واحد فرحه بكره وسايب عروسته
اياد بتنهد : انت عرفت مكاني ازاي ، ثم ابتسم بسخريه وهو يقول : مافيش حاجه بتخفي علي ادهم باشا
احمد : ادهم بيحبك يا اياد وخايف عليك حتي من نفسك
اياد بسخريه : عارف ان ادهم بيحبني ، بس حب بأمتلاك عايز كل حاجه تبقي تحت ايدهه هو وبس حتي انا
احمد بتسأل : كريم قالي علي كل حاجه ، مش معقول انت حبيت مريم
اياد بأبتسامه وهو يلتف بوجهه بعيدا عنه : تفتكران واحد زيه كل الي همه يسهر ويشرب ويقضي سهره مع ديه ويصاحب ديه يحب واحده زي مريم ، مريم اطهر واجمل مخلوقه شوفتهاا عشان كده واحد زي انا مينفعش يحبهاا
احمد بتنهد : يبقي حبيتها فعلاا
اياد : مش عارف يا احمد ، ولا فاهم حاجه ولا بقيت عارف ايه الي بيحصلي
احمد : بكره ترجع اياد بتاع زمان ، واه هتسافر انت وشاهي تقضوا شهر العسل ، ثم تابع كلامه بأبتسامه : واكيد هتتبسطوا
نظر له أياد طويلا : اتبسط مفتكرش
………………………………………….. ……….