
رد بجدية
أمامك عشر دقائق لا تتأخرى فأنا متأكد أن يونس ليس هنا وانك على خلاف معه فهيئتك تحكى الكثير
لم يكن أمامها مجالا للمجادلة خاصة وهى بحاجة شخص لتتحدث معه وتخرج ما فى قلبها
بعد نصف ساعة كانا يجلسان باحد الكافيهات برفقة حسن
تنحنح بخفوت قائلا
الآن تكلمى فأنا أسمعك
نظرت له قليلا لا تتحدث ثم حسمت أمرها قائلة بجمود
انفصلت أمس عن يونس
باغتها بسؤاله
أريد سماع سببك القوى للإنفصال إسراء فعيناك تنطق بالعشق له
تنهدت وبدات تقص عليه كل شئ من البداية اما هو سمعها للنهاية بدون ان يقاطعها يعلم انها كانت بحاجة للحديث
تحدث أحمد بجدية قائلا
لن أقول أنك تسرعت او أنك على صواب فبالنهاية هو قرارك ولكن يجب ان تفكرى ماذا ستفعلى إن انتهت أموال والدك يجب ان تبحثى عن عمل أن تشغلى وقتك بالعمل وان تبدأى حياة جديدة فجلوسك بلا عمل سيجعلك تفكرين بأوجاعك وستتألمين كثيرا والآن أخبرينى ما هو مؤهلك الدراسي
اجابته بخفوت
حصلت على الثانوية التجارية
جلس يفكر قليلا ثم قال
يجب أن تكملى تعليمك وتلتحقى بالجامعة وصديقى المقرب يمتلك محلا كبيرا لبيع الملابس ويريد مديرا له لإنشغاله بافتتاح محل أخر سأتحدث معه من اجلك لتنالى الوظيفة
رمشت بعينيها عدة مرات بذهول ثم قالت
ارى أنك قررت عنى ان اكمل تعليمى وأعمل أيضا
أجابها بابتسامة
نعم فهذا هو الشئ المناسب لك سأقدم لك فى الجامعة واتحدث مع صديقي بمناسبة العمل
عودة الى الوقت الحالى
فاقت من ذكرياتها على صوت حسن الذى يناديها أمى وعمره الأن ثمانية سنوات
فابتسمت له وق*بلته بخفوت قائلة
نعم حبيبي
أمسك يدها قائلا برجاء
الى متى أمى
سألته مستفسرة عن مقصده
ماذا تقصد حسن
أجاب بحزن
أريد ان تنتقلى الى منزلنا انا وأبى
أبتسمت له بخفوت قائلة
قريبا حبيبي لا تقلق والأن اذهب لتلعب قليلا
غادر الصبي وبقت تحدق فى يدها اليمين والتى تحتوى على محبس دليلا على خطبتها بشرود متذكرة ما حدث منذ ثلاث سنوات
وقف امامها قائلا
خطبة فقط وسأنتظرك إسراء لن أضغطعليك أبدا فقط حفل خطبة وتتحديد موعد الزواج بيدك أنت حتى ولو كان بعد سنوات
تنهدت بحزن مرت تلاث سنوات على خطبتها لأحمد لم يضغط عليها أبدا وظل معها الى ان أنهت تعليمها الجامعى وهى الأن حاصلة على بكارليوس تجارة وتوسط لها أيضا لتعمل معه بنفس الشركة
نظر يونس لصورة أمه المعلقة على الحائط باشتياق وقال
رحمك الله يا أمى لا تقلقى فأنا أسامحك أعلم أنك كنتى تريدين حمل حفيدك بين يديك ولكن أمر الله قد نفذ ففارقتنى وهند مازالت حامل تمنيت الحفيد كثيرا ولكن وافتك المنية قبل رؤيته ااااه أمى فحفيدك قد ولد مصابا بالتوحد ليس طفلا عاديا كباقى الأطفال كتب عليه أن يكون منعزلا عن الجميع دائما
التفت ليري طفله ذو الأربعة سنوات يجلس صامتا على المقعد غير مدركا لما حوله كأنه فى عالم أخر
دلف الى غرفته ووقف ينظر لصورته هو و إسراء فى حفل الزفاف
ظل يتنهد باشتياق لها علم بما فعلته طوال تلك السنوات وأيضا خطبتها لجارهما كان يشعر ان أحمد سيشكل فارقا فى حياتهما وقد صدق حدسه
دلفت هند وراءه هاتفة بحده
الى متى يونس ستظل بغرفه وانا بغرفه نعيش معا كالأغراب ما يجمعنا هو طفلنا فقط
مازلت تحتفظ بصورة إسراء فى غرفتك ولكن ألم تفكر بى قليلا انت تظلمنى هكذا
تحدث ببرود قائلا
أنا أسف هند ولكن أن من أدخلت نفسك فى حياتى وتعرفين أن ليس لك مكان فيها أعلم أنك زوجتى وحقك أن أكون عادلا معك ولكن لا أستطيع إعطائك شيئا أخر سوى الإحترام فقط فهذا أقصى تحملى
خرج من الغرفه فهتفت بسرعه قائلة
الى متى يونس
أجابها بجمود
الى أن يكون للقدر كلمة أخرى هند من الممكن أن يتغير قدرنا ولكن الى وقتها لا تطلبى منى ما ليس فى استطاعتى انتظرى فعسي ان يتغير كل شئ
جلست تنظر لصورة إسراء وقالت
أنا هى المخطئة فقد دخلت للعبة خاسرة لم يفز فيها لا أنا ولا يونس ولا حتى أنتى إسراء
تقف امام البحر ويقف بجانبها لا يتحدث فقد ينظر لشرودها الى ان شعر بالملل فقال
الى متى ستظل هذه الخطبة وهذا المحبس المنحوس هل سينقل الى اليد اليسرى أم لا
نظرت له إسراء بابتسامة تزين ثغرها وقالت
فى الوقت المناسب ستجدنى واقفة أمامك وأطلب منك بنفسي ان تنقله لليد اليسري
تركته واقفا وسارت على الشاطئ فاردة ذراعيها للجانبين هاتفة بقوة
أنا إمرأة قوية شامخة كالجبل لا يهزنى ريح سأبقي صامدة ولن يستطيع أحد ك*سري مهما حدث
تمت بحمد الله.