
فى المساء دلفت امه كالمعتاد لتعد الشاى فدلف وراءها خلسة ورأها وهى تضع شيئا فى كوب الشاى الخاص به
اندفع كالصاعقة يمسك ما بيدها فشهقت بعنف وعندما قرا المدون على العلبة وجده عقارا يجعله يقترب من زوجته وهو مغيب لا يدرك شييا كأنه فاقدا لوعيه لم يتفوه بشئ واكتفى بكسر العلبة ومغادرة المنزل على الفور
كانت إسراء تجلس بجوار يونس الذى قدم منذ ثلاثة أسابيع والذى كان صامتا طوال الوقت لا يتفوه بشي وما أثار دهشتها هو عدم رده على والدته او هند وأيضا لا يحاول الإقتراب منها كعادته يظل بمفرده عقب عودته من عمله لا يتحدث مع أحد
دق هاتفه برقم ليس مدون بقائمة الهاتف فأجاب على الهاتف قائلا
السلام عليكم
جاءه صوت هند الجاد قائلا
انا حامل يونس
غمغم مرددا ما سمعه غافلا عن إسراء التى بجانبه
حامل
شهقة صدرت من إسراء أعقبها صوت تحطيم هاتف يونس والذى ألقاه على الأرضية الصلبة لم يكن يعلم ان خبر حمل زوجته سيجعله غاضبا هكذا
نوفيلا الزوجة الاولى
الفصل الرابع والأخير
بعد خمس سنوات
تسير الآن على شاطئ البحر بمفردها تتنهد بتعب وهى تتذكر ما حدث من خمس سنوات
عادت بذاكرتها لتتذكر حديثها مع يونس ذلك الحديث الذى كان السبب بإنهاء علاقتها معه وإعطائها فرصة اخرى للحياة
عودة الى وقت سابق
جلس على الأريكة واضعا يده فوق رأسه لا يدرى ماذا يفعل كان ينوى أن ينفصل عن هند حتى لو رفضت والدته
ولكن قدرته على التحمل أوشكت على النفاذ ولكن منذ ان علم بحملها يشعر أن هموم العالم اصبحت جاثية فوق صدره لا يمكنه ان ينفصل عنها لا يمكنه ترك طفله ينشأ بين والدين منفصلين
تنهد بيأس كان يريد ترميم علاقته بإسراء من البداية ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
كانت تراقبه بقلب متألم فقد حان وقت الرحيل وجودها اصبح عائق الآن يجب ان تتركه حتى يظل مع هند فطفله قادم فى الطريق
انفصالها عنه هو الحل الأمثل لضمان ان يظل يونس مع هند فاقتربت منه قائلة بصوت جامد ولكنه يخفى وراءه الكثير
– طلقنى يونس
رفع رأسه ونظر لها بصدمة وعينيه جاحظة لا يصدق ما تفوهت به
تألمت لهيئته وملامح وجهه المتألمة وبشرته الشاحبة كأنها ألقت عليه دلوا من الماء البارد
استفاق من صدمته ونهض بسرعة ممسكا إياها من ذراعها هاتفا بغضب
– أعيدى ما تفوهتى به إسراء أظن أننى لم أسمعك جيدا
أغمضت عيناها بألم ضاغطة عليهما بشدة هاتفة من بين أسنانها بشراسة كأنها لبؤة مجر*وحة
طلقنى يونس واذهب اليها وابقى بجانبها وبجانب طفلك
دفعها للخلف ووضع يده على شعر رأسه يكاد يقـ,ــ,ـتلعه من جذوره يدور فى المكان كالأسد المجـ,ـروح هاتفا بنبرة غاضبة
– كفى كفى إسراء لم أظن يوما أنك ستكونى قادرة على إيلامى هكذا دوما أقول أنك البلسم لأوجاعى
صمت قليلا وهبطت دموعه من عيناه فأزالها بعنف واستدار اليها هاتفا بنبرة جامده فقدت الحياة
– لم أعرف انه سياتى اليوم الذى تطعنيننى به اسراء
بكت وبكت كما لم تبك من قبل اقتربت منه وأحاطت وجنتيه براحتيها هاتفة بدموع
– لم اقصد ان أجعلك تتألم يونس ولكن صدقنى يجب أن ننفصل كى ترتاح يونس صحيح سنتألم قليلا ولكن وجعنا سيخف تدريجيا فقط ثق بى يجب أن تعود الى هند وتكون بجانبها وبجانب طفلك
أبعد يدها عن وجهه والتفت للجانب الأخر صامتا لا يتفوه بشئ فاقتربت منه ووضعت يدها على كتفه هاتفه بخفوت
– لا تصمت هكذا يونس تحدث معى أرجوك
التفت لها محدجا اياها بنظرات متألمة قائلا
لا أستطيع إسراء يمكننى تنفيذ أى شئ أخر ولكن الإنفصال عنك هو المو*ت بعينه
التفت ليخرج من المنزل قاطعه صوتها الجامد قائلا
إن لم تطلقنى يونس سأرفع قضية خلع
استدار اليها واحتلت الصدمة معالم وجهه هاتفا بدون تصديق
– من أنت ؟ التى تقف أمامى الآن ليست إسراء التى أعرفها … التى تقف امامى إمرأة جامدة فقدت ما تعيش لأجله
– بالضبط يونس فقدت ما أعيش لأجله ولن أظل مرتبطة بك بعد الآن أطلق سراحى حتى تظل مكانتك بقلبي كما هى ولا تجعلنى أكرهك
ابتلع ريقه مما تتفوه به فالمرأة التى أمامه تلبسها شيطان وليست إسراء
أغمض عينيه بألم هاتفا بخفوت
– أنتى طالق إسراء
ظلت جامدة مكانها لا تتحرك ولكن اللعين قلبها أصبح يدق بشدة فى صدرها كأنه سيخرج من مكانه معترضا على ما يحدث يرفض بشدة ابتعاد يونس
لم يجد رد فعل منها سوى الجمود فتابع حديثه قائلا
– سأرسل لك بعض الأموال شهريا كى …
قاطعته بجمود
– لا أريد شئ أموالى من أبي مازالت بالبنك سأك*سر الوديعة لأنفق منها وأبحث عن عمل
ضحك بسخرية مريرة قائلا
– أرى أنك قد خططت لكل شئ حتى تتخلصين منى خارج حياتك
خرج من المنزل بدون إضافة كلمة أخرى ينعى قلبا قد ما*ت بعد تركه لحبيبته
بمجرد خروجه وقعت على الأرضية الصلبة بانهيار تنظر أمامها بشرود ودموعها تتسابق على خديها تشعر بألم شديد بقلبها هى من طلبت الإنفصال وعليها أن تتحمل
صرخة خرجت منها كالغريق الذى يحاول التمسك بالحياة
عاد لمنزل والدته وجدها تجلس أمام التلفاز وهند بجانبها
أطفأ التلفاز ووقف أمامها ينظر لها ودموعه على خديه هاتفا بألم
لم أكن أتصور أن تكونى سبب ألمى أمى ..دمرتنى عندما طلبت منى الزواج ..اردتى الحفيد وأيضا لتقهرى إسراء ولكن أنا هو المقهور الآن فقد انفصلنا يا امى هل أنتى سعيدة الآن برؤيتى أتألم
نهضت من مكانها واحتضنته بقوة تعتصره بين ذراعيها هاتفة بندم
أسفة لم اكن أريد ان أكون سبب آلامك بنى أردت حفيد ولكن الامر كان على حساب سعادتك سأذهب اليها وأقنعها بالعدول عن رأيها والعودة إليك
ابتعد عنها وقال
لا أمى انتهى كل شئ بيننا
دلف الى غرفته تحت أنظار والدته وهند
جلست سميرة بتعب مكانها وندمت كثيرا لما فعلته كان يجب ان ترضي بالقدر ولا تحاول تخريب حياة ولدها الوحيد
أما هند أيقنت أنها ستكون هنا أما لطفلها فقط ليس أكثر فيونس امامها بقلب متألم ينز*ف
فى الصباح
نهضت إسراء بتثاقل بهيئتها الشاحبة تفتح باب المنزل لتعرف من الطارق بعد ان قضت ليلتها كاملة تبكى
نظر لها أحمد بذهول لهيئتها وقال
مابك إسراء
نظرت له نظرات خاوية فاقدة للروح وقالت
ليس بى شئ من فضلك اذهب أرجوك
رد بجمود
لن أذهب أريد منك تبديل ملابسك وسأنتظرك بالأسفل سنتناول الإفطار سويا بأى مكان وتقصى لى ما حدث
نفت برأسها قائلة
من فضلك اذهب لا أريد الخروج