
بعد أن انتهت اسراء من التنفيس عن حزنها بأحضان يونس ذهبت فى نوم عميق وهى مازالت بأحضانه فق*بل جبينها قب*له طويلة ثم أراحها على السرير ومال بجانبها محتضناً إياها غير قادر على تركها بمفردها
ظلت إسراء يومان بالمشفى لم تأتى فيهم سميرة والدة يونس أبدا لزيارتها وخرجت اليوم من المشفى برفقة يونس الى مسكن الزوجية حيث يقبع بعيداً عن بيت والدته
كانت تبتسم بسخرية لظنها أن تلك المرأة من الممكن أن تتغير وتأتى لتراها ولكنها تيقنت أنها لن تتغير مطلقاً ستبقي تكرهها حتى تم*وت احداهما
كان يونس لابد أن يذهب الى عمله الذى لم يذهب اليه لثلاثه أيام فهو يعمل محاسباً بأحد البنوك أما إسراء كانت حاصلة على الثانوية التجارية ولذالك الأمر كانت ترفض سميرة ارتباط اسراء بولدها يونس لأن مؤهلها المتوسط لايناسب مؤهل يونس الجامعى ولكن يونس أحبها وأصر على الإرتباط بها فما كأن أمام سميرة سوى الموافقة داعية ربها أن يخلصها من إسراء فى القريب العاجل
كانت إسراء تجلس على فراشها واضعة أمامها ذلك الصندوق متوسط الحجم والذى يحتوى على الأشياء التى ابتاعتها لطفلها
فتحت الصندوق وبدأت باخراج الألعاب والملابس وهبطت دموعها تأثراً بتلك الأشياء فكثيراً ما كانت تحلم بطفلها وهو يلعب بتلك الأشياء أمامها ولكن أصبح حلمها سراباً لا يمكن تحقيقه أبداً
فاقت من ذكرياتها بسبب طرقات على باب المنزل فأزالت دموعها ونهضت لتعرف من الطارق
فتحت الباب لتجد شابا فى فى أوائل الثلاثينات قمحى البشرة طويل نسبياً يمتلك جسداً مناسبا لطوله فليس سميناً ولا رفيعاً وأيضا ليس هزيل الجسد ولكن زوجها يمتلك بنية أقوى منه قليلاً يحمل طفل فى يده لم يتجاوز الثالثة يبكى بشدة
تنحنح الشاب بخفوت من تدقيقها لملامحه وأشار الى طفله قائلاً بتوتر
أسف سيدتى ولكن أنا جديد فى ذلك الحى أسكن فى الشقه المقابله انتقلت الى هنا حديثا برفقة طفلى حسن ويجب على الذهاب للعمل الأن ولا يمكننى أخذه معى فهل أتركه معك لحين عودتى؟
تلعثمت قليلاً فلمَ يُصر القدر على فتح جراحها التى لم تلتئم بعد وهتفت بتوتر
أسفة لا يمكننى الإعتناء به يمكنك إيجاد شخص أخر يعتنى بطفلك أفضل منى
حاولت إغلاق الباب فوضع قدمه يمنعها فهتفت بغضب
أبعد قدمك عن الباب لأغلقه
فتح الباب بيده رغم رفضها وتأففها الواضح فقال بنبرة استشعرت الترجى والتوسل بها
أرجوكى أنا متأخر على عملى ولا أجد أحدا أتركه معه والجميع يمدح بك هنا فخذيه رجاءاً
نظرت للطفل الباكى على يده ثم نظرت للشاب مرة أخرى وقالت بخفوت
أين والدته
اجابها بجمود ظهر على ملامحه
انفصلنا من فترة فتزوجت وسافرت مع زوجها الى الخارج وكنت أتركه مع أمى ولكنها مريضه ولا تستطيع الاعتناء بطفل
أومأت برأسها بتفهم ومدت يدها تلتقط الطفل منه تضمه لصدرها بحنان تتمنى لو اكتمل حملها لتشعر بذلك الاحساس الذى تشعر به وهى تحمل بين يديها ذلك الطفل “حسن”
غادر الشاب ودلفت بالطفل الى الداخل لتحضير طعام مناسب له ككوب من الزبادى أو بعض البسكويت مع الشاي الساخن نسبياً
انتهى دوام يونس فقرر الذهاب الى والدته قليلا ليراها
كانت سميرة تجلس برفقة ابنه شقيقتها وتدعى هند تحاول اقناعها أن توافق على الزواج من يونس
هتفت هند بضيق
لا خالتى يونس متزوج ويحب زوجته لن أستطيع أن أكون زوجة ثانية له وأكون دخيلة بينهما
ضغطت سميرة على أسنانها بشدة من ابنة شقيقتها الحمقاء فهتفت بنبرة ماكرة
وماذا عن عشقك ليونس؟ أنا أعلم كل شئ بنيتى
توترت هند بشدة من حديث خالتها عن حبها ليونس وقالت
نعم أحبه ولكن لن أكون شخصا يجلب الخراب لحياته ويهدد استقرار بيته فهو لا يحبنى من الأساس وسأكون منبوذة بينهما
نهضت سميرة تلك اللعينة وجلست بجانبها تبخ سمها بأذنها تحاول اقناعها بالعدول عن رأيها والموافقة أن تكون زوجة ثانيه لها متعللة أن يونس سيحبها إن أنجبت له الولد الذى لم تستطع اسراء الاتيان به وستكون أهم من إسراء بحياته وسيتقلص دور إسراء بحياته الى أن تنتهى قصتها مع يونس للأبد
هتفت سميرة بضيق
ماذا قلت هند ؟ هل توافقين على الزواج من يونس؟
جاءها الرد مقاطعاً بشدة
لا أمى من قال لك أننى سأقبل بزوجة ثانية لزوجتى وأكون سبباً فى تحطيمها واذلالها عندما أتى بأخرى تشاركنى بها …
نوفيلا الزوجة الاولى
الفصل الثانى
هتفت سميرة بضيق
ماذا قلت هند ؟ هل توافقين على الزواج من يونس؟
جاءها الرد مقاطعاً بشدة
لا أمى من قال لك أننى سأقبل بزوجة ثانية لزوجتى وأكون سبباً فى تحطيمها واذلالها عندما أتى بأخرى تشاركنى بها …
صعقت هند من وجوده وأنكست رأسها للأسفل بخزى من حديث والدته واعترافها بعشقها له ونهضت قائلة بتوتر
أعتذر ولكن يجب على الذهاب فقد تأخرت على أمى
غادرت هند بسرعة من أمام يونس الذى يحدجها بنظراته الساخطة وابتسم بسخرية لوالدته التى تفرك يدها يتوتر فاقترب وجلس أمامها هاتفا بهدوء
لم تفعلين ذلك أمى زوجتى فقدت طفلها منذ ثلاثة أيام وأنت تدبرين لزواجى بأخرى
ما قاله هو من أخرج التور من عقاله فنهضت بغضب ودارت فى أنحاء الشقة تتحدث بغضب
وماذا فعلت يونس هل أخطأت لأنى أريدك أن تتزوج وتنجب لى الحفيد …
نهض ووقف أمامها هاتفا بيأس
أمى أرجوكى لا تضغطين على أعصابى يكفينى ما أنا به هذه الأيام لا أريد أطفالا ان لم يأتى ابنى من اسراء فلا أريده أريدها هى فقط
أبعدت يداه المحيطة بكتفيها بغضب جم ووضعت يدها على رأسها تدور فى المكان كالفرخ المذبوح هاتفة بحدة
اسراء .. اسراء ..اسراء لقد مللت تلك الفتاه من أول يوم قلت لك انها لا تناسبك ولكن عاندت وأصررت على ما تريد كعادتك دوما ..لم أتفوه بشئ وصمتت من أجلك ولكن كفى أريد أن يمتد اسم العائلة لا أن تنتهى بسبب عنادك وتمسكك بتلك اللعينة
صمتت قليلا تتنفس بشدة بسبب انفعالها الشديد ثم جلست على احدى المقاعد وتابعت حديثها الحاد
ليكن بعلمك يونس لن أتنازل عن حفيد لى لن أتنازل يونس وستتزوج هند سواء شئت أم أبيت
اقترب من أمه وجثى بركبتيه أمامها يجب أن يقنعها أنه لا يستطيع الزواج بأخرى قلبه لن يتحمل مشاهدة إسراء وهى ذليلة مكسورة بسبب وجود إمرأه تشاركها به فأمسك يد والدته فى محاولة يائسة منه لجعلها تعدل عن اصرارها الأرعن وهتف بخفوت
أرجوك أمى لا تفعلى بى ذلك لن أتحمل كثيرا سأم*وت قهرا إن ابتعدت عنى إسراء لانها لن تقبل زواجى مرة أخرى
نهضت بعنف وأدارت ظهرها له هاتفة بجمود
لا يهمنى مشاعر تلك الفتاة يونس ستتزوج وتنجب لى الحفيد سواء شئت أم أبيت أريد أن يمتد سلسال العائلة لا أن تنتهى بسبب غبائك ووفائك اللعين
رد عليها بجمود
وإن رفضت أمى
أجابته بحدة
تنسي أن لك أما واعتبرنى ميتة يونس ولا أريد رؤية وجهك مرة أخرى
أنهت كلامها ووضعت يدها موضع قلبها بألم فهى مريضة قلب
رأى يونس ملامحها المتألمة فاقترب منها بسرعة الا انها ابتعدت صارخة بوجهه
ابتعد عنى وأغرب عن وجههى ولا تأتى الى هنا مرة أخرى الا عندما توافق
تهدل ذراعيه بجانبه وغادر بيت أمه بيأس ودموع تكاد تخرج من محبسها
كانت إسراء تشعر بأحاسيس متناقضة تجاه حسن النائم على يديها بسكون تارة تشعر أنها تحبه وتود الاحتفاظ به دوما وتارة أخرى لا تريد رؤيته فهو يحيي إحساسها باﻷمومة الذى فقدته بفقدانها لطفلها ولكن ما ذنبه فهو بالنهاية طفل تركته أمه من أجل أن تتزوج بأخر ..تتذكر بكاؤه المتواصل عقب رحيل أبيه والذى لم تعرف اسمه
ولكن بمجرد احتضانها له قليلا وتدليك ظهره بهدوء بدأ يصمت واضعا اصبعه فى فمه دليلا على جوعه مطالبا بالطعام
أطعمته وهو نائم على يديها الى الأن
صوت دوران مفتاح المنزل دليلا على قدوم يونس
دلف الى المنزل واتجه اليها مق*بلا اياها مت جبينها كالمعتاد ولكن عقد حاجبيه بتساؤل عن هوية الطفل الذى ينام بسلام على يدى زوجته فابتسمت له ونهضا لتضع الطفل فى الغرفه لينام أما هو جلس على الأريكة فى انتظار عودتها ليفهم منها
عادت الى الصالة وجدته ينظر أمامه بشرود يدخن سيجارته بشراهة فتلك عادته عندما يكون حزينا بائسا يلجأ للتدخين لينفس فيه حزنه وألمه ونظراته الخاوية …قبل*ته اليوم لجبينها ليست كما اعتادتها مطمئنه وعاشقة فهى اليوم قب*لة عادية تعود أن يفعلها يوميا عقب عودته من عمله لا أكثر
اقتربت منه وجلست بجانبه فانتبه لها وباغتها بسؤاله قائلا
طفل من هذا
تنهدت بتعب وقالت
جارنا الجديد تركه لى ليذهب الى عمله رفضت ولكنه أصر متعللا أنه تأخر ولا يوجد من يعتنى بالطفل
أومأ برأسه دون إضافة أى أسئلة أخرى فامتدت يدها ونزعت السيجار من يده مطفئة اياها هاتفه بتساؤل
أنت لا تدخن الا عندما تكون حزينا مهموما فبدلا من التدخين بامكانك التحدث واخبارى بما يؤرقك ويتعبك
نظر لها بهدوء ثم القى برأسه على قدميها ووضع يدها على شعره لتداعبه كما اعتاد دوما
ابتسمت لفعلته وبدأت فى مداعبة خصلاته السوداء بهدوء تحثه على الحديث