
الحلقه السابعه
نهضت “سمر” من فراشها مسرعة متوجهة الى غرفة والدها .. لتجد أن “فيروز” هى مصدر ذلك الصراخ .. كان والدها .. نائماً على ظهره على الأرض لا يتحرك وفيروز واقفه على بعد خطوات منه تصرخ ولا تجرؤ على الإقتراب .. اندفعت “سمر” وجثت على ركبتيها بجوار والدها وهى تحركه هاتفه :
– بابا .. بابا
نظرت الى “فيروز” بلوعة وقالت :
– “فيروز” ايه اللى حصله
قالت “فيروز” وهى تبعد ناظريها عنه :
– معرفش .. معرفش .. كان بيتكلم معايا وفجأة وقع ………..
نهضت “سمر” مسرعة الى الهاتف واتصلت بالإسعاف .. جلست جواره تبكى وتحاول أن تحركه وتناديه دون أى استجابه منه .. أتت سيارة الإسعاف وحملته الى المشفى وتبعته مع “فيروز” بسيارتها .. انهمرت العبرات من عيني “سمر” وهى تخشى فقد والدها .. فهو كل من بقى لها فى هذه الدنيا .. رغم البعد والجفاء بينهما .. إلا أنه يبقى والدها .. وحاميها .. ودرع الأمان لها .. أخذت تدعو الله أن يعود سالماً من أجلها .. لأنها تحتاج لوجوده فى حياتها .. توقفت سيارة الإسعاف أمام المستشفى ومن خلفها سيارة “فيروز” جرت “سمر” فى اتجاه والدها المحمول على النقاله .. أسرعوا بإدخاله الى احدى الغرف ومنعوا دخولها .. وقفت فى الخارج دموعها فى عينيها .. وهى تشعر بإنقباض فى صدرها .. أخرجت هاتفها من جيبها واتصلت بـ “باهر” قائله بصوت باكى :
– “باهر” .. أنا فى المستشفى
هتف “باهر” بدهشة :
– مستشفى .. ليه ايه اللى حصل
أجهشت فى البكاء وقالت :
– بابا تعب فجأة وقع على الأرض .. أنا خايفة عليه أوى يا “باهر” .. خايفة أوى
وضع كفها على فمها عندما قالت لها “فيروز” بعصبية :
– بطلى بأه .. عياطك موترنى
قالت برجاء :
– “باهر” ممكن تيجي .. أنا محتجالك جمبى
– أه أه طبعاً .. قوليلى فى مستشفى ايه وأنا أجيلك
أملته عنوان المستشفى وجلست على أحد المقاعد .. أسندت ظهرها وأخذت تنظر الى السقف وهى تتخيل أسوأ التخيلات .. ثم تمتمت :
– يارب .. يارب ميحصلوش حاجه
**************************************
جلس “علاء” مع مجموعة من أصدقائه على كورنيش النيل يتسامرون معاً حتى آذان الفجر .. بدا على “علاء” الشرود .. فاقترب منه أحد أصدقائه قائلاً :
– ايه يا ابنى مالك .. مش عاجبنى .. متخانق مع عمك ولا ايه
قال “علاء” بسخرية :
– لا طبعاً .. انت عبيط يا ابنى .. أنا على أد ما أقدر بحاول أحسن علاقتى بيه
– أمال شكلك مخنوق ليه
أخذ “علاء” يشرب لفافة المتبغ الملفوفه والتى يحملها بيده .. ثم زفر بضيق قائلاً بغضب :
– الزفت اللى اسمه “مهند” .. من ساعه ما عمى جابه يعيش معاه هو والمحروسه أخته .. وهو بأه الكل فى الكل .. هو اللى يسافر .. هو اللى يتكلم مع العملا الكبار .. هو اللى يتفق على الصفقات .. كأن بقدرة قادر بقيت أنا و “نهاد” و بابا ملناش أى لازمه
مط صديقه شفتيه قائلاً:
– انت خايف عمك يكتبله حاجه من غيركوا
صاح “علاء” بغضب :
– ده لو حصل ده هرتكب جنايه .. احنا كلنا ولاء عم ولازم نبقى متساويين لما التركه تتوزع
ضحك صديقه قائلاً :
– بتوزع التركه والراجل لسه عايش
قال “علاء” بغيظ :
– متبت فى الدنيا بإيديه وسنانه .. امتى الواحد يورث ويعيش حياته بأه
اختفى المزاح من وجه صديقه وقال له بجديه :
– بس يا “علاء” أنا شايف ان عمك مش حارمك من حاجة ولا انت ولا حد من واخواتك
هتف “علاء” وهو يضرب الأرض بحذائه :
– يا ابنى انت فاكره راجل عبيط .. ده مصحصح أوى .. وكل حاجه عنده بحساب .. ممسكنى الشؤن الماليه بس ايه عنيه مفتحه أوى مفيش حاجه بتخفى عليه .. وبعدين هو بيتفضل عيلنا يعني بحاجه من جيبه ما كله تمن لشغلنا فى شركته ليل ونهار .. ده حتى العربية اللى جابها لكل واحد فينا بيخصم من مرتبنا كل شهر جزء من تمنها .. عمى ده لو عينوه وزير الماليه .. مصر هتقضى ديونها وهيفيض كمان .. راجل مش سهل القرش بيطلع بحساب .. عارف هو رايح فين وجاى منين
هتف صديقه بإستنكار :
– طبعاً يا ابنى مش فلوسه وشركته لازم يدير كل حاجه .. أمال يسيبكوا تنهبوه
هتف “علاء” غاضباً :
– ايه تنهبوه دى متحسن ملافظك .. وبعدين خليك فى حالك لانك متعرفش حاجه .. ده حساب قديم أوى أوى بين عمى وبين كل اخواته .. عمتى “انعام” عرف يضحك عليها ويطويها تحت جناحه .. لكن بقيت اخواته محدش بيطيقه .. حتى اللى ماتوا مكنوش بيطيقوه
استند بذراعيه على السور ونظر الى النيل وقال بعزم واصرار :
– بس لو “مهند” فكر يعمل معايا زى ما عمل عمى “عدنان” مع اخواته .. يبأه ميلومش الا نفسه