منوعات

بقلم مني سلامه ج 1

الحلقه 14
فى داخل المكتب .. جلس “عدنان” خلف المكتب ونظر الى اخوته .. “انعام” .. “حسنى” .. “كوثر” .. وهو يقول :
– أنا جمعتكوا النهاردة عشان أتكلم فى موضوع مهم .. موضوع قديم .. بس آن الأوان اننا نتكلم فيه
رمق “حسنى” “مهند” بطرف عينه ثم قال :
– بس انت يا “عدنان” انك عايز تجتمع باخواتك .. “مهند” بيعمل ايه هنا ؟
بدت تعبيرات “مهند” جامدة .. خاليه من أى تعبير .. قال “عدنان” :
– “مهند” موجود فى الاجتماع بدل أبوه الله يرحمه
رفع “مهند” رأسه لينظر الى عمه الذى أخذ نفساً عميقاً ثم قال :
– زمان .. بابا الله يرحمه فرق بينى وبينكوا فى المعاملة وفى الميراث .. وده السبب اللى خلانا بعيد عن بعض سنين طويله .. بصراحة أنا مكنش قطع العلاقات بينى وبينكوا فارق معايا .. كان ليا حياتى وبيت ومراتى ولابنى .. لحد ما ربنا شاء انى أفقدهم هما الاتنين .. ساعتها حسيت بالوحدة وفكرت أجمع اخواتى حوليا مرة تانية
ثم نظر الى “انعام” وقال :
– انتى يا “انعام” أول واحدة فتحتلى دراعها .. وقالتى انها مسامحانى .. ويمكن لان ظروفك كانت شبيهه بظروفى قدرنا نفهم بعض كويس
ابتسمت “انعام” وهى تنظر اليه .. التفت “عدنان” لينظر الى “حسنى” و “كوثر” وهو يقول :
– انتوا بأه مكنش الموضوع سهل أبداً بس الحمد لله عرفت أكسبكوا تانى واجمعكوا حوليا
ثم نظر الى “مهند” بأسى وهو يقول :
– أما أبوك ما “مهند” أنا للأسف ملحقتوش .. كان اتوفى .. وعشان كدة صممت ان انت و “فريدة” تيجوا تعيشوا معايا هنا يمكن أقدر أعوض بيكوا اللى فات .. وأعمل معاكوا اللى مقدرتش أعمله مع أخويا
ثم أخذ نفساً عميقاً وهو يقول بحزم :
-أنا قررت أريح ضمرى أدام ربنا وأرجع الحقوق لاصحابها
نظر الجميع الى بعضهم البعض فى دهشة .. فأكمل “عدنان” :
– الورث اللى أبونا الله يرحمه كتبه كله بإسمى .. هيتوزع من أول وجديد بينا بقسمة العدل
ضاقت عينا “حسنى” وهو يقول :
– بسعر اليوم ؟
تجمدت ملامح “عدنان” وهو يقول :
– طبعاً لأ .. هيتحدد المبلغ زى ما كان وقتها .. هو ده الميراث اللى هيتوزع
هتف “حسنى” بمزيج من الدهشة والحنق :
– بس يا “عدنان” ده مش عدل .. ازاى عايز تقسم الميراث زى ما كان يوم ما بابا مات .. الأسعار اختلفت .. والدنيا اتغيرت .. مينفعش تحاسبنا بنفس أسعار زمان
ضرب “عدنان” بكفه فوق المكتب وهو يقول بحزم :
– ده اللى عندى يا “حسنى”
ثم أشار الى ما حوله قائلاً :
– كل اللى انت شايفه حواليك ده شقايا وتعبى أنا .. أنا اللى كبرت الورث وخليه بأه امبراطورية كبيرة .. ده تعبى ومجهودى .. اللى هيتوزع هو الورث اللى أبونا سابه .. مش ورثى أنا .. أنا لسه عايش يا “حسنى”
ساد التوتر بينهم فأسرعت “انعام” تقول :
– “عدنان” فيش مشكلة .. اللى انت شايفه صح اعمله
رمقتها “كوثر” بحنق شديد لكنها التزمت الصمت .. قال “عدنان” بحزم :
– بعد ما الورث يتوزع .. أنا هكتب وصيتى ان شاء الله
نظر اليه الجميع بدهشة بينما ظلت تعبيرات “مهند” مبهمة .. قالت “كوثر” بقلق :
– وايه هى وصيتك ؟
ارتسمت ابتسامه على شفتيه وهو يقول :
– هتعرفوها لما أموت
شعرت “كوثر” بفصة فى حلقها .. انتهى الاجتماع وخرج الجميع .. بدا على “حسنى” و “كوثر” الوجوم .. تأملتهما “يسرية” بإهتمام .. ثم تعللت بشعورها بالتعب واستأذنت للانصراف .. صاحبها .. “حسنى” و “كوثر” وانطلقوا فى طريقهم الى بيتهم الذى يأوى جميعهم .. بينما انطلق “نهاد” الى بيته برفقة “بيسان” زوجته .. أما “علاء” فقرر الخروج برفقة أصدقائه .. وفضلت “نهال” المبيت هذا اليوم أيضاً فى بيت عمها

****************************************
صاحت “كوثر” بغضب :
– أخونا المحترم بيقولك قسمة العدل .. عدل ايه ده ميعرفش عن العدل أى حاجه
قالت “يسرية بحقد :
– وأنا اللى كان عندى أمل ان ضميره يصحى ويدى لكل واحد حقه .. ازاى عايز يوزع الميراث اللى كان من سنين بسعر زمان .. يعني مش هينوبنا الا ملاليم
نظرت الى زوجها وقالت بحنق :
– متقول أى حاجة يا “حسنى” هتفضل ساكت وأخوك عمال يشترى ويبيع فينا كده
قال “حسنى” شارداً :
– تفتكروا هيكتب ايه فى الوصية ؟
جلست “كوثر” على أحد المقاعد منهارة وهى تقول:
– آه يا خوفى .. آه يا خوفى يعمل معانا زى ما أبونا عمل
قالت “يسرية” وهى تنظر اليهما :
– تفتكروا ممكن يميز “مهند” عن الباقيين
نظر اليها “حسنى” وقال بحده :
– ازاى يعني
قالت “يسرية” ساخرة :
– انتوا متعرفوش ولا ابه .. أخوكوا المحترم لغى مرتبات الولاد .. وقالهم هيتعامل معاهم بالنسب .. ونسبة البشمهندس “مهند” ضعف نسبة “نهاد” و “علاء”
هب “حسنى” واقفاً ولمعت عيناه بغضب وهو يقول :
– يعني ايه ضعف نسبة “نهاد” و “علاء” ؟
قالت “يسرية” عاقدة ذراعيها أمام صدرها مستندة بظهرها على ظهر الأريكة :
– يعني يا “حسنى” .. مجموع نسبة “علاء” و “نهاد” تضربهم فى 2 .. تطلع دى نسبة “مهند”
هتفت “كوثر” بغضب :
– ده أخويا اتجنن فى عقله
نظرت “كوثر” الى “حسنى” وقالت :
– كده “عدنان” معدش طبيعي يا “كمال” يعنى ايه النسبه دى كلها لـ “مهند” .. “مهند” ابن أخويا أيوة .. بس زي ولادك .. ليه يميزه عنهم .. معنى كده بأه انه كمان هيميزه فى الوصيه .. ومش بعيد يعمل زى ما أبونا عمل ويكتبله كل حاجه بإسمه
هتف “حسنى” بغضب :
– ده أنا كنت أولع الدنيا .. يعنى ايه يكتبله كل حاجه بإسمه .. أنا طافح الدم فى الشركة دى وبشتغل عنده زى الكلب المذلول عشان فى الآخر يكتب كل حاجه لـ “مهند” .. لا ده أنا أقلب عليها واطيها
قالت يسرية بقلق :
– يا جماعة لازم نشوف حل .. انتوا عارفين الديون اللى علينا .. لازم نتصرف بسرعة .. أنا كان عندى أمل ان أخوكوا يفوق .. لكن كده من الواضح ان عمره ما هيفوق .. ولو عرف بالديون اللى علينا مستحيل يساعدنا
قالت “كوثر” بإحتقار :
– طبعاً مستحيل يساعدنا ده أخويا وأنا عارفاه .. مبيطلعش الجنيه الا بطلوع الروح
قالت “يسرية” بحدة :
– طيب وبعدين هنتصرف ازاى .. هنفضل ساكتين لحد ما يكتب وصيته فعلاً .. لو كتب الوصيه خلاص كل حاجة ضاعت
نظرتا لى زوجها “حسنى” والذى بدا عليه الإنهماك فى التفكير .. قائله :
– “حسنى” رد علينا .. فكر معانا
لم يجيبها “حسنى” بل أخذ مفاتيحه وتوجه مسرعاً الى خارج البيت وهى تصيح خلفه :
– “حسنى” .. “حسنى”

*************************************

– ليه عمى عمل كده .. كده النفوس هتشيل من بعض
قالت “فريدة” تلك العبارة شاردة وهى جالسه مع “مهند” فى غرفته .. فمسح “مهند” وجهه بكفيه وهو يقول :
– أنا مضايق جداً يا “فريدة” .. حاسس ان عمى بيخلق مشاكل بينى وبين ولاد عمى من غير ما يقصد .. “نهاد” و “علاء” مضايقين من موضوع النسب دى .. وبصراحة معاهم حق يضايقوا
– طيب هو ليه عمل كده ؟
– سألته قالى انه ادى لكل واحد نسبة على حسب كفائته فى الشغل وان النسبة قابله للتغير فى أى وقت هو يختاره على حسب مجهود كل واحد فينا
قالت “فريدة” شاردة من جديد :
– هو معاه حق .. بس المشكلة ان “نهاد” و “علاء” مش هيفهموا كده
زفر “مهند” بضيق وهو يقول :
– أنا مليش فى جو الصراعات ده .. خاصة لو كان على فلوس .. عشان كدة أنا متردد ولسه ممضتش العقد لحد دلوقتى
نظرت اليه “فريدة” قائله :
– وكمان موضوع الميراث ده اللى زود الطينة بله
ضحك “مهند” بسخرية وهو يقول :
– مشفتيش اللى حصل فى المكتب كانت هتبقى حريقة .. ولسه لما “يسرية” تعرف .. هتبقى حريقة بجد
تنهدت “فريدة” قائله :
– ربنا يهديهم كلهم .. والله الدنيا مش مستاهله ده كله .. ده النبي صلى الله عليه وسلم قال انها لا تزن عند ربنا جناح بعوضه
ثم التفتت الى “مهند” وقالت :
– بس يا ترى اللى عمله عمى ده صح ولا غلط .. يعني المفروض يوزع الميراث القديم زى ما كان زمان ولا بأسعار دلوقتى ؟ .. يعني العمارات والأرض المفروض تتحسب بأنهى أسعار .. زى ما هو عمل ولا زى ما هما عايزين ؟
قال “مهند” فى حيرة :
– بصراحة مش عارف بس هسأل فى الموضوع ده .. لازم أسأل
قالت “فريده “بأسى :
– حتى لو سألت .. عمو “عدنان” عنيد أوى مبيمشيش الا اللى فى دماغه
التفت “مهند” اليها ليقول بحزم :
– بس على الاقل مبقاش شوفت الغلط وسكت عليه .. الساكت عن الحق شيطان أخرس .. أنا ليا ان أنا أنصحه .. استجاب مستجبش هو اللى هيتحاسب أدام ربنا
صمتت “فريدة” قليلاً ثم قالت بحنق :
– شوفت اللى طنط “يسرية” و عمتو “كوثر” عاملينه فى نفسهم .. اتصدمت أول ما شوفت بشرتهم مشدودة كدة .. أنا افتكرت سافروا تركيا مع عمو “حسنى” يتفسحوا .. أتاريهم ريحين يعملوا عملية تجميل ويشدوا بشرتهم
تنهد “مهند” وهو يهز رأسه قائلاً :
– ربنا يهديهم .. سبحان الله الشيطان وعد ونفذ
نظرت اليه “فريدة” بإستغراب قائله :
– مش فاهمة يعني ايه ؟
التفت اليها “مهند” يقول بهدوء :
– “وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ” .. الشيطان توعد انه يغوى الناس انهم يغيروا فى الدين والشكل والفطرة اللى ربنا خلقنا عليها
قالت “فريدة” وهى تزم شفتيها :
– ممكن يكونوا مش عارفين انها حرام
قال “مهند” ناظراً اليها بحزم :
– المفروض تقوليلهم يا “فريدة” عشان متتحمليش الوزر معاهم .. شوفتى حاجة غلط المفروض تنصحى صاحبها .. كلامى أنا معاهم ممكن يكون محرج بالنسبة لهم .. اتكلمى انتى معاهم .. بس بهدوء متجادليش
أومأت برأسها قائله وهى تستثقل المهمة :
– طيب مع انى هتحرج أتكلم معاهم فى حاجه زى كده .. بس زى ما انت قولت يا “مهند” هكلمهم بهدوء ومش هجادل
نهضت وهى تتثائب قائله :
– يلا تصبح على خير
ابتسم قائلاً :
– وانتى من اهل الخير
أغلقت “فريدة” الباب خلفها بينما تمدد “مهند” بجسده فوق فراشه واضعاً ذراعيه خلف رأسه مستغرقاً فى تفكير عميق

**********

انت في الصفحة 14 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل