
….لكنها لم تعرف ولم يخطر ببالها أنه يعرف أدق
التفاصيل فى حياته لأنها كان دائما قريب منها لكن
بعيد كان يراقبها دائما على أمل ان تلمح ظله الذى
يلاحق ظلها
لكنها كانت فتاه عاديه بسيطه لا تنظر حتى حولها
الأشخاص فى حياتها محدودون لا تعرف أكثر من
أفراد عائلتها
كان يجلس بجانبها وهو فى منتهى السعاده أنه حصل
على فتاه مثلها..
كانت ليله زفاف عاديه جدا فى منطقه شعبيه
وعند ما تأخر الوقت ذهب العروسين إلى عشهما
لقد كانت متوترة جدا لا تشعر بقدمها
بداخلها الكثير من الاسئله ..هل سوف يتحملها او
العكس هل سوف تتحمله هى
هل سوف يتوافقان ويعيشون فى وئام
لن نقول حب لا الحب يحتاج مشاعر كثيره
غير التوافق والوئام
زواج شرطه طلاق الفصل الثانى
الإنسان غالبا لا يعرف ما يعترى نفسه من مشاعر
فى كثير من الأحيان
فبعض الاوقات تجد الشخص فى قمة غضبه وفى
اللحظه التاليه تجده سعيد جدا
النفس البشريه حيرت الكثيرون
ولماذا لا وقد قال عنها الله عزوجل فى كتابه”ولقد
صرفنا فى هذا الكتاب للناس من كل مثلا وكان
الإنسان أكثر شئ جدلا”
….فعلا هذا ما أشعر به والآن وفى بدايه حياتى مع
مصطفى كانت المشاعر بداخلى مزيجا من كل أنواع
المشاعر الجيده السيئه فى آنا واحد
لا أنكر الرجفه الشديدةالتى شعرت بها وهو يحملنى
إلى داخل المنزل كما لو كنت طفله صغيره
دخل فورا إلى غرفه النوم ووضعنى على السرير
برفق
وشرع فى خلع جاكيت بدلته المهندمه
وأنا أشعر بالخوف مما هو قادم
ولم اشعر عندما جلس بجانبى وبدأ ينزع عنى طرحتى
لم أشعر إلا وانا ابدا بنوبه صراخ وبكاء شديده
وضع يده على وجهى وهو يحاول ان يفهم ماذا يحدث معى
وقال”ششش إيه اللى حصل بس علشان العياط ”
رفعت نظراتى كى أخبره بصراحه إننى خائفه …انا لا
أعرفه. ..لكن .لسانى لم يسعفنى فوجدت نفسى
اقول بتردد
“انا اناانا…”
أبتسم برفق وكأنه فهم ما يكمن داخلى وقال
“استرخى. ..ما تخافيش انا مش مستعجل”
نظرت له باستغـ,ـراب هل بالفعل يعنى ما يقول؟
هل بالفعل أستطيع ان أثق به؟
لكن أجابه هذا السؤال كانت سريعه جدا
فى تلك الليله حيث أدركت أنه إنسان يوعد ولكن لا يفى
عندما بدأت بالفعل تهدأ وتشعر بالأمان نوعا ما
عاودت محاولته مره اخرى ولكن هذه المره
كان أكثر جرأه حيث اقترب بنظراته قبل شفتيه
من شفتيها
لم تمر ثوانى قليله إلا وهو يكافح كى يصل إلى
سحاب فستانها وهو مستمر بتقبيلها
لكنها دفعته وصرخت به “انت قولت انك …”
لكنه قال بغضب بدأ فى الاندلاع داخله وهو يفكر فى
سبب مقنع على الأقل بالنسبه له كل تبتعد الزوجه
عن زوجها فى ليله زفافها
ولأن تفكير مصطفى فى هكذا أشياء كان سطحى
جدا متشدد ظن انها قد تكون فرطت فى شرفها
ومنحته لشخص آخر قبل الزواج
مما جعل الدخان يخرج من اذنيه
بالرغم من الذكاء والفطنه التى يتميز بها مصطفى
لكنه الآن أصبح فى قمة السذاجة والغباء والشك كاد
يفتك بها غصبا قبل أن يسمعها تقول
“انا ما اعرفكش و وكمان انا. ..انا ما اقدرش. ..انا ”
ظلت تعيد فى كلامها مرار وتكرار إلى أن صرخ بها
“انتى ايه”
انتفضت كرد فعل على صراخه وقالت
“انا خايفه ”
مصطفى باستغراب”خايفه. ..من ايه”
جهاد”خايفه منك”
مصطفى باستنكار “منى”
جهاد”انا عايزه أغير وانام بس فى اوضه تانيه”
مصطفى “اوضه تانيه ليه أظن أن النهارده دخلتنا ”
جهاد”معلش بس انا محتاجه وقت لحد ما أعرفك وناخد
على بعض”
حاول ان يهدأ وقال بهدوء “ماشى يا جهاد اعملى اللى
يريحك”
جهاد”شكرا”
ابتعد بنظره عنها لأنه يشعر لو نظر إليها مره آخر
سيحرقها بناره
اتجهت إلى غرفه صغيره بجوار غرفتهم وهى تحمل
بعض الملابس كى تبدل ثيابها
………
فى أحد المناطق الشعبيه البسيطه
وفى أحد المنزل البسيطه أيضا
كان يجلس عمرو امام خاله ليطلب منه ان يتزوج ابنته
ذات الخمسه عشر عاما
نعم لا تستغربوا فهذا هو العرف المتبع فى هكذا
مناطق بسيطه تخاف على بناتها وتفضل أن يتزوجن
ما ان تأتى الفرصه المناسبه مهما كان السن
لن أقول أن كل الأهالى هكذا لكن القله القليله هى
من تهتم بسن بناتها لكنه على الأقل اهتم براى ابنته
وقال”انت عارف يا ابنى ان ما عنديش مانع بس لازم
اخد رأى راويه الأول ولما توافق ممكن نتفق على
كل حاجه”
عمرو”طبعا يا خالى انا هكون منتظر الرد ”
فقال معروف”الشاى يا راويه”
كانت راويه تقف خلف باب غرفتها متذمره على الوضع
وهى ترفض الدخول ..بينما كانت والدتها سماح تجلس
بجوارها وهى تحاول اقناعها بالخروج لتقدم الشاى
للضيوف
راويه “لا لا يا ماما مش هطلع انا مش عاوزه اتجوز”
سماح”يا بنتى اسمعى الكلام ما حدش بيقولك اطلعى
اتجوزى بس هتقدمى الشاى ”
ضـ,ـربت راويه رجلها فى الأرض بغضب وهى تكرر”لا لا
ااه”ه
تألمت عندما شعرت بتلك الصفعه التى هبطت على
وجهها وأمها تأمرها بالخروج
كتمت دموعها بصعوبة أمام الغرفه التى يجلس بها
الضيوف ودخلت مجبره على الابتسام فى وجه عمتها
وزوجها وابن عمتها التى يرمقها بنظرات متفحصه وقحه
شعرت بالغضب من نظراته وكانت علامه صفعه أمها
تزيد من لون وجنتيها الأحمر
الذى ظنه عمرو بدوره خجل…لكنه لم يكن كذلك
البته…
….
فى منزل والد جهاد
رأفت “ايه اللى حصل بس ليه ما حدش اتصل لحد
دلوقتى”
نعمه”انا مش عارفه بس انت مستعجل ليه ده لسه ما