منوعات

بقلم هناء النمر

دموع ممنوعة. . . . . . . . . . الفصل الخامس

دخل عادل على والدته ، وجدها فى سريرها

..ألف سلامة ياست الكل ، وحشتينى اوى ..

..والله ، انت افتكرت ست الكل دلوقتى ، بنت جميلة عرفت تنسيك أمك فى يومين …

…اسمها فريدة ياماما ، ومفيش داعى تجيبى سيرة طنط جميلة ادامها ، عشان بتدايق. ..

..والله ، خايف على مشاعرها اوى …

…مراتى ياماما ، و بعدين حصل ايه ، أول ما اتصلتى بيا ، جتلك فورا ، عرفتى بحبك اد ايه …

..أنت هتقوللى، والهانم أن شاءالله مجتش تطمن عليا ليه ، مش المفروض أنى حماتها ، وعرفت أنى تعبانة …

..عندك حق طبعا ، بس المشوار كان طويل اوى عليها هترتاح شوية وهجيلك على طول ..

.. ترتاح ولا بتتكبر عليا بنت جميلة …

..تانى ياماما …

فوجئ الاثنان بها تفتح الباب بعد طرقة بسيطة

…لأ طبعا ، مقدرش اتكبر عليكى ياطنط ، حضرتك حماتي ومرات عمى وام جوزى حبيبى ، الف الف سلامة عليكى ، بصراحة مقدرتش ارتاح قبل ما أطمن عليكى …

…أهلا …

…أهلا بيكى ، بس الحمد لله ، حضرتك تمام أهو ، اروح انا انام شوية ، اصلى منمتش من امبارح …

تعجب عادل من ثباتها وهى تحاور والدته ، فقليلا منهم من يفعل ، حتى أنه لاحظ الغضب الشديد الذى اعتلى والدته بعد خروجها ، ولكنه لم يعلق ولم يحاول تهدئتها، يكفيه الآن أن فريدة جائت لوالدته وانقذته من السؤال عنها حتى ولو كان بهذه الطريقة .

بعد مرور أكثر من أربع ساعات ، نام فيها الاثنان من إرهاق السفر وبالطبع على سرير واحد وقد قررت فريدة أنها ستحاول الالتزام بملابس مقبولة تغطى جسدها ، وحجم الجناح ساعدها على بعض الاستقلالية فى وجوده ، فقد كان يتكون من غرفتين نوم ، أحدهما الرئيسية لهم ، والأخرى مصممة كغرفة اطفال بسريرين أصغر نسبيا من الموجود فى الغرفة الرئيسية ، ومع كل غرفة حمام خاص بها ، والغرفتين متصلتين بصالون واسع به شرفة جميلة وواسعة تطلع على الحديقة الأمامية ومدخل الفيلا ،

كان كل دور يتكون من ثلاث أجنحة ، الدور الاول كان به جناح للحاج أكرم وزوجته ، وجناح لوالد عادل ووالدته وتعيش فيه الآن والدته وحدها بعد وفاة والده ، والجناح الثالث لعمه حسن وزوجته .

الدور الثالث ، جناح لعادل ، والثانى لاخوه عصام وزوجته وابناه التوأمين محمد ومحمود ، والجناح الثالث لابن عمه مجدى وزوجته وابنته لمار .

والثلاث شباب هم النتاج الذكوري للعائلة فقط ، والباقى فتايات ، ثلاث فتايات لأكرم المصرى ، ويسكنون الدور الرابع بأزواجهم ، واثنتان للحاج حسن ويسكنون الخامس بأزواجهم ، والجناح الثالث فى الدور مغلق ،

حان موعد العشاء ، وحضرت الخادمة واخبرتهم أن الجميع ينتظرهم بالصالون

..خلصتى يافريدة ..

…الطرحة بس …

…طيب ، انا هستناكى برة …

..هتنزل من غيرى ولا ايه …

…لا طبعا ، انا هقف مع مجدى شوية لحد ما تخلصى …
..اوكى …

خرج عادل وأكملت فريدة لبسها ، كانت ترتدى عباءة تشبه العباءات السورية باللون البنى ، مناسبة جدا لجسمها وطولها وبها حزام من اللون البيج الغامق وبه فص لامع ، وطرحة من نفس لون الحزام ، وحزاء بكعب عالى عريض ، لم تضع أى مكياج بخلاف الكحل ومسكرة وملمع شفاه خفيف .
بالرغم من بساطة ما تلبس ، إلا أنها كانت انيقة بحق . خرجت متجهة الاسانسير الداخلى ، وجدت عادل بالفعل يقف مع مجدى بالقرب من باب الاسانسير .

عندما شاهدوها من بعيد ، غمز مجدى لعادل قائلا
..المرة دى انت وقعت واقف ..

..ما تتلم يا روح أمك ، انت هتعاكسها قدامى …

…براحة شوية ياعم ، انا بقول رأيي بس …

اقتربت منهم فريدة مبتسمة
…ازييك يامجدى ..

..الحمد لله ، ازييك انتى يافريدة ، نورتى البيت …

…متشكرة ، انا جاهزة ، خلصتوا كلام ولا لسة …

…خلصنا ياستى ، روح انت يامجدى ، دقيقتين وهنحصلك …

… إيه ،هتقولها كلمة سر ..

…أمشى يلا من هنا ، وقولتلهم اتلم …

…طيب ، طيب ، انا نازل ، ولو سألونى عليك ، هقولهم بيقول لمراته كلمة سر على السلم …

وأغلق على نفسه باب الاسانسير بسرعة قبل أن يصل له عادل ، ونزل به

…دمه خفيف اوى …

..فعلا ، مش كدة وبس ، طيب ومحترم وأمين كمان ..

…أنت بتحبه اوى …

…اعتبريه أقرب واحد ليا بعد عمى أكرم …

…وباباك ومامتك ..

توتر عادل من سؤالها
…بعدين يافريدة ، المهم ، كنت عايز اقولك على حاجة …

…اتفضل …

..ممكن أما تنزلى دلوقتى ،،، يعنى قصدى ،،، ممكن ماما ،، أو أى حد تانى ،، يعنى مش شرط الليلادى ، ممكن بعدين …

…إيه ياعادل ، انت مش مجمع ليه ، قول اللى انت عايزه …

…يعنى ، لو حد دايقك اوزعلك بكلمة ، ممكن يعنى ،،،
…متوقع أن والدتك ممكن تدايقنى أو حتى مرات عمك ، أو يمكن طليقتك ، أو أى حد تانى ، يمكن عشان اتجوزتنى أو حتى عشان كانوا بيكرهوا والدتى ، مش ده اللى عايز تقوله ..

…أنتى عرفتى ازاى …

…ما هو ده الموضوع الل كلمت فيه عمك قبل ما نتجوز ، وكلامه ريحنى جدا …

اقتربت منه خطوتين حتى لم يبقى بينهم إلا مسافة بسيطة وهى تقول

…اسمعنى ياعادل كويس اوى ، لأنى مش هكرر كلامى فى الموضوع ده تانى ، اولا انا متشكرة ليك جدا لخوفك على زعلى ، حقيقى انا مقدرة ده ، لكن بالنسبة للموضوع نفسى ، فده مش هيفرق معايا كتير ، ولا كلامهم هيأثر فيا ، اتعاملت مع ناس من نفس النوع كتير ، وأولهم مرات أبويا وكمان مديرتى فى الشغل غيره ، فمتقلقش ، أنا بعرف أرد من غير ما أغلط ، وبعرف احمى نفسى من غير ما أعمل مشاكل ، واوعدك أن من ناحيتى انا مش هتلاقى أى مشاكل أو عقبات ، وبعدين انا عندى شغلى ، ومكتب التحريات بتاعى ، يعنى مش فاضية لحد ، خلاص …

رد عليها ويبدوا عليه الاقتناع التام بكلامها

..خلاص …

اقتربت خطوة أخرى ، أصبح لا يفصل بينهم شئ لدرجة أنه أحس بأنفاسها الدافئة الممتزجة بكلامها

…لازم تفهم حاجة واحدة ، هى إن انت الشخص الوحيد فى البيت ده فى الوقت الحالى اللى ممكن يزعلنى كلامه ، برغم اتفاقنا و أنى كمان مش معلقة عليك أى أمال ، ممكن نكمل وممكن لأ ، معرفش ، بص صدقنى كلامك فعلا هيأثر فيا اوى …

لاحظت فريدة تأثره الكامل من اقترابهما لهذه الدرجة ، وتحول عينيه لشفتيها أكثر من مرة ، وكأنه يفكر فى تقبيلها ، ودقات قلبه التى تعالت حتى أنها احست بها ، هل هذا معقول ، هل هو خام وسهل التأثير عليه لهذه الدرجة ؟ .
رجعت خطوتين للخلف لتبتعد عنه

..مش يلا بقى ، إحنا اتأخرنا عليهم اوى ، وهنسمع كلام ملوش لازمة على تأخيرنا ده …

..فعلا ، يلا بينا … ومد يده لها فأعطته كف يدها ، فتمسك بها بكفه ، حتى فى الاسانسير ، برغم انه لا يراهم أحد ، لكنه لم يترك يدها . وصمم على النزول أمام الجميع على نفس الوضع .

لكن قبل وصولهم قال لها
..ممكن اطلب منك طلب كمان …

..طبعا …

..عصام اخويا ..

..ماله ؟

..ممكن متزوديش معاه فى الهزار أو حتى الكلام العادى ، لأنه بيزودها مع إللى يسمحله بكدة ، والموضوع ده بيدايقنى ، ممكن ؟…

…ممكن طبعا ، أى حاجة بتدايقك قوللى عليها ومش هعملها ، إحترام متبادل زى ما اتفقنا …

انقضت الأمسية كاملة فى التعارف ، كان الجميع موجودا ، ماعدا الجد وخالها حسن وسهام طليقة عادل ، فجدها فى رحلة علاجية فى ألمانيا منذ اكثر من شهرين ويرافقه ابنه حسن ، أما سميرة والدة عادل وعالية زوجة حسن ، فتجنبوا تماما أى كلام خاطئ ولو بالايحاء ، حتى لا يثيروا أكرم ، فهو متحفظ جدا من ناحية فريدة ، وأخبر الجميع بصراحة أن من سيتعرض لها ، فسيواجهه هو شخصيا ،
وانتهت الأمسية بهدوء وبدون مشاكل ، لكن من ليلتها بدأت التجهيز لشن حملتها عليهم ،
من بداية اليوم الثانى ، خرج عادل ليتابع مصنعه . اما هى بدأت بدراسة الفيلا كاملة ، بمداخلها ومخارجه ، ومتابعة عادات الموجودين بها ومواعيدهم ، وبدأت بوضع أجهزة تسجيل صوتى صغيرة وحديثة جدا ، مستحيل ملاحظتها إلا من الأشخاص المحترفين فى هذا الموضوع ، خاصة غرفة سميرة وعالية ، فهم المقصودتان الاساسيتان ، وبالطبع لم تنسى وغرفة جدها ، ومكتبه الذى يستعمله الآن خالها أكرم .
اتصلت بالمراقبين الاليكترونيين فى مكتبها لمتابعة الأجهزة ، واى شئ يستحق ، يبلغوها فورا .

مكتب التحقيقات الخاص بفريدة ، يعمل بهذه الطريقة ، أى شخص يحتاج لبعض التحقيقات أو المعلومات عن شخص آخر أو حتى مؤسسة ، يقوم المكتب بها مقابل مبلغ كبير جدا حسب حجم المهم ، ويعمل لديها عدد هائل من الشباب ، ولكل شخص منهم مهامه التى يتفوق فيها ، والجدير بالذكر أن المكتب حقق شهرة واسعة ، وأرباح جيدة جدا ، والملفات التى يعملون عليها كثيرة جدا ، حتى أنهم يرفضون بعض الطلبات لكثرة العمل لديهم .

وبالطريقة التى تتبعها فى مكتبها ، ستصل لحقيقة ما حدث لوالدتها بأسرع وقت ممكن .

انت في الصفحة 5 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
10

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل