منوعات

بقلم هناء النمر

دموع ممنوعة. . . . . . . . . . . الفصل الرابع

حاول ان يتأخر قدر المستطاع كما طلبت منه ، وعندما خرج وجدها نصف جالسة على أحد جوانب السرير ، وفى يدها تيليفونها ، كانت ترتدى بيجامة ساتان زهرى بأكمام كاملة وبنطلون طويل وشعرها مسترسل للخلف ومعقود برباط بسيط من الخلف ، وبعض الخصلات البسيطة مسترسلة على معظم وجهها تخفيه ، بالطبع هذه هى أول مرة يرى شعرها مكشوف ، كانت مثيرة فعلا أم الوضع هو المثير ، لا يعلم .
عندما احست به رفعت وجهها له ، ظهرت بنظارة صغيرة ذات إطار ازرق ،
…أنا قولتلك إتأخر ، مش نام جوا …
… حبيت اسيبك براحتك ، انتى بتعملى ايه ؟…
…متقلقش ، مش فاتحة فيس …
..وهل ليه ؟
..أنى اون لاين يوم فرحى …

ابتسم عادل من سخريتها من الموضوع وهى مبتسمة
..مش ملاحظة أنك بتعلقى على الموضوع ده كتير ..
..خلينا نتسلى ، أهو كلام فى الهوا ،، انتى بتعمل ايه ؟ …
.. ايه ، هنام ..
..على الكنبة ..
… هو فى مكان تانى ؟..
.. السرير ..
..وانتى ؟
..السرير برده ..
.. نعم ..
..نعم الله عليك يادكتور ، هو انت على طول مستغرب كلامى كدة ، إحنا الاتنين هنام على السرير ، كل واحد فى يمة ، والسرير كبير وهيساعنا احنا الاتنين. .
…مينفعش…….
..لأ ينفع ، لازم نتعود على كدة ، عشان أما نرجع البيت ، ده بيت عيلة وحواليك ميت الف عين ، ولا ناوى تشمتهم فينا من أول يوم …
..ماشى ، انا معاكى فى الكلام ده ، وهناك الجناح واسع اصلا ، لكن هنا ..
..أنا واثقة من نفسى ، إلا إذا أنت مش واثق من نفسك …
أثارت حفيظته بكلامها ، تقدم من الجهة الاخرى من السرير ، ومد يده ورفع الغطاء ونام على ظهره ووضع يده على عينه ، وفعلت هى الأخرى بالمثل ونامت وظهرها له ، رغم أن الوضع غريب بالنسبه لهم إلا أن الإرهاق والنوم غلبهم .
استيقظت فريدة على صوت عادل
… فريدة ، فريدة ، قومى يلا اتأخرنا ..
..اتأخرنا على ايه ؟
..الطيارة ، نسيتى ولا ايه ؟
..هو لازم يعنى ؟
..هو ايه اللى لازم ..
..لازم نسافر ، انت عارف اللى فيها ، هنقضى 10 أيام وشنا فى وش بعض كدة ، خلينا هنا ، على الأقل كل واحد فينا يلاقى حاجة تشغله ..
..واللى يسألنا لغينا شهر العسل ليه ، هنقول ايه ؟
مش انتى اللى عاملة صوت العقل فى الموضوع. ..
..براحة ياعم ، مكانتش كلمة ..
..يلا قومى بقى ، فاضل ساعتين. .
..ساعتين ، مستعجل انت ليه بقى ..
..مش هتقضيلك ساعة قدام المراية ..
..هى مين دى اللى تقعد ساعة قدام المراية ، هرسم خريطة وشى من أول وجديد ، هم 3 دقايق أخد دش ، ودقيقتين أنط فى التيير. ..
ضحك عادل بصوت عالى على تعبيرها
… طيب يلا نطى فى التيير بسرعة ..
..حالا ..
بالفعل نطت من على السرير واتجهت للحمام ، وقام هو الأخر وغير بيجامته ببدلة بدون كرفات، واتصل بالروح سيرفس لتجهيز سيارة تنقلهم للمطار وليرسلوا أحدا لينقل الحقائب ، وقبل أن يضع سماعة الهاتف ، تجمد مكانه عندما رآها تخرج من الحمام بروب لا يصل حتى لركبتها ، اتجهت لحقيبتها واخرجت منها بعض الملابس ثم عادت للحمام مرة أخرى دون أن تتكلم ،
ماذا تفعل به هذه الفتاة ، لم يمر عليهما إلا ليلة واحدة فقط ، وهو متأثر بها تماما ، لكن كل هذه الجرأة طبيعية ، هل هى مجرد تصرفات عفوية منها أم متعمدة ، وتوقف عقله عند كلمة متعمدة ، من المفترض أنها بكر ، بمعنى أنها لم تختبر من قبل كيفية التعامل مع رجل غريب عنها فى غرفة مغلقة عليهما ، ماذا يحدث ؟
فى خضم أفكاره ، خرجت هى من الحمام ، كانت ترتدى تيير أبيض يتكون من جيب طويلة وضيقة تصل لقدمها ومفتوحة من الجنبين حتى الركبة وعليها جاكيت يصل لخصرها من نفس اللون ،
بالطبع وجدته مازال على وضعه والسماعة فى يده

…أنت متنح كدة ليه ، فى حاجة ؟
..لا ابدا ولا حاجة ..
انقذه من احراجه بسؤالها طرق على الباب ، اتجه ليفتح الباب ، وجدهم العمال الذين سيحملون الحقائب، هم بإدخالهم ، لكنها استوقفته وهى تشير لشعرها المكشوف ، فاوقفهم مرة أخرى ، وأشار لها لتنتهى بسرعة ، مشطتت شعرها بسرعة ، وأخذت الحجاب لترتديه فى الحمام، بعد خروج الحقائب ، خرجت من الحمام وجلست على جانب السرير وبدأت بارتداء بووت ابيض طويل بطول فتحة جيبتها بخط أسمر بجانبه ، وبالطبع هو يراقب كل هذا ، يبدوا انه معجب بما تفعله ،
..خلصت خلاص ، شوفت بقى ، ربع ساعة بالظبط زى ما قولتلك ..
..هتكدبى من أولها ، انتى قلتى حمامك ولبسك خمس دقايق، اوام عملتيهم ربع ساعة ، عموما ده وقت قياسي فعلا ، أول مرة اشوف كدة ..
..مقطع السمكة وديلها انت …
..على الاقل خالص أمى واختى و …
..كمل ، سكت ليه ، ومراتك ، صح ..
.. تقصدى طليقتى ..
..متفرقش ..
..تفتكرى!
…تفتكر انت ..
..وحياتك مبقتش اصلا ، يلا بقى ، احسن الوقت اللى وفرناه فى لبسك هنضيعه فى الكلام …
وصلوا للجزيرة بعد أكثر من يوم كامل ، قضوه فى فى التغيير من طائرة لأخرى، ثم هليكوبتر ، وبعدها أكثر من ساعتان فى سيارة جيب ، بالطبع بعد هذه الرحلة ، سيكون الاقتراح الأول هو الراحة والنوم ، وقد تم ، وبعدها بدأوا الاستمتاع بمعالم الجزيرة وهدوئها، قضوا وقتهم فى الحديث سويا عن كل الموضوعات فى كافة المجالات، ولا ينكر أحدهما أن هذه الأيام كسرت حاجز كبير بينهما ، كانوا كأصدقاء كما اتفقوا ، وعادل بدأ يستمتع بصداقتها والحديث معها ، ولكن حتى الآن لم يتخيلها كزوحة له ، فلم يكن يريد هذا النوع من الشخصية لتكون سكنه، كان يتمنى زوجة حنونة محبة وفياضة بمشاعرها ، وبالطبع فريدة ليست كذلك من وجهة نظره .

أما فريدة ، فلم يكن مسار تفكيرها مثله ، فقد كان ما يشغلها وهى وحدها هى العائلة التى بصدد دخولها وتحفظ عادل الكامل وهو يتحدث عنهم ، أما انه يعلم كل شئ ولكن لا يريد ذكره ، أو هو برئ أكثر من اللازم، ولا يعلم عنهم شئ .

لم يحتاج عادل أن يتعلل بسبب لأهله حتى يقطع رحلته ويعود ، فقد اتصل به والده ليخبره أن والدته مريضة جدا وتطلب رؤيته ، عاد هو وفريدة مع أول حجز وجدوه ، كان ينتظرهم فى المطار أخوه عصام وابن عمه مجدى وهو شريك عادل فى مصنعه ويعتبره عادل من أقرب اصدقائه بل أخ له ،
سلموا عليهم وبالأحرى على فريدة ، فلم يتسنى لهم الفرصة ليتعرفوا عليها جيدا ، تضايق عادل من تجاوز عصام مع فريدة فى الحديث ، فهو متحرر بعض الشئ عنهم .
انفرد عادل بمجدى لثوانى بعيدا عن السيارة التى يتم تحميل الحقائب بها ،
…إيه حكاية تعب أمى دى يامجدى ..
..ولا تعب ولا حاجة ، انا شايفها انهارضة الصبح وكانت كويسة …
..وايه اللى قالوهولى ده ..
..والله ياعادل ، واضح ان الحاجة سميرة كان ليها مزاج تقطعلك شهر العسل بتاعك ، قالولى أنها كل ما تكلمك وتحس انك مبسوط بتتجنن وبتطيح فى الكل ، لحد ما تقعد مع مرات عمك ، وانت عارف بقى ، الاجتماع ده مبيجيش من وراه إلا المصايب ، ورجوعك بالطريقة دى أكبر دليل …
ظهرت فريدة من خلفه
…عادل …
…أيوة يافريدة …
..يلا بقى ..
رفع عادل عينه لعصام وهو يقول
..هو عصام ضايقك ولا حاجة …
..وانت عارف برده أن فى حد يقدر يدايقنى ، بس مش حابة الوقفة كدة ..
…اتفضلى ، يلا يامجدى. ..

وصلوا الفيلا ، ولم يكن فيها الكثيرين ، الكل فى عمله ، أخبرته الخادمة أن والدته فقط من بالمنزل وهى فى غرفتها
..بصى يافريدة ، اطلعى انتى ، عبلة هتوصلك للجناح ، ارتاحى شوية لحد العشا ، الكل بيبقى موجود وقتها ، وأنا هطمن على ماما وهجيلك ..
..تمام ، وابقى سلملى عليها …

صعدت فريدة وهى تفكر للقاء الأول بهم ، وكيف ستستعد له ، أساس الاستعداد الآن هو الهدوء الكامل فى التعامل حتى يتثنى لها الوصول لما تريد .

انت في الصفحة 4 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
10

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل