منوعات

بقلم هناء النمر

دموع ممنوعة. . . . . . . . . . . . الفصل الحادى عشر

أنهت فريدة اجتماعها مع مجموعة العمل فى المكتب الذى تم فيه إغلاق بعض الملفات وبداية العمل على ملفات أخرى ، ورسم خطة العمل وتوزيع المهام التى سيقوم بها كل فرد ،
الساعة أصبحت الرابعة وهى لم تنهى عملها بعد لوجود أعمال كثيرة مؤجلة بسبب إجازة زواجها ،

اتصل بها عادل فى تمام السادسة أكثر من مرة لكنها لم تجيبه ، هى تعمدت ذلك فلا يوجد لديها رغبة فى الحديث معه الآن .
كانت تجلس على طاولة الاجتماعات مع ثلاثة ممن يعملون معها ، دخلت ريهام تحمل ملف فى يدها ، وضعته أمام فريدة ،

…الملف ياأستاذة …

أخذته فريدة ووضعته أمامهم وهى تقول

… الملف ده فى كل البيانات المنشوره عنه ، على النت أو فى الجرايد ، أو حتى الكلام المتداول بين الناس ، هتعملوا نسخة منه لكل واحد فيكوا ، وتدرسوه كويس اوى ، وتبداوا منه ، عايزة بداية صح ، وهنشوف سلطته دى هتوصله لفين ، أى اسألة …

…اتفضلوا ..

التفتت لريهام التى ما تزال واقفة مكانها

…إيه ياريهام واقفة كدة ليه …

…مستنياكى تخلصى ، أصل أستاذ عادل برة …

…عادل مين …

…أنتى تعرفى كام عادل ، جوزك يافيري ، العريس ياعروسة …

…ودى ايه اللى جابه ؟

…يمكن وحشيته ، أول يوم تبعدى عنه بقى ..

…طيب روحى ياظريفة ، ودخليه …

خرجت ريهام ، ودخل عادل بعدها بثوانى ،

… شرفت مكتبنا المتواضع …

… هو كدة متواضع ، انا مكنتش متخيل انه كبير وشيك كدة ، مليان مكاتب وموظفين ، ده شركة كبيرة مش مكتب …

…مش للدرجة دى …

…بجد ، انتى طلعتى جامدة اوى وانا مش واخد بالى…

…أنت كنت فاكرنى صغيرة ولا ايه …

…لا ابدا ، انا كلمتك كتير على فكرة …

…والله ، يمكن مسمعتش ، معلش ، عندى حاجات كتير اوى ، ولازم يخلص معظمها انهارضة …

…خلصى الباقى بكرة ، ويلا عشان نروح بقى …

..مينفعش، انت ناسى أنى راجعة الحكومى بكرة ، آخر يوم فى اجازتى انهارضة ، يعنى هاجى المكتب بعد الضهر ، والوقت هيبقى محدود …

..يعنى إيه ، مش هتيجى معايا ، انا قلت هنروح سوا …

…مينفعش ، عندى شغل ..

…لا يافريدة ، البيت كله بيتجمع على الغدا ، الساعة خمسة ، دى عادة ومحدش بيخالفها ، لو سمحتى عودى نفسك تكونى موجودة ، مش اول يوم خروج للشغل متحضريش الغدا ..

… خلاص ياعادل ، دقيقتين وهقوم معاك …

رفعت السماعة وطلبت من ريهام الدخول

…أيوة ياأستاذة …

…اجلى مناقشة الملف التالت لبكرة ، ولو فى حاجة ضرورى بلغينى بالتيليفون عشان همشى دلوقتى …

…وناصر السخاوي ….

…كلميه واجلى الميعاد وقوليله أنى هكلمه فون على الساعة 8 …

…تمام

جمعت فريدة اشيائها فى شنطتها ، بالاضافة لل CD الموجود عليه التسجيل الخاص بعادل مع من يحبها ، فهى لم تستمع له بعد ،
خرجا من المبنى سويا ، تركت فريدة سيارتها ، واستقلت مع عادل سيارته ، بقيا معظم الطريق دون أن يتحدثا ، قبل الوصول الفيلا بقليل قرر أن يسألها، ففضوله  لمعرفة ما كانت تفكر فيه ،

…مقولتليش ، كنتى بتفكرى في ايه لما كلمتك انهارضة …

ابتسمت فريدة وسألته. ..تفرق معاك ..

…اكيد ، مش انا المعنى بالأمر. ..

…ههههههههه ، المعنى بالأمر ازاى يعنى …

…يعنى كنتى بتفكرى فيا انا ، مش بتقولوها كدة فى التحقيقات. ..

…يعنى …

…خلاص ، يبقى حقى اعرف ، صح ،، ها قوليلى بقى . ..

…كنت بسأل نفسى ، ليه معرفش عنك حاجة لحد دلوقتى ؟

…المفروض أنك تعرفى عنى كل حاجة …

…أنا أعرف اللى يعرفه الناس ،لكن معرفش انت مين من جواك ، بتحب ايه ، بتكره ايه ، ايه بيزعلك وايه بيفرحك …

…والله ، انا تحت أمرك ، اسألى وانا هجاوب …

،لأ خلاص ، مفيش داعى أدخل فى موال مش هنكمله …

…وانتى خلاص قررتى أن احنا مش هنكمله. ..

… انت اللى قررت ياعادل مش انا …

…تقصدى ايه ، مش فاهم …

كانا قد وصل لباب الفيلا واوقف السيارة والتفت لها وهو يسألها هذا السؤال ، لكنها لم تجيبه فى لحظتها ، فتحت باب السيارة وخرجت ثم اغلقته ، لفت حول السيارة لجهة المقود وانحنت له من نافذة السيارة وقالت

… أنا صاحبة مكتب تحقيقات ياعادل ، شغلتى أنى اعرف المعلومة ، وأنا ناجحة جدا فى الموضوع ده ، صحيح أن ممكن المعلومة دى تاخد منى وقت ، لكن المهم أنى فى النهاية بوصل للى عايزة أعرفه …

وبعد اتصال بصرى ذات معنى معين لثوانى معدودة ، أنهت كلامها وتركته وذهبت ، تركته والحيرة تأكله ، أمسك رأسه بكلتا يديه وكأنه يعانى من صداع ، هل علمت بأمر ميس ، أم أنها تتكهن ، هل هذا بالفعل ما قررته ، لم يكن فى حسابه أن تعلم ابدا الان .

مرت وجبة الغداء بالنقاشات اليومية العادية بدون اى جدير غير صمت عادل وهدوئه الذى أثار حفيظة من حوله ومن الممكن أن يكون أسعد بعضهم ، لكن لم يعلق منهم أحد ،

خرج عادل للحديقة ولم يصعد لغرفته ، فهو غير جاهز لمواجهتها الان بعد ما قالته ، استمر فى المشى حول الفيلا لأكثر من ساعة وهو يفكر ، هل علمت ؟ وان علمت فبماذا سيبرر اخفائه لهذا الأمر ، وأن لم تكن تعلم ، فماذا تقصد بما قالته .
لكن السؤال الأهم الذى يدور بعقله ، لماذا هو مهتم لهذه الدرجة برأيها ، أو غضبها منه ، لماذا يشكل فارق معه ، هل هو مهتم بالفعل ؟ أم ماذا ؟
وميس ، أين هى الآن من كل ما يشعر به ؟

وف أثناء متاهة العقل والمشاعر التى ادخله فيها فيها إحساسه بفريدة ، فجأة وجد يدين وضعت على عينيه ،

… أنتى قلتى انك زعلتينى ، فجيتى تصالحينى …

…هى مزعلاك ولا ايه ، انتوا لحقتوا …

انتفض من الصوت وكأن لدغه ثعبان

…سهام ، انتى اتجننتى ، ايه اللى جابك هنا دلوقتى ، وافرضى حد شافك باللى انتى عملتيه ده …

…هو انا عملت ايه ، متنساش انك ابن عمى ..

…سهام ، لمى الدور ، واتفضلى ادخلى وخللى ليلتك تعدى على خير …

… إيه ياعادل ، انا بس كنت عايزة أطمن عليك ، حسيت انك كنت مدايق اوى على الغدا ، ولقيتك خارج لوحدك من شوية ، فقلقت عليك …

… وبعدين بقى ، انتى مالك ومالى ، إلا ماكنتى بتقلقى عليا اصلا واحنا متجوزين ، جاية تقلقى عليا دلوقتى ، العبى غيرها ، اقولك على حاجة ، انا اللى ماشى ، تصبحى على زفت ، كانت ناقصاكى انتى كمان تختميلى الليلة …

همست سهام بصوت منخفض نسبيا

…ماشى ياعادل ، مسير الحى يتلاقى ، وحياتك عندى لأفركشهالك ، ويكون طلاقك على ايدى ، مش سهام اللى تطلق وتترمى كدة ، وتكون مكانى واحدة زى دى ، دا انا سهام المصرى ….

انت في الصفحة 11 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
10

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل